اعجاز القرآن في كلمات لم تذكر الا مرة واحدة



فتعساً[font=&quot]

[/font][font=&quot]قال الله تعالى في كتابه الكريم :
{ [/font]
[font=&quot]وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ [/font][font=&quot]فَتَعْساً[/font][font=&quot] لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ[/font][font=&quot]}[/font]
[font=&quot]سورة محمد:8[/font][font=&quot].[/font] [font=&quot]

[/font][font=&quot]قال الالوسي (ت 1270 هـ) في تفسيره روح المعاني[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]" { [/font][font=&quot]وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ [/font][font=&quot]فَتَعْساً[/font][font=&quot] لَّهُمْ[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]من تَعَسَ الرجل بفتح العين تعساً أي سقط على وجهه، وضده انتعش أي قام من سقوطه، وقال شمر وابن شميل وأبو الهيثم وغيرهم: تَعِسَ بكسر العين، ويقال: تعساً له ونكساً على أن الأول ـ كما قال ابن السكيت ـ بمعنى السقوط على الوجه والثاني بمعنى السقوط على الرأس، وقال الحمصي في «حواشيه على التصريح»: تعس تعساً أي لا انتعش من عثرته ونُكْساً بضم النون وقد تفتح إما في لغة قليلة وإما اتباعاً لتعساً، والنُّكس بالضم عود المرض بعد النقه، ويراد بذلك الدعاء، وكثر في الدعاء على العاثر تعساً له، وفي الدعاء له لعاً له أي انتعاشاً وإقامة، وأنشدوا قول الأعشى يصف ناقة[/font][font=&quot]: [/font]

[font=&quot]كلفت مجهولة نفسي وشايعني ** همي عليها إذا ما آلها لمعا[/font][font=&quot]


[/font][font=&quot]بذات لوث عفرناة إذا عثرت ** فالتعس أولى لها من أن أقول لعا[/font]

[font=&quot]

[/font][font=&quot]وقال ثعلب وابن السكيت أيضاً التعس الهلاك، ومنه قول مجمع بن هلال[/font][font=&quot]: [/font]

[font=&quot]تقول وقد أفردتها من حليلها ** تعست كما أتعستني يا مجمع[/font]

[font=&quot]

[/font][font=&quot]وفي[/font][font=&quot] «[/font][font=&quot]القاموس[/font][font=&quot]» (([/font][font=&quot]التَّعْسُ الهلاكُ والعِثَارُ والسقوطُ والشرُّ والبعدُ والانحطاطُ والفِعْلُ كمَنَعَ وسَمِعَ أو إذا خاطبتَ قلت: تَعَسْتَ كمَنَعَ وإذا حَكَيْتَ قلت: تَعِسَ كسَمِعَ، ويقال: تَعِسَهُ الله تعالى وأَتْعَسَه ورجل تاعِس وتَعِس[/font][font=&quot])).[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]وانتصابه على المصدر بفعل من لفظه يجب إضماره لأنه للدعاء كسقياً ورعياً فيجري مجرى الأمثال إذا قصد به ذلك، والجار والمجرور بعده متعلق بمقدر للتبيين عند كثير أي أعني له مثلاً فنحو تعساً له جملتان. وذهب الكوفيون إلى أنه كلام واحد، ولابن هشام كلام في هذا الجار مذكور في بحث لام التبيين فلينظر هناك[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]واختلفت العبارات في تفسير ما في الآية الكريمة، فقال ابن عباس: أي بعداً لهم، وابن جريج والسدي أي حزناً لهم، والحسن أي شتماً لهم، وابن زيد أي شقاء لهم، والضحاك أي رغماً لهم، وحكى النقاش تفسيره بقبحاً لهم، وقال غير واحد: أي عثوراً وانحطاطاً لهم، وما ألطف ذكر ذلك في حقهم بعد ذكر تثبيت الأقدام في حق المؤمنين، وفي رواية عن ابن عباس يريد في الدنيا القتل وفي الآخرة التردي في النار، وأكثر الأقوال ترجع إلى الدعاء عليهم بالهلاك[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]وجوز الزمخشري في إعرابه وجهين. الأول: كونه مفعولاً مطلقاً لفعل محذوف كما تقدم. والثاني[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]مفعولاً به لمحذوف أي فقضى تعساً لهم، وقدر على الأول القول أي فقال[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]تعساً لهم، والذي دعاه لذلك على ما قيل جعل[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]ٱلَّذِينَ[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]مبتدأ والجملة المقرونة بالفاء خبراً له وهي لإنشاء الدعاء والإنشاء لا يقع خبراً بدون تأويل، فإما أن يقدر معها قول أو تجعل خبراً بتقدير قضى، وجعل قوله تعالى[/font][font=&quot]: { [/font][font=&quot]وَأَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]عطفاً على ما قدر[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]وفي[/font][font=&quot] «[/font][font=&quot]الكشف[/font][font=&quot]» [/font][font=&quot]المراد من قال: تعساً لهم أهلكهم الله لا أن ثم دعاء وقولاً، وذلك لأنه لا يدعى على شخص إلا وهو مستحق له فإذا أخبر تعالى أنه يدعو عليه دل على تحقق الهلاك لا سيما وظاهر اللفظ أن الدعاء منه عز وجل، وهذا مجاز على مجاز أعني أن القول مجاز وكذلك الدعاء بالتعس، ولم يجعل العطف على[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]تعساً[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]لأنه دعاء، و[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]أَضَلَّ[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]إخبار، ولو جعل دعاء أيضاً عطفاً على[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]تَعْسَاً[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]على التجوز المذكور لكان له وجه انتهى[/font][font=&quot].[/font]

 
تجسسوا


[font=&quot]قال الله تعالى في كتابه الكريم :[/font]
[font=&quot] { [/font][font=&quot]ي[/font][font=&quot]ٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ [/font][font=&quot]تَجَسَّسُواْ[/font][font=&quot] وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ[/font][font=&quot]}[/font]
[font=&quot]سورة الحجرات: 12[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]قال الزمخشري (ت 538 هـ) في تفسيره الكشاف[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]" [/font][font=&quot]وقرىء: «ولا تحسسوا» بالحاء والمعنيان متقاربان[/font][font=&quot]. [/font]
[font=&quot]يقال: تجسس الأمر إذا تطلبه وبحث عنه: تفعل من الجس، كما أن التلمس بمعنى التطلب من اللمس، لما في اللمس من الطلب. وقد جاء بمعنى الطلب في قوله تعالى[/font][font=&quot]:{ [/font][font=&quot]وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَاء[/font][font=&quot]}[[/font][font=&quot]الجن:8] والتحسس: التعرّف من الحس، ولتقاربهما قيل لمشاعر الإنسان[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]الحواس بالحاء والجيم، والمراد النهي عن تتبع عورات المسلمين ومعايبهم والاستكشاف عما ستروه[/font][font=&quot]".[/font]

[font=&quot]وقال ابن عاشور (ت 1393 هـ) في تفسيره التحرير والتنوير[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]" [/font][font=&quot]التجسس من آثار الظن لأن الظن يبعث عليه حين تدعو الظانَّ نفسُه إلى تحقيق ما ظنه سراً فيسلك طريق التجنيس فحذرهم الله من سلوك هذا الطريق للتحقق ليسلكوا غيره إن كان في تحقيق ما ظن فائدة[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]والتجسّس: البحث بوسيلة خفيّة وهو مشتق من الجس، ومنه سمي الجاسوس[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]والتجسّس من المعاملة الخفية عن المتجسس عليه. ووجه النهي عنه أنه ضرب من الكيد والتطلع على العورات. وقد يرى المتجسس من المتجسس عليه ما يسوءه فتنشأ عنه العداوة والحقد. ويدخل صدره الحرج والتخوف بعد أن كانت ضمائره خالصة طيبة وذلك من نكد العيش[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وذلك ثلم للأخوة الإسلامية لأنه يبعث على إظهار التنكر ثم إن اطلع المتجسس عليه على تجسس الآخر ساءه فنشأ في نفسه كره له وانثلمت الأخوة ثلمة أخرى كما وصفنا في حال المتجسِّس، ثم يبعث ذلك على انتقام كليهما من أخيه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وإذ قد اعتبر النهي عن التجسس من فروع النهي عن الظن فهو مقيد بالتجسس الذي هو إثم أو يفضي إلى الإثم، وإذا علم أنه يترتب عليه مفسدة عامة صار التجسس كبيرة[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot]ومنه التجسس على المسلمين لمن يبتغي الضُرّ بهم[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]فالمنهي عنه هو التجسس الذي لا ينجرّ منه نفع للمسلمين أو دفع ضر عنهم فلا يشمل التجسس على الأعداء ولا تجسس الشُرَط على الجناة واللصوص[/font][font=&quot]".[/font]

 


الحبك
[font=&quot]
[/font][font=&quot]قال الله تعالى : [/font]
[font=&quot] { [/font][font=&quot]وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ [/font][font=&quot]ٱلْحُبُكِ[/font][font=&quot]}[/font]
[font=&quot]سورة الذاريات: 7[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]وقال ابن عاشور (ت 1393 هـ) في تفسيره التحرير والتنوير[/font][font=&quot]:[/font]

[font=&quot]" [/font][font=&quot]والحُبك[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]بضمتين جمع حِباك ككِتاب وكُتب ومِثال ومُثُل، أو جمع حبيكة مثل طَريقة وطُرق، وهي مشتقة من الحَبْك بفتح فسكون وهو إجادة النسج وإتقانُ الصنع[/font][font=&quot]. [/font]

[font=&quot]فيجوز أن يكون المراد بحُبك السماء نُجوْمُها لأنها تشبه الطرائق الموشاة في الثوب المحبوك المتقن[/font][font=&quot]. [/font]

[font=&quot]وروي عن الحسن وسعيد بن جبير وقيل الحبك: طرائق المجرّة التي تبدو ليلاً في قبة الجو[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]وقيل: طرائق السحاب. وفسر الحبك بإتقان الخلق. روي عن ابن عباس وعكرمة وقتادة. وهذا يقتضي أنهم جعلوا الحبك مصدراً أو اسم مصدر، ولعله من النادر. وإجراء هذا الوصف على السماء إدماج أدمج به الاستدلال على قدرة الله تعالى مع الامتنان بحسن المرأى[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]واعلم أن رواية رويت عن الحسن البصري أنه قرأ[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]الحِبُك[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]بكسر الحاء وضم الباء وهي غير جارية على لغة من لغات العرب[/font][font=&quot]. [/font]

[font=&quot]وجعل بعض أيمة اللغة [/font][font=&quot]الحِبُك[/font][font=&quot] شاذاً فالظن أن راويها أخطأ لأن وزن فِعُل بكسر الفاء وضم العين وزن مهمل في لغة العرب كلّهم لشدة ثقل الانتقال من الكسر إلى الضم مما سلمت منه اللغة العربية[/font][font=&quot]. [/font]

[font=&quot]ووجهت هذه القراءة بأنها من تداخل اللغات [/font][font=&quot]وهو توجيه ضعيف[/font][font=&quot] لأن إعمال تداخل اللغتين إنما يقبل إذا لم يفض إلى زنة مهجورة لأنها إذا هجرت بالأصالة فهجرها في التداخل أجدر[/font][font=&quot]. [/font]

[font=&quot]ووجهها أبو حيان[/font][font=&quot] باتباع حركة الحاء لحركة تاء[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]ذاتِ[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]وهو أضعف من توجيه تداخل اللغتين[/font][font=&quot] فلا جدوى في التكلف[/font][font=&quot]".[/font]



 
ألتناهم[font=&quot]

[/font][font=&quot]قال الله تعالى في محكم آياته :
([/font]
[font=&quot]وما ألتناهم من عملهم من شيء)
سورة الطور:21[/font]
[font=&quot].[/font][font=&quot]


[/font][font=&quot]{ [/font][font=&quot]ألتناهم } أي: نقصناهم، يقال: آلته حقه، إذا نقصه إياه[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]قال الزمخشري (ت 538 هـ) في تفسيره الكشاف[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]" [/font][font=&quot]قرىء: «ألتناهم» وهو من بابين: من ألت يألت، ومن ألات يليت، كأمات يميت. وآلتناهم، من آلت يؤلت، كآمن يؤمن[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]ولتناهم، من لات يليت[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]وولتناهم، من ولت يلت. ومعناهنّ واحد[/font][font=&quot]".[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]وقال الفخر الرازي (ت 606 هـ) في تفسيره مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]" [/font][font=&quot]قوله تعالى[/font][font=&quot]: { [/font][font=&quot]وَمَا أَلَتْنَـٰهُمْ } تطييب لقلبهم وإزالة وهم المتوهم أن ثواب عمل الأب يوزع على الوالد والولد بل للوالد أجر عمله بفضل السعي ولأولاده مثل ذلك فضلاً من الله ورحمة[/font][font=&quot]".[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]قال الشوكاني (ت 1250 هـ) في تفسيره فتح القدير[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot]
{ وَمَا أَلَتْنَـٰهُمْ مّنْ عَمَلِهِم مّن شَىْء } قرأ الجمهور بفتح اللام من: " ألتنا " وقرأ ابن كثير بكسرها، أي: وما نقصنا الآباء بإلحاق ذرّيتهم بهم من ثواب أعمالهم شيئًا، فضمير المفعول عائد إلى الذين آمنوا.
[/font][font=&quot]وقيل: المعنى: وما نقصنا الذرية من أعمالهم شيئًا لقصر أعمارهم، والأول أولى[/font][font=&quot]...[/font][font=&quot]
وقرأ ابن هرمز (آلتناهم) بالمدّ، وهو لغة.
[/font][font=&quot]قال في الصحاح: يقال: ما آلته من عمله شيئًا، أي: ما نقصه[/font][font=&quot]".[/font]
 


أبق

[font=&quot]قال الله تعالى :[/font]

( وإن يونس لمن المرسلين ( 139 ) إذ أبق إلى الفلك المشحون ( 140 )


[font=&quot]جاء في المصباح المنير[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot] " أَبِقَ العبد "أَبْقًا" من بابي تعب وقتل في لغة، والأكثر من باب ضرب إذا هرب من سيده من غير خوف ولا كدّ عمل؛ هكذا قيّده في العين، وقال الأزهري: "الأَبْقُ" هروب العبد من سيده و"الإِبَاقُ" بالكسر اسم منه فهو "آبِقٌ" والجمع "أُبَّاقٌ" مثل كافر وكفّار".[/font]

[font=&quot]قال السمين الحلبي (ت 756 هـ) في تفسيره الدر المصون[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot] " قوله: { إِذْ أَبَقَ }: ظرفٌ للمرسَلين، أي: هو من المرسلين حتى في هذه الحالة ". [/font]

[font=&quot]وقال القرطبي (ت 671 هـ) في تفسيره الجامع لأحكام القرآن[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]قال الترمذي الحكيم[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]سماه آبقاً لأنه أبق عن العبودية، وإنما العبودية ترك الهوى وبذل النفس عند أمور اللّه؛ فلما لم يبذل النفس عندما اشتدّت عليه العَزمة من المَلَك [/font][font=&quot]... [/font][font=&quot]وآثر هواه لزمه اسم الآبق، وكانت عزمة الملك في أمر اللّه لا في نفسه، وبحظّ حقّ اللّه لا بحظ نفسه؛ فتحرى يونس فلم يصب الصواب الذي عند اللّه فسماه آبقاً ومُلِيماً[/font][font=&quot] ".[/font]

[font=&quot]وقال الفخر الرازي (ت 606 هـ) في تفسيره مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير[/font][font=&quot]:[/font]

[font=&quot]اختلف المفسرون[/font][font=&quot]: [/font]
[font=&quot]فقال بعضهم: إنه أبق من الله تعالى، وهذا بعيد لأن ذلك لا يقال إلا فيمن يتعمد مخالفة ربه، وذلك لا يجوز على الأنبياء[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]واختلفوا فيما لأجله صار مخطئاً[/font][font=&quot]: [/font]
[font=&quot]فقيل: لأنه أمر بالخروج إلى بني إسرائيل فلم يقبل ذلك التكليف وخرج مغاضباً لربه، وهذا بعيد سواء أمره الله تعالى بذلك بوحي أو بلسان نبي آخر[/font][font=&quot]. [/font]
[font=&quot]وقيل: إن ذنبه أنه ترك دعاء قومه، ولم يصبر عليهم[/font][font=&quot]. [/font]
[font=&quot]وهذا أيضاً بعيد لأن الله تعالى لما أمره بهذا العمل فلا يجوز أن يتركه[/font][font=&quot]. [/font]
[font=&quot]والأقرب فيه وجهان[/font][font=&quot]: [/font]
[font=&quot] الأول: أن ذنبه كان لأن الله تعالى وعده إنزال الإهلاك بقومه الذين كذبوه فظن أنه نازل لا محالة، فلأجل هذا الظن لم يصبر على دعائهم، فكان الواجب عليه أن يستمر على الدعاء لجواز أن لا يهلكهم الله بالعذاب وإن أنزله، وهذا هو الأقرب، لأنه إقدام على أمر ظهرت أماراته فلا يكون تعمداً للمعصية، وإن كان الأولى في مثل هذا الباب أن لا يعمل فيه بالظن، ثم انكشف ليونس من بعد أنه أخطأ في ذلك الظن، لأجل أنه ظهر الإيمان منهم فمعنى قوله: { إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ } ما ذكرناه. [/font]
[font=&quot] الوجه الثاني: أن يونس كان وعد قومه بالعذاب فلما تأخر عنهم العذاب خرج كالمستور عنهم فقصد البحر وركب السفينة، فذلك هو قوله: { إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ }.[/font]

[font=&quot]وقال الألوسي (ت 1270 هـ) في تفسيره روح المعاني[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot] { إِذْ أَبَقَ } هرب، وأصله الهرب من السيد لكن لما كان هربه من قومه بغير إذن ربه كما هو الأنسب بحال الأنبياء عليهم السلام؛ حسن إطلاقه عليه، فهو إما استعارة أو مجاز مرسل من استعمال المقيد في المطلق، والأول أبلغ. [/font]
[font=&quot]وقال بعض الكمل[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]الإباق الفرار من السيد بحيث لا يهتدي إليه طالب أي بهذا القصد، وكان عليه السلام هرب من قومه بغير إذن ربه سبحانه إلى حيث طلبوه فلم يجدوه، فاستعير الإباق لهربه باعتبار هذا القيد لا باعتبار القيد الأول، وفيه بعد تسليم اعتبار هذا القيد على ما ذكره بعض أهل اللغة أنه لا مانع من اعتبار ذلك القيد فلا اعتبار بنفي اعتباره[/font][font=&quot]".[/font]


 


ثجاجاً


[font=&quot]قال الله تعالى في كتابه الكريم :[/font]
[font=&quot] { [/font][font=&quot]وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً [/font][font=&quot]ثَجَّاجاً[/font][font=&quot]}[/font]
[font=&quot]سورة النبأ: 14[/font][font=&quot].[/font]


[font=&quot]{ [/font][font=&quot]مَاء [/font][font=&quot]ثَجَّاجاً[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]أي منصباً بكثرة يقال ثج الماء إذا سال بكثرة وثجه أي أساله فثج، ورد[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]لازماً ومتعدياً، واختير جعل ما في النظم الكريم من اللازم لأنه الأكثر في الاستعمال، وجعله الزجاج من المتعدي كأن الماء المنزل لكثرته يصب نفسه، ومن المتعدي ما في قوله [/font][font=&quot]" [/font][font=&quot]أفضل الحج العج والثج " أي رفع الصوت بالتلبية وصب دماء الهدي، والمراد: أفضل أعمال الحج التلبية والنحر[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]وقرأ الأعرج[/font][font=&quot] ([/font][font=&quot]ثجاحاً[/font][font=&quot]) [/font][font=&quot]بجيم ثم حاء مهملة ومثاجح الماء مصابه[/font][font=&quot].[/font]


[font=&quot]قال ابن عاشور (ت 1393 هـ) في تفسيره التحرير والتنوير[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]" [/font][font=&quot]والثّجاج[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]المُنْصَبُّ بقوة وهو فَعَّال من ثَجّ القاصر إذا انصب، يقال: ثجّ الماءُ، إذا انصبّ بقوة، فهو فِعل قاصر. وقد يسند الثجُّ إلى السحاب، يقال: ثج السحاب يَثُجّ بضم الثاء، إذا صَبَّ الماءَ، فهو حينئذ فعل متعدّ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ووصف الماء هنا بالثّجاج للامتنان[/font]

 

حرد[font=&quot] : [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]قال الله تعالى في كتابه الكريم :[/font]
[font=&quot] {[/font][font=&quot]وَغَدَوْاْ عَلَىٰ [/font][font=&quot]حَرْدٍ[/font][font=&quot] قَادِرِينَ}[/font]
[font=&quot] سورة القلم: 25[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]قال الفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييز[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]" [/font][font=&quot]وهو المنع عن حِدّة وغضب، قال تعالى[/font][font=&quot] {[/font][font=&quot]وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]أَى على امتناع أَن يتناولوه قادرين على ذلك. ونزل فلان حَريداً أَى ممتنعا عن مخالطة القوم، وهو حريد المحلّ وحاردتِ السّنةُ: منعَتْ قَطْرها، والنَّاقةُ: منعت دَرّها. وحردَ كعلم: غضب وَحَرَّدَهُ تحريداً أَغضبه وبعير أَحْرَدُ: فى إِحدى يديه حَرَدٌ. والحُرْديَّة حَظيرة من قصب[/font][font=&quot]".[/font]

[font=&quot]وقال ابن عاشور (ت 1393 هـ) في تفسيره التحرير والتنوير[/font][font=&quot]:[/font]

[font=&quot]" [/font][font=&quot]والحرد: يطلق على المنع وعلى القصد القوي، أي السرعة وعلى الغضب[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]وفي إيثار كلمة[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]حَرْد[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]في الآية نكتة من نكت الإِعجاز المتعلق بشرف اللفظ ورشاقته من حيث المعنى، ومن جهة تعلق المجرور به بما يناسب كل معنى من معانيه، أي بأن يتعلق[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]على [/font][font=&quot]حرد [/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]بـ[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]قادرين[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]، أو بقوله[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]غَدوا[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]، فإذا علق بـ[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]قادرين[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]، فتقديم المتعلِّق يفيد تخصيصاً، أي قادرين على المنع، أي منع الخير أو منع ثمر جنتهم غير قادرين على النفع[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]والتعبير بقادرين على حرد دون أن يقول: وغدوا حاردين؛ تهكم لأن شأن فعل القدرة أن يذكر في الأفعال التي يشق على الناس إتيانها قال تعالى[/font][font=&quot]:{ [/font][font=&quot]لا يَقدرون على شيء مما كسبوا[/font][font=&quot]} [[/font][font=&quot]البقرة: 264[/font][font=&quot]] [/font]
[font=&quot]وقال[/font][font=&quot]:{ [/font][font=&quot]بلى[/font][font=&quot]قادرين على أن نسوي بنانه[/font][font=&quot]} [[/font][font=&quot]القيامة: 4] فقوله[/font][font=&quot]: { [/font][font=&quot]على [/font][font=&quot]حرد[/font][font=&quot] قادرين[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]على هذا الاحتمال من باب قولهم: فلان لا يملك إلاّ الحِرمان أو لا يقدر إلاّ على الخيبة[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]وإذا حمل الحرد على معنى السرعة والقصد كان[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]على حرد[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]متعلقاً بـ[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]غَدَوا[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]مبيناً لنوع الغُدو، أي غدوا غدُوَّ سرعة واعتناء، فتكون[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]على[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]بمعنى باء المصاحبة، والمعنى: غدوا بسرعة ونشاط، ويكون[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]قادرين[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]حالاً من ضمير[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]غدوا[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]حالاً مقدَّرة، أي مقدِّرين أنهم قادرون على تحقيق ما أرادوا[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]وفي الكلام تعريض بأنهم خابوا، دل عليه قوله بعده[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]فلما رأوها قالوا إنا لضالون[/font][font=&quot]} [[/font][font=&quot]القلم: 26]، وقولُه قبله[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]فطاف[/font][font=&quot] عليها طائف من ربّك وهم نائمون[/font][font=&quot]}.[/font]

[font=&quot]وإذا أريد بالحرد الغضب والحَنق فإنه يقال: حَرَدٌ بالتحريك وحَرْدٌ بسكون الراء ويتعلق المجرور بـ[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]قادرين[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]وتقديمه للحصر، أي غدوا لا قدرة لهم إلاّ على الحَنق والغضب على المساكين لأنهم يقتحمون عليهم جنتهم كل يوم فتحيلوا عليهم بالتبكير إلى جذاذها، أي لم يقدروا إلاّ على الغضب والحنق ولم يقدروا على ما أرادوه من اجتناء ثمر الجنة[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]وعن السدي: أن[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]حَرد[/font][font=&quot]} [/font][font=&quot]اسم قريتهم، أي جنتهم[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot]وأحسب أنه تفسير ملفق[/font][font=&quot] وكأنَّ صاحبه تصيده من فعلي[/font][font=&quot] { [/font][font=&quot]اغْدُوا وغَدوا[/font][font=&quot]}".[/font]




 
تحروا[font=&quot] :[/font][font=&quot]


قال الله تعالى في كتابه الكريم :[/font]
[font=&quot] { وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً }
[/font]
[font=&quot]سورة الجن: 14.

[/font][font=&quot]والتحري[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot]طلب الحَرَا بفتحتين مقصوراً واويّاً، وهو الشيء الذي ينبغي أن يفعل، يقال: بالحرّي أن تفعل كذا، وأحْرى أن تفعل[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]تحروا[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot]أي توخوا وقصدوا طريق الحق[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]وقال [/font][font=&quot]الفراء[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]أمَّوا الهدى[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]قال أبو حيان (ت 754 هـ) في تفسيره البحر المحيط[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot]
" وقال الزمخشري: وقد زعم من لا يرى للجن ثواباً أن الله تعالى أوعد قاسطيهم وما وعد مسلميهم، وكفى به وعيداً، أي فأولئك تحروا رشداً، فذكر سبب الثواب وموجبه، والله أعدل من أن يعاقب القاسط ولا يثيب الراشد. انتهى، وفيه دسيسة الاعتزال في قوله وموجبه".
[/font]



 
الأب[font=&quot] :[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]الأبُّ: بفتح الهمزة وتشديد الباء: هو الكلأ الذي ترعاه الأنعام[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]أخرج أبو عبيد في «فضائله» وعبد بن حميد عن إبراهيم التيمي قال سئل أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه عن الأب ما هو فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله تعالى ما لا أعلم[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]وأخرج ابن سعد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وغيرهم عن أنس أن عمر رضي الله تعالى عنه قرأ على المنبر[/font][font=&quot]{ [/font][font=&quot]فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً[/font][font=&quot]} [عبس: 27] إلى قوله:{ [/font][font=&quot]وأباً[/font][font=&quot]} [عبس: 28] فقال كل هذا قد عرفناه فما الأب ثم رفض عصا كانت في يده فقال هذا لعمر الله هو التكلف فما عليك يا ابن أم عمر أن لا تدري ما الأب؛ ابتغوا ما بُيِّن لكم من هذا الكتاب فاعملوا به وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه. [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]وفي «صحيح البخاري» من رواية أنس أيضاً أنه قرأ ذلك وقال: فما الأب؟ ثم قال: ما كلفنا أو ما أمرنا بهذا[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]ويتراءى من ذلك النهي عن تتبع معاني القرآن والبحث عن مشكلاته[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]قال الزمخشري (ت 538 هـ) في تفسيره الكشاف[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]" [/font][font=&quot]فإن قلت[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot] فهذا يشبه النهي عن تتبع معاني القرآن والبحث عن مشكلاته. [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]قلت[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot] لم يذهب إلى ذلك، ولكن القوم كانت أكبر همتهم عاكفة على العمل، وكان التشاغل بشيء من العلم لا يعمل به تكلفاً عندهم؛ فأراد أنّ الآية مسوقة في الامتنان على الإنسان بمطعمه واستدعاء شكره، وقد علم من فحوى الآية أنّ الأب بعض ما أنبته الله للإنسان متاعاً له أو لإنعامه؛ فعليك بما هو أهم من النهوض بالشكر لله - على ما تبين لك ولم يشكل - مما عدّد من نعمه، ولا تتشاغل عنه بطلب معنى الأب ومعرفة النبات الخاص الذي هو اسم له، واكتف بالمعرفة الجميلة إلى أن يتبين لك في غير هذا الوقت، ثم وصى الناس بأن يجروا على هذا السنن فيما أشبه ذلك من مشكلات القرآن" .[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]قال الألوسي (ت 1270 هـ) في تفسيره روح المعاني معلقاً على كلام الزمخشري[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]" وهو قصارى ما يقال في توجيه ذلك، لكن في بعض الآثار عن الفاروق كما في «الدر المنثور» ما يبعد فيه إن صح هذا التوجيه في شيء؛ وهو أنه ينبغي أن خفاء تعيين المراد من الأب على الشيخين رضي الله عنهما ونحوها من الصحابة؛ وكذا الاختلاف فيه لا يستدعي كونه غريباً مخلاً بالفصاحة، وأنه غير مستعمل عند العرب العرباء، وقد فسره ابن عباس لابن الأزرق بما تعتلف منه الدواب واستشهد به بقول الشاعر:[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]ترى به الأب واليقطين مختلطاً[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]ووقع في شعر بعض الصحابة كما سمعت ومن تتبع وجد غير ذلك[/font][font=&quot] ".[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]والذي وقع في شعر الصحابة هو قول بعضهم يمدح النبـي [/font][font=&quot]:[/font]

[font=&quot]له دعوة ميمونة ريحها الصبا * * * بها ينبت الله الحصيدة والأبا[/font]

[font=&quot]


[/font][font=&quot]وعلق ابن عاشور (ت 1393 هـ) في تفسيره التحرير والتنوير على كلام الزمخشري هذا بعد أن أورده وقال[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]" ولم يأت كلام «الكشاف» بأزيد من تقرير الإِشكال ".[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]وقال[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]" والذي يظهر لي في انتفاء علم الصديق والفاروق بمدلول الأبّ وهما من خُلّص العربِ[/font][font=&quot] لأحد سببين[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot]


[/font][font=&quot]إما لأن هذا اللفظ كان قد تنوسي من استعمالهم؛ فأحياه القرآن لرعاية الفاصلة، فإن الكلمة قد تشتهر في بعض القبائل أو في بعض الأزمان وتُنسى في بعضها؛ مثل اسم السِّكين عندَ الأوس والخزرج، فقد[/font][font=&quot] " قال أنس بن مالك: ما كُنَّا نَقول إلا المُدْية حتى سمعت قول رسول الله يذكر أن سليمان عليه السلام قال: «ائيتوني بالسكين أقْسِمْ الطفْلَ بينهما نصفين» "[/font][font=&quot]


[/font][font=&quot]وإما لأن كلمة الأبّ تطلق على أشياء كثيرة، منها: النبت الذي ترعاه الأنعام، ومنها: التبن، ومنها: يابس الفاكهة، فكان إمساك أبي بكر وعمر عن بيان معناه لعدم الجزم بما أراد الله منه على التعيين[/font][font=&quot] "[/font]
 


جماً

[font=&quot]قال الله تعالى :
{ [/font]
[font=&quot]وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً [/font][font=&quot]جَمّاً[/font][font=&quot]}
[/font]
[font=&quot]سورة الفجر:20[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]الجم: الكثير، يقال: جَمَّ الماءُ في الحوض، إذا كثر، وبِئر جَموم بفتح الجيم: كثيرةُ الماء، أي حباً كثيراً، كما قال ابن عباس وأنشد قول أمية[/font][font=&quot]: [/font]

[font=&quot]إن تغفر اللهم تغفر جماً ** وأي عبد لك لا ألما[/font]


[font=&quot]والمراد أنكم تحبونه مع حرص وشره[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]ووصْف الحُبّ بالكثرة مراد به الشدة لأن الحب معنى من المعاني النفسية لا يوصف بالكثرة التي هي وفرة عدد أفراد الجنس[/font][font=&quot].[/font]

[font=&quot]فالجمّ مستعار لمعنى القوي الشديد، أي حبّاً مفرطاً، وذلك محل ذم حب المال، لأن إفراد حبه يوقع في الحِرص على اكتسابه بالوسائل غير الحَق كالغصب والاختلاس والسرقة وأكل الأمانات[/font][font=&quot].[/font]


 
الأبتر[font=&quot]:[/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot]قال الله تعالى في كتابه الكريم :[/font]
[font=&quot] { [/font][font=&quot]إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ [/font][font=&quot]ٱلأَبْتَرُ[/font][font=&quot]}[/font]
[font=&quot]سورة الكوثر:3[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]البتر في اللغة: استئصال القطع[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]يقال: بترته أبتره بتراً وبتر أي صار أبتر وهو مقطع الذنب، ويقال: الذي لا عقب له أبتر، وكذلك لمن انقطع عنه الخير، كما في الحديث: " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر[/font][font=&quot] "[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]والمعنى : إن مبغضك هو المنقطع عن الخير على العموم. فيعمّ خيري الدنيا والآخرة[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]ثم إن الكفار لما وصفوه بذلك بين تعالى أن الموصوف بهذه الصفة هو ذلك المبغض على سبيل الحصر فيه، فإنك إذا قلت: زيد هو العالم يفيد أنه لا عالم غيره، إذا عرفت هذا فقول الكفار فيه عليه الصلاة والسلام: " إنه أبتر" لا شك أنهم ـ لعنهم الله ـ أرادوا به أنه انقطع الخير عنه[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]كانت قريش يقولون لمن مات الذكور من أولاده بتر، فلما مات ابنه القاسم وعبد الله بمكة وإبراهيم بالمدينة قالوا: بتر فليس له من يقوم مقامه، ثم إنه تعالى بين أن عدوه هو الموصوف بهذه الصفة، فإنا نرى أن نسل أولئك الكفرة قد انقطع، ونسله عليه الصلاة والسلام كل يوم يزداد وينمو وهكذا يكون إلى قيام القيامة، فجميع المؤمنين أولاده، وذكره مرفوع على المنائر والمنابر، ومسرود على لسان كل عالم وذاكر إلى آخر الدهر، يبدأ بذكر الله تعالى ويثني بذكره [/font][font=&quot].[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]وقيل: عنوا بكونه أبتر أنه ينقطع عن المقصود قبل بلوغه، والله تعالى بين أن خصمه هو الذي يكون كذلك، فإنهم صاروا مدبرين مغلوبين مقهورين، وصارت رايات الإسلام عالية، وأهل الشرق والغرب لها متواضعة[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]وقيل: زعموا أنه أبتر لأنه ليس له ناصر ومعين، وقد كذبوا لأن الله تعالى هو مولاه، وجبريل وصالح المؤمنين، وأما الكفرة فلم يبق لهم ناصر ولا حبيب[/font][font=&quot].[/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]وفي الآية دلالة على أن أولاد البنات من الذرية كما قال غير واحد[/font][font=&quot].[/font]



 
الوسوم
اعجاز الا القرآن تذكر في كلمات لم مرة واحدة
عودة
أعلى