الجندي والأميرة

خالدالطيب

شخصية هامة
الجندي والأميرة

يحكى أنه في قديم الزمان، وقع جندي بسيط في حب أميرة البلاد. الأميرة كانت فتاة جميلة جداً وكان كل من يراها يقع في حبها من النظرة الأولى.

إلا أن هذا الجندي كان حبه من نوع مختلف جداً وقوي جداً. منذ المرة الأولى التي وقعت فيها عيناه على الأميرة تحولت حياته إلى هدف واحد وهو كيف يمكن أن يصل إلى الأميرة ليعبر لها عن حبه.
r
بالطبع القلة القليلة من الذين كان يعرفون بحب الجندي للأميرة كان يسخرون من الجندي بشدة. فالأميرة صعبة المنال حتى على أمراء أو قادة الجيش لشدة جمالها فكيف لها أن ترضى بجندي بسيط مثله. وهناك آلاف الجنود في جيش الملك.

كلام الناس والسخرية لم تثني الجندي عن المضي قدماً نحو هدفه. الوصول إلى الأمير والتعبير لها عن حبه كان هدفه الأول. وهكذا كان يقضي وقته في التفكير والتخطيط ثم المحاولة لمقابلة الأميرة والاعتراف لها بحبه.

قبل أن يصل الجندي إلى الأميرة بدأت قصة حب الجندي للأميرة تنتشر حتى بين خادمات الأميرة. ووصل الخبر إلى أذن الأميرة. وهكذا وفي إحدى المرات وبينما كان الجندي يحاول الاقتراب من الأميرة في حديقة القصر. بادرت الأميرة نفسها للاقتراب منه وطلبت منه أن يقول لها مايريده.

لم يصدق الجندي أذنيه وانحنى أمام الأميرة ودموع الفرحة تملأ عينيه. ثم بدأ قلبه يقود لسانه في اعتراف حبه لها وختم قائلاً:
أنا مستعد لعمل أي شيء لكي أثبت حبي لك

ابتسمت الأميرة، ثم قالت للجندي:
إذا كنت تريد أن تنال حبي، يجب أن تجلس تحت ناف ذتي مئة يوم. سأخرج كل يوم مرة في الصباح ومرة في المساء لكي أتأكد من وجودك.

انحنى الجندي مجدداً. وقال للأميرة
سوف أكون تحت نافذتك منذ اليوم.

وهكذا جلس الجندي تحت النافذة، وبدأت الأيام تمر. لم يغير الجندي مكانه ولم يتحرك أبداً. قضى النهار والليل، تحت المطر والثلج، وتحت أشعة الشمس. بدأ جسمه ينحل يوماً بعد يوم ولكن عزيمته لم تخف أبداً.

الأميرة كانت تخرج في الصباح و المساء، ويوماً بعد يوم بدأ حبها لهذا الجندي يكبر. لم تصدق ما كانت تراه عيناها من ثبات وإصرار هذا الجندي على الجلوس تحت النافذة. لكنها لم تبدي أي شيء من مشاعرها لهذا الجندي. رغم حزنها على تدهور صحته.

مضى شهر، شهران. وفي اليوم قبل الأخير. خرجت الأميرة مساء إلى النافذة ثم دخلت كالعادة. نظر الجندي إلى النافذة مرة أخيرة. ثم نهض من محله استدار للخلف ومضى في الظلام...
 
الجندي والأميرة
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى