عبدالله سعد اللحيدان
الاعضاء
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 22 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 41 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
كما انّ هذه الأحاديث التي يحتجّون بها تخالف الفطرة !
يعلّمنا القرآن الكريم أن الدين الإسلامي هو دين الفطرة ( فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) ، والناس قد عرفوا بفطرتهم ، بمقتضى فطرتهم ، أنّهم إذا وجدوا الحاكم ظالما فاسقا فاجرا سارقا مستأثرا فلابد أن يسقط ولابد أن يحاكم ولا بدّ أن يقام عليه الحدّ الشرعي .
كما انّ الاتفاق والتآمر مع أعداء الإسلام والمسلمين لا تسقط تبعاته بتقادم الزمن .
يقول : الذي يخرج على السلطة الجائرة يكون من الجاهلية ، أما الحاكم الظالم فتجب طاعته ! ماهذه المعادلة !؟
بل هذه مفارقة لابد أن يجيب عليها أصحاب هذا النهج ! وهو أنه إذا خرج على السلطان الجائر الظالم الفاسد السارق المستأثر ومات فمات ميتة جاهلية ، ولكنه هذا الخارج إذا نجح واستولى على السلطة ، حتى لو استولى على السلطة بالسلاح ، فيكون وليا من ولاة الأمر ويكون مطاعا ! يعني إذا مات قبل أن يصل إلى السلطة فيموت ميتة جاهلية ، ولكن إذا نجح واستولى على السلطة قبل أن يموت تجب طاعته ومن يخرج عليه يموت ميتة جاهلية ! هذا هو التناقض الذي يعيش فيه أصحاب هذا النهج ، وهو أنه بمجرد أن يخرج ويخلع يد الطاعة عن الإمام الجائر إذا مات مات ميتة جاهلية ، أما إذا وصل إلى السلطة بقوة السلاح والانقلاب والخيانات عند ذلك يكون هو ولي الأمر وتجب طاعته .
وطاعته طاعة لله وطاعة لرسول الله !
وقد صارت الضابطة بأيدي الناس : أيها الناس ، أينما وجدتم استئثارا وسرقة وظلما وانحرافا وضلالا وفجورا وفسوقا وفسادا على المستوى العام ، ووجدتم أن المؤسسة الدينية لا تقوم بمسؤولياتها ، إعلموا أنكم بدأتم تقعون في هذا النهج الغريب !
كما انّ الروايات الواردة ليست ( من أطاع الأمير فقد أطاع الله .. ومن يعصي الأمير .. ) بل هي : ( من أطاع أميري ) يعني : الأمير الذي نصبته أنا فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني ، يعني : من أطاع الأمير الذي نصبه وعيّنه رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وهذا كلامٌ سليم جدا .
ويقول : والردّ على هؤلاء ومناقشة أقوالهم بعرضها على الكتاب والسنّة ليس دعوة إلى الخروج . أنا أقرّر واقعا معينا .
وهذه قضية إنسانية ، قضية فطرية ، نعم قد يطول بها الزمن ولكن إذا انكشفت لا يمكن الوقوف أمامها بأي شكل من الأشكال .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، وكثير من هؤلاء الحكّام اتخذوهم أولياء .
فهل يجوز الخروج على من اتخذ اليهود والنصارى أولياء وصار تحت رايتهم وطوع أمرهم ، أو لا يجوز ؟
هل يجوز أن نأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر ، أو لا يجوز ؟
هل يجوز أن ننصحهم ، أو لا يجوز ؟
يقولون : لا يجوز ، لأن هؤلاء الحكّام يصلّون مع المسلمين !
وهؤلاء الذين يحرّمون الخروج على الحاكم الجائر إنما يخلطون بين الحاكم الشرعي المسلم الجائر ، والحاكم المسلم الذي نصّبه الكفار ويعمل معهم . ففي الأول خلاف ، وإن كنا نرى انّ الخروج عليه يخضع للمآلات ، أما الثاني فلا خلاف في وجوب الخروج عليه ، وذلك لسبب وجيه أنه يمثل سلطان الكافرين على المسلمين ، ( وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ) .
إن أهمية إمامة ( حكم ) المسلمين أكبر من أهمية تأدية المناسك العبادية المستحبّة . وبهذا يعلّم الإسلام المسلمين أن لا يجعلوا من العبادات المستحبّة سببا لانشغالهم عن حقوقهم المشروعة ، وعن حريتهم وكرامتهم ، وعن أمر نظام الأمّة .
فالإسلام يريد أن ينفض عن كاهل الأمّة شرعية كلّ الظالمين والمخادعين الذين يسلبون حرية وكرامة الإنسان ، وأن لا يعطيهم أي شرعية دينية في الحكم .
والإسلام لا يرضى عن الذين يتنازلون عن الأمانة التي في أعناقهم ويعطون الشرعية لمن لا حق له مقابل دراهم معدودات .
إن أي جهة أو شخص أو رجل دين أو مؤسسة دينية تعطي شرعية للظالم الفاسد السارق المستأثر الموالي للكفّار فإن هذه الجهة لا تمثل الإسلام والمسلمين .
الإسلام ينأى بالأمّة الإسلامية عن الخنوع للظالم الفاسد السارق المستأثر الموالي للكفّار ، وعن إسباغ الشرعية الدينية على ما يغتصبه من حقوق الأمّة وحريّة وكرامة وحقوق الإنسان .
الحقوق المشروعة لا يجوز التنازل عنها .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
..
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 41 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
كما انّ هذه الأحاديث التي يحتجّون بها تخالف الفطرة !
يعلّمنا القرآن الكريم أن الدين الإسلامي هو دين الفطرة ( فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) ، والناس قد عرفوا بفطرتهم ، بمقتضى فطرتهم ، أنّهم إذا وجدوا الحاكم ظالما فاسقا فاجرا سارقا مستأثرا فلابد أن يسقط ولابد أن يحاكم ولا بدّ أن يقام عليه الحدّ الشرعي .
كما انّ الاتفاق والتآمر مع أعداء الإسلام والمسلمين لا تسقط تبعاته بتقادم الزمن .
يقول : الذي يخرج على السلطة الجائرة يكون من الجاهلية ، أما الحاكم الظالم فتجب طاعته ! ماهذه المعادلة !؟
بل هذه مفارقة لابد أن يجيب عليها أصحاب هذا النهج ! وهو أنه إذا خرج على السلطان الجائر الظالم الفاسد السارق المستأثر ومات فمات ميتة جاهلية ، ولكنه هذا الخارج إذا نجح واستولى على السلطة ، حتى لو استولى على السلطة بالسلاح ، فيكون وليا من ولاة الأمر ويكون مطاعا ! يعني إذا مات قبل أن يصل إلى السلطة فيموت ميتة جاهلية ، ولكن إذا نجح واستولى على السلطة قبل أن يموت تجب طاعته ومن يخرج عليه يموت ميتة جاهلية ! هذا هو التناقض الذي يعيش فيه أصحاب هذا النهج ، وهو أنه بمجرد أن يخرج ويخلع يد الطاعة عن الإمام الجائر إذا مات مات ميتة جاهلية ، أما إذا وصل إلى السلطة بقوة السلاح والانقلاب والخيانات عند ذلك يكون هو ولي الأمر وتجب طاعته .
وطاعته طاعة لله وطاعة لرسول الله !
وقد صارت الضابطة بأيدي الناس : أيها الناس ، أينما وجدتم استئثارا وسرقة وظلما وانحرافا وضلالا وفجورا وفسوقا وفسادا على المستوى العام ، ووجدتم أن المؤسسة الدينية لا تقوم بمسؤولياتها ، إعلموا أنكم بدأتم تقعون في هذا النهج الغريب !
كما انّ الروايات الواردة ليست ( من أطاع الأمير فقد أطاع الله .. ومن يعصي الأمير .. ) بل هي : ( من أطاع أميري ) يعني : الأمير الذي نصبته أنا فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني ، يعني : من أطاع الأمير الذي نصبه وعيّنه رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وهذا كلامٌ سليم جدا .
ويقول : والردّ على هؤلاء ومناقشة أقوالهم بعرضها على الكتاب والسنّة ليس دعوة إلى الخروج . أنا أقرّر واقعا معينا .
وهذه قضية إنسانية ، قضية فطرية ، نعم قد يطول بها الزمن ولكن إذا انكشفت لا يمكن الوقوف أمامها بأي شكل من الأشكال .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، وكثير من هؤلاء الحكّام اتخذوهم أولياء .
فهل يجوز الخروج على من اتخذ اليهود والنصارى أولياء وصار تحت رايتهم وطوع أمرهم ، أو لا يجوز ؟
هل يجوز أن نأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر ، أو لا يجوز ؟
هل يجوز أن ننصحهم ، أو لا يجوز ؟
يقولون : لا يجوز ، لأن هؤلاء الحكّام يصلّون مع المسلمين !
وهؤلاء الذين يحرّمون الخروج على الحاكم الجائر إنما يخلطون بين الحاكم الشرعي المسلم الجائر ، والحاكم المسلم الذي نصّبه الكفار ويعمل معهم . ففي الأول خلاف ، وإن كنا نرى انّ الخروج عليه يخضع للمآلات ، أما الثاني فلا خلاف في وجوب الخروج عليه ، وذلك لسبب وجيه أنه يمثل سلطان الكافرين على المسلمين ، ( وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ) .
إن أهمية إمامة ( حكم ) المسلمين أكبر من أهمية تأدية المناسك العبادية المستحبّة . وبهذا يعلّم الإسلام المسلمين أن لا يجعلوا من العبادات المستحبّة سببا لانشغالهم عن حقوقهم المشروعة ، وعن حريتهم وكرامتهم ، وعن أمر نظام الأمّة .
فالإسلام يريد أن ينفض عن كاهل الأمّة شرعية كلّ الظالمين والمخادعين الذين يسلبون حرية وكرامة الإنسان ، وأن لا يعطيهم أي شرعية دينية في الحكم .
والإسلام لا يرضى عن الذين يتنازلون عن الأمانة التي في أعناقهم ويعطون الشرعية لمن لا حق له مقابل دراهم معدودات .
إن أي جهة أو شخص أو رجل دين أو مؤسسة دينية تعطي شرعية للظالم الفاسد السارق المستأثر الموالي للكفّار فإن هذه الجهة لا تمثل الإسلام والمسلمين .
الإسلام ينأى بالأمّة الإسلامية عن الخنوع للظالم الفاسد السارق المستأثر الموالي للكفّار ، وعن إسباغ الشرعية الدينية على ما يغتصبه من حقوق الأمّة وحريّة وكرامة وحقوق الإنسان .
الحقوق المشروعة لا يجوز التنازل عنها .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يزينون له الظلم والفساد ويدفعونه ويندفعون معه إلى الحتف المشؤوم والمصير الأسود والنهاية السيئة المخيفة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يمنعون النصائح من أن تصل إليه .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين لا يفكّرون سوى بمصالحهم الدنيوية التافهة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل من يتخلّون عنه ويتبرؤون منه ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذي يكون - هوأيضا - أوّل من يتخلّى عنهم ويتبرأ منهم ، في الدنيا والآخرة .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يجعلونه - أيضا - أوّل ضحاياهم حين يحسّون بالخطر .
وعادة يكون حول الظالم بعض المستفيدين الذين يكونون - أيضا - أوّل ضحاياه حين يحسّ بالخطر .
وقد أرانا الله مصارع الظالمين وأعوانهم لتكون عبرة ، أرانا ماذا فعل مع فرعون وهامان وجنودهما ، وماذا فعل مع قارون وأصحابه ، وماذا فعل مع النمرود وجيوشه ، وماذا فعل مع سائر الظلمة وأعوانهم .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
..