.. سأرحل ..
جاءت حبيبتي مقبلة كالحور
يرتج أسفلها ويهتز أعلاها
وتتطاير حرائر خصلات شعرها
فترتمي حائرة على صدرها
وحين أراها يخفق قلبي طربا
بل وتصبح روحي سكرى
فهي نعمة قلبي وعذابه
فأي سحر فيكِ أشتهى نفحه ؟
فلم أنهل كافياً بعد من حبك
وقلبي مولع بكل ما سمع من ثغرك
وزادته ضحكاتك حبا وعذابا
رباه لقد أحمرت وجنتاك خجلا
بل و زينك كورد أزاد نوره القمره
والله لقد هام قلبي ولها بك
والعين لم تعد تتبع سواك
فكيف أتركك والقلب يكاد يجن جنونه
ليحظى برؤياك ؟
حين أقول سأرحل بدون أن أحظي بقربك و لقياك
والقلب ينفطر من لوعة فقداك
فالويل لقلبها فسوف ينشطر وينفطر
بل ويتشبع ألما عند الخبر
إذ كيف سيلقى الخبر؟
فهو يقطع الفؤاد قطعا عجبا
فلقد رشف الدمع من طلاء الشفاه
وصنعت لظى للآهات
فقد أوقد الدمع حنينه
ويقول بأنكسار...سأرحل !
.
هي
فتحرك رأسها عجبا لقوله
وتنظر في عينيه بحيرة مرة و مرة تبعد النظر
لكي تخفي بمقلتيها الدمع وتعلو ضحكاتها صاخبة
هو
فيجن جنونه فلقد فاجأتك يا لحبيبة بهول الرحيل!
فإن فؤادها صار فيه نزفا
بل وقامت بين القلب والسلوان حربا
و لطالما جلب الهوان عليك مزحا
فضحكت ! .. وأنا وبداخلي أحبس حشرجات دموعي
فسأل : مليكة الحسن أتضحكين؟
.
هي
فقالت , نعم فلقد تذكرت بالأمس موقفا
حين رأيته جن جنون الضحك نفسه!
فلقد رأيت بالأمس من أمسى غرامه بالهرب
يهرع يمينا ويسارا وينزل بالأرض ضربا
ويصارع الريح لكما
يلتفت حوله ليزيل ويمسح
أو حتي ليقتل كل ما يحوطه
ولكن بلا جدوى
فقد اكتشف أن كل ما يزيله هو ظله!
وهنا حضنته وبللت بدموعها صدره
وقالت الآن أرى نفسي مكانه
بل وأضحك على ما قلته
فكيف تريد قتل ظللي
وأنت ظلال لجسدي الساكن بك بل وتتبعني؟
فأنا ما دمت أعشقك, إذن فأنا أعيش وموجودة!
فأنت رفيق العمر الذي بدونه تضحى الحياة هباء
بل وأنت قلب العشق حين أغازله
وحبك يميزني بين الأموات والأحياء
ووجودك بعمري هو آخر محطة فيه
ففيه كل وفائي ورغبتي في بقائك
ولقد رجوت ربي, إن عشت
أن تكون قيامتي بعينيك
أو يكون موتي بين ذراعيك
أو يكون حظى موصول بك
قد أكون واثقا بأن الله سيحقق رجائي
فمهما طغت الظروف
فإن الحب في النهاية سيعيش
وكيف أرحل عنك ونار الشوق تصليني؟
وحضنك النشوان يحييني؟
رحماك فأنت في الهوى قدري
وحبك النقي يسري في شراييني
فأنت حبي في العلياء
وحبك برغم البعد براق .
