لنتعلم سيرته صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة

المنسي

الاعضاء
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
قدوة وأسوة
لنتعلم سيرته
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
من الولادة حتى الوفاة
نبي الله المصطفى
هو أكرم خلق الله ، وأفضل رسله ، وخاتم أنبيائه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم

لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة


 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أفضل رسله ، وخاتم أنبيائه : محمد الصادق الأمين ، المبعوث إلى الأحمر والأسود أجمعين ، وعلى آله وصحبه حملة لواء الدين ، وعلى من تبعهم بإحسان من الأئمة والهداة والدعاة والأتقياء والصالحين ، وعلى كل من سلك سبيلهم إلى يوم الدين .
أما بعــد :
فإن السيرة النبوية من أشرف العلوم وأعزها وأسناها هدفاً ومطلباً ، بها يعرف الرجل المسلم أحوال دينه ونبيه ، وما شرفه الله تعالى – به من أرومة الأصل وكرم المحتد ، ثم ما أكرمه به من اختياره للوحي والرسالة ، وحمل عبء الدعوة إلية وإلى دينه ، ثم ما قام به
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
من بذل الجهود المتواصلة ، وما عاناه من البلاء والمحن في هذا السبيل ، وما حظي به – بجنب ذلك – من نصرة الله وتأييده بجنود غيبه المكنون ، وملائكته البررة الكرام ، وإنزال البركات ، وخوارق العادات ، وغير ذلك .

وقد كثر الاهتمام بهذا الموضوع في قديم الزمان وحديثه دراسة وكتابة وتأليفاً ، لأنه عمل ينبثق من صميم الإيمان وغريزة الحب والتفاني ، إلا أن عامة القائمين بذلك لم يوفوا حقه من التحقيق ، بل أدخلوا فيه ما وافق أفكارهم وميولهم وعواطفهم ، ولو لم يكن له حظ من الصحة والثبوت ، بل جاءوا ببعض ماهو مصطدم بأصول الدين وخارج عن حيز نطاق المعقول .
ونظراً إلى ذلك اقترح على بعض الإخوان بتأليف كتاب جديد في حجم متوسط أجمع فيه ما هو ثابت ومعترف به عند أئمة هذا الفن ، مع مراعاة مستوى الناشئين وعامة الدارسين ، متجنباً الإجحاف والانحراف ، فطلبت من الله التوفيق والسداد ، وبدأت بالعمل المطلوب ، مستمداً في ذلك من القرآن الكريم تفاسيره المعتمدة ، ثم من كتب السنة والسيرة ، ومستفيداً بما يوجد فيها من القرائن والشهادات الداخلية ، وما يحيط بها من الشهادات الخارجية ، وآثرت أن تكون العبارة مأخوذة من الروايات وكلام الأوائل بقدر الإمكان . مع الاختصار والاختيار ، وأرجوا أني قد أديت المطلوب إلى حد قريب ، وأدعو الله – سبحانه – أن ينفع به المسلمين ، ويجعله خالصاً لوجهة الكريم . وصلى الله على خير خلقه محمد وبارك وسلم .


 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
النسب الشريف :
هو أكرم خلق الله ، وأفضل رسله ، وخاتم أنبيائه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وعدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم – عليهما السلام – بالاتفاق ، ولكن لم يعرف بالضبط عدد ولا أسماء من بينه وبين إسماعيل عليه السلام .
أما أمه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب . وكلاب هو الجد الخامس للنبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
من جهة أبيه ، فأبوه وأمه من أصل واحد ، يجتمعان في كلاب ، واسمه حكيم . وقيل : عروة لكنه كان كثير الصيد بالكلاب فعرف بها .

 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
أسرته
أما أسرته
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فتعرف بالأسرة الهاشمية ، نسبة إلى جدة الثاني هاشم ، وقد ورث هاشم من مناصب قصي : السقاية والرفادة ، ثم ورثهما أخوه المطلب ، ثم أولاد هاشم إلى أن جاء الإسلام وهم على ذلك ، وكان هاشم أعظم أهل زمانه ، كان يهشم الخبز ، أي يفتته في اللحم ، فيجعله ثريداً ، ثم يتركه يأكل الناس ، فلقب بهاشم ، واسمه عمرو . وهو الذي سن الرحلتين : رحلة الشتاء إلى اليمن ، ورحلة الصيف إلى الشام ، وكان يعرف بسيد البطحاء .

ومن حديثه : أنه مر بيثرب ، وهو في طريق تجارته إلى الشام ، فتزوج سلمى بنت عمرو من بني عدي بن النجار ، وأقام عندها فترة ، ثم مضى إلى الشام وهي حامل ، فمات بغزة من أرض فلسطين ، وولدت سلمى ابناً بالمدينة سمته : شيبة ، لشيب في رأسه ، ونشأ هذا الطفل بين أخواله في المدينة ، ولم يعلم به أعمامه بمكة حتى يبلغ نحو سبع سنين أو ثماني سنين ، ثم علم به عمه المطلب ، فذهب به إلى مكة ، فلما رآه الناس ظنوه عبده فقالوا : عبد المطلب ، فاشتهر بذلك .
وكان عبد المطلب أوسم الناس ، وأجملهم ، وأعظمهم قدراً . وقد شرف في زمانه شرفاً لم يبلغه أحد ، كان سيد قريش وصاحب عير مكة ، شريفاً مطاعاً جواداً يسمى بالفياض لسخائه ، كان يرفع من مائدته للمساكين والوحوش والطيور ، فكان يلقب بمطعم الناس في السهل ، والوحوش والطيور في رؤوس الجبال . قد تشرف بحفر بئر زمزم بعد أن كان قد درسها جرهم عند جلائهم عن مكة ، وكان قد أمر بحفرها في المنام ، ووصف له موضعها فيه .
وفي عهده وقعت حادثة الفيل ، جاء أبرهة الأشرم من اليمن بستين ألف جندي من الأحباش ، ومعه بعض الفيلة ، ليهدم الكعبة ، فلما وصل إلى وادي محسر بين المزدلفة ومنى ، وتهيأ للهجوم على مكة أرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ، فجعلهم كعصف مأكول ، وكان ذلك قبل مولد النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بأقل من شهرين فقط .

أما والده
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
عبدالله فكان أحسن أولاد عبد المطلب ، وأعفهم ، وأحبهم إليه ، وهو الذبيح ، وذلك أن عبد المطلب لما حفر بئر زمزم ، وبدت آثارها نازعته قريش ، فنذر لئن آتاه الله عشرة أبناء ، وبلغوا أن يمنعوه ، ليذبحن أحدهم . فلما تم له ذلك أقرع بين أولاده ، فوقعت القرعة على عبدالله ، فذهب إلى الكعبة ليذبحه ، فمنعته قريش ، ولا سيما إخوانه وأخواله ، ففداه بمائة من الإبل ، فالنبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
ابن الذبيحين : إسماعيل – عليه السلام –وعبد الله ، وابن المفديين ، فدي إسماعيل – عليه السلام – بكبش ، وفدي عبد الله بمائة من الإبل .

واختار عبد المطلب لابنه عبد الله آمنه بنت وهب ، وكانت أفضل نساء قريش شرفاً وموضعاً ، وكان أبوها وهب سيد بني زهرة نسباً وشرفاً ، فتمت الخطبة والزواج ، وبنى بها عبد الله بمكة فحملت برسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
.

وبعد فترة أرسله عبد لمطلب إلى المدينة – أو الشام في تجارة – فتوفي بالمدينة – راجعاً من الشام – ودفن في الدار النابغة الذبياني ، وذلك قبل ولادته
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
على الأصح .

 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
المولد :
ولد رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بشعب بني هاشم في مكة ، صبيحة يوم الاثنين ، التاسع – ويقال : الثاني عشر – من شهر ربيع الأول عام الفيل – والتاريخ الأول أصح والثاني أشهر – وهو يوافق اليوم الثاني والعشرون من شهر أبريل سنة 571م .

وكانت قابلته أي دايته : الشفاء بنت عمرو أم عبد الرحمن بن عوف t ولما ولدته أمه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام . وأرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بولادته
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فجاء عبد المطلب مستبشراً مسروراً ، وحمله ، فأدخله الكعبة ، وشكر الله ، ودعاه ، وسماه محمداً ، رجاء أن يحمد ، وعق عنه ، وختنه يوم سابعه ، وأطعم الناس كما كان العرب يفعلون .

وكانت حاضنته أم أيمن : بركة الحبشية ، مولاة والده عبد الله ، وقد بقيت حتى أسلمت ، وهاجرت ، وتوفيت بعد النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بخمسة أشهر ، أو بستة أشهر .


 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
قبيلته :
وقبيلته
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
هي قبيلة قريش المشهود لها بالشرف ، ورفعة الشأن ، والمجد الأصيل ، وقداسة المكان بين سائر العرب ، وهو لقب فهر بن مالك أو النضر بن كنانة .

وكل من رجالات هذه القبيلة كانوا سادات وأشرافاً في زمانهم ، وقد امتاز منهم قصي – واسمه زيد – بعدة ميزات ، فهو أول من تولى الكعبة من قريش ، فكانت إليه حجابتها وسدانتها ، أي كان بيده مفتاح الكعبة يفتحها لمن شاء ومتى شاء ، وهو الذي أنزل قريشاً ببطن مكة ، وأسكنهم في داخلها ، وكانوا قبل ذلك في ضواحيها وأطرافها ، متفرقين بين قبائل أخرى ، وهو الذي أنشأ السقاية والرفادة . والسقاية . ماء عذب من نبيذ التمر أو العسل أو الزبيب ونحوه ، كان يعده في حياض من الأديم يشربه الحجاج . والرفادة : طعام كان يصنع لهم في الموسم . وقد بنى قصي بيتاً بشمالي الكعبة ، عرف بدار الندوة . وهي دار شورى قريش ، ومركز تحركاتهم الاجتماعية ، فكان لا يعقد نكاح ، ولا يتم أمر إلا في هذه الدار ، وكان بيده اللواء والقيادة ، فلا تعقد راية حرب إلا بيده ، وكان كريماً وافر العقل ، صاحب كلمة نافذة في قومه .
 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
في بني سعد :
كان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لمواليدهم في البوادي ، إبعاداً لهم عن أمراض الحواضر حتى تشتد أعصابهم ، وليتقنوا اللسان العربي في مهدهم .
وقدر الله أن جاءت نسوة من بني سعد بن بكر بن هوزان يطلبن الرضعاء فعرض النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
عليهن كلهن ، فأبين أن يرضعنه لأجل يتمه . ولم تجد إحدى النسوة – وهي حليمة بنت أبي ذويب – رضيعاً فأخذته
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وحظيت به حظوة اغتبط لها الآخرون .

واسم أبي ذويب والد حليمة : عبد الله بن الحارث ، واسم زوجها : الحارث ابن عبد العزى ، وكلاهما ن سعد بن بكر بن هوازن . وأولاد الحارث بن عبد العزى ، إخوته
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
من الرضاعة هم : عبد الله وأنيسة وجدامة ، وهي الشيماء ، لقب غلب على اسمها ، وكانت تحضن رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة

 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
بركات في بيت الرضاعة
وقد درت البركات على أهل هذا البيت مدة وجوده
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بينهم .

ومما روي من هذه البركات : أن حليمة لما جاءت إلى مكة كانت الأيام أيام جدب وقحط ، وكانت معها أتان كانت أبطأ دابة في الركب مشياً لأجل الضعف والهزال ، وكانت معها ناقة لا تدر بقطرة من لبن ، وكان لها ولد صغير يبكي ويصرخ طول الليل لأجل الجوع ، ولا ينام ، ولا يترك أبويه ينامان .
فلما جاءت حليمة بالنبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إلى رحلها ، ووضعته في حجرها أقبل عليه ثدياها بما شاء من لبن ، فشرب حتى روي ، وشرب معه ابنها الصغير حتى روى ، ثم ناما .

وقام زوجها إلى الناقة فوجدها حافلاً باللبن ، فحلب منها ما انتهيا بشربه رياً وشبعاً ، ثم باتا بخير ليلة .
ولما خرجا راجعين إلى بادية بني سعد ركبت حليمة تلك الأتان ، وحملت معها النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فأسرعت الأتان حتى قطعت بالركب ، ولم يستطع لحوقها شئ من الحمر .

ولما قدما في ديارهما : ديار بني سعد – وكان أجدب أرض الله – كانت غنمهما تروح عليهما شباعاً ممتلئة الخواصر بالعلف ، ممتلئة الضروع باللبن . فكانا يحلبان ويشربان ، وما يحلب إنسان قطرة لبن .
فلم يزالا يعرفان من الله الزيادة والخير حتى اكتملت مدة الرضاعة ومضت سنتان ففطمته حليمة ، وقد اشتد وقوي في هذه الفترة .
 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
بقاء النبي في بني سعد بعد الرضاعة :
وكانت حليمة تأتي بالنبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إلى آمه وأسرته كل ستة أشهر ، ثم ترجع به إلى باديتها في بني سعد ، فلما اكتملت مدة الرضاعة وفطمته ، وجاءت به إلى أمه حرصت على بقائه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
عندها ، لما رأت من البركة والخير . فطلبت من أم النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أن تتركه عندها حتى يغلظ ، فإنها تخاف عليه وباء مكة ، فرضيت أمه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بذلك ، ورجعت به حليمة إلى بيتا مستبشرة مسرورة ، وبقي النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
عندها بعد ذلك نحو سنتين ، ثم وقعت حادثة غريبة أحدثت خوفاً في حليمة وزوجها حتى ردا النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إلى أمه . وتلك الحادثة هي شق صدره
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وإليكم بيان ذلك .

 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
شق الصدر :
قال أنس بن مالك t : إن رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أتاه جبريل وهو يلعب مع لغلمان فأخذه فصرعه ، فشق عن قلبه . فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظ الشيطان منك . ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأمه – أي ضمه وجمعه – ثم أعاده في مكانه .

وجاء الغلمان يسعون إلى أمه – يعني ظئره ( وهي المرضعة ) – فقالوا إن محمداً قد قتل . فاستقبلوه وهو منتقع اللون . أي متغير اللون .
قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره .
 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
إلى أمه الحنون :
ورجع النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بعد هذا الحادث إلى مكة ، فبقي عند أمه وفي أسرته نحو سنتين ، ثم سافرت معه أمه إلى المدينة ، حيث قبر والده وأخوال جده بنو عدي بن النجار ، وكان معها قيمها عبد المطلب ، وخادمتها أم أيمن ، فمكثت شهراً ثم رجعت ، وبينما هي في الطريق لحقها المرض ، واشتد حتى توفيت بالأبواء بين مكة والمدينة ، ودفنت هناك .





محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
إلى جده العطوف :
وعاد به
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
جده عبد المطلب إلى مكة ، وهو يشعر بأعماق قلبه شدة ألم المصاب الجديد . فرق عليه رقة لم يرقها لى أحد من أولاده ، فكان يعظم قدره ، ويقدمه على أولاده ، ويكرمه غاية الإكرام ، ويجلسه على فراشه الخاص الذي لم يكن يجلس عليه غيره . ويمسح ظهره ، ويسر بما يراه يصنع . ويعتقد أن له شأناً عظيماً في المستقبل ، ولكنه توفي بعد سنتين حين كان عمره
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
ثماني سنوات وشهرين وعشرة أيام .


 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
إلى عمه الشفيق :
وقام بكفالته
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
عمه أبو طالب شقيق أبيه ، واختصه بفضل الرحمة والمودة ، وكان مقلا من المال . فبارك الله في قليله ، حتى كان طعام الواحد يشبع جميع أسرته ، وكان الرسول
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
مثال القناعة والصبر ، يكتفي بما قدر الله له .

 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
سفره إلى الشام وبحيرا الراهب :
وأراد أبو طالب أن يخرج بتجارة إلى الشام في عير قريش ، وكان عمره
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
اثنتي عشرة سنة – وقيل : وشهرين وعشرة أيام – فاستعظم رسل الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فراقه ، فرق عليه وأخذه معه ، فلما نزل الركب قريباً من مدينة بصرى على مشارف الشام خرج إليهم أحد كبار رهبان النصارى – وهو بحيرا الراهب – فتخلل في الركب حتى وصل إلى النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فأخذ بيده ، وقال

" هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين " .
قالوا : وما علمك بذلك ؟
قال : "إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجداً ، ولا يسجدان إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ، وإنا نجده في كتبنا " .
ثم أكرمهم بالضيافة ، وسأل أبا طالب ، أن يرده ولا يقدم به إلى الشام خوفاً من اليهود والرومان ، فرده أبو طالب إلى مكة .
 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
حرب الفجار :
وحين كان عمره
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
عشرين سنة – وقعت في السوق عكاظ حرب بين قبائل قريش وكنانة من جهة ، وبين قبائل قيس عيلان من جهة أخرى . اشتد فيها البأس ، وقتل عدد من الفريقين ، ثم اصطلحوا على أن يحصوا قتلى الفريقين ، فمن وجد قتلاه أكثر أخذ دية الزائد ، ووضعوا الحرب ، وهدموا ما وقع بينهم من العداوة والشر .

وقد حضر هذه الحرب رسول لله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وكان ينبل على أعمامه ، أي يجهز لهم النبل للرمي .

وسميت هذه الحرب بحرب الفجار لأنهم انتهكوا فيها حرمة حرم مكة والشهر الحرام ، والفجار أربعة : كل في سنة ، وهذه آخرها ، وانتهت الثلاثة الأولى بعد خصام وأشتجار طفيف ، ولم يقع القتال إلا في الرابع فقط .
 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
حلف الفضول :
وفي شهر ذي القعدة على إثر هذه الحرب تم حلف الفضول بين خمسة بطون من قبيلة قريش وهم : بنو هاشم ، وبنو المطلب ، وبنو أسد ، وبنو زهرة ، وبنو تيم .
وسببه أن رجلاً من زبيد جاء بسلعة إلى مكة ، فاشتراها منه العاص بن وائل السهمي ، وحبس عنه حقه ، فاستعدي عليه ببني عبد الدار ، وبني مخزوم ، وبني جمح ، وبني سهم ، وبني عدي ، فلم يكترثوا له ، فعلا جبل أبي قبيس ، وذكر ظلامته في أبيات ، ونادى من يعينه على حقه ، فمشى في ذلك الزبير بن عبد المطلب حتى اجتمع الذين مضى ذكرهم في دار عبد الله بن جدعان رئيس بني تيم ، وتحالفوا وتعاقدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو من غيرهم إلا قاموا معه حتى ترد عليه مظلمته ، ثم قاموا إلى العاص بن وائل السهمي ، فانتزعوا منه حق الزبيدي ، ودفعوه إليه .
وقد حضر رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
هذا الحلف مع أعمامه ، وقال بعد أن شرفه الله بالرسالة: " لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت " .

 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
حياة العمل :
معلوم أن النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
ولد يتيماً ونشأ في كفالة جده ثم عمه ، ولم يرث عن أبيه شيئاً يغنيه ، فلما بلغ سنا يمكن العمل فيه عادة رعى الغنم مع إخوته من الرضاعة في بني سعد ، ولما رجع ؟إلى مكة رعاها لأهلها على قراريط ، والقيراط جزء يسير من الدينار : نصف العشر أو ثلث الثمن منه . قيمته في هذا الزمان عشرة ريالات تقريباً .

ورعى الغنم من سنن الأنبياء في أوائل حياتهم . فقد قال
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
مرة بعد أن أكرمه الله بالنبوة : " ما من نبي إلا ورعاها " .

ولما شب النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وبلغ الفتوة فكأنه كان يتجر ، فقد ورد أنه كان يتجر مع السائب بن أبي السائب ، فكان خير شريك له ، لا يجاري ولا يماري .

وعرف
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
في معاملاته بغاية الأمانة والصدق والعفاف . وكان هذا هديه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
في جميع مجالات الحياة حتى لقب بالأمين .


 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
سفره إلى الشام وتجارته في مال خديجة :
وكانت خديجة بنت خويلد t من أفضل نساء قريش شرفاً ومالاً ، وكانت تعطي مالها للتجار يتجرون فيه على أجرة ، فلما سمعت عن النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
عرضت عليها مالها ليخرج فيه إلى الشام تاجراً ، وتعطيه أفضل ما أعطته غيره .

وخرج رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
مع غلامها ميسرة إلى الشام ، فباع وابتاع وربح ربحاً عظيماً ، وحصل في مالها من البركة ما لم يحصل من قبل ، ثم رجع إلى مكة ، وأدى الأمانة


 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
زواجه بخديجة :
ورأت خديجة من الأمانة والبركة ما يبهر القلوب ، وقص عليها ميسرة ما رأى في النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
من كرم الشمائل وعذوبة الخلال – يقال : وبعض الخوارق ، مثل تظليل الملكين له في الحر – فشعرت خديجة بنيل بغيتها فيه . فأرسلت إليه إحدى صديقاتها تبدى رغبتها في الزواج به ، ورضي النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بذلك ، وكلم أعمامه ، فخطبوها له إلى عمها عمرو بن أسد ، فزوجها عمها بالنبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
في محضر من بني هاشم ورؤساء قريش على صداق قدره عشرون بكرة ، وقيل ست بكرات ، وكان الذي ألقى خطبة النكاح هو عمه أبو طالب : فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم ذكر شرف النسب وفضل النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
، ثم ذكر كلمة العقد وبين الصداق .

تم هذا الزواج بعد رجوعه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
من الشام بشهرين وأيام ، وكان عمره إذ ذاك خمساً وعشرين سنة ، أما خديجة فالأشهر أن سنها كانت أربعين سنة . وقيل : ثمان وعشرين سنة ، وقيل غير ذلك ، وكانت أولاً متزوجة بعتيق بن عائذ المخزومي ، فمات عنها ، فتزوجها أبو هالة التيمي ، فمات عنها أيضاً بعد أن ترك له منها ولداً ، ثم حرص على زواجها كبار رؤساء قريش فأبت حتى رغبت في رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وتزوجت به . فسعدت به سعادة يغبط عليها الأولون والآخرون .

وهي أول أزواجه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت ، وكل أولاده
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
منها إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية .

 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
أولاده من خديجة :
هم : القاسم ، ثم زينب ، ثم رقية ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة ، ثم عبدالله ، وقيل غير ذلك في عددهم وترتيبهم ، وقد مات البنون كلهم صغاراً . أما البنات فقد أدركن كلهن زمن النبوة ، فأسلمن وهاجرن ، ثم توفاهن الموت قبل النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إلا فاطمة رضي الله عنها ، فإنها عاشت بعده
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
ستة أشهر .


 
محمد
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أصله ، ونشأته ، وأحواله قبل النبوة
بناء البيت وقصة التحكيم :
ولما بلغت سنة
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
خمساً وثلاثين سنة جاء سيل جارف صدع جدران الكعبة . وكانت قد وهنت من قبل لأجل حريق ، فاضطرت قريش إلى بنائها من جديد ، وقرروا أن لا يدخلوا في نفقتها إلا طيباً ، فلا يدخلوا فيها مهر بغى ، ولا بيع ربا ، ولا مظلمة أحد ، وهابوا عقاب الله على هدمها ، فقال الوليد بن المغيرة : إن الله لا يهلك المصلحين ، ثم بدأ يهدم ، فتبعوه في هدمها حتى وصلوا بها إلى قواعد إبراهيم .

ثم أخذوا في بناء وخصصوا لكل قبيلة جزءاً منها ، وكان الأشراف يحملون الحجارة على أعناقهم ، وكان رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وعمه العباس فيمن يحمل . وتولى البناء بناء رومي اسمه : باقوم . وضاقت بهم النفقة الطبية عن إتمامها على قواعد إبراهيم ، فأخرجوا منها نحو ستة أذرع من جهة الشمال ، وبنوا عليها جداراً قصيراً علامة أنه من الكعبة . وهذا الجزء و المعروف بالحجر والحطيم

ولما وصل البنيان إلى موضع الحجر الأسود أراد كل رئيس أن يتشرف بوضعه في مكانه ، فوقع بينهم التنازع والخصام ، واستمر أربعة أيام أو خمسة ، وكاد يتحول إلى حرب . دامية في الحرم ، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي تداركها بحكمة – وكان أسن رجل في قريش – فاقترح عليهم أن يحكموا أول رجل يدخل عليهم من باب مسجد ، فقبلوا ذلك ، واتفقوا عليه .
وكان من قدر الله أن أول من دخل بعد هذا القرار هو رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فلما رأوه هتفوا ، وقالوا : هذا الأمين رضيناه ، هذا محمد . فلما انتهى إليهم ، وأخبروه الخبر ، أخذ رداءً ، ووضع فيه الحجر الأسود ، وأمرهم أن يمسك كل واحد منهم بطرف من الرداء ويرفعه ، فلما وصل الحجر الأسود إلى موضعه أخذه النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بيده ووضعه في مكانه . وكان حلاً حصيفاً رضي به الجميع

والحجر الأسود يرتفع عن أرض المطاف متراً ونصف متر . أما الباب فقد رفعوه نحو مترين حتى لا يدخل إلا من أرادوا وأما الجدران فرفعوها ثمانية عشر ذراعاً ، وكانت على نصف من ذلك ، ونصبوا في داخل الكعبة ستة أعمدة في صفين ثم سقفوها على ارتفاع خمسة عشر ذراعاً وكانت من قبل بدون سقف ولا عمود .
 
الوسوم
الله الوفاة الولادة حتى سيرته صلى عليه كاملة لنتعلم من وسلم
عودة
أعلى