لنتعلم سيرته صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة

غزوة بدر الكبرى
خبر المعركة في مكة والمدينة :
وصل نبأ الهزيمة إلى مكة بفلول المشركين ، فكبتهم الله وأخزاهم ، حتى نهوا عن النياحة على القتلى ، كيلا يشمت بهم المسلمون . وكان الأسود بن المطلب قتل له ثلاثة بنين . فكان يحب أن ينوح ، فسمع ليلاً صوت نائحة ، فظن الإذن ، وبعث غلامه ، فجاء وأخبر أنها تبكي بعير أضلته ، فلم يتمالك أن قال :
أتبكي أن يضل لها بعير ويمنعها من النوم السهود فلا تبكي على بكر ولكن على بدر تقاصرت الجدود
وذلك في أبيات ندب فيها أبناءه :
أما أهل المدينة فقد أرسل أليهم رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بشيرين : عبدالله بن رواحة إلى العالية ، وزيد بن حارثة إلى السافلة . وكان اليهود قد أرجفوا في المدينة بدعيات كاذبة ، فلما وصل نبأ الفتح عمت الفرحة والسرور ، واهتزت المدينة تهليلاً وتكبيراً ، وتقدم رؤوس المسلمين إلى طريق بدر يهنئون رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
.
 
غزوة بدر الكبرى
الرسول إلى المدينة :
وتقدم الرسول
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إلى المدينة متوجاً بنصر الله ، ومعه الغنائم والساري ، فلما وصل قريباً من الصفراء نزل حكم الغنيمة ، فأخذ منها الخمس ، وقسمها سوياً بين الغزاة . فلما حل بالصفراء أمر بقتل النضر بن الحارث ، فضرب عنقه على بن أبي طالب . ولما حل بعرق الظبية أمر بقتل عقبة بن أبي معيط ، فقتله عاصم بن ثابت الأنصاري ، وقيل : علي بن أبي طالب .

أما رؤوس المسلمين الذين خرجوا لتهنئيه فلقوه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بالروحاء ثم رافقوه يشيعونه إلى المدينة ، فدخل فيها مظفراً منصوراً قد خافه كل عدو . وأسلم بشر كثير وتظاهر عبد الله بن أبي وزملاؤه بالإسلام .


 
غزوة بدر الكبرى
قضية الأسارى :
ولما استقر رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
استشار في الأساري . فأشار أبو بكر بأخذ الفدية منهم ، وأشار عمر بقتلهم ، فقرر رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أخذ الفدية ، وكانت من أربعة آلاف إلى ثلاث آلاف درهم . ومن كان منهم يقرأ ويكتب فجعل فديته أن يعلم عشرة غلمان من المسلمين . وأحسن إلى بعض الأسارى فأطلقهم بغير فدية .
وبعثت زينب بنت رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
في فداء زوجها أبي العاص بمال فيه قلادة لها ، كانت عند خديجة فأدخلتها بها على أبي العاص ، فلما رآها رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
رق لها رقة شديدة ، فاستأذن الصحابة في إطلاقه بغير فدية ، ففعلوا . فأطلقه بعد ان اشترط عليه أن يخلي سبيل زينب ، فخلاها فهاجرت إلى المدينة .
 
غزوة بدر الكبرى
وفاة ابنته رقية وزاوج ابنته أم كلثوم بعثمان :
وكانت رقية بنت النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
مريضة حين خرج لغزوة بدر . وكانت تحت عثمان بن عفان t فأمره أن يتخلف عليها ليمرضها ، وله أجر من حضر بدراً ونصيبه ، وخلف عليها أيضاً أسامة بن زيد ، فتوفيت قبل رجوعه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
قال أسامة : أتانا الخبر – أي بشارة الفتح سوينا التراب على رقية بنت رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
.
ولما استقر رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بالمدينة واطمأن بها زوج عثمان بن عفان t ابنته الأخرى : أم كلثوم . فلذلك سمى عثمان t بذي النورين ، وقد بقيت معه حتى توفيت في شعبان سنة تسع من الهجرة ، ودفنت بالبقيع .

ساء المشركين ومن معهم ما أكرم الله به المسلمين من النصر والفتح ، فأخذوا يدبرون مكائد يضرون بها المسلمين ، وينتقمون منهم ، ولكن الله رد كيدهم في نحورهم وأيد المؤمنين بفضله .
تحشد بنو سليم لغزو المدينة بعد أسبوع من رجوع المسلمين من غزوة بدر ، أوفي المحرم سنة 3هـ . فداهمهم المسلمون في منازلهم ، وأصابوا غنائم ، ورجعوا إلى المدينة سالمين . ثم تآمر عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أمية على اغتيال النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وجاء عمير لذلك إلى المدينة ، فألقى عليه القبض وأخبره النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بما تآمر عليه فأسلم .
 
أحداث قبل أحد
غزوة بني قينقاع :
ثم كاشف يهود بني قينقاع بالشر والعداوة ، فنصحهم رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فقالوا : يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال . إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس . وصبر رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
على هذا الجواب ، فازدادت جرأتهم ، حتى أثاروا في سوقهم فتنه قتل فيها رجل من المسلمين ورجل من اليهود ، فحاصرهم رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
يوم السبت للنصف من شوال سنة 2هـ . واستسلموا بعد خمسة عشر يوماً لهلال ذي القعدة ، فأجلاهم إلى أذرعات الشام ، حيث مات أكثرهم بعد قليل .
 
أحداث قبل أحد
غزوة السويق :
ونذر أبو سفيان بعد غزوة بدر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمداً
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فخرج في مائتي راكب ، وأغار بالعريض في ناحية المدينة ، فقطعوا أسواراً من النخيل ، وأحرقوها ، وقتلوا رجلين وفروا .
وأتى الخبر رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فطاردهم ، ولكنهم أفلتوا ، وطرحوا أثناء فرارهم كثيراً من السويق والأزواد ليتخففوا ، وبلغ المسلمون في مطاردتهم إلى قرقرة الكدر ، ولكنهم فاتوا ، وحمل المسلمون السويق . فسميت بغزوة السويق وبغزوة قرقرة الكدر .
 
أحداث قبل أحد
قتل كعب بن الأشرف :
كان كعب من أثرياء اليهود وشعرائهم ومن أشد أعداء المسلمين فكان يهجو رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وأصحابه ، ويشبب بنسائهم . ويمدح أعداءهم ويحرضهم عليهم . ونزل بعد بدر على قريش ، فأغراهم على حرب المسلمين . وأنشد لهم في ذلك أبياتاً ، وقال : وأنتم أهدى منهم سبيلاً ، ولم يعتبر بما حل ببني قينقاع . فقال رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
من لكعب بن الأشراف ؟ فانتدب له محمد بن مسلمة وعباد بن بشر وأبو نائلة والحارث بن أوس وأبو عبس بن جبر . وأميرهم محمد بن مسلمة . وقد استأذن النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أن يقول شيئاً .
ثم أتى كعباً وقال : إن هذا الرجل – إشارة إلى النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
قد سألنا صدقة ، وإنه قد عنانا ، أي أوقعنا في المشقة والعناء .
فاستبشر كعب وقال : والله لتملنه . فا ستقرضه محمد بن مسلمة طعاماً أو تمراً ، واتفق معه على أنه يرهنه السلاح .
وجاءه أبو نائلة فتحاور معه بمثل حوار محمد بن مسلمة ، وقال : إن معي أصحاباً على مثل رأيي أريد أن آتيك بهم فتبيعهم وتحسن إليهم فقبل ذلك منه .
وفي الليلة الرابعة عشرة من شهر ربيع الأول سنة 3هـ جاءه المذكورون ومعهم السلاح ، فنادوه فقام لينزل ، وكان في حصنه ، وكان حديث عهد بعرس ، فقالت له زوجته : أين تخرج هذه الساعة ؟ أسمع صوتاً كأنه يقطر منه الدم . فلم يبال بقولها ، ولما نزل ورأى السلاح لم يستنكر ، لما سبق بينهم وبينه من العهد .
وأخذوا يمشون ليتنزهوا ، ومدح أبو نائلة رائحة عطره ، واستأذنه ليشم رأسه . فأذن له في زهو وخيلاء ، فشمه وأدخل فيه يده وأشم أصحابه ، ثم استأذنه ثانياً وفعل مثل ما فعل ، ثم ثالثاً أيضاً ، فلما استمكن من رأسه في المرة الثالثة قال : دونكم عدو الله فاختلفت عليه الأسياف دون جدوى . فوضع ابن مسلمة معولاً في ثنته ، وتحامل عليه حتى بلغ العانة ، فصاح صيحة أفزعت من حوله ، وسقط قتيلاً . وأوقدت النيران على الحصون ، لكن رجع المسلمون بسلام . وقد خمدت نار الفتنة التي طالما أقلقت المسلمين ، وكمنت أفاعي اليهود في أجحارهم لفترة من الزمان .
 
أحداث قبل أحد
سرية القردة :
وفي جمادى الآخرة سنة 3هـ أرسلت قريش عيراً لهم إلى الشام عن طريق العراق ، لتخترق نجداً إلى الشام ،ولا تمر بقرب المدينة ، وكان يقودها صفوان بن أمية ، وعلم بذلك رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فأرسل زيد بن حارثة في مائة راكب ، فدهمها زيد وهي تنزل على ماء في نجد يسمى بقردة ، فاستولى على العير بكل ما فيها ، وفر رجال العير بأجمعهم ، وأسر الدليل فرات بن حيان فأسلم – وقدرت الغنيمة بمائة ألف ، وكانت أوجع ضربة تلقتها قريش بعد غزوة بدر .
 
غــــزوة أحد
غــــزوة أحد :
بينما كانت قريش تستعد للانتقام من المسلمين بما أصيبت به في غزوة بدر إذا بهم يتلقون ضربة أخرى في القردة ، فازدادوا بها غضباً على غضب ، فأسرعوا في الاستعداد وفتحوا باب التطوع ، وحشدوا الأحابيش وخصصوا الشعراء للإغراء والتحريض ، حتى تجهز جيش قوامه ثلاثة آلاف مقاتل ، في ثلاثة آلاف بعير ومائتي فرس ، وسبعمائة درع ، ومعه عدد من النسوة للتحريض وبث روح البسالة والحماس ، وكان قائده العام أبا سفيان ، وحامل لوائه أبطال بني عبد الدار .
تحرك هذا الجيش في غيظه وغضبه حتى بلغ إلى ضواحي المدينة ، وألقى رحله في ميدان فسيح على شفير وادي قناة قريباً من جبل عينين وأحد ، وذلك يوم الجمعة السادس من شهر شوال سنة 3هـ
ونقل الخبر إلى رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
قبل نزول الجيش بنحو أسبوع ، فشكل دوريات عسكرية تحسباً للطوارئ ، وحفظاً للمدينة ، فلما وصل الجيش استشار المسلمين حول خطة الدفاع . وكان رأيه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أن يتحصن المسلمون بالمدينة ، فيقاتل الرجال على أفواه الأزقة ، والنساء من فوق البيوت ، ووافقه رأس المنافقين عبدالله بن أبي ، وكأنه قصد الجلوس في البيت دون أن يتهم بالتخلف . ولكن تحمس الشباب ، وألحوا على المجالدة بالسيوف في مكان مكشوف ، فقبل رأيهم ، وقسم الجيش إلى ثلاث كتائب . كتيبة للمهاجرين ، وحمل لواءها مصعب بن عمير ، وأخرى للأوس ، وحمل لواءها أسيد بن حضير ، وثالثة للخزرج ، وحمل لواءها الحباب بن المنذر .
واتجه بعد صلاة العصر إلى جبل أحد فلما بلغ موضع الشيخين استعرض الجيش فرد الصغار ، وأجاز رافع بن خديج على صغره ، لأنه كان ماهراً في رمي السهام . فقال سمرة بن جندب أنا أقوى منه . أنا أصرعه ، فأمرهما بالمصارعة ، فصرع سمرة رافعاً فأجازه أيضاً .
وفي موضع الشيخين صلى المغرب والعشاء ، ثم بات هناك . وعين خمسين رجلاً لحراسة المعسكر ، فلما كان آخر الليل ارتحل قبل الفجر فصلاها بالشوط ، وهناك تمرد عبدالله بن أبي فرجع مع ثلاثمائة من أصحابة ، وسرى لأجل ذلك الضعف والاضطراب في بني سلمة وبني حارثة ، وكادتا ترجعان ، ولكن ثبتهما الله . وكان أولاً مجموع عدد المسلمين ألفاً فبقي سبعمائة .
وتقدم رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
نحو جبل أحد من طريق قصير يترك العدو في جانب الغرب ، حتى نزل بالشعب عند منفذ الوادي ، جاعلاً ظهره إلى هضاب أحد ، وبذلك صار العدو حائلاً بين المسلمين وبين المدينة .
وهناك عبأ الجيش ، وعين خمسين رجلاً من الرماة على جبل عينين – وهو الذي يعرف بجبل الرماة – بقيادة عبدالله بن جبير الأنصاري ، وأمرهم أن يدفعوا الخيل ، ويحموا ظهور المسلمين . وأكد لهم أن لا يتركوا مكانهم حتى يأتي أمره ، سواء انتصر المسلمون أو انهزموا .
وعبأ المشركون جيشهم ، وتقدموا إلى ساحة القتال ، تحرضهم نسوتهم ، وهن يتجولون في الصفوف ، ويضر بن بالدفوف ويثرن الأبطال ، وينشدن الأبيات :
إن تقبلوا نعانق ونفرش النمارق
أو تدبروا نفارق فراق غير وامق
ويذكرن أصحاب اللواء بواجبهم قائلات :
ويها بني عبد الدار ويها حماة الأدبار ضرباً بكل بتار
 
غــــزوة أحد
المبارزة والقتال :
وتقارب الجيشان فطلع طلحة بن أبي طلحة العبدري حامل لواء المشركين وأشجع فرسان قريش ، ودعا إلى المبارزة وهو على بعير ، فتقدم إليه الزبير بن العوام t ووثب وثبة الليث حتى صار معه على جمله ، ثم أخذه واقتحم به الأرض ، وذبحه بسيفه ، فكبر النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وكبر المسلمون .
ثم انفجر القتال في كل نقطة وحاول خالد بن الوليد – وهو على فرسان المشركين –ثلاث مرات ليبلغ إلى ظهور المسلمين ، ولكن رشقه الرماة بسهامهم حتى ردوه .
وركز المسلمون هجومهم على حملة لواء المشركين حتى قتلوهم عن آخرهم وكانوا أحد عشر مقاتلاً ، فبقى اللواء ساقطاً ، وشدد المسلمون هجومهم على بقية النقاط حتى هدوا الصفوف هدا وحسوا المشركين حساً ، وأبلى أبو دجانة وحمزة – رضي الله عنهما – في ذلك بلاءً حسناً .
وأثناء هذا التقدم والانتصار قتل حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله t قتله وحشي بن حرب ، وكان عبداً حبشياً ماهراً في قذف الحربة ، وقد وعده مولاه جبير بن مطعم بالعتق إذا قتل حمزة ، لأن حمزة هو الذي قتل عمه طعيمة بن عدي في بدر ، فاختبأ وحشي وراء صخرة يرصد حمزة ، وبينما حمزة يضرب رأس سباع بن عرفطة – رجل من المشركين – صوب وحشي إليه الحربة ، وقذفها ، وهو على غرة ، فوقعت في أحشائه ، وخرجت من بين رجليه فسقط ولم يستطع النهوض حتى قضى نحبه t
ووقعت الهزيمة بالمشركين حتى لاذوا بالفرار ، وفرت النسوة المحرضات ، وتبعهم المسلمون يضعون فيهم السلاح ، ويأخذون الغنائم ، وحينئذ أخطأ الرماة ، فنزل منهم أربعون رجلاً ليصيبوا من الغنيمة ، على رغم ما كان لهم من الأمر المؤكد بالبقاء في أماكنهم . وانتهز خالد بن الوليد هذه الفرصة ، فانقض على العشرة الباقية بجبل الرماة حتى قتلهم ، واستدار هذا الجبل حتى وصل إلى ظهور المسلمين وبدأ بتطويقهم ، وصاح فرسانه صحية عرفها المشركون فانقلبوا ، ورفعت لواءها إحدى نسائهم فالتفوا حوله وثبتوا ، وبذلك وقع المسلمون بين شقي الرحى .
 
غــــزوة أحد
موقف عامة المسلمين بعد التطويق :
ولما رأى المسلمون بداية عملية التطويق تشتتوا وارتبكوا ، ولم يصلوا إلى موقف موحد . فمنهم من فر إلى الجنوب حتى بلغ المدينة المنورة ، ومنهم من فر إلى شعب أحد ولاذ بالمعسكر . ومنهم من قصد رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وأسرع إليه ، فدافع عنه كما تقدم . وبقي معظم المسلمين في دائرة التطويق ، ثابتين في أمكانهم ، يدفعون المطوقين ويقاتلونهم ، وحيث لم يكن بينهم من يقودهم بنظام فقد حصل في صفوفهم خبط وإرباك : رجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم ، حتى قتل اليمان والد حذيفة بأيدي المسلمين أنفسهم . فلما سمعوا خبر مقتل النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
طار صواب طائفة منهم ، وخارت عزائمهم ، واستكانوا ، حتى تركوا القتال . وتشجع آخرون وقالوا : موتوا على ما مات عليه رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
.
وبينما هم كذلك إذ رأى كعب بن مالك رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وهو يشق الطريق إليهم ، فعرفة بعينيه ، إذ كان وجهه تحت حلق المغفر والبيضة ، فنادى كعب بصوت عال : يا معشر المسلمين !! أبشروا ، هذا رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فبدأ المسلمون يرجعون إليه ، حتى تجمع حوله ثلاثون رجلاً من أصحابه ، فشق بهم الطريق بين قريش ، ونجح في إنقاذ جيشه المطوق ، وسحبه إلى شعب الجبل . وقد حاول المشركون عرقلة هذا الانسحاب ، ولكنهم فشلوا تماماً ، وقتل منهم اثنان أثناء هذه المحاولة .
وبهذه الخطة الحكيمة نجا المسلمون ، ولكن بعد دفعوا الثمن غالياً لما ارتكبه الرماة من الخطأ ومخالفة أمر رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
.
 
غــــزوة أحد
في الشعب :
وبعدما خرج المسلمون من دائرة التطويق ، ونجحوا في التمكن من الشعب حصل بينهم وبين المشركين بعض المناوشات الخفيفة الفردية ، ولم يجترئ المشركون على التقدم والمواجهة العامة ، وإنما بقوا في الساحة قليلاً ، مثلوا خلاله القتلى فقطعوا آذانهم وأنوفهم وفروجهم ، وبقروا بطونهم ، وبقرت هند بنت عتبه عن بطن حمزة حتى أخرجت كبده ، ولاكتها ، فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها ، واتخذت من الآذان والأنوف قلائد وخلاخيل .
وجاء أبي بن خلف متغطرساً إلى الشعب يزعم أنه يقتل رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
، فطعنه رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بحربة في ترقوته ، في فرجة بين الدرع والبيضة ، فتدحرج عن فرسه مراراً ، ورجع إلى قريش وهو يخور خوار الثور ، فلما بلغ سرف – قريباً من مكة – مات لأجله .
ثم جاء رجال من المشركين يقودهم أبو سفيان وخالد بن الوليد ، وعلوا في بعض جوانب الجبل ، فقاتلهم عمر بن الخطاب ورهط من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل ، وتفيد بعض الروايات أن سعد بن أبي وقاص t قتل ثلاثة منهم .
وبلغ عدد قتلى المشركين اثنين وعشرين وقيل : سبعة وثلاثين ، أما المسلمون فقد قتل منهم سبعون : 41 من الخزرج ، و24 من الأوس ، و 4 من المهاجرين ، وواحد من اليهود ، وقيل غير ذلك
وبعد المحاولة الأخيرة الفاشلة من أبي سفيان وخالد بن الوليد أخذ المشركون يستعدون للعودة إلى مكة .
أما رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فإنه لما تمكن من الشعب واطمأن فيه ، جاءه علي t بماء من المهراس – ما هو ماء بأحد – ليشرب منه النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
، فوجد له ريحاً فلم يشرب منه ، بل غسل به الوجه ، وصبه على الرأس ، فأخذ الدم ينزف من الجرح ، ولا ينقطع ، فأحرقت فاطمة –رضي الله عنها – قطعة من حصير ، وألصقته ، فاستمسك الدم ، وجاء محمد بن مسلمة بماء سائع فشرب منه ، ودعا له بخير ، وصلى الظهر قاعداً ، وصلى المسلمون معه قعوداً .
وجاءت نسوة من المهاجرين والأنصار ، فيهن عائشة ، وأم أيمن ، وأم سليم ، وأم سليط ، فكن يملأن القرب بالماء ، ويسقين الجرحى ، رضي الله عنهن أجمعين .
 
غــــزوة أحد
حوار وقرار :
ولما استعد المشركون للرجوع تماماً اشرف أبو سفيان على الجبل ، ونادى : أفيكم محمد؟ فلم يجيبوه ، فقال : أفيكم ابن أبي قحافة ؟ فلم يجيبوه ، فقال : أفيكم عمر بن الخطاب ؟ فلم يجيبوه ، وكان النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
هو الذي نهاهم عن الإجابة ، فقال أبو سفيان : أما هؤلاء فقد كفيتموهم ، فلم يملك عمر نفسه أن قال : يا عدو الله ! إن الذين ذكرتهم أحياء ، وقد أبقى الله ما يسوءك .
فقال ؟أبو سفيان : قد كان فيكم مثله ، لم آمر بها ولم تسؤني ، ثم قال : اعل هبل ، فعلمهم النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
الجواب ، فأجابوه : الله أعلى وأجل .
ثم قال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم .
فعلمهم النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
الجواب فأجابوه : الله مولانا ولا مولى لكم .
ثم قال أبو سفيان : أنعمت فعال ، يوم بيوم بدر ، والحرب سجال .
فقال عمر t : لا سواء . قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار .
قال أبو سفيان : إنكم لتزعمون ذلك ، لقد خبنا إذن وخسرنا .
ثم دعاه أبو سفيان وقال : أنشدك الله يا عمر ! أقتلنا محمداً ؟
قال عمر t : لا . وإنه ليستمع كلامك الآن .
قال : أنت أصدق عندي من ابن قمئة ، وأبر .
ثم نادى أبو سفيان : إن موعدكم بدر العام القابل .
فأمر رسوا الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أحد أصحابة أن يقول : نعم هو بيننا وبينك موعد .
 
غــــزوة أحد
رجوع المشركين وقيام المسلمين بتفقد الجرحى ودفن الشهداء :
ثم رجع أبو سفيان إلى جيشه ، وأخذ الجيش في الارتحال ، وقد ركب الإبل وجعل الخيل بالجنب ، وكان هذا دليل قصدهم لمكة ، وكان من فضل الله على المسلمين ، إذ لم يكن بين المشركين وبين المدينة من يمنعهم عن الدخول فيها ، ولكن صرفهم الله الذي يحول بين المرء وقلبه .
فنزل المسلمون إلى ساحة القتال يتفقدون الجرحى والقتلى ، وقد نقل بعضهم بعض الشهداء إلى المدينة ، فأمر رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بردهم إلى مضاجعهم ، ودفنهم في ثيابهم ، بغير غسل ولا صلاة ، وقد دفن الاثنين والثلاثة في قبر واحد ، وربما جمع بين الرجلين في ثوب واحد ، وجعل بينهما الإذخر ، وقدم في اللحد من كان أكثر حفظاً للقرآن ، وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة .

ووجدوا نعش حنظلة بن أبي عامر في ناحية فوق الأرض ، يقطر منه الماء ، فقال النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
: إن الملائكة تغسله ، وكان من قصته أنه كان حديث عهد بعرس ، وكان معها إذ سمع المنادي ينادي للحرب ، فتركها ، وخرج إلى ساحة القتال ، وقاتل حتى قتل ، وهو جنب ، فغسلته الملائكة ، فسمى غسيل الملائكة .

وكفن حمزة في برد إن غطى رأسه بدت رجلاه ، وإن غطى رجلاه بدا رأسه ، فجعلوا على رجليه الإذخر ، وكذلك مصعب بن عمير .

 
غــــزوة أحد
إلى المدينة وفي المدينة :
ولما فرغ رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
والمسلمون من دفن الشهداء ، والدعاء لهم ، رجعوا إلى المدينة ، وقد خرجت نسوة قتل أقاربهن ، فلقين رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
في الطريق ، فعزاهن ودعا لهن ، وجاءت امرأة من بني دينار قتل زوجها وأخوها وأبوها ، فلما نعوا لها سألت عن رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فقالوا لها : إنه بحمد الله كما تحبين ، فقالت : أرونيه ، فأشاروا لها ، فلما رأته قالت : كل مصيبة بعدك جلل : أي صغيرة .
وبات المسلمون في حالة الطوارئ ، يحرسون المدينة ، ويحرسون رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
، وهم منهكون من الجرح والتعب ، والحزن والألم ، ورأى رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أنه لابد من متابعة حركات العدو حتى يناجزه في الميدان لو حاول العودة إلى المدينة .
 
غــــزوة أحد
غزوة حمراء الأسد :
فلما أصبح نادى في المسلمين أن يخرجوا للقاء العدو ، ولا يخرج إلا من شهد القتال بأحد ، فقالوا : سمعاً وطاعة ، وساروا حتى بلغوا حمراء الأسد على بعد ثمانية أميال من المدينة ، وعسكروا هناك .
أما المشركون فكانوا نازلين بالروحاء ، على بعد ستة وثلاثين ميلاً من المدينة ، يفكرون ويتشاورون في العودة إليها ، ويأسفون على ما فاتهم من الفرصة الصالحة .
وكان معبد بن أبي معبد الخزاعي من المناصحين لرسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
، فجاءه بحمراء الأسد ، وعزاه على ما أصابه في أحد ، فأمره رسول الله أن يلحق أبا سفيان ويخذله ، فلحقهم بالروحاء ، وقد أجمعوا ليعودوا إلى المدينة ، فخوفهم أشد التخويف ، قال : إن محمداً خرج في جمع لم أر مثله قط ، يتحرقون عليكم تحرقاً ، فيهم من الحنق عليكم شئ لم أر مثله قط ، ولا أرى أن ترتحلوا حتى يطلع أول الجيش من وراء هذه الأكمة .
فلما سمعوا هذا خارت عزائمهم ، وانهارت معنوياتهم ، واكتفى أبو سفيان بحرب أعصاب دعائية ، إذ كلف من يقول للمسلمين :} إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ { ، حتى لا يطارده المسلمون ، وعجل الارتحال إلى مكة .
أما المسلمون فلم يؤثر فيهم هذا الإنذار ، بل :} ... زَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{ وبقوا في حمراء الأسد إلى يوم الأربعاء ، ثم رجعوا إلى المدينة :} فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ الله وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ الله وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ { .
 
أحــداث وغــزوات
أحــداث وغــزوات :
كان لما أصاب المسلمين بأحد أثر سئ على سمعتهم ، إذ تجرأ الأعداء ، وكاشفوهم بالنزال ، ووقعت عدة أحداث لم يكن بعضها في صالح المسلمين ، ونكتفي هنا بذكر الأهم منها فقط .
 
أحــداث وغــزوات
حادث الرجيع :
قدم رجال من عضل وقارة إلى رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
، وذكروا له أن فيهم إسلاماً ، وطلبوا منه يبعث إليهم من يعلمهم الدين ، ويقرئهم القرآن ، فبعث عشرة من أصحابه أمر عليهم عاصم بن ثابت ، فلما كانوا بالرجيع غدروا بهم ، واستصرخوا عليهم بني لحيان من هذيل ، فلحقهم قريب من مائة رام ، وأحاطوا بهم وهم في مكان مرتفع ، فأعطوهم العهد إن نزلوا أن لا يقتلوهم ، فأبى عاصم النزول ، وقاتل مع أصحابه ، فقتل منهم سبعة ، وبقي ثلاثة ، فأعطاهم الكفار العهد مرة أخرى ، فنزلوا ، فغدروا بهم ، وربطوهم ، فقال أحد الثلاثة ، هذا أول الغدر ، وأبى يصحبهم فقتلوه ، وانطلقوا بالاثنين الآخرين إلى مكة ، وهما خبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، فباعوهما ، وكان خبيب قد قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر ، فاشترته بنته أو أخوه ، وسجنوه فترة ثم خرجوا به إلى التنعيم ليقتلوه ، فصلى ركعتين ، ثم دعا عليهم ، ثم قال فيما قال :
ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع
فقال له أبو سفيان : أيسرك أن محمداً عندنا نضرب عنقه ، وإنك لفي أهلك ؟ فقال : والله ما يسرني أني في أهلي ، وأن محمداً في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكه تؤذيه ، ثم قتله عقبة بن الحارث بن عامر بأبيه .
وأما زيد بن الدثنة فكان قتل أمية بن محرث يوم بدر ، فابتاعه ابنه صفوان بن أمية ، وقتله بأبيه ، وقد نسب إليه ما تقدم من قول أبي سفيان ورد خبيب عليه .
وبعثت قريش ليؤتى بجزء من جسد عاصم ، فبعث الله المزنابير فحمته منهم ، وكان عاصم قد عهد الله أن لا يمسه مشرك ، ولا يمس هو مشركاً في حياته ، فحفظه الله بعد وفاته .
 
أحــداث وغــزوات
مأساة بئر معونة :
وفي نفس أيام حادثة الرجيع حدثت مأساة أخرى أشد منها ، وملخصها أن أبا براء عامر بن مالك ، المدعو بملاعب الأسنة ، قدم على رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
المدينة ، فدعاه رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إلى الإسلام ، فلم يسلم ، ولم يبعد ، ولكنه أبدى رجاءه أن أهل نجد يجيبونه إلى الإسلام إذا بعث إليهم الدعاة ، وقال : أنا جار لهم ، فبعث إليهم رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
سبعين داعياً من قراء الصحابة ، فنزلوا على بئر معونة ، وذهب حرام بن ملحان بكتاب رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إلى عدو الله عامر بن الطفيل ، فلم ينظر فيه ، وأمر رجلاً فطعنه من خلفه حتى أنفذ الرمح ، فقال حرام : الله أكبر ، فزت ورب الكعبة .
واستنفر عدو الله بني عامر فلم يجيبوه ، لجوار أبي براء ، فاستنفر بني سليم ، فأجابته بطون منها : رعل وذكوان وعصية ، فأحاطوا بالصحابة ، وقتلوهم عن آخرهم ، ولم ينج إلا كعب بن زيد ، وعمرو بن أمية الضمري ، فأما كعب بن زيد فكان جريحاً ، وظنوه قتيلاً ، فارتث من بين القتلى ، فعاش حتى قتل يوم الخندق ، وأما عمرو بن أمية الضمري ، فكان من المنذر بن عقبة في المسرح ، فلما رأيا الطير تحوم على الموقعة عرفا الحادث ، فنزل بن عقبة في المسرح ، فلما رأيا الطير تحوم على الموقعة عرفا الحادث ، فنزل المنذر ، وقاتل حتى قتل ، وأسر عمرو بن أمية ، فأخبر عنه عامر بن الطفيل أنه من مضر ، فجز ناصيته ، وأعتقه عن رقبة كانت على أمه .
ورجع عمرو بن أمية إلى المدينة ، فلما كان بالقرقرة من الطريق وجد رجلين من بني كلاب ، ظنهما من العدو فقتلهما ، وكان لهما عهد من رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فلما قدم المدينة وأخبر رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
قال : قتلت قتيلين لأدينهما .
وقد حزن رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
حزناً شديداً على ما حدث بالرجيع وببئر معونة ، وكان الحادثان في شهر واحد – شهر صفر سنة 4هـ ويقال : إن خبر الحادثين وصل إليه
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
في ليلة واحدة ، فدعا على هؤلاء القتلة ثلاثين صباحاً في صلاة الفجر ، حتى أنزل الله عنهم : أبلغوا عنا قومنا : أنا لقينا ربنا ، فرضي عنا ، ورضينا عنه . فترك القنوت .
 
أحــداث وغــزوات
غزوة بني النضير :
تآمر بنو النضير مؤامرة أخبث من عضل وقارة ، ومن الغادرين بأصحاب بئر معونة . فقد طلبوا من رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
أن يجتمع بهم في موضع يسمعون منه القرآن والإسلام ، ويناقشونه ، ويؤمنون به إن اقتنعوا ، فتم الاتفاق على ذلك ، وقرر هؤلاء الأشرار فيما بينهم أن يأتي كل رجل منهم بخنجر تحت ثيابه ، فيغتالون النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بغتة وعلى غرة . فوصل الخبر إلى رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
فقرر إجلاءهم .
وقيل : لما رجع عمرو بن أمية الضمري t ، وأخبر بقتل رجلين من بني كلاب ، ذهب النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
إلى بني النضير في نفر من الصحابة ، ليعينوه في ديتها حسب الميثاق ، فقالوا نفعل يا أبا القاسم ، اجلس ههنا ، حتى نقضى حاجتك ، فجلس على جنب جدار ينتظر ، وخلا بعضهم ببعض ، وركبهم الشيطان ، فقالوا : أيكم يأخذ هذه الرحى ويصعد فيلقها على رأسه ؟ فانبعث أشقاهم عمرو بن جحاش ، ونزل جبريل يخبر النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بما أرادوا ، فقام مسرعاً وتوجه إلى المدينة ، ثم لحقه أصحابه ، فأخبرهم بالمؤامرة وقرر إجلاءهم .
ثم بعث إليهم محمد بن مسلمة يقول لهم : اخرجوا من المدينة ، ولا تساكنوني بها ، وقد أجلتكم عشراً ، فمن وجد بعده يضرب عنقه ، فتجهزوا أياماً للرحيل ، ثم أرسل رئيس المنافقين عبدالله بن أبي : أن اثبتوا ولا تخرجوا ، فأن معي ألفين يدخلون معكم حصونكم ، ويموتون دونكم : ] لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ [ وينصركم قريظة وغطفان ، فشعروا بالقوة وامتنعوا ، وقالوا لرسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
: إنا لا نخرج ، فاصنع ما بدا لك .
فكبر رسول
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
وكبر أصحابه ، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ، وأعطى اللواء عليا ، وسار إليهم ، حتى فرض عليهم الحصار ، فالتجأوا إلى حصونهم ، وأخذوا يرمون المسلمين بالنبل والحجارة ، وكانت نخيلهم وبساتينهم عوناً لهم ، فأمر النبي
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بقطعها وتحريقها ، فانهارت عزائمهم ، وألقى الله الرعب في قلوبهم ، فاستسلموا بعد ست ليال ، وقيل : بعد خمس عشرة ليلة ، على أنهم يخرجون من المدينة ، واعتزلتهم قريظة ، وخانهم رأس المنافقين وحلفاؤهم : ] كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ [
وسمح لهم رسول الله
لنتعلم سيرته  صلى الله عليه وسلم من الولادة حتى الوفاة كاملة
بأن يحملوا معهم ما يشاؤون من الأمتعة والأموال إلا السلاح ، فحملوا ما استطاعوا ، حتى قلعوا من بيوتهم الأبواب والشبابيك ، والأوتاد وجذوع السقف ، وحملوها فيما حملوا ، وهذا الذي قال الله عنه : ] يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [ ونزل أكثرهم وأكابرهم بخيبر ، ونزلت طائفة منهم بالشام .
وقسم رسول الله r أرضهم وديارهم بين المهاجرين الأولين خاصة ، وأعطى أبا دجانة وسهل بن حنيف من الأنصار لفقرهما ، وكان ينفق منها على أهله نفقة سنة ، ويجعل ما بقى في سلاح والخيول عدة في سبيل الله ، وقد وجد عندهم من السلاح خمسين درعاً ، وخمسين بيضة ، وثلاثمائة وأربعين سيفاً .
 
الوسوم
الله الوفاة الولادة حتى سيرته صلى عليه كاملة لنتعلم من وسلم
عودة
أعلى