وردة في زمــــن الشــــــوك

المنسي

الاعضاء
وردة في زمــــن الشــــــوك




عندما تنبت الورده
في وطن غير وطنها
في أرض غير أرضها
في زمن غير زمانها
من المؤكد أنها ستموت
وخصوصآ إذا تعرضت لتلك التيارات
وكوارثها الطبيعيه
في تلك البيئه
أشواك ‘ وعواصف ‘ وأتربه

وردة في زمــــن الشــــــوك


عاشت ورده على وشك الذبول
وردة كساها الشوك ولم تعد ترى
ولاتسمع ولاتحتمل الصمود
نبتت في بستان من الشوك مليئ بألم وحسره
تحفها وتطبق عليها الأشواك من كل مكان
لدرجة الإختناق
لكنها برغم الألم
بقيت صامده لكنها باهته
واقفة نعم لكن مائله
بستان أشبه بالتابوت
لايقوى على العيش فيه

نظرت إلي
بحزن عميق
أسمع لها أنين
قاتل رغم مرارة السنين

في هذه اللحظه !!
أبحر بي شوقي إليها
أنطلقت كاالمجنون أقاتل
صحيح أنه ليس جيش !!
ولكن من الشوك جحافل
أقتلع هذه
وأدوس تلك
وأبعد بيداي
مايعترض طريقي
والدماء تسيل
إلى أن وصلت إليها

وردة في زمــــن الشــــــوك


فرحت بقدومي
وتعجبت بإندهاش لجنوني
وبدون شعور أحتضنتها
ذرفت نقطة من دمي عليها
أحست بإنتعاش الحياة
ردت لها الروح
رغم ماكانت تعاني من جرووح
مسحت بيداي عليها
تنفست الصعداء
عاد لها لونها بصفاء
تعدل نفسها بعد أن كانت عوجاء
وقفت بخجل وأستحياء
كانت تتألم

وفجأة
أنطلقت
أغلى
وأعز
وأعظم
دمعة رأيتها في حياتي
دمعة لم أستطع أن أتحمل رؤيتها

بكيت لبكائها
عانيت لمعاناتها
حزنت لحزنها

قالت وهي ترتعش
بنبرة حزينة خائفه
قلت لها لاتخافي
معي ستشعرين بالأمان

قالت جائعه
قلت سأطعمك وأعتني بك بإمعان

وردة في زمــــن الشــــــوك


(( ياوردتي ))
لاتخافي ولاتجزعي
سأكون لك وبك ومنك

هنا !!
أقتلعتها من جذورها بكل رفق وحنان
هرولت بها مسرعاً

ولكن إلى أين ؟؟

إلى بستان قلبي
نعم زرعتها في بستاني
الذي هوا بالأصل خالي من الورود
ليس به ! ! !
إلاإحساس بالحب ‘ والعطف ‘ والصدق
الذي أعتقد بأنه يملأ كل الوجود

أسقيتها حبي
أدفيتها بعواطفي
وداريت عليها بأجمل الأحاسيس
حتى من نسمة الهواء الحاره
أحتضِنُها حتى لاتصِل إليها
دبت بها الحياة حتى أصبحت

وردة في زمــــن الشــــــوك


أجمل
وأرق
وأندر
ورودة بالوجود
أحببنا بعضنا بجنون
أصبحت أشتاق إليها
حتى وأنا بين يديها
أصبحت لاأستطيع النظر إلى غيرها
إلامن خلال عينيها
فأرى كل شئ قبيح
أجمل من الجميل
أدمنت على عشقها

(( نعم ))
عاشت بعد أن ضمنت الخروج من التابوت
عاشت بعد أن تشبعت من عناقيد العنب والتوت
زرعت بالحب
أرتوت بالأمل
تغلفت بالعواطف والآحاسيس
وبأجمل الألوان
أطلقت عبيرها وشذاها
أعجبت كل من مر عليها

ولكن !!
بدأت الأيادي القذره تحاول مساسها
لقطفها وأمتلاكها والحصول عليها
وعندما أحست بالأمان
بدأ الكل ينجذب إليها
ويحاول التقرب من وجنتيها

وهنــــا !!
بخلت علي برحيقها
وبدأت تنفث عبيرها لكل من مر بطريقها

أحسست بالبرود وهي تنعم بالدفء
أحسست بالضماء وهي ترتوي من ينبوعي
أحسست بالنحول وهي تنعم بالتخمه
ونسيت زمن الذبول
وتبادر إلى ذهني سؤال ؟؟
لم أستطع الأجابة عليه !!
لأن الإجابة لديها

(( لماذا يا وردتي ؟؟؟ ))
غصصت بالألم وتجرعت تعبي معها ندم
فلن أخفي من أجلك الألم

قررت الرحيل
نعم يا وردتي
سأحطم المستحيل
وسأقف وقفة الرجل الشهم الأصيل
لن أكرهك نعم ! !
لأن هذا هوا المستحيل
ولأنني بالأصل أحببتك
ومن يحب لايستطيع أن يكره

أحست هي بالفراغ
وبأن الكون في طريقه إلى الضياع

سأدعكِ يا وردتي
لعقلكِ
لقلبكِ
لروحكِ

وكفاني بهم قاضياً
بيني وبينكِ
وأنا راضياً بحكمهم
 
الوسوم
الشــــــوك زمــــن في وردة
عودة
أعلى