العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )

  • تاريخ البدء
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 1 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
الظلم من أخبث الأمراض الفتاكة التي تسلب الخيرات ، وتنزع البركات ، وتفرّق الجماعات ، وتهلك الشعوب ، وتدمّر الدول ، وتقضي على الأُمم .
والظلم من الجرائم البشعة التي لا يملك من يقوم بها - عن علم ، وبإصرار - شيئا من الإيمان ، أو الأخلاق ، أو المشاعر الإنسانيّة .
والظلم من أقذر مستنقعات الرذائل .
ونعرف خطورة الظلم ، من أن الله تعالى حرّمه على نفسه وجعله بين عباده محرّما .
عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فيما روى عن اللَّه تبارك وتعالى أنّه قال : ( يا عِبَادِي إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فلا تَظَالَمُوا ) الحديث .
وقد بعث الله الرسل وأنزل الكتب وأوضح السبل من أجل نشر العدل والعمل به ومكافحة الظلم ومقاومة الظالمين .
قال الله تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
وقال تعالى إرشادا لعباده وتذكيرا : ( وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ) .
وأشار الله تعالى إلى أن الإيمان إذا اختلط بالظلم ، إذا خالطه الظلم ، لايحقّق الأمن في الدنيا ولا في الآخرة ، ولا يحقّ الهداية في الدنيا إلى الخيرات ولا يحقّق الهداية في الآخرة إلى الجنّة ، قال تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكّد دائما على وجوب التطهّر من أدران الظلم بجميع أنواعه .
وظلم الإنسان لأخيه الإنسان هو الذنب العظيم الذي لا يتركه الله حتى يقتص من الظالم للمظلوم .
ومرتع الظلم وخيم ، وعاقبته سيئة ، وجزاء صاحبه البوار وخراب الدار .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم : ( لَوْ أَنَّ جَبَلا بَغَى عَلَى جَبَلٍ لَدُكَّ الْبَاغِي مِنْهُمَا ) وفي رواية قال : ( لَوْ أَنَّ جَبَلَيْنِ بَغَى أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ لَدُكَّ الْبَاغِي مِنْهُمَا ) .
وذكر عن أبي بكر الوراق أنه قال : أكثر ما ينزع الإيمان من القلب ظلم العباد .
وللظلم وقع شديد على النفس البشرية ، تحس معه بالهضم والغبن والقهر والغضب ، فينحصر تفكير المظلوم في الانتصار والانتقام من شدّة ما يجد في قلبه على من ظلمه .
والظلم سبب لخراب العمران وزوال الدول وفناء الأمم .
يقول الماوردي : إن مما تصلح به حال الدنيا قاعدة العدل الشامل الذي يدعو إلى الألفة ، ويبعث على الطاعة ، وتعمر به البلاد ، وتنمو به الأموال ، ويكبر معه النسل ، ويأمن به السلطان ، وليس شيء أسرع في خراب الأرض ولا أفسد لضمائر الخلق من الجور ؛ لأنه ليس يقف على حد ، ولا ينتهي إلى غاية .
وقال بعض العلماء: العدل نظام كل شيء ، فإذا أقيم أمر الدنيا بعدل قامت وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق ، ومتى لم تقم بعدل لم تقم وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يجزى به في الآخرة .
وكلّ طاعة لله فهي مبنية على العدل ، وكلّ معصية لله مبنية على الظلم .
وقد نهى الله تعالى عباده عن الركون إلى الظالمين ، وتوعد على ذلك بثلاث عقوبات هي : النار ، وفقد ولاية الله تعالى ، وعدم وجود النصر أو الناصر بل الهزيمة والخسران المبين .
( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
ومن معاني الركون إلى الشيء : الميل إليه ، أو الاستناد إليه ، أو الاعتماد عليه ، أو السكون له ، أو الرضا به ، أو الشعور بالمودّة أو الألفة نحوه .
وسوف أعرض ، أيضا ، في هذا الجزء من هذه السلسلة العلمية أقوال وآراء علماء وباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية ، ثم نعود لمناقشها .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 2 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
نهى الله تعالى عباده عن الركون إلى الظالمين ، وتوعد على ذلك بثلاث عقوبات هي : النار ، وفقد ولاية الله تعالى ، وعدم وجود النصر أو الناصر بل الهزيمة والخسران المبين .
( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
ومن معاني الركون إلى الشيء : الميل إليه ، أو الاستناد إليه ، أو الاعتماد عليه ، أو السكون له ، أو الرضا به ، أو الشعور بالمودّة أو الألفة نحوه .
ومن أعظم الظلم التعدي على الناس وبخس حقوقهم أو العدوان على دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم .
والظالمون الأصليون جبناء في العادة ، ولكن لهم أعوان ينفّذون الظلم ويعينونهم على ظلمهم ، ويفرضون الاستبداد باسمهم ، ويمارسون الظلم على الناس بقوتهم ، وما من ظالم في الأرض قديما أو حديثا إلا وله أعوان يحتمي خلفهم ويظلم الناس بهم .
والظالمون الأصليون عاجزون في العادة لو تركوا وحدهم ، ولكن أهم سبب لتفشي ظلمهم في الأرض وانتفاشهم وقوّتهم وبقائهم مدة أطول هو وجود الأعوان الذين هم من المظلومين أيضا !
فالظالمون الأصليون عاجزون في العادة لو تركوا وحدهم ، ولكن أهم سبب لتفشي ظلمهم في الأرض وانتفاشهم وقوّتهم وبقائهم مدة أطول هو ركون المظلومين إليهم ، واحتماؤهم بهم ، وخضوعهم لجورهم ، فإن ذلك مما يجرّئ الظلمة ويجعلهم أكثر غرورا وغطرسة وجبروتا ونفوذا واستبدادا !
وعادة يكون المظلومون أدوات في أيدي الظالمين ، يحرّكونهم لتوسيع نفوذهم وفرض سطوتهم وضرب الناس بهم .
وأحيانا يبلغ العجز والهوان بالمظلومين حدّا يتسابقون فيه إلى الظلمة لإرضائهم ، والانضواء تحت لوائهم ، والتشرف بخدمتهم في جورهم وجبروتهم !
ومن تأمل أحداث انهيارات المجتمعات والشعوب والدول والأمم - طوال التاريخ - وجد أن السبب الرئيس هو الظلم الذي ساعد على سيادته وانتشاره وطغيانه ركون المظلومين إلى الظالمين المستكبرين ، وقد وثقوا بهم أكثر من ثقتهم بربهم عز وجل ! ومالوا إليهم كل الميل ، وتسابقوا على إرضائهم ولو بسحق إخوانهم ، وهذا من أعظم أسباب الذلّ والخذلان وتخلف نصر الله تعالى وعونه عنهم ، وسبب تسلّط أعدائهم عليهم .
كما أنّ من عادة الظلمة المستكبرين : أن يزدادوا ظلما وطغيانا وفسادا واستئثارا كلما وجدوا من المظلومين استجابة لذلك .
وفي القرآن الكريم حكم وعبر ومواعظ لمن كان في قلبه شيء من الإيمان .
عندما أراد الكفّارأن يصرفوا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم عن بعض الأوامر والنواهي الإلهية ، حذّره الله تعالى من الافتتان بهم والتنازل عن شيء من الدين إرضاء لهم ، لأن ذلك من الركون إليهم ، وتوعّده بعدم النصر مع عذاب الدنيا والآخرة ، والنبي معصوم من الوقوع في ذلك ، ولكن خطاب الله تعالى له بذلك هو خطاب لأمته ، لئلا يتركوا شيئا من دينهم إرضاء لأحد أو خوفا من أحد ، فيكون ذلك ركونا إلى غير الله تعالى فلا ينصرون ويقع الخذلان والعذاب عليهم بسببه ، قال تعالى : ( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ المَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ) .
ومن تأمل أحداث انهيارات المجتمعات والشعوب والدول الإسلامية - في العصور المتأخرة - ونظر بخاصّة إلى واقع المسلمين اليوم وما هم فيه من الهوان ، يجد أن السبب هو أنهم ركنوا إلى الذين ظلموا شيئا كثيرا ، وتنازلوا عن كثير من دينهم وحقوقهم وكرامتهم لأجلهم ، ووافقوهم في ظلمهم وأعانوهم عليه أحيانا ، واحتموا بهم من دون الله تعالى ، واستكانوا لهم ، ورجوا نفعهم ، وخافوا ضرهم ، وهذا هو الهوان والخذلان ؛ إذ وكلهم الله تعالى إلى من ركنوا إليهم فأذلوهم وقهروهم وظلموهم واستباحوهم واستعبدوهم .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 3 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
من عادة الظلمة المستكبرين : أن يزدادوا ظلما وطغيانا وفسادا واستئثارا كلما وجدوا من المظلومين استجابة لذلك .
وفي القرآن الكريم حكم وعبر ومواعظ لمن كان في قلبه شيء من الإيمان .
عندما أراد الكفّارأن يصرفوا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم عن بعض الأوامر والنواهي الإلهية ، حذّره الله تعالى من الافتتان بهم والتنازل عن شيء من الدين إرضاء لهم ، لأن ذلك من الركون إليهم ، وتوعّده بعدم النصر مع عذاب الدنيا والآخرة ، والنبي معصوم من الوقوع في ذلك ، ولكن خطاب الله تعالى له بذلك هو خطاب لأمته ، لئلا يتركوا شيئا من دينهم إرضاء لأحد أو خوفا من أحد ، فيكون ذلك ركونا إلى غير الله تعالى فلا ينصرون ويقع الخذلان والعذاب عليهم بسببه ، قال تعالى : ( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ المَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ) .
ومن تأمل أحداث انهيارات المجتمعات والشعوب والدول الإسلامية - في العصور المتأخرة - ونظر بخاصّة إلى واقع المسلمين اليوم وما هم فيه من الهوان ، يجد أن السبب هو أنهم ركنوا إلى الذين ظلموا شيئا كثيرا ، وتنازلوا عن كثير من دينهم وحقوقهم وكرامتهم لأجلهم ، ووافقوهم في ظلمهم وأعانوهم عليه أحيانا ، واحتموا بهم من دون الله تعالى ، واستكانوا لهم ، ورجوا نفعهم ، وخافوا ضرهم ، وهذا هو الهوان والخذلان ؛ إذ وكلهم الله تعالى إلى من ركنوا إليهم فأذلوهم وقهروهم وظلموهم واستباحوهم واستعبدوهم .
و ترى بعض الظلمة في بعض بلاد الإسلام - اليوم - قد اتخذوا الكافرين وأولياءهم وأذنابهم وعيونهم من الزنادقة والمرتدين والمنافقين بطانة لهم من دون المؤمنين ، فما زادوهم إلا خبالا وخذلانا ، ولو كانوا مؤمنين ويعقلون حقّا لعملوا بما يقتضيه التحذير الإلهي في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) .
ومن تأمل كل قضايا المسلمين التي تنازلوا عنها الشيء بعد الشيء - وبخاصّة في العصور المتأخرة - يجد أن الركون للظالمين هو السبب في الخذلان والانكسار والذل والهوان .
ومن تأمل واقع المسلمين المأساوي ، ومعاناتهم المتواصلة ماديا ومعنويا ، وجد أن من أسباب ذلك وجود بطانة سوء من المرتزقة والمنافقين تزيّن للظالمين ظلمهم وتبيع الأمة كلّها بثمن بخس .
ومن تأمل واقع المسلمين - اليوم - وجد أن الركون للظالمين ليس فقط هو سبب في خذلان الأمة وهوانها وذلها وعدم نصر الله تعالى لها ، بل هو أيضا عامل رئيس في استمرار هذا الذل والهوان والخذلان الذي أنسى كثيرا من المسلمين قدرهم في كونهم خير أمة أخرجت للناس ، كما أنساهم وظيفتهم التي هي إخراج الناس من العبودية لغير الله تعالى إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له . ومحاولات : التغيير ، والتشويه ، والتأويل الممنهج ، لدين الله تعالى ، والتنازل عن أصوله ، ومحاولات مسخ شريعته ، دليل واضح فاضح على ذلك .
والركون إلى الظالمين قد أنسى كثيرا من المسلمين أيضا أن العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) ، وأن العزّ كل العزّ والشرف كل الشرف أن يكون المرء عبدا لله تعالى وحده لا يخضع لسواه ولا يذل إلا له ولا يرجو ولا يخاف غيره .
والمظلومون في كلّ زمان ومكان ، كانوا ولا يزالون ، مستضعفين مقهورين وغير راضين ، وربّما كانوا صامتين خاضعين يكتمون غيظهم ولا يظهرون غضبهم خوفا من سطوة الظلمة وأعوانهم وقهرهم ، فيظن الظلمة أن المظلومين يستمتعون بظلمهم لهم كما يستمتع به الظالمون ، وينسون أن في صدور المظلومين من الغضب والألم والحقد ورغبات الانتقام ما لو انفجر لدمّر من حوله وفيها من ضجيج الأصوات وأنين الآهات ما لو خرج لمزّق سكون الفضاء .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 4 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ومن تأمل كل قضايا المسلمين التي تنازلوا عنها الشيء بعد الشيء - وبخاصّة في العصور المتأخرة - يجد أن الركون للظالمين هو السبب في الخذلان والانكسار والذل والهوان .
ومن تأمل واقع المسلمين المأساوي ، ومعاناتهم المتواصلة ماديا ومعنويا ، وجد أن من أسباب ذلك وجود بطانة سوء من المرتزقة والمنافقين تزيّن للظالمين ظلمهم وتبيع الأمة كلّها بثمن بخس .
ومن تأمل واقع المسلمين - اليوم - وجد أن الركون للظالمين ليس فقط هو سبب في خذلان الأمة وهوانها وذلها وعدم نصر الله تعالى لها ، بل هو أيضا عامل رئيس في استمرار هذا الذل والهوان والخذلان الذي أنسى كثيرا من المسلمين قدرهم في كونهم خير أمة أخرجت للناس ، كما أنساهم وظيفتهم التي هي إخراج الناس من العبودية لغير الله تعالى إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له . ومحاولات : التغيير ، والتشويه ، والتأويل الممنهج ، لدين الله تعالى ، والتنازل عن أصوله ، ومحاولات مسخ شريعته ، دليل واضح فاضح على ذلك .
والركون إلى الظالمين قد أنسى كثيرا من المسلمين أيضا أن العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) ، وأن العزّ كل العزّ والشرف كل الشرف أن يكون المرء عبدا لله تعالى وحده لا يخضع لسواه ولا يذل إلا له ولا يرجو ولا يخاف غيره .
والمظلومون في كلّ زمان ومكان ، كانوا ولا يزالون ، مستضعفين مقهورين وغير راضين ، وربّما كانوا صامتين خاضعين يكتمون غيظهم ولا يظهرون غضبهم خوفا من سطوة الظلمة وأعوانهم وقهرهم ، فيظن الظلمة أن المظلومين يستمتعون بظلمهم لهم كما يستمتع به الظالمون ، وينسون أن في صدور المظلومين من الغضب والألم والحقد ورغبات الانتقام ما لو انفجر لدمّر من حوله وفيها من ضجيج الأصوات وأنين الآهات ما لو خرج لمزّق سكون الفضاء .
هل يجد الظالمون لذّة وسعادة في ظلم الناس فلا يُحسّون بالمظلومين !؟
عادة ، يجد المظلومون ألما عميقا في نفوسهم لا يشفيه إلا الانتصار ممن ظلمهم .
وهذا الرجل العراقي الذي قذف الرئيس الأمريكي بوش الصغير بالحذاء ، قذفه بما لا يؤذي وبحذاء قد لا يصيبه ، ولكنه تعبير عن ألمه وقهره ، وإعلان لتمرده ورفضه للظلم ، وكان يعلم أن ذلك قد يكلّفه حياته ، وهذا يحتم علينا أن نحذر الظلم ونتباعد عنه ، وننتصر للمظلوم بما نستطيع من وسائل سلميّة قبل أن ينفجر غضبه فلا يبقي ولا يذر .
منظر رجل يرمي آخر بحذاء ليس حدثا كبيرا ، ولكنّ أهمية الحدث جاءت في كون المرجوم حاكما ظالما غشوما وجبّارا مفسدا في الأرض ، وكون الراجم مظلوما متسضعفا مقهورا ! فجادت قرائح الشعراء بعشرات القصائد في مدح الراجم وهجاء المرجوم ، بل تعدّى الأثر ذلك إلى مدح الحذاء الذي رمي به ، وكتبت مئات المقالات تثني على الراجم وتذمّ المرجوم ، واستحوذت تلك الصورة المعبرة عن ألم المظلومين المقهورين المستضعفين في الأرض على نشرات الأخبار وملحقاتها وصفحات الجرائد والمجلات ومواقع الشبكة العنكبوتية ، وصُمّمت ألعاب الكترونية للأطفال مأخوذة من الحدث وشخصياته ، وحظي هذا الحدث البسيط الذي لم يتجاوز ثوان معدودات باهتمام عالمي وشعبي غير مسبوق ، فلماذا كان كذلك !؟ الجواب : لأنه تعبير عن رفض الظلم والغشم والفساد والطغيان ، وإعلان للتمرد على الظلمة الجبّارين .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله و تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 5 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
هل يجد الظالمون لذّة وسعادة في ظلم الناس فلا يُحسّون بالمظلومين !؟
عادة ، يجد المظلومون ألما عميقا في نفوسهم لا يشفيه إلا الانتصار ممن ظلمهم .
وهذا الرجل العراقي الذي قذف الرئيس الأمريكي بوش الصغير بالحذاء ، قذفه بما لا يؤذي وبحذاء قد لا يصيبه ، ولكنه تعبير عن ألمه وقهره ، وإعلان لتمرده ورفضه للظلم ، وكان يعلم أن ذلك قد يكلّفه حياته ، وهذا يحتم علينا أن نحذر الظلم ونتباعد عنه ، وننتصر للمظلوم بما نستطيع من وسائل سلميّة قبل أن ينفجر غضبه فلا يبقي ولا يذر .
منظر رجل يرمي آخر بحذاء ليس حدثا كبيرا ، ولكنّ أهمية الحدث جاءت في كون المرجوم حاكما ظالما غشوما وجبّارا مفسدا في الأرض ، وكون الراجم مظلوما متسضعفا مقهورا ! فجادت قرائح الشعراء بعشرات القصائد في مدح الراجم وهجاء المرجوم ، بل تعدّى الأثر ذلك إلى مدح الحذاء الذي رمي به ، وكتبت مئات المقالات تثني على الراجم وتذمّ المرجوم ، واستحوذت تلك الصورة المعبرة عن ألم المظلومين المقهورين المستضعفين في الأرض على نشرات الأخبار وملحقاتها وصفحات الجرائد والمجلات ومواقع الشبكة العنكبوتية ، وصُمّمت ألعاب الكترونية للأطفال مأخوذة من الحدث وشخصياته ، وحظي هذا الحدث البسيط الذي لم يتجاوز ثوان معدودات باهتمام عالمي وشعبي غير مسبوق ، فلماذا كان كذلك !؟ الجواب : لأنه تعبير عن رفض الظلم والغشم والفساد والطغيان ، وإعلان للتمرد على الظلمة الجبّارين .
من هذه القصّة وغيرها من القصص المشابهة نعرف أن من البديهيات : أنّ على من تولّى ولاية ـ كبيرة كانت أم صغيرة ـ أن يحذر من الظلم ، لإن انتقام المظلومين سيكون أليما ، فإن عجزوا عنه في الدنيا اقتصّوا منه في الآخرة ، وذلك أشد وأنكى ، ولو قدر المظلومون المستضعفون في الأرض على رمي الظلمة بأحذيتهم لدفنوهم بها !
وهذا التضامن الشعبي العالمي مع الراجم المظلوم يدلّ على أن الظلم تأباه النفوس السوية مهما كان دينها ومذهبها .
النفوس الحرّة الأبيّة الكريمة ترفض الظلم .
ولا تخضع للظلم تمام الخضوع إلا النفوس المريضة التي يستمتع أصحابها بظلم الظالمين ، ويستمتعون بلطم الظالمين وجوههم ، ويرتاحون وهم يمرّغون أنوفهم تحت أقدام الظالمين ، وهم مع ذلك كلّه يقدمون للظالمين الولاء والتقدير بل والحماية أيضا !، و قد استعبدت قلوبهم لغير الله تعالى ، وسلب الظالمون إرادتهم ، فأصبحوا لا يعيشون إلا على إذلال الظالمين لهم واستبدادهم بهم .
وهكذا يصبح استسلام المظلومين للظالمين سببا لحياة الذلّ والمهانة ، وامتهان الكرامة والعزة ، وتسلّط الأعداء .
يعلّمنا الإسلام أنّه لا خير في أمّة تركن إلى الذين ظلموا أو تخضع لهم ، هذه الأمّة فاسقة ، قال تعالى عن فرعون وقومه : ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) ، واستخفّ قومه يعني : دفعهم إلى العجلة والطيش وعدم التدبّر في المسائل ، أي: استخفهم فرعون فأطاعوه على الظلم الذي هو فيه ووافقوه على مايريد ، أو وجدهم أهل طيش ورعونة وضعف وطمع وعدم تفكّر في الأمور ، فضحك عليهم بهذا الكلام وأخضعهم له .
وقد لا يوافق على الظلم إلا المنتفع به ، ولكن المفارقة العجيبة عندما يوافق المظلومون على مايتعرّضون له من ظلم ويرضون به دون أن يطالهم سوى مزيد من الظلم والقهر والعذاب !
ولكن إذا نجا الظالم من المظلومين ، فكيف ينجو من الله !؟ وأين يذهب !؟ وظلمه مؤذن بزواله ، وجبروته مبشّر بانكساره وانخذاله !
التهديدات الإلهية تحوط الظالم من كل جانب ، والهلاك يطارده والموت يلاحقه في كل مكان ، ودعوة المظلوم تصيبه في كلّ حين . وسيجرّ الظالم أذيال الخيبة مهانا ، ويندحر بالهزيمة مقهورا مدانا ، وسيكون سمعة رادعة ومثلة وازعة وعبرة مانعة لكل القوى الظالمة الجائرة كما كانت القوى الظاهرة البائدة . ولن يدفع الظالم إلى نهايته وحتفه ومصرعه سوى غروره بقوّته !
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 6 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
النفوس الحرّة الأبيّة الكريمة ترفض الظلم .
ولا تخضع للظلم تمام الخضوع إلا النفوس المريضة التي يستمتع أصحابها بظلم الظالمين ، ويستمتعون بلطم الظالمين وجوههم ، ويرتاحون وهم يمرّغون أنوفهم تحت أقدام الظالمين ، وهم مع ذلك كلّه يقدمون للظالمين الولاء والتقدير بل والحماية أيضا !، و قد استعبدت قلوبهم لغير الله تعالى ، وسلب الظالمون إرادتهم ، فأصبحوا لا يعيشون إلا على إذلال الظالمين لهم واستبدادهم بهم .
وهكذا يصبح استسلام المظلومين للظالمين سببا لحياة الذلّ والمهانة ، وامتهان الكرامة والعزة ، وتسلّط الأعداء .
يعلّمنا الإسلام أنّه لا خير في أمّة تركن إلى الذين ظلموا أو تخضع لهم ، هذه الأمّة فاسقة ، قال تعالى عن فرعون وقومه : ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) ، واستخفّ قومه يعني : دفعهم إلى العجلة والطيش وعدم التدبّر في المسائل ، أي: استخفهم فرعون فأطاعوه على الظلم الذي هو فيه ووافقوه على مايريد ، أو وجدهم أهل طيش ورعونة وضعف وطمع وعدم تفكّر في الأمور ، فضحك عليهم بهذا الكلام وأخضعهم له .
وقد لا يوافق على الظلم إلا المنتفع به ، ولكن المفارقة العجيبة عندما يوافق المظلومون على مايتعرّضون له من ظلم ويرضون به دون أن يطالهم سوى مزيد من الظلم والقهر والعذاب !
ولكن إذا نجا الظالم من المظلومين ، فكيف ينجو من الله !؟ وأين يذهب !؟ وظلمه مؤذن بزواله ، وجبروته مبشّر بانكساره وانخذاله !
التهديدات الإلهية تحوط الظالم من كل جانب ، والهلاك يطارده والموت يلاحقه في كل مكان ، ودعوة المظلوم تصيبه في كلّ حين . وسيجرّ الظالم أذيال الخيبة مهانا ، ويندحر بالهزيمة مقهورا مدانا ، وسيكون سمعة رادعة ومثلة وازعة وعبرة مانعة لكل القوى الظالمة الجائرة كما كانت القوى الظاهرة البائدة . ولن يدفع الظالم إلى نهايته وحتفه ومصرعه سوى غروره بقوّته !
ومع أن من سنن الله إمهال الظالمين الطغاة وإنظار المجرمين العتاة واستدراج المعتدين البغاة ، وأنّ للظّالم صولة وللباغي جولة ، ولكنّها صولة آفلة وجولة خاسرة ، فما من غلبة للظالمين الطغاة المجرمين المعتدين إلا وهي إملاء مؤقت مختوم بخذلان وسوء عاقبة وخسران .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم : ( إنّ الله ليُملِي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) ، وقرأ : ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) متفق عليه .
ولو يشاء الله لأهلك الظالمين الطغاة المجرمين المعتدين بمجرّد صدور الظلم عنهم ، وانتصر منهم وكفّ أيديهم وبأسهم وجعل الدائرة عليهم وجعلهم أحاديث ولم يبق لهم باقية وتبّرهم تتبيرا ودمّرهم تدميرا ، ولكن ليتحقق الامتحان والابتلاء .
مع ذلك كلّه ، يعلّمنا الإسلام أن الانتصار من الظالمين صفة ومنهج من صفات ومناهج المؤمنين ، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ) ، ويعلّمنا أنّه لا سبيل للعزة ولا طريق للكرامة ولا أمل في النصر والرفعة ولا رجاء في دفع العقوبة والنقمة إلا بالرجوع إلى دين الله العظيم وصدق التمسك بما تقتضيه العقيدة وتوجبه الشريعة ومحاربة الظلم والفساد والقضاء على المنكرات وصون المجتمع من الظلم وتجفيف منابع الشر والطغيان ، فلا أمن ولا هداية مع وجود الظلم حتى لوآمن الناس ، قال تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) .
وقد ذكر القرآن الكريم نماذج وأمثلة لمن ظلموا الناس ، أو فسدوا وأفسدوا ، أو استكبروا في الأرض ، أوطغوا وبغوا ، أو ساموا شعوبهم أمرّ الشقاء والعذاب . كيف كانت عاقبتهم ؟ ما أخبار قروشهم وعروشهم ؟
قال الله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 7 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
مع أن من سنن الله إمهال الظالمين الطغاة وإنظار المجرمين العتاة واستدراج المعتدين البغاة ، وأنّ للظّالم صولة وللباغي جولة ، ولكنّها صولة آفلة وجولة خاسرة ، فما من غلبة للظالمين الطغاة المجرمين المعتدين إلا وهي إملاء مؤقت مختوم بخذلان وسوء عاقبة وخسران .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم : ( إنّ الله ليُملِي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) ، وقرأ : ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) متفق عليه .
ولو يشاء الله لأهلك الظالمين الطغاة المجرمين المعتدين بمجرّد صدور الظلم عنهم ، وانتصر منهم وكفّ أيديهم وبأسهم وجعل الدائرة عليهم وجعلهم أحاديث ولم يبق لهم باقية وتبّرهم تتبيرا ودمّرهم تدميرا ، ولكن ليتحقق الامتحان والابتلاء .
مع ذلك كلّه ، يعلّمنا الإسلام أن الانتصار من الظالمين صفة ومنهج من صفات ومناهج المؤمنين ، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ) ، ويعلّمنا أنّه لا سبيل للعزة ولا طريق للكرامة ولا أمل في النصر والرفعة ولا رجاء في دفع العقوبة والنقمة إلا بالرجوع إلى دين الله العظيم وصدق التمسك بما تقتضيه العقيدة وتوجبه الشريعة ومحاربة الظلم والفساد والقضاء على المنكرات وصون المجتمع من الظلم وتجفيف منابع الشر والطغيان ، فلا أمن ولا هداية مع وجود الظلم حتى لوآمن الناس ، قال تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) .
وقد ذكر القرآن الكريم نماذج وأمثلة لمن ظلموا الناس ، أو فسدوا وأفسدوا ، أو استكبروا في الأرض ، أوطغوا وبغوا ، أو ساموا شعوبهم أمرّ الشقاء والعذاب . كيف كانت عاقبتهم ؟ ما أخبار قروشهم وعروشهم ؟
قال الله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء زاخرة بالحديث عن :
العدل والظلم ، والأمر بالعدل والحثّ عليه ، وتحريم الظلم والنهي عنه ،
العلاقة بين الظلم ، والفساد ، والطغيان ، والبغي ، والعدوان ، والعبث بحقوق الناس ،
والظلمة ومن يركن إليهم ، وأعوان الظلمة ، ومصارعهم وما ينتظرهم من عاقبة سيئة ،
والعلاقة بين العدل والإيمان ،
والعلاقة بين الظلم ، والشرك ، والكفر ، والفسوق ، والعصيان ،
ذكر عن أبي بكر الوراق أنه قال ( وهو ممّا ورد في الأثر ) : أكثر ما ينزع الإيمان من القلب ظلم العباد .
و ذكر العلماء أن من ألدّ خصوم وأعداء الإسلام والمسلمين جلساء الظلمة وبطانتهم وأعوانهم ومستشاريهم ، الذين يحققون للظالمين رغباتهم ، ويوصلونهم إلى طموحاتهم وأمنياتهم ، ويحسنون لهم القبيح ويقبحون الحسن ، ويزينون لهم الباطل ويسترون الحق ، ويحجبون الفضيلة ويعينون على الرذيلة ، ويقربون ويمدحون السفهاء ويبعدون ويذمّون العقلاء ، ولذا كانت نارجهنم هي مصيرهم وجزاؤهم الذي يستحقّونه ، قال تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ ) ، فكيف بمن أعانهم على ظلمهم بشكل مباشر أو كان أداة مباشرة من أدوات الظلم والطغيان لقمع العدل والإصلاح والحقّ !؟
وقد يظنّ هؤلاء أن الوعيد والعقاب خاصّ بالظلمة وحدهم ! ولكنهم لا يتأملون قول الله تعالى وهو يبين أن مصارع الطغاة هي مصارع أعوانهم ، وأنهم - جميعا - لا يستطيعون أن يقدموا عذرا ولا مبررا وهم الذين كانوا يثبتون أوتاد الظلم ليخلد في الأرض ، قال تعالى عن فرعون وجنوده : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 8 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
النصوص والأدلّة وأقوال العلماء زاخرة بالحديث عن :
العدل والظلم ، والأمر بالعدل والحثّ عليه ، وتحريم الظلم والنهي عنه ،
العلاقة بين الظلم ، والفساد ، والطغيان ، والبغي ، والعدوان ، والعبث بحقوق الناس ،
والظلمة ومن يركن إليهم ، وأعوان الظلمة ، ومصارعهم وما ينتظرهم من عاقبة سيئة ،
والعلاقة بين العدل والإيمان ،
والعلاقة بين الظلم ، والشرك ، والكفر ، والفسوق ، والعصيان ،
ذكر عن أبي بكر الوراق أنه قال ( وهو ممّا ورد في الأثر ) : أكثر ما ينزع الإيمان من القلب ظلم العباد .
و ذكر العلماء أن من ألدّ خصوم وأعداء الإسلام والمسلمين جلساء الظلمة وبطانتهم وأعوانهم ومستشاريهم ، الذين يحققون للظالمين رغباتهم ، ويوصلونهم إلى طموحاتهم وأمنياتهم ، ويحسنون لهم القبيح ويقبحون الحسن ، ويزينون لهم الباطل ويسترون الحق ، ويحجبون الفضيلة ويعينون على الرذيلة ، ويقربون ويمدحون السفهاء ويبعدون ويذمّون العقلاء ، ولذا كانت نارجهنم هي مصيرهم وجزاؤهم الذي يستحقّونه ، قال تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ ) ، فكيف بمن أعانهم على ظلمهم بشكل مباشر أو كان أداة مباشرة من أدوات الظلم والطغيان لقمع العدل والإصلاح والحقّ !؟
وقد يظنّ هؤلاء أن الوعيد والعقاب خاصّ بالظلمة وحدهم ! ولكنهم لا يتأملون قول الله تعالى وهو يبين أن مصارع الطغاة هي مصارع أعوانهم ، وأنهم - جميعا - لا يستطيعون أن يقدموا عذرا ولا مبررا وهم الذين كانوا يثبتون أوتاد الظلم ليخلد في الأرض ، قال تعالى عن فرعون وجنوده : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : (مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا سُلِّطَ عَلَيْهِ ) .
أي : أن الله تعالى يسلّط هذا الظالم على هذا الإنسان الذي أعانه . ونعرف قصصا كثيرة عن بطش الظالمين بأعوانهم ، لأن من سنن الله في خلقه أن الظالم لا يهدأ له بال حتى ينتقم من الذين ورّطوه في الظلم وأعانوه عليه .
معظم أعوان الظلمة - في التاريخ - تمّ الانتقام منهم بأيدي الظلمة أنفسهم .
معظم أعوان الظلمة - في التاريخ – تمّ تشريدهم ومصادرة أموالهم بأيدي الظلمة أنفسهم .
معظم أعوان الظلمة - في التاريخ - تمّ سجنهم وتعذيبهم وقتلهم بأيدي الظلمة أنفسهم .
وفي يوم القيامة سوف يتخلّى الظالم عن أعوانه ويتبرأ منهم ويقول لهم : أنا لم أجبركم على شيء ، فتحمّلوا المسؤولية كاملة ، ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .
ولكن عصابة الظلم والطغيان سوف تحاول تقديم المبررات والأعذار ، ويظنون أنهم سوف يخدعون الله : ( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) ، ولكنهم لا يخدعون إلا أنفسهم ! فعندما أعانوا الظلمة أو ركنوا إليهم : أين كانت عقولهم إذن ؟ أما كانوا يقرؤون قوله تعالى : ( بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه ) !؟ ، لكن الله سبحانه وتعالى يبين لهم خزي الظالمين وأعوانهم ومن يركن إليهم بقوله : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 9 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : (مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا سُلِّطَ عَلَيْهِ ) .
أي : أن الله تعالى يسلّط هذا الظالم على هذا الإنسان الذي أعانه . ونعرف قصصا كثيرة عن بطش الظالمين بأعوانهم ، لأن من سنن الله في خلقه أن الظالم لا يهدأ له بال حتى ينتقم من الذين ورّطوه في الظلم وأعانوه عليه .
معظم أعوان الظلمة - في التاريخ - تمّ الانتقام منهم بأيدي الظلمة أنفسهم .
معظم أعوان الظلمة - في التاريخ – تمّ تشريدهم ومصادرة أموالهم بأيدي الظلمة أنفسهم .
معظم أعوان الظلمة - في التاريخ - تمّ سجنهم وتعذيبهم وقتلهم بأيدي الظلمة أنفسهم .
وفي يوم القيامة سوف يتخلّى الظالم عن أعوانه ويتبرأ منهم ويقول لهم : أنا لم أجبركم على شيء ، فتحمّلوا المسؤولية كاملة ، ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .
ولكن عصابة الظلم والطغيان سوف تحاول تقديم المبررات والأعذار ، ويظنون أنهم سوف يخدعون الله : ( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) ، ولكنهم لا يخدعون إلا أنفسهم ! فعندما أعانوا الظلمة أو ركنوا إليهم : أين كانت عقولهم إذن ؟ أما كانوا يقرؤون قوله تعالى : ( بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه ) !؟ ، لكن الله سبحانه وتعالى يبين لهم خزي الظالمين وأعوانهم ومن يركن إليهم بقوله : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقد قال تعالى : ( وَلا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ) ، وهذه كناية عن عدم الحاجة إلى السؤال عن ذنوبهم ، أو كناية عن علم الله تعالى بذنوبهم ، أو كناية عن عقابهم على إجرامهم ، وتهديد للمجرمين ليكونوا على حذر من أن يؤخذوا بغتة ، ويحتمل أن يكون السؤال بمعناه الحقيقي أي : لا يسأل المجرم عن جرمه قبل عقابه ، لأنّ الله قد بين للناس على ألسنة الرسل الخير والشر ، وأمهل المجرم ، فإذا أخذه أخذه بغتة ، وهذا كقوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذُا هُم مُّبْلِسُونَ ) ، وقوله : ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوْا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِيْ طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُوْنَ ) ، وقولِ النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( إن الله يُمْهِل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلِتْه ) .
قال سعيد بن المسيب : لا تملؤوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بالإنكار من قلوبكم ؛ لئلا تحبط أعمالكم .
وقال مكحول الدمشقي ( وهو ممّا ورد في الأثر ) : ينادي مناد يوم القيامة : أَين الظَّلمة وأَعوان الظَّلمة ؟ فما يبقى أَحد مدّ لهم حبرا أَو حبّر لهم دواة أَو برى لهم قلما فما فوق ذلك إلا حضر معهم ، فيجمعون في تابوت من نار فيلقون في النار .
وجاء رجل خياط إلى سفيان الثوري وسأله : إني رجل أخيط أثواب السلطان ، هل أنا من أعوان الظلمة ؟ فقال سفيان : أنت من الظلمة أنفسهم ، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط .
وكلّ الناس يعلمون - ولكنهم يتجاهلون - أن ليل الظلم لن يستمر ، وثوب الجور سوف يتمزق ، وشمس العدل سوف تشرق ، والظالمين مهما مكروا فإن الله يستدرجهم ويملي لهم ثمّ يأخذهم أخذ عزيز مقتدر .
قال الله تعالى : ( إنا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ) ، وقال : ( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) ، وقال : ( أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، وقال : ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ) ، وقال : ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ ) ، وقال : ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 10 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
قال تعالى : ( وَلا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ) ، وهذه كناية عن عدم الحاجة إلى السؤال عن ذنوبهم ، أو كناية عن علم الله تعالى بذنوبهم ، أو كناية عن عقابهم على إجرامهم ، وتهديد للمجرمين ليكونوا على حذر من أن يؤخذوا بغتة ، ويحتمل أن يكون السؤال بمعناه الحقيقي أي : لا يسأل المجرم عن جرمه قبل عقابه ، لأنّ الله قد بين للناس على ألسنة الرسل الخير والشر ، وأمهل المجرم ، فإذا أخذه أخذه بغتة ، وهذا كقوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذُا هُم مُّبْلِسُونَ )، وقوله : ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوْا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِيْ طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُوْنَ )، وقولِ النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( إن الله يُمْهِل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلِتْه ) .
قال سعيد بن المسيب : لا تملؤوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بالإنكار من قلوبكم ؛ لئلا تحبط أعمالكم .
وقال مكحول الدمشقي ( وهو ممّا ورد في الأثر ) : ينادي مناد يوم القيامة : أَين الظَّلمة وأَعوان الظَّلمة ؟ فما يبقى أَحد مدّ لهم حبرا أَو حبّر لهم دواة أَو برى لهم قلما فما فوق ذلك إلا حضر معهم ، فيجمعون في تابوت من نار فيلقون في النار .
وجاء رجل خياط إلى سفيان الثوري وسأله : إني رجل أخيط أثواب السلطان ، هل أنا من أعوان الظلمة ؟ فقال سفيان : أنت من الظلمة أنفسهم ، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط .
وكلّ الناس يعلمون - ولكنهم يتجاهلون - أن ليل الظلم لن يستمر ، وثوب الجور سوف يتمزق ، وشمس العدل سوف تشرق ، والظالمين مهما مكروا فإن الله يستدرجهم ويملي لهم ثمّ يأخذهم أخذ عزيز مقتدر .
قال الله تعالى : ( إنا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ) ، وقال : ( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) ، وقال : ( أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، وقال : ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ) ، وقال : ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ ) ، وقال : ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) .
وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم عن امرأة دخلت النّار في هرة حبستها ، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ، فكيف بمن يحبس المسلمين ولا يطعمهم ولا يتركهم يأكلون ممّا سخّر الله لهم من خيرات هذه الأرض !؟
وكيف بمن يصادر حقوق المسلمين ويستأثر بمواردهم وثرواتهم !؟
وكيف بمن لا يكتفي بذلك بل يصادر مدخّراتهم التي جمعوها بعرق جبينهم !؟
وكيف بمن يحارب المسلمين في رزقهم وقوت يومهم !؟
وكيف بمن يضيق على الناس الخناق ويختلق المشاكل ليجعلهم في خلاف وشقاق !؟
كيف يفلت من من بين يدي الجبار جل جلاله ، في الدنيا أو في الآخرة !؟
وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم ، بقوله : ( بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا : البغي والعقوق ) .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 11 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم عن امرأة دخلت النّار في هرة حبستها ، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ، فكيف بمن يحبس المسلمين ولا يطعمهم ولا يتركهم يأكلون ممّا سخّر الله لهم من خيرات هذه الأرض !؟
وكيف بمن يصادر حقوق المسلمين ويستأثر بمواردهم وثرواتهم !؟
وكيف بمن لا يكتفي بذلك بل يصادر مدخّراتهم التي جمعوها بعرق جبينهم !؟
وكيف بمن يحارب المسلمين في رزقهم وقوت يومهم !؟
وكيف بمن يضيق على الناس الخناق ويختلق المشاكل ليجعلهم في خلاف وشقاق !؟
كيف يفلت من من بين يدي الجبار جل جلاله ، في الدنيا أو في الآخرة !؟
وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم ، بقوله : ( بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا : البغي والعقوق ) .
ولنا في ثورات الربيع العربي الأخيرة مواعظ وعبر !
من كان يتصور أن مصادرة عربة رخيصة لعامل بسيط في ساحة الزيتونة في تونس ستسقط حكما عريضا ، وتغير مسيرة طاغية كبير، وتنهي تاريخا من الظلم والفساد والطغيان !؟
مصادرة عربة رخيصة لعامل بسيط !؟
ما أكثر ما تصادر العربات الرخيصة ويسحق العمّال البسطاء !
بل ما أكثر ما تصادر الحقوق والحريات ويسحق المسلمون البسطاء !
ومن العبرة والموعظة : أنه مهما بلغت قوة الظلم وجبروته وطغيانه ، فإن سقوطه - إذا أراد الله تعالى - سيكون من حيث لا يتوقع ، وتلك سنة الله تعالى في الظالمين : أن يذلهم الله تعالى ولو على أيدي أقرب الناس إليهم ، ولو على أيدي أعوانهم وأتباعهم وعبيدهم .. ويسقطهم بأهون الأسباب .
لقد كان ذاك الظالم الجبّار الطاغية هو وأسرته وحاشيته في النعيم غافلين وفي لحاف الرغد دافئين وفي بستان الترف منعمين ، فجاءهم أمر الله ضحى وهم يلعبون وبياتا وهم نائمون ، فصادر المظلومون دورهم وقصورهم وأموالهم وهتكوا ستورهم وفضحوهم على الملأ وأُوردوهم موارد الهالكين .
اطمأَن ذلك الظالم الجبّار الطاغية هو وأسرته وحاشيته في سنة من الدهر وأمن من الحدثان وغفلة من الأيام ، ورتعوا في لذة العيش لاهين وتمتعوا في صفو الزمان آمنين ، وظنّوا السراب ماء والورم شحما والدنيا خلودا والفناء بقاء ، وحسبوا الوديعة لا تسترد والعارية لا تضمن والأمانة لا تؤدَّى ، حتى جاءهم أمر الله ضحى وهم يلعبون وبياتا وهم نائمون ، فصادر المظلومون دورهم وقصورهم وأموالهم وهتكوا ستورهم وفضحوهم على الملأ وأُوردوهم موارد الهالكين .
وقد قال الله تعالى : ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 12 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ولنا في ثورات الربيع العربي الأخيرة مواعظ وعبر !
من كان يتصور أن مصادرة عربة رخيصة لعامل بسيط في ساحة الزيتونة في تونس ستسقط حكما عريضا ، وتغير مسيرة طاغية كبير، وتنهي تاريخا من الظلم والفساد والطغيان !؟
مصادرة عربة رخيصة لعامل بسيط !؟
ما أكثر ما تصادر العربات الرخيصة ويسحق العمّال البسطاء !
بل ما أكثر ما تصادر الحقوق والحريات ويسحق المسلمون البسطاء !
ومن العبرة والموعظة : أنه مهما بلغت قوة الظلم وجبروته وطغيانه ، فإن سقوطه - إذا أراد الله تعالى - سيكون من حيث لا يتوقع ، وتلك سنة الله تعالى في الظالمين : أن يذلهم الله تعالى ولو على أيدي أقرب الناس إليهم ، ولو على أيدي أعوانهم وأتباعهم وعبيدهم .. ويسقطهم بأهون الأسباب .
لقد كان ذاك الظالم الجبّار الطاغية هو وأسرته وحاشيته في النعيم غافلين وفي لحاف الرغد دافئين وفي بستان الترف منعمين ، فجاءهم أمر الله ضحى وهم يلعبون وبياتا وهم نائمون ، فصادر المظلومون دورهم وقصورهم وأموالهم وهتكوا ستورهم وفضحوهم على الملأ وأُوردوهم موارد الهالكين .
اطمأَن ذلك الظالم الجبّار الطاغية هو وأسرته وحاشيته في سنة من الدهر وأمن من الحدثان وغفلة من الأيام ، ورتعوا في لذة العيش لاهين وتمتعوا في صفو الزمان آمنين ، وظنّوا السراب ماء والورم شحما والدنيا خلودا والفناء بقاء ، وحسبوا الوديعة لا تسترد والعارية لا تضمن والأمانة لا تؤدَّى ، حتى جاءهم أمر الله ضحى وهم يلعبون وبياتا وهم نائمون ، فصادر المظلومون دورهم وقصورهم وأموالهم وهتكوا ستورهم وفضحوهم على الملأ وأُوردوهم موارد الهالكين .
وقد قال الله تعالى : ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) .
ولكنه يريد أن يعتذر بعذر أقبح من ذنب ! لم يكن يفهم الشعب ! يا سبحان الله ! أبعد ثلاث وعشرين سنة يُفهم الشعب ، ويبدأ الحاكم المؤتمن على الشعب بالتفكير في الشعب !؟
وما أكثر الذين لا يفهمون شعوبهم ! أو يدّعون أنّهم لم يكونوا يفهمونهم . ولكن الحقيقة كما قال الله تعالى : ( بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونْ ) . فلا تصدقوهم ، والله إِنهم لكاذبون .
من العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي : أنّ حلاوة السلطة والجاه والمال والأمر والنهي تتبدّد عند أول لحظات الخوف ، وتنتهي فور العلم بفقدان السلطة ، وتستحيل إلى مرارة وألم يتمنى صاحبها إذ ذاك أنه لم يل من أمر الناس شيئا ، بل يتمنى الموت ولا يجده . فما أشد الذلّ والهوان بعد العزّ والجبروت ! فلا بد لكل صاحب ولاية أن يستحضر أثناء استمتاعه بحلاوة تسلم ولايته مرارة انتزاعها منه ، لئلا يبطر على الناس فيظلمهم ويمارس طغيانه عليهم .
والعبر والمواعظ لا يستفيد منها إلا من أراد له الله الأمن والهداية والتوبة ، وأنّى للجهلة والغافلين معرفة ذلك ! وأنّى للحمقى والمغفلين تدبر آيات رب العالمين : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ المُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ) .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 13 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
يريد أن يعتذر بعذر أقبح من ذنب ! لم يكن يفهم الشعب ! يا سبحان الله ! أبعد ثلاث وعشرين سنة يُفهم الشعب ، ويبدأ الحاكم المؤتمن على الشعب بالتفكير في الشعب !؟
وما أكثر الذين لا يفهمون شعوبهم ! أو يدّعون أنّهم لم يكونوا يفهمونهم . ولكن الحقيقة كما قال الله تعالى : ( بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونْ ) . فلا تصدقوهم ، والله إِنهم لكاذبون .
من العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي : أنّ حلاوة السلطة والجاه والمال والأمر والنهي تتبدّد عند أول لحظات الخوف ، وتنتهي فور العلم بفقدان السلطة ، وتستحيل إلى مرارة وألم يتمنى صاحبها إذ ذاك أنه لم يل من أمر الناس شيئا ، بل يتمنى الموت ولا يجده . فما أشد الذلّ والهوان بعد العزّ والجبروت ! فلا بد لكل صاحب ولاية أن يستحضر أثناء استمتاعه بحلاوة تسلم ولايته مرارة انتزاعها منه ، لئلا يبطر على الناس فيظلمهم ويمارس طغيانه عليهم .
والعبر والمواعظ والدروس لا يستفيد منها إلا من أراد له الله الأمن والهداية والتوبة ، وأنّى للجهلة والغافلين معرفة ذلك ! وأنّى للحمقى والمغفلين تدبر آيات رب العالمين : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ المُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ) .
ومن العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي : أن من عادة الظلمة وطواغيت وجبابرة البشر أن يتجاهلوا غليان الملايين من المظلومين المقهورين ، وقد حسبوا أنهم مانعتهم أبواب القصور وأسوار الدور من غضب الجياع وضحايا الفساد والبطالة والتشرّد .
ولذا قال بعض المفكرين : أطعموا شعوبكم قبل أن تأكلكم . إن لقمة الخبز وثورة الجياع قضية معروفة .
ومن العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي : أن الظلم كلما زاد واستشرى وأفسد وطغى فإنه مؤذن بزواله : ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة ) ، ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ) ، ( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، فالظلم مؤذن بالزوال ، والعدل طريق الخلود والبقاء .
ومن العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي : أن الله ينصر المظلومين ويسحق الظالمين عاجلا أو آجلا ، وتلك سنة من سنن الله .
ومن العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي : أنه ينبغي على كل حاكم استمع لخطاب ذاك الظالم الطاغية وهو يحتضر على منصة حكمه أن يكتب خطابا مشابها إلى شعبه قبل فوات الأوان وانفجار البركان .
ومن العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي : أن على كلّ من تولّى أمرا من أمور المسلمين أن يتأمل جيدا قوله سبحانه وتعالى : ( أَلَمْ نُهْلِكْ الأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمْ الآخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ) ، و : ( وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ ) .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 14 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ومن العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي : أن من عادة الظلمة وطواغيت وجبابرة البشر أن يتجاهلوا غليان الملايين من المظلومين المقهورين ، وقد حسبوا أنهم مانعتهم أبواب القصور وأسوار الدور من غضب الجياع وضحايا الفساد والبطالة والتشرّد .
ولذا قال بعض المفكرين : أطعموا شعوبكم قبل أن تأكلكم . إن لقمة الخبز وثورة الجياع قضية معروفة .
ومن العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي : أن الظلم كلما زاد واستشرى وأفسد وطغى فإنه مؤذن بزواله : ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة ) ، ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ) ، ( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ، فالظلم مؤذن بالزوال ، والعدل طريق الخلود والبقاء .
ومن العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي : أن الله ينصر المظلومين ويسحق الظالمين عاجلا أو آجلا ، وتلك سنة من سنن الله .
ومن العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي : أنه ينبغي على كل حاكم استمع لخطاب ذاك الظالم الطاغية وهو يحتضر على منصة حكمه أن يكتب خطابا مشابها إلى شعبه قبل فوات الأوان وانفجار البركان .
ومن العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي : أن على كلّ من تولّى أمرا من أمور المسلمين أن يتأمل جيدا قوله سبحانه وتعالى : ( أَلَمْ نُهْلِكْ الأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمْ الآخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ) ، و : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ) ، و : ( وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ ) .
ومن العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي ، أن علينا جميعا أن نعود إلى القرآن الكريم لنرى ما حدث وما سوف يحدث في كلّ حالة مشابهة .
في قصص القرآن الكريم مواعظ وعبر ودروس عظيمة .
وفي قصّة قارون مواعظ وعبر ودروس عظيمة لكلّ ظالم مغرور . يخرج قارون على قومه مستعرضا جاهه وثروته ومظاهره البرّاقة ، فرِحا متكبّرا متعجرفا مزدهيا بأُبهته مفتخرا بكنوزه ، فأهلكه البغي والغرور والطغيان .
قال الله تعالى : ( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين ) .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 15 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ومن العبر والمواعظ والدروس المستفادة من هذا الحدث الذي تكرّر في أكثرمن دولة عربية من دول الربيع العربي ، أن علينا جميعا أن نعود إلى القرآن الكريم لنرى ما حدث وما سوف يحدث في كلّ حالة مشابهة .
في قصص القرآن الكريم مواعظ وعبر ودروس عظيمة .
وفي قصّة قارون مواعظ وعبر ودروس عظيمة لكلّ ظالم مغرور . يخرج قارون على قومه مستعرضا جاهه وثروته ومظاهره البرّاقة ، فرِحا متكبّرا متعجرفا مزدهيا بأُبهته مفتخرا بكنوزه ، فأهلكه البغي والغرور والطغيان .
قال الله تعالى : ( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين ) .
أطغاه المال والغرور والجاه ، وظنّ أنّ ذلك يدوم له ! وقد نصحه قومه أن لا يفرح ويتيه ويبطر ويعجب بنفسه وبماله وكنوزه وزينته !
ولكنه لم يكن من الذين يحبّون الناصحين !
وقد بغى قارون على قوم موسى ، والبغي شدة الفجور والتكبر والطغيان ، وقد فرح بكنوزه فرح الذي يستخفّه المال ، فيشغل به قلبه ويطير له لبّه ويتطاول به على العباد ، وهذا واضح من سلوكه ورفضه النصيحة وجوابه المتعالي !
ولكن لا عجب ، لأنّ سلوك ورفض قارون للنصيحة وجوابه هو نفس سلوك ورفض وجواب الطغاة والظلمة عبر التاريخ .
وقد خسف الله به وبداره الأرض .
وكان في قومه بعض البسطاء ! والبسطاء المخدوعون - في كل زمان ومكان - يظنّون أن النجاح والفلاح والكسب الحقيقي هو في ملك الأموال والأرصدة والكنوز والبذخ والمظاهر ! ولو كان بالتسلط على أموال الناس وخيراتهم كما يفعل المجرمون عبر التاريخ ، ولا يعتقد ذلك سوى البسطاء الأغبياء ! ، وهم حين يظنون ذلك وحين تلهيهم الدنيا عما يكون في نهاياتها من سوء العواقب تقصر بصائرهم عن التدبّر إذا رأوا زينة الدنيا ، فيتلهفون عليها ولا يتمنون غير حصولها ، فهؤلاء وإن كانوا مؤمنين إلا أنّ إيمانهم ضعيف مهزوز ، لذلك أعجبتهم مظاهر قارون وبذخه وأمواله فقالوا : ( إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) .
وقد هلك قارون شرّ هلاك ، وراحت مظاهره معه ، وهوى في بطن الأرض التي علا فيها واستطال فوقها جزاء وفاقا ، ذهب ضعيفا عاجزا لا ينصره أحد ولا ينتصر بجاه أو مال ! وهوت معه الفتنة الطاغية التي جرفت بعض الناس ، وردّتهم الضربة القاضية إلى الله تعالى وكشفت عن قلوبهم قناع الغفلة والضلال !
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 16 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
أطغاه المال والغرور والجاه ، وظنّ أنّ ذلك يدوم له ! وقد نصحه قومه أن لا يفرح ويتيه ويبطر ويعجب بنفسه وبماله وكنوزه وزينته !
ولكنه لم يكن من الذين يحبّون الناصحين !
وقد بغى قارون على قوم موسى ، والبغي شدة الفجور والتكبر والطغيان ، وقد فرح بكنوزه فرح الذي يستخفّه المال ، فيشغل به قلبه ويطير له لبّه ويتطاول به على العباد ، وهذا واضح من سلوكه ورفضه النصيحة وجوابه المتعالي !
ولكن لا عجب ، لأنّ سلوك ورفض قارون للنصيحة وجوابه هو نفس سلوك ورفض وجواب الطغاة والظلمة عبر التاريخ .
وقد خسف الله به وبداره الأرض .
وكان في قومه بعض البسطاء ! والبسطاء المخدوعون - في كل زمان ومكان - يظنّون أن النجاح والفلاح والكسب الحقيقي هو في ملك الأموال والأرصدة والكنوز والبذخ والمظاهر ! ولو كان بالتسلط على أموال الناس وخيراتهم كما يفعل المجرمون عبر التاريخ ، ولا يعتقد ذلك سوى البسطاء الأغبياء ! ، وهم حين يظنون ذلك وحين تلهيهم الدنيا عما يكون في نهاياتها من سوء العواقب تقصر بصائرهم عن التدبّر إذا رأوا زينة الدنيا ، فيتلهفون عليها ولا يتمنون غير حصولها ، فهؤلاء وإن كانوا مؤمنين إلا أنّ إيمانهم ضعيف مهزوز ، لذلك أعجبتهم مظاهر قارون وبذخه وأمواله فقالوا : ( إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) .
وقد هلك قارون شرّ هلاك ، وراحت مظاهره معه ، وهوى في بطن الأرض التي علا فيها واستطال فوقها جزاء وفاقا ، ذهب ضعيفا عاجزا لا ينصره أحد ولا ينتصر بجاه أو مال ! وهوت معه الفتنة الطاغية التي جرفت بعض الناس ، وردّتهم الضربة القاضية إلى الله تعالى وكشفت عن قلوبهم قناع الغفلة والضلال !
والظلم والبغي والفساد والإفساد والطغيان والاستئثار أمور مذمومة ، لأنها تملأُ صدور الناس بالغبن والقهر والغضب والبغضاء .
والظلم والبغي والفساد والإفساد والطغيان والاستئثار أمور لا يفعلها سوى المتغطرس المغرور مطموس البصيرة ، غير حاسب لله حسابا ، ولا ناظر إلى غضبه ورضاه ، وهو نموذج مكرر في البشرية .
قال الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجلٍ مسلمٍ ) ، فكيف بمن يعتدي على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وحقوقهم !؟
هل هذه هي البطولة والمروءة ، وهل هذا هو المجد والتاريخ !؟
ولكن الله سبحانه وتعالى ، وهو العزيز الحكيم ، وهو الذي أعدّ الدار الآخرة للجزاء والعذاب وللثواب والنعيم ، سيوقف هؤلاء الظالمين موقفا مخزيا مجزيين بالنكال والخبال ، ولن يتركوا ، وسينجو المتقون فحسب . فنعيم الدار الآخرة للمتقين الذين لا يظلمون ولا يبغون ولا يفسدون ولا يفسدون ولا يطغون ولايستأثرون .
وقد أمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بنصر المظلوم والوقوف معه ضدّ ظالمه ، لأنّ ذلك من إنكار المنكر ومن مساعدة الضعفاء ونشر العدل وإزالة الظلم .
ونصر المظلوم سبب لنصر الله في مواطن الحاجة .
وخذل المظلوم سبب لجلب خذلان الله .
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) ، وهذه كلمة كانت العرب تقولها ، وكان العرب عندهم تعصب ينصرون أصحابهم ظالمين أو مظلومين ، فلما قالها النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قيل : يا رسول الله كيف أنصره ظالما !؟ قال : ( تحجزه عن الظلم ، فذلك نصرك إياه ) .
نصر المظلوم واضح . ولكن نصر الظالم معناه منعه من الظلم وحجزه عن الظلم ، هذا نصره .
فإذا أراد أحد أن يظلم أحدا ، يجب أن نقول له : لا ، قف ، وهذا هو نصره ، منعه من الظلم ، وهذا هو نصر الظالم بأن نعينه على نفسه ، وننصره على شيطانه وعلى هواه الباطل ، وعلى بطانة السوء أيضا .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 17 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
والظلم والبغي والفساد والإفساد والطغيان والاستئثار أمور مذمومة ، لأنها تملأُ صدور الناس بالغبن والقهر والغضب والبغضاء .
والظلم والبغي والفساد والإفساد والطغيان والاستئثار أمور لا يفعلها سوى المتغطرس المغرور مطموس البصيرة ، غير حاسب لله حسابا ، ولا ناظر إلى غضبه ورضاه ، وهو نموذج مكرر في البشرية .
قال الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ) ، فكيف بمن يعتدي على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وحقوقهم !؟
هل هذه هي البطولة والمروءة ، وهل هذا هو المجد والتاريخ !؟
ولكن الله سبحانه وتعالى ، وهو العزيز الحكيم ، وهو الذي أعدّ الدار الآخرة للجزاء والعذاب وللثواب والنعيم ، سيوقف هؤلاء الظالمين موقفا مخزيا مجزيين بالنكال والخبال ، ولن يتركوا ، وسينجو المتقون فحسب . فنعيم الدار الآخرة للمتقين الذين لا يظلمون ولا يبغون ولا يفسدون ولا يفسدون ولا يطغون ولايستأثرون .
وقد أمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بنصر المظلوم والوقوف معه ضدّ ظالمه ، لأنّ ذلك من إنكار المنكر ومن مساعدة الضعفاء ونشر العدل وإزالة الظلم .
ونصر المظلوم سبب لنصر الله في مواطن الحاجة .
وخذل المظلوم سبب لجلب خذلان الله .
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) ، وهذه كلمة كانت العرب تقولها ، وكان العرب عندهم تعصب ينصرون أصحابهم ظالمين أو مظلومين ، فلما قالها النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قيل : يا رسول الله كيف أنصره ظالما !؟ قال : ( تحجزه عن الظلم ، فذلك نصرك إياه ) .
نصر المظلوم واضح . ولكن نصر الظالم معناه منعه من الظلم وحجزه عن الظلم ، هذا نصره .
فإذا أراد أحد أن يظلم أحدا ، يجب أن نقول له : لا ، قف ، وهذا هو نصره ، منعه من الظلم ، وهذا هو نصر الظالم بأن نعينه على نفسه ، وننصره على شيطانه وعلى هواه الباطل ، وعلى بطانة السوء أيضا .
وقد حثّ الإسلام على نصر الضّعفاء والمظلومين .
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( لِيَنْصُرِ الرَّجُلُ أخاه ظالماً أو مظلوماً ، إن كان ظالماً فليَنْهَهُ وإنْ كان مظلوماً فلينصُرْه ) أخرجه مسلم .
وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( ما من امريءٍ يخذُلُ امرأً مسلماً في موْطِنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه ويُنتَهَكُ فيه من حُرمَتِه إلاّ خَذَله اللهُ في موطِنٍ يُحبّ فيه نُصرَتَه ، وما منْ أحدٍ يَنصُرُ مسلماً في موطنٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضِه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطنٍ يُحب فيه نُصرتَه ) رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع .
وفي هذا الموقف النبوي من هذه العبارة الجاهلية ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) ما يدل على أن الثقافة القوية الحقّة لا تخشى من الثقافة الضعيفة الباطلة .
فلماذا يخشى المسلمون من أي وافد على ثقافتهم ، ما دام من الممكن تصحيحه ؟ وبشرط أن يتم تصحيحه فعلا ، ومن ذلك ما تم تصديره إلينا وأصبح جزءا من واقعنا الإعلامي , وصار من غير الممكن إلغاؤه لكثرة تداوله ، مثل بعض المصطلحات الوافدة ك : التنوير , والحرية , والمساواة ، وحقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، والديمقراطية ، والانتخابات ، والبرلمان ، والجمهورية , إلى غيرها من المصطلحات الوافدة .
وذلك لأن المصطلح إذا أصبح شائعا وفرض نفسه , فلا مانع من استعماله , بشرط أن نكون قادرين على تصحيح معناه , عن طريق التنبيه الدائم على معناه الصحيح في الإسلام , لنقاوم به المعنى الباطل فيه .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 18 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
حثّ الإسلام على نصر الضّعفاء والمظلومين .
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( لِيَنْصُرِ الرَّجُلُ أخاه ظالماً أو مظلوماً ، إن كان ظالماً فليَنْهَهُ وإنْ كان مظلوماً فلينصُرْه ) أخرجه مسلم .
وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( ما من امريءٍ يخذُلُ امرأً مسلماً في موْطِنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه ويُنتَهَكُ فيه من حُرمَتِه إلاّ خَذَله اللهُ في موطِنٍ يُحبّ فيه نُصرَتَه ، وما منْ أحدٍ يَنصُرُ مسلماً في موطنٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضِه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطنٍ يُحب فيه نُصرتَه ) رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع .
وفي هذا الموقف النبوي من هذه العبارة الجاهلية ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) ما يدل على أن الثقافة القوية الحقّة لا تخشى من الثقافة الضعيفة الباطلة .
فلماذا يخشى المسلمون من أي وافد على ثقافتهم ، ما دام من الممكن تصحيحه ؟ وبشرط أن يتم تصحيحه فعلا ، ومن ذلك ما تم تصديره إلينا وأصبح جزءا من واقعنا الإعلامي , وصار من غير الممكن إلغاؤه لكثرة تداوله ، مثل بعض المصطلحات الوافدة ك : التنوير , والحرية , والمساواة ، وحقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، والديمقراطية ، والانتخابات ، والبرلمان ، والجمهورية , إلى غيرها من المصطلحات الوافدة .
وذلك لأن المصطلح إذا أصبح شائعا وفرض نفسه , فلا مانع من استعماله , بشرط أن نكون قادرين على تصحيح معناه , عن طريق التنبيه الدائم على معناه الصحيح في الإسلام , لنقاوم به المعنى الباطل فيه .
وذلك - أيضا - لأن أيّ محاولة لمحاربة مثل هذه المصطلحات الوافدة - وبعد أن أصبحت جزءا من الواقع الإعلامي والخطاب السائد - لا تحقق الإصلاح ! وإذا كان لا بدّ من الاختيار بين أمرين : قبول الوافد الخاطئ مع العجز عن تصحيحه التصحيح الكامل , ورفضه بالكلية ! فليس لنا إلاّ أن نختار أهون الأمرين ضررا وأقلها خسائر وأولاها بأن تخلخل صفّ الظالمين المستأثرين .
وذلك - أيضا - لأن هذه المصطلحات تغلغلت حتى صارت من مكونات الخطاب الحقوقي العامّ . فعدم مصادمة هذه المصطلحات أولى بنجاح عمل المصلحين ، وبخاصة إذا كان في تلك المصطلحات شيء من الحق , مثل مصطلحات الحرية والديمقراطية والانتخابات والجمهورية التي تقابل وتضادّ الاستعباد والاستبداد والتسلّط والاستئثار .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 19 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
لماذا يخشى المسلمون من أي وافد على ثقافتهم ، ما دام من الممكن تصحيحه ؟ وبشرط أن يتم تصحيحه فعلا ، ومن ذلك ما تم تصديره إلينا وأصبح جزءا من واقعنا الإعلامي , وصار من غير الممكن إلغاؤه لكثرة تداوله ، مثل بعض المصطلحات الوافدة ك : التنوير , والحرية , والمساواة ، وحقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعية ، والديمقراطية ، والانتخابات ، والبرلمان ، والجمهورية , إلى غيرها من المصطلحات الوافدة .
وذلك لأن المصطلح إذا أصبح شائعا وفرض نفسه , فلا مانع من استعماله , بشرط أن نكون قادرين على تصحيح معناه , عن طريق التنبيه الدائم على معناه الصحيح في الإسلام , لنقاوم به المعنى الباطل فيه .
وذلك - أيضا - لأن أيّ محاولة لمحاربة مثل هذه المصطلحات الوافدة - وبعد أن أصبحت جزءا من الواقع الإعلامي والخطاب السائد - لا تحقق الإصلاح ! وإذا كان لا بدّ من الاختيار بين أمرين : قبول الوافد الخاطئ مع العجز عن تصحيحه التصحيح الكامل , ورفضه بالكلية ! فليس لنا إلاّ أن نختار أهون الأمرين ضررا وأقلها خسائر وأولاها بأن تخلخل صفّ الظالمين المستأثرين .
وذلك - أيضا - لأن هذه المصطلحات تغلغلت حتى صارت من مكونات الخطاب الحقوقي العامّ . فعدم مصادمة هذه المصطلحات أولى بنجاح عمل المصلحين ، وبخاصة إذا كان في تلك المصطلحات شيء من الحق , مثل مصطلحات الحرية والديمقراطية والانتخابات والجمهورية التي تقابل وتضادّ الاستعباد والاستبداد والتسلّط والاستئثار .
ومن هذه المصطلحات الجديدة : المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات وماشابه ذلك .
ويدور جدل بين أهل العلم ( الشرعي ) حول شرعية المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات .
وسوف أعرض آراء الأطراف التي ترى جوازها ، والتي ترى وجوبها ، والتي ترى حرمتها .
من الأدلة الشرعية - والاجتهادات ، والآراء - على جواز المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات ، عند المجيزين :
قال بعضهم : أنا من أنصار عدم إلهاء الأمة المتعمّد عن قضاياها وحقوقها الأساسية في هذا الزمن , فهناك محاولة جادة لاستئصال الأمة أو تركيعها ! وللأسف يتمّ استخدام بعض إخواننا من دعاة مايعرف بالسلفية أو الجاميّة للقيام بواجب التخدير للأمة حتى يتم سوقها وذبحها كالنعاج وهى راضية مستسلمة , فيقولون : يجب عليك أن تراجع أو تستأذن الحاكم الظالم .. بحجة أنه وليّ الأمر ! , وبناءا عليه يجب عليك أن تعقد اللسان فلا تنطق ببنت شفة عن قضايا وحقوق المسلمين وجراحاتهم إلا بقدر محدد , ولا يتم تجاوز الخطوط المحددة وإلّا...!
ولا أرى أن أشغل الأمة بهذه الأقوال التي يتفوه بها بعضهم عن تحريم المظاهرات إرضاء للحكام الظالمين .
وأنا هنا لاأخاطب إلا طلبة الحقّ من غير المتعصبين لعلّهم يعلمون .
لعلّهم يعلمون : إن المظاهرات جائزة ، بل هي سنّة مشروعة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم بالأدلة الآتية :
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 21 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 20 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ومن هذه المصطلحات الجديدة : المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات وماشابه ذلك .
ويدور جدل بين أهل العلم ( الشرعي ) حول شرعية المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات .
وسوف أعرض آراء الأطراف التي ترى جوازها ، والتي ترى وجوبها ، والتي ترى حرمتها .
من الأدلة الشرعية - والاجتهادات ، والآراء - على جواز المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات ، عند المجيزين :
قال بعضهم : أنا من أنصار عدم إلهاء الأمة المتعمّد عن قضاياها وحقوقها الأساسية في هذا الزمن , فهناك محاولة جادة لاستئصال الأمة أو تركيعها ! وللأسف يتمّ استخدام بعض إخواننا من دعاة مايعرف بالسلفية أو الجاميّة للقيام بواجب التخدير للأمة حتى يتم سوقها وذبحها كالنعاج وهى راضية مستسلمة , فيقولون : يجب عليك أن تراجع أو تستأذن الحاكم الظالم .. بحجة أنه وليّ الأمر ! , وبناءا عليه يجب عليك أن تعقد اللسان فلا تنطق ببنت شفة عن قضايا وحقوق المسلمين وجراحاتهم إلا بقدر محدد , ولا يتم تجاوز الخطوط المحددة وإلّا...!
ولا أرى أن أشغل الأمة بهذه الأقوال التي يتفوه بها بعضهم عن تحريم المظاهرات إرضاء للحكام الظالمين .
وأنا هنا لاأخاطب إلا طلبة الحقّ من غير المتعصبين لعلّهم يعلمون .
لعلّهم يعلمون : إن المظاهرات جائزة ، بل هي سنّة مشروعة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم بالأدلة الآتية :
من الأدلّة على أن المظاهرات جائزة ، بل هي سنّة مشروعة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم :
حديث ابن عباس ، وفيه : فقلت : يا رسول الله ، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا ؟ قال : ( بلى ، والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم ) قال : فقلت ففيم الاختفاء !؟ والذي بعثك بالحق لتخرجنّ ، فأخرجناه في صفّين : حمزة في أحدهما ، وأنا في الآخر ، لنا كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد ، قال : فنظرت إليّ قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها .
وروى أبو جعفر بن أبي شيبة نحوه في تاريخه من حديث ابن عباس ، وفي آخره : فقلت : يا رسول الله ففيم الاختفاء !؟ فخرجنا في صفين : أنا في أحدهما، وحمزة في الآخر ، فنظرت قريش إلينا فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها . فتح الباري .
وجه الاستدلال :
أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج بالصحابة في مظاهرة لإظهار قوة المسلمين وكثرة عددهم بعد أن طلب منه الصحابة ذلك .
ومن الأدلّة على أن المظاهرات جائزة ، بل هي سنّة مشروعة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جاره ، فقال له الرسول : ( اطرح متاعك على الطريق ) ، فطرحه ، فجعل الناس يمرون عليه ويلعنونه - أي : يلعنون جاره الذي آذاه - ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما لقيت من الناس ، فقال : ( وما لقيت منهم ؟ ) قال يلعنوني ، قال : ( لقد لعنك الله قبل الناس ) قال : إني لا أعود . فجاء الذي شكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الرسول : ( ارفع متاعك فقد كفيت ) . رواه البزار .
و : جاء رجل إلى النبي ، يشكو جاره ، فقال له : ( اذهب فاصبر ) , فأتاه مرتين أو ثلاثا , فقال : ( اذهب فاطرح متاعك في الطريق ) ففعل ، فجعل الناس يمرون ويسألونه ويخبرهم خبر جاره فجعلوا يلعنونه فعل الله به وفعل وبعضهم يدعو عليه ، فجاء إليه جاره فقال : ارجع فإنك لن ترى مني شيئا تكرهه . رواه أبو داود واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم .
وجه الاستدلال :
خروج الرجل إلى الطريق .
قال الله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) .
وقال تعالى : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 

مواضيع ذات صلة

الوسوم
2 21 الإسلام العدل في ميزان والظلم
عودة
أعلى