دعــــــــوة فــــــــرح
اليوم وصلتني دعوة منك حلـّقت في سماء الفرح
إنه ملاكي عاد ليحلقَ كعصفور ٍعلى أغصان قلبي
ويبحر في مياه غرامي
بعد أعوام من الفراق والبعد
فلاتزالُ مرافئي مفتوحة الذراعين لك
تحتضنُ مراكبك التي أنهكها السفر
سأنسى لأجلك كل ماحصل
وقسوتك التي أتعبت جسدي
قرأتُ الرسالة بشوق فشعرتُ للتو أنني صعقت
إنها دعوة لحضور زفافك
حاولتُ أن أتمالكَ نفسي ودوارٌ أصابني فزلزلَ أقدامي
كم انتظرتكَ وسنين عمري صارت عجافاً من البعد
لكن سألبي الدعوة وأذهب لألقي على جثمان هوانا
النظرات الأخيرة رغم الألم المفعم في نفسي
وحين وصلت مر الموكب والفرح يعتلي هامات
كل الأشياء من حولي
موسيقا تصدح وورود ملأت أرجاء المكان
ترجلتَ ويدكَ بيدها تحملها في أحضانك
تقبلها أمام الملأ
تذكرتُ حين كنا بالأمس هنا
تمسكُ بيدي ونسيرُ في حقول الشوق
بين سنابل الطهر والفرح يغمرنا
هنا على شجرة الصفصاف نقشنا اسمينا
وعهداً كتبناهُ بدمائنا أن نبقى معاً لآخر الزمن
ماالذي غيرك ؟؟ أجفَ نبع الحب في قلبك
أم هان عليك العهد ؟؟
أم الغدرُ بات من طبعك ؟؟
وحملتَها وسط الموكب ومضيتْ
وأنا أترنحُ خلف جدار الفقد
أراقبُ بصمت والدمع يترقرقُ في عيني
وتمضي وقلبي يمضي معك
هل تصدق يا جلادي الذي اغتالَ قلبي
وأخذَ من نفسي السكينة ورحل
أني أصبحت أكرهك بقدر ماكنت أحبك
وبقدر أكاذيبك البيضاء والسوداء
وتلك الخطايا التي ارتكبناها معاً
في غفلة من الزمن
وبحجم القبل التي رسمتها على ثغري
وبعدد مارددتَ كلمة أحبكِ على مسمعي
وهمساتك التي كانت تثملني
أصبحتُ أمقتك
عدتُ أدراجي فكسّرت كل أقلامي
التي ضيـّعت مني ومنك الزمان الغابرا
ومزقت أوراقي وأشعاري
أتعلم أن هجرك بات قاتلي
وأني أدمنتُ بعدك كما أدمنتُ قربك
أغلقتُ نوافذ الماضي وفتحتُ باب الأمل
لأحيا بقية عمري على نسيان طعنات الغدر
التي أدمت خافقي وأبدأ تاريخاً جديداً من عمري
يخلو منك وأرممُ جدران نبضي الحزين
الذي يتلظى ألماً بين طيات الحنين وهجير الاغتراب
بعد أن سرقتَ مني قلبي وروحي وأرديتني قتيلاً
