القبور

عاشق مصر

من الاعضاء المؤسسين
[font=ذكر أنثى]
زيارة القبور بين المشروع والممنوع

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فقد جاءت الشريعة بصيانة جناب التوحيد وحفظه من آثار الشرك وأضراره، ففي بادئ الأمر نهى رسول الله عن زيارة القبور، والنهي عام للرجال والنساء، وذلك سدًا للذريعة؛ لأن أهل الجاهلية كانوا يتسخطون على اقدار الله عند المصيبة، وكانوا يقولون منكرًا من القول وزورًا
ولهذا منع الرسول أصحابه من زيارة القبور لقرب عهدهم بالجاهلية، وخشية الفتنة بها، كما افتتن بها أهل الكتابين من اليهود والنصارى، وعظموا القبور حتى عبدت من دون الله، ولما تمكن الإيمان في قلوب الصحابة رضوان الله عليهم، واستقرت عقيدة التوحيد في نفوسهم، وتعلقت قلوبهم بالله وحده، أذن لهم رسول الله بالزيارة الشرعية للقبور
فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله «إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» رواه مسلم
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله رخص في زيارة القبور رواه ابن ماجه وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله «كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجرًا» أخرجه الحاكم، وحسنه الألباني في أحكام الجنائز ص
«في الأحاديث المتقدمة جواز النسخ في الشريعة الإسلامية، فقد حرم رسول الله زيارة القبور أول الأمر ؛ لقرب عهد الناس بالجاهلية، وما كان فيها من وثنية، وما كانوا يفعلونه عند القبور من نياحة، وغير ذلك مما حرمه الإسلام، ثم نسخ التحريم بعد أن اتضحت عقيدة التوحيد، ورسخت قواعد الإسلام، واستبانت أحكامه، وعلى المؤمن أن يذكر نفسه بالموت وأنه سيكون في عداد الموتى إن عاجلاً أو آجلاً ومن المأثور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال «كفى بالموت واعظًا يا عمر» » نزهة المتقين شرح رياض الصالحين قال ابن القيم رحمه الله «وكان رسول الله قد نهى عن زيارة القبور سدًا للذريعة ؛ فلما تمكن التوحيد في قلوبهم أذن لهم في زيارتها على الوجه الذي شرعه، ونهاهم أن يقولوا هجرًا ؛ فمن زارها على غير الوجه المشروع الذي يحبه الله ورسوله ؛ فإن زيارته غير مأذون فيها، ومن أعظم الهجر الشرك عندها قولاً وفعلاً»

أنواع الزيارة

النوع الأول قال ابن تيمية رحمه الله إن الزيارة إذا تضمنت أمرًا محرمًا من شرك أو كذب أو ندب أو نياحة أو قول هجر فهي محرمة بالإجماع، كحال الذين يعظمون القبور ويطوفون حولها ويذبحون لها ويقدمون القرابين، ويسألون الميت حاجتهم، أو يسألون الله به، كأن يقول أسألك بحق فلان، أو بجاه فلان إلى غير ذلك من الضلالات والبدع
والنوع الثاني زيارة القبور لمجرد الحزن على الميت لقرابته أو صداقته فهذه مباحة، كما يباح البكاء على الميت بلا ندب ولا نياحة، كما زار النبي قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله وقال «زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة»
ثم قال «فهذه الزيارة قد نهى عنها لما كانوا يفعلون فيها من المنكر، فلما عرفوا الإسلام أذن فيها ؛ لأن فيها مصلحة، وهي تذكر الموت، فكثير من الناس إذا رأى قريبه وهو مقبور ذكر الموت واستعد للآخرة، وقد يحصل منه جزع، فيتعارض الأمران ونفس الجنس مباح، إن قصد به طاعة كان طاعة، وإن عمل معصية كان معصية
وأما النوع الثالث فهو زيارتها للدعاء للموتى والسلام عليهم، كما كان يفعل النبي حينما كان يخرج إلى البقيع فيدعو لهم ويسلم عليهم، فهذا هو المستحب الذي دلت السنة على استحبابه ؛ لأن النبي فعله، وكان يعلِّم أصحابه ما يقولون إذا زاروا القبور اهـ الجواب الباهر بتصرف
ومن ذلك «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، إنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية» رواه مسلم
المحظور فعله عند القبور
البناء عليها وتجصيصها
عن جابر رضي الله عنه قال «نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه» رواه مسلم
وقد أمرنا بهدم ما بني عليها من مشاهد وقباب وأضرحة، فعن أبي الهياج الأسدي قال «قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ، أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته» رواه أحمد ومسلم

دمتم اخوتى الكرام فى طاعه الله وحفظه
[/font]
 
نغم السماء

وجزاكي مثلو واكثر
مشكورة علي مرورك
تقبلي تحياتي
 
جزاك الله خيرا فيما نقلت يا عاشق

القبور
 
التعديل الأخير:
الوسوم
القبور
عودة
أعلى