الحكاية الشعبيّة ودورها في تطوير الحوار عند الأطفال

  • تاريخ البدء

smile

شخصية هامة
مقدمة:
كان يا ما كان..."، الجملة السحريّة التي كانت- منذ فجر الإنسانيّة- تنقل المستمعين والمستمعات إلى عالََم الحكايات السحريّ، ما زال لها نفس الأثر في قلوب البشر وخاصة الأطفال.
في الغرب خاصة نرى عودة الحكاية وفن الحكي إلى لثّقافة الرّسميّة.
أهمّ ميزات الحكاية الشعبية
1- هي نتاج أدبيّ تنطبق عليه كلّ المواصفات الجمالية الفنّيّة للنّصّ الأدبيّ. وهي نوع أدبيَ له أصوله ومميّزاته.
2- نتاج شعبيّ تنتقل شفويًّا من جيل إلى جيل، لكنّ لغتها أغنى من اللّغة العامّيّة حيث تتميّز بالصّور الجماليّة والسجع الذي يعطي النّصّ الإيقاع الجميل.
3- تتسم بتكرار العبارات والأحداث التى يغلب عليها الثلاثيات والسباعيات.
4- عادة تكون شخصيّاتها مسطّحة ومقولبة تفتقر إلى الأسماء الشّخصيّة ،إنّما تسمى بأوصافها أو مهنتها (نصّ نصيص، الدّيك الهادر، النّسّاج الذّكي..)، كما أن الحبكة البسيطة غير المعقّدة، تتطوّر بشكل خطيّ بدون تفرّعات وهذا ملائم جدًّا لتفكير الأطفال.
5- لا تكثر فيها الأوصاف والنّعوت، بل الأفعال والأحداث، ممّا يلائم إيقاع الأطفال السّريع.

أهمّيّة الحكاية لتطوير الحوار عند الاطفال:
على الطفل أن يُتقن الكلام والحوار باللّغة العامّيّة أولًا بالطبع، وهذا بموازاة تعريفه بشكل منهجي على اللّغة الفصحى، إن الحكاية الشعبيّة تُحكى من القلب الى القلب وليست بحاجة إلى وسيط، لذلك من السهل أن يتفاعل معها الأطفال بشكل مميّز،إن أتقن الحكواتي اختيار حكايته ونقلها إلى الأطفال بصدق.
الحكاية الشعبية تحكى باللّهجة العامّيّة، أي بلغة الطّفل اليوميّة ولا تشكل اللّغة حاجزًا بين الطّفل ومتابعة أحداث الحكاية وتفاصيلها، كما أن من أهمّ مميّزات الحكاية الشّعبيّة التّكرار الأمر الّذي يخلق أُلفة بين الطّفل والنّصّ وتتيح له فرصة الانضمام إلى الحكواتي في سرده للحكاية.
لقد كانت حكاية القصص من أهمّ وسائل الاتّصال والتّواصل بين الكبار والصّغار منذ فجر الإنسانية، فمنذ أن يقول البالغ الذي يأخذ دور الحكواتي "كان يا ما كان"." يصمت الصغار ويعرفون أنه حان دور الحكواتي ليبدأ حكايته، كما وان الحكواتي الجيّد يعرف كيف يشرك جمهوره من خلال تكرار كلمات أو جمل معينة تتكرر في النص ممّا يمنح المستمعين الشّعور بأنّ لهم دور فعّال في سرد الحكاية.
تتميّز العديد من الحكايات الشعبية بالحبكة التراكميّة مثال على ذلك الجدّ والجزرة او الدّيك الهادر أو الكوخ المسحور،وهذه الحكايات تتيح للطفل فرصة ليضيف المزيد من المشاهد دون أن يؤثر هذا على الحبكة. مهم جدًّا أن يتعرّف الأطفال على الحكاية الشعبيّة كنوع أدبيّ مميّز، من منطلق التّنوّر الأدبي حيث علينا أن نعرّف الطفل على الأنواع الأدبيّة المختلفة من شعر ونثر بأصنافها المختلفة.
إذا اتقنت المربية اختيار الحكاية وعرفت كيف ترويها بطريقة ممتعة، بإمكانها أشراك الأطفال في ترديد العبارات التي تتكرّر في الحكاية. كذلك بإمكانها أن تُجري معهم بعض الفعاليات بعد الانتهاء من حكايتها للقصة.
إعادة سرد الحكاية إعادة سرد الحكاية من قبل الأطفال بلغتهم هي جزء لا يتجزء من عمليّة حكايتها وتأتي غالبًا بشكل تلقائيّ، أن إعادة سرد الحكاية بلغتهم الخاصّة، يتيح لهم إمكانيّة التّواصل من خلالها مع البالغين أو مع أطفال آخرين، لأن الأطفال بطبعهم حكواتيّة. فهم يفرحون بالقصّة التي يستطيعون إعادة سردها على مسامع أهلهم أو حتّى أأترابهم، لأن إعادة سرد الحكاية من قبل الأطفال هي جزء لا يتجزء من فعالية حكي الحكاية. كما أن إعادة سرد الحكاية يمنح الاطفال إمكانية استرجاع الأحداث بأسلوبهم،إضافة إلى أن معظم الحكايات تعتمد جزئيًّا على الحوار بين شخصيّتين لذا على الأطفال أن يتقنوا الحوار بلغتهم الخاصة ويرددوه.
إضافة مشاهد إلى الحكاية التراكميّة بعد الانتهاء من الحكاية التراكميّة، بإمكان المربية أن تطلب من الأطفال أن يقترحوا مشاهد أخرى للحكاية ويحكوها بطريقتهم مثلا حكاية "الجدّ والجزرة" يستطيعون أن يضيفوا إليها حيوانات أخرى تساعد الجدّ على قلع الجزرة. • جدير بنا التنويه إلى أن التعامل مع الحكاية الشعبيّة يأتي بموازاة التعامل مع القصص والأشعار المكتوبة.
 
الوسوم
الاطفال الحكاية الحوار الشعبية تطور دورها
عودة
أعلى