لملمت أشلاءها وأخذت الحقيبة ورحلت

خالدالطيب

شخصية هامة
لملمت أشلاءها وأخذت الحقيبة ورحلت

لملمت أشلاءها وأخذت الحقيبة ورحلت





استطاعت بالكاد أن تلتقط أنفاسها بعد أن سمعت بعض الكلمات تخرج من بين شفتيه على غِرار ... يجب أن نفترق .... طريقنا ليس واحداً ... وما شابه من الكلمات التى لم تعهد سماعها سوى في الأفلام التى تروي قصص العشق والفراق , ضحكت قليلاً ثم قالت : أمجنون أنت ! أجابها في عُنف : لسنا بمحض السخرية الآن يجب أن يرحل كلانا وليبحث عن دَربه بعيداً عن الآخر .


عضت على شفتيها ونظرت إليه في حَنق وتمتمت بكلماته القاسية بأسلوب لم يخل من الاستهزاء مُجيبة : نعم نعم نفترق ونرحل وكل منا ينسى الآخر وأنسى قلبي الذي وهبته لِمَن لا يستحق و نفسي التي كنت تعبث بها ليل نهار وأحلامي التى لم تفارقها يوماً وأعذب الكلمات التى كنت تُسمعني إياها وأنسى أحرفَك حين كنت تسطر بها ذكرياتنا .


نظر إليها وود أن يقطع حديثها إلا أنها استكملت دون أن تأبه له: الأوْلَى أن أنسى سذاجتي التى لطالما ظننتُ أنها رفقيتي لا تتركني وشأني و نظرة عينيك التى لسنين طوال حسبتها عالمي الخاص أبحر به أنى أشاء و الدفء الذي أحسسته بين أحضانك
هَلاًّ أخبرتُك بفكرة أفضل ... أن أنسى حياتي السابقة ! ما رأيك ؟!


أجابها كاظماً غيظه : مالكي تتحدثين إلي هكذا ! هل وَعدتُكِ بشئ ؟ هل قلت لكِ أنكِ البدر الذي لم يغب عن حياتي ؟ هل أخبرتك أنني كنت ميتاً قبل أن أراكِ ؟ هل ظننتي أنني لا أتنفس إلا حين أكون معكِ أجيبيني ....؟


بدا على وجهها ملامح حزن وآلام كادت تفتك بوجهها الرقيق إلا أنها أظهرت التماسك أمامه وقالت : لا عليك بكل هذا فربما أحسستُها بالذكريات لا بالكلمات وشعرتها بالأفعال لا بالأقوال وبهمسة عين لا بلفظة لسان ولن ألقى لوماً عليك فلا يلاُم الصياد حين يأخذ ما شاء من فريسته ويترك ما شاء ثم يُلقي بها مرة أخرى وهي تنازع المَنِيَّة بل أُلقي باللوم على نفسي الحمقاء ومشاعري التى لَكم فاضت أسفل قدميك كالأنهار العذبة وعقلي الذي غيبته حين عشتُ معك بقلبي فقط .


ما عدتُ أدري ماذا أقول لك إلا أنني أشكرك أن تركت لي أشلاء نفس أسير بها ما بقي لي من دروب وأشلاء قلب صار ينبض فقط من أجل الحياة وأشلاء أنثى سترحل عن دُنياك بلا رجعة لتبحث عن بصيص أمل يعيد إليها ما هتكته براثن حبك الزائف , وإذا بعينيها ستخُِرّ باكيتين إلا أنها استجمعت قواها حتى لا تُظهر ضعفَها كامرأة وأخذت حقيبتها ومشت ...
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى