لنتعلم سيرته صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة

الفتح الأعظم : فتح مكة المكرمــة
هدم عزى وسواع ومناة :
ولخمس وعشرين من رمضان بعث رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
خالد بن الوليد في ثلاثين فارساً إلى نخلة ، ليهدم العزى وهيكلها ، فتوجه إليها ، وهدمها ، وكانت أكبر أصنامهم .

ثم أرسل عمرو بن العاص في رمضان نفسه لهدم سواع ، وهو أعظم صنم لهذيل ، كان هيكله برهاط على قرابة 150 كيلو متراً شمال شرقي مكة فذهب إليه وهدمه ، وأسلم سادنه لما رأي من عجزه .
ثم بعث سيد بن زيد الأشهلي t في رمضان نفسه إلى مناة في عشرين فارساً ، وكانت بالمشلل عند قديد ، وهي صنم كلب وخزاعة وغسان والأوس والخزرج ، فأتاها وكسرها ، وهدم هيكلها

 
الفتح الأعظم : فتح مكة المكرمــة
بعث خالد إلى بني جذيمة :

ثم بعث خالد بن الوليد في شهر شوال إلى بني جذيمة ليدعوهم إلى الإسلام ، ومعه ثلاثمائة وخمسون رجلاً من المهاجرين والأنصار وبني سليم ، فلما دعاهم إلى الإسلام قالوا : صبأنا ، صبأنا . فقتلهم وأسرهم . ثم أمر يوماً أن يقتل كل رجل أسيره ، فأبى ابن عمرو أصحابه ذلك ، ولما رجعوا ذكروا ذلك للنبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فرفع يديه وقال مرتين : اللهم أبرأ إليك مما صنع خالد ، ثم بعث علياً t بمال ، فودى قتلاهم ، وأعطى بدل ما ضاع من أموالهم ، وفضل فضل فتركه لهم .

وكان بين خالد وعبدالرحمن بن عوف كلام وشر لأجل ما فعله خالد ، فلما رجعوا وأخبروا رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بذلك قال :" مهلاً يا خالد ، دع عنك أصحابي ، فوالله لو كان أحد ذهباً ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته ".

 
غـزوة حنين
غـزوة حنين :
ولما تم فتح مكة اجتمعت أشراف قبائل قيس عيلان للشورى ، وفي مقدمتها هوزان وثقيف ، فقالوا : قد فرغ محمد من قتال قومه . ولا ناهية له عنا ، فلنغزوة قبل أن يغزونا ، فأجمعوا أمرهم للحرب ، واختاروا لقيادتها مالك بن عوف النصري ، فتحشد جمع كبير ، ونزل بأوطاس ، ومعهم نساءهم وذراريهم وأموالهم ، وكان فيهم دريد بن الصمة المشهور بأصالة الرأي ، فلما سمع أصوات الصبيان والحيوان سأل مالكاً عن ذلك ، فقال : أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم . فقال : راعى ضأن والله ، وهل يرد المنهزم شئ ؟ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه ، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك ، وأشار أن يردهم إلى بلادهم ، فلم يقبل مالك رأيه ، وجمعهم في وادي أوطاس ، وانتقل بالمقاتلين إلى وادي حنين ، بجانب وادي أوطاس ، ونصب فيه كمائن ،
وعلم رسول الله rبتجمعهم فخرج من مكة يوم السبت السادس من شهر شوال ، ومعه اثنا عشر ألف مقاتل ، واستعار من صفوان بن أمية مائة درع بأداتها ، واستعمل على مكة عتاب بن أسيد .
وفي الطريق رأى المسلمون سدرة عظيمة كانت تعلق عليها العرب أسلحتهم ، ويذبحون ويعكفون عندها ، يقال لها : ذات أنواط . فقال بعضهم لرسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط . فقال :" الله أكبر . قلتم كما قال قوم موسى لموسى : اجعل لنا آلها كما لهم آلهة . قال : إنكم قوم تجهلون . إنها السنن . لتركبن سنن من كان قبلكم ".

وقال بعضهم نظراً لكثرة الجيش : لن نغلب اليوم . فشق ذلك على رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
. ولما كان عشية جاء فارس وأخبره بخروج هوزان بظعنهم ونعمهم وشائهم ، فتبسم وقال : تلك غنيمة المسلمون غداً إن شاء الله ,

وفي الليلة العاشرة من شهر شوال سنة 8هـ وصل رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إلى وادي حنين . فعبأ جيشه سحراً قبل يدخل ، فأعطى لواء المهاجرين لعلي بن أبي طالب ، ولواء الأوس لأسيد بن حضير ، ولواء الخزرج للحباب بن المنذر ، وأعطي ألوية لقبائل أخرى . ولبس درعين والبيضة والمغفر، ثم بدأت مقدمة الجيش تنحدر بالوادي ، وهي لا تعلم بوجود كمائن العدو فيه ، فبينما هي تنحط فيه إذ العدو يمطر عليهم النبال كأنها جراد منتشر ، وشد عليها شدة رجل واحد ، فاضطربت مقدمة الجيش بهذه المفاجأة ، وانكشف عامة من كان فيها من المسلمين ، وتبعهم من كان خلفهم ، فصارت هزيمة عامة .

وسر ذلك بعض المشركين وبعض حديثي العهد بالإسلام ، فقال أبو سفيان : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، وقال أخ لصفوان : ألا بطل السحر اليوم . وقال له آخر : أبشر بهزيمة محمد وأصحابه ، فوالله لا يجبرونها أبدا . فغضب عليهما صفوان – وهو مشرك – وعكرمة بن أبي جهل ـ وهو حديث العهد بالإسلام ـ وانتهراهما .
أما رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فثبت في قليل من المهاجرين والأنصار ، وطفق يركض بغلته ليتقدم نحو العدو ، وهو يقول :

أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
وأخذ أبو سفيان بن الحارث بلجام بغلته ، والعباس بركابه لئلا يسرع نحو العدو ، فنزل رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
عن البغلة ودعا ربه واستنصره ، وأمره العباس ، وكان جهوري الصوت ، أن ينادي أصحابه ، فنادى – وملأ الوادي بصوته – ألا ! أين أصحاب السمرة ؟ فعطفوا نحو الصوت عطفة البقر على أولادها ، يقولون لبيك ، لبيك ، حتى إذا اجتمع منهم مائة استقبلوا العدو ، واقتتلوا .

وصرفت الدعوة إلى الأنصار ، ثم إلى بني الحارث بن الخزرج ، وتلاحقت كتائب المسلمين ، واحدة تلو الأخرى ، حتى اجتمع حوله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
جمع عظيم ، وأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، وأنزل جنوداً لم تروها ، فكر المسلمون واحتدم القتال ، فقال
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
:" الآن حمي الوطيس " وأخذ قبضة من تراب فرمي بها وجوه القوم ، وقال : شاهت الوجوه ، فملأ أعينهم تراباً ، فلم يزل حدهم كليلاً وأمرهم مدبراً ، حتى تفرقوا وهربوا ، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون ،حتى أخذوا النساء والذراري ، وأسروا كثيراً من المحاربين ، وجرح يومئذ خالد بن الوليد جراحات بالغة . وأسلم كثير من مشركي مكة لما رأوا من عناية الله برسوله .

 
غـزوة حنين
مطاردة المشركين :
ولما هرب المشركون تفرقوا ثلاث فرق . فرقة لحقت بالطائف ، وهم الأكثر ، فرقة لحقت بنخلة . وفرقة عسكرت بأوطاس ، فأرسل رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إلى أوطاس أبا عامر الأشعري ، عم أبي موسى الأشعري – رضي الله عنهما – في جماعة من المسلمين ، فبددهم ، وظفر بما كان معهم من الغنائم ، وقد استشهدوا أبو عامر الأشعري في هذه المعركة ، وخلفه أبو موسى الأشعري t فرجع مظفراً منصوراً .

وطاردت طائفة من فرسان المسلمين فلول المشركين المنهزمين إلى نخلة ، فأدركت دريد بن الصمة ، وقتلته .
وأمر رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بجمع الغنائم والسبي ، وكانت نحو أربعة وعشرين ألف بعير ، وأكثر من أربعين ألف شاة ، وأربعة آلاف أوقيه من الفضة ، وستة آلاف سبي ، فجمع ذلك كله بالجعرانة ، وجعل عليها مسعود بن عمرو الغفاري .


 
غزوة الطائف
غزوة الطائف :

ثم تقدم إلى الطائف ، ومر في الطريق بحصن لمالك بن عوف النصري فأمر بهدمه ، ولما وصل إلى الطائف وجد العدو قد تحصن به ، ومعه قوت سنة ، ففرض عليه الحصار ، وكان المسلمون نازلين قريباً من العدو ، فرشقهم بالنبال حتى أصيب عدد من المسلمون بجراحات ، فارتفعوا إلى محل مسجد الطائف اليوم .
واختار المسلمون عدة تدابير لإرغام العدو على النزول ، ولكنها لم تنجح ، وكان خالد بن الوليد يخرج كل يوم يدعوهم إلى المبارزة ، فلم يخرج منهم أحد ، ونصب عليهم المنجنيق فلم يؤثر . ودخل جمع من أبطال المسلمين تحت دبابتين لينقبوا في جدار الحصن ، فرمى العدو عليهم قطعات من حديد محماة بالنار ، فاضطروا إلى الرجوع ، ولم يتمكنوا من نقب الجدار ، وقطعت أعنابهم ونخيلهم فناشدوا الله والرحم فتركت ، ونادى منادي رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أيما عبد نزل إليها من الحصن فهو حر . فنزل ثلاثة وعشرون عبداً فيهم أبو بكرة – تسور حصن الطائف ، وتدلى منه ببكرة يستقي عليها ، فكناه رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بأبي بكرة فشق فرار هؤلاء العبيد عليهم .

وطال الحصار دون جدوى – فقد دام حوالي عشرين يوماً . وقيل شهراً كاملاً – فاستشار رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
نوفل بن معاوية الديلي ، فقال : هم ثعلب في جحر ، إن أقمت عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرك فأمر بالرحيل . وطلب بعض المسلمين أن يدعو عليهم فقال : اللهم اهد ثقيفاً وأت بهم مسلمين .

 
غزوة الطائف
تقسيم الغنائم والسبي :
وعاد رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
من الطائف إلى الجعرانة . فمكث بها بضعة عشر يوماً لا يقسم الغنائم ، يبتغي أن يقدم هوازن تائبين ، فيحرزوا أموالهم وسباياهم ، فما جاء أحد ، فأخرج الخمس من الغنيمة ، وأعطاها لأناس ضعفاء الإسلام ، يتـألفهم ، ولأناس لم يسلموا بعد ، ليحبب إليهم الإسلام ، فأعطى أبا سفيان أربعين أوقية من الفضة ومائة من الإبل ، وأعطى مثل ذلك لابنه يزيد ، ثم لابنه الآخر معاوية ، وأعطى صفوان بن أمية مائة ثم مائة ثم مائة – أي ثلاثمائة – من الإبل ، وأعطى كلا من حكيم بن حزام ، والحارث بن الحارث بن كلدة ، وعيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس ، والعباس بن مرداس ، وعلقمة بن علاثة ، ومالك بن عوف ، والعلاء بن الحارثة ، والحارث بن هشام ، وجبير بن مطعم ، وسهيل بن عمرو ، وحويطب بن عبد العزى وغيرهم مائة مائة من الإبل ، وأعطى آخرين خمسين خمسين ، وأربعين وأربعين حتى شاع بين الناس ان محمداً يعطي عطاء ما يخاف الفقر ، فازدحم الأعراب يطلبون منه ، حتى ألجأوه إلى شجرة ، فتعلق بها رداؤه ،فقال : ردوا علي ردائي ، فوالذي نفسي بيده لو كان لي عدد شجر تهامة نعماً لقسمته عليكم . ثم ما ألفيتموني بخبلاً ولا جباناً ولا كذاباً .

ثم أخذ وبرة من سنام بعير وقال : والله ما لي من فيئكم ، ولا هذه الوبرة ، إلا الخمس ، والخمس مردود عليكم ، فأدوا الخياط والمخيط ، فإن الغلول يكون على أهله عاراً وشناراً وناراً يوم القيامة ، فرد الناس ما كانوا أخذوه من الغنيمة ، ولو كان شيئاً زهيداً .
ثم أمر زيد بن ثابت بتقسيم الغنيمة ، والذي يصيب الرجل الواحد بعد إخراج الخمس هو حوالي بعير ونصف بعير ، وشاتين ونصف شاة ، وعشرة دراهم ، وثلث السبى الواحد ، فإذا صرف نصيب الرجل إلى أحد هذه الأشياء ، بعد إعطائه عشرة دراهم ، يصير له إما أربعة من الإبل فقط ، وإما أربعون شاة فقط ، وإما ثلثا السبي والواحد فقط .
 
غزوة الطائف
شكوى الأنصار وخطبة رسول الله :
واستغرب الأنصار ما فعله رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
، حيث أعطى المؤلفة قلوبهم عطايا جزيلة لا تقاس ، ولم يعط الأنصار شيئاً ، فقال بعضهم : إن هذا لهو العجب ، يعطى قريشاً ويتركنا ، وسيوفنا تقطر من دمائهم ، فأبلغه ذلك سعد بن عبادة رئيس الأنصار ، فجمعهم وحدهم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم ذكر ما تفضل الله به عليهم ، ثم ذكرهم ما تفضلوا به عليه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
ثم قال :

" أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
، إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت الأنصار ، اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار " .

فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا : رضينا برسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
قسماً وحظاً ، ثم انصرف رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وانصرفوا .

 
غزوة الطائف
وفــد هـوازن :
وبعد أن تم توزيع الغنائم قدم وفد هوازن ، يرأسه زهير بن صرد ، فأسلموا وبايعوا ، ثم قالوا : يا رسول الله ! إن فيمن أصبتم ، والأمهات والأخوات والعمات والخالات ، وهن مخازي الأقوام : فامنن علينا رسول الله في كرم فإنك المرء نرجوه وننتظر امنن على نسوة قد كنت ترضعها إذ فوك تملؤه من محضها الدور
وذلك في جملة أبيات :
فقال : أن معي من ترون ، وإن أحب الحديث إلى أصدقه ، فاختاروا إما السبى وإما المال ، فقالوا : ما كنا نعدل بالأحساب شيئاً ، واردد إلينا نساءنا وأبناءنا ، ولا نتكلم في شاة ولا بعير ، فقال : إنا نستشفع برسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إلى المسلمين ، وبالمسلمين على رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أن يرد إلينا سبيبا ، ففعلوا ، فقال
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
: أما ما كان لي ولبني عبدالمطلب فهو لكم ، وسأسأل الناس ، فقال المهاجرون والأنصار : ما كان لنا فهو لرسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
، وامتنع بعض الأعراب ، كالأقرع بن حابس وعيينة بن حصن والعباس بن مرداس . فقال
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
:" من طابت نفسه أن يرد فسبيل ذلك ، وإلا فليرد ، وله بكل فريضة ست فرائض من أول ما يفئ الله إلينا " ، فرد الناس كلهم بطيب أنفسهم إلا عيينة بن حصر ، وكسا النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
السبايا قبطية قبطية .

وبعد رد السبايا لم يبق في نصيب الرجل الواحد إلا بعيران فقط أو عشرون شاة فقط .
 
غزوة الطائف
عمــرة الجعرانـة :


ولما فرغ رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
من قسمة الغنائم أحرم للعمرة – وهي عمرة الجعرانة – فاعتمر ، ثم قفل راجعاً إلى المدينة ، فبلغها لست أو ثلاث بقين من ذي القعدة .

 
غزوة الطائف
تأديب بني تميم ودخولهم في الإسلام :
وفي المحرم سنة 9هـ نقلت الأخبار إلى المدينة بأن بني تميم يحرضون القبائل على منع الجزية ، فأرسل إليهم رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
خمسين فارساً بقيادة عيينة بن حصن الفزاري ، فهجم عليهم في الصحراء ، فأسر منهم أحد عشر رجلاً وإحدى وعشرين امرأة وثلاثين صبياً ، وجاء بهم على المدينة ، فجاء عشرة من رؤسائهم ، ورغبوا في المباهاة ، فخطب خطيبهم عطارد بن حاجب فأجابه ثابت بن قيس ، ثم أنشد شاعرهم الزبر قان بن بدر فأجابه حسان بن ثابت ، فاعترفوا بفضل خطيب الإسلام وشاعره فأسلموا . فرد عليهم رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
سباياهم ، وأحسن جائزتهم .


 
غزوة الطائف
هدم فلس بني طيء وإسلام عدي بن حاتم :
وفي شهر ربيع الآخر سنة 9هـ أرسل رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
علي بن أبي طالب في مائة وخمسين رجلاً على مائة بعير وخمسين فرساً ليهدم صنم بني طئ المعروف بالفلس ، وكان مع علي t راية سوداء ولواء أبيض ، فشن الغارة على محلة حاتم الطائي المعروف بالجود والكرم ، فأصاب نعماً وشاء وسبيا ، وفيها سفانة بنت حاتم الطائي ، فلما جاءوا بها إلى المدينة من عليها رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فأطلقها بغير فدية ، وأكرمها وأعطاها الراحلة ، فذهبت إلى الشام ، وكان أخوها عدي بن حاتم قد هرب إليها ، فقالت له عن رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
: لقد فعل فعلة ما كان أبوك يفعلها ، ائته راغباً أو راهباً ، فجاء عدي بغير أمان ولا كتاب ، فلما كلم رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أسلم مكانه .

وبينا هو عند رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
جاء رجل يشكو إليه الفاقة ، ثم جاء آخر يشكو قطع السبيل ، فقال : باعدي ! هل رأيت الحيرة ؟ فلئن طالت بك حياة فلترين الظعينة ترتحل من الحيرة ، حتى تطوف بالكعبة ، لا تخاف أحداً إلا الله ، ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله ، فلا يجد أحداً يقبله منه ، وقد رأى عدي خروج الظعينة ،وحضر في فتح كنوز كسرى .

هذان الحادثان – تأديب بني تميم ، وهدم فلس طئ – من أهم ما وقع بعد فتح مكة وغزوة حنين ، وقد وقع أثناء ذلك بعض الأحداث الطفيفة الأخرى ، ولكن الصراع القائم بين المسلمين والوثنيين كان قد انتهى بعد فتح بصفة عامة ، وكاد المسلمون يستريحون من تعب الحروب وعنائها ، ولكن الذي استجد قبل الفتح بقليل هو اتجاه القوات النصرانية المتمركزة في الشام نحو المسلمين ، والذي كان من نتائجها معركة مؤتة ، وكانت هذه القوات متغطرسة جداً لأجل انتصاراتها المتواصلة ضد الفرس ، ففتحت باب اللقاء الدامي بينهما وبين المسلمين ، وكان من نتائجه غزوة تبوك في حياة النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
، ثم فتوح الشام في زمن الخلفاء الراشدين .

 
غزوة تبوك
غزوة تبوك :

كانت لمعركة مؤته سمعة سيئة للرومان ، وقواتهم ، فقد كان لنجاح المسلمين – وهم ثلاثة آلاف فقط – في درع مائتي ألف من قوات الرومان أثر بالغ في نفوس القبائل العربية المجاورة للشام ، وأخذت هذه القبائل تتطلع إلى الاستقلال ، فرأى الرومان أن يقوموا بغزوة حاسمة يقضون بها على المسلمين في عقر دارهم ، المدينة المنورة .
 
غزوة تبوك
تهيؤ المسلمين للقاء الرومان :

وسمع رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بتجمعهم واستعدادهم ، فاستنفر المسلمين من كل مكان ، وأعلن عن جهة الغزوة صراحة ، وليأخذ الناس عدتهم الكاملة ، إذ كان الزمان زمان حر شديد ، وكانت الشقة بعيدة ، وكان الناس في عسر وجدب ، وقد طابت الثمار ، والظلال ، فكانوا يحبون المقام فيها .

وحث رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
الموسرين على تجهيز المعسرين ، فتقدم المسلمون بما لديهم ، وأول من جاء بماله أبو بكر t " جاء بكل ماله ، وهو أربعة آلاف درهم ، فقال
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
: " هل أبقيت لأهلك شيئاً ؟" فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ، وجاء عمر بن الخطاب t بنصف ماله ، وأنفق عثمان بن عفان t كثيراً ، يقال : عشرة آلاف دينار ، وأعطى ثلاثمائة بعير بإجلاسها وأقتابها ، وأعطى خمسين فرساً ، ويقال : أنه أعطى تسعمائة بعير ومائة فرس ، وقد قال فيه النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
: ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم .

وجاء عبدالرحمن بن عوف بمائتي أوقية ، وجاء العباس بمال كثير ، وجاء طلحة وسعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة وغيرهم بأموال ، وجاء عاصم بن عدي بتسعين وسقاً من التمر ، وتتابع الناس بصدقاتهم ، كل على قدره ، حتى أنفق بعضهم مداً أو مدين ، لم يستطع غيره ، وأرسلت النساء ما قدرن عليه من الحلي .
وجاءه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فقراء الصحابة يطلبون أن يحملهم ، فقال : ] لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ [ فجهزهم عثمان والعباس وغيرهما – رضي الله عنهم .

وتكلم المنافقون ، فلمزوا من أنفق الكثير ، وسخروا ممن أنفق القليل ، وسخروا من رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
على جرأته على لقاء الرومان ، فلما سئلوا قالوا : إنما كنا نخوض ونلعب ، وجاء المعذرون من المنافقين والأعراب واستأذنوا النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
في التخلف ، محتالين بأعذار شتى فأذن لهم . وتخلف بعض المسلمين المخلصين تكاسلاً .


 
غزوة تبوك
الجيش الإسلامي إلى تبوك :

واستعمل رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
على المدينة محمد بن مسلمة ، وخلف علي بن أبي طالب على أهله ، وأعطى لواءه الأعظم أبا بكر الصديق ، وفرق الرايات على رجال ، فأعطى الزبير راية المهاجرين ، وأعطى أسيد بن حضير راية الأوس ، والحباب بن المنذر راية الخزرج ، وتحرك من المدينة يوم الخميس ، ومعه ثلاثون ألف مقاتل ، يريد تبوك ، وكانت قلة شديدة في الظهر والزاد ، فكان ثمانية عشر رجلاً يتعقبون بعيراً واحداً ، وأكل الناس أوراق الشجر حتى تورمت شفاههم ، واضطروا إلى ذبح البعير ليشربوا ما في كرشه من الماء .

وبينما الجيش في طريقه إلى تبوك إذ لحقه على بن أبي طالب ، سمع طعون المنافقين فلم يصبر حتى خرج ، فرده رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وقل : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي .

وكان الناس قد نزلوا مع رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أرض ثمود – الحجر – فاستقوا من بئرها ، واعتجنوا به ، فأمرهم أن يهريقوا ما استقوا من بئرها ، وأن يعلفوا الإبل العجين ، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة .

ولما مر بتلك الديار – ديار ثمود قال لهم أيضاً : لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا تكونوا باكين ، أن يصيبكم ما أصابهم ، ثم قنع رأسه ، وأسرع السير ، حتى جاز الوادي .
وفي الطريق كان رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
يجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء ، جمع التقديم والتأخير .

ولما نزل بتبوك لحقه أبو خيثمة ، وكان مؤمناً صادقاً تخلف بغير عذر ، فلما دخل في بستانه – وكان يوماً شديد الحر – وجد زوجتيه قد رشت كل واحدة منها عريشتها ، وهيأت طعاماً وماءً بارداً فقال : رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
في الحر ، وأبو خيثمة في ظل بارد ، وماء مهيأ ، وامرأة حسناء ؟ ما هذا بالنصف ، والله لا أدخل عريشة واحدة منكما حتى ألحق برسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
، فهيئا لي زاداً ، ففعلتا ، ثم ركب بعيره ، وأخذ سيفه ورمحه ، وخرج يسير حتى صادف رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
حين نزل بتبوك .

 
غزوة تبوك
عشرون يوماً في تبوك :

وعملت الروم بنزول رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
في تبوك فخارت عزائمهم ، ولم يجترؤا على اللقاء ، فتفرقوا في داخل بلادهم ، وبقى رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
عشرين يوماً يرهب العدو ، ويستقبل الوفود ، وقد جاءه يوحنا بن رؤبة حاكم أيلة ، وصحبته أهل جرباء وأذرح ، وأهل ميناء ، فصالحوه على إعطاء الجزية ، ولم يسلموا ، وكتب رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
ليوحنا كتاباً فيه الأمان له ، ولأهل أيلة ، وفيه الذمة لسفنهم وسياراتهم في البحر والبر، وفيه حرية التنقل والنزول ، وأن أحدث حدثاً فلا يحول ماله دون نفسه .

وكتب لأهل جرباء وأذرح كتاباً أعطاهم فيه الأمان ، وأن عليهم مائة دينار في كل رجب ، وصالحه أهل ميناء على ربع ثمارها .
 
غزوة تبوك
اسـر أكيـدر دومـة الجندل :

وأرسل رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة الجندل ، في أربعمائة وعشرين فارساً ، وقال له : أنك ستجده يصيد البقر ، فسار خالد حتى إذا كان بمنظر العين خرجت بقرة تحك بقرونها باب القصر ، فخرج أكيدر ليصيدها ، فتلقاه خالد في خليه ، وجاء به إلى رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
، فحقن دمه ، وصالحه على ألفي بعير ، وثمانمائة رأس ، وأربعمائة درع ، وأربعمائة رمح ، وأقر بإعطاء الجزية على قضية أيلة وميناء .

 
غزوة تبوك
العودة إلى المدينة :

وبعد عشرين يوماً تحرك رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إلى المدينة ، وقد استغرق الذهاب والعودة ثلاثين يوماً ، فجملة ما غاب رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
عن المدينة خمسون يوماً .

وفي الطريق مر الجيش بعقبة ، فأخذ الناس بطن الوادي ، وسلك رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
طريق العقبة ، ولم يكن معه إلا عمار ، وآخذاً بزمام الناقة ، وحذيفة بن اليمان ، يسوقها ، فتبعه اثنا عشر رجلاً من المنافقين يريدون اغتياله ، واقتربوا منه جداً ، وهم ملتثمون ، فعبث رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إليهم حذيفة ، ليضرب وجوه رواحلهم بمحجن كان معه ، فضربها ، فأرعبهم الله ، وأسرعوا بالفرار حتى لحقوا بالقوم ، وأخبر رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
حذيفة بأسمائهم ، وبما أراده ، فسمى بصاحب سر رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
.

 
غزوة تبوك
هدم مسجد الضرار :

وكان المنافقون قد بنوا بقباء مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله ، وطلبوا من رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أن يصلي لهم فيه ، وذلك عندما كان يستعد للخروج إلى تبوك ، فقال : إنا على سفر ، ولكن إذا رجعنا إن شاء الله ، فلما كان في مرجعه من تبوك ، ونزل بذي أوان ، وليس بينه وبين المدينة إلا يوم أو بعض يوم ، نزل جبريل عليه السلام بخبر المسجد ، فبعث رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
من أحرقه وهدمه .

 
غزوة تبوك
استقبال رسول الله من قبل أهل المدينة :

استقبال رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
من قبل أهل المدينة :

ولما لاحت للنبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
معالم المدينة قال : " هذه طابة ، وهذا أحد ، جبل يحبنا ونحبه " . وتسامع الناس بمقدمه ، فخرج النساء والصبيان ، والولائد يستقبلونه وينشدون :

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
حتى دخل
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
المسجد فصلى فيه ركعتين وجلس للناس .

 
غزوة تبوك
المخـلفــون :

وجاء المتخلفون من المنافقين يعتذرون ويحلفون ، فقبل علانيتهم ، ووكل سرائرهم إلى الله ، وجاء ثلاثة من المؤمنين الصادقين ، وكانوا قد تخلفوا عنه ، وهم كعب بن مالك ، ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية ، فصدقوا ، ولم يعتذروا ، فأمرهم أن ينتظروا حتى يقضي الله فيهم ، وأمر المسلمين أن لا يكلموهم ، فتغير لهم الناس ، وتنكرت لهم الأرض ، وضاقت عليهم أنفسهم ، وأظلمت عليهم الدنيا ، فلما تم على ذلك أربعون يوماً أمرهم أيضاً أن لا يقربوا نساءهم ، حتى إذا تم خمسون يوماً أنزل الله توبتهم فقال : {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ الله إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ الله هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } .
ففرح المسلمون ، واستبشر المخلفون ، فبشروا وأبشروا ، وأجازوا وتصدقوا ، وكان أسعد يوم في حياتهم .
ونزلت آيات فضحت المنافقين ، وكشف سرائر الكاذبين ، وبشرت المؤمنين الصادقين ، فالحمد لله رب العالمين .
كان رجوعه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
عن تبوك في شهر رجب سنة 9هـ ، وتوفي النجاشي أصحمة بن الأبجر ملك الحبشة في شهر ، فصلى عليه رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
صلاة الغائب في المدينة .

ثم توفيت ابنته أم كلثوم – رضي الله عنها – في شهر شعبان سنة 9هـ فصلى عليها ودفنها بالبقيع ، وحزن عليها حزناً شديداً ، وقال لعثمان بن عفان t :" لو كانت عندي ثالثة لزوجتكها
وفي ذي القعدة سنة 9هـ توفي رأس النافقين عبدالله بن أبي ، فاستغفر له رسول الله r وصلى عليه ، وقد حاول عمر t أن يمنعه عن الصلاة عليه فأبى ، ثم نزل القرآن ينهى عن الصلاة على المنافقين .
 
الوسوم
الله الوفاة الولادة حتى سيرته صلى عليه كاملة لنتعلم من وسلم
عودة
أعلى