جسدي بلا روح

خالدالطيب

شخصية هامة
جسدي بلا روح

هل تعلمت يوما معنى ان تفارق روحك جسدك ...
او معنى ان تفقد جميع حواسك ...
هل تعلمت يوما معنى ان تكون وحيدا وسط احبابك ...
لم ادرك يوما اني سالتقي بهذه المعاني والعبارات ...
طالما اعتقدت اني بعيدة محفوظة عن الملمات ...
طلما تساءلت كيف يشعر من يعلم اجله ...
و ها انا ذي اعلم اجلي و يا ليته موت كامل ...
انه موت روحي دون جسدي, موت قلبي دون توقفه ...
انه موت جميع حواسي و انا اعيش ....
هل تعلمون سبب كل هذا؟ انا ساخبركم... انه:
الفراق
فراق اعز اعز اعز الاحباب ...
لا اتخيل عيشي من دون مرور ذلك الطيف و لو مرة كل شهر ...
و الان لن المحه في منامي حتى نهاية الدهر ...
سوف ينقطع عني الهواء دون ان اختنق ...
سوف تغرب الشمس و تافل النجوم و يغيب القمر ...
سوف ابقى اعيش في ظلمة حتى يشرق علي نوره ...
اعتقد انني ساعيش على امل ضعيف ضعيف بعودته ...
و لكن مهما ضعف سيبقى اسمه امل ...
هذا الامل الذي جعله الله نورا يتمسك به كل يائس ...
لطالما نشرت مقولة " وتستمر الحياة" بين صديقاتي ...
و الان انا محتاجة لمن يقولها لي ...
ان اتيحت لي فرصة حقا في ان اكلم ذلك الطيف العزيز ...
القريب من قلبي ذا امكان العالي و الاثر الكبير في نفسي....
فالله تعالى لا يكتب لنا الا ما فيه خير لنا ...
هذه هي الجملة التي تصبرني على كل ما يصيبني ...
لن يكتب الله شيئا لنا ما لم يعلم ان فيه خيرا ...
تغالبني الدموع و اغالبها ...
يريد قلبي ان يخرج من صدري ...
المسكين قد مل من الحنين و الشوق الكبيرين ...
و عيناي تذرفان دموعا كالسيول ...
تريدان ان تلمحاه و لو من بعيد ...
و عقلي - وهو الذي يعاني حقا - ...

يريد ان يدرك لماذا يحدث كل هذا لبقية حواسي ...
يريد ان يقنع جيرانه بان لكل واحد حياة عليه ان يعيشها ...
و ما الفراق الا جزء منها ...
يجادله قلبي في هذا و يقول بانه كان يعيش على لمح هذا الطيف ...
فكيف يعيش الان و قد رحل عنه طيفه ...
وعقلي الذي يكاد ينفجر من كثرة العواطف التي لمسها في قلبي ...
يحاول اقناعه بان العواطف لن تحرك الانسان الى اي مكان ...
لن يحقق الانسان شيئا من اهدافه اذا استمع الى عواطفه ...
بل و اعتقد انه لن يكبر ليدرك تقلبات الدنيا ...
ظل عقلي و قلبي في شجارهما المتناقضالى ان حسم عقلي الشجار و قال:
لا يكلف الله نفسا الا وسعها
الله لن يكتب للمرء الا ما فيه خير له
هدات عاصفة حواسي
و ادرك كل منهم ان غياب طيفهم الغالي لا يعني توقف الحياة ...
صحيح انهم سيعيشون في شوق ...
و لكن من يدري ... لعل طيفهم يتذكرهم يوما فيعود...
بعد هذه الزوبعة في داخلي ...
افقت لأدرك بانني افكر في المستقبل البعيد ...

ساتذكر دائما ما يقوله عقلي:

و تستمر الحياة

 
جسدي بلا روح
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى