Made in Egypt (مشاهير +عادات وتقاليد +الأمثال الشعبية +شخصيات +حكام + صوره )

الفيمتو

ان الفرع الجديد في العلم وهو ثانية الفيمتو تم إكتشافه عام 1988
بعد العديد من الابحاث والتجارب التي أجريت في معامل الأبحاث بجامعة كالتك بولاية كاليفورنيا الأمريكية,
وهذا الاكتشاف المذهل سيتم إستخدامه بكثرةفي العديد من المجالات
مثل
الطب,
الاليكترونيات,
علوم الفضاء,
الكيمياء,
الفيزياء وغيرها .

إن إسهام دكتور زويل بهذا الاكتشاف المذهل
يستحق ان ينال عنه جائزة نوبل للكيمياء
لأنه مكننا لأول مرة أن نلاحظ بالتصوير البطئ ما يحدث خلال أي تفاعل الكيميائي
وبذلك نستطيع أن نشرح العديد من المعادلات
والصيغ الكيميائية الصعبة .التي لم نفهمها من قبل
مثل
معادلة فانت هوف التي نال عنها جائزة نوبل .

إن ثانية الفيمتو تستخدم حاليا في مختلف أنحاء العالم
لفهم ميكانيكية التفاعلات الكيميائية
التي تحدث عند إذابة أي من الموادالكيميائية المختلفة
في السوائل أو لتطوير أنواع جديدة من المواد الصناعية
لإستخدامها في الاليكترونيات
كما تستخدم في مجالات البحث الخاصة بدراسة الأنظمة البيولوجية المختلفة .

إن معرفة ميكانيكية التفاعلات الكيميائية
تساعدنا أيضا علي التحكم فيها
حيث ان بعض التفاعلات الكيميائية التي نقوم بها لإنتاج مادة معينة
قد ينتج عنها بعض التفاعلات الاخري الغير مرغوب فيها
والتي يجب ان يتبعها عمليات التنظيف والفصل
لإستخراج المادة المطلوبة فقط
ولكن إذا أمكننا التحكم في التفاعلات الكيميائية
سنستطيع أن تجنب هذه التفاعلات الغير مطلوبة
إن كيمياء الفيمتو قد غيرت نظرتنا للتفاعلات الكيميائية
فبإستخدام ثانية الفيمتو
نستطيع ان نري تحركات الذرات كما تخيلناها .قبل ذلك
بإستخدام كاميرا خاصة فائقة السرعة .

ويستخدم العلماء حول العالم الآن ثانية الفيمتو
في دراسة وتحليل العديد من المواد الكيميائية
بمختلف أشكالها السائلة والصلبة والغازية
وتفاعلاتها مع بعضها البعض
وتطبيقاتها تغطي العديد من المجالات
بدءا من دراسة العوامل المساعدة في التفاعلات الكيميائية
وكيف يتم تصميم المكونات الاليكترونية للجزيئات
ووصولا الي أدق العمليات المتعلقة بالحياة
مثل الطب وكيفية .تطويره في المستقبل .

إن المزيد من البحث والدراسة في هذا المجال
سيساعد علي إكتشاف فوائد اخري له
وعلي التفسير الدقيق لجميع المفاهيم الهامة في الكيمياء
مثل
الإتحاد
والإنفصال بين المواد الكيميائية
وغيرها من المفاهيم الهامة الاخري .

إن استخدام الكاميرا الفائقة السرعة التي استخدمها الدكتور أحمد زويل
يجعل مشاهدة التفاعلات الكيميائية أثناء حدوثها ممكنا
كما يستطيع المتفرج ان يشاهد مشهد الإعادة للكرة في المباراة بالتصوير البطئ .

وهذه التقنية تساعدنا أيضا علي
تفسير أسباب حدوث بعض التفاعلات الكيميائية
وأسباب عدم حدوث بعضها
كما يمكننا تفسير
سبب تأثر تلك التفاعلات من حيث
سرعتها ونتائجها بالحرارة .
 
مجدي حبيب يعقوب



هو واحد من أشهر سته جراحين للقلب فى العالم .. و ثانى طبيب يقوم بزراعة قلب بعد كريستيان برنارد ، أجرى أكثر من ألفي عملية زرع قلب خلال ربع قرن

و هو من أشهر المصريين الذين يرفعون اسم مصر فى أوروبا .. تاريخه حافل .. و عبقريته غير مسبوقة فى تاريخ مصر .. و تواضعه جم للغاية .


ولد في 16 نوفمبر 1935 ببلبيس بمصر لعائلة قبطية أرثوذكسية تنحدر أصولها من أسيوط .

درس الطب بجامعة القاهرة مستشفى القصر العيني - ثم عمل جراحاً نائباً في قسم عمليات الصدر في المستشفى .

ثم سافر إلى المملكة المتحدة ( أنجلترا) عام 1962 م لاستكمال دراساته و حصل على درجة الزمالة الملكية في الجراحة من ثلاث جامعات بريطانية هي لندن و أدنبرة و غلاسكو .

و عمل باحثاً في جامعة شيكاغو الاميركية عام 1969 م.

و لمهارته ترأس قسم جراحة القلب عام 1972م ثم عمل أستاذاً لجراحة القلب في مستشفى برومتون في لندن عام 1986، ثم رئيساً لمؤسسة زراعة القلب في بريطانيا عام 1987.

و أخيراً استقر في عمله كأستاذ لجراحة القلب والصدر في جامعة لندن.

عين أستاذاً في المعهد القومي للقلب و الرئة في عام 1986.

و اهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967.

في عام 1980 قام بعملية نقل قلب للمريض دريك موريس والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى موته في يوليو 2005.

من بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات كان الكوميدي البريطاني إريك موركامب.

و منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1992 و يطلق عليه في الإعلام البريطاني لقب ملك القلوب .


حصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن و حصل على ألقاب و درجات شرفية من كلاً من جامعة برونيل و جامعة كارديف و جامعة لوفبورا وجامعة ميدلساكس (جامعات بريطانية)

و كذلك من جامعة لوند بالسويد و له كراس شرفية في جامعة لاهور بباكستان و جامعة سيينا بإيطاليا.


حين أصبح عمره 65 سنة اعتزل إجراء العمليات الجراحية و استمر كاستشاري و مُنظر لعمليات نقل الأعضاء.

في عام 2006 قطع الدكتور مجدي يعقوب اعتزاله العمليات ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع في مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعى .

حيث لم يزل القلب الطبيعي للطفلة المريضة خلال عملية الزرع السابقة و التي قام بها السير مجدي يعقوب .

 
لماذا تخصص مجدى يعقوب فى القلب ؟



في سؤال وجه له عن سبب اختياره للقلب كــ تخصص

أجاب \


والدي كان جراحاً و أنا صغير في السن كنت أرغب أن أعمل جراح مخ أو قلب و لكن عندما توفت عمتي الصغري و كان عمرها‏21‏ سنة بسبب ضيق في صمام القلب حزن والدي عليها جداً جداً‏ ,‏ خاصة أنها تركت بعد رحيلها ابنتها و هي صغيرة جداً

و قال‏ :‏ حرام أن تموت شقيقتي بهذا المرض خاصة أن هناك جراحات بالخارج كان من الممكن أن تنقذها ‏,‏ فقلت أنا أريد أن أتخصص في هذه الجراحات ‏,‏ و تخصصت و لو كانت عمتي موجودة كان انقاذها سهلاً جداً ‏,‏ فالعملية التي كانت تحتاجها بسيطة جداً ‏.‏

يقول د . مجدى أنه من السهل جداً أن يقول أي شخص إنهم يضطهدونني

و أنا عندما وصلت إلي انجلترا كانوا يقولون إنني أجنبي و لن أحقق شيئاً‏ ,‏ المهم ألا يجد الإنسان عذراً لنفسه ليبرر عدم استمراره في العمل و الإجتهاد و التقدم‏ ..

و كل انسان لو كان مؤمناً بنفسه و يعمل طوال الوقت بمثابرة فسينجح في أي مكان في العالم‏ .




ذلك الأجنبي الذي اعتقدوا أنه لن يحقق شيئاً حصل على جائزة فخر بريطانيا في 11 أكتوبر 2007 و المقدمة على الهواء مباشرة من قناة إي تي في البريطانية بحضور رئيس الوزراء غوردن براون و الجائزة تمنح للأشخاص الذين ساهموا بأشكال مختلفة من الشجاعة و العطاء أو ممن ساهم في التنمية الإجتماعية و المحلية .

إرتئت لجنة التحكيم أن الدكتور يعقوب قد أنجز أكثر من 20 ألف عملية قلب في بريطانيا و قد ساهم بعمل جمعية خيرية لمرضى القلب الأطفال في دول العالم النامية و لا يزال يعمل في مجال البحوث الطبية و عمره الآن حوالي 71 سنة لذا تم اختيارة من لجنة التحكيم ليكون الشخصية البارزه في الحفل و تم تسليمه الجائزة في نهاية الحفل مع حضور عشرات الأشخاص اللذين ساهم الدكتور يعقوب بانقاذ حياتهم على خشبة المسرح .



 
د. مجدي يعقوب مؤسس مؤسسة جين أوف هوب



أسس يعقوب عام 1995 مؤسسة خيرية تدعى « جين أوف هوب » ، التي تتولى اجراء عمليات جراحية لانقاذ حياة مرضى القلب من الاطفال في البلدان النامية .

و يُسجّل له أنه أول من ابتكر جراحة « الدومينو »، التي تتضمن زراعة قلب و رئتين في مريض يعاني من فشل الرئة ، و في الوقت نفسه ، يؤخذ القلب السليم من المريض عينه ليزرع في مريض ثان

إنجازه في مجال زرع الخلايا


نجح فريق طبي مصري بقيادة الدكتور مجدي يعقوب بتطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية ، هذا الاكتشاف الذي سيسمح باستخدام أجزاء من القلب تمت زراعتها صناعياً في غضون ثلاثة أعوام .

و يقول الدكتور مجدي يعقوب أنه في خلال عشرة أعوام سيتم التوصل إلى زراعة قلب كامل باستخدام الخلايا الجذعية .

و كان الفريق الطبي قد نجح في استخراج الخلايا الجذعية من العظام و زرعها و تطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب ، و بوضع هذة الخلايا في بيئة من الكولاجين تكونت إلى صمامات للقلب بلغ طولها 3سم

 
إنجازاته في المجال الطبي



للدكتور مجدي يعقوب العديد من الإنجازات الطبية فمن خلال عمله كجراح قلب في المستشفيات البريطانية ، قام بتقديم العديد من الأساليب الجراحية الجديدة لعلاج أمراض القلب و خاصة الأمراض الوراثية ، و يعد الدكتور مجدي يعقوب ثاني جراح يجري عملية زراعة قلب بعد الدكتور العالمي
كريستيان برنارد عام 1967م ، و قد قام يعقوب بحوالي ألفي عملية زراعة قلب و ذلك على مدار 25 عام.



تمكن يعقوب من إجراء أول عملية جراحية لزراعة القلب عام 1980م ، و عكف بعد ذلك على إجراء هذه الجراحات على نفقته و نفقة المتبرعين لفترة من الزمن ، حيث لم يكن هذا النوع من الجراحة منتشراً في هذا الوقت ، و لم تكن تكاليف هذه العملية تخضع لنظام التأمين الصحي للمرضى ، و قد نجح يعقوب نجاحاً باهراً في مجال زراعة القلب و الرئة ، ثم زراعة الاثنين في الوقت نفسه عام 1986م .


سعى الدكتور يعقوب من خلال عمله كطبيب إلى اختراق كل ما هو صعب في مجال جراحة القلب ،
و العمل على ابتكار أساليب جديدة تساعد و تنمي مهارات الجراحيين بالشكل الذي يجعل جراحات القلب أكثر سهولة مما سبق .



هذا بالإضافة لمساهمته في مركز هارفيلد لأبحاث أمراض القلب ببريطانيا ، و استحداثه أساليب مبتكرة للعلاج الجراحي لحالات هبوط القلب الحاد ، كما عمل على تأسيس البرنامج العالمي لزراعة القلب و الرئة .



أصدر يعقوب العديد من الأبحاث العالمية المتميزة و التي فاقت الأربعمائة بحث متخصص في جراحة القلب و الصدر .


 
التكريم


نظراً لجهوده و تأثيره الفعال في مجال جراحة القلب استحق الدكتور مجدي يعقوب التكريم من أكثر من جهة ...

1- حصل على لقب بروفسير في جراحة القلب عام 1985م،

2- قامت ملكة بريطانيا بمنحه لقب " سير" عام 1991م،

3- فاز بجائزة الشعب عام 2000م و التي قامت بتنظيمها هيئة الإذاعة البريطانية bbc


4- انتخابه من قبل الشعب البريطاني ليفوز بجائزة الإنجازات المتميزة في المملكة المتحدة .
هذه الجائزة التي تقدم لتكريم أصحاب الإنجازات المتميزة بالمملكة المتحدة،
و في هذه الجائزة يتم ترشيح الفائزين من قبل الشعب البريطاني و الذي يقوم بالتصويت على الفائزين أيضاً،


5- حصل على عدد من الألقاب و الدرجات الشرفية من عدد من الجامعات العالمية،

6- تكريمه بواسطة البابا شنودة.

7- و عندما قام الرئيس المصري محمد حسني مبارك بإصدار قراراً بتشكيل المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا،
تم ضم عدد من رموز مصر بالخارج إليه من ضمنهم الدكتور مجدي يعقوب ، أحمد زويل ، و فاروق الباز ، و غيرهم من العلماء و الشخصيات العامة المتميزة ، و الذين عملوا على دفع مسيرة العلوم و التكنولوجيا بمصر .
 
الشيخ القدير محمد متولي الشعراوي رحمه الله

Made in Egypt (مشاهير +عادات وتقاليد +الأمثال الشعبية +شخصيات +حكام + صوره )









إنه الشيخ محمد متولي الشعراوي أشهر من فسر القرآن في عصرنا.

يعد من أشهر موضحي معاني القرآن الكريم في العصر الحديث وإمام هذا العصر؛ حيث كانت لديه القدرة

على تفسير الكثير من المسائل الدينية بأسلوب بسيط يصل إلى قلب المتلقي في سلاسة ويسر كما

أن له مجهودات كبيرة وعظيمة في مجال الدعوة الإسلامية. عرف بأسلوبه العذب البسيط في تفسير

القرآن، وكان تركيزه على النقاط الإيمانية في تفسيره جعله يقترب من قلوب الناس، وبخاصة وأن

أسلوبه يناسب جميع المستويات والثقافات، ويلقب

بإمام الدعاة


 
المولد والنشأه​


Made in Egypt (مشاهير +عادات وتقاليد +الأمثال الشعبية +شخصيات +حكام + صوره )


ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في 5 أبريل عام 1911 م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.

في عام 1926 م التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، و حظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأستاذ خالد محمد خالد والدكتور أحمد هيكل والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون.

وكانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.

فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية.

لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.

فما كان أمام الشيخ إلا أن يطيع والده، ويتحدى رغبته في العودة إلى القرية، فأخذ يغترف من العلم، ويلتهم منه كل ما تقع عليه عيناه.

والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فثورة سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر الشامخة في القاهرة، فكان الشيخ يزحف هو وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م
 
التدرج الوظيفي




تخرج عام 1940 م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م. بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذاً للشريعة في جامعة أم القرى.

اضطر الشيخ الشعراوي أن يدرِّس مادة العقائد رغم تخصصه أصلاً في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع. وفي عام 1963 حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود. وعلى أثر ذلك منع الرئيس عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية، وعين في القاهرة مديراً لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون. ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيساً لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967، وقد سجد الشعراوى شكراً لأقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر -و برر ذلك "في حرف التاء" في برنامج من الألف إلى الياء بقوله "بأن مصر لم تنتصر وهي في أحضان الشيوعية فلم يفتن المصريون في دينهم" وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة وعين مديراً لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلاً للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.

وفي نوفمبر 1976م اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر. فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م.

اعتبر أول من أصدر قراراً وزارياً بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو بنك فيصل حيث إن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية (د. حامد السايح في هذه الفترة)، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك.

وفي سنة 1987م اختير عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين).
 
اهتمامه بالشعر

عشق الشيخ الشعراوي اللغة العربية، وعرف ببلاغة كلماته مع بساطة في الأسلوب، وجمال في التعبير، ولقد كان للشيخ باع طويل مع الشعر، فكان شاعرا يجيد التعبير بالشعر في المواقف المختلفة، وخاصة في التعبير عن آمال الأمة أيام شبابه، عندما كان يشارك في العمل الوطني بالكلمات القوية المعبرة، وكان الشيخ يستخدم الشعر أيضاً في تفسير القرآن الكريم، وتوضيح معاني الآيات، وعندما يتذكر الشيخ الشعر كان يقول "عرفوني شاعراً"

يقول في قصيدة بعنوان "موكب النور":



أريحي السماح والإيثـار
لك إرث يا طيبة الأنوار
وجلال الجمال فيـك عريق
لا حرمنا ما فيه من أسـرار
تجتلي عندك البصائر معنى
فوق طوق العيون والأبصار


الشعر ومعاني الآيات


ويتحدث الشيخ الشعراوي في مذكراته التي نشرتها صحيفة الأهرام عن تسابق أعضاء جمعية الأدباء في تحويل معاني الآيات القرآنية إلى قصائد شعر. كان من بينها ما أعجب بها رفقاء الشيخ الشعراوي أشد الإعجاب إلى حد طبعها على نفقتهم وتوزيعها. يقول إمام الدعاة ومن أبيات الشعر التي اعتز بها، ما قلته في تلك الآونة في معنى الرزق ورؤية الناس له. فقد قلت:


تحرى إلى الرزق أسبابه

فإنـك تجـهل عنـوانه

ورزقـك يعرف عنوانك

وعندما سمع سيدنا الشيخ الذي كان يدرس لنا التفسير هذه الأبيات قال لي: يا ولد هذه لها قصة عندنا في الأدب. فسألته: ما هي القصة: فقال: قصة شخص اسمه عروة بن أذينة. وكان شاعراً بالمدينة وضاقت به الحال، فتذكر صداقته مع هشام بن عبد الملك. أيام أن كان أمير المدينة قبل أن يصبح الخليفة. فذهب إلى الشام ليعرض تأزم حالته عليه لعله يجد فرجاً لكربه. ولما وصل إليه استأذن على هشام ودخل. فسأله هشام كيف حالك يا عروة؟ فرد: والله إن الحال قد ضاقت بي. فقال لي هشام: ألست أنت القائل:



لقد علمت وما الإشراق من خلقي
أن الذي هـو رزقي سوف يأتيني



واستطرد هشام متسائلاً: فما الذي جعلك تأتي إلى الشام وتطلب مني. فأحرج عروة الذي قال لهشام: جزاك الله عني خيراً يا أمير المؤمنين.. لقد ذكرت مني ناسياً، ونبهت مني غافلاً. ثم خرج. وبعدها غضب هشام من نفسه لأنه رد عروة مكسور الخاطر. وطلب القائم على خزائن بيت المال وأعد لعروة هدية كبيرة وحملوها على الجمال. وقام بها حراس ليلحقوا بعروة في الطريق. وكلما وصلوا إلى مرحلة يقال لهم: كان هنا ومضى. وتكرر ذلك مع كل المراحل إلى أن وصل الحراس إلى المدينة. فطرق قائد الركب الباب وفتح له عروة. وقال له: أنا رسول أمير المؤمنين هشام. فرد عروة: وماذا أفعل لرسول أمير المؤمنين وقد ردني وفعل بي ما قد عرفتم ؟ فقال قائد الحراس: تمهل يا أخي. إن أمير المؤمنين أراد أن يتحفك بهدايا ثمينة وخاف أن تخرج وحدك بها. فتطاردك اللصوص، فتركك تعود إلى المدينة وأرسل إليك الهدايا معنا. ورد عروة: سوف أقبلها ولكن قل لأمير المؤمنين لقد قلت بيتا ونسيت الآخر. فسأله قائد الحراس: ما هو ؟ فقال عروة:



أسعى له فيعييني تطلبه
ولو قعدت أتاني يعينني
 
مؤلفاته


للشيخ الشعراوي عدد من المؤلفات، قام عدد من محبيه بجمعها وإعدادها للنشر، وأشهر هذه المؤلفات وأعظمها تفسير الشعراوي للقرآن الكريم، ومن هذه المؤلفات:

الإسراء والمعراج
أسرار بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام والفكر المعاصر
الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج
الشورى والتشريع في الإسلام
الصلاة وأركان الإسلام
الطريق إلى الله
الفتاوى
لبيك اللهم لبيك
100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي
المرأة كما أرادها الله
معجزة القرآن
من فيض القرآن
نظرات في القرآن
على مائدة الفكر الإسلامي
القضاء والقدر
هذا هو الإسلام
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
 
أسرة الشعراوي



تزوج محمد متولي الشعراوي وهو في الثانوية بناء على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، لينجب ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة. وكان الشيخ يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين


من مواقفه

Made in Egypt (مشاهير +عادات وتقاليد +الأمثال الشعبية +شخصيات +حكام + صوره )

يروي إمام الدعاة الشيخ الشعراوي في مذكراته وقائع متفرقة الرابط بينها أبيات من الشعر طلبت منه وقالها في مناسبات متنوعة. وخرج من كل مناسبة كما هي عادته بدرس مستفاد ومنها مواقف وطنية.

يقول الشيخ: وأتذكر حكاية كوبري عباس الذي فتح على الطلاب من عنصري الأمة وألقوا بأنفسهم في مياه النيل شاهد الوطنية الخالد لأبناء مصر. فقد حدث أن أرادت الجامعة إقامة حفل تأبين لشهداء الحادث ولكن الحكومة رفضت. فاتفق إبراهيم نور الدين رئيس لجنة الوفد بالزقازيق مع محمود ثابت رئيس الجامعة المصرية على أن تقام حفلة التأبين في أية مدينة بالأقاليم. ولا يهم أن تقام بالقاهرة. ولكن لأن الحكومة كان واضحاً إصرارها على الرفض لأي حفل تأبين فكان لابد من التحايل على الموقف. وكان بطل هذا التحايل عضو لجنة الوفد بالزقازيق حمدي المرغاوي الذي ادعى وفاة جدته وأخذت النساء تبكي وتصرخ. وفي المساء أقام سرادقا للعزاء وتجمع فيه المئات وظنت الحكومة لأول وهلة أنه حقاً عزاء. ولكن بعد توافد الأعداد الكبيرة بعد ذلك فطنت لحقيقة الأمر. بعد أن أفلت زمام الموقف وكان أي تصد للجماهير يعني الاصطدام بها. فتركت الحكومة اللعبة تمر على ضيق منها. ولكنها تدخلت في عدد الكلمات التي تلقى لكيلا تزيد للشخص الواحد على خمس دقائق. وفي كلمتي بصفتي رئيس اتحاد الطلبة قلت:


شباب مات لتحيا أمته

وقبر لتنشر رايته

وقدم روحه للحتف والمكان قربانا لحريته ونهر الاستقلال


ولأول مرة يصفق الجمهور في حفل تأبين. وتنازل لي أصحاب الكلمة من بعدي عن المدد المخصصة لهم. لكي ألقى قصيدتي التي أعددتها لتأبين الشهداء البررة والتي قلت في مطلعها:


نداء يابني وطني نداء دم الشهداء يذكره الشباب
وهل نسلوا الضحايا والضحايا بهم قد عز في مصر المصاب
شباب برَّ لم يفْرِق.. وأدى رسالته، وها هي ذي تجاب
فلم يجبن ولم يبخل وأرغى وأزبد لا تزعزعه الحراب
وقدم روحه للحق مهراً ومن دمه المراق بدا الخضاب
وآثر أن يموت شهيد مصر لتحيا مصر مركزها مهاب

 
خواطره حول تفسير القرآن

بدأ الشيخ محمد متولي الشعراوي تفسيره على شاشات التلفاز قبل سنة 1980م بمقدمة حول التفسير ثم شرع في تفسير سورة الفاتحة وانتهى عند أواخر سورة الممتحنة وأوائل سورة الصف وحالت وفاته دون أن يفسر القرآن الكريم كاملا. يذكر أن له تسجيلا صوتيا يحتوي على تفسير جزء عم (الجزء الثلاثون).

يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي موضحـًا منهجه في التفسير: خواطري حول القرآن الكريم لا تعني تفسيراً للقرآن. وإنما هي هبات صفائية. تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات.. ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر. لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتفسيره. لأنه عليه نزل وبه انفعل وله بلغ وبه علم وعمل. وله ظهرت معجزاته. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتفى بأن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبين لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم، وهي " افعل ولا تفعل..".

اعتمد في تفسيره على عدة عناصر من أهمها:

1.اللغة كمنطلق لفهم النص القرآني
2.محاولة الكشف عن فصاحة القرآن وسر نظمه
3.الإصلاح الاجتماعي
4.رد شبهات المستشرقين
5.يذكر أحيانا تجاربه الشخصية من واقع الحياة
6.المزاوجة بين العمق والبساطة وذلك من خلال اللهجة المصرية الدارجة
7.ضرب المثل وحسن تصويره
8.الاستطراد الموضوعي
9.النفس الصوفي
10.الأسلوب المنطقي الجدلي
11.في الأجزاء الأخيرة من تفسيره آثر الاختصار حتى يتمكن من إكمال خواطره
 
الجوائز التي حصل عليها

منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15/4/1976 م قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر.

ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م، ووسام في يوم الدعاة.

حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.

اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر.

أعدت حوله عدة رسائل جامعية منها رسالة ماجستير عنه بجامعة المنيا ـ كلية التربية ـ قسم أصول التربية، وقد تناولت الرسالة الاستفادة من الآراء التربوية لفضيلة الشيخ الشعراوي في تطوير أساليب التربية المعاصرة في مصر.

جعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989م والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محليًا، ودوليًا، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة
 
قالوا عن الشيخ الشعراوي


فقد العلماء بالموت خسارة إنسانية كبرى، إن الناس يحسون عندئذ أن ضوءا مشعا قد خبا، وأن نورا يهديهم قد احتجب، ولقد كان هذا شيئا قريبا من إحساسنا بموت الشيخ محمد متولي الشعراوي يرحمه الله تبارك وتعالى.

كان أول ظهور له على المستوى العام "في التليفزيون" هو ظهوره في برنامج "نور على نور" للأستاذ أحمد فراج.

وكانت الحلقة الأولى التي قدمها عن حلية رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

كانت الحلقة تتحدث عن أخلاق الرسول وشمائله، ورغم أن هذا الموضوع قديم كتب فيه الكاتبون، وتحدث فيه المتحدثون، إلا أن الناس أحسوا أنهما أمام فكر جديد وعرض جديد ومذاق جديد.. لقد أحسوا أنهم يسمعون هذا الكلام لأول مرة.

ولعل هذه كانت أول مزية للشيخ الشعراوي، إن القديم كان يبدو جديدا على لسانه، أيضا أشاعت هذه الحلقة إحساسا في الناس بأن الله يفتح على الشيخ الشعراوي وهو يتحدث، ويلهمه معاني جديدة وأفكارا جديدة.

بعد هذا القبول العام انخرط الشيخ الشعراوي في محاولة لتفسير القرآن وأوقف حياته على هذه المهمة؛ ولأنه أستاذ للغة أساسا كان اقترابه اللغوي من التفسير آية من آيات الله، وبدا هذا التفسير للناس جديدا كل الجدة، رغم قدمه ورغم أن تفسير القرآن قضية تعرض لها آلاف العلماء على امتداد القرون والدهور، إلا أن تفسير الشيخ الشعراوي بدا جديدا ومعاصرا رغم قدمه، وكانت موهبته في الشرح وبيان المعاني قادرة على نقل أعمق الأفكار بأبسط الكلمات.. وكانت هذه موهبته الثانية.

وهكذا تجمعت القلوب حول الرجل وأحاطته بسياج منيع من الحب والتقدير.. وزاد عطاؤه وزاد إعجاب الناس به، ومثل أي شمعة تحترق من طرفيها لتضيء مضي الشيخ الشعراوي في مهمته حتى اختاره الله إلى جواره.. عزاء لنا وللأمة الإسلامية.


"أحمد بهجت"




************************************************** **************


إن الشيخ الشعراوي عليه رحمة الله كان واحدًا من أعظم الدعاة إلى الإسلام في العصر الذي نعيش فيه. والملكة غير العادية التي جعلته يطلع جمهوره على أسرار جديدة وكثيرة في القرآن الكريم.

وكان ثمرة لثقافته البلاغية التي جعلته يدرك من أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم ما لم يدركه الكثيرون وكان له حضور في أسلوب الدعوة يشرك معه جمهوره ويوقظ فيه ملكات التلقي. ولقد وصف هو هذا العطاء عندما قال: "إنه فضل جود لا بذل جهد". رحمه الله وعوض أمتنا فيه خيرًا.


د."محمد عمارة"


************************************************** *********



إن الشيخ الشعراوي قد قدم لدينه ولأمته الإسلامية وللإنسانية كلها أعمالا طيبة تجعله قدوة لغيره في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.



د."محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر"




************************************88
فقدت الأمة الإسلامية علما من أعلامها كان له أثر كبير في نشر الوعي الإسلامي الصحيح، وبصمات واضحة في تفسير القرآن الكريم بأسلوب فريد جذب إليه الناس من مختلف المستويات الثقافية.

د."محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف"

****************************



إن الشعراوي أحد أبرز علماء الأمة الذين جدد الله تعالى دينه على يديهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها].



د."أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر"

**************************************************

إن الفقيد واحد من أفذاذ العلماء في الإسلام قد بذل كل جهد من أجل خدمة الأمة في دينها وأخلاقها.

"الشيخ أحمد كفتارو مفتي سوريا"



***************************************

إن الجمعية الشرعية تنعى إلى الأمة الإسلامية فقيد الدعوة والدعاة إمام الدعاة إلى الله تعالى، حيث انتقل إلى رحاب ربه آمنا مطمئنا بعد أن أدى رسالته كاملة وبعد أن وجه المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما يصلح شئون حياتهم ويسعدهم في آخرتهم. فرحم الله شيخنا الشعراوي رحمة واسعة وجعله في مصاف النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاه الله عما قدم للإسلام والمسلمين خير الجزاء.


د."فؤاد مخيمر رئيس عام الجمعية الشرعية"


*******************************************

لا شك أن وفاة الإمام الراحل طيب الذكر فضيلة الشيخ الشعراوي تمثل خسارة فادحة للفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية والعالم الإسلامي بأسره، فقد كان رحمه الله رمزًا عظيمًا من رموز ذلك كله وخاصة في معرفته الشاملة للإسلام وعلمه المتعمق وصفاء روحه وشفافية نفسه واعتباره قدوة تحتذى في مجال العلم والفكر والدعوة الإسلامية وإن حزننا لا يعادله إلا الابتهال إلى الله بأن يطيب ثراه وأن يجعل الجنة مثواه.

"د. أحمد هيكل وزير الثقافة السابق"


************************************************** ***************

لا ينبغي أن نيأس من رحمة الله والإسلام الذي أفرز الشيخ الشعراوي قادر على أن يمنح هذه الأمة نماذج طيبة وعظيمة ورائعة تقرب على الأقل من الشيخ الشعراوي ومع ذلك نعتبر موته خسارة كبيرة، خسارة تضاف إلى خسائر الأعوام الماضية أمثال أساتذتنا الغزالي وجاد الحق وخالد محمد خالد. وأخشى أن يكون هذا نذير اقتراب يوم القيامة الذي أخبرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن من علاماته أن يقبض العلماء الأكفاء الصالحون وأن يبقى الجهال وأنصاف العلماء وأشباههم وأرباعهم فيفتوا بغير علم ويطوعوا دين الله وفقا لضغوط أولياء الأمور ويصبح الدين منقادًا لا قائدًا.

ونسأل الله أن يجنب الأمة شر هذا وأن يخلفها في الشيخ الشعراوي خيرًا.
"د. عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ الإسلامي"
 
الفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله:
سعد الدين الشاذلي
ثعلب حرب أكتوبر
يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.
فماذا نعرف عنه؟


الفريق سعد الدين الشاذلي (أبريل 1922 - 6 ربيع الأول 1432 هـ / 10 فبراير 2011)، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973. ولد بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في دلتا النيل.

أهم المناصب التي تقلدها

مؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية في مصر (1954-1959).
قائد أول قوات عربية موحدة في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة (1960-1961).
ملحق عسكري في لندن (1961-1963).
قائد لواء المشاة (1965-1966).
قائد القوات الخاصة (المظلات والصاعقة) (1967-1969).
قائد لمنطقة البحر الأحمر (1970-1971).
رئيس هيئة أركان القوات المسلحة المصرية (1971-1973).
سفير مصر في بريطانيا (1974-1975)
سفير مصر في البرتغال (1975-1978)

حياته العسكرية

Made in Egypt (مشاهير +عادات وتقاليد +الأمثال الشعبية +شخصيات +حكام + صوره )


التحق الشاذلي بالكلية الحربية في فبراير 1939 وكان عمره وقتها 17 سنة، وتخرج برتبة ملازم في يوليو 1940 ثم انتدب للخدمة في الحرس الملكي من 1943 الى 1949 وقد شارك في حرب فلسطين عام 1948 ضمن سرية ملكية مرسلة من قبل القصر. إنضم الى الضباط الأحرار عام 1951.

حظى بشهرته لأول مره خلال الحرب العالمية الثانية عام 1941 عندما كانت القوات المصرية والبريطانية تواجه القوات الألمانية في الصحراء الغربية، وعندما صدرت الأوامر للقوات المصرية والبريطانية بالانسحاب. بقى الملازم الشاذلي ليدمر المعدات المتبقية في وجه القوات الألمانية المتقدمة.

تولى قيادة القوات العربية في الكونغو من 1960 الى 1961. وهناك أختلف من المشير أحمد إسماعيل علي

أثبت الشاذلي نفسه مرة أخرى في نكسة 1967 عندما كان برتبة لواء ويقود وحدة من القوات المصرية الخاصة مجموع أفرادها حوالي ١٥٠٠ فرد والمعروفة بمجموعة الشاذلي في مهمة لحراسة وسط سيناء ووسط أسوأ هزيمة شهدها الجيش المصري في العصر الحديث وانقطاع الاتصالات مع القيادة المصرية وكنتيجه لفقدان الاتصال بين الشاذلي وبين قيادة الجيش في سيناء، فقد اتخذ الشاذلي قرارا جريئا فعبر بقواته الحدود الدوليه قبل غروب يوم 5 يونيو وتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينيه المحتله بحوالي خمسة كيلومترات وبقي هناك يومين إلى أن تم الاتصال بالقياده العامه المصرية التي أصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فورا. فاستجاب لتلك الأوامر وبدأ انسحابه ليلا وقبل غروب يوم 8 يونيو في ظروف غاية في الصعوبة، باعتباره كان يسير في أرض يسيطر العدو تمامًا عليها، ومن دون أي دعم جوي، وبالحدود الدنيا من المؤن، واستطاع بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس (حوالي 200 كم). وقد نجح في العوده بقواته ومعداته إلى الجيش المصري سالما، وتفادى النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20%. فكان آخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء.

بعد هذه الحادثه اكتسب سمعة كبيرة في صفوف الجيش المصري، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات، وقد كانت أول وآخر مرة في التاريخ المصري يتم فيها ضم قوات المظلات وقوات الصاعقة إلى قوة موحدة هي القوات الخاصة.

تعيينه رئيساً لأركان القوات المسلحة
في 16 مايو 1971، وبعد يوم واحد من إطاحة الرئيس السادات بأقطاب النظام الناصري، فيما سماه بـثورة التصحيح عين الشاذلي رئيسًا للأركان بالقوات المسلحة المصرية، باعتبار أنه لم يكن يدين بالولاء إلا لشرف الجندية، فلم يكن محسوبًا على أي من المتصارعين على الساحة السياسية المصرية آنذاك.

بقول الفريق الشاذلي: كان هذا نتيجة ثقة الرئيس السادات به وبإمكانياته، ولأنه لم يكن الأقدم والمؤهل من الناحية الشكلية لقيادة هذا المنصب، ولكن ثقته في قدراته جعلته يستدعيه، ويتخطى حوالي أربعين لواء من اللواءات الأقدم منه في هذا المنصب.

دخل الفريق الشاذلي في خلافات مع الفريق محمد أحمد صادق وزير الحربية آنذاك حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء، حيث كان الفريق صادق يرى أن الجيش المصري يتعين عليه ألا يقوم بأي عملية هجومية إلا إذا وصل إلى مرحلة تفوق على العدو في المعدات والكفاءة القتالية لجنوده، عندها فقط يمكنه القيام بعملية كاسحة يحرر بها سيناء كلها. وجد الفريق الشاذلي أن هذا الكلام لا يتماشى مع الإمكانيات الفعلية للجيش، ولذلك طالب أن يقوم بعملية هجومية في حدود إمكانياته، تقضي باسترداد من 10 إلى 12 كم في عمق سيناء.

بنى الفريق الشاذلي رأيه ذلك على أنه من المهم أن تفصل الإستراتيجية الحربية على إمكانياتك وطبقا لإمكانيات العدو. وسأل الشاذلي الفريق صادق: هل لديك القوات التي تستطيع أن تنفذ بها خطتك ؟ فقال له: لا. فقال له الشاذلي: على أي أساس إذن نضع خطة وليست لدينا الإمكانيات اللازمة لتنفيذها؟. أقال الرئيس السادات الفريق صادق وعين المشير أحمد إسماعيل علي وزيراً للحربية والذي بينه وبين الفريق الشاذلي خلافات قديمة.

خطة المآذن العالية

يقول الشاذلي عن الخطة التي وضعها للهجوم على إسرائيل واقتحام قناة السويس التي سماها "المآذن العالية" إن ضعف الدفاع الجوي يمنعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة.. ولكن من قال إننا نريد أن نقوم بعملية هجومية كبيرة.. ففي استطاعتنا أن نقوم بعملية محدودة، بحيث نعبر القناة وندمر خط بارليف ونحتل من 10 إلى 12 كيلومترا شرق القناة".

كانت فلسفة هذه الخطة تقوم على أن لإسرائيل مقتلين: المقتل الأول هو عدم قدرتها على تحمل الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد أفرادها. والمقتل الثاني هو إطالة مدة الحرب، فهي في كل الحروب السابقة كانت تعتمد على الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال أربعة أسابيع أو ستة أسابيع على الأكثر؛ لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية جدًّا.

ثم إن الحالة الاقتصادية تتوقف تمامًا في إسرائيل والتعليم يتوقف والزراعة تتوقف والصناعة كذلك ؛ لأن معظم الذين يعملون في هذه المؤسسات في النهاية ضباط وعساكر في القوات المسلحة؛ ولذلك كانت خطة الشاذلي تقوم على استغلال هاتين النقطتين.

الخطة كان لها بعدان آخران على صعيد حرمان إسرائيل من أهم مزاياها القتالية يقول عنهما الشاذلي: "عندما أعبر القناة وأحتل مسافة بعمق 10: 12 كم شرق القناة بطول الجبهة (حوالي 170 كم) سأحرم العدو من أهم ميزتين له؛ فالميزة الأولى تكمن في حرمانه من الهجوم من الأجناب؛ لأن أجناب الجيش المصري ستكون مرتكزة على البحر المتوسط في الشمال، وعلى خليج السويس في الجنوب، ولن يستطيع الهجوم من المؤخرة التي ستكون قناة السويس، فسيضطر إلى الهجوم بالمواجهة وعندها سيدفع الثمن فادحًا".

وعن الميزة الثانية قال الشاذلي: "يتمتع العدو بميزة مهمة في المعارك التصادمية، وهي الدعم الجوي السريع للعناصر المدرعة التابعة له، حيث تتيح العقيدة القتالية الغربية التي تعمل إسرائيل بمقتضاها للمستويات الصغرى من القادة بالاستعانة بالدعم الجوي، وهو ما سيفقده لأني سأكون في حماية الدفاع الجوي المصري، ومن هنا تتم عملية تحييد الطيران الإسرائيلي من المعركة.


يتبع .....
 
حرب أكتوبر
في يوم 6 أكتوبر 1973 في الساعة 1405 (الثانية وخمس دقائق ظهراً) شن الجيشان المصري والسوري هجومًا كاسحًا على إسرائيل، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة "المآذن العالية" التي وضعها الفريق الشاذلي بنجاح غير متوقع، لدرجة أن الشاذلي يقول في كتابه "حرب أكتوبر": "في أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي".

موقفه من تطوير الهجوم

أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحدة للجبهتين التي كان يقودها المشير أحمد إسماعيل علي تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فطلب الرئيس السادات من إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا، فأصدر إسماعيل أوامره بذلك على أن يتم التطوير صباح 12 أكتوبر. عارض الفريق الشاذلي بشدة أي تطوير خارج نطاق الـ12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظله معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي.

بناء على أوامر تطوير الهجوم شرقًا هاجمت القوات المصرية في قطاع الجيش الثالث الميداني (في اتجاه السويس) بعدد 2 لواء، هما اللواء الحادي عشر (مشاة ميكانيكي) في اتجاه ممر الجدي، واللواء الثالث المدرع في اتجاه ممر متلا.

في قطاع الجيش الثاني الميداني (اتجاه الإسماعيلية) هاجمت الفرقة 21 المدرعة في اتجاه منطقة "الطاسة"، وعلى المحور الشمالي لسيناء هاجم اللواء 15 مدرع في اتجاه "رمانة". كان الهجوم غير موفق بالمرة كما توقع الشاذلي، وانتهى بفشل التطوير، مع اختلاف رئيسي، هو أن القوات المصرية خسرت 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودات من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي.

بنهاية التطوير الفاشل أصبحت المبادأة في جانب القوات الإسرائيلية التي استعدت لتنفيذ خطتها المعدة من قبل والمعروفة باسم "الغزالة" للعبور غرب القناة، وحصار القوات المصرية الموجودة شرقها خاصة وأن القوات المدرعه التي قامت بتطوير الهجوم شرقا هي القوات التي كانت مكلفة بحماية الضفة الغربية ومؤخرة القوات المسلحة وبعبورها القنال شرقا وتدمير معظمها في معركة التطوير الفاشل ورفض السادات سحب ما تبقى من تلك القوات مرة أخرى إلى الغرب، أصبح ظهر الجيش المصري مكشوفا غرب القناة. فيما عرف بعد ذلك بثغرة الدفرسوار.

Made in Egypt (مشاهير +عادات وتقاليد +الأمثال الشعبية +شخصيات +حكام + صوره )


 
ثغرة الدفرسوار
اكتشفت طائرة استطلاع أمريكية لم تستطع الدفاعات الجوية المصرية إسقاطها بسبب سرعتها التي بلغت ثلاث مرات سرعة الصوت وارتفاعها الشاهق وجود ثغرة بين الجيش الثالث في السويس والجيش الثاني في الإسماعيلية، وقام الأمريكان بإبلاغ إسرائيل ونجح أرئيل شارون قائد إحدى الفرق المدرعة الإسرائيلية بالعبور إلى غرب القناة من الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث، عند منطقة الدفرسوار القريبة من البحيرات المرّة بقوة محدودة ليلة 16 أكتوبر، وصلت إلى 6 ألوية مدرعة، و3 ألوية مشاة مع يوم 22 أكتوبر. احتل شارون المنطقة ما بين مدينتي الإسماعيلية والسويس، ولم يتمكن من احتلال أي منهما وكبدته القوات المصرية والمقاومة الشعبية خسائر فادحة.

تم تطويق الجيش الثالث بالكامل في السويس، ووصلت القوات الإسرائيلية إلى طريق السويس القاهرة، ولكنها توقفت لصعوبة الوضع العسكري بالنسبة لها غرب القناة خصوصا بعد فشل الجنرال شارون في الاستيلاء على الإسماعيلية وفشل الجيش الإسرائيلى في احتلال السويس مما وضع القوات الإسرائيلية غرب القناة في مأزق صعب وجعلها محاصرة بين الموانع الطبيعية والاستنزاف والقلق من الهجوم المصري المضاد الوشيك.

في يوم 17 أكتوبر طالب الفريق الشاذلي بسحب عدد 4 ألوية مدرعة من الشرق إلى الغرب ؛ ليزيد من الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب، والقضاء عليها نهائيًّا، علماً بأن القوات الإسرائيلية يوم 17 أكتوبر كانت لواء مدرع وفرقة مشاة فقط وتوقع الفريق الشاذلي عبور لواء إسرائيلي إضافي ليلا لذا فطالب بسحب عدد 4 ألوية مدرعة تحسبا لذلك وأضاف أن القوات المصرية ستقاتل تحتة مضلة الدفاع الجوي وبمساعدة الطيران المصري وهو ما يضمن التفوق المصري الكاسح وسيتم تدمير الثغرة تدميرا نهائيا وكأن عاصفة هبت على الثغرة وقضت عليها (حسب ما وصف الشاذلي)، وهذه الخطة تعتبر من وجهة نظر الشاذلي تطبيق لمبدأ من مبادئ الحرب الحديثة، وهو "المناورة بالقوات"، علمًا بأن سحب هذه الألوية لن يؤثر مطلقًا على أوضاع الفرق المشاة الخمس المتمركزة في الشرق.

لكن السادات وأحمد إسماعيل رفضا هذا الأمر بشدة، بدعوى أن الجنود المصريين لديهم عقدة نفسية من عملية الانسحاب للغرب منذ نكسة 1967، وبالتالي رفضا سحب أي قوات من الشرق للغرب، وهنا وصلت الأمور بينهما وبين الشاذلي إلى مرحلة الطلاق.

خروجه من الجيش
في 13 ديسمبر 1973م وفي قمة عمله العسكري بعد حرب أكتوبر تم تسريح الفريق الشاذلي من الجيش بواسطة الرئيس أنور السادات وتعيينه سفيراً لمصر في إنجلترا ثم البرتغال.

في عام 1978 انتقد الشاذلي بشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية مما جعله يتخذ القرار بترك منصبه ويذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي.

في المنفى كتب الفريق الشاذلي مذكراته عن الحرب والتي اتهم فيها السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثتاء سير العمليات على الجبهة أدت إلى التسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.

كما اتهم في تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأولى وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة ووضعت أملاكه تحت الحراسة, كما تم حرمانه من التمثيل القانونى وتجريده من حقوقه السياسية.

عودته إلى مصر

عاد عام 1992م إلى مصر بعد 14 عاماً قضاها في المنفى بالجزائر وقبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن دون محاكمة رغم أن القانون المصري ينص على أن الأحكام القضائية الصادرة غيابياً لابد أن تخضع لمحاكمة أخرى.

وجهت للفريق للشاذلي تهمتان الأولى هي نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه، واعترف "الشاذلي" بارتكابها. أما التهمة الثانية فهي إفشاء أسرار عسكرية في كتابه، وأنكر الشاذلي صحة هذه التهمة الأخيرة بشدة، بدعوى أن تلك الأسرار المزعومة كانت أسرارًا حكومية وليست أسرارًا عسكرية.

وأثناء تواجده بالسجن، نجح فريق المحامين المدافع عنه في الحصول على حكم قضائى صادر من أعلى محكمة مدنية وينص على أن الإدانة العسكرية السابقة غير قانونية وأن الحكم العسكري الصادر ضده يعتبر مخالفاً للدستور. وأمرت المحكمة بالإفراج الفورى عنه. رغم ذلك، لم ينفذ هذا الحكم الأخير وقضى بقية مدة عقوبته في السجن، وخرج بعدها ليعيش بعيدًا عن أي ظهور رسمي.

ظهر لأول مرة على قناة الجزيرة في برنامج شاهد على العصر في 6 فبراير 1999.

الجدير بالذكر أن الفريق الشاذلى هو الوحيد من قادة حرب أكتوبر الذي لم يتم تكريمه بأى نوع من أنواع التكريم, وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر والتي سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والأوسمة كما ذكر هو بنفسه في كتابه مذكرات حرب أكتوبر. على الرغم من الدوره الكبير في إعداد القوات المسلحة المصرية, وفى تطوير وتنقيح خطط الهجوم والعبور، واستحداث أساليب جديدة في القتال وفى استخدام التشكيلات العسكرية المختلفة، وفى توجيهاته التي تربى عليها قادة وجنود القوات المسلحة المصرية.ذكر الفريق الشاذلي في مذكراته بأنه قد تم منحه نجمة الشرف أثناء عمله كسفير في إنجلترا من قبل مندوب من الرئيس السادات.

وفاته

توفي بطل ومهندس حرب أكتوبر المجيدة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق سعد الدين الشاذلي يوم الخميس 7 ربيع الأول 1432 هـ الموافق في 10 فبراير / شباط 2011 م ، بالمركز الطبى العالمي التابع للقوات المسلحة ، عن عمر بلغ 88 عاماً قضاها فى خدمة وطنه بكل كفاءة وأمانة وإخلاص ، وقد جاءت وفاته في خضم ثورة 2011 في مصر والتي اطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض ، وقد شيّع في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة بعد صلاة الجمعة.

كانت جنازته في نفس اليوم الذي أعلن فيه عمر سليمان تنحي حسني مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية.

مؤلفاته

حرب أكتوبر
الخيار العسكري العربي
الحرب الصليبية الثامنة
أربع سنوات في السلك الدبلوماسية

 

الشاعر فاروق جويدة


نبذة عن حياة فاروق جويدة


*شاعر مصرى

معاصر ولد عام 1946، و هو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيرام ن ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.


*قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.


*ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.


*تخرج في كلية الآداب قسم صحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام



يعد الشاعر فاروق جويدة من الأسماء اللامعة في الساحة الثقافية فهو اضافة الي كونه شاعرا فهو صحفي ومن الاسماء البارزة في مجال الشعر، وهو بين الحين والاخر يفاجيء القراء بعمل ابداعي جديد سرعان ماياخذ صداه لدي المتابعين فتجده موزعا في اكثر من مجال من مجالات الابداع اضافة الي عمله في الاهرام المصرية، صدرت له ستة عشر ديوان شعر وقد ترجمت له العديد من القصائد الي عدة لغات..



يتبع
 

ولدت بكفر الشيخ ولكن أسرتى من محافظة البحيرة ..
وقد أنتقل جدى إلى كفر الشيخ وكان عمدة قرية أفلاطون أما جدتى فكانت من القاهرة ........
وجدى تزوج من إحدى بنات العائلة ولكنها لم تنجب فتزوج من القاهرة ..........

عشت فى حوش عيسى وتعلمت فى مدارس البحيرة ومن زملائى الدكتور مصطفى الفقى والدكتور أحمد زويل وكنا نسمع عن نبوغه فقد كان يضع مسائل رياضية صعبة ......

فى المدرسة ألتحقت بفريق التمثيل وأذكر أننى كنت فى سن 11سنة

ولاأعرف الشعر وأقامت المدرسة أحتفالية لوداع أحد المدرسن لنقله إلى الصعيد و أخبرنى والدى بحفظ بعض أبيات ابن زيدون فحفظت ثلت قصيدة له وألقيتها فى الأحتفالية وتأثر بها كل الحاضرين وبكوا وهنا قال ناظر المردسة : أنت ياولد سوف تكون شاعر ..
وهذه أول نبوءة ومن يومها أطلقوا على ( فاروق الشاعر ) فسألت والدى : ماهو الشاعر ؟ فأخبرنى ثم حفظت ألاف الأبيات من الشعر وكنت أقرأ القصيدة مرة واحدة فأحفظها ............

أخذت وتعلمت الموسيقى من القرآن الكريم والشعر العربى القديم ......

خلال دراستى فى المرحلة الإعدادية تم إعدام سيد قطب وفى ذلك الوقت تعاطفت مع شاب كان يدرس فى كلية دار العلوم وكان صاحب ثقافة جميلة وموهبة فى الخطابة والحضور وتم القبض عليه ولذا خشى والدى على فمزق كتاب ( معالم على الطريق ) لسيد قطب وأختفى هذا الشاب وتوفيت والدته ثم والده ومرت السنوات وخرج من السجن فى عام 1974 وكنت اعمل فى جريدة الأهرام وقابلته فوجدته كهلا كبيرا ..........

تأثرت بوالدى فهو كان من عشاق صوت أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وكان ينتمى للوفد وأهل التصوف
وكنت أجمع قراطيس الورق وأعاود مطالعة ماتحمله من كتابات .. وكانت القراءة شاغلى فأنا الأبن الوحيد على بنات .. كما كنت أذهب إلى الحضرة الصوفية والسيد البدوى وإبراهيم الدسوقى مع والدى

وأخذت العهد وعمرى ( 15 ) سنة وكنت من المنشدين بالحضرة وكنت أحفظ وأردد من بردة البوصيرى فهى مقدسة عند أهل الصوقية .. وهذا علمنى أوزان الشعر والموسقة .........

هذا الجو الروحانى والإيمانى حفظنى من شطط المثقفين فأنا لم أعجب اليسار ولاهو أقنعنى وتصادمت مع الماركيسية ولم أتعاطف مع الأخوان المسلمين .......

تعاطفت مع ماقبل ثورة يوليو 1952 وفى الجامعة تقابلت مع الدكتور رشاد رشدى والدكتور سهير القلماوى ونخبة من المثقفين فتفتح عقلى على كل الأفكار .......

بعد حصولى على الثانوية العامة وألتحقت بكلية الآداب قسم الصحافة وتخرجت بعد نكسة عام 1967
وكنت الأول على دفعتى وكنت أعد للدراسات العليا ومازالت عندى رسالة الماجستير وكانت بعنوان ( الدعاية الإسرائيلية فى أفريقيا ) ولم أناقشها حتى الآن ....

تدربت فى روزاليوسف وبدون مقابل مادى وتركتها ليلة الثامن من شهر يونيو بعد النكسة مباشرة أثر مناقشة حادة ....

اخر موضوع كتبته فى مجلة صباح الخير كان عن أختلاسات وفور نشره طلب الرئيس جمال عبد الناصر التحقيق فيما نشر وأستدعانى سامى شرف مدير مكتب الرئيس جمال عبد الناصر وكنت لاأعرفه وعندما سألت الأستاذ صالح مرسى عنه قال : روح ياأبنى ربنا معك وذهبت إلى حلمى السعيد بإدارة التفتيش فى التنظيم والإدارة ثم ذهبت إلى مصطفى العزونى وعندما دخلت مكتبه وشاهدنى قال : أيه اللى دخلك فى هذه المصيبة ؟ ثم نصحنى بالرد على لجنة التحقيق وفقا لما معى من مستندات ومكثت لمدة ( 15 ) يوما فى التحقيقات

وصادقت مصطفى العزونى وحصلت على مستندات وأوراق وتقارير عن سرقات فى القطاع العام كانت موجودة لديهم وأحتفظت بها ووضعتها فى كتابى ( أموال مصر كيف ضاعت ) ؟ والذى صدر فى عام 1974 ....

عملت فى جريدة الأهرام فى القسم الاقتصادى .. وأقول أن الشعر أقتصاد للكلمات و لا شيء في العالم الآن ليس فيه اقتصاد........

المستنقع السياسى لاتصلح معه لغة الدين .. فالدين مثل الانهار والسياسة مثل المستنقعات

تأثرت بكتابين هما : الماركيسية والثورة وتمت ترجمته للعربية ........
وأفيون الشعوب لعباس محمود العقاد .. وكلاهما قيمة ........

حصاد ثورة 1919 فكر وحريات وثورة يوليو عام 1952 مكاسب وسياسات وأنجزت منجزات عظيمة وفشلت فى أشياء أخرى

وأعطت قوة دفع كبيرة إلا فى الديمقراطية وقد كتبت 16 مقالة عن ثورة يوليو ونشرت الردود فى 22حلقة وأصدرت هذا فى كتاب بعنوان ( من يكتب تاريخ ثورة 23 يوليو )

وتاريخ الثورة لم يكتب حتى الآن وجميع الشهادات أما مع أو ضد ........

أنا مدين لثورة يوليو وأحببت الرئيس جمال عبد الناصر وتقابلت معه عندما أفتتح مبنى جريدة الأهرام ولم ألتقى بالرئيس السادات وكانت السيدة جيهان السادات معجبة بما أكتبه ........

من الأيام الصعبة يوم الخامس من يونيو عام 1967 ومن لم يتاثر بالنكسة فقد حافظ على ذاته وفى التاسع من يونيو عام 1967 شاهدت مع صديقى التليفزيون فإذا بالرئيس جمال عبد الناصر يعلن تنحيه وفى تلك الايام كنت فى أقامة مع عمتى بالقرب من الناصرية فخرجت فى المظاهرات ودخلت فى عامود إنارة فأثبت فى رأسى ولم أشعر ثم عدت إلى والدى فى محافظته .. وأنكسر ت بداخلى بعض الأشياء .....

معارك الأستنزاف التى أندلعت بعد نكسة يونيو مباشرة أعادت الثقة لبلدنا وأستشهاد البطل عبد المنعم رياض يعد الضريبة لبلدنا ...

لم أكتب عن الرئيس جمال عبد الناصر فمرثيته مازالت مؤجلة فعبد الناصر لم يمت .........

بعد نكسة يونيو لم أكتب واستمر هذا حتى عام 1973فعندما بدأت معارك أكتوبر 1973ذهبت إلى جريدة الأهرام وتابعت فبدأت أكتب وفى 15 يوما كتبت 14 قصيدة وقدم أول ديوانى لى الكاتب الكبير توفيق الحكيم

يتبع
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى