سنين العمر و القدر
)
(
)
وتمضي الســنين فـي حــيرة وبـحث مــستمر
بحث فــطري عـن زهرة يُــفرح بــها القـــدر
زهرة يأتلف القلب بها وتزهر الورد و الزهر
ويبتعد بها عن البكاء وشــقاء القلــب المـستعر
بــل يــبتعد عما كـتبه ذلك الـذي ســمي بالقدر
فكل ما كــتب في القدر ظــهر على جباه البــشر
وظــهر في صـورة إما ســعادة أو شــقاء مـنتظر
أو بات إما كجنة أو كجمر مستعر سمي هنا بالقدر
فيأخذ صورة كلمات بأقلام وصحف رفعت بالخبر
فقد عاش الأمل خيالا وبات حقيقة وسراب قد كبر
وصار القدر ككاتب قسي بحقيقة لم يتحملها البشر
فهل قسى ليشد من عود من لم يزل للنضوج يفتقر
أم ليعلمه أن ما يحسبه انكسار إنما هوخيرمنتظر؟
)
(
فكل انكسار لقوة فــرضتها الأقدار علي الــبشر
ليس إلا نوع من الترويض الهادف بعيد النظر
والذي يعطي الصغير لعبة الحياة فيلهو بها وينبهر
ثم فجأة يسلبها منه و يتركة باكيا كيما يعيد النظر
فيناجي حينئذ ليله ويذيب بلوعته التراب والصخر
فلا شيئا هنا غير السلوان أو الحزن علي ما اندثر
فقد بكي من بعد فقده وضياع الأمل ولكنه اصطبر
)
(
ولا شيئا أوقد شعلة حارقة بقدر قلب فقد وانفطر
فقد كان الحب كجنة ووهج أيام ليل أضيئت كالبدر
حبا يموج البحر لعنفه وتصفرالريح لحره المستعر
ويشدو الحنين وينسكب شهدا وهمسا كقلب مكفهر
سري نواحه في الأرجاء شوقا وانتشر بالسهر
فصرخ كل جزء بالمحب أملا بالقرب المنتظر
واستمر طوال الليل موقظا أشواقا لكل ما ضمر
وحينها أمل بالفرار الى عـالم جديد يبدأ كالـفجر
ولكن هيهات فكل إشراق هو تجديد لعذابات تنهمر
إذ تغفو الشمس فتعيد تلك الأوجاع واللوعة والقهر
وهنا بللت بدموعها كل معاناة الماضي في العمر
(
)
فأين تبحث في وديان الحزن البغيض المنتشر؟
ومن أين تفتح قوارير العطر وأمطار فرح يسر؟
كي يتوضأ من سلسبيل الحب جموح شوق مستعر
فتعود تلك الضحكات ويسمعهامن في البر والبحر
وينادي أين ذهب الحب والوفاء بالأرض أندثر؟
)
(
فتعال أيها الحب فسأنشد لك نشيد البقاء المنتظر
وسأقرع لسموك الدفوف فتسر كل باك في الصغر
تعال يا كل فرح طارفعد والمسني وانقض كالنسر
ثم انظر لما فعله الدهر وما جلبه من حزن مستمر
فجعلني خلجات بالية وجلب الموت لي بشعورأمر
يـهب الخريف فيها بـريح سموم وظلام ليل مــقفهر
غابت فيه الشمس دون أمل في أن تشرق أو تمر
فأيــن الـــدفء والنــــور ليـــــضيئا العـــــــمر
قبل أن يأتي الموت ويخطفه قبلهما في الفجر؟
(
)
)
