تلذذ بسجدة مع ربك

  • تاريخ البدء

املي بالله

نائبة المدير العام
[frame="1 80"]تلذذ بسجدة مع ربك


[/frame]
تلـــذذ بسجـــــدة مع ربك

{وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ *
يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ*}

السجــــود ..

أقصى درجــات العبودية ،
وأجــــل مظاهــر التذلل ،
وأعذب مناظـــر الخشـــوع ،
وأفضل أثواب الافتقار .

السجــــود ..

انطراح للجبــــار ، وتذلل للقهــار .

السجــــود ..

بمظهره الخاشع ، ومنظره المخبت
يثيــــر في النفس أن العظمة لله ،
والكبرياء لله ، والقوة لله ، والملك لله ،
فهو انحناء لعظمته ، وافتقار لجوده ،
واستسلام لجلالــــه
وأعظــمـ ما في الصـــلاة السجود ،

فالسجود عزة ورفعة ..
وإذا أردت أن ترتفــــع عند الله
فانخفض له ســــاجدا وإذا أحببت القرب من الله
فمرغ أنفك بالتراب وألصق وجهك بالثرى ∞

قال صلى الله عليه وسلم :

" عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة
إلا رفعك الله بها درجة ، وحط بها عنك خطيئة "

وقال أيضا :

" ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له
بها حسنة ومحا عنه بها سيئة
ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود "

فما أروع السجــــود
وما أجل منظره ، وأعجب هيئته ،
الطــــريق إلى السمــــاء يبدأ من الأرض ،
ومفتــــــــاح :
باب القرب بالسجود على التراب
والسجود لعظمته وجلاله لا يمحــى أثره ،
ولا يزول مكانه حتى ولو دخل الإنسان النار ..!!

يقول صلى الله عليه وسلم :
" ...... حتى إذا أراد الله رحمة من أراد
من أهل النار ، أمر الملائكة أن يخرجوا
من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم
بآثار السجود ،
وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجــــود ،
فيخرجون من النار ،
فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود "

رواه البخاري ..

وقد وصف الله تعالى عبــــاده المؤمنين بقوله :

" {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}

فيــــا الله ما أروع منظر
السجــــــود لمن يتدبــــــر
بينما الإنســــان يأمر وينهي ، ويقول ويفعل ،
ويصول ويجول ،
إذا به منكبـــا على وجهه ، مفترشا الثرى ،
ناثرا للدموع ، مظهرا للفقر ، معلنا بالذل ،
معترفــــا بالنقص ..

و كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ
أَمْرٌ صَلَّى ، ويمــم وجهه لمولاه ،
وكان يسجد في ظلمة الليل ،
ويطيل السجود ويبكي حتى تبل دموعه الثرى ..

وكان عمر بن عبد العزيز يكون في شأن الرعية
في نهاره ، فإذا أقبل الليل رمى بنفسه
في محــــرابه.

فالسجــــود
أقرب هيئــــات المصلي إلى الله تعالى ،
وأحبهــــا إليه ،

يقول عليه الصلاة والسلام :

" أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ،
فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ "

إذا سجد الإنسان فك سلاسل التقليد من الأعراف والعادات ،
فخر ساجدا يمرغ جبينه لله تعالى ،
وأعطــــى القلب زمامه ،
وأرسل النفس على سجيتها ،
فلا حجر على الخشوع ،
ولا ملامــــة على الدموع ،
وقد غلى مرجل الصدر ، وفاضت كأس القلب ،
واشتعلت حرقات الفؤاد ..

إنهــــا السجـــدة
التي يرتعد لها القلب ،
وترتعش لها الجبال الراسيات ،
وتهتز بها الأرض ، ويرتعد لها الجبابرة والطغاة ..

كان صلى الله عليه وسلم :
إذا حزبه أمر فزع إلى الصــــلاة والسجود ،
وإذا ضاقت به الأرض نــــــــادى :
" أرحنــــــا بها يا بـلال "
وإذا مر بآيــــة سجدة سجد لله ، وإذا أعجبه الأمر
أو بشر بالنصر سجـــد ..,

وإن المؤمن إذا أراد أن يحظــــى
بمرافقة المصطفى ، ويفوز بجيرة الحبيب ،
فطريقة إلى ذلك كثــــرة السجود ،
وإدامة الانطراح ..

يقول ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه

قال : " كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فآتيه بوضوئه وحاجته فقال لي : سلني ،
فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة ،
قال : أوغير ذلك ، قلت : هو ذاك ،
قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود "

 
تلذذ بسجدة مع ربك
 
عودة
أعلى