مشكلات التدريس التي تواجهها معلمة الروضة

خالدالطيب

شخصية هامة
مشكلات التدريس التي تواجهها معلمة الروضة

مشكلات التدريس التي تواجه

معلمة رياض الأطفال

ارجو الفائده منها

تواجه المعلمة وعملية التدريس كثير من المشكلات والعقبات التي تقف عثرة دون تحقيق أغراض التدريس السامية ، فالتدريس كما يمكن تعريفه هو عملية تربوية مخططة ومقصودة تقوم على جهد المعلم لتحقيق أهداف المنهج في المتعلم وذلك بقصد تحسين أوضاعه إلى الأفضل من جميع الجوانب الإنسانية المعرفية والانفعالية والسلوكية والاجتماعية .

وسنحاول في هذا المقرر الوقوف على بعض هذه المشكلات والتي ترتبط بصورة خاصة بما يمكن أن تواجهه معلمة رياض الأطفال ، لاختصاص طالبات هذه الشعبة في هذا المجال . ولأنهن سيصبحن معلمات لهذه المرحلة عن قريب إن شاء الله كان من الضروري توضيح الرؤى لما سيقابلن في مستقبلهن العملي من عقبات ، وتوضيح كيف باستطاعتهن معالجتها بالصورة التي نتوقع أنها الأمثل في سبيل نفع وفائدة هذا الطفل الصغير .

ويمكن أن نحدد القضايا والجوانب التي نواجه فيها عقبات ومشكلات واضحة في هذه المرحلة بالتالي :


1- المنهج

2- دخول الطفل للمدرسة

3- ضبط الصف

4- الفجوة بين البيت والمدرسة

5- كفاءة المعلم

6- الوسائل التعليمية

7- ضعف الدافعية عند المتعلم

8- العناد

9- العقاب

وسنتناول كل من هذه القضايا كمشكلة من حيث تعريفها وتوضيح أهميتها وأسبابها والحلول التي يمكن أن تعالجها .


مشكلة في المنهج


في حقيقة الأمر أن المنهج في اللغة يُعرف بأنه " الطريق الواضح والسلوك البين، والسبيل المستقيم " ، أما في المجال التربوي فهناك المنهج التقليدي الذي ينحصر مفهومه بالمواد أو المقررات الدراسية التي تركز على الجانب المعرفي وتقدم المعلومات للمتعلمين بغية اجتياز اختبار آخر العام ، وهناك المفهوم الحديث الشامل للمنهج والذي يعرف بأنه "مجموعة الخبرات التربوية التي تهيؤها المدرسة داخلها أو خارجها بقصد مساعدة المتعلم على النمو الشامل في جميع الجوانب العقلية والنفسية والجسمية ... ، تحقيقاً للأهداف التربوية " .

والمناهج في واقع الأمر تعد انعكاساً وترجمة للفلسفة التربوية المتبناة، وما ينبثق عنها من أهداف عامة يتبناها المجتمع. والمتمعن في المناهج التقليدية الحالية بوجه عام، يجد أنها تعاني أكثر من مشكلة تنطلق من المفاهيم القديمة للتربية ولعلم النفس أكثر من ارتباطها بالمفاهيم المعاصرة للتربية، إذ تُبنى هذه المناهج على مفهوم منهج المواد الدراسية ، بمعنى أن يكون لكل مادة كتاب مقرر يضم بين جنبيه مجموعة من الحقائق والمفاهيم والمعرفة النظرية والتي نادراً ما يرافقها أمثلة تطبيقية أو أنشطة عملية أو إشارة إلى استخدام وسائل تعليمية أو مناشط عقلية. كما أن محتوى هذه المناهج بمجملها لا تشبع حاجات الفرد الحياتية أو حاجات المجتمع التخصصية، ولا تعمل على تكامله ، عدا أنها إجبارية ، على الطالب أن يدرسها جميعها دون مراعاة لميوله ورغباته .

ومن جوانب القصور أيضا في المناهج أن الجمود صفة ملازمة لهذه المناهج والتي تتركز على الكم أكثر من الكيف، وغلبة الجوانب النظرية دون الجوانب التطبيقية.

وبناء على ما سبق يمكننا تعريف مشكلة دراستنا الحالية بأنها كل ما يتصف به المنهج الدراسي من قصور أو خلل بشكل يفكك الروابط بين التربية وحاجات التنمية الشاملة.

فالمنهج وما يحتويه هو بمثابة حلقة الوصل بين التربية وحاجات التنمية الشاملة للمجتمع ككل. فإن كان المنهج به من الخلل ما يفكك الروابط بين التربية وحاجات التنمية الشاملة كان ذلك إيذاناً بعجز التربية وإعلانا عن وفاتها ومن ثم تصبح عاجزة عن الاضطلاع بدورها الأساسي في تكوين القوى العاملة اللازمة لقطاعات النشاط الاقتصادي ، وتزداد أهمية دراستنا الحالية إذا علمنا أن واقعنا الذي نعيشه يؤكد على عدم وجود روابط حقيقية بين المنهج وحاجات وميول التلميذ أو المتعلم ومن ثم بين المنهج والتربية الأمر الذي يعنى بدوره خللا في تلبية التربية لحاجة المجتمع وتنميته.

عيوب المنهج التقليدي :

للمنهج التقليدي عيوب كثيرة وأهم هذه العيوب والتي تؤثر سلباً على تنمية المهارات لدى المتعلم سواء كانت مهارات لغوية أو حركية أو عقلية . ويمكن أن نلخص هذه العيوب فيما يلي :

-التركيز على الجانب المعرفي وخاصة قدرة الحفظ والتذكر وإهمال الجوانب الإنسانية الأخرى

-عدم اعتماد هذا المنهج على النشاطات التي تقدم للأطفال حيث لهذه النشاطات تأثيرها القوي على تنمية المهارات لدى الطفل .

-عدم ارتباط المنهج ببيئة المتعلم كوجود أركان تعليمية كي يكون لدى الطفل المعرفة والدراية الكاملة عن البيئة التي يعيش فيها .

-سلبية المتعلم وعدم تهيئة الجو له للاكتشاف .

-عدم مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ والاهتمام بميولهم وحاجاتهم ومشكلاتهم .

-إهمال توجيه السلوك وإنشاء وتنمية العادات والاتجاهات الإيجابية لدى التلاميذ

- تجاهل حاجة الطفل إلى اللعب وعدم استغلال هذه الحاجة في التربية والتعليم .



يتبع
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
تصميم منهج رياض الأطفال :



لصناعة وتصميم منهج سليم لرياض الأطفال بصورة خاصة ، لا بد من التأكد من الأمور التالية :

1- التأكد من صلاحية أهداف مرحلة رياض الأطفال من حيث :

أ) ملاءمتها لقدرات أطفال هذه المرحلة .

ب) مدى فائدتها لهم .

ج) ارتباطها بحاجاتهم ، وأهم هذه الحاجات هي : حاجة المعرفة والحب والانتماء والاستقلالية والاكتشاف.

د) إمكان تحقيقها.

2- التأكد من صلاحية خبرات ومحتوى المنهج ، من حيث :

أ‌) مدى ارتباط خبرات ومحتوى المنهاج بأهدافه ، ومدى تحقيقها لها .

ب)مدى مناسبتها لعمر وقدرات الأطفال .

ج) مدى ترابط عناصر المحتوى والخبرات وتكاملهــا مع بعضها البعض ، فمهما امتدت وتنوعت برامج الأطفال فيجب أن تخدم أغراض مشتركة تلبي حاجات الأطفال فربما القصة والأرجوحة والأغنية كل ذلك يؤدي لإشباع حاجة الاستكشاف أو غيرها بشكل متكامل.

د) مدى مراعاة منطقية التسلسل والتتابع في المحتوى ، بمعنى مدى ملائمة تنظيم المنهج وتسلسله مع متطلبات مراحل النمو في الجسم.

هـ) مدى الانسجام بين المحتوى ومكونات البرنامج مع حاجات وقيم المجتمع ومع مصادر البيئة المحلية.

3- التأكد من ملائمة الطرق التدريسية والوسائل التعليمية من حيث مدى تحقيقها للأهداف ومناسبتها لقدرات الأطفال .



4- التأكد من صلاحية أدوات التقويم من حيث قدرتها على قياس قدرات وتحصيل التلاميذ.





وعند الحديث عن مناهج رياض الأطفال فإن الأمر يختلف عنه في المراحل الأخرى ، وذلك لانحصار المنهج التقليدي في هذه المرحلة وتحوله إلى المنهج الحديث ، والذي يعرف بالمملكة بالمنهج المطور لرياض الأطفال ، والذي يتصف بالمرونة وتنوع أنشطته، حتى يلائم أذواق الجميع وقدراتهم، فلكل طفل شخصيته الفريدة والمستقلة، والتي تتمتع بأمور تختلف عما يتمتع بها غيرها وتتناسب وقدراته التي تختلف عن قدرات غيره ومواهبه.

ويتم هذا المنهاج عن طريق ما يقوم به الطفل من أنشطة وألعاب تعمل كلها على بلوغ الأهداف، وذلك عن طريق التدرج في استخدام الحواس والمحسوسات أولا، ثم شبه المحسوس وأخيرا المجرد ويساعد على ذلك تنوع النشاط الذي يقوم به الطفل، أو يراه، أو يعرفه، مع ملاحظة أثر النشاط الذي يستهويه ويجلب لـه المتعة وذلك الذي يثير سخطه ويبتعد عنه، والذي يتفق مع ميوله وهواياته، ويتناسب مع مواهبه وقدراته وذلك الذي يعارضها ولا يتناسب مع هذه المواهب والقدرات، مع توفير الوقت اللازم والبيئة المناسبة لممارسة هذا النشاط، وتوفير الحرية اللازمة له لممارسته ، ومن ثم إعطاؤه فرصة للراحة والاسترخاء ليعود إليه نشاطه من جديد، كما تتاح لـه الفرصة للملاحظة والاستكشاف وإشباع رغبة حب الاستطلاع عنده والقيام بعمليات المقارنة والاستدلال والاستنتاج، والاتجاه نحو التعاون والمشاركة مع الغير وبناء علاقات اجتماعية معهم، وهو يهدف في النهاية إلى إعداد الطفل وإلحاقه بالمدرسة النظامية ويكون له فيما بعد رأيه الخاص، وفكره الخاص عما يعرفه أو ما تزوده به خبرته وتجربته.



ويعد المنهج المطور أحد الأفكار الرائدة في مجال رياض الأطفال ويعتمد هذا المنهج على ما يُسمى بالتعليم الذاتي حيث يتميز عن غيره من المناهج بأنه لا يركز علـى المعارف والمعلومات فقط ولكنه أيضا يوضح أسلوب التعامل والتفاعل مع الأطفال في البيئة المحيطة بهم ومع الألعاب المتوفرة لديهم بحيث ينبثق تعلم الطفل من خلال الفحص والاكتشاف والاختبار والتجربة، كما أنه يشمل كافة نواحي تنمية الطفل التعبيرية والسمعية والحسية.

والمنهج المطور هو أحد الطرق التي تهدف إلى تحويل البيئة الصفية إلى بيئة تربوية ثرية مليئة بالبحث والاكتشاف والتجريب بواسطة الأركان التعليمية المختلفة داخل الفصل الدراسي بحيث يهدف إلى ما يلي:

1- التركيز على النشاط الذاتي للطفل بأن يتعامل مع الألعاب التربوية التي تساعده على اكتشاف قدراته وتنميتها.

2- التركيز على أن يتعلم الطفل من ذاته وأن ما يحركه هو حاجاته الذاتية للتعلم الفعال.

3- التركيز على الأسلوب الإسلامي في الفصل وعلى القيم الإسلامية التي لا بد من تنميتها في الطفل كمبادىء الصدق والحرية وإبداء الرأي والاعتزاز بالذات.



يتبع



 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
المنهج المطور في رياض الاطفال ماله وما عليه:

يقوم منهج رياض الأطفال المطور على فكرة المنهج الشامل الحديث الذي يهدف إلى تنمية الطفل من جميع جوانبه العقلية والنفسية والحركية ، وتقديم المعرفة التي تتناسب وحاجاته وقدراته، ويقسم محتواه إلى وحدات ، تشمل كل وحدة عدد من المفاهيم والموضوعات المترابطة التي تقدم للطفل خلال فترة زمنية قد تستغرق أسبوعين أو ثلاث تبعاً لعدد وحجم هذه المفاهيم وقدرة الطفل على اكتسابها .

ويقسم البرنامج اليومي في رياض الأطفال إلى عدة فترات ، يبدأ بالحلقة التي يكون الغرض منها تقديم مفهوم جديد من مفاهيم الوحدة التي يتم تناولها ، ثم يتحول الأطفال لفترة التمرين الإدراكي الذي يقدمون فيه نشاطاً على الورق يعزز المفهوم الجديد ، وفي فترة اللعب بالخارج تترك الحرية للطفل في اختيار اللعبة التي يريد مع من يشاء من رفاقه ، بعدها يعود الأطفال إلى صفهم ليتناولوا وجباتهم خلال الفترة المخصصة لذلك ، ثم في فترة العمل الحر في الأركان يترك للطفل حرية اختيار الركن الذي يرغب اللعب فيه ، ثم تؤكد المعلمة في فترة اللقاء الأخير على مفاهيم الوحدة عن طريق قصة أو لعبة جماعية .

ويقوم هذا المنهج على مبدأ التعلم الذاتي في فترة الأركان ، حيث يتم تنظيم البيئة الصفية إلى أركان تعليمية منها ما يُعرف بالأركان الأساسية ومنها ما يعرف بالأركان الإضافية المرتبطة بموضوع الوحدة . والأركان الأساسية في هذا المنهج تتمثل فيما يلي:
1- ركن المطالعة أو ركن المكتبة:
هو من الأركان الهادئة التي يتم فيها تعليم الطفل كيفية التعامل مع الكتاب ، ويحتوي الركن على عددا من الكتب الكافية للأطفال بما يتناسب ومستويات نموهم ، إضافة إلى عدد من الأنواع المختلفة لمطالعة طفل ما قبل المدرسة ككتب القماش والبلاستيك والكرتون.
ويكتسب الطفل مهارات عديدة كتعلم النطق الصحيح للكلمات وتكوين جمل سليمة، كما يتعلم التمييز البصري والذي يعد أساسا لتنمية مهارات القراءة من خلال رؤية شخصيات القصة أو متابعة أحداث القصة في الصور المعدة.


2- ركن البناء والهدم " المكعبات" :
ويعد من الأركان الصاخبة والجماعية فالطفل يتحرك في هذا الركن لتبادل مكعباته كما يقوم ببناء ما يشاء من بيوت وأجسام وخلافه مما يساعد على إطلاق خياله.
ويوفر هذا الركن فرصة اندماج كافة الأعمار لتنمية مهاراتهم اليدوية وتحسين علاقاتهم الاجتماعية وتوضيح بعض المفاهيم الفكرية من خلال مشاركة الأطفال الجماعية وتشاورهم وتعاونهم كما يهدف إلى التعرف على بعض المفاهيم الرياضية ذات العلاقة بالمساحة والقياس وعلاقات الأحجام والأجزاء والأوزان .. الخ.
أما الأركان الإضافية فهي:
أ – ركن التعايش الأسري: والذي يعد صورة مصغرة للبيت حيث يقوم الأطفال بتمثيل أفراد العائلة بحيث يحقق التواصل اللغوي بين الأطفال كما هم في الحياة الواقعية بما يؤدي إلى تمكينهم من التعبير عن مشاعرهم إضافة إلى ميزة تمثيل الأدوار بما يؤدي لعدد من النتائج الإيجابية بالنسبة للصغار منها: تقبل السلبيات في الواقع وتنمية اللغة والإدراك والتعرف على مشاعر الآخرين واستعادة الأحداث والحديث عنها بما يحقق الراحة النفسية.
إضافة لذلك يتمكن الطفل من خلال هذا الركن من التدرب على عدد من المهارات اليدوية والحركية مثل زر الملابس وربط عقدة الحذاء وتنظيف الفاكهة الخ.. مما يعد أنشطة واقعية ومهمة في مجال رياض الأطفال.

ب‌- ركن التعبير الفني: وهو من الأركان الهادئة وفيه يتعلم الطفل تنمية الخيال والإبداع والابتكار من خلال استخدام الألوان والعجائن والورق والكرتون والأفلام ومختلف الخامات المساعدة على نحو التوافق العضلي لطفل هذه المرحلة.

ج – ركن البحث والاكتشاف: أو ما يطلق عليه أحيانا بركن العلوم وهو من الأركان الثابتة والقابلة للتغيير في محتواها ويحوي العديد من الحيوانات والأوراق والأغصان وأنواع التربة والحشرات وما إليه مما يساعد على تنمية المفاهيم العلمية.

وهذا المنهج المطور رغم حداثته يعده البعض مبدئياً منهجا متميزاً باعتباره أحد الأفكار الرائدة في مجال رياض الأطفال في المملكة ، إلا أنه تبعاً للرؤية التربوية يصعب الحكم على نتائج منهج يعتبر عمره الزمني قصير نسبياً ، ولعل ذلك – أي كونه حديثاً - كان السبب وراء بعض المشكلات التي يواجهها هذا المنهج .

يتبع
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
مشكلات وعيوب المنهج المطور لرياض الأطفال :


يمكن إيجاز هذه المشكلات فيما يلي :
1- عدم وجود معلمات متدربات تدريباً كافياً لتطبيقه بالصورة التي تؤدي إلى تحقيق أهدافه .
2- عدم فهم الأهالي لـه وتقبله ، ويظهر ذلك في كثرة مطالبة الأهالي بالتركيز على تعليم أطفالهم مهارتي القراءة والكتابة .
3- تخطيط المعلمات للأهداف السلوكية غير سليم ، إذ تقتصر المعلمة على وضع هدف واحد لجميع برنامجها مع الأطفال .
4- أدى تطبيق هذا المنهج إلى اتساع الفجوة بين مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية بسبب اختلاف نوع المنهج المستخدم .
5- يعتبر هذا المنهج مكلف مادياً لاعتماده الكبير على الأنشطة والأجهزة والوسائل المختلفة .
6- أدى النقد الموجه للمنهج التقليدي بتركيزه على قدرة الحفظ إلى إهمال هذه القدرة في المنهج المطور والتي تعتبر من الجوانب القوية لدى الطفل في هذا العمر والتي يجب أن تستغل فقط في حفظ قدر جيد من القرآن بأساليب تربوية ناجحة كالتشجيع والتنافس وغيرها ، لا أن تستخدم – كما كان حال المنهج التقليدي – في حفظ معلومات ومعارف يمكن تقديمها بشكل آخر وأفضل من الحفظ .


أسباب المشكلة:
في الحقيقة أن المشكلات التي تواجه المناهج ترجع لأسباب كثيرة لعل من أهمها :

1- أن التخطيط للمناهج يسير في اتجاه واحد من القمة إلى القاعدة ، وليست ثمة مشاركة واسعة في وضع المناهج من قبل أصحاب الشأن التربوي المباشرين كمديري المدارس والمعلمين والطلاب والآباء، ولا تتم مشاركة جماهيرية من قبل المستفيدين من المناهج رغم ما لهذه الضروب من المشاركة من أهمية كبرى في تجويد المناهج وتطويرها.
2- عدم وضوح الأهداف التي يقوم عليها المنهج لدرجة أن الكثير أصبح يتصور أن الهدف الأسمى للتربية والتعليم هو النجاح في الامتحان.
3- فصل الجانبين النظري عن العملي في التخطيط للأنشطة التي يتضمنها المنهج وعدم ارتباط المنهج بالتقنيات التربوية الحديثة.
4- عدم وجود تحديد دقيق لاحتياجات المجتمع من القوى العاملة الأمر الذي جعل محتوى المناهج منعزلة عن حاجات المجتمع وتنميته.
5- عدم وجود تحديد دقيق لاحتياجات الطفل ورغباته وقدراته داخل الروضة .
6- عدم الاهتمام بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهجه لاستنباط الأساليب التربوية التي مارسها والاستفادة منها في المناهج .
7- عدم متابعة تطبيق المنهج بالشكل المطلوب وعمل الدراسات اللازمة للبحث في مشكلات تطبيقه لحلها بشكل مباشر .
8- عدم الاهتمام بتزويد المعلمة بدورات تدريبية تفيدها في تطبيق المنهج بالصورة الصحيحة .
9- قلة التجهيزات والإمكانات داخل بعض الروضات ، وعدم ملاءمتها لتنفيذ المنهج المطور .

يتبع
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الآثار المترتبة على المشكلة:
في واقع الأمر أن المنهج الذي لا يلبي حاجات الأفراد وميولهم ومن ثم يبدو منعزلاً عن تنمية المجتمع يترتب عليه الكثير من الآثار أهمها ما يلي:
1- بدلاً من أن تؤدي المناهج دورها في إصلاح الأفراد وتوجيه سلوكهم إلى المثل العليا ، نجدها كثيراً ما تعمل على تنمية بعض السلوكيات السلبية مثل الغش والكذب والتحايل وغيرها .
2- بدلاً من أن تعمل المناهج على ترغيب الفرد بالعلم ورفع قيمته في نفسه ، نكاد لا نجد إلا نادراً من يحب المدرسة والاستزادة من المعرفة النافعة .
3- إهمال الجوانب النفسية المهمة مثل تعزيز الثقة بالنفس والجرأة والرضا والطمأنينة وغيرها ، الأمر الذي أدى انتاج إلى أفراد ينقصهم الكثير في هذا الجانب .
4- إهمال كثير من المهارات الضرورية اللغوية والحركية ، مثل مهارات القراءة والخطابة والإقناع والدفاع عن النفس والركض وغيرها .
5- أهملت المناهج أيضا جوانب اجتماعية مهمة ، مثل تنمية التعاون والتفاعل الاجتماعي والتأقلم ، والتدريب على حل المشكلات المرتبطة بمجتمع المتعلمين .
6- رغم اهتمام المناهج بالجانب المعرفي إلا أنها أهملت كثير من القدرات العقلية ومهارات التفكير ، مركزة بذلك على قدرة الحفظ التي هي أدنى مستويات المجال العقلي ، وطريقة التدريس الرئيسية التي أصبحت تستخدم نتيجة لهذا الخلل تقوم على التلقين وهو ما أسماه (باولوفريرى) " التعليم البنكي" والذي ينحصر دور الطلاب فيه في الحفظ والتذكر وإعادة ما يسمعونه دون أن يتعمقوا في مضمونه واستقبال المعلومات وتخزينها دون وعي، فيتحولون بذلك إلى أوان فارغة يصب فيها المعلم كلماته، ويصبح التعليم نوعا من الإيداع، حيث تكون عقول الطلاب هي البنوك التي يقوم المعلمون بالإيداع فيها، ولذلك أصبح كثير من الطلاب يجنحون إلى الاعتماد على الذاكرة في دراستهم، ويميلون إلى تقبل ما يتلقونه أو يقرؤونه من الكتب دون نقد أو تحليل أو تمحيص، وتحول التعليم بشكل عام إلى مجرد استذكار وحفظ وتكرار إلى الحقائق المحفوظة بدلا من كونه أداة لتنمية الذكاء والتفكير العلمي.
7- يرتبط بمفهوم المناهج مفهوم الإشراف التربوي والذي أصبح تقليديا يأخذ شكل التفتيش والمساءلة والمحاسبة والمفاجأة، الأمر الذي يجعل المعلمين في حالة توتر مستمر مع المشرفين الذين بدلا من أن يكونوا مصدر مساعدة وعون للمعلمين، أصبحوا مصدر قلق وخوف لهم، لعدم إدراك الكثير منهم لمسؤولياتهم وطبيعة رسالتهم وللأسس والأساليب الحديثة التي ينبغي أن تمارس مهنتهم على ضوئها.
8- ترتب على الخلل في المناهج أن أصبحت الامتحانات مصدر قلق كبير للتلاميذ ولأسرهم لدرجة أن أصبح الهدف الأسمى للتربية هو النجاح في الامتحان.
9- عدم وجود ارتباط بين المناهج ومن ثم التربية وبين التنمية الشاملة للمجتمع ككل مما يعني عدم تلبية التربية لاحتياجات سوق العمل ومن ثم إحداث نوع من البطالة.

يتبع
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
العلاج:

ينظر إلى المنهج على أنه كافة الخبرات والتجارب والأنشطة الصفية واللاصفية التي تستهدف بناء الطالب وشخصيته وإعداده للمستقبل، وتتعرض المناهج بشكل عام لانتقادات حادة من الطبقة المثقفة ومن رجالات التربية أنفسهم الذين لا يملكون في كثير من الحالات رأيا موحداً في صياغة هذه المناهج وإعدادها، لغياب مبادىء المشاركة المجتمعية الموسعة ليس في ميدان التربية فحسب، إنما في كثير من الميادين الاخرى ذات المساس المباشر بالشعب والمواطنين.

إن أكثر الانتقادات الموجهة للمناهج، تنصب حول تقليديتها وابتعادها عن روح العصر ومتطلباته وتركيزها على الكم دون الكيف، وإغراقها في الجوانب النظرية والماضوية على حساب الجوانب التطبيقية والحداثية، وانفصامها الشديد عن احتياجات الدارسين ومتطلبات سوق العمل، وارتباطها بطرائق تدريس عفا عليها الزمن وتجاوزتها الأمم المعاصرة، إن هذا الواقع الذي تعيشه المناهج، رغم ما طرأ عليها من تغييرات نوعية بسيطة، وهذه المناهج في الوقت ذاته لن تتغير ما لم يتم تغيير جذري في رؤيتنا التربوية، وما تصوغه من سياسات وأهداف مستحدثة تلائم روح العصر وطبيعته وتغيراته.

ولعله من البديهي أن نذكر بان إصلاح محتوى المناهج ومضامينها يعد ركيزة أساسية ومن أولى أولويات الإصلاح المنشود لتأسيس التربية الحديثة القادرة على بناء إنسان الغد، مزودا بثوابت الأمة وموروثها، والمهارات الذهنية الإبداعية التحليلية النقدية المتميزة، والتوجهات الإنسانية العالمية، وقيم الحداثة والمعاصرة وأدواتها واتجاهاتها، خاصة ما يتعلق بالانضباط وتحمل المسؤولية وتنمية قيم التميز والإنتاج، بما يمكنه من التفاعل مع روح العصر والتميز والمساهمة في بناء أمته وتطورها.

إن بناء المناهج على هذا النحو، يستلزم إرادة سياسية جادة، وعملا فكريا دؤوبا، ومشاركة اجتماعية حقيقية، ترسم فيها السياسات وتحدد فيها آليات التنفيذ من خلال حوار مجتمعي يشارك فيه صناع القرار، ورجالات التربية وأهل الفكر والرأي، وتنبثق من خلاله رؤى وتوجهات للمناهج تعبر عن رأي المجتمع وشرائحه المختلفة، وبغض النظر عن الطريقة التي ربما تسلكها هذه الدولة أو تلك في بلورة سياسات مناهجها، فهناك ثمة مسارات وموجهات ينبغي العناية بها لوضع مناهج واعدة تؤهل لصنع أمة راقية وحضارة عالية الجودة في أفرادها ومنظومتها الاجتماعية ، من ذلك :



1- ضرورة الاهتمام بسيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام لما فيها من فوائد أكيدة وجمة في المجال التربوي فمنهجه المنهج الأمثل الصالح في كل زمان ومكان ، الذي حول به مجتمعاً من أكثر المجتمعات انحطاطاً إلى خيرها على الإطلاق .

2- ربط التعليم ومناهجه بالعمل واحتياجات سوق العمل، والموازنة بين المواد النظرية العلمية والعملية، والتركيز على النوعية وضبط جودتها أكثر بكثير من الالتفات إلى الكم والتوسع الكمي، والتأكيد على القيم والمضامين الإنسانية والعالمية، وقيم الحق والعدل والجمال، دون إغفال لجوانب الخلق والإبداع والتنمية العقلية والتقنية، وفوق كل هذا إيلاء أولوية لتأصيل مهارات التعلم الذاتي لدى الدارسين سواء من خلال المناهج المطروحة للتعليم أو طرائق التدريس المستخدمة.

3- ينبغي للمناهج أن تتصف بالجاذبية والتشويق لإثارة اهتمام الدارسين، وتنشيط دافعيتهم، مما يضمن تفاعلهم معها بشكل اعمق واكثر إيجابية، وهذه الجاذبية والتشويق لن تتبلور إلا من خلال مضامين المناهج وقدرات المعلم الشخصية والمهنية وأدواته التقنية التي يستخدمها لإضفاء جو من الإثارة والمتعة على العملية التعليمية، وما لم يتم ذلك، تصبح عملية التعليم والتعلم، رتيبة مملة، لا تؤهل المعلم للتصرف في أذهان الدارسين وعقليتهم واهتمامهم، ويرتبط بهذه المسألة ، مسألة أخرى هي ضرورة ابتعاد المعلمين عن الجوانب المقلقة والمزعجة للمتعلمين، خاصة ما يتعلق بالاختبارات ونوعية الأسئلة المتوقعة التي أصبحت هاجسا مقلقا في العملية التربوية، إن قابل الأيام يستدعي إعطاء حرية أوسع للإدارات التعليمية ، ومديري المدارس والموجهين، أولا للمشاركة في بناء المناهج وتطويرها، ومشاركة أوسع للمدرسين بالذات في مسألة تطبيق المناهج والمقررات المعتمدة والحذف منها والإضافة إليها وفق الأهداف العامة المرسومة والسياسات المقررة حتى يستطيع المعلم أن يبدع ويضيف ويثري العملية التعليمية عوضا عن تطبيقه لمنهج لم يستثمر فيه البتة.

4- وبخصوص محتوى المناهج ومضامينها ومساقاتها، فدعاة الإصلاح التربوي ينادون ببناء تربية الاقتدار والتميز والتنوع والمرونة، تربية تخلق المبدعين، وترعى الموهوبين، وتغرس في الناشئة قيم العصر واتجاهاته وأدواته، وتؤهلهم للتعلم الذاتي مدى الحياة ، تربية تمكننا من امتلاك موقع بين الأمم من خلال التركيز على تدريس العلوم والرياضيات ومناهج البحث، والمنطق، واللغات ، ومهارات الحياة ، والقيم الإبداعية والجمالية والإنسانية، وموروث الأمة ولغتها، تربية تتصف بالمرونة والتعددية والجودة النوعية العالية، وتؤهل الأمة لولوج القرن الحادي والعشرين.

5- ضرورة تكوين لجان متخصصة ليس فقط لتخطيط المنهج ، بل لمتابعة تطبيقه أيضاً وتعديله بصورة مستمرة ومباشرة.

6- ضرورة مشاركة جميع العناصر المعنية بالتربية في صنع وتعديل المنهج عن طريق الالتقاء بهم أوتوزيع استمارات تحتوي على أسئلة لاستطلاع آرآئهم حول الجانب المراد صنعه أو تعديله .

7- الاهتمام بخصائص الطفل في مرحلة رياض الأطفال وميوله وحاجاته ومشكلاته عند صنع المنهج.

8- ضرورة أن تكون معلمة الروضة متخصصة في مجال رياض الأطفال وذات كفاءة عالية في تنفيذ منهجه وملمة بكافة فروع علم النفس وكيفية التعامل مع طفل الروضة من أجل حل كافة المشكلات التي تواجهه.

9- ضرورة توفير كافة التجهيزات والإمكانات المادية والإدارية التي تعمل من أجل نجاح المنهج

10- يجب أن يراعي عند صنع المنهج النظرة الشاملة للجوانب المختلفة في المتعلم باعتباره وحدة متكاملة لا تنفصل عن بعضها.

11- أن تراعى المناهج الفروق الفردية وتحقق مبدأ تكافؤ الفرص.أن تسمح المناهج بتنمية القدرات الابتكارية لدى الاطفال.

12- وأن تكون المناهج وثيقة الصلة بحياة الاطفال وبيئتهم أن يراعى في بناء محتوى المنهج الخبرات السابقة للأطفال .

13- ضرورة مواكبة المناهج لمستجدات العصر والتطورات الحديثة المعرفية والتقنية .





يتبع




 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
مشكلة دخول الطفل للمدرسة

متى يدخل الطفل المدرسة :
يؤكد علماء نفس التربية أن دخول الطفل أولى مراحل التعليم (رياض الأطفال) قبل سنة الرابعة أمر غير صحي ، إذ قد يعرضه ذلك لأن يكون عصبياً وغير متوازن نفسياً .. فانفصال الطفل عن أمه أو عن الجو الأسري الذي يعيش فيه ، وتلقيه جرعات من التعليم حتى لو كانت بسيطة تحرمه من المرور بمراحل النمو العاطفي والعقلي التي يستمتع بها من في سنه ، فينشأ لديه شعور بافتقاد الأمان والحنان .
وقد لوحظ أن الطفل الأكبر سناً يتكيف سريعاً مع جو المدرسة بسبب نمو عقله وعواطفه مما يتيح له فرصة أكبر للتأقلم السريع والقدرة على تحمل مسئولية نفسه مقارنة بزميله الأصغر سناً . بالإضافة إلى سرعة استيعاب الطفل الأكبر سناً للمعلومات بصور أسهل وأسرع من زميله الأصغر الذي يجد صعوبة في فهم وحفظ ما يتلقاه من معلومات .. ولما يشعر به من ألم في أصابعه بسبب عدم قدرته على الإمساك بالقلم.
ويوجه المتخصصون نصيحة للوالدين بأن لا يتعجلوا بإلحاق طفلهم وهو في سن صغيرة إلى المدرسة وذلك لإعطائه الفرصة للحصول على الحنان والرعاية الكافية في بيته .. وحتى ينمو عقله وجسمه بصورة طبيعية تتناسب مع فترة وجوده بالمدرسة وبالمواد الدراسية المقررة.

الطفل واليوم الأول في المدرسة :

تمثل تجربة دخول الطفل إلى المدرسة إحدى المشكلات الرئيسية التي تشكل اضطرابا للطفل والأسرة معاً وعادة ما يظهر هذا الخوف في شكل البكاء المتواصل داخل الروضة خلال اليوم أو الأيام الأولى ، كذلك فإن اليوم الأول في المدرسة يعد مزعجاً للمعلمة كما هو للطفل ، إذ عليها جهد كبير في أن تتعامل معه بكل حرص شديد ومحبة وصبر لتحاول أن تمحو الكثير من مشاعر القلق والخوف وعدم الاطمئنان .


بعض الطرق للتفكير في القلق الناجم عن الإنفصال:ـ

عند ما تأتي ساعة الخروج من البيت والذهاب إلى العالم الكبير ..أي إلى جماعة اللعب والمدرسة .. يمكن أن تبرز مشاكل ومصاعب وخاصة إذا ما كانت التجربة الأولى للإنفصال عن الأبوين مفاجئة أو طويلة.
وقد لا يكون الطفل وحده هو الشخص القلق بسبب الإنفصال ، إن العديد من الأباء يعترفون بأنهم يشعرون هم كذلك بشي من القلق عندما يتركون طفلهم لأول مرة في جماعة اللعب أو الحضانة أو المدرسة .

بالرغم من أن أكثر الأطفال يعانون من تجربة الإنفصال هذه إلا أنا نجدهم على نوعين من حيث تأقلمهم ، فالمجموعة الأولى تستطيع المواجهة وتحقيق الاستقلالية ، ويبدوا أطفال هذه المجموعة أنهم مقتدرون وواثقون من أنفسهم وراغبون في التأكيد لأنفسهم وللأخرين قدرتهم هذه. أما المجموعة الثانية فإن رد فعلها يكون مختلفاً تماماً ، فهم متعلقون وأكثر التصاقاً بالوالدين، وهذه المجموعة من الأطفال يمانعون من الذهاب إلى المدرسة ولكن لفترة قصيرة .

الخوف المرضي من المدرسة :

أطلق علماء النفس مصطلح " الخوف المرضي من المدسة " كدلالة تشخيصية تشير إلى حالات رفض المدرسة ، والخوف المرضي هو خوف شديد وغير معقول " لامبرر له " ، فحجم المدرسة ونظامها واحتمال مواجهة الفشل في الصف ، والعلاقات المضطربة مع الزملاء والمعلمات وضغوط الوالدين وتوقعاتهم ، وعدم القدرة ، ما هي إلا أوضاع تشكل مصادر القلق عند الأطفال . والنقطة الأساسية والتي تميز " الخوف المرضي" هي عدم التكافؤ بين هذا الخوف وحجم الإزعاج الحقيقي الذي يثيره الموقف .



أسباب مشكلة دخول الطفل المدرسة:-
تتكون أسباب هذه المشكلة من مثلث يشكله ثلاثة عناصر ، هم الطفل والأسرة والمدرسة ، ويمكن توضيح الدور الذي يلعبه كل من هؤلاء كالتالي :


أ ) الطفل : من الأمور المسلم بها في الطبيعة الإنسانية ، أن الفرد يعاني من صعوبة التأقلم في الظروف والبيئات الغريبة عليه ، والخوف من الدخول والخوض في تجارب جديدة، وخاصة في أول تجربة انفصال الطفل عن أبويه عند التحاقه بالمدرسة .

ب ) دور الأسرة في التسبب بالمشكلة :
تلعب الأسرة دوراً بارزاً في تكوين شخصية الطفل ، فهي اللبنة الأولى لها ، فالطفل أول ما يعي يجد بجواره أمه وأبوه واخوته ، وهؤلاء هم عماد تكوينه النفسي والشخصي في المستقبل ويمكث الطفل في هذا المحور سنيناً عديدة من حياته ينهل من هذا المجتمع الصغير ويكتسب العادات والتقاليد والخبرات من خلال ما يراه ماثلاً أمامه. ويمكن تحديد دور الأسرة في التسبب في المشكلة بالتالي :
1-التربية الخاطئة القائمة على العقاب البعيدة عن الود والرحمة التي يحتاجها الطفل في هذه المرحلة مما يؤدي إلى قلقه وخوفه وعدم جرأته .
2-جهل الأسرة بشخصية الطفل وحاجاته ومشكلاته والتعامل معها بالأساليب التربوية الصحيحة وتذليل كل ما يعيق تكوين الشخصية السوية الواثقة الجريئة المعتمدة على الذات .
3- اكساب وتنمية الأسرة لسلوك الخوف عند الطفل ، فهو من أكثر السلوكيات العامة التي تعيها وتحفظها ذاكرته وتزرع في نفسه ، ولعل الخوف سلوك طبيعي كما سبق وأشرنا وهو هنا بمثابة عامل حذر وحيطة، ولكن أن يتطور هذا السلوك ويصبح أكثر من الطبيعي فهذا مؤشر خطير قد يؤدي إلى نوع من الاختلال النفسي . وتلعب الأسرة الدور الأكبر في تنمية سلوك الخوف لدى الطفل ففي كثير من الأحيان نجد الأم تقوم بتخويف الطفل ببعض المخلوقات مثل القطة والكلب، أو ببعض الأشخاص مثل رجل الشرطة والطبيب والأستاذ وغيرهم ممن يعتبرون خارج نطاق مجتمع الطفل الصغير .
وقد يتبادر إلى الذهن سؤال وما علاقة الخوف من هذه الأشياء أو تلك بالخوف والرهبة من المدرسة وما علاقة الأسرة بكل ذلك ؟ وللإجابة على هذا السؤال يمكننا القول إن الطفل كائن تطبعي وإنه جاء إلى هذه الدنيا لا يعرف ما هو الشي النافع من المضر ، ولكن اختلاطه بأسرته واكتسابه بعض الخبرات ولدت لديه هذه السلوكيات ، فلو إن الطفل ترك على سجيته وترك للبحث والاكتشاف لتعرف على الأشياء بنفسه وعرف المضر والخطر منها فيبتعد عنه . ويمكن القول إن الطفل كائن انطباعي ما أن نوحي له بأن هذا الشيء خطر ويمكن أن يسبب له الألم حتى نجده قد أصبح يتحاشاه ، والطفل يقلد أهله في أخلاقهم وعاداتهم وأقوالهم وأفعالهم كذلك فإنه يقلدهم في شعورهم تجاه حالات معينة : فالأم التي تظهر خوفها من الظلام أو الحيوان أو من الأماكن العالية أو من أصوات معينة فإن ذلك يتسرب إلى طفلها لا بطريق الوراثة كما يعتقد الكثيرون بل بطريق التقليد بدون شعور الطفل المباشر .
مما سبق يمكن الخلوص إلى أن الأسرة تلعب دوراً هاماً في إكساب الطفل الشعور بالخوف ، والذي قد ينعكس على شخصيته الطبيعية وتحولها إلى شخصية هيابة للجديد ، ومن ضمن هذا الجديد هو المدرسة ، حيث نجد إن هذا الطفل يصاب بنوع من التهيب والرهبة لهذا المجتمع الجديد عليه ويكون ذلك واضحاً في تصرفاته مثل الصمت والتوتر والتأتأة وفي أغلب الأحيان البكاء الهستيري والإصرار على طلب إحضار أمه أو أبيه .
4- اكساب الطفل خبرات خاطئة عن سوء معاملة المعلمين من خلال القصص التي يسمعها من إخوانه أو أقربائه أو جيرانه . وعدم اهتمام الوالدين بتعديل وتصحيح هذه الخبرات .
5-جهل الأسرة بالدور المناط بها للتدرج مع الطفل لتقبل بيئة المدرسة الجديدة عليه.



(3 )العوامل المدرسية أو المتعلقة بالمعلمة:-

1- البيئة والوضع الجديد، كالتعرض لوجوه جديدة... وأطفال اكبر حجما وسنا... وأفكار جديدة وقواعد ونظم غير مألوفة... إذ من غير المستغرب أن يعاني كثير من الأطفال صعوبات مختلفة في هذا الوضع، وتتراوح هذه الصعوبات بين نفور بسيط من المدرسة أو عدم الرغبة في الذهاب إليها أحيانا... والرفض العنيد للمدرسة والمترافق أحيانا بالخوف المرضي منها.


2- صرامة المعلمة : تصرف بعض المدرسات يؤدي إلى نفور الطفل من مدرسته منذ اللحظة الأولى وذلك بأن تفرض المعلمة نوعاً من الصرامة بدعوى فرض الرهبة والاحترام أو النظام والهدوء ، وهذا وإن كان مطلوباً إلا أنه في كثير من الحالات يؤدي إلى نتائج عكسية في نفسية الطفل من ضمنها الخوف والرهبة من المدرسة وبالتالي تتشكل المدرسة في نفس الطفل كأحد الأشياء الغير محببة ، فيتولد نوع من النفور والكره الداخلي لدى الطفل ، وإن كان لا يظهر مباشرة ولكن قد يترسب في نفسه مما قد يؤدي إلى تأثير سلبي في المستقبل .

الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة :
من خلال العرض السابق لهذه المشكلة وأسبابها يمكن تقديم بعض الحلول والمقترحات التي يمكن تسهم في حل المشكلة
دور الأسرة في حل المشكلة:
- إكساب الطفل نوعاً من الثقة بالنفس منذ نشأته الأولى .
- عدم الحد من جولات الطفل الاستكشافية ومتابعته في صمت ما لم يتعرض لشيء قد يسبب لـه الضرر المباشر .
- الإكثار من إخراج الطفل من محيطه الضيق ( الأسرة ) إلى مجتمعات أوسع يتعرف فيها على أطفال آخرين من سنه وعلى أفراد آخرين يكبرونه سناً .
- عدم إخافة الطفل من بعض الأفراد ( الشرطي – الطبيب – المعلم ) وبعض المخلوقات سواء كانت حقيقية أو وهمية ( الكلب – الغول – القطة .. الخ ) .
- عدم إظهار خوف الوالدين من بعض الأشياء أمام الطفل .
- عدم المبالغة بالحرص الزائد والخوف عليه من التضرر من بعض الأشياء ، فإن ذلك قد يكسبه نوعاً من الجبن الذاتي الداخلي.
- عدم الاستهانة بمخاوف الطفل من بعض الأشياء أو العوالم الجديدة التي قد يدخل فيها ، والعمل على معالجة ذلك بطرق مدروسة .
- عدم الاستهزاء بمخاوف الطفل من بعض الأشياء .
- اقناع الطفل بضرورة وأهمية الذهاب للمدرسة .
- ضرورة الالتزام باحضار الطفل للمدرسة وعدم تغيبه أو تأخره في الأيام الأولى .
- التعاون بين البيت والمدرسة لعلاج هذه المشكلة .
- العمل على توعية الأسرة بالأساليب الناجحة في التربية من خلال اللقاءات والمحاضرات والنشرات التي تقدم لهم.
- امتداح الطفل بعد عودته من المدرسة بغض النظر عما ظهر عليه من أعراض قبل الذهاب إليها لأن المديح يقوي من عزيمته ويشجعه على التوجه للمدرسة تلقائياً ويربطاه جاش ..

الحلول المتعلقة بالمعلمة:
يمكن القول إن المعلمة لها الدور الكبير سواء كان إيجابي أو سلبي بالنسبة للخوف والرهبة التي قد تعترض الطفل في اليوم الدراسي الأول ، فهي أهم عامل في إكساب الطفل ذلك التأقلم مع الجو الجديد الذي يلف حياة الطفل للمرة الأولى ، ويمكن أن تلعب المعلمة هذا الدور بأن تكون للطفل بمثابة الأم والصدر الحنون الذي يلجأ له .

على المعلمة إعداد برنامج خاص لاستقبال الأطفال الجدد للمدرسة ويشمل هذا البرنامج الأسبوعين الأول والثاني من العام الدراسي الجديد وعلى المعلمة أن تجتهد وتراعي الجدية التامة أثناء أعدادها لهذا البرنامج فهذه الفترة حاسمة لبناء علاقة وطيدة بينها وبين أطفالها ،والأهداف الأساسية التي تهدف لها المعلمة من خلال هذا البرنامج ما يلي :
- اعتياد الطفل على نظام الروضة
- تكوين علاقات اجتماعية طيبة مع الآخرين
- ارتياح الطفل إلى الراشدين
- ممارسة الأنشطة بثقة وراحة
- تفاعله بمسؤولية مع المواد الموجودة في الروضة
- شعوره بأهمية ذاته فتزداد ثقته بنفسه

يتبع
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
المعلمة أن تخطط لجذب الطفل للمدرسة وترغيبه فيها بناءً على النقاط التالية :
1-عمل زيارة لأطفال صفها في منازلهم قبل بداية الدراسة بأيام ، أو إحضار كل منهم بصورة منفردة إلى المدرسة في موعد محدد والجلوس معهم ومحادثتهم وملاعبتهم وتقديم بعض الهدابا أو الحلوى.
2-تحديد مواصفات الأطفال : وذلك بجمع المعلومات عن الأطفال الذين سيلتحقون بصفها فهذه المعلومات خاصة بميول كل طفل وعلى المعلمة أن تتذكر أسم كل طفل وأسم عائلته وعمره قبل أن يبدأ باليوم الأول للمدرسة.
3-أن تعمل المعلمة على اكتساب ثقة الطفل منذ اليوم الأول ومحاولة احتوائه مما يشعره إنها بمثابة أمه .
4-عدم اللجوء إلى الزجر والتجهم أمام الأطفال سواءً بدافع فرض الهيبة أو الهدوء والنظام .
5-العمل على إكساب المدرسة عنصر الجاذبية حتى يرتبط الطفل بها نفسياً ، وذلك كتوفير الألعاب الكافية سواء في الساحة أو في الصف ، واللعب مع الأطفال ، ووضع رسومات وألوان محببة للطفل على جدران المدرسة والصف ، وقص القصص .
6-التركيز في الأيام الأولى على الأنشطة الترفيهية والألعاب الحركية خاصة في اليوم الأول ، حيث يمارس الطفل ذلك مع معلمته وبوجود أمه دون الدخول إلى الصف .
7-أن تكون عملية دخول الصف بصورة متدرجة حيث يدخل الطفل لصفه في اليوم الثاني لفترة قصيرة بعد فترة من اللعب في الخارج ، وفي اليوم الثالث يقضي فيه وقتاً أكثر وهكذا .
8-تأخذ المعلمة بعين الاعتبار عند التخطيط في الأسابيع الأولى من العام الدراسي بان عملية الانتقال من نشاط إلى آخر تستغرق وقتا طويلا اكثر من المعتاد في الأسابيع التالية ، فتراعي تقليل عدد الفقرات في البرنامج اليومي بحيث لا يكون هناك انتقالات كثيرة من فترة إلى أخرى ينتج عنها اضطرابات وفوضى وهذا المتوقع في بداية السنة الدراسية.
- أثناء فترة الحلقة في الأسبوعين الأول والثاني تحاول المعلمة جذب الأطفال للروضة عن طريق الألعاب الحركية ، أو سرد قصة طفل ذهب إلى الروضة بحيث تتناسب أحداثها الممتعة مع مشاعر الأطفال في تلك الفترة ، وكذلك يمكن للمعلمة أن تعرف الأطفال في تلك الفترة على المواد الجديدة عليهم مثل (الخرز-الصلصال)وكيفية التعامل معها، ومن الضروري جدا أن تعود المعلمة الأطفال أثناء الحلقة تدريجيا على قوانين هذه الفترة حتى يمكنهم الالتزام بها بسهولة في الأسابيع المقبلة .
- في فترة الأركان التعليمية تعرف المعلمة الأطفال بالأركان ومسمياتها والأدوات الموجودة فيها وكيفية التعامل معها وكذلك تحاول تعويدهم بالتدريج على قوانين اللعب بالأركان ولكن دون تشدد في البداية .
- أثناء فترة اللعب بالخارج تعرف المعلمة الأطفال بالملعب الخارجي ومحتوياته وكيفية مراعاة قواعد السلامة أثناء اللعب ومراعاة قوانين اللعب الجماعي واحترام الدور.
- في فترة اللقاء الأخير تشارك المعلمة الأطفال في هذه الفترة عدة أنشطة مفتوحة وممتعة مثل إنشاد أناشيد سهلة مع حركات معبرة ،وكذلك يمكن عرض إنتاج الأطفال الفني الذي أنجزوه خلال اليوم أو عرض الأشرطة المرئية القصيرة وكذلك يمكن سرد قصة ممتعة حول الروضة باستخدام لوحة وبرية أو أي وسيلة أخرى من وسائل العرض.


فيما سبق تم عرض بعض الأنشطة التي يمكن أن تتخلل البرنامج التي تعده المعلمة للأسبوعين الأول والثاني من العام الدراسي ومن الجدير بالذكر أن على المعلمة أن تعد برنامجا خاصا لليوم الأول والثاني على وجه الخصوص وفيما يلي نموذج لبرنامج اليوم الأول لزيارة الطفل للروضة.

برنامج اليوم الأول :

- تحضر الأم مع طفلها إلى المدرسة فتستقبلهما المعلمة ببشاشة وترحب بالطفل وتعلق على قميصه بطاقة عليها أسمه وتتحدث معه بلطف وتدعوه لاختيار لعبة وتبقى الأم في ساحة المدرسة في مكان متطرف حتى يتسنى لطفلها رؤيتها .

- تجمع المعلمة أطفالها بحيث يلعبون مع بعضهم كمجموعة واحدة حتى يتعرف الأطفال ببعضهم وبمعلمتهم.


لا يفضل دخول الأطفال إلى غرفة الصف في اليوم الأول بل يتم تأجيل ذلك إلى اليوم الثاني مع إبقاء الباب مفتوحا حتى يتمكن الأطفال من رؤية أمهاتهم الموجودات في الخارج و ابتداء من اليوم الثالث يمكن للطفل أن يودع أمه ويبقى في غرفة الصف بعد أن يكون قد اطمأن إلى معلمته وألف المكان على أن تأتي والدته لاصطحابه في نهاية اليوم الدراسي.

يتبع
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
مشكلة إدارة وضبط الصف
ليس هناك فصل دراسي دون مشكلات انضباط صفي ، ولكن مدى خروج هذه المشكلات عن طور السير يعتمد على مهارة المعلمة في اتخاذ الإجراءات الوقائية لوضع حدود لسلوك الطلاب وإستراتيجيات انضباط يتم إتباعها بدقة عندما يتخطىالطلاب تلك الحدود المرسومة.

ما هو مفهوم الإدارة بشكل عام ؟
هي ما يقوم به المعلم أو المعلمة داخل غرفة الصف من إجراءات وأفعال للتحكم في سلوكيات الطلاب وتوجيهها لجعل الصف بيئة يقظة متجاوبة في سبيل تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية المرغوبة في سلوك الطلبة.
مفهوم الانضباط هذا يختلف عن مفهومه الموجود في أذهان المعلمين والمعلمات والذي يمارس في مدارسنا ، فالانضباط الموجود هو الانضباط العقابي الفوقي ، أي أنه يطبق على الأطفال من أشخاص أعلى منهم مرتبة، فلا يملك الطالبحـرية جسمية أو نفسية أو حركية بين الفقرات أو الحصص للخروج من صفة إلاّ بإذن مسبق وإلا سيعاقب.
إن كثير من الدراسات والبحوث قد أشارت إلى أن المشكلات الصفية يمكن أن تتلاشي ( أو تقل ) من غرفة الصف بالتعليم والتعلم الفعال ، فمسئولية المعلمة هو إيصال الطفل في مراحل نموه إلى مرحلة متقدمة من الانضباط الداخلي الذاتي وتكون تصرفاته طوعية تنبع من داخله وليس لأسباب مفروضة عليه ، ولن يحصل هذا السلوك إلا إذا كان يعيش في بيئة منضبطة تزوده بنماذج الانضباط الذاتي الصحيح مما تزيده خبرة ذاتية تساعده في تمثيل هذا السلوك المنضبط .

أهمية المشكلة:
تشير الدراسات أن مشكلة الانضباط بين الطلاب مشكلة خطيرة لها آثار سيئة تتمثل في أنها :
- تعيق التعليم وتأخذ الكثير من وقته
- وتؤثر على المدرسين وترهق أعصابهم
- تشيع جواً من الفوضى ، وعدم الاطمئنان بين الاطفال
- تشجع على العادات السلوكية السيئة
وتختلف المدارس والمدرسون في الطريقة التي يتعاملون فيها مع مشكلات الانضباط الصفي ولكن مقدار النجاح يتمثل في رعاية ثقافية مدرسية ملائمة بكل ما تعني الثقافة من مفاهيم وسلوكيات وتوقعات وإجراءات ثقافية يتعاون فيها الجميع : إدارة مدرسية ، المعلمين ، الطلاب ، أولياء الأمور ، لتحقيق الانضباط المطلوب وتخريج طلاب يتحلون بشخصيات إيجابية فاعله الأهمية في العملية التعليمية فالمعلم يتحتم عليه أن يكون قادر على التحكم في سلوك طلابه إذا أراد أن يعلمهم لذا فإن إيجاد الفصل الدراسي المنظم وكذلك الحفاظ عليه هو من المحددات الأولية لنجاح العملية التعليمية .

دور المعلمة في عملية الضبط:
تجد معظم معلمات رياض الأطفال صعوبة في تحقيق الضبط لأطفالهن داخل الروضة وخاصة في الفصول الدراسية والمعروف أن مرحلة رياض الأطفال بطبيعتها تقصد الترفيه وإشباع رغبات الأطفال من اللعب وسماع القصص المثيرة وتكوين علاقات بسيطة بين الأطفال لإعدادهم للمرحلة الابتدائية .
في هذا الوقت على المعلمة أن تراعي شعور الطفل بما أن رياض الأطفال أول مؤسسة ينتقل إليها الطفل بعد الاسرة فيشعر الطفل بفقدان الحنان ، فتقدم العطف لهؤلاء الأطفال وتحاول أن تجذبهم إليها ، وعليها أن تملأ أوقات الفراغ الممل داخل الروضة بالأنشطة التي تعزز التعاون بين الأطفال فلا تحاول أن تقوم بتقيد حرياتهم بقصد ضبطهم ، فهي بذلك تكون قد أخطأت ، بل العكس فطفل الروضة بحاجة للحركة والحرية ، وعليها أن توظف هذه الحاجة في الوصول إلى أهدافها .

أسباب عدم الانضباط الصفي :

أسباب تتعلق بالأسرة :
الاسرة لها دور كبير وفعال في تعويد الطفل على العادات الصحية والحسنه وكيف يتعامل مع أقرانه ومعلمه عن طرق تنشئته التنشئة الصحية الخالية من الاضطرابات والمشاكل الأسرية وأيضاً الخالية من استعمال العنف مع الأطفال ، فالتنشئة الصحية تنعكس آثارها الجيدة على الطفل في الروضة وكيف يتعامل مع أقرانه ومعلمته. وتمثل الأسرة سبباً لعدم انضباط ابنها داخل الروضة من حيث :
1- التربية الأسرية ، حيث يأتي المتعلم إلى المدرسة ولديه الكثير من العادات السلوكية التي تخالف تلك التي يحتاجها في البيئة الصفية مثل النظام والترتيب والطاعة والتعبير عن حاجته وغيرها .
2- عدم اهتمام الأسرة ومتابعة أبنائهم في المدرسة .
3- تأثير المشكلات الأسرية التي تنعكس على الأبناء في المدرسة .


أسباب تتعلق بالمنهج والنظام المدرسي :
1- طبيعة المنهج في تركيزه على إكساب المتعلمين الكم الكبير من المعلومات ، وما يرتبط بذلك من ضرورة التزام المتعلمين بالهدوء والإنصات
2- إلزام المتعلمين بالبقاء في الفصول لفترات طويلة وعلى مقاعد الجلوس مما يشعرهم بالتعب والملل
3- حدة أساليب العقاب المدرسي واللجوء إليها بصورة مباشرة ، مما ينشئ انطباعات عدائية في نفس المتعلم تجاه المدرسة والتعليم ، وبالتالي استعداده للانتقام بأي شكل من أشكال عدم الانضباط .

أسباب تتعلق بالمعلم :
1- النقص والخلل في الصفات التي يجب أن يتحلى بها المعلم ، كعدم الشعور بالمسئولية وعدم الرغبة في التدريس وما يتبع ذلك من قلة الحماس وكثرة التذمر مما ينعكس على المتعلمين . كذلك قلة الصبر وكثرة الانفعال وعدم العدل بين الطلاب ، كل ذلك يشجعهم على الفوضى وعدم الانضباط .
2- قلة دراية المعلم بالأساليب الصحيحة لإدارة وضبط الصف .
3- عدم التخطيط الجيد للدروس ولإدارة الصف .

أسباب تتعلق بالمتعلم :
1- حاجات المتعلم في المراحل العمرية المختلفة ، فمثلاً في رياض الأطفال يحتاج الطفل إلى الحركة واللعب كثيراً .
2- الصفات الشخصية الخاصة بكل متعلم ، ومن ذلك أن نجد طالب يتصف بالعناد ، وآخر بكثرة الحركة ، وثالث بكثرة الكلام ، وغيره يحب أن يلفت الانتباه أو التحدي العلني .. وهكذا
3- عدائه للمدرسة والمعلمين الناتج عن انطباعاته وخبراته السيئة السابقة وكثرة وثقل التكاليف المفروضة عليه من قبلهم .
4- كثرة أعداد الطلاب في الفصول ، إذ كلما زاد العدد كان من الصعب السيطرة عليهم والتحكم في سلوكياتهم ، والحد الأعلى لعدد الأطفال يجب أن لا يزيد عن 15 طفلاً في الفصل الواحد .



إجراءات وقائية وعلاجية للمشكلة :
1- ــ ضرورة التخطيط لإدارة الصف قبل المجيء إليه ، وذلك من خلال
- ضرورة إلمام المعلمة بخصائص وحاجات طفل الروضة ومبادئ علم النفس وعلم الاجتماع.
- التعرف على الخصائص النفسية لكل طالب وعاداته ورغباته
- التعرف على أنواع السلوكيات الممارسة والمشاغبات والتي تؤدي إلى عدم الانضباط ، ووضع الخطة المناسبة لمعالجتها .
2- ربط الموضوعات باهتمامات المتعلمين
3- تعريف الطفل باللوائح والقوانين الكفيلة بإقرار النظام داخل المدرسة منذ الأيام الأولى .
4-التحضير والتخطيط للدرس جيداً قبل البدء فيه بوضع حلول وأهداف متوقعة من المعلم والطالب.
5- إبعاد كل شيء يثير انتباه الطفل عن المعلم أو المعلمة.
6-استخدام المعلم للطرق والأساليب استخداماً جيداً والتي تؤدي جذب انتباه الطفل .
7-اختيار الوسائل التعليمية المشوقة التي تشد الانتباه .
8- التوازن في توزيع اهتمام المعلمة على جميع الطلبة خصوصاً في رياض الأطفال.
9- تجاهل بعض تلك الهفوات والتصرفات البسيطة غير المقصودة التي قد تصدر من الأطفال .
10- التفريق بين الطلاب الذين ينشغلون أثناء حديث المعلمة .
11- تشجيع الأطفال على ممارسة السلوك الحسن واستخدام أسلوب المكفاءة والتعزيز.


يتبع
 

الفجوة بين البيت والمدرسة

تحديد المشكلة :

التربية عملية اجتماعية تهدف لإعداد الفرد المتآلف مع مجتمعة المتشبع بالقيم والعادات والتقاليد. أن دور الأبوين لا ينتهي بمجرد دخول طفلهم الروضة إنما هو امتداد لدورهم في البيت والطفل بحاجة إلى الأمن والطمأنينة داخل البيت وخارجة . والأباء بحاجة دوما إلى اليقظة والانتباه لكل ما يدور حول أطفالهم ، ومن هنا كانت الروضة ضرورية للأباء كضرورتها لأطفالهم فهي تزود هؤلاء الأباء بالخبرة والمعرفة عن أبنائهم بشكل لا يقدرون عليه في بيوتهم .
والمدرسة ليست الجهة الوحيدة التي تؤثر في بناء الفرد على الرغم من أنها تمثل ركيزة اكتساب المعلومات والمهارات والاتجاهات حيث يشترك فيها مسؤولية إعداد الأفراد . فالمتعلم يتعلم في البيت كما يتعلم في المدرسة ، بل يبرز دور الأسرة قبل دور المدرسة ، فالمتعلم يلتحق بها ولديه حصيلة كبيرة من المفردات اللغوية والخبرات والمعلومات التي قد حصل عليها من خلال تفاعله اليومي لأفراد أسرته أولاً ثم تعرضه للخبرات الإضافية ووسائل الإعلام التي يتزايد تأثيرها يوماً بعد يوم مع تزايد وسائل الاتصال والمبتكرات الثقافية الأخرى.
هذا كما إن الوقت الذي يقضيه المتعلم داخل المدرسة لا يكفي لاكتساب الخبرات التعليمية ، لذلك فإن كماً كبيراً من المعرفة يكتسبه المتعلم خارج حدود المدرسة وبذلك يقدم أفراد الأسرة مزيداً من المعلومات للأفراد. وعليه فإن خبرات المتعلم الاجتماعية يجب أن تدعم التعليم المدرسي وتعمق آثاره حتى لا يشعر المتعلم بالانفصال بين ما يمارسه في حياته وبين ما يتعلمه في المدرسة، واتصال الخبرات بين المنزل والمدرسة يُعد أمراً ضرورياً لتأكيد ما يُدرس للمتعلم . لذلك لا بد أن لا يكون هناك تناقض بين ما يكتسبه في كلا المجتمعين ، بل لا بد من وجود تعاون واتفاق على كل ما يجب تقديمه للمتعلم .
وتؤكد المدرسة الألمانية للتربية أن على الأسرة أن يكون لديها قناعة بأن ليس في استطاعة المدرسة أن تزود المتعلم بكل شيء ، ربما تكون قادرة على تزويده بخلفية أكاديمية متينة لكن الأب والأم يجب أن يتحملا العبء الأكبر وأن ينقلا قيم المجتمع ويحدا من التأثيرات غير المرغوبة ويساعدا أولادهما على تحديد طريقهم للمستقبل ، أيضا لن يكون في مقدور الروضة أن تحل محل البيت بأي حال من الأحوال لأن الطفل لا يقضي إلا ساعات محدودة في الروضة فالروضة مكملة للبيت في أداء المهمة بالنسبة للطفل وليست بديلا عنه .


وقد اهتم مشروع الإصلاح الأمريكي بدور الأسرة في التربية حيث أكد على مبدأين هامين للإصلاح التعليمي في القرن الواحد والعشرون هما :

(1) يجب أن يلتحق الطفل بالمدرسة وهو قابل للتعلم.
(2) يجب أن تسهم الأسرة في العملية التعليمية وهذا هو السبيل لتوفير الخبرات التربوية التي لا تستطيع المدرسة تزويد المتعلمين بها نتيجة لقصر اليوم الدراسي.

وهذين المبدأين يؤكدان على أهمية دور الأسرة في إعداد الطفل للدراسة ودورها كامتداد للنشاط التعليمي والتربوي داخل المدرسة حيث يُعد المنزل بُعداً إضافياً للعملية التربوية ويعوض القصور الناشئ من محدودية اليوم المدرسي .

تمثل الأسرة البيئة الأولى لتنمية الطفل وتنشئته وتطبيعه اجتماعياً وتعد الوسيط الأول لتثقيف الطفل كما تعد المجال الأول الذي يتعرض فيه الطفل لمختلف التأثيرات الثقافية السائدة في المجتمع.

ومؤسسات رياض الأطفال شريك أساسي في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل شأنها في ذلك شأن الأسرة بل تعد أكثر فعالية في إكساب الأطفال السلوكيات المرغوبة . فالمؤسسات التربوية لرياض الأطفال في الدول المتقدمة تسعى إلى إشراك الأهالي في العملية التعليمية بالروضة حيث تركز الاتجاهات التربوية المعاصرة على أهمية توطيد العلاقة بين مؤسسات ما قبل المدرسة الابتدائية والأسرة خصوصاً أولياء الأمور، كما تلعب العلاقة بين الروضة والأسرة دوراً هاماً في تحقيق التكامل الضروري بينهما من أجل التربية السليمة للطفل .





أهمية المشكلة :

كثيراً ما تختلف كل من الأسرة والمدرسة في تحديد دور كل منهما فمثلا قد يكون الهدف الأساسي لذهاب الأطفال إلي المدرسة من مفهوم الأسرة هو تحصيل العلم وتحقيق النجاح في آخر العام وعدم انشغال الأطفال بأي شيء آخر يعتبر غير ضروري ، في حين ترى المدرسة النشاطات الأخرى حيوية لبناء الإنسان .

كذلك كثيراً ما تختلف وجهات نظر الأسرة والمدرسة في الحكم على القيم والسلوك والأساليب التربوية التي تستخدمها ، مما يجعل الطفل يتردد بين مجتمعين قد يكونا متناقضين بالنسبة له في كثير من الأمور ، وقد يكون هناك اختلاف أيضاً في الأمور التعليمية أو التنظيمية ، وربما يتدخل الأباء في أمور تتعلق بالنظام المدرسي كما قد تغالي المدرسة في بعض مطالبها من التلاميذ .

من المؤكد أن النمو التربوي السليم هو الذي تتاح فيه الفرص لتنمية إمكانات الطفل وقدراته إلي أقصى حد ممكن وأن يكون متكاملا وموجها ، وبقدر توافر فرص النمو المتكامل والموجه في كل من بيئة الأسرة والمدرسة تتحدد الفعالية التربوية لكل منهما وبما أن النمو عملية مستمرة لذلك ينبغي أن يكون التعاون بين الأسرة والمدرسة مستمر لإتاحة فرص النمو وتنويعها بحيث تتفق مع قدرات الطفل واستعداداته التي تحددها مراحل نموه المختلفة من النواحي الجسدية والنفسية والعقلية والاجتماعية.

إن مثل هذا التعاون يساعد إلى حد كبير في تقليل مقدار الفاقد التعليمي الذي غالباً ما ينشأ من عدم التوافق بين دور كلا البيئتين . لذلك يجب أن يكون هناك تقارب بين وجهات النظر وتنسيق للجهود وتفهم للمشكلات والتعاون حتى لا يحدث تضارب وتعارض قد ينعكس تأثيره على نمو الطفل .


ولأن البيت والمدرسة هما أهم المؤسسات المجتمعية تأثيراً في التنشئة الاجتماعية للطفل حيث يدخل الطفل المدرسة لأول مرة وهو محمل بالمعلومات والعادات والاتجاهات نحو التعليم والمدرسة ونحو منزله ومجتمعه وذلك من خلال الخبرات التي يمر بها منذ الميلاد وحتى دخوله المدرسة ، فعلى الوالدين أن يتابعا ابنهما خلال الدراسة ويوفرا له الظروف المناسبة المتوافقة مع ما تقدمه مدرسته والتي تساعد على نموه العقلي والجسماني والنفسي والاجتماعي.

وبالمقابل ينبغي أن يتعدى دور المدرسة الاهتمام فقط بالجانب المعرفي ، بل لابد أن تتابع تطور جوانب نمو الطفل الأخرى وسلوكياته داخل المدرسة ومستوى تحصيله وطريقة تعامله مع أقرانه لذلك يتعين أن يكون هناك اتصال مستمر بين البيت والمدرسة لتطوير قدرات الطفل واكتشاف مجالات تفوقه وتطوير قدراته من خلالها ، وعلى المدرسة توعية أولياء الأمور بأهمية دورهم وتعاونهم معها في بناء شخصية أبنائهم وتحسين مستواهم بالشكل المرغوب وبأقل زمن وجهد ممكن .

وقد أصبح أمر التعاون أكثر إلحاحاً مع المستجدات المعاصرة الممثلة بالتطور العلمي والتكنولوجي وتطور شبكات الاتصال وعلوم الحاسب الآلي وغزارة البث التلفزيوني والإذاعي غير المراقب ، وكل هذه المتغيرات تؤثر على سلوكيات الأطفال والشباب غالباً ما تكون بصورة سلبية.

قد يكون من الصعب العثور على البيئة الأسرية المهيأة للسير في اتجاه تبادل العون ، ذلك أن الأسرة عندما تفكر في التعاون مع المدرسة فإنها عادة ما تنظر إليه على أنه عدم معارضة المدرسة فيما تقوم به من أعمال مهما تنوعت هذه الأعمال ولقد انعكس هذا الفكر العائلي على المدرسة التي أصبحت لا تنتظر من الأسرة أكثر من هذه الخطوة التي تعتبر في حد ذاتها تعاوناً سلبياً .

فالتعاون بين المنزل والمدرسة يجب أن يكون في إطار ثابت ودائم وليس موسمياً أو في حدوث الظروف مع عدم الالتزام ، لأن هذا يقلص من فاعلية دور الأسرة ويزيد من العبء على المدرسة ويمكن أن يحدث العكس تماماً حيث تكتفي المدرسة بتزويد الطفل بالمعلومات أو تدريس المناهج وتترك عبء الإشراف الاجتماعي والأخلاقي على المنزل.
إن أشكال التعاون المطلوب لا حصر لها ولاشك أنها تتغير وفق البيئة التي توجد فيها المدرسة ويوم يحمل الطرفان الأسرة والمدرسة المسئولية التربوية المشتركة ويتعاونان في إدارة المدرسة إدارة مشتركة بينهما يومها سيولد ذلك نوع من التعاون المثالي ذي العناصر المتكاملة.

يتبع
 
أسباب المشكلة :

إن عدم التعاون ووجود فجوة بين المنزل والمدرسة يرجع لأسباب كثيرة منها :
1- موقف المعلم تجاه التعاون مع الأسرة ، حيث يرى بعض المدرسين أن مسئولية التعليم هي مسئولية المدرسة فقط وأن على الآباء ألا يتدخلوا في عمل المدرسة بل عليهم تنفيذ طلبات المدرسة واتخاذ نفس الموقف بدون مناقشة.
2- انطباعات الآباء عن المدرسة : يعتقد بعض الآباء أن المدرسة أعدتها الحكومة لتعليم أبنائهم وأن صلتهم بها لا تتعدى إلحاق أبنائهم بها ، بل أن بعض الناس يعتبر أن المدرسة مؤسسة حكومية ليس لـه حق المساهمة في شئونها، ويتوقع أن دورها أن تقوم بكل الجهود التعليمية ولا تتحمل الأسر أي مسئولية للرقابة على الأولاد أو متابعة تحصيلهم أو أداء الواجبات . فأكثر من نصف أولياء الأمور يتركون المشاكل التربوية للمدرسة وتكتفي الأسرة بالإعانة المادية للأولاد وترك المهام التربوية التي يجب أن تقوم الأسرة بالكثير منها إلى المدرسة .
3- عدم مبالاة الوالدين بالحياة المدرسية ، حيث أن أكثر من نصف أولياء الأمور لا يسعون لمعرفة المعلم أو ما يدرسه أبناؤهم .
4- انشغال الوالدين بالسعي لتوفير متطلبات الحياة والارتباطات الاجتماعية عن متابعة تحصيل أولادهم ومراقبة سلوكهم والاتصال والتنسيق مع المدرسة والمعلمين لحل أي مشاكل لأولادهم.
5- الفجوة الثقافية بين البيت والمدرسة ، وهذا يحدث عادة بين الأسر ذات المستوى الثقافي والتعليمي المنخفض حيث لا يعرف الآباء ما يدرسه أبناؤهم في المدرسة ولاسيما هذه العقود التي تتميز بالتطور المتسارع في المعلومات والتقدم التكنولوجي ومثل هذه الفجوة تعرقل مهمة المدرسة ولاسيما في المجالات التي تتطلب التعاون بين المدرسة والمنزل وبالتالي يضعف الاتصال بين المدرسة والبيت.
6- عدم وعي الإدارات المدرسية بأهمية مجالس الآباء واعتبارها فقط وسيلة للحصول على السلفة المالية المخصصة لذلك.
7- تحديد وقت مجلس الآباء في وقت كثيراً ما يكون غير مناسب لأولياء الأمور لانشغالهم.
8- عدم تفرغ المدرسين لمتابعة التعاون مع المنزل .
9- عدم قيام الاختصاصي الاجتماعي بدور المحرك والمثير بطريقة دينامية تجعل أطراف التفاعل المدرسي والأسري تدرك أهمية التعاون .
10- أوجه الاختلاف بين اتجاهات معلمات رياض الأطفال وأولياء الأمور نحو استخدام أساليب توجيه الطفل.


صور علاج المشكلة :

1. العمل على توعية أولياء الأمور بأهمية التعاون مع المدرسة لصالح أبناءهم .
2. أن يتعاون المديرون والمعلمون والأخصائيون الاجتماعيون تعاوناً تاماً لتخطيط وتنفيذ أهداف مجالس الآباء والمعلمون في جد وإخلاص.
3. ضرورة مراعاة اختيار الوقت الذي يناسب جميع أولياء الأمور في مجالس الأباء .
4. أن يتبادل المديرون والمعلمون الزيارات بينهم وبين الآباء حتى تزول التكلفة وتتوثق التعاون وتحقق المدرسة أهدافها.
5. إشراك أولياء الأمور في الأنشطة الثقافية والترفيهية والمسابقات والرحلات ، وإثراء العمل التربوي داخل المدرسة بالاستفادة من خبرات أولياء الأمور من خلال مشاركاتهم .
6. أن تقام حفلات واجتماعات ورحلات دورية منتظمة الآباء.
7. إنشاء جهاز تنسيق ومتابعة للتعاون مع الأسرة ومجالس الآباء .
8. إنشاء صندوق مالي يتم تمويله من قبل أولياء الأمور على مستوى المدرسة أو المنطقة لدعم إمكانات المدرسة التربوية والتي تفيد العملية التدريبية.
9. إنشاء مجلس للآباء والمعلمين على مستوى المنطقة والوزارة تكون مهمته اتخاذ القرارات التي تستلزم تعاون المجتمع مع النظام التربوي.
10. الإعلان عن مسابقة لاختيار أفضل عشر مدارس يتم فيها التعاون بين المدرسة والبيت من خلال مجالس الآباء والمعلمين.
11. أن يكون مدير المدرسة على مستوى المسئولية وعلى علم تام بأهداف توثيق الصلة بين المدرسة والبيت وأن يكون عالماً بالقضايا الكبرى التي تشغل بال المعلمين في مجالات تربية الناشئين في البيت والمدرسة ومسئولية الآباء نحو أولادهم.
12. أن تزود كل مدرسة بأخصائي اجتماعي مؤمن ومتحرك يتولى أعمال مجالس الآباء والقيام بأمانتها وتسجيل محاضرات الجلسات.

يتبع
 
أثر الوسائل الأصلية في نمو خبرة الطفل:
إن استخدام الوسيلة الأصلية الواقعية لتنمية الخبرات النافعة بصورة مباشرة مع الأطفال خلال المواقف التعليمية يجعلهم إيجابيين نشيطون، وتكون الخبرة التي يمرون بها أكثر ثباتاً وواقعية يمكن أن ترى وتسمع وتذاق وتشم وتلمس أي يشترك في فهمها وإدراكها أكثر من حاسة وتهدف إلى غرض معيّن واضح ، أمثلة: تربية الأطفال لبعض الحيوانات الأليفة .

وتتميز هذه الخبرات الهادفة بأن الطفل فيها يكون نشطا فعالاً لـه دور إيجابي واضح حيث يقوم بنفسه ببذل الجهد المطلوب . والطفل في هذه الخبرات الجماعية الهادفة المباشرة يتعاون مع زملائه ويؤدي ما عليه من أعمال وواجبات ويتحمل المسؤولية الموكلة إليه.
فالألفاظ بالنسبة لطفل الروضة تكون مجرد كلمات لا معنى لها ، فلفظ مثل "المطر" قد لا يعنى شيئاً لهم، وربما أطلقوا عليه"ماء" أو "ماء ينزل من السماء"، ولكنهم عندما يشاهدون هذا الماء بأعينهم،ويسمعون صوت قطراته ، ويبللون به أصابعهم ثم يسمعون "لفظ" مطر، فأن اللفظ يرتبط بما وصل إلى عقولهم من صفات عبر الحواس المختلفة، وهكذا يتكون مفهوم "المطر" من خلال الربط بين اللفظ المجرد (اسم المفهوم)، والخصائص أو الصفات الحية التي توفرها الوسيلة التعليمية للأطفال (دلالة المفهوم أو معناه) ولذا يقال: إن المفهوم إنما يتكون من اسم مجرد ومضمون محسوس يدل عليه ويوضحه.

وفي هذا الصدد، يذكر أحد المربين أن بعض الطلاب قد حفظوا عن ظهر قلب تعريف الصوف والشعر والوبر والفرق بينهم، ومصادر الحصول على كل منهم، ثم لما عرضت عليهم لم يستطيعوا التفرقة بينها. وذلك لأن التعلم في هذه الحلة كان تعلماً لفظياً ، لم يقترن بوسيلة حسية ،أي أن اسم كل مفهوم من المفاهيم الثلاثة( الصوف -الشعر -الوبر) لم يقترن بدلالته الحسية التي تجعل منها مضموناً وخبرة راسخة لدى المتعلم، نتيجة عدم تعليم الاسم مقترناً بعينة حسية يرى الطالب خصائصها عن طريق حواسه المختلفة.

وتجد الإشارة في هذا المقام بأن كثيراً من الظواهر الطبيعية كثورة بعض البراكين، أو الانفجارات الكونية، أو المذنبات النادرة كمذنب"هالي"، كلها ظواهر يندر تكرارها في فترات متقاربة، كما أن دعوة الطلاب لمشاهدتها على الطبيعة لإحداث الخبرة المباشرة الواقعية لدى المتعلم بها، ينطوي على كثير من عوامل الخطورة. وتستطيع الوسائل التعليمية غير الأصلية أن توفر للطلاب الفرصة لدراسة مثل هذه الظواهر الخطرة أو نادرة التكرار عن طريق الصور بأنواعها، وكذلك عن طريق الأفلام الملونة المتحركة التي تقدم صورة واقعية لهذه الظواهر, دون تعريضهم للخطورة، ودون ترقبهم لموعد حدوث هذه الظواهر الطبيعية.

يتبع
 
مشكلة الوسائل التعليمية في رياض الأطفال:

تعتبر مرحلة رياض الأطفال من أكثر مراحل التعليم اعتماداً على الوسائل التعليمية ، ذلك أن الطفل يعتمد على حواسه اعتماداً كبيراً في اكتساب الكثير من المعرفة والخبرات بعامة ، فاستخدام الوسيلة في هذه المرحلة ضرورة ومن أساسيات التدريس لأنها تخاطب حواس الطفل مباشرة ،

وتبرز مشكلة توفير الوسائل في رياض الأطفال في مقدمة مشكلات هذه المرحلة ، وكثيراً ما يكون الاعتماد الكبير على مجهودات معلمة الصف التي تركز على اللوحات التوضيحية التي تتعلق بالوحدة أو شراء بعض القصص والكتب ووضعهما في ركن المطالعة مع الفقر الشديد في الأركان التعليمية واقتصارها على وسائل تعليمية غير متجددة إذ تبقى في الأركان لفترة طويلة مما يؤدي إلى إهمال الطفل لها وشعوره بالملل منها .

ويمكن تحديد المشكلة في ظاهرتين ، الأولى هي عدم استخدام الوسيلة ، وهو أمر ناتج إما عن عدم توفرها أو عدم القناعة بأهمية الوسيلة وأثرها التربوي أو إهمال المعلم وتقاعسه ، والظاهرة الأخرى تبدو في استخدام وسائل لا تحقق الغرض لعدم ارتباطها بأهداف الوحدة ، أو لا يتوفر فيها عنصر التشويق ، أو عدم استخدامها الاستخدام الأمثل من قبل المعلم .

أسباب المشكلة :
عدم الإيمان بأهمية الوسيلة وقيمتها التربوية ، وقد ينتج ذلك من الفهم الخاطيء لدى بعض المعلمين ، من إن اللجوء للوسيلة دليل على إخفاق المعلم وأنها - أي الوسيلة - تحل محله ومن ثم تقل قيمته التربوية.

عدم توفير الوسائل الحديثة المناسبة للمادة العلمية ، إذ قد تتوافر بعض الوسائل بالمدارس لكنها غير مناسبة لتدريس موضوعات المنهج نظراً لتحديث المادة العلمية وعدم تحديث الوسائل أو لانقضاء فترة زمنية طويلة على الوسائل أدى إلى تلفها وعدم صلاحيتها في التدريس .

عدم تدريب الطالبة في كلية التربية التدريب الكافي لإنتاج واستخدام الوسائل .


نقص الموارد المادية وميزانيات المدارس يؤدي إلى ضعف عملية إحلال وتحديث الوسائل وخاصة أن الأجهزة التعليمية الحديثة مرتفعة الثمن إضافة إلى ارتفاع أثمان المواد والأدوات المستخدمة في إنتاجها مما يرهق الميزانية المخصصة للمدارس .

غياب الصناعة المحلية للوسائل ، إذ أن الاعتماد على البيئة المحلية في إنتاج الوسائل يعتبر ضعيفاً جداً ولم تستغل البيئة بعد بصورة فعالة ولم تحقق الهيئات المختصة بتطبيق الأبحاث العلمية في هذا المجال تقدماً واضحاً مما أدى إلى عدم الاهتمام بصناعة الوسائل محلياً بالاعتماد على المصادر البيئية .

إهمال وكسل المعلم عن انتاج وتجهيز الوسائل المناسبة .

عدم معرفة المعلم لكيفية استخدام الأجهزة التي يحتاجها . لذا يحجم كثير من المدرسين عن استعمال مثل هذه الأجهزة خشية إتلافها .

قلة البرامج والدورات التدريبية لتوعية مديري المدارس والمعلمين بأهمية الوسائل وتنمية مهارة إنتاجها وطرق استخدامها .

عدم توفر الغرف الخاصة لحفظ الوسائل في كل مدرسة أو اتباع نظام المكتبة الشاملة الذي يضم جزء منها للوسائل التعليمية وتنظيم إعارة الوسائل للمعلمين حسب احتياجاتهم .

عدم إقامة برامج توعوية داخل المدرسة نحو استخدام الوسائل الموجودة وإنتاج وسائل جديدة ومناسبة لأساليب التدريس ومحتوى المنهج المقرر.

عدم ملاءمة البيئة التعليمية متمثلة في الفصل الدراسي فقد نجد عدم توافر التجديدات الكهربائية مثلاً لتشغيل الأجهزة أو اختلاف قيمة التيار أو نوعيته عن الجهاز المستخدم أو عدم وجود ستائر لإظلام الشبابيك أو عدم تنظيم المقاعد بصورة متحركة تؤمن للطلاب مشاهدة الوسائل بنفس الكيفية أو وجود ضوضاء خارج قاعة الدراسة تؤثر على صوت المعلم والوسيلة .

عدم مراعاة مواصفات الوسيلة الناجحة من ضرورة ارتباطها بالأهداف وسلامة محتواها ، ومناسبتها لمستوى التلاميذ وتوفر عنصر الإثارة والتشويق

عرض المادة بطريقة غير تربوية كأن ينقصها الربط بين أجزاءها بعضها ببعض فتبدو مفككة وتشتت انتباه التلميذ .
ارتفاع تكاليف الوسائل التعليمية في الأسواق ، والحقيقة أن الوسيلة الصالحة ليست هي الوسيلة المكلفة فيفضل اختيار وسائل غير مكلفة متوفرة في البيئة وتحقق أهداف الدرس .

بعض المدرسين المتحمسين لاستخدام الوسائل التعليمية في التدريس يستخدمون عدداً كبيراً من الوسائل في نفس الدرس وكثيراً ما يكون هذا الاستخدام دون تمييز ودون وظيفة معينة يخدمها ويدفعهم إلى ذلك اعتقادهم أن كثرة هذه الوسائل تساعد على زيادة التوضيح .

قلة الحوافز المادية والأدبية التي تخصص لتشجيع الابتكار والتجديد في رياض الأطفال أو لاستخدام الوسائل الرخيصة المحسنة من البيئة المحلية.


وعلاجاً لهذه المشكلة نقترح :

ضرورة الاهتمام بتدريب الطالبات بصورة أكثر كثافة على صنع واستخدام الوسائل في برامج إعداد المعلمين في كليات التربية .

توعية المعلمات بأهمية وأثر الوسيلة في العملية التربوية ، من خلال المشرفات والإدارة والدورات التوعوية .

إقامة دورات تدريبية للمدرسين الذين تتطلب طبيعة عملهم استعمال الوسائل التعليمية، خاصة معلمات رياض الأطفال .

تشجيع المعلمات وتقديم حوافز تدفعهن للاهتمام باستخدام الوسائل بالشكل الفعال .

ضرورة التأكد من مدى تحقيق الوسيلة للأهداف ومدى ملاءمتها لقدرات التلاميذ وأثرها في إثارة اهتمام التلاميذ وصحة محتواها .

تجريب الوسيلة قبل استخدامها للتأكد من صلاحيتها ومدى فاعليتها في تحقيق أهداف الدرس .

تقويم الوسيلة بعد استخدامها لتحديد الدرجة التي تحققت بها الأهداف . ويستلزم ذلك معرفة نواحي القوة أو النجاح ونواحي الضعف أو الإخفاق في الاستخدام ووضع التفسيرات الممكنة ، وبالتالي إمكانية إعادة استخدامها أو التعديل بها قبل تكرار ذلك .

متابعة المعلمات من قبل مشرفات متميزات وتزويدهن باستمرار بملاحظات حول كيفية استخدام الوسائل بفعالية .

التخفيف من أعباء المعلمات ليجدن الوقت الكافي لعمل وسائل تعليمية فائقة الجودة.

على المعلم أن يكون لديه :
فهم متعمق لكل من المادة الدراسية والمتعلمين
معرفة تامة بأنواع الوسائل التعليمية .
المهارة في استخدام الوسائل التعليمية بفاعلية
المهارة في تشغيل أجهزة عرض الأفلام والشرائح والصور وآلة التسجيل الصوتي وغيرها من الأدوات .

توفير الوسائل المتنوعة قدر المستطاع في المدرسة ليسهل على المدرس استخدامها في الوقت الذي يحتاج إليها .

تخصيص ميزانية في الروضة التي يجب أن تتناسب مع احتياجاتها من الوسائل .
 

مشكلة العناد

العناد صفة مذمومة وسلوك قبيح ، وهي ترادف مخالفة الحق ومجانبة الصواب ، وهي صفة ذمها الله في كتابه ووصف بها صناديد الكفر الجبابرة : (( وقال قرينه هذا ما لدي عتيد * ألقيا في جهنم كل كفار عنيد )) ، (( وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد )) ، (( كلا إنه كان لآياتنا عنيداً )) .

والإنسان ليس من طبعه العناد كما يرى بعض الباحثين - من أن العناد سلوك لا بد أن يرافق مراحل عمرية معينة - ، وإنما هو رد فعل لمعارضة الآخرين على إحدى الحاجات الضرورية التي تظهر جلية في فترات من النمو ، تتمثل في حب الاستقلالية والاعتماد على الذات والرغبة في الحرية ، فإذا ما اعترضها الكبار واجهها الصغار بالإصرار والثبات على الموقف والذي يتحول إلى عناد مع تكرار مواقف مشابهة ، فتصبح مشكلة تواجه الصغير نفسه كما تواجه الكبار .

ونتيجة لسوء تقدير الكبار يحتل العناد مرتبة متقدمة من بين الظواهر السلوكية غير السوية والشائعة بين الأطفال ، حيث يعتبر " العناد سلوكاً يعبر عن نزعة إلى مخالفة الأخرين وتأكيد مواقف له تتنافى مع مواقفهم ورغباتهم وأوامرهم ونواهيهم ، إنه تأكيد للذات يحمل إلى حد ما طابعاً عدوانياً تجاه الكبار ويتخذ شكل المعارضة لإرادتهم .
ويرى البعض أن العناد لا يمثل ظاهرة مرضية في بعض حالاته ولكن إذا زاد عن حده واستمر مع الطفل لفترات طويلة فإن هذا الأمر يستدعي الاهتمام ويتطلب عرض الطفل على متخصص نفسي ليقوم بعلاجه أو يعطي توجيهات خاصة للأسرة التي قد تتولى العلاج بنفسها في بعض الحالات ، والعناد لا يظهر قبل سن الثانية أو الثالثة من العمر حيث تظهر مرحلة العناد الأولى ، وفيها يبدأ الطفل بالشعور بقدر من الاستقلالية نتيجة نمو تصوراته الذهنية وقدرته على التحرك نسبياً ... حيث تبدأ بوادر التعارض بين رغبات الصغير ورغبات الكبار ، ويتمادى الطفل في الإصرار على الخطأ مما يجعل الكبار في حالة من الغيظ والغضب ، بينما يحاول الطفل تحقيق رغباته في صورة معاندة وتحدي للكبار.


وفي سن الروضة من 3 – 6 سنوات يظهر العناد كرد فعل طبيعي لنمو الطفل " وتؤكد بعض الدراسات أن خلو هذه المرحلة من سلوك العناد قد يؤدي إلى ضعف الإرادة والخضوع والخنوع في المراحل التالية من النمو ، ولعل هذه الدراسات أخطأت التقدير حين خلطت بين الرغبة في الحرية والاستقلال وبين العناد ، فالأول مطلوب ويؤدي إلى نتائج محمودة في مستقبل الطفل كقوة الإرادة والثقة والعزيمة والثاني يؤدي إلى عدم الرضا والقلق والعصبية وشخصية غير سوية .
ويعتبرالعناد سلوكاً مرضيـاً إذا كــان غيـر مناسب أو متوافق مع موقفه أو مثيره لأن المشكلة الانفعالية بشكل عام إنما تحدث نتيجــة لوجود اضطراب انفعالي ، وهو حالة تكون ردود الفعل الانفعالية غير مناسبة لمثيرها بالزيادة أو النقصان .

تحديد مشكلة البحث :
عرفنا أن العناد يعتبر أحد أنماط المشكلات الانفعالية الشائعة بين الأطفال ، والعناد مشكلة قائمة بذاتها إلا أنه يظهر بشكل واضح في البيت بصورة أكثر وضوحاً وظهوراً من الروضة ، وهذا يعني أن البيئة الأسرية وما يميزها من عطف وحنان وتدليل زائد هي البيئة المناسبة والمناخ الملائم لنمو ظاهرة العناد بين الأطفال ، ويظهر العناد أيضاً في الروضة ولكن بشكل متفاوت وحسب سلوك المعلمة أو المربية وتعاملها مع الأطفال ، فإذا كانت المربية أو المعلمة متسامحة أكثر من اللازم فإنها تواجه مشكلة عناد الأطفال أكثر من زميلتها التي يكون رد فعلها مناسباً لتصرف الطفل أمامها فلا هي متسامحة أكثر من اللازم ولا هي قاسية في التعامل مع الأطفال .
إذن فمشكلة العناد تبدأ – في معظم حالاتها – في البيئة الأسرية ، وتمتد منها إلى الروضة ثم المدرسة ، وهذا يعني أنها مشكلة حتمية الظهور ولكن بدرجات متفاوتة ، وقد يكون سلوكاً طبيعياً في الطفولة المبكرة ، ولكن عندما يصل الطفل إلى مرحلة يصبح فيها طالباً بالمدرسة فإن عناده قد يكون في أغلب الأحيان ناجماً من الاستياء الذي يشعر به تجاه المدرسة بشكل عام أو اتجاه المعلمين بشكل خاص أو تجاه المادة الدراسية التي يتعلمها ، وهذا يعني أن عناد طالب المدرسة تكون أسبابه في معظمها من ناحية المدرسة ، وهذا يعنــي شيئاً آخر وهو ضرورة البحث عن علاج لهذا العناد في إعادة الوفاق بين الطالب والمدرسة .
 

خصائص الطفل المعاند :
من السهل جداً التعرف على أهم صفات وخصائص الأطفال المعاندين حيث يصف أحد الباحثين الأطفال المصابين باضطراب العناد بأنهم " غالباً مجادلين للكبار وكثيراً ما يفقدون هدوءهم ويغضبون ويرفضون ويتضايقون بسهولة من الآخرين ، بل ويتحدون قواعد الكبار ويرفضون أوامرهم ويستفزون الآخرين بتعمد .

كمـا حــدد بعض الباحثين صفات وسمات الطفل العنيد في الآتي :
(1) الإصرار على رأيه وقراره وفعل الأشياء بنفسه .
(2) كراهية تلقي الأوامر وعدم تنفيذها حتى لو كانت مرتبطة بالتهديد والوعيد أو العقاب مهما اختلفت لهجته وشدته .
(3) يعبر عن نفسه بالرفض اللفظي أو برد فعل قد يكون في بعض الأحيان عنيفاً أو سلوكاً غير سوي .
(4) قلما يتميز الطفل العنيد بالهدوء الشديد والانطواء وعدم الرغبة في الاختلاط أو مشاركة الأطفال في الألعاب الجماعية .
وهذه الصفات قد تعطي انطباعا من أول وهلة على أن الطفل العنيد لا يتصف إلا بالصفات السلبية ، إلا أن هناك جوانب في الطفل العنيد هي في حد ذاتها جوانب إيجابية في شخصيته حيث نجده مثلاً يتصف بالآتي :
القدرة على التحدي ، والشخصية المستقلة ، والنشاط الحيوية ، وقوة الملاحظة وردة الفعل السريع ، والقدرة الكلامية ، هذا إذا عرفنا بشكل خاص أن وظيفة العناد الإيجابية تكمن في " أنه تأكيد لتمايز الشخصية النامية ، كما أنه اختبار لقدراتها .





أنواع العناد:
على الرغم من تشابه صور العناد واتصالها مع بعضها البعض ، إلا أنه يمكن تصنيفها إلى الأنواع التالية :
(1) عناد التصميم والإرادة :
وهم نوع مرغوب فيه ، ونرى أن نسميه عزيمة وحب اثبات الذات بدلاً من العناد ، وذلك مثل إصرار الطفل على محاولة إصلاح لعبة ما ، فإذا فشل مرة فإنه يكون مصراً على تكرار المحاولة ، ومثل هذا النوع يجب تدعيمه وتشجيع الطفل عليه .
(2) العناد المفتقد للوعي :
وهو عناد أرعن وذلك عندما يصر الطفل مثلاً على الخروج من المنزل رغم هطول الأمطار الشديدة ، وإصرار الطفل على رأيه في موقف كهذا يعتبر نوعاً من العناد الأرعن المفتقد للوعي والإدراك .
3 – العناد مع النفس :
ويأتي مثلاً عندما يسيطر الغيظ على الطفل من أمه ، فإذا طلبت منه تناول الطعام يرفض وهو جائع ويزداد إصراره كلما حاولت الأم إقناعه ، وقد يشعر في داخله بحدة الجوع ولكنه يكابر ويزداد عناده ويصبح في صراع داخلي مع نفسه.
4 – العناد كاضطراب سلوكي :
وذلك حينما يعتاد الطفل كوسيلة متواصلة ونمط راسخ وصفة ثابتة في الشخصية ، الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب خطير في سلوكه وعواطفه وأفكاره بسبب النزوع إلى المشاكسة والمعارضة للآخرين .

أسباب العناد :
يمكن أن نجمل أسباب العناد عند الأطفال في الآتي :
1- طبيعة الطفل وخصائصه في هذه المرحلة من حب الاعتماد على النفس واثبات الذات والحرية والاستقلالية ، تجعل المجال خصباً لظهور سلوك العناد .
2- التربية والمعاملة الأسرية القائمة على الجهل بكيفية التعامل مع طفل هذه المرحلة ، والمعتمدة غالباً على السلطة الوالدية الفوقية المتمثلة في أسلوب الأمر والنهي – افعل ولا تفعل - دون مراعاة لحاجات الطفل .
3- المشكلات والخلافات الأسرية والجو العائلي غير المستقر الذي ينتج عنه عدم شعور الطفل بالراحة والأمان حيث تسود التوترات الانفعالية ومشكلات السيطرة والخضوع بين الزوجين والخلاف حول تربية الطفل .
4- الدلال المبالغ فيه ، وتلبية جميع مطالب الطفل ، والخضوع لعناده . إذ أن ذلك ينمي ويعزز عنده العناد .
5- لجوء الطفل لسلوكيات تخيف الكبار وتجبرهم على تلبية رغباته ، كالصراخ المرتفع والسقوط على الأرض وأحياناً الصرع وغيرها من الحيل التي يجد فيها السبيل لتحقيق أغراضه .
6- القسوة والعقاب التي يلجأ إليها كثير من الآباء اعتقاداً منهم أنها الحل للقضاء على سلوك العناد ، إلا أنه في الحقيقة تؤدي القسوة إلى نتائج مشابهة للدلال ، فالطفل يحاول أن يعاقب والديه هو أيضاً في تكرار هذا السلوك .
7- وجود قدوة ونموذج للعناد في حياة الطفل ، سواءً أحد والديه أو أحد اخوته أو أصدقائه ، فطفل هذه المرحلة كثير التقليد للآخرين في كل ما يرى ويسمع .
8- التفرقة في المعاملة بين الأطفال ، فإهمال الطفل وشعوره بالظلم يؤدي إلى تمرده وعناده .
9- شعور الطفل بعجزه وعدم قدرته على تنفيذ طلب الآخرين يلجئه إلى الإصرار على رفض الطلب، فإذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع .
10- التذبذب وعدم الثبات في التعامل مع الطفل ، بمعنى أن يخضع الكبار أحياناً لعناده فتلبى رغباته ، وترفض أحياناً ، الأمر الذي يجعل الطفل لا يمل المحاولات لتوقعه أنه قد يحصل على مراده في بعضها .
11- وجود مجتمع من الصغار بدون سيطرة حكيمة ، يسود بينهم الصراع والاعتداءات على كثير من الأمور ، وبشكل خاص على الألعاب ، فيصر هذا على رأيه ويصر الآخر على رأيه مما يبرز سلوك العناد عندهم .

 

رابعاً : علاج العناد عند الأطفال :
لكي يصبح الاهتمام بالعلاج ضرورياً نود أن نتعرف على مخاطر العناد وأضراره وبخاصة إذا وصل لدرجة كبيرة ، فالطفل إذا بالغ في العناد والتمرد لدرجة التطرف والسلبية ، وإذا استمر طويلاً في ذلك فإن عناده هذا قد يؤدي به إلى اضطراب في تكوين علاقات إنسانية سليمة فيما بعد ، فالأطفال المعاندين يكونون في الغالب منعزلين وبلا أصدقاء ، وبالرغم من وجود مستوى الذكاء المناسب إلا أنهم يفشلون أو يكون أداؤهم ضعيفاً في المدرسة حيث يمتنعون عن المشاكل ويقاومون المطالب الخارجية من الآباء والمدرسين ، أما المراهقون المعاندون فإنهم قد يسيئون استخدام العقاقير والمواد غير القانونية والمخدرات ، وغالباً ما يتطور الاضطراب إلى اضطراب سلوكي أو مزاجي .
وعلى ضوء هذه النتائج الخطيرة لتفاقم العناد عند الطفل واستمراره يصبح البحث عن علاج لهذا العناد مطلباً ضرورياً ، ومن خلال استقرائنا لأسباب العناد وصوره وأشكاله يمكن – على ضوئها – أن نضع أيدينا على أهم طرق علاج العناد عند الأطفال والتي يمكن تحديدها في الآتي :
أ – علاج العناد بشكل عام :
بداية يجب علينا أن نتفق على أن التعاون بين البيت والروضة أو المدرسة لهو أمر في غاية الأهمية إذا ما أردنا علاج العناد عند الطفـــل ، والــذي يكمن في الآتي :
1- توعية الأسرة بأهمية الاستقرار الأسري وبأهمية توفير الشعور بالأمان والدفء للطفل وبكيفية التعامل معه من خلال المحاضرات التي تنظمها الروضة والنشرات التي تقدمها للوالدين .
2- ضرورة أن تكون المعلمة على دراية كافية لحاجات طفل هذه المرحلة لمراعاتها ، مع العناية العادلة بجميع أطفال صفها .
3- محاولة عدم وضع الطفل في مواقف تجبره على العناد ، ولا أمره بتنفيذ ما لا يقدر عليه .
4- تشجيع الطفل على القيام بعمل ما يعتقد أنه عاجز عن عمله رغم أنه قادر عليه ، بأساليب تدفعه ذاتياً إلى ذلك .
5- تجاهل تلك السلوكيات المرافقة للعناد كالصراخ المرتفع وغيره ، مع الحزم في عدم الاستجابة لمطالب الطفل في مثل هذه الحالات .
6- محاولة امتصاص غضب وعناد الطفل بألفاظ حنونة وحوار هادئ ، وإقناعه بسوء وضرر عناده .
7- ضرورة الثبات وعدم التذبذب في معاملة الطفل .
8- الحرص على جذب انتباه الطفل قبل إعطائه الأوامر ، وإعطاء الأوامر ببطء ووضوح كافيين ، ومتابعة تنفيذ الطفل للأوامر .
9- تجنب القسوة والعقاب البدني ، لأن ذلك إما أن يعزز العناد عند الطفل أو ينتج طفلاً ذليلاً ضعيف الشخصية .
10- إثابة الطفل على طاعته وتنفيذ ما يطلب منه ، مما يغرس عنده الرغبة في الاستجابة للأوامر مستقبلاً .
 

علاج العناد المرتبط بالتعليم بشكل خاص :
عرفنا أن للطالب عناد بشكل خاص تكون معظم أسبابه نابعة من المدرسة أو الأوامر المتعلقة بالتعليم ، لذلك " على المعلم – إزاء ذلك – أن يتحلى بالصبر والمقدرة على التحمل وألا يقابل العناد بالعناد ، بل على المعلم أن يهدئ من روع الطالب ويهون الأمر عليه بدلاً من العمل على تفاقم المشكلة وزيادة حدتها أو توسيع نطاقها إلى مشاكل أخرى جانبية قد تطال عدداً من الطلبة ، وقد يعمل المعلم على تهدئة الطالب والتخفيف من ثورة عناده وتمرده بتوجيه بعض العبارات التي تخفف من عناده لأن إشاعة جو من المودة والألفــة في مثل هذه الحالة يبعث على الحوار الهادئ والهادف للوصول إلى حلٍ مرضٍ .
إن التعامل مع الطفل العنيد يحتاج من الآباء والأمهات والمعلمات إلى كثير من الصبر والهدوء ، وبالمحاولات الجادة والهادئة والتدريجية يمكننا أن نغير من سلوك هذا الطفل المعاند ، لذا فإننا نرى أنه من الضروري على كل من الآباء والمربين تجنب تلبية جميع رغبات الطفل لمجرد صراخه أو عناده ، بل يجب تعويده على التفاهم والمرونة في المناقشة وأيضاً يجب أني يتركوا الأطفال يحلون مشاكلهم بأنفسهم وعدم التدخل ما أمكن ذلك وإذا كانت هناك ضرورة للتدخل فيجب أن تنحصر في التوجيه والنصح الهادفين ، وألا يلجأوا إلى التهديد لأن التهديدات الفارغة تقلل من قيمة الآباء والمربين في نظر الأطفال ، كما أنها تثير الطفل وتدعوه إلى الاستمرار في السلوك السيئ ليختبرهما أكثر .
والأفضل اختيار عقاب يكون الآباء والمربين قادرين عليه مثل : حرمان الطفل من شيء محبب له حتى يتأكد من مدى قدرتهما على تنفيذ العقاب ، أما أسلوب العقاب البدني فهو أدنى وسيلة من وسائل العقاب حيث يعتاد الطفل على العقاب البدني وبمرور الوقت يفقد تأثيره لديه .
أما أهم وسيلة من وسائل التربية التي يجب أن تكون دستور تعاملنا مع الأطفال كآباء ومربين هي أسلوب القدوة بمعنى أن يقدم الأب والأم والمعلمة النموذج المثالي في الأداء حتى يقلدهم الطفل ويتعلم منهم .
 

مشكلة العقـــاب



يمكن أن نعّرف العقاب على أنه إجراء يقوم به المعلم لإحداث ألم نفسي أو جسدي في المتعلم نتيجة سلوك خاطئ صدر منه . ولعل العقاب يشيع استخدامه في المجال التربوي بصورة تجعل منه مشكلة كبيرة تواجه المجتمع بأسره .


وهذا يعني أن العقاب على نوعين :
( أ ) عقاب بدني: وهو إحداث الألم الجسدي كالضرب ونحوه ، والعقاب البدني وإن كان موجوداً في الإسلام ، كما يعرف بالحدود الشرعية كحد السرقة والقتل والزنا والقذف وغيرها ، إلا أن ذلك في حق الكبار البالغين ، وهو مرفوض في ما دون سن الرشد ، أي في مراحل التعليم العام .

وبالرغم من ذلك فإن هذا النوع ممثلاً في الضرب يشيع استخدامه من قبل المعلمين والإدارة المدرسية ، ويستند أكثرهم إلى حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) رواه أحمد ، ويمكن الرد عليهم بالتالي :


1) الضرب يتعلق في الصلاة فقط ، وما دونها – حتى العبادات الأخرى – لا يجوز الضرب عليه في سني التعليم .

2) لا يضرب الطفل قبل العاشرة أبداً حتى على الصلاة.

3) يشترط في الضرب على الصلاة ، كما يتضح من الجزء الأول من الحديث ، أن يؤمر بها الطفل لمدة ثلاث سنوات ، خمس مرات كل يوم ، فإن لم يستجب بعدها يمكن ضربه ، ولا يحق للمربي أن يلجأ إلى تطبيق الجزء الثاني من الحديث – وهو الضرب – قبل تطبيق الأول .






وفي هذا الصدد نورد حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل . رواه مسلم في الفضائل 4296 .


( ب ) عقاب معنوي : وهو إحداث الألم النفسي ، ويندرج تحت هذا النوع العديد من الأساليب كحرمان المعاقب مما يحب ، أو الإعراض عنه ، أو التعبيس في وجهه ، أو تنقيص الدرجات ، أو التفريق بين الأصدقاء في مقاعدهم ، وغيرها . وقد يكون في قصة الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك – وكيف عاقبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإعراض عنهم وحبسهم في بيوتهم وحرمانهم من زوجاتهم مثالاً على استخدام أساليب العقاب غير البدنية .

ولعله من الضروري أن نبين أنه لم يرد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام استخدامه لأي من نوعي العقاب مع من هم دون البلوغ . بل على العكس ما اشتهر به وعرف عنه وهو المعلم الأول والمربي الأفضل صلوات الله وسلامه عليه رفقه ورحمته بالكبار والصغار ، وفي ذلك يصفه الله في كتابه الكريم (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليم بالمؤمنين رءوف رحيم )) .

وجاء عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : ( يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه ) ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابياً قام فبال في المسجد فتناولـه الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعوه وهريقوا على بولـه سجلاً من ماء أو ذنوباً من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) .

إن رسول الله قدوة لكل معلم في التعامل مع طلابه ، وهو الذي تجنب العقاب بكل صوره إلا ما كان حداً من حدود الله وجهاداً في سبيله ، بل على العكس ، نجده صلى الله عليه وسلم يستخدم أسلوب التعزيز والثواب ، ومثال على ذلك أنه ضم عبد الله بن عباس رضي الله عنه وهو صبي عندما وجده قد جهز له ماءً للوضوء ، ودعا له بأن يفقهه في الدين ويعلمه التأويل ، واليوم لا نجد كتاباً من كتب التفسير إلا ويكثر فيها تأويل ابن عباس رضي الله عنه .






ويرى البعض أنه إذا ما اضطر المربي والمعلم للجوء إلى العقاب فيجب عليه ملاحظة ما يلي :

1- أن العقاب البدني مرفوض تماماً في المجال التربوي .

2- عدم اللجوء إلى العقاب مباشرة قبل الاستخدام الصحيح للأساليب التربوية الإيجابية الأخرى .

3- على المعلم أن يفكر قليلا في الغرض من العقاب الذي سيستخدمه وجدواه، بمعنى أن يسأل نفسه قبل إجراء العقاب بـ هل سيؤدي هذا الإجراء بالفعل إلى تعديل سلوك المتعلم .

4- مناسبة العقاب لنوع الخطأ ، وذلك حتى لا يشعر المتعلم بالظلم .

5- مراعاة الفروق الفردية في العقاب .

6- تعدد أنواع العقاب ، واستخدام كل نوع في الوقت المناسب .

7- الاهتمام بأسباب وجذور المشكلة قبل العقاب ، ولذلك يجب الاجتماع بالطالب على انفراد ، ومناقشته بخطئه وأسبابه ، مع إمكانية الاستعانة بالوالدين إذا لزم الأمر ، والاستفادة من معلمي الطالب والمشرف الاجتماعي والأخصائي النفسي ، والرجوع للكتب التي تتناول الموضوعات ذات العلاقة ، وذلك للوصول إلى حل مشكلة الطالب بالطرق الصحيحة .


وفي مجال رياض الأطفال نواجهه مشكلة العقاب بصور تختلف عنها في المراحل الأخرى ، إذ أن النوع الأول لم يعد يمارس في هذه المرحلة ، وبالرغم من ذلك فإن أثر النوع الثاني لا يقل سوءاً ولا خطراً عن الأول خاصة في هذه المرحلة ، بل قد يكون يتعداه .

ومن صور العقاب الشائعة في رياض الأطفال حرمان الطفل إما من الجلوس في الحلقة أو من الأركان التي يحبها أو من الخروج للعب أو الرياضة ، وغير ذلك من أشكال الحرمان المتعددة ، ومن صور العقاب غير المقصودة والتي يغفل عنها الكثير من المعلمات مكافأة طفل والتصفيق له على سلوك يعجز عنه الآخرين.

فمثلاً عندما تسـأل المعلمة الأطفال من يستطيع أن يقرأ سورة الفلق ، مع العلم أنها لم تعلمها لهم ، فإذا ما قام طفل ما بقراءة هذه السورة التي حفظها في المنزل أو المسجد صفقت له وصفق له الجميع وربما قدمت لـه جائزة ، بينما هناك بعض الأطفال الذين لم يسمعوا بسورة الفلق من قبل يشعرون بعجزهم وأنهم غير قادرين على بلوغ ما بلغه صاحبهم ، وهذا يمثل ألم نفسي بالنسبة لهم .

ولذلك على المعلمة أن تعرف كيف تستخدم أسلوب التعزيز بدون أن تجرح وتؤذي مشاعر الآخرين ، وينبغي أن تستخدم هذا الأسلوب عندما تكون متأكدة تماماً من أن الجميع قادرين عليه .

أسباب ظاهرة العقاب وحلولها :

لعل السببين الرئيسيين لوجود هذه الظاهرة في مدارس رياض الأطفال يرجع إلى المعلم بالدرجة الأولى وذلك لخلل في صفاته الشخصية من عدم اتصافه بالرحمة والصبر والحلم أو لجهله بالأساليب التربوية وكيفية التعامل مع الأطفال ، ثم يرجع بالدرجة الثانية إلى الطفل لعدم انضباطه في الصف .

وتفصيلاً لذلك يمكن لطالبات المقرر الرجوع إلى أسباب وحلول مشكلتي كفاءة المعلم وضبط الصف ، لأن أسبابهما تكاد تكون هي أسباب مشكلتنا هذه ، وحلولهما يمكن أن تسهم في حلها .

 
تصميم منهج رياض الأطفال :

لصناعة وتصميم منهج سليم لرياض الأطفال بصورة خاصة ، لا بد من التأكد من الأمور التالية :
1- التأكد من صلاحية أهداف مرحلة رياض الأطفال من حيث :
أ) ملاءمتها لقدرات أطفال هذه المرحلة .
ب) مدى فائدتها لهم .
ج) ارتباطها بحاجاتهم ، وأهم هذه الحاجات هي : حاجة المعرفة والحب والانتماء والاستقلالية والاكتشاف.
د) إمكان تحقيقها.
2- التأكد من صلاحية خبرات ومحتوى المنهج ، من حيث :
أ‌) مدى ارتباط خبرات ومحتوى المنهاج بأهدافه ، ومدى تحقيقها لها .
ب)مدى مناسبتها لعمر وقدرات الأطفال .
ج) مدى ترابط عناصر المحتوى والخبرات وتكاملهــا مع بعضها البعض ، فمهما امتدت وتنوعت برامج الأطفال فيجب أن تخدم أغراض مشتركة تلبي حاجات الأطفال فربما القصة والأرجوحة والأغنية كل ذلك يؤدي لإشباع حاجة الاستكشاف أو غيرها بشكل متكامل.
د) مدى مراعاة منطقية التسلسل والتتابع في المحتوى ، بمعنى مدى ملائمة تنظيم المنهج وتسلسله مع متطلبات مراحل النمو في الجسم.
هـ) مدى الانسجام بين المحتوى ومكونات البرنامج مع حاجات وقيم المجتمع ومع مصادر البيئة المحلية.
3- التأكد من ملائمة الطرق التدريسية والوسائل التعليمية من حيث مدى تحقيقها للأهداف ومناسبتها لقدرات الأطفال .

4- التأكد من صلاحية أدوات التقويم من حيث قدرتها على قياس قدرات وتحصيل التلاميذ.


وعند الحديث عن مناهج رياض الأطفال فإن الأمر يختلف عنه في المراحل الأخرى ، وذلك لانحصار المنهج التقليدي في هذه المرحلة وتحوله إلى المنهج الحديث ، والذي يعرف بالمملكة بالمنهج المطور لرياض الأطفال ، والذي يتصف بالمرونة وتنوع أنشطته، حتى يلائم أذواق الجميع وقدراتهم، فلكل طفل شخصيته الفريدة والمستقلة، والتي تتمتع بأمور تختلف عما يتمتع بها غيرها وتتناسب وقدراته التي تختلف عن قدرات غيره ومواهبه.
ويتم هذا المنهاج عن طريق ما يقوم به الطفل من أنشطة وألعاب تعمل كلها على بلوغ الأهداف، وذلك عن طريق التدرج في استخدام الحواس والمحسوسات أولا، ثم شبه المحسوس وأخيرا المجرد ويساعد على ذلك تنوع النشاط الذي يقوم به الطفل، أو يراه، أو يعرفه، مع ملاحظة أثر النشاط الذي يستهويه ويجلب لـه المتعة وذلك الذي يثير سخطه ويبتعد عنه، والذي يتفق مع ميوله وهواياته، ويتناسب مع مواهبه وقدراته وذلك الذي يعارضها ولا يتناسب مع هذه المواهب والقدرات، مع توفير الوقت اللازم والبيئة المناسبة لممارسة هذا النشاط، وتوفير الحرية اللازمة له لممارسته ، ومن ثم إعطاؤه فرصة للراحة والاسترخاء ليعود إليه نشاطه من جديد، كما تتاح لـه الفرصة للملاحظة والاستكشاف وإشباع رغبة حب الاستطلاع عنده والقيام بعمليات المقارنة والاستدلال والاستنتاج، والاتجاه نحو التعاون والمشاركة مع الغير وبناء علاقات اجتماعية معهم، وهو يهدف في النهاية إلى إعداد الطفل وإلحاقه بالمدرسة النظامية ويكون له فيما بعد رأيه الخاص، وفكره الخاص عما يعرفه أو ما تزوده به خبرته وتجربته.

ويعد المنهج المطور أحد الأفكار الرائدة في مجال رياض الأطفال ويعتمد هذا المنهج على ما يُسمى بالتعليم الذاتي حيث يتميز عن غيره من المناهج بأنه لا يركز علـى المعارف والمعلومات فقط ولكنه أيضا يوضح أسلوب التعامل والتفاعل مع الأطفال في البيئة المحيطة بهم ومع الألعاب المتوفرة لديهم بحيث ينبثق تعلم الطفل من خلال الفحص والاكتشاف والاختبار والتجربة، كما أنه يشمل كافة نواحي تنمية الطفل التعبيرية والسمعية والحسية.
والمنهج المطور هو أحد الطرق التي تهدف إلى تحويل البيئة الصفية إلى بيئة تربوية ثرية مليئة بالبحث والاكتشاف والتجريب بواسطة الأركان التعليمية المختلفة داخل الفصل الدراسي بحيث يهدف إلى ما يلي:
1- التركيز على النشاط الذاتي للطفل بأن يتعامل مع الألعاب التربوية التي تساعده على اكتشاف قدراته وتنميتها.
2- التركيز على أن يتعلم الطفل من ذاته وأن ما يحركه هو حاجاته الذاتية للتعلم الفعال.
3- التركيز على الأسلوب الإسلامي في الفصل وعلى القيم الإسلامية التي لا بد من تنميتها في الطفل كمبادىء الصدق والحرية وإبداء الرأي والاعتزاز بالذات.
 
الوسوم
معلمة الروضة
عودة
أعلى