روايه قلوب تنزف عشق



في سيارة سيف/

كان طالع من الجامعه ما عنده محاضرات..و كعادته في الأسابيع اللي راحت..سرح يفكر..و التفكير وصله لها..لنجود..يحس فيه شي يشده لذيك البنت..مايدري ليه..يمكن صوتها..أو عيونها..أو طريقة كلامها معه..راح للمزرعه وأخذ الوانيت و راح لحارتها..عشان يتمشى على راحته بدون لا يلفت النظر..و هو يسأل نفسه ليه يسوي كل هذا..وصل للحاره وقت طلعت المدارس..و وقف عند بيتها..في هالسياره.. و في هالحر..لكنه ما كان يحس بشي..كان ينتظرها و بس..من أول الحاره لمحها جايه..عرفها على طول..شافها شايله كتب كثيره في يدها..كتب ثانوي..كانت تمشي معها وحده..مروا من عند سيارته وهو يسمعها..
نجود: ماظنيت في يوم تتعدل ظروفي..أنتي خلاص قولي لها تشريها بأي سعر لازم هالشهر أسدد الفواتير
البنت: على راحتك

تعدوا من عنده و مانتبهوا إن فيه أحد في السياره..شافها قدامه تنزل كتبها..و تطلع المفتاح من شنطتها..و تفتح الباب و تدخل..كان سيف يطالعها و يفكر..(هي بنفسها تفتح الباب! و هي اللي تسدد الفواتير! و هي توها بالثانوي..ليه؟ مين ساكن معها في هالبيت؟ مو معقول مافيه رجل في البيت)
حس بالحر من مكيف هالسياره اللي كأنه مايشتغل..و طلع من الحاره..و هو يسأل نفسه..بيرجع مره ثانيه..و إلا بيكتفي من هالخبال اللي صاير فيه..



في واحد من الكافيهات/

كان طلال ينتظر عمر..بعد ماتفقوا يفطرون مع بعض..و شافه من بعيد جاي..و أشر له..جلسوا يفطرون و يسولفون..
طلال: سمعت إن خالد خطب لينا
عمر: من وين عرفت؟!
طلال: يا حليلك يا عمر الخبر وصل لرنا
عمر: اعوذ بالله هاذي أكيد شوق
طلال: ليه رفضتوه؟
عمر يتنهد: لينا مارضت..يا الله وش كثر شايل همها كل ما اشوفها أحس إني مقصر عليها
طلال: أنت ما قصرت في أهلك أبدا يا عمر و اللي تحملته مو شوي و المسئوليه اللي شايلها صعبه لكنك كنت قدها
عمر: احس بالعجز ياطلال يمكن أنت بالذات المفروض ما أقولك هالكلام بس وش أسوي أنت الوحيد اللي أقدر افتح له قلبي
طلال: أفا عليك يا عمر هذا و أنت تعرف غلاتك عندي و تدري إن اللي يضايقك يضايقني قول وش فيك؟
عمر: لينا للحين ما نست يوسف..لو تشوف حالة الإكتئاب اللي تصيبها كل مايتقدم لها أحد..و أنا من غبائي رحت قلت لأمي و ضايقتها..و من اللحين خايف لو تقدم أحد للينا تجبرها أمي توافق أنا شفت هالشي في عيون أمي..مستحيله تخليها كذا..و خايف من ردة فعل لينا لو فرضنا عليها هالشي..مو عارف وش اسوي معها..أنا مو متجرأ و لا افتح معها الموضوع..خايف أشوف لينا اللي اذكرها ذيك الأيام من بعد وفاة يوسف الله يرحمه

طلال كان ساكت يسمع عمر..و في نفس الوقت يفكر فيها..بحزنها..بجرحها..و هو بعيد عنها مثل ما كان دائما..تذكر لحظة وفاة يوسف..بعد الحادث..كان ضامه بين يديه..و هو يشوف الدم مغطيه..ما كان يدري هو حي أو ميت..لكنه فتح عيونه و تكلم..مد يده بصعوبه يدور شبكته اللي شاريها للينا..ساعده طلال ومدها له..لكنه ما أخذها..
يوسف بصوت متقطع: لينا تاركها أمانه برقبتك ياطلال..اهتم فيها..أنا عارف إنك تحبها..سامحني حاولت اتركها لك بس ماقدرت....هي الوحيده اللي كانت لي فهالدنيا....لكني بأتركها...
طلال يقاطعه بخوف: يوسف لاتقول كذا أنت...
يوسف يكمل: أنا بأتركها وأنا متطمن إنك ماراح تخليها و أنا فرحان إنكم بتكونون لبعض أوعدني ياطلال ماتزعلها و تهتم فيها هاذي لينا...هاذي لينا...

فقد الوعي..و بعد لحظات كانوا في الإسعاف..و هناك كانت عيون طلال تذرف الدمع بدون انقطاع..لين حس بيد يوسف اللي كان ماسكها..رفع إصبعه يتشهد..طالع طلال وجهه بخوف و صدمه..شاف عيونه تناظر لبعيد لكنها كانت توصيه..و بعدها غمض عيونه..و استرخت كل ملامح وجهه..انصدم طلال و جلس يطالع فيه و هو يحس إن كل احساسه تجمد بذيك اللحظه..
انتبه عمر لسكوت طلال..و شاف الدمع اللي تجمع في عيونه..و ندم إنه قال له..
عمر: طلال هذا اللي كنت ما أبيه
طلال يمسح عيونه: ولا يهمك يا عمر أنا مو محتاج أحد يتكلم عن يوسف عشان اتذكره..بس أنت لازم تتعامل مع لينا بهدؤ

عمر حب يسكر السالفه لأنه حس إنه ضايق طلال..
عمر: الله يعين..أنت بترجع للشركه؟
طلال: إيه أبوي طالب مني دراسة مشروع و لازم اخلصها اليوم
عمر: يله أجل نمشي أنا بعد عندي تسليم طلبيه



*
يوم الخميس*

في بيت أبونادر/

كانت رغد في غرفتها تلبس و هي طفشانه..سمعت أحد يطق عليها الباب..قالت له يدخل..و شافت فيصل..
فيصل: مساء الخير
رغد من غير نفس: مساء النور
فيصل: و ليه من غير نفس كان مارديتي أحسن
رغد: فيصل وش تبي؟
فيصل: أول قولي ليه طفشانه؟
رغد: تدري مين بيجينا اليوم
فيصل: إيه عمتي و خالتي
رغد: هذا اللي مطفشني و الأكثر حلا رايحه عند أسيل أبي أروح عندهم
فيصل: رغد أنا عارف إنك تحبينهم بس اللي بيجون اليوم بعد قريباتك و مايصير تتأففين منهم كذا هاذي مو من عوايدك

ما عجبها كلامه و عطته ظهرها تسرح شعرها..و هو عصب منها و طلع..نزل و شاف خالته أم سهى جايه..و راح يسلم عليهم..ماكان عندها غير سهى و ولد أصغر منها اسمه سامي..سلم على خالته..بعدين التفت لسهى اللي كانت للحين واقفه بعبايتها..
فيصل: هلا سهى وش أخبارك؟
سهى بنعومه: تمام أنت وش أخبارك؟
فيصل: الحمدلله..هاه كيف الجامعه معك؟
سهى: أريح من الثانويه كثير..ما شاء الله عليك أنت اللي تستقبلنا أجل وينها رغد؟
فيصل: اللحين تنزل
سهى: بأسامحها بس عشانها خلتنا نشوفك

فيصل ارتبك والتفت على خالته و شافها تسولف على أمه..
فيصل بإحراج: الله يسلمك..اطلعي لرغد في غرفتها
سهى تجلس: لا لو كانت مهتمه بتنزل بسرعه..و مصيرها تعرف مين اللي يحبها أكثر و يهتم فيها

فيصل حس إنه المقصود بهالكلام..عشان كذا استأذن منهم و طلع..و دق على رغد يقولها تنزل بسرعه..أما سهى فكانت فرحانه إنه توتر هذا دليل على إنه تأثر بكلامها و فهمه..أحسن من البرود اللي دائما يكلمها فيه..(صح عليك يا مرام أنا كيف أبيه يحبني بدون ما أبين له حبه اللي في قلبي)


 

في بيت أم فارس/

وصلت أسماء و أم عمر و أم العنود..و جلسوا البنات يسولفون و تعرفوا على جوري أكثر..لكن حلا و أسيل أغلب سواليفهم كانت عن نادر..عشان يدخلونه غصب في تفكير ياسمين..و ياسمين و لا حاسه فيهم..لكن أسماء انتبهت..
أسماء: أقول حلا وش عندك من جلسنا و أنت تمدحين في نادر لايكون حبيتي ولد عمي!
حلا تشهق: أنا!!
أسيل تضحك: وش فيها اذا حبته نادر يستاهل
حلا تطالعها بقهر: أسيل خليني ساكته أحسن لك

أسيل خافت من حلا..عادي تسويها و تقول كل شي..و تخرب اللي يخططون له..مع إنها حست بعدم إهتمام ياسمين..
أسيل: جوري حلا تعالوا نطلع في الحديقه

طلعوا من عند البنات..و جلسوا يسولفون عن الجامعه..و مع سواليفهم تذكرت أسيل شي عن رغد و دقت عليها..
أسيل: مرحبا

رغد قامت من الجلسه عشان تكلمها على راحتها..
رغد: أهلين
أسيل: رغوده فقدناك ليه مارضيتي تجين؟
رغد: واللي عندي من بيقابلهم
أسيل: ليه من عندك؟
رغد: خالتي و عمتي
أسيل عصبت:يعني سهى فيه؟
رغد: أكيد
أسيل: و فيصل؟
رغد: فيه بعد
أسيل: وش صار بينهم؟
رغد: أسيل وش بيصير يعني هو عند الرجال و هي عندنا
أسيل وصلت حدها: و أنا ليش اسأل؟ أكيد إنك ماراح تعلميني

و رمت جوالها على حلا و قامت عنهم..
حلا: هلا رغد
رغد: حلا أسيل زعلت؟
حلا: يعني ما تعرفين نوبات الغيره اللي تجيها
رغد: حلا كلميها ما تهون علي تزعل
حلا: والله بلشنا بهالعبله
رغد: اللحين عندك روميو و جولييت على الأقل قيس و ليلى مالقيتي إلا عنتر و عبله
حلا: والله ما ثبت بعقلي من الأدب غيره
رغد: ما عندك سالفه روحي بس شوفي أسيل
سكرت حلا: تعالي جوري نشوف أسيل
جوري: لا اخليكم على راحتكم روحي شوفيها
حلا: زين أنا بعد ما انصحك تشوفينها بهالحاله..بتدخلين؟
جوري: لا بأجلس شوي هنا.. عادي؟
حلا: خلاص انتظرينا هنا أنا بأجيبها و نجي

راحت حلا و جوري جلست تتفرج على الحديقه..و شافت إياد يلعب مع الخدامه و راحت له..و هو أول ما شافها ركض لها..جلست تلعب معه..و قالت للخدامه تروح و هي بتنتبه له..كانت جالسه على الأرض و ترمي عليه الكوره..لكنها شافت إنه مو منتبه لها..و يطالع وراها و يضحك..استغربت منه و التفتت تشوف وين يطالع..لكنها مالمحت غير ظل راح بسرعه..جاء عندها إياد..
إياد: يله نلعب
جوري: مين كان هنا؟
إياد: خالو فارث

جوري ارتجفت و التفتت تطالع المكان اللي كان واقف فيه..(من متى واقف؟ وليه؟ مادري ليه يربكني وجوده كذا؟ خلاص أنا مايربطني فيه شي ولازم ما أهتم فيه و لا أفكر فيه..هذا أنا أخيرا لقيت أهل ارتاح معهم و أحبهم ليه أنكد على نفسي و أفكر بشي مو ملكي؟)

فارس كان واقف في الجهه الثانيه..يفكر فيها..(وش فيني؟ أول مره أفكر في شي تركته..صح هي اللي تركتني بس أنا بعد ما كنت أبيها..مو اللحين بأفكر فيها بعد ما فترقنا..هي استغنت عني يوم لقت أهلها و أنا بعد مستغني عنها)
طلع له تركي و شافه واقف سرحان و مكشر..
تركي: خير يا فارس وش هالملامح؟
فارس ينتبه: هاه لا ما فيه شي
تركي: وش أخبار الشركه؟ سمعنا عنها أخبار حلوه في السوق
فارس: الحمدلله كل شي ماشي مثل ما خططت له
تركي: طبعا ما ينخاف عليك يا فارس في الشغل بس عاد نبي نفرح فيك

فارس جت في باله جوري على طول..و استغرب من نفسه..كيف صارت هي صورة العروس عنده..بس رجع يذكر نفسه إنها ما تناسبه..هو يبي وحده يعتمد عليها..و تساعده..مو وحده يخاف عليها و تحتاجه كل الوقت..
تركي: فارس وين رحت؟
فارس: لا معك وش كنت تقول
تركي: لا واضح معي..كنت أقولك إني احتمال كبير أمسك فرع شركتنا في الشرقيه و للحين ماقلت لأسماء
فارس: يعني بتنتقل نهائي
تركي: يمكن بس أخاف أسماء تعارض تسكن هناك بعيد عنكم
فارس: المره مع زوجها وين ماراح و أسماء أكيد بتفهم



في بيت أبونادر/

كانت مرام معصبه من اتصال أسيل اللي غير رغد..لكن و هم يتكلمون انتبهت لإهتمام رغد الكبير في اخوانها..خاصه نادر..و هاذي النقطه اللي بتدخل لرغد منها..لأنها تعرف شي رغد ماتعرفه..
مرام: يا الله يا رغد لو تشوفين جدة نادر ما تنمل جلستها معذور لو يروح لها كل أسبوع
رغد بإستغراب: تعرفينها؟
مرام: إيه كنا دايم نروح لهم و نطلع مع بعض و دائم كنا نشوف نادر هناك
رغد: بنات خواله كبار
مرام: إيه
رغد: وش رأيك فيهم؟
مرام: كلهم حبوبات و راقيات
رغد: و جدته طيبه؟
مرام: ايه و تحسينها متعلقه في نادر بالحيل..يا الله اشتقت لهم

بدت رغد تسألها عنهم..لكنها ما كانت مقتنعه إنها تشوفهم من وجهة نظر مرام..لأنها ما تقتنع فيها..
 

@,,النـــزف العــاشر,,@



*بعد أيام*

في كلية الحاسب الآلي/

كانت جوري في القاعه..و تنتظر الدكتوره..و كالعاده سرحت بعيد..فيه..ما كان يمر يوم إلا يطري على بالها فارس..كانت تحس أحيانا بالندم إنها فسخت خطبتها..و لا تصدق إن وحده مثلها ترفض فارس..مع انها كل ما تسمع عنه أكثر..كل ما تحس بالفرق بينهم أكثر..و المشكله تهتم فيه أكثر..كانت تحس بالفخر إنها في يوم كانت خطيبته..(آه بس لو أعرف هو وش شعوره يوم كنا مخطوبين؟.....و الله مصدقه عمري! اللحين قلة بنات يوم فارس بيفكر فيني)
سمعت أحد يدق على طاولة الكرسي اللي هي جالسه عليه..رفعت راسها وشافت وحده من بنات قسمها..
البنت: صباح الخير
جوري: صباح النور
البنت: جوري صح؟؟
جوري: ايه
البنت: أناساره..شكلك كنت سرحانه ماسمعتي ان الدكتوره ماراح تجي

التفتت جوري على القاعه اللي كانت قبل شوي مليانه و اللحين فاضيه..و انحرجت انها ما حست بكل هذا..
جوري: مانتبهت
ساره: وش رأيك اعزمك على الفطور؟
جوري بإحراج: مابي اثقل عليك
ساره: من يقول بتثقلين أنا أبي نتعرف على بعض اذا ما كان عندك مانع
جوري ابتسمت: لا طبعا

و قامت معها..و صاروا يسولفون عن المحاضرات و الكليه..لين ما وصلوا الكافيتريا..و هناك انصدمت جوري..كانت متوقعه بيجلسون لحالهم لكن ساره عرفتها على شلتها..المكونه من أربع بنات غيرها..
ساره: هاي شله أعرفكم هاذي جوري معي في الحاسب...جوري هاذي شذى و أفنان و خلود و بنت عمها لما

رحبوا في جوري و جلست معهم..في البدايه خجلت شوي لكنهم شجعوها..لين صارت تسولف معهم..كلهم كانوا طيبين..بس حست ان لما مغروره شوي..و تحب تاخذ هي الصداره في الجلسه و الكلام..
بعد ساعه قاموا البنات لمحاضرتهم الثانيه..أما جوري و ساره فكانوا عندهم نفس الدكتوره للمحاضره الثانيه..عشان كذا كملوا جلستهم..
ساره: وش رايك في البنات؟
جوري:طيبين يدخلون القلب بسرعه
ساره: و أنت بعد كلنا حبيناك

جوري سرحت تتذكر بنات عمها اللي هزوا ثقتها بنفسها وحسسوها إنها إنسانه مكروهه..ليه ما كانوا يحبونها..مع انهم أقرب ناس لها في هالدنيا..من لحمها و دمها..
ساره: جوري وين رحتي؟ كنت اكلمك؟
جوري: آسفه ما سمعتك وش كنت تقولين؟؟
ساره تضحك: ياكثر ماتفكرين! كنت اسألك عن ياسمين اللي في ثالث اشوفك تروحين معها كنت احسبها اختك بس أسماءكم مو متشابهه..وش تقربين لها؟

استغربت جوري ان ساره مهتمه فيها لهالدرجه..و بنفس الوقت ما عرفت بإيش ترد عليها..كيف بتقولها انها تقريبا ماتقرب لهم و عايشه عندهم..خافت تغير نظرتها لها..و هي ارتاحت لها..
جوري تتنهد: تقربلي و ماتقربلي
ساره تضحك: كيف تجي هاذي؟
جوري: خالها من جدها بس يصير خالي من جدتي...فهمتي؟؟
ساره تستوعب: لا

قالت لها جوري قصتها..و بالمره قالت انها ساكنه عندهم..عشان لو كانت بتغير رايها..تغيره من اللحين قبل يتعرفون على بعض أكثر..لكن عكس ماتوقعت.. ساره تعاطفت معها و سألتها بإهتمام عن حالتها في بيت عمها..و ان كانت مرتاحه اللحين في بيت أم العنود..
ساره: مشكوره يا جوري على هالثقه انك تكلميني في شي خاص فيك
جوري تبتسم: و مشكوره انك سمعتي باهتمام
ساره: خلاص يعني نعتبر بعد هذا صديقات؟
جوري: أكيد

 


في كلية اللغه الانجليزيه/

طلعت أسيل و رغد من المحاضره الأولى..
أسيل: غريبه ما قالت لنا حلاوه انها ماراح تداوم اليوم
رغد تضحك: تلقينها سهرانه كالعاده و ما قدرت تصحى..الله يعافيها اليوم ريحتنا دائم نايمه و حنا ايدنا على قلبنا لا تشوفها الدكتوره
أسيل تضحك: و الله فشلتنا كل بنات القسم يتفرجون عليها و هي ولا حاسه تحط راسها على الطاوله من أول المحاضره لآخرها...زين ما شخرت علينا

وقفوا عند الممر ينتظرون صديقاتهم اللي تعرفوا عليهم قبل كم يوم..و صاروا يجلسون مع بعض..كانت بسمه و طيف صديقات من الثانوي..و اللحين صاروا الخمسه دائما مع بعض..
طيف: وين كنتم جالسين ما شفناكم؟
أسيل: تأخرنا و حنا ننتظر حلاوه آخرتها ما جت و لا لقينا مكان الا قدام

مشوا مع بعض و هم يعلقون على الأحداث اللي صارت في المحاضره..و أول ما وصلوا مكانهم شافوا حلا جالسه سرحانه و مكشره..
رغد: حلاوه!! على بالنا انك غايبه تأخرتي
حلا تلتفت لهم: كنت بأغيب بس غيرت رأيي

كلهم التفتوا على بعض مستغربين من هدؤها..و ملامحها اللي متضايقه..و جلسوا كلهم..
أسيل تجلس جنبها: حلا وش فيك؟
حلا: أمس شوق طاحت من الدرج و كسرت يدها
أسيل تشهق: و صار لها شي؟؟
حلا: لا الكسر خفيف حتى قالوا انها كلها يومين و بتطلع من المستشفى
رغد: زين الحمدلله اللي جت على كذا
بسمه و طيف: حمدالله على سلامتها ما تشوف شر
حلا: الله يسلمكم
أسيل تطالعها: و ليه هالتكشيره عاد؟ أنت يا ماتحسين ياتحسين بقوه
حلا تتنهد: أنا متضايقه من شي ثاني و الا شوق طمننا عليها الدكتور
رغد: وش اللي مضايقك؟؟
حلا: لينا أول من سمع صرخة شوق يوم طاحت كانت في غرفتها و طلعت منها ركض..بعدين كلنا اجتمعنا..أمي يوم شافت شوق كيف تصارخ و مو قادره تحرك يدها ارتفع عليها الضغط..و خفنا عليها تروح المستشفى و راحت لينا و جلست مرافقه مع شوق
أسيل: خالتي تعبانه بالحيل؟
حلا: لو كان على اللي صار لشوق كانت متحسنه اخذت دواها و ارتاحت..بس يوم طلعت اوديها غرفتها عشان ترتاح..شافت غرفة لينا مفتوحه و كل شي فيها يشتغل راحت بتسكره مع اني قلت لها تروح غرفتها ترتاح و أنا ارتب كل شي بس هي ما توثق فيني....أو يمكن مكتوب تشوف اللي شافته
أسيل: وش شافت؟؟
حلا بحزن: لينا عندها أغراض كثيره ليوسف كانت مخبيتها عننا مشطه..عطره..أوراقه..و ثيابه..كانت حاطتهم على سريرها...انصدمنا يوم شفناهم و عرفت ليه أغلب و قتها تحبس نفسها في غرفتها و تطلع منها كئيبه
رغد منصدمه: و أمك وش سوت يوم شافتهن؟
حلا: ثارت و جلست تقول انها أكيد كذا ماراح تنساه و ان تركناها بتنجن لحد ماتعبت و ياله اقنعتها تطلع من الغرفه بدون تلمس شي كانت ناويه ترمي الأغراض كلها
أسيل: لااا هذا مو حل كذا تنهار لينا
حلا: أنا للحين ما قلت لعمر اللي شفناه..رجع امس تعبان و يوم شاف أمي نايمه و تعبانه على باله انها من خوفها على شوق..و أنا يوم جيت الصبح قفلت غرفة لينا و أخذت معي المفتاح
أسيل: و ليه داومتي و خالتي تعبانه؟ من عندها؟
حلا: أمي قالت اتصل في خالتي و أروح
أسيل: يعني أمي اللحين عندها؟
حلا: ايه
رغد: تتوقعين أمك تكلم لينا في الموضوع؟
حلا: مادري بأقول لعمر و هو يتصرف مع أمي أنا ماراح تسمع مني
رغد: أنا قايمه اجيبلك فطور شكلك من أمس مو آكله شي
حلا: مالي نفس
رغد: مو على كيفك

قامت رغد..و قاموا معها البنات و تركوا أسيل مع حلا..
بسمه: رغد مين يوسف؟؟

قالت لهم رغد سالفته..و تأثروا فيها..و في حالة لينا..
بسمه: ان كان حال لينا على فراقه كذا...كيف أجل حال اخوك طلال و هو السبب في حادث مات فيه أعز أصدقائه؟؟

سرحت رغد تفكر في طلال..كيف كانت ردة فعله على وفاة يوسف..دائما كانت تتذكر حالة لينا..بس و لا مره فكرت في طلال..تذكرت انها ما شافته يصيح أبدا..كان هادي..لا يصيح و لا يتكلم..تذكرت انه كان حابس نفسه في غرفته ما يطلع منها الا للمسجد..لحد ما يوم جاء له عمر و طلعه..(نسيت يوسف يا طلال؟ كل الوقت اشوفك تضحك و تسولف دائما رايق..معقوله هذا شعورك الداخلي؟ و الا هذا بس شي تبينه لنا؟ صح طلال كان متعلق في يوسف كثير كيف ينساه بهالسرعه..شكل الجرح للحين في قلبك يا طلال و مو بعيد يكون أكبر من جرح لينا..بس أنت تخفيه)



 

في بيت أم عمر/

رجعت حلا من كليتها..و شافت عمر لحاله في الصاله..
حلا: السلام عليكم
عمر: و عليكم السلام
حلا تجلس: خالتي راحت؟
عمر: ايه اصريت عليها تروح يوم صحيت ما يكفي جايبينها من الصبح خليها ترتاح
حلا: أنا كنت بأغيب اليوم بس أمي ما رضت و قالت لي اتصل عليها..وش أخبار شوق؟
عمر: الحمدلله أحسن اللحين
حلا بتردد: عمر أبي اقولك شي
عمر: حلا و تستأذن أكيد الموضوع مو هين..قولي

حلا قالت له اللي صار أمس..بعد ماراح المستشفى..و عمر كان يسمع و هو مصدوم..و تأكد إن إحساسه كان بمحله..
حلا: أمي ما قالت لك شي؟
عمر بشرود: لا
حلا: أكيد نادت خالتي عشان تقول لها
عمر يقوم: يمكن
حلا: بتكلم أمي..أخاف تقول للينا شي
عمر يتنهد بتعب: مادري يا حلا مادري...الله يستر
حلا: أنا كنت بأقول لأمي ما تقول لها بس عارفه انها ماراح تسمع مني..تكفى عمر كلمها أخاف لينا تتضايق لو كلمتها أمي عن هالموضوع
عمر بحزن: يعني حال لينا اللحين يسر
حلا: على الأقل مانزيدها
عمر يروح: الله يعين
حلا: ماتبي غداء؟
عمر: لا بأروح ارتاح شوي عشان العصر نروح المستشفى..ايه صح جهزي نفسك تنامين الليله عند شوق لأن لينا بتطلع من أمس ما نامت
حلا: إن شاء الله



في بيت أم فارس=العصر/

صحت أسيل و نزلت تدور أمها لكنها ماشافتها..راحت المطبخ..
أسيل: لندا وين ماما؟
لندا: راهت مستشفى
أسيل: ليه ما قومتني! مع مين راحت؟
لندا: مأ السواق

أسيل راحت و هي تتحرطم..(اللحين كيف أروح أنا؟)
اتصلت على سيف ولا رد..دقت أكثر من مره ولا رد..(شكله مو عند جواله..و أكيد حلا و خالتي اللحين بالمستشفى..مين يوديني اللحين..ايه صح بأدق على ياسمين يمروني يارب ما قد راحوا)
و اتصلت على جوال ياسمين..
أسيل: هلا ياسمين لا تقولين رحتم المستشفى
ياسمين: بسم الله سلمي أول..لا مارحنا أمي اخذت السواق و تركتنا نايمات أنا و جوري
أسيل تضحك: الحمدلله مو أنا بس اللي طنشوني
ياسمين: و أنت بعد في البيت؟
أسيل: ايه و مالقيت أحد يجيبني...انتظري هذا فارس رجع بأقوله يودينا..تجهزوا مع السلامه
فارس يطالعها بإستخفاف: و مين قال لك ان فارس فاضي لمشاويرك أنت و اللي تكلمينها
أسيل: فارس حرام عليك بأروح أشوف شوق في المستشفى منكسره يدها
فارس: ماتشوف شر..بس أنا مشغول دقي على سيف
أسيل: مالقيته
فارس: كلميها في التليفون أو روحي في زيارة الليل مو لازم تسوون جمعه عندها البنت تعبانه و تبي ترتاح
أسيل: فارس حرام عليك تلقى جاراتهم زايرينها حنا القراب ما نروح لها
فارس يقهرها: الكل راح أنت مو ضروري تروحين معهم
أسيل: مو بس أنا ياسمين و جوري بعد ما عندهم أحد يوديهم

فارس أول ما سمع اسم جوري غير رأيه..
فارس: خمس دقائق ان مانزلتي بأروح عنك
أسيل تركض: ثواني و أجي

راحت أسيل وهو يضحك على نفسه..(و بس سمعت اسمها غيرت رأيي! و الله مادري وش أبي فيك يا جوري المشكله اني أدري اني ما أحبك..بس ليه اهتم فيك مادري؟ يمكن للحين مقهور منك)



في بيت أم العنود/

راحت ياسمين للصاله..
ياسمين: جوري لقينا أحد يودينا
جوري بفرح: أكيد خالي ناصر
ياسمين: لا أسيل بتمرنا
جوري: زين أروح البس عباتي
ياسمين: بسرعه قبل يجون زين تكرم علينا فارس و بيودينا ترى لو نتأخر يمشي عننا و ما عليه
جوري جمدت: فارس اللي بيودينا؟
ياسمين: ايه وش فيك خفتي؟
جوري: لا بس استحي توقعته السواق
ياسمين: لا ما فيه غير فارس يله نلبس بسرعه

راحت جوري لغرفتها و هي تتمنى تلقى سبب يخليها ماتروح..لكنها مالقت..ما تتخيل نفسها تركب معه..
و بعد عشر دقائق..كانت هي و ياسمين تحت و دقت عليهم أسيل..و طلعوا..مشت ياسمين بسرعه أما جوري فكانت تسحب رجلينها سحب..و اللي زاد ارتباكها..ان ياسمين ركبت ورى أسيل يعني هي بتركب وراه..للحظه حست انها بتركض و ترجع للبيت..بس مسكت نفسها و ركبت..
ياسمين: مساء الخير
أسيل و فارس: مساء النور
ياسمين: وش أخبارك فارس؟
فارس: الحمدلله و أنت؟
ياسمين: تمام
أسيل: كيف الحال جوري ماسمعنا صوتك؟
جوري بهمس: الحمدلله

بدت ياسمين و أسيل يسولفون عن شوق و حالتها..و بعد لحظات من سكوتهم..تذكرت أسيل..
أسيل: فارس
فارس: نعم
أسيل: امم ممكن اطلب منك طلب
فارس: لا
أسيل: فارس الله يخليك
فارس: أحد قال لك إنك ماتنعطين وجه..وش طلبك لايكون مشوار بعد؟
أسيل: إيه بأمر محل هدايا مو حلوه ندخل و يدينا فاضيه
ياسمين: معك حق من استعجالنا نسينا حتى حنا
فارس يتريق: لا والله! عندي شغل مأجله عشان هالمشوار بعد تبون تطولونه

و ما خلص كلامه إلا أحد من الشركه يدق عليه..و بدأ يعطيه تعليماته..و جوري تطالعه..و تسمع صوته الآمر..اقتنعت إنها ما بيوم بتكون لفارس..و لو صار هالشي هي ماراح تعرف تتعامل معه..أو تكلمه في أي شي..و لا يمكن يلتقون في شي يجمعهم أبدا..
انتبهت لنفسها و شافتهم واقفين قدام محل هدايا..فرحت إنه وافق يوديهم..يعني فيه شوي إحساس..نزلت مع ياسمين و أسيل..
وفارس يطالعهم..لحظات و نزل وراهم..دخل المحل..و أخذ أرنوب أبيض كبير..وكتب في كرت إهداء لشوق..
جوري كانت واقفه قريب تطالعه وهو يكتب و مبتسمه..ماتدري ليه يوم قررت تنساه..يحببها فيه..الظاهر إنه ناوي مايتركها في حالها..و هذا الدين اللي بتدفعه عشانها تركته..كانت سرحانه بأفكارها..و فزت يوم سمعت صوته وراها..
فارس بإستغراب: بتآخذين هذا لشوق؟

التفتت جوري تشوف هي وش ماسكه..و شافت خداديه حمراء على شكل شفايف..انحرجت و رمتها من يدها بسرعه..
جوري بإرتباك: لا كنت...بس اتفرج

و راحت عنه عند ياسمين و أسيل..و أخذت لها شي على الطاير..و هي تحس نفسها قمه في الغباء حاسب عنهم فارس بعد مارفض إن وحده منهم تدفع..
و رجعوا للسياره..كانت تتمنى تسمعه يتكلم مع أسيل..لكن طول الطريق..وهو يسوي اتصالات..و مايتكلم غير في الشغل..و لا أهتم في وجودها..و لا حتى بنظره..و هالشي أحبطها..
وصلوا المستشفى..و نزلوا البنات و هي سرحانه بأفكارها..و ما حست في نفسها و هي للحين جالسه في السياره..و رجعت لها ياسمين..
ياسمين: جوري نمتي؟
جوري بإحراج: هاه لا سرحت شوي
فارس: اللي آخذ عقلك يتهنى فيه
طالعت فيه و لقته يشوفها بالمرايا..اشتبكت نظرتهم لحظه..قبل تنزل جوري و يروح فارس..


 


في بيت أبونادر/

كانت رغد تبي تروح للمستشفى عشان كل البنات هناك..بس أمها بعد ما تصلت على أم عمر و قالت إن جاراتهم عندهم..قررت تأجلها لزيارة الليل..لكن رغد انقهرت..و هي طالعه لغرفتها شافت طلال..
رغد: طلال يا عمري أبي اطلب منك طلب
طلال: طلب واحد بس! اطلبي اثنين ثلاثه

فرحت رغد لأن شكله رايق..و أكيد بيرضى لأن هناك عنده عمر..و أمها و رنا يروحون بزيارة الليل على راحتهم..
رغد: أبي أروح المستشفى أزور شوق
طلال: مو أمي بتروح روحي معها
رغد: أمي بتروح الزياره الثانيه أنا أبي اللحين كل البنات فيه
طلال: أنا أبي افهم هي زيارة مريض أو لمه و سواليف
رغد: اثنين في واحد
طلال: يله جهزي نفسك أوديك و أمري لله

فرحت رغد و راحت باسته قوه..و ركضت لغرفتها تلبس..و بعد دقائق كانت مع طلال في السياره..كانوا يسولفون و يضحكون..و فجأه خطر لها كلام بسمه..و التفتت تطالع فيه تتأكد إن كان هالضحك طالع من قلبه..لكنها ماقدرت تعرف..
و صلوا للمستشفى..و قبل تنزل رغد..
رغد: بتنتظر و إلا بتروح
طلال: وين على الله! عسى بتنزلين لحالك؟
رغد: إيه عادي أعرف الغرفه
طلال: ولو لازم أوصلك

مشت رغد مع طلال..و يوم شافت الزحمه عند المصعد..حمدت ربها إنه نزل معها..
و في الممر اللي فيه غرفة شوق..صادفوا لينا..كانت تمشي و تتكلم مع ممرضه..و تضحك..لكن هالضحكه اختفت..أول ماجت عينها في عين طلال..وقفت مصدومه تطالعه..حتى هو انصدم يوم شافها..و ضغط بكل قوته على يد رغد اللي كان ماسكها..كانت بتصرخ من الوجع..لكن يوم شافت نظرة طلال للينا..كيف مليانه حزن..و إعتذار..و ندم..سكتت و تحملت..دمعت عيون لينا اللي كانت تطالع طلال بحزن..و خوف..و كره..و عطتهم ظهرها و راحت بسرعه..لكنها ما رجعت للغرفه..يوم اختفت من قدامهم..تنهد طلال بحزن..و ارتخت يده عن رغد..اللي كانت تطالعه و معورها قلبها عليه..حس في نفسه و التفت عليها..
طلال: ماراح تدخلين؟
رغد: إلا بس أنت بتروح أو تنتظر
طلال: لا بأنتظرك دقي علي إذا خلصتي

دخلت رغد و هي نادمه إنها طلبت من طلال يجيبها..
أما طلال..فالتفت يشوف المكان اللي اختفت منه لينا..و رجع و هو شارد..شاف كراسي عند المصعد و جلس..يفكر فيها..(لمتى هالحزن يا لينا؟ لمتى و شوفتي تجرحك؟ لو أظمن إني لو اختفي من حياتك بتنسين كان من بكره ما خليتك تسمعين عني شي)
كان يفكر فيها..و شافها مرت من عنده بدون لا تنتبه له..سمعها تصيح..و قفت عند المصعد يوم شافته زحمه..نزلت مع الدرج..خاف عليها..و راح وراها..كان يمشي معها و هي و لا حاسه فيه..و لا حاسه بأي شي..حس بكل جروحه تتفتح..و بحبه المستحيل..يستحيل أكثر و أكثر..ما يقدر يساعدها بأي شي لو كان هذا كل اللي يتمناه..لأن مجرد شوفتها له..عذاب بالنسبه لها..
وقف يوم شاف سيارة عمر من بعيد..و طالعها لين ركبت..(مالي أمل معك يا لينا..كنتي حياتي و للحين ما أقدر اتخيل نفسي من دونك..لكنك ضعتي مني للأبد..ليتني أموت و ارتاح و اريحك..يمكن وقتها تحسين إنك ثأرتي مني و يلتأم جرحك)
وقف سرحان بهالأفكار مايدري كم من الوقت..لحد ما طلعه من أفكاره السوداء دق جواله..شاف رقم رغد اللي ماطرت على باله و لو ما دقت كان راح و خلاها..
طلال: هلا
رغد: أهلين طلال و ينك مو عند سيارتك؟
طلال: أنت نزلتي؟
رغد: إيه مع خالتي أم فارس
طلال: اللحين جاي

تنهد بقوه..و أخذ نفس عميق..و رسم إبتسامته المعهوده على وجهه..قبل يروح لهم..
وصل عندهم و سلم على مرة عمه و البنات..و راح هو و رغد..
و في السياره..كانت رغد تطالعه و هو سرحان بعيد..حست إنه تأثر بموقف لينا و نظرتها..هي نفسها انصدمت إن لينا للحين تلومه على اللي صار..أجل هي ما كانت تتخيل إن لينا تتضايق كل ما جابوا سيرة طلال..حست إنها مخنوقه..كانت في هم نادر..ما درت إن عند طلال هم أكبر..



*بعد أيام*

 

في كلية الحاسب الآلي/

كانت جوريطالعه من المحاضره و رايحه لمكانهم..و هي تمشي كانت تفكر في آخر مره شافت فيهافارس..كيف ماهتم أبدا في وجودها..و لا عبرها حتى بنظره..و يوم كلمها حست إنه يستهزئفيها..(هذا هو شعوره اتجاهي و أنا مصدقه عمري و عايشه في الأحلام..متى أطلعك منتفكيري يا فارس و ارتاح)
وصلت لمكانهم..بس ما لقت أحد..عرفت إن عندهم محاضره..وكعادتها الأيام اللي راحت إذا مالقتهم تروح تجلس عند ساره و شلتها..

في كليةاللغه الإنجليزيه/

كانوا البنات في المحاضره..و يسولفون بهمس..
أسيل: وشأخبار شوق؟
حلا: من يوم ماطلعت من المستشفى لها يومين و هي مزعجتنا جيبوا ليحطوا لي تقولين كلها متكسره مو بس يدها!
رغد تضحك: إيه فرصه تتدلع و تآخذ الليتبي
حلا: اتركينا منها..و قوليلي وين صرنا بخطتنا؟
رغد: قصدك ياسمين ونادر؟
حلا: إيه
أسيل: ليه خالتي رجعت لخطبة ياسمين من جديد؟
حلا: لا أمياللحين لاهيه بلينا بس ماراح ننتظر لين يتكلمون و اللحين زادت على قائمتهمجوري
أسيل: تتوقعين يفكرون يزوجونها واحد مننا هي بعد؟
حلا: هي أكثر منياسمين
أسيل: بس كيف بيفكر أحد من العيال فيها و هي كانت مخطوبه لفارس؟
حلا: وش دعوه أخوك يهتم والله مادرى عنها
رغد: والله ياسمين و جوري مظلومات ليهمايخلونهم على راحتهم
حلا: المفروض بس مين يفهم..ما قلتي وش صار علىنادر؟
رغد: قليل أشوفه و أغلب جلساته على الطاير مايمدي افتح له سالفه عنها..بساحس إنه صار يعرف عنها
أسيل: المهم يكون حاط في باله إنه يتزوج
رغد: صعبهافتح معه الموضوع أخاف يتضايق مثل آخر مره كلمته فيها مع إنها كانت مزحه
أسيل: أووف والله ما فيهم أمل اخواننا يخلون عندنا زواج الظاهر بأتزوج أنا و فصولي عشاننفرحكم
رغد بعناد: مين قال؟ أول يتزوج الكبير نادر ثم طلال بعدين يجي دورفيصل

شهقت أسيل بصوت عالي..و ضحكوا عليها البنات..و هالشي خلى الدكتوره تعصبعليهم و تطردهم..



في المستشفى=المغرب/

كانت ياسمين ترجعالملفات..و طلعت و شافت واحد واقف يبي ملفه..انصدمت يوم شافته..كانت ملامحه قريبهمن ملامح أبوها..لدرجة حست إنها تطالع فيه بشبابه..كانت حنان تكلم أحدالمراجعين..وهو ينتظر..كانت بتروح له فاتن..لكن ياسمين اللي كانت عيونها معلقه فيهالشخص..وقفتها و راحت هي..وصلت عنده و هي تطالعه بتمعن و مو حاسه بنفسها و لا الليحواليها..
ياسمين: نعم اخوي

طلب منها ملف مراجعته..و راحت تجيبه..فتحتتشوف اسمه يمكن يكون قريب لأبوها ما أحد يعرف عنه شي..لكنه كان اسم مختلف..مدت لهالملف و راح..و هي تطالعه بخيبة أمل..
ماجد اللي كان واقف يكلم حنان..كانيطالعها من يوم طلعت من الغرفه..و انقهر إنها و لا انتبهت لوجوده..و للحين سرحانهفي ذاك..
ماجد: لهالدرجه عاجبك! الله لنا اللي ماحسيتي بوجودنا

التفتتياسمين لمصدر الصوت..و شافته قريب منها..تذكرته..و بعدت عنه و بعيونها نظرة إشمئزازو قرف..و عطته ظهرها و دخلت الغرفه لين مايروح..
ماجد بإستغراب: أنا أبي افهمهالحلوه ليه مو طايقتني!
فاتن: ماجد ياسمين مو مهتمه إلا في شغلها و بس
حنانبقهر: إيه واضح إنها مو مهتمه إلا في شغلها و الدليل إنها كانت بتآكل الرجالبعيونها حتى هو خجل منها و هي و لا عليها بس قولي تحب تبين انها ثقيله عشان تجذبماجد

سرح ماجد في الغرفه اللي دخلتها..و هو مو عارف يصدق فاتن أو حنان..لكنكلام حنان كان مقنع له أكثر..لأنه من خلال تجاربه الكثيره..ياما شاف بنات يتصنعونالثقل..(ياسمين..مصيرك تطيحين في يدي..أنا وراك لين أشوف آخرهالثقل)



*
يوم الأربعاء*

في بيت أم عمر=الصبح/

صحىعمر..الساعه عشر تقريبا..كان مسافر قبل أمس عشان يشوف الطلبيه اللي تأخرت..و رجعاليوم الفجر و أهله نايمين..و لا شاف أحد منهم..ففكر يفاجأهم الصبح بجيته..و هونازل في الصاله سمع التليفون يرن..انتظر أحد يرفعه لكن ما كان أحد موجود..تأفف وراحيرد..
عمر: نعم
البنت: مرحبا
عمر: أهلين
البنت: ممكن أكلملينا؟

عمر مايدري ليه بدأ قلبه يدق بسرعه من يوم سمع صوتها..حس بشيغريب..لكن ما قدر يحدد وش هو..
عمر يطلع من الصاله: لينااااا
لينا جايه منالحوش: عمر أنت في البيت؟! حمد الله على سلامتك
عمر: الله يسلمك..وحده تبيك علىالتليفون

راحت لينا بعد ما سلمت عليه..و عمر متردد يلحقها أو لا..لكنه مشىوراها..و وقف بعيد يسمعها..
لينا: مرحبا.......أهلين وش أخبارك بعد سهرتناأمس........أنا و حلا يوم صحينا الصبح قلنا شكلنا نحلم مو معقول مساهير رجعت وكانتسهرانه معنا أمس

..
عمر انصدم من الإسم..و ثار كل ما بداخله..ما قدر يوقف مكانه طلعلغرفته..و صار يدور فيها بتوتر..فتح شباكه وطالع البيت اللي قدامه..و بالأخص الشباكاللي قدامه..شباكها..(مساهير رجعت! بعد كل هالسنين!!)
حس إنه رجع لأيام أول معإسمها..الأيام اللي ما كان يحمل فيها أي هم لأن أبوه كان حي..أيام ما كانت حياتهرايقه و بسيطه..تذكرها..تذكر ملامحها الطفوليه المبتسمه..وابتسم مثل مايسوي كلماشافها..كانت دائما تضحكه حتى لو كان معصب..رجعت له أيامهم الحلوه و ذكرياتهم..هوو هي و يوسف و لينا و طلال..كانوا دائما مع بعض..ضحك و هو يتذكر كيف خبوها مره معالأغراض في السياره عشان تروح معهم لمزرعة أبوفارس..و كيف جلست معهم كل الليل بدونما أحد يشوفها..خلوها عند النخل البعيد لحالها عشان ما أحد يدري عنها..و نسوها..ويوم تذكرها عمر راح لها..و شافها لأول مره تصيح..و لأول مره حس إنها بنت..كان دائمايجلس معها و يكلمها على أنها واحد من أصدقائه..لكن من ذيك الليله عرف إنهيحبها..كان بأول ثانوي و هي بأول متوسط..بس شكلها كان صغير..و لا كأنها تكبرأبدا..بدأ يغير معاملته لها..لكنها مافهمت ليه..و كانت تضحك عليه إذا دلعها أوعاملها بأدب..حاول يفهمها و يلمح لها عن حبه..بس هي لا حياة لمن تنادي..كل همهااللعب والضحك..لكنه ظل وراها لين فهمت بالغصب..و ليتها ما فهمت..من بكره تغطت عنهولا عاد شافها..لكن أحلامه انقطعت و هو يتذكر يوم وداعها..الوداع اللي هياختارته..اختارت أبوها..واتركت أمها لحالها..و تركت كل اللي يحبونها..و تركته هو..ومن بعدها كل شي بحياته تغير..وغيره..أول وفاة أبوه..بعدها وفاة يوسف الأخو الليماتهنى فيه..و حالة لينا اللي يحسبها نست و هي للحين بجروحها..غمض عيونه..(كنتناسيك يا مساهير و ناسي جرحك لي! ليه رجعتي؟.......بس أنت شي ماضي و راح..أنتاخترتي تبعدين..و ماراح أخليك تأثرين علي مره ثانيه..عمر اللي يحبك تغير)
سمع طقعلى بابه..بعدين ركضت له شوق و سلمت عليه..
شوق: عمر متى جيت ماصدقت يوم قالتلينا إنك رجعت
عمر: لينا وين اللحين؟
شوق: تكلم..تدري إن مساهير رجعت..أنا ماأذكرها بس يقولون إنكم كلكم تعرفونها حتى لينا يوم شافتها صاحت من الفرحه
عمر: كيف عرفتم إنها رجعت؟
شوق: أمس اتصلت جارتنا أم راشد و قالت بتجي عندنا و جتمعها وجلسوا عندنا لحد الليل
عمر: و أبوها ليه تركته؟
شوق: توفى و ولد عمهااللي كان خاطبها تركها لأنها رفضت تعيش معه برى
عمر انصدم: كانتمخطوبه؟!
شوق: ايه
عمر عصب: خلاص و أنت على طول مشغله لي راديو بحلقك
شوقتفاجأت: أنت اللي تسأل!
عمر: لا ماسألت واطلعي عني بأنام
شوق: ما تبيفطور؟
عمر: لا ماشبعت نوم

طلعت شوق..و عمر وقف عند الشباك يطالع شباكهابقهر..(يعني إضطريتي للرجعه! مو أنت اللي حابه ترجعين..طبعا لو كنت متذكرتنا كانفكرتي تزوريننا السنين اللي راحت..ليتك ما رجعتي يا مساهير)

في الحارات القديمه=الظهر/

مشت نجود وهي حاسه بالسياره اللي تلحقها من طلعت من المدرسه..لكنها ماهتمت لأن بالها كان مشغول في حالتهم..واللي بيصير فيهم..لازم تلقى حل..التفتت تطالع السياره اللي من أسابيع وهي تلحقها..وأحيانا كانت تشوفها تمر في حارتهم..وهي تطل من شباك غرفتها..ماهتمت كثير بهالشي..خاصه إن اللي فيها عمره ماحاول يكلمها..أو يضايقها..بس مع هذا كانت مستغربه ليه يلحقها..وش يبي فيها..سيارته ما كانت من حارتهم..يعني هو يجي بس عشان يشوفها و يروح..ضحكت على نفسها يوم فكرت إنه يمكن يكون معجب فيها..وهالشي خلى فكرة مجنونه تطلع في رأسها..وبدون تفكير..وبكل تهور وقفت..والتفتت على السياره..اللي وقفت معها..راحت للسياره ووقفت قريب منها..وهي تشجع نفسها تقول له اللي فكرت فيه..لأن هذا آخر حل عندها أو بتخسر كل شي..لكن أول ماطلع الشاب من سيارته و وقف قدامها انصدمت..كانت متوقعه تشوف واحد عادي..باين عليه إنه سخيف وفاضي عشان يضيع وقته وهو يلحقها..لكن اللي قدامها كان رجل بمعنى الكلمه..طوله..كشخته..ملامحه الجديه.. و حست إنه واحد مستحيل يضيع وقته بشي تافه..كيف إذا كان هالشي ملاحقتها هي..شكت إنها غلطت في السياره..والتفتت تطالعها لكنها كانت نفس السياره..التفتت عليه مره ثانيه لقته للحين واقف يطالعها..رجعت تشجع نفسها تقوله اللي تبي..حتى لو رفض وأكيد بيرفض..بس بتكون حاولت تحمي حقوقها..
نجود: أنت من أسابيع تلحقني صح؟

هز رأسه بمعنى إيه..بدون مايتكلم..و هالشي ريحها وساعدها تكمل كلامها..
نجود: تبي تتزوجني؟
 



بانت الصدمه عليه..وحست إنه توتر..ومالقى شي يقوله..
نجود: تتزوجني مسيار؟؟
سيف بذهول: هاه!
نجود: لازم أتزوج أبي يكون لي ولي أمر غير خالي...إذا كنت ماتبي بكيفك فيه غيرك بيوافق

مشت عنه وهي منقهره من تهورها..كيف فكرت إنها تسوي كذا..كيف فكرت إن واحد توقفه بالشارع وتقول له هالكلام..بيوافق..زين ماضحك عليها..أو سمعها كلام يهينها..
بعد ما مشت خطوتين..
سيف: انتظري

فزت يوم سمعت صوته وراها..
والتفتت له..
سيف: أنا موافق
نجود تتنهد بخوف: خلاص أعتقد تعرف بيتنا اليوم بعد المغرب تعال و مثل ماتعرف هالزواج لا مهر ولا نفقه ولا مسكن يعني مو مطلوب منك شي..ايه وبأقول لأمي إنك قريب وحده من صديقاتي بتلقى أبوجيراننا فيه تكلم معه...وإذا ما جيت اليوم لاتجي بكره لأنه بيكون فيه واحد غيرك

مشت عنه و هي تفكر بالطريقه اللي عرضت نفسها فيها..كانت مقتنعه إنه ماراح يوافق..بس كانت تبي تقنع نفسها إنها سوت اللي تقدر عليه..ولاتلقى شي تلوم نفسها عليه..لكنه خيب أملها و وافق..(طبعا وليه يرفض هو وش بيخسر؟ بس كله يهون ولا يأخذ خالي البيت لأن وقتها بأعيش العذاب اللي مايقارن بالعذاب اللي بأشوفه مع هالإنسان اللي مادري وش بيطلع منه..بس مايهم كل شي مايهم ماراح انكسر قدام أحد مهما يصير..وبيجي يوم أكون فيه قادره إني أتحكم بحياتي مثل ما أبي بدون تدخل من أحد)

سيف كان واقف يطالعها لين ماختفت عنه..حس إن الشمس حرقته..رجع لسيارته وسند راسه يفكر..(وش فيك ياسيف؟ وش صار لك؟ أكيد أنا انجنيت! وش زواجه اللي بأتزوجه؟ من وحده عرضت نفسها علي بالشارع! بس هي ليه سوت كذا؟ معقوله تكون من هالبنات اللي....وليه لا يعني أنا وش أعرف عنها! لا هي قالت إنها محتاجه ولي أمر..يعني يمكن مضطره..وأنا وش بأسوي؟....لو مارحت أنا بيروح لها غيري)
مشى وهو يحس نفسه بين نارين..مو قادر يتخيل نفسه يتزوج هالنوع من الزواج..و لا هو هاين عليه يتركها تروح لأحد غيره..

أما نجود فكانت تمشي بدون وعي..ماتدري كيف سوت اللي سوته..أول ما وصلت الحاره..راحت لبشاير على طول قبل تدخل لبيتها..دقت الجرس بإصرار..لحد مافتحت لها بشاير..و دخلت..
نجود: بشاير الحقيني مادري وش سويت؟!
بشاير بخوف: نجود وش فيك؟ تعالي ادخلي
نجود وهي تدخل البيت: أمك وين؟
بشاير: مارجعت من شغلها..وش فيك لاتقولين خالك أخذ البيت خلاص أنتم مستحيل تعيشون في بيته
نجود: عشان كذا سويت اللي سويته
بشاير: نجود لا توقفين قلبي تكلمي
نجود: شفتي السياره اللي قلت لك انها تلاحقني من أسابيع
بشاير بترقب: ايه؟؟
نجود: اليوم وقفت و تكلمت مع اللي فيها
بشاير: تكلمتي معه بإيش؟
نجود: طلبت منه يتزوجني مسيار عشان يكون لي ولي أمر مسئول عننا و خالي ما يأخذ البيت
بشاير تشهق: و هو وافق؟؟
نجود: ايه بس مو متأكده ان كان بيجي أو لا
بشاير عصبت: ليته ما يجي..حرام عليك يا نجود تضيعين نفسك! يعني ماتشوفين حالتي تبين تصيرين مثلي و أنت أكثر وحده تعرف الذل اللي أنا عايشه فيه..لا تحسبينه هين تكونين سلعه بيدين واحد ما يهمه منك الا....
نجود تصرخ تقاطعها: خلاااص يا بشاير لا تكملين أنا عارفه كل هذا بس وش تبيني أسوي؟ ما كان قدامي غير هالحل اللي طرى لي فجأه..يعني تبين خالي يأخذ البيت و نروح نسكن عنده في ذاك البيت اللي كل ليله فيه سهر و شرب والله أعلم بالبلاوي الثانيه اللي ماعرفها..كيف أظمن اني بأحافظ على نفسي هناك؟ يكفي سمعة البيت بين الجيران..على الأقل هذا زواج يحفظني لحد ما يطلع أبوي من السجن و كل واحد يروح في حاله

جلست بشاير بيأس ماهي قادره تصدق ان نجود يكون لها نفس مصيرها..البنت لسى صغيره..ماتهنت بحياتها..ليه تعيش الذل..و الحرمان..
بشاير بحزن: آه يالدنيا ماقساها علينا..يارب رحمتك..والله ماتستاهلين هالزواج يا نجود!!
نجود بألم: الله يكتب اللي فيه الخير..تعودنا على الهم يا بشاير صدقيني ماتفرق معي

واستها بشاير مع انها كانت تدعي انه مايجي..و خايفه لو ما جاء..وش بيصير في نجود و أمها..هالبنت كانت بين نارين..و لاتدري ايهم أهون لها..أما نجود فكانت مقويه نفسها قدام بشاير..لكن من داخلها مرعوبه..و مليانه كره..و حقد..على الدنيا و حالها..على خالها و اللي بيصير زوجها..



في بيت تركي/

كانت أسماء تطالع التلفزيون بعد الغداء و بعد مانومت إياد..جاء تركي و جلس جنبها..حست فيه و هو يطالعها بنظرات غريبه..مثل ماكان يطالعها على الغداء..من يوم رجع من الشركه وهو مو على بعضه..
أسماء التفتت له: حبيبي وش فيك؟
تركي: وش فيني؟
أسماء: أنا اللي اسألك من رجعت و أنت سرحان و ساكت
تركي يتنهد: فيه شي بأقوله لك و أخاف أضايقك
أسماء بعيون ملاها الدمع: تركي خوفتني وش فيك؟
تركي: هذا أولها دموع! لا والله تشجعين الواحد يقول لك
أسماء: تركي لا تلعب بأعصابي تكلم
تركي: فرع الشركه الجديد..لازم له مدير مسئول عنه
أسماء: اللي في الشرقيه؟
تركي: ايه
أسماء: زين و إذا؟
تركي: الشركه جديده و فيها شغل كثير لين تمشي أمورها يعني لازم واحد مننا يمسكها أنا أو محمد اخوي..و تعرفين محمد صعب ينتقل و ينقل عياله من مدارسهم و هي كلها سنه تقريبا بس لحد ماتترتب أمور الشركه
أسماء: يعني أنت اللي بتروح
تركي: ايه

سرحت أسماء تفكر كيف بتترك بيتها..و أهلها..و تروح هناك لحالها..و أكيد تركي بيكون مشغول كثير في الشركه..حتى هو ماراح تشوفه..
أما تركي فكان يطالعها..و متنكد انه ضايقها..يدري انها ما تقدر تبعد عن أهلها..و انها متعلقه فيهم..عشان كذا قال..
تركي: عمري أنا عارف انه مايهون عليك تتركين أهلك..لو بغيتي أنا بأخليك عندهم و أحاول أجي خميس و جمعه اشوفكم
أسماء تطالعه بقهر: كذا ياتركي يعني تفكر اني ممكن أخليك هناك لحالك؟ ما أحد يهتم فيك!
تركي يبتسم: بأكون أغلب الوقت بالشغل
أسماء: و لو كيف أصبر عنك كل هالوقت؟
تركي يضمها: يعني بتروحين معي
أسماء تتنهد: و أنا أقدر أخليك حبيبي..لو إنك خربت علي المفاجأه اللي كنت بأقولها لك
تركي يبعدها عشان يشوفها: أي مفاجأه؟
أسماء تبتسم: إن شاء الله هالمره نجيب ديم..اللي يتمناها أبوها
تركي ما ستوعب: أنتي....

ضمها بقوه وهو يضحك من فرحته..كان يحب البنات الصغار..و يتمنى تجيه بنت..



في سيارة سيف=بعد العشاء/

بعد تردد و تفكير وصل سيف لبيتها..من يوم طلع من بيته و هو يفكر انه يرجع..لكنه ماقدر..و هذا هو قدام بابها..لكنه ما نزل من سيارته..ما يدري ليه وافق..و مايدري ليه مايقدر يرفض..حتى فكرة إنه يتزوج ومسيار بعد وبدون معرفة أهله ماقدرت ترده..ولا زواجه من وحده مايعرف عنها..إلا إن لها أحلى عيون على وجه الأرض..و إن صوتها يذوب الحديد..و هالشي خلاه ينزل من سيارته..و يطق باب بيتها..

صار كل شي بسرعه بدون مايحس..كان يتكلم مع الشيخ و جارهم و يوقع على زواجه منها بدون أي شعور..وفجأه شاف نفسه لحاله في المجلس..بعد ماراح أبوجيرانهم يوصل الشيخ..ماعرف وش المفروض يسوي..أو وش اللي بيصير..لكنه فضل يروح الليله ويجي بكره يكلمها..وقف بيطلع..لكنه سمع أحد يمشي..و بدت دقات قلبه ترجف داخل صدره..وقفت عند الباب..
نجود: السلام عليكم

لكن سيف ماقدر يرد..تخيل إنها حلوه..لكن ماجاء في باله تكون بهالروعه..كان فيها جمال زايد عن حده..مايناسب الجلابيه الزرقاء الباهته اللي تلبسها..لكنها مثل اللي يلمس التراب يصير ذهب..خلت هالجلابيه في عينه أرقى لبس ممكن يشوفه..طلع صوته غريب عنه وهو يرد عليها..
سيف: و عليكم السلام

استغربت نجود من طريقة نظرته لها..
نجود: أبوسعد راح؟
سيف مبلم: هاه
نجود: أبوسعد جارنا
سيف: وش فيه؟
نجود: كنت أسألك اذا راح

كانت مقويه نفسها و هي داخله و تبي تبين له من أولها انها مو ضعيفه..و مو خايفه منه..عشان مايسوي فيها اللي يسويه زوج بشاير فيها..لازم تكون قد تهورها..لكن هاللحين و هي تشوفه..ما صارت تعرف وش تقول أو وش تسوي..و ندمت على اللحظه اللي وقفت فيها و كلمته..تمنت تكون حلت مشكلتها بالزواج من أي أحد غيره..لأنها ماتدري ليه مو مرتاحه له..و تحس انه يسبب لها شعور غريب..مايخليها تقدر تتنفس..
قرب منها و هو ناسي كل الدنيا و مو حاس إلا فيها..وقف قدامها..حط يدينه على أكتافها..و أول ماحست بدفاهن ارتجفت..رفع راسها بيده و خلاها تطالعه..كانت تتوقع تخاف من نظرته..تتوقع نظره مثل اللي كلمتها عنها بشاير..نظرة واحد يقيم البضاعه اللي أخذها..لكن اللي صدمها..كانت النظره غير
يتبع
 

@
،،النــزف الحـادي عشـــر،،@


في بيت أم عمر/

صحى عمر و شاف الوقت ليل..ما عرف كم من الوقت نام..و لا عرف الأفكار اللي كانت تضج براسه حقيقه أو أحلام.. مل من تقلبه..شاف ساعته لقاها عشر..قام و هو يتأفف..(و كأن هذا اللي ناقصني!)
طلع من غرفته و نزل تحت و شاف حلا في الصاله..قامت تسلم عليه..و بعد ماجلست..
حلا بفرحه: تدري إن مساهير رجعت
عمر يطالعها بإستخفاف: و الله بدري! كان انتظرت عشر سنين أحسن
حلا: لا هي.....
عمر يقاطعها: تراي جوعان روحي خليهم يجهزون العشاء مو فاضي أنا اسمع قصة حياة مساهير

راحت حلا للمطبخ..و شافت لينا و شوق..
حلا مبرطمه: عمر صحى جهزوا العشاء
لينا: وش فيك مكشره؟
حلا: متحمسه بأسولف لعمر عن مساهير أبي اشوف ردة فعله إذا عرف إنها رجعت آخرتها ما هتم و فشلني

لينا تبتسم..(كنت عارفه إنك تغيرت يا عمر مو أنت عمر الأول اللي فاضي يحب و يسأل و يهتم..الظاهر إنك نسيتها من زمان)
شوق: حتى أنا اليوم الصبح قلت له إنها رجعت و بعد ما سألني و أخذ الأخبار مني عصب علي و قال تراك أزعجتيني
حلا بخبث: و مسويلي فيها ثقيل و مايبي يعرف أخبارها وهو آخذ التفاصيل من رويترز
لينا: تتوقعين للحين يفكر فيها؟
حلا: على الأقل مقهور منها لأنه قال(تقلد لهجة عمر) بدري كان انتظرت عشر سنين

دخل عليهم عمر و سكتوا فجأه..و كل وحده تطالعه..
عمر: خير أول مره تشوفوني!
حلا تصرف: لا بس اشتقنالك هاليومين اللي سافرت فيهن ما لقينا أحد يهاوشنا

على العشاء_كانوا جالسين يسولفون..لكن حلا كانت تطالع عمر و ناويه تتسلى فيه..(مو مسوي نفسه و لا هامه بنشوف)
حلا: تدرين يمه لازم نسوي عزيمه لكل الجيران عشان نحتفل برجعة مساهير
لينا: والله فكره
عمر: الحمدلله
أم عمر: وين ما أكلت شي!
عمر: شبعت لازم اطلع اللحين

راح و حلا تطالعه بخبث..(أبي افهم ليه مو طايق سيرتها؟ زين ما يحبها بكيفه لكن ليه معصب عليها؟)



في بيت أم راشد/

كانت مساهير تدور في غرفتها و هي تفكر..(كل شي تغير..كنت احس إني راجعه لحياتي اللي قبل..نسيت إن خمس سنين وقت طويل ما يبقي أحد على حاله..أبو عمر توفى..و يوسف توفى و طلال السبب و لينا اللي متعلقه للحين بالماضي صرت احسها بقايا إنسانه..آه وعمر..وش تأثير كل هذا عليه؟ تغيرت أنت بعد؟......ياليت اعرف ردة فعلك إذا عرفت برجعتي؟ تهتم؟ أو الحب القديم مات في قلبك..و صرت في حياتك اسم مثل باقي الأسماء)
تمنت إنها ماتركتهم زمان..تمنت إنها عاشت معهم أحزانهم..قهرها شعور إنها غريبه بين أهلها..لأنها من يوم رجعت حست إنها لقت نفسها..كل السنين اللي عاشتها مع أبوها و عمانها ما كانت تحس بحياتها..كانت تمثل إنها منهم..مع إنها و لايوم حست بالإنتماء لهم..(أمي و راشد تقبلوني بسرعه و حسيت إنهم مثلي فرحانين برجعتنا لبعض..و لينا و حلا و خالتي أم عمر كلهم ما نسوني حسيت إني للحين غاليه عندهم و كأني ما غبت كل هالسنين..بقى أنت يا عمر؟......و الله إني غبيه..على بالي إني للحين مراهقه..خلاص أنا كبرت و عمر أكيد كبر تفكيره..و صرت مجرد ذكرى من أيام الطفوله ما تثير فيه اللحين أي مشاعر..)


 

*من بكره*

في بيت نجود/

صحت نجود الفجر..و يوم شافت سيف نايم جنبها كانت بتصرخ..لكنها مسكت نفسها و تذكرت إنها تزوجت..و الظاهر زوجها ما يضيع وقته..قامت من سريرها..و طلعت من غرفتها كلها..راحت تسبحت و بدلت ملابسها..لبست بنطلون جنز رمادي باهت و قديم..و تي شيرت واسع و طويل لونه أسود..و رفعت شعرها الأسود الطويل و لفته بآخر راسها..شافت نفسها بالمرايا..و ارتاحت لمنظرها اللي ما يلفت النظر أبدا..و ما فيه أي أناقه أو أنوثه..صلت الفجر و هي تدعي ربها يكفيها شر هالحياة الجديده اللي دخلتها..و راحت لغرفة أمها و شافتها تصلي..طلعت و راحت للمطبخ تسوي فطور لأمها..عشان تأخذ علاجها..أخذت الخبز من الثلاجه و راحت تسخنه على النار..و طلعت البيضتين اللي أخذتهم من الجيران عشان أمها اللي محتاجه أكل يحسن صحتها..سوت لها حليب و هي تطالع العلبه اللي مابقى فيها شي لبكره..و تتحسر..توه باقي يومين على معاش الشوؤن اللي ياخذونه..راحت لأمها و شافتها في الصاله..
أم نجود: نجود؟
نجود تحط الفطور: صباح الخير يمه
أم نجود: صباح النور

راحت لها و هي واقفه تتسند بالجدار عشان تعرف طريقها..و مسكتها مع يدها لين ماجلستها..
و عطتها فطورها..
أم نجود: وش أخبارك يمه؟
نجود: الحمدلله
أم نجود: افطرتي
نجود: هذا أنا افطر

و بدت تشرب من الماء اللي جايبته عشان تقنع أمها إنها تفطر معها..
أم نجود: و زوجك وينه؟
نجود: نايم
أم نجود: يعني هو للحين هنا؟
نجود: إيه
أم نجود: سويتي له فطور؟
نجود: هذا اللي ناقص نفطره بعد! يروح يفطر عند أهله
أم نجود: أجل وديني غرفتي أخاف يصحى

ودتها نجود غرفتها..و هي عارفه إن أمها ماتبي تشوف هالزوج..و لا هي راضيه عن الزواج كله..بس ما كان بيدها حل إلا إنها تعارض أمها هالمره..يعني إذا ماتصرفت هي من اللي بيتصرف..خافت إن خالها يضغط عليهم و يضطرون يبيعون البيت..طالعت غرفتها بقهر..و هي تتمنى تستأصلها باللي فيها من البيت كله..(وش فيه هذا ما يقوم؟)

في غرفتها_صحى سيف..مصدع راسه من صوت المكيف العالي..و هو حاس بالحر..و كأن هالمكيف على هالإزعاج مايشتغل..غمض عيونه يستوعب وش صار..تذكر أمس..كيف نسى الدنيا..و لا كان مهتم إلا فيها..(نجود! آه يا نجود وش سويتي فيني؟)
فتح عيونه يطالع المكان اللي هو فيه..غرفتها..دارت عيونه فيها..شاف جدرانها المتصدعه..و تسريحتها اللي كانت مرايه معلقه على الجدار وطاوله..ما عرف هي مكتبه أو تسريحه..كان عليها كتب و أقلام..و شاف دولابها اللي كان بدرفه وحده و الثانيه مكسوره..و انتهى بسريرها الصغير اللي رجلينه تعدته و هو نايم عليه..جلس على السرير و شاف وسادتها..كانت كاتبه عليها بقلم أخضر..{نجودي أنت قويه..نجودي تحدي الأيام..نجودي في النهايه بتنتصرين}
ابتسم بحزن..و التفت لغرفتها كانت صغيره بالحيل..لدرجة إنه يحس إنه ملاها..(يعني اللحين أنا متزوج! وش بيصير بعدين؟ ماتخيلت نفسي أنزل أبدا لهالمستوى..زواج مسيار! و أنام مع وحده ما أعرف عنها غير اسمها! مادري وين راح عقلي و تفكيري؟حاس إن كل اللي أنا فيه خطأ بخطأ..و هي ياترى وش تحس فيه اللحين؟ وش تقول عني؟)
كانت الأفكار تدور في راسه..و يحس ان ما فيه أي طاقه..و مو قادر يركز تفكيره و يعرف وش بيسوي..(لازم اصحصح أول و آخذ وقت ارتب فيه أفكاري..واللي بأقوله لها)
و كأنه بطاريها استحضرها..شافها واقفه عند الباب..تطالعه بنظرات خاليه من أي مشاعر..حس بنبضاته تزيد أول ما شافها..كان وجهها مثل الصبح ..ابتسم لاشعوريا..و نسى كل اللي كان يفكر فيه..
سيف: صباح الخير
نجود: صباح النور

سيف كان يطالعها يحاول يعرف إحساسها..لكنها كانت عاديه..تكلمه و تطالعه و كأنهم من سنين مع بعض..
سيف: أبي آخذ لي شاور

نجود تأففت بسرها..(الظاهر إنه ناوي يطول..هذا ما عنده أهل يروح لهم؟ لايكون مقطوع من شجره و أتورط فيه! ناقصه أنا مصاريف)
سيف يطالعها: فيه شي؟
نجود: لا تعال معي

مشى وراها سيف و هو يطالع البيت و يطالعها..وقفت عند باب الحمام..
نجود: بأروح أجيبلك منشفه

راحت نجود و سيف يطالعها..مستغرب كيف تكلمه و تتصرف معه عادي..و هو كان منحرج و ياله يتكلم..
بعد ربع ساعه طلع سيف..دورها في غرفتها ماشافها صلى الفجر..و رتب الكلام اللي بيقوله لها..و نزل تحت..و شافها واقفه عند باب المدخل....راح و وقف جنبها..كانت السماء زرقاء..و الصبح توه بدأ يطلع..و نسايمه الخفيفه أرست لوجهه خصلات انفلتن من شعرها..شم فيهن ريحة الورد..حس ان الدنيا واقفه على هاللحظه..و سرح لبعيد..لكنه و بصعوبه رجع نفسه للواقع عشان يقدر يكلمها..
سيف: نجود لازم نتكلم

نجود تلتفت عليه..و تتقدم خطوتين و تجلس على درج المدخل..
نجود: تكلم اسمعك
سيف بإستغراب: هنا؟!
نجود: إيه

 


جلس مثلها على الدرج..و صار قريب منها..و يوم التفتت عليه و شاف ملامحها و بالأخص عيونها نسى كل الكلام اللي كان بيقوله..
سيف: نجود ليه كنت مضطره لهالزواج؟
نجود: مثل ماقلت لك أمس أبي ولي أمر لي غير خالي لأنه يبي يآخذ البيت هو باع حصته في البيت لأمي من سنين لكن اللحين يبينا نبيعه و نروح نسكن عنده

سيف يطالع البيت المتهالك و هو بنظره إنه مايسوى تضحي بنفسها عشانه..
سيف: أبوك متوفي؟
نجود: لا في السجن

سيف كان بيشهق لكنه مسك نفسه..
سيف: ليه؟
نجود: عليه دين ما قدر يسدده
سيف: و أنت ماعندك أقارب؟ اخوان؟
نجود: لا
سيف: و مين اللي يصرف عليكم؟
نجود: نآخذ معاش من الشؤون
سيف: و مين مسئول عنكم؟ يعني إذا احتجتم شي
نجود: أنا مو محتاجه لأحد

سرح سيف يستوعب الكلام اللي سمعه و يحاول يتخيل حالتها..ما توقع إنها وحيده و فقيره لهالدرجه..يطالعها و يحس إن كل هالمكان ماتستاهله..
أما نجود فكانت مستغربه ليه يسأل..و توقعت إنه يبي يتطمن إن ما فيه لها أحد بهالدنيا يحاسبه عشان يجي عندها و يروح على راحته..و احتارت هو ليه للحين ماراح..مو بشاير تقول إن زوجها أول مايصحى يروح..هذا وش يبي للحين جالس..
سيف: أنا بأروح اللحين تبين شي؟
نجود بإستغراب: لا وش راح أبي يعني!
سيف: أي شي يمكن تكونين محتاجته
نجود: لا قلت لك مو محتاجه شي من أحد
سيف: بس أنا مو أي أحد أنا زوجك..عندك جوال؟

نجود تطالعه بقهر..(وش فيه هذا مايفهم أو مو صاحي..اللحين مايشوف البيت و الحاله اللي حنا فيها..بعد كل هذا يسأل عندك جوال)
نجود: لا
سيف: أجل كم رقم تليفون البيت؟
نجود: ما عندنا خط ثابت
سيف يتنهد: زين أنا رايح مع السلامه
نجود من غير إهتمام: مع السلامه

طلع سيف و ركب سيارته وراح للمزرعه عشان يأخذ سيارته الأصليه..(حياتها غريبه..ما تخيل ان فيه بنت بعمرها تتحمل كل هالمسئوليه لحالها..كل اللي مرت فيه أكيد هو اللي خلى عندها هالقوه و الإعتماد على النفس..بس هي وش تحس في هالزواج؟ عندي إحساس إنها و لا فارق معها متزوجه أو لا)

أما نجود فأول ما طلع سيف راحت تتطمن على أمها..ثم راحت لبشاير..اللي خافت يوم شافتها جايه بدري كذا..
نجود: زين لقيتك صاحيه
بشاير: و أنا قدرت أنام أصلا
نجود: ليه صاير شي؟
بشاير: كنت أفكر فيك..نجود مو قادره أصدق إنك تزوجتي مسيار
نجود: و لا أنا للحين مو مصدقه قبل شوي يوم طلع من عندي حسيت إني افتكيت و مابي أفكر إنه بيرجع مره ثانيه
بشاير: و كيف لقيتيه؟
نجود تتنهد: مادري احس تصرفاته و نظراته حتى كلامه غريب
بشاير: ليه؟
نجود: ما رتحت له خاصه نظراته احسها تأخذ كل الأكسجين مني لين ما أقدر آخذ نفسي
بشاير: أكيد نظرات تفحص
نجود: هذا اللي كنت متوقعته بس لا مو كذا
بشاير: أجل كيف؟
نجود: احسه و هو يطالعني سرحان و يفكر بشي ثاني
بشاير: و الله ما فهمت عليك! زين تكلمتم قالك متى بيجي مره ثانيه
نجود:لا..بس سألني عندي أقارب و مين يصرف علينا.....ايه و قبل يروح سألني لو كنت محتاجه شي
بشاير: يمكنه اللحين فرحان فيك يعني أول الزواج دائما كذا يكون متحمس قبل يمل لكن إذا تعود عليك يبدأ هو اللي يطلب مو أنت..هو كبير؟
نجود: لا تحسينه بالعشرينات
بشاير: ما عرفتي عنه شي؟
نجود: لا كان كل همي إني ارتاح منه
بشاير: للحين ما نقدر نعرف مين هو أو كيف بيعاملك..الله يستر منه
نجود: و لا يهمك أنا ماراح أكون ضعيفه قدامه


 

في بيت أم فارس/

رجع سيف و أهله للحين نايمين..و دخل غرفته و أخذ له شاور على مستوى و بدل ملابسه..و جلس على السرير وملامح نجود و صوتها تدور في باله..و فز يوم انفتح الباب فجأه..
أسيل بقلق: سيف الحمدلله إنك جيت وين كنت؟
سيف: صاير شي؟
أسيل: لا بس خفت عليك ما نمت و أنا انتظرك..و من أمس ادق عليك مقفل جوالك
سيف بإرتباك: أنا..كنت ناسي اشحنه..جلست في شقة واحد من العيال و راحت علي نومه
أسيل: المهم إنك بخير..افطرت؟

سيف تذكر إنه حتى ما تعشى..و توه يحس بالجوع..
سيف: لا و ميت جوع
أسيل: اللحين اخليهم يجهزون لك فطور

طلعت أسيل و سيف يطالعها بحنان..كانت دائما تحبه حيل و تهتم فيه..و سأل نفسه لو عرفت إن هالأخو اللي تعزه و تفتخر فيه يكذب عليها و إنه متزوج مسيار..وش بتكون نظرتها له..وش بتكون نظرة أهله..(مع كل هذا مو قادر أتراجع فيه شي يشدني لك يا نجود و مو قادر أقاومه..احس إنك محتاجه لي..و ما أقدر اخليك لحالك)



في بيت أبونادر=العصر/

كانت رغد جالسه في الصاله مع رنا و أمها..و دخل عليهم نادر و طلال..و جلسوا يتقهوون معهم و يسولفون..أما رغد فكانت سرحانه تفكر في إخوانها..نادر و طلال..كل واحد عنده هم مو معترف فيه..(نادر صار أحسن اللحين على الأقل صرنا نشوفه يجلس معنا لو كانت هالجلسه ما تكمل ساعه و حتى صار يطلع كل جمعه مع الشباب و يدخل معهم..بس طلال مين يقدر يشيل من باله عقدة الذنب اللي يحسها اتجاه لينا)
طلال: رغوده وين رحتي؟
رغد: أفكر
طلال: في إيش؟
رنا تتلقف: بالفلم اللي شافته اليوم و طلعت و عيونها منفخه من الصياح
فيصل يدخل: و أنا أقول وش جاب الهنود في حلمي أثاري هذا صوت تلفزيونك أنا الغلطان اسكن جنبك صدق لا قالوا أختار الجار قبل الدار
رغد: أشوفك صحيت بدري..ليش توك تقوم؟
فيصل: من إزعاجك مانمت إلا بعد ما خلص الفلم
رغد: نادر أنت سمعت شي؟
نادر: لا
رغد: شفت إنك كذاب
فيصل: نادر غرفته قدامك مايسمع أنا جداري بجدارك
طلال: عاد هي وش ذنبها كان أذانيك تسمع من ورى الجدران
رغد تضحك: حلوه

و دق جوالها..و فيصل قريب منه و أخذه يشوف الرقم بحماس..توقعها أسيل..لكنه بعد ماشاف إسم مرام رماه على رغد بملل..كان مقهور له سنه ما سمع صوتها..و من يوم تغطت عنه ما في يوم خدمته الصدفه و خلته يشوفها..
ردت رغد..
رغد: مرحبا
مرام: أهلين رغد وش أخبارك؟
رغد: تمام و أنت؟
مرام: الحمدلله..وش عندك اليوم؟
رغد: مادري للحين ماعندي شي
مرام: خلاص أنا عازمتك أنت و سهى و قولي لأسيل و حلا يجون بعد لأن ماعندي أرقامهم
رغد تفاجأت: سهى بتجي عندك؟
مرام: إيه أمي عازمه أمها و بتعزم أمك بعد
رغد: زين أكلم البنات و أقولك
مرام: انتظرك مع السلامه
رغد: مع السلامه

سكرت رغد..
أم طلال: وش تبي مرام؟
رغد: عازمين خالتي و تبي تعزمنا وتبيني أقول لأسيل و حلا يجون
أم طلال: ليه البنات مو رايحات مع الحريم للزواج؟
رغد: أي زواج؟
أم طلال: زواج وحده من معارف أم فارس
رغد: أكيد لا..أمس في الكليه ماقالوا شي
أم طلال: زين أجل قولي للبنات يجون معنا..ياحليلها مرام تبي تتجمعون مع بعض

قامت رغد تدق على أسيل مع إنها عارفه جوابها من اللحين..
أسيل: أهلين رغوده
رغد: هلا أسيل
أسيل: رغد وش رأيك تعزميني عندك؟
رغد: أنا داقه أعزمك أنت و حلا
أسيل بفرح: والله! أنا أقول ما فيه أحد يحس فيني مثل رغودتي..بس حلا ماراح تجي مسوين حفله لبنت جارتهم أم راشد اللي رجعت
رغد بخوف: إيه بس أنا مو داقه أعزمك عندي
أسيل: أجل وين؟
رغد: مرام دقت تعزمنا عندها
أسيل: أنت من صدقك؟
رغد: إيه عازميننا و خالتي و قالت أناديك أنت و حلا
أسيل بقرف: مالت عليها هذا اللي ناقص أروح لها بيتها بعد!
رغد: كنت حاسه إنك ما بترضين..أسوله تكفين عشاني مابي أروح لحالي
أسيل: استحاله
رغد: لكنها عزمتك يمكن تبي تبدأ من جديد
أسيل: لا جديد و لا قديم هي متأكده إني ماراح أجي
رغد: خلاص اقهريها و تعالي معي
أسيل: لا ما عندي إستعداد أرفع ضغطي..لا و سهى فيه بعد ماطيقها و إذا بدت تسبل بعيونها كل ماجاء طاري فيصل ودي أقوم اذبحها
رغد بملل: يعني أروح لحالي؟
أسيل: لا تروحين تحججي بأي شي
رغد: ما أقدر خاصه إذا كانت أمي رايحه لهم
أسيل: أووف أنا عارفه وش جايبهم من الشرقيه كانوا مريحين!
رغد: زين وش بتسوين أنت؟
أسيل: مادري بأشوف إذا أسماء في البيت أو بأروح لحلا
رغد: أوكي مع السلامه
أسيل: مع السلامه والله يعينك

 

رجعت رغد عند أهلها..و فيصل كان متحمس يوديهم عشان يشوف أسيل..
أم طلال: هاه بيجون عمتك دقت تسأل؟
رغد: لا
أم طلال: ليه حرام عليهم يفشلون مرام و هي أول مره تعزمهم
رغد: أسيل بتروح لأسماء....
أمها تقاطعها: والله أسيل مادري وش فيها صايره كذا ماتستحي..كم لها عمتها في الرياض و لا مره راحت لبيتها كل يوم طالعه بحجه شكل

قامت عنهم..و رغد تفكر لو أسيل عرفت وش قالت أمها لا و قدام فيصل..وش بتكون ردة فعلها..حتى فيصل قام معصب لأن الفرصه اللي كانت بتخليه يشوفها هي ضيعتها بعنادها..طالعته رغد بإستغراب..
طلال: أووه زعلوا على الحبيبه و مارضى عليها
رغد: أمي تبالغ و إذا انشغلت أسيل و ماراحت مافيها شي عادي
رنا: معذوره أسيل أنا اطفش إذا رحت عند عمتي
رغد: خلاص اسكتي لاتسمعك أمي مو ناقصين
رنا: خلاص عشان ماتزعل أمي دقي على حلا هي عادي تجي و خليها تجيب شوق معها
رغد: والله مصلحجيه تدور وناستها..أصلا حلا و أهلها عندهم عزيمه بمناسبة رجعة بنت جيرانهم اللي راحت من سنين
طلال يتذكر: مساهير؟!
رغد بإستغراب: مادري بس أسيل تقول بنت أم راشد
طلال انصدم: مساهير رجعت؟
رغد: تعرفها؟
طلال: إيه اتذكرها كانت دائما تجلس في بيت أم عمر و كأنها ساكنه عندهم

ابتسم طلال و هو يتذكر ذيك الأيام..أيام كانت الفرحه تعرف طريقها لقلبه..و الأهم تعرف طريقها للينا..تمنى يدفع عمره بس يشوفها لينا اللي يتذكرها..تخيل لو يوسف ما مات..كان يمكن لو عرف إنها مرتاحه..يقدر ينساها..بس يمكن رجعة مساهير ترد شوي من لينا الأولى..
طلع من أفكاره..و ماشاف عنده إلا نادر..
طلال: بسم الله وين رغد و رنا؟
نادر يبتسم: اللي آخذ عقلك قبل شوي طلعوا
طلال: و أنت ماراح تطلع
نادر: إلا رايح للشرقيه
طلال: الخميس عاد! مايمديك
نادر: بأجلس هناك أسبوع
طلال: يعني مو معنا في الطلعه بكره؟
نادر: لا زواج ولد خالي الأسبوع الجاي و أبي أساعدهم
طلال: يله نشوفك على خير
نادر: سلم على الشباب و اعتذر منهم



 
في بيت أم سامي/

لبست سهى و كشخت على الآخر..و هي تحط لمساتها الأخيره..سمعت جوالها يدق..شافت رقم مرام و ابتسمت..
سهى: هلا
مرام بفرح: خطتنا نجحت
سهى: والله!
مرام: و أنت عندك شك؟ انها كانت بتوافق تجي
سهى: مادري قلت يمكن عشان رغد
مرام: لا حبيبتي هي تعرف زين اننا مانطيق بعض..بس اللحين أنا عند رغد و خالتي أم طلال اني الطيبه اللي تبيها و هي المغروره اللي شايفه نفسها..وش رأيك في أفكاري؟
سهى: خطيره و أنا بعد مو هينه
مرام: و أنت وش سويتي؟
سهى بفرح: خليت سامي يروح بالسواق لصديقه و كذا ماصار عندنا أحد يجيبنا لكم غير فيصل
مرام: حلو اللحين تعجبيني..و صدقيني كلها مسألة وقت و نفتك من أسيل
سهى: أتمنى لأنه بيصير صعب اني أخسر فيصل بعد ما صار عندي هالأمل
مرام: ما بتخسرينه خليك وراي و ما بتخسرينه..بس اللحين اذا جاء لازم تسوين اللي أقولك عليه

سكرت سهى و فكرة مرام تدور في بالها..أعجبتها الفكره بس خافت ان ردة فعل فيصل تكون عكس توقعات سهى..و ترددت تسويها أو لا..لكنها و هي تنزل مع الدرج و تسمع صوته لحاله..نزلت بكل تهور و نفذت الخطه..
وقفت قدام فيصل تمثل انها مصدومه بوجوده..قبل تغطي وجهها بيدينها و ترجع من الصاله اللي كان واقف فيها..كان قلبها يدق بقوه و لا عرفت كيف كان شعوره يوم شافها..أو حتى ان كانت مثلت زين انها انصدمت بوجوده..(كنت مرتبكه ما نتبهت كيف ردة فعله..أخاف باين اني قاصده أدخل..لااا لو بان هالشي بأطيح من عينه أكيد..الله يستر من فكرتك يا مرام)
بعد دقايق كانوا معه في السياره..ما تجرأت تسلم عليه كالعاده..و لا هو حاول يسلم عليها أو يكلمها..حست انه غريب حتى بكلامه مع أمها..لكن ماقدرت تفهم وش ردة فعله على اللي صار..لأنها كانت متوتره و خايفه..و هي تعيد الموقف اللي صار يمكن تتذكر كيف كان يطالعها..أو كيف هي مثلت الموقف..بالنهايه تمنت انها ما سوت هالشي..هي مو متحمله ان فيصل مو حاس فيها كيف بتتحمل لو عرفت انه مستحقرها..



في بيت أم عمر/

رجع عمر للبيت من المصنع..عشان يبدل ملابسه و يطلع مع شلته..لكنه و هو يدخل شاف الخدامات يرتبون البيت و يدخنونه..
راح للمطبخ..و هناك شاف لينا و لأول مره متحمسه و هي تجهز و ترتب الحلويات اللي قدامها..
عمر: خير وش عندكم؟
لينا بحماس: مو قلنا اليوم بنسوي حفله بمناسبة رجعة مساهير

عمر حس بالقهر..لكنه كتم هالشعور مايبي يخرب على لينا فرحتها..و يمكن هذا الشي الوحيد اللي بتفيد فيه رجعة مساهير..
عمر: شكلك فرحانه برجعتها؟
لينا: طبعا يا عمر هاذي مساهير هاذي أختي..بس أنت شكلك نسيت و إلا كان ماسألت هالسؤال!

عمر..(ياليتني نسيت..كان ماحسيت بالقهر اللي أنا حاس فيه اللحين لدرجة لو أشوفها قدامي خنقتها بيديني)
عمر: خمس سنين تنسي يا لينا
لينا بحزن: لو كنت تحب بصدق ماراح تنسى لو بعشرين سنه

عمر حس ان هالكلام عن يوسف..و تنهد على حال لينا..اللي دائما شاغل باله..

عمر يغير الموضوع: ولو اني أشوف انها ماتستاهل هالحفله بس عشانك باسأل محتاجين شي؟
لينا: حرام عليك يا عمر ليه حاقد عليها؟
عمر: أنا مو حاقد و لا مهتم فيها أنا بس أذكر انها تركت أمها و راحت وراء أبوها بس عشان فلوسه
لينا بدفاع: عمر لا تقول كذا أنت عارف ان مساهير كانت متعلقه في أبوها بعدين أم راشد كان معها راشد
عمر بملل: قفلي على هالموضوع يا لينا لأني مالي خلق..و قوليلي تبين شي؟
لينا: لا مشكور ما تقصر
عمر: زين أنا طالع أبدل و بأروح عند العيال

تركها عمر و طلع لغرفته..و هناك فتح شباكه و شاف غرفتها للحين بستايرها الليمونيه..كانت منوره..و حس انها هناك جالسه على تسريحتها اللي مابينه و بينها غير هالستاير..هز رأسه يطرد الأفكار اللي فيه بقهر..و سكر شباكه بكل قوته..(وش فيك يا عمر ما سرع رجعتك الخبل اللي يحبها من سنين..و اللي ماتحلى له الدنيا الا لاشاف ضحكتها..بس لا أنا بأدفعك ثمن السنين اللي بعدتيها يا مساهير..لازم أطلع فيك كل القهر اللي كنت سببه..الله جابك لي)


 

في سيارة سيف/

كان ماشي مايدري الى وين و يفكر..مايدري ليه رفض يجتمع مع طلال و عمر..و ليه اتحجج انه معزوم عند زميل له في الجامعه..(معقول اني أفكر أروح لها؟....لازم اتكلم معها..مابيها تكرهني بعد اللي صار أمس و هذا اللي شفته بعيونها اليوم..كنت احسها مو مصدقه متى تفتك مني....فيها شي غريب أبي افهمه..هي مو مثل أي بنت..أو يمكن ظروفها و الحاله اللي هي فيها خلتها تنسى انها بنت..احسها عاملتني كأن بيني و بينها مصلحه..ما كانت تعاملني أبدا كأننا رجل و مره متزوجين)

خطر في باله شي..و غير طريقه لأقرب مول..

في بيت أم فارس/

جلست أسيل تدور بملل في البيت بعد ماراحت أمها..و اتصلت على أسماء و قالت انها معزومه عند أهل رجلها و راح تجيهم بكره..فكرت تروح لحلا..بس هي ماكان لها خلق لاجتماعات كبيره..فجأه طرت عليها جوري..(صح كيف كنت ناسيتها!)
بس تذكرت ان السواق مع أمها..و سيف طلع لزميله قبل ساعه..و مابقى في البيت غير فارس اللي من العصر دافن نفسه في المكتب..و ما تجرأت تروح تطلب منه..
لكنه بعد نص ساعه طلع و شكله مستعجل بيروح..
فارس: أسيل وش تسوين في البيت لحالك؟
أسيل: أمي معزومه و أسماء عند أهل رجلها و....
فارس يقاطعها: خلاص خلاص أنا مو فاضي أسمع تحركات العائله لازم اروح اللحين
أسيل: و أنا؟
فارس بملل: وش فيك؟
أسيل: تتركني لحالي
فارس بإستهزاء: تبيني أجلس معك يعني؟!
أسيل تجرأت: لا ودني بيت أمي حصه على طريقك
فارس يطالعها: و مين قالك انه على طريقي؟
أسيل: لا يعني دامك طالع
فارس يتأفف:تروحين تلبسين عبايتك و تجين ماعندي استعداد انتظرك تبدلين و تتعدلين

أسيل تطالع بنطلونها الرمادي الخفيف و بلوزتها الورديه البسيطه اللي كان باين انه لبس بيت مو طلعه..بس ما كان قدامها حل غير انها تروح فيهن..أو تجلس لحالها..و ركضت لغرفتها و أخذت عبايتها و نزلت قبل يطرأ عليه شي يخليه يغير رأيه..لكن و هي تركب السياره تذكرت شي و كانت بتشهق..بس مسكت نفسها في آخر لحظه..تذكرت انها مادقت على جوري و لا تدري ان كانوا في البيت من الأساس أو لا..تخيلت شكل فارس لو قالت له كيف بيعصب عليها..عشان كذا اسكتت و هي تدعي انهم يكونون في البيت..يوم فكرت تدق عليها اكتشفت إن حتى جوالها نست تآخذه..



في بيت نجود/

كانت نجود تدور في الحوش بملل..بشاير كان عندها زوجها..و باقي جيرانها طالعين..و أمها كالعاده هالوقت نايمه من تأثير الأدويه اللي تأخذها..(مين يجلس في بيته يوم الخميس غيري؟ هاذي ميزه حصريه لك يا نجود)
سمعت جرس الباب و ما صدقت..تأملت انه يمكن لو أحد من بزران الحاره تلعب معه..أحسن من هالملل..فتحت الباب على طول..و هي تطالع الصغير اللي بيدخل..لكنها تفاجأت و هي تشوف مستواه ابتعد عن الأرض..و ابتعد حتى عن مستوى نظرها..رفعت راسها و هي تشوف سيف قدامها..يطالعها بنظرته المعهوده..
نجود بصدمه: أنت؟!
سيف و عيونه عليها: منتظره أحد؟
نجود: لا
سيف يعصب: أجل كيف تفتحين الباب كذا بدون لا تسألين مين اللي بيدخل عليك!!

نجود تفاجأت بكلامه..و كانت بتضحك..أول مره أحد يخاف عليها..و لهالدرجه..و تخيلت مين المقرود اللي يفكر يطق عليهم و ناوي يسرق..
سيف يكمل: مره ثانيه ما تفتحين الباب الا و أنت عارفه مين فاتحه له الباب سمعتي؟
نجود بلا مبالاة: زين

دخل و سكر الباب..و نجود تتأفف بسرها منه..كانت طفشانه و مالها خلق له..كانت تحسب انها تحس في بشاير و اللي يصير معها..لكنها اكتشفت انه أكبر من اللي كانت تتخيله..
سيف: جالسه لحالك؟
نجود تلعب برجلها و تطالع الأرض: ايه

كان سيف يطالعها بثوبها السماوي البسيط..و شعرها اللي رفعت منه خصلات بسيطه عن وجهها ولمتهن في ربطه صغيره و نزل شعرها الخفيف لخصرها..و سأل نفسه معقوله ماتعرف وش كثر هي حلوه..و لا تلاحظ كيف تأثر فيه..
سيف: خالتي وين؟
نجود: نايمه
سيف: خساره كنت أبي اسلم عليها..اليوم ماشفتها

طالعته نجود بإستغراب..و حست ان ورى هالتصرفات الطيبه أكيد فيه شي..
سيف: ماراح نجلس؟
نجود: تبي داخل أو هنا
سيف: كله واحد

راحت نجود و جلست على درج المدخل كعادتها..لحقها سيف و مسكها قبل تجلس..
سيف: انتظري
نجود فزت: وش فيه؟!
سيف: المكان غبار

نجود هالمره ضحكت ما قدرت تمسك نفسها..و جلست و هي تضرب الأرض بيدينها..
نجود: عادي غبار و يروح في حاله ترى ما يأكل

أما سيف فكان يطالعها مو قادر ياخذ نفسه..ضحكتها طيرت عقله..أو اللي بقى من عقله..لأنه من يوم يشوفها ينسى عقله و لا يحس الا بقلبه..اللي بكل نبضه فيه يبيها..و جلس جنبها و نسى الغبار اللي جالس عليه..التفتت تطالعه و شافته للحين يتأملها..صارت تطالعه هي بعد يمكن تفهم شي من نظرته..لكنها ما رتاحت و نزلت عيونها..
سيف يتنهد: وش كنتي تسوين؟
نجود: و لا شي
سيف: جبت لك هديه

انتبهت نجود للأكياس اللي كانت في يده..و تذكرت كلام بشاير..و باين ان معها حق..شكل زوجها للحين فرحان فيها و متحمس..و هي لازم تستفيد منه دامه اللحين طيب معها..على الأقل تستفيد من هالزواج مثل ما هو مستفيد..
طلع سيف علبه مغلفه..و حطها في حضنها..و هي ظلت تطالعها بإستغراب و تخمن وش فيها..
سيف: ما عندك فضول؟ ماراح تفتحينها؟

طالعته نجود بنظرات شك و عدم اقتناع باللي جالس يسويه..أما سيف فكانت نظراتها له توديه لدنيا ثانيه ما يشوف فيها غيرها..
فتحت التغليف..ثم العلبه و تفاجأت بالجوال اللي ماسكته بين يدينها..و اللي كان من أحدث الأنواع..و التفتت عليه مستغربه..
نجود: جوال!!
سيف: ايه عشان اتطمن عليك و إذا احتجتي شي تكلميني
نجود: ما كان له داعي
سيف: و اللي قلته مو أكبر داعي
نجود تطالعه بشك: يعني لو احتجت شي و دقيت طلبته منك بتجيبه لي؟
سيف: أكيد
نجود: بس أنا ماعرف استخدمه
سيف يبتسم: أنا بأعلمك

نجود بدت تشك في طيبته الزايده لدرجة انها كانت بتسأله..هو ليه يعاملها بهالرقه..بس تراجعت..لانها قررت تستفيد من هالوضع..و هالجوال لو تبيعه بيجيب لها مبلغ يسوى..
سيف شافها سرحانه..و دق عليها..و هي أول مادق الجوال بين يدينها فزت و التفتت عليه..
سيف يبتسم على ملامحها: يله ردي

نجود تطالع الشاشه اللي انكتب فيها اسمه..
نجود: كيف أرد؟
سيف:اضغطي على العلامه الخضراء

سوت نجود مثل ما قال لها..و ردت عليه..
نجود: نعم
سيف: مرحبا
نجود تضحك: صوتك مو حلو فيه
سيف انصدم: والله مغروره! زين ما سألتي كيف صوتك أنت فيه؟
نجود تحمست: صح كيف صوتي؟
سيف يتأملها: يسحر
نجود ماهتمت: كيف أسكر خلاص لا تصرف بدون داعي
سيف: أول قولي مع السلامه
نجود بتريقه: مع السلامه خلنا نشوفك
سيف: مع السلامه..اضغطي على الزر الأحمر

ضغطت نجود..و التفتت عليه..
نجود: بس
سيف: ايه..ما تبين تعرفين شي ثاني؟
نجود: مثل ايش؟
سيف: كيف تدقين علي..كيف ترسلين..كيف تصورين....
قاطعته نجود: لاااا كل هذا بعدين انسى
سيف: ماراح تنسين المسأله سهله

وصار يعلمها..كيف تطلب رقمه..و كيف ترسل و تستقبل الرسايل..
سيف: شفتي انه سهل
نجود تضحك: هذا ان كنت للحين اذكر اللي قلته
سيف يطالعها: معي هديه ثانيه لك
نجود بإستغراب: هديه!
سيف: هاذي عاد أهم من الأولى

لكنه ما عطاها لها..و هو اللي فتح العلبه الصغيره..و طلع منها دبله أنيقه و فخمه..و بنفس الوقت ناعمه تناسب أصابعها النحيله..مسك يدها و لبسها الدبله..اللي أخذ مقاسها من الخاتم اللي كان معه من ذاك اليوم..عشان كذا كانت الدبله مقاسها بالضبط..تأمل يدها اللي ماسكها..و باسها..قبل يضمها بين يدينه..
و نجود كانت تطالعه و مو عارفه كيف تتصرف معه..كانت متوقعه صوره لزوج بشاير في كلامه و تصرفاته..لكن سيف كان بعيد كل البعد عن أي شبه فيه..عشان كذا ما شافت داعي لهجومها اللي كانت ناويه عليه..على الأقل اللحين و لحد ما يطلع وجهه الثاني..و تسآلت متى بيطلع وجهه الثاني..و كيف بيكون..
نجود: ليه الدبله؟
سيف: مو زوجتي؟ لازم تلبسين دبله
نجود بسخريه: بس زواج المسيار ما فيه دبل
سيف عصب من الطاري: هذا زواجنا أنا و أنتي و لا تسمين لي هالاسم مره ثانيه
نجود:اذا كان هالشي يريحك بكيفك..بس الحقيقه ما تتغير اذا أنكرناها
سيف: نجود أنت نادمه على هالزواج صح؟
نجود بصراحه: ايه
سيف: يعني ماكان قدامك حل غيره؟
نجود: لو كان فيه حل ما كان شفت نفسك هنا
سيف: أنا آسف يا نجود بس كل اللي أقدر اسويه لك اني أحاول أخفف هالحمل عنك
نجود ماصدقته و غيرت الموضوع: سيف أنت تشتغل؟
سيف: لا أنا في آخر سنه
نجود: أجل من وين جبت فلوس الجوال و الدبله؟

سيف تفاجأ بسؤالها..اللي حسسه ان هاللي عطاها شي كبير عندها..لدرجة انها تستغرب مصدره من طالب..مع انه ماكان يحس انه جاب لها شي يسوى لهالدرجه..ما حب يقولها المصدر..خاف ان عرفت الفرق بينهم..يزيد الحاجز بينهم..
سيف: من المكافأه
نجود: و أنت ماتحتاج المكافأه يوم تخربها كذا؟
سيف: و مين قال اني خربتها؟

سكتت عنه نجود..و هي تتذكر انه جاي بدري..و شكله ناوي يطول..و هي ما كان عندها عشاء تقدمه له..(يعني ما قدر يصبر لين بعد بكره..عشان يطلع معاش الشئون..و أنا وش دخلني فيه..اذا جاع يروح يأكل عند أهله..أنا مو ناقصه اصرف عليه..حتى الجوال اللي فرحانه فيه بكره يحتاج فلوسه و يأخذه يبيعه..و أنا ما أخذت الا طالب ليه مو موظف يمكن يفيد)
سيف: وين رحتي؟
نجود انتبهت: نعم
سيف: كنت أسألك وش تبين نتعشى؟
نجود: مادري
سيف: يعني أجيب لك على ذوقي
نجود ماصدقت: ايه

طلع سيف من البيت و هي تطالعه..(الحمدلله افتكيت من هم العشاء..بس للحين مو قادره أفهمه..احس تصرفاته غريبه..و لو مو عارفه الحال اللي أنا فيها كنت قلت انه يسوي كل هذا طمعان في شي عندي)


 

في واحده من الاستراحات/

كان طلال يلعب كوره مع أصدقائه..و يوم خلصت المباره..راح يغسل و يبدل ملابسه..و من بعيد شاف عمر جالس يشوي لحاله..و راح عنده..
عمر: هاه مين اللي غلب؟
طلال: طبعا حنا..ليه مالعبت و الا خايف من الهزيمه
عمر: لا بس للحين مكسل من السفر و لا نمت زين
طلال: و ليه مانمت و أنت من الصبح راجع
عمر: كان عندي أرق
طلال يغمز له: و السبب؟
عمر بإستغراب: أنت وش عندك على هالتحقيق؟
طلال: يعني ماعندك أخبار تبي تقولها لي
عمر: لا..ليه متوقع ان فيه أخبار!
طلال: رجعة مساهير مو خبر؟
عمر عصب: و أنت كيف عرفت؟
طلال: الأخبار الحلوه تنتشر
عمر بإستهزاء: و مين قال انها أخبار حلوه ان شاء الله؟!
طلال: يعني أنت ما تأثرت برجعتها؟
عمر: و ليه أتأثر ان شاء الله عسى عشان سوالفنا قبل..لا حبيبي أنا كبرت على هالتفاهات

تركه و راح و طلال اللي صدق كذبة عمر يفكر..(ياليتني مثلك يا عمر..انسى ذاك الزمان و اللي صار فيه..بس كيف انسى و أنا احس لينا متعلقه فيني طول العمر..مو قادر ارتاح لين هي ترتاح)



في بيت أم العنود/

دخلت أسيل و هي تتفس براحه بعد ما قالت لها الخدامه..إنهم موجودين في البيت..دخلت الصاله و شافت جوري و ياسمين جالسات يتفرجون على التلفزيون..
أسيل: مفاجأه
ياسمين تفاجأت: أسيل؟
أسيل: هي بحد ذاتها

دخلت و سلمت عليهم و ارتاحت..إنه ما عندهم أحد..
أسيل: زين ما عندكم أحد جايه بلبس البيت فارس ما عطاني فرصه أبدل..حتى جوالي نسيته!
ياسمين تضحك: أنت احمدي ربك اللي رضى يجيبك
أسيل: صادقه..أنت لو تشوفين بس كيف طلبت منه كان كسرت خاطرك
جوري: لهالدرجه تخافين منه؟
أسيل: مو خوف بس فارس يحسسني بنظراته إن كلامي و اللي أطلبه سخيف و ماله داعي

كملت أسيل سواليفها..لكن جوري ما كانت تسمع..(غريب أنت يا فارس..و الأغرب شعوري اتجاهك..يعني لو ما كنت خطبتني كنت بأفكر فيك كذا؟ أو هالإحساس بس نتيجة إنك كنت تخصني بوقت من الأوقات؟)
حاولت تطلع من أفكارها و تدخل بالجو مع أسيل و ياسمين..و اقترحت تسوي لهم عصير بنفسها..و هي رايحه المطبخ سمعت التليفون يدق..و راحت ترد عليه..
جوري: مرحبا
فارس بإستعجال: جوري؟

جوري عرفته و انصدمت..توها تحاول تطلعه من أفكاره..تقوم تسمع صوته مره وحده..
فارس بملل: جوري وين رحتي؟
جوري بفزع: نعم
فارس بإختصار: قولي لأسيل إني انشغلت ما قدر أرجعها تدور من اللحين أحد يوديها

جوري خافت إن أسيل ماتلقى أحد يرجعها..
جوري: بأناديها تكلمها
فارس بعصبيه: لا تنادينها ما عندي وقت مو قادره تقولين لها هالكلمتين بنفسك!

سمعت أحد يكلمه و سكر بدون مايقول لها حتى شكرا أو مع السلامه..وقفت مصدومه و خايفه بنفس الوقت..جرحتها الطريقه اللي كلمها فيها..و كيف صرخ عليها..(مادري ليه أحبه و هو الوحيد اللي يعاملني بإستخفاف؟ نفس الطريقه اللي كانوا يعاملوني فيها بنات عمي..و كأني اشتقت لهالمعامله! لا أنا من اليوم بأنساه و لا راح اهتم فيه أبدا و التفت لحياتي اللي ما صدقت إنها تعدلت أقوم أدور على النكد بنفسي)



في بيت نجود/

كانت جالسه في مكانها من طلع سيف عنها ما تحركت..تطالع دبلتها..(مادري ليه مو مرتاحه لهالسيف؟ أحس تصرفاته غريبه..الله يستر من اللي بيطلع منه)
دق الجرس و راحت تفتح..لكن ما شافت أحد يدخل..و طلت مع الباب و شافت سيف واقف..
سيف بعصبيه: أنا وش قلت؟

نجود سكرت الباب في وجهه..
نجود تستهبل: مين عند الباب؟

لكنها ما سمعت رد..و حست إنه صدق زعلان..فتحت الباب شوي لكنه ما دخل..و راحت أخذت جوالها تدق عليه..تشوف يمكن راح..
نجود: سيف
سيف: ........
نجود: دامك ماراح تتكلم ليه رديت؟
سيف: .........
نجود: بأعد للخمسه إذا ما دخلت بأسكر الباب و أروح أنام و أنا جوعانه لأنك واعدني تعشيني و لا جيت..واحد..اثنين..

شافته يدخل و ابتسمت و لعبت له حواجبها بمكر..سيف مع إنه كان معصب منها لأنها ما سمعت كلامه..إلا إن حركتها صدمته..و خلته يضحك..قرب عندها..
سيف بعتب: نجود أنا كنت أتكلم جد مو زين تفتحين الباب هالوقت و غيره من غير ما تعرفين مين اللي جاي أنت ناسيه إنك في البيت لحالك مع أمك
نجود: لا تخاف أنا بمية رجال
سيف: لا بأخاف أنت مو شايفه هالحارات كيف شكلها
نجود بإستغراب: وش فيها يعني عادي!

سيف سكت و عرف إنه هو بس اللي يشوفها مقطوعه و ما فيها أمان..لكن هي أكيد تعودت عليها..
سيف: أوعديني
نجود: أوعدك والله أنت مكبر السالفه و هي ما تسوى
سيف: سلامتك ما تسوى!
نجود تغير السالفه: خلنا نتعشى أنا ميته جوع

راحوا يتعشون..و طول العشاء و نجود هي اللي تتكلم ما سكتت..كانت تسولف له عن أمها و تعبها و أحداث المدرسه..و البنات..و أشكالهم..و تقلدهم له..و هو يضحك..لدرجة إنه نسى يتعشى..عكس نجود اللي كانت تسولف و تأكل و لا مهتمه بشي..مع إنها ما كانت مرتاحه له..بس هي طبيعتها كذا..ما تعرف تتصنع و دائما تتكلم و تتصرف بعفويه..
نجود: الحمدلله..آي بطني امتلى
سيف يبتسم: عليك بالعافيه
نجود: أنت شبعت؟
سيف: الحمدلله

شالت نجود الباقي من العشاء و راحت المطبخ..كانت تغسل الصحون..و دخل عليها سيف..
سيف: تبين مساعده؟
نجود بإستغراب: لا ما فيه شي كثير

سيف كان يطالع البيت اللي كان يحس إنه بأي لحظه ممكن يطيح..كان كل شي فيه قديم و بالي..جدرانه..و سقفه..و أثاثه..حس إنها تعيش الفقر بعينه..
سيف: نجود وش تسوين في وقتك لحالك؟
نجود: أذاكر تعرف يقالي ثالث ثانوي بس ترى مو كثير لا تفكر إني شاطره..و أتفرج على التلفزيون..و لازم أمر على كل الجيران آخذ أخبارهم..و بكذا يروح اليوم
سيف يضحك: أنت أدبي أو علمي؟
نجود: أدبي و ياله فالحه فيه بصراحه أكره الدراسه
سيف: بس هذا مستقبلك و لازم تهتمين فيه
نجود بإستهزاء: تكفى عاد ياهالمستقبل أنت تصدق هالكلام لازم الوحده يكون لها كيان و مستقله كله كلام فاضي..الوحده أحسن تتزوج لها واحد يصرف عليها و ترتاح
سيف: أول مره اسمع وحده رأيها كذا!
نجود: يمكن اللي تعرفهم تعودوا على الراحه بكل حياتهم عشان كذا متحمسين للشغل..أما أنا فمن يوم كان عمري ثمان سنين و أنا تعودت على المسئوليه و الشغل لحد ما مليت و نفسي ارتاح و أحد يهتم فيني
سيف بإستغراب: كنت تشتغلين؟
نجود: و للحين
سيف: وش تشتغلين؟
نجود: كل شي
سيف: مثل
نجود: أخيط و أساعد وحده تطبخ أكلات و تبيعهن و إذا كان عند أحد حفله أروح أساعدهم..يعني تلقاني هنا و هنا أهم شي أكسب لي كم قرش

سيف ما أعجبه اللي سمعه..ما رضى عليها هالوضع..بس هي كانت تتكلم و كأن هالشي عادي..و هو ما عرف إن كان له حق يمنعها..و لو منعها بيعوضها عن اللي بتخسره..و إلى متى..كان في راسه ألف سؤال و سؤال..عنها..و عن حالتها..و شعوره اتجاهها..و الوضع اللي هم فيه..
نجود خلصت: اوف و أخيرا
سيف: قلتلك اساعدك ما رضيتي

وقفت نجود..ماتدري وش تسوي..أو هو وش ناوي يسوي اللحين..لكنه تكلم..
سيف: ما فيك نوم الساعه وحده؟
نجود: لا كثرت الأكل بأجلس شوي
سيف: وين تبين نجلس؟

نجود..(لو تروح بيتكم مو احسن..و الله شكله بيلزق فيني..الله يعين..أنا لو أخذت واحد متزوج مو أحسن)
سيف: وين سرحتي؟
نجود: هاه..وش رأيك نطلع السطح؟
سيف: السطح؟!
نجود: ايه أنا ما أحب اجلس داخل البيت
سيف: على راحتك

و راح معها..كان متحمس يعرف عنها كل شي..طلعوا السطح..اللي كان مظلم و مرعب..
سيف: وين الأنوار؟
نجود: ما فيه أنوار
سيف: كيف تجلسين بهالظلام؟
نجود تضحك: لا تكون خايف!
سيف: لا بس أنا اسأل كيف أنت ما تخافين؟
نجود: مو قلتلك أنا بمية رجل..تعال بأوريك شي

راحت عند الجدار اللي كان عنده صناديق قديمه..و وقفت عليهن تطل على الشارع..سيف انصدم منها وراح وراها بسرعه.. شكل هالصناديق باليه و ممكن تتكسر بأي لحظه..و ما كان متطمن لشكلهن و اللي ممكن يطلع منهن..
سيف: وش تسوين؟
نجود: اركب و شوف

 
@،،النــزف الثـاني عشــر،،@
*يوم السبت*

في بيت أم عمر=الصبح/

طلع عمر من البيت رايح للمصنع..لكن وهو يسكر الباب شاف باب بيتها ينفتح..و تطلع منه..مساهير..ما تخيل إنها واقفه قدامه بعد كل هالسنين..لكنه طالعها بقهر..و راح ركب سيارته اللي سكر بابها بكل قوته..قبل ينطلق بسرعه بعيد عنها..
مساهير كانت للحين واقفه مكانها..مو مصدقه إن من ثواني بس كان عمر قدامها..قلبها بدأ يدق بقوه أول ما شافته..ركبت السياره رايحه لجامعتها و هي تفكر مبتسمه..(تغيرت كثير يا عمر! صارت ملامحك عصبيه....عرفني؟ وش شعوره يوم شافني؟......مادري ليه اسأل هالأسئله..و أنا متأكده إنك نسيتني)
ماتدري ليه أول ما شافته تذكرت آخر أيامها هنا..أيام طلاق أبوها و أمها..كانت علاقة أبوها مع أهله مقطوعه من سنين..ما كانوا راضين على زواجه من أمها..لكن بعد سنين رجعت علاقته مع أخوانه..اللي طلبوا منه يشتغل معهم..ترك وظيفته..و اشتغل في شركاتهم..لكن من يومها..و الخلافات بينه و بين أمها كل يوم تزيد..أهله كانوا للحين رافضينها..لحد ماوصلوا طريق مسدود..انتهى بالطلاق..راشد كان دائما على خلاف مع أبوه..عشان كذا اختار يجلس مع أمه..و هي كانت بين نارين..نار أبوها..و نار أمها..لكنها ما قدرت تترك أبوها يروح لحاله..لأنه كان متأثر من طلاق أمها..بس باين إن أهله هم اللي ضغطوا عليه..حست لو تركته يروح لحاله..بتنقطع علاقتهم فيه نهائيا..لكن لو راحت معه..أمها تقدر تشوفها بأي وقت..وبتكون نقطة وصل بينهم..يمكن تقدر في يوم ترجعهم لبعض..
لكن الأيام مرت..و السنين مرت..و أبوها كل يوم يبتعد عن أمها أكثر..لكنه مع كذا ما تزوج..و هالشي خلى عندها أمل انه للحين يفكر بأمها..كانت تحاول تكلمه عنها..و عن راشد..عشان ما ينساهم..و تطيعه في كل شي..حتى يوم طلب منها تقبل بولد عمها..مارفضت..كله عشان تقرب بين أمها و أهل أبوها..لكن هالشي كان مستحيل..و اكتشفت بعدين ان أبوها ما عاد يفكر بالرجعه لأمها..و لا الزواج من ثانيه..و التهى بعالم الأعمال..حتى عنها..
السواق: وصلنا جامعه مايبي ينزل؟

انتبهت مساهير لنفسها..و نزلت بسرعه..لكن وهي في طريقها رجعت تسرح مره ثانيه في عمر..تذكرت نظرته لها يوم كانت خلاص رايحه مع أبوها..كانت نظرته تجمع كره العالم لها..نزلت عيونها و ركبت مع أبوها السياره..لكن أبوها نسى شي و نزل يجيبه من البيت..و هي لاهيه بحزنها..و دموعها..على فراق أمها..لكنها تفاجأت بعمر..يضرب عليها الشباك..خافت أبوها يطلع و يشوفه..لكن باين انه ما كان ناوي يروح قبل يقولها اللي في باله..فتحت الشباك و قلبها يدق بخوف..
عمر بقهر خلى صوته يرتجف:وين بتروحين يا مساهير؟؟ بتتركيني!!
مساهير: .....
عمر يضرب الباب بقوه: تكلمي..كيف تروحين و تتركين أمك..و تتركيننا.....ارجعي يا مساهير..ارجعي لا تخليني أكرهك كل عمري

تركها و راح..و هي ارتفعت صوت شهقاتها..بس ما كان وقت تفكر فيه بنفسها..كل اللي كانت تفكر فيه..كيف تحاول ترجع تلم شمل عائلتها اللي تبعثر..
دخلت الجامعه و هي تكلم نفسها..(هذا أنا رجعت يا عمر..لكن بعد ايش؟؟ مرت سنين و أنا احلم بشي ما تحقق..حتى ابوي اللي ترك عائلته و راح يشتغل لحساب عماني آخرتها ما طلع بأي شي)


 

في كلية الحاسب الآلي/

كانت جوري و ساره في المحاضره..و جوري تطالع ساره و تفكر..كيف صاروا قراب من بعض بفتره قصيره..صح هي كانت تحب باقي البنات بس ساره كانت أقرب وحده لها..يمكن لأنها يتيمة أب حست بمعاناة جوري..لكن ساره كان عندها الأخو اللي عوضها هي و خواتها عن فقدان الأب..كانت كل ما تتكلم عنه ساره..تحس جوري إنه صوره من ناصر..بإهتمامه..و طيبته..
ساره: جوري
جوري تنتبه: نعم
ساره: باقي ربع ساعه على المحاضره الثانيه قومي نتمشى

قامت جوري و صاروا يتمشون و يسولفون..
ساره: تدرين طلعت أمي تعرف خالتك أم عمر
جوري: و الله؟
ساره: إيه تقول قد شافتها بزواج و تعرفوا على بعض و تقولك سلمي لها عليها
جوري: يبلغ إن شاء الله..وش أخبار هديل؟
ساره: ميته عليك..أول مره وحده من صديقاتي تعطيها وجه إذا ردت عليهم و تسولف معها
جوري: بالعكس سوالفها حلوه
ساره: تكفين عاد كلها نصبات بنات ابتدائي
جوري تضحك: هي بأي سنه؟
ساره: ثاني
جوري: يا حليلها و الله حبيتها
ساره: ابشرك الشعور متبادل من أمس و هي بس تتكلم عنك جوري قالت و جوري مدحتني حتى مازن كان يحسبك صديقتها
جوري تضحك: يااه مين يرجعني لعمرها

و انتهت ابتسامتها بتكشيره..و هي تتذكر نفسها بذاك العمر مع أمها..و تردد أمنيتها للمره الألف..لو بس كان ناصر أبوها..

من بعيد-شافوهم ياسمين و عبير..
عبير: ياحليلها جوري صارت ما تجلس معنا كثير من تعرفت على البنات
ياسمين: احسن خليها تكون لها صداقات و حنا موجودات متى ما بغت جت عندنا
عبير: شكلها طيبه ساره
ياسمين: و لا يهمك سألت عنها البنات و مدحوا لي فيها
عبير: و الله انك مو سهله
ياسمين: طبعا لأني عارفه ان جوري تتأثر بسرعه باللي معها و تصدق كل شي
عبير: سبحان الله أحيانا يصير عندك عقل
ياسمين تطالعها بقهر: وش قصدك؟
عبير: سالفة شغلك هاذي متى ناويه تخلينها؟
ياسمين: و ليه اخليه توي بأول التحدي
عبير تتنهد: أنا أبي افهم مين تتحدين أنت؟
ياسمين: اتحدى نفسي..عبير أنت مو راضيه تفهميني
عبير: أنت دائما تقولين لي مو راضيه أفهمك زين فهميني وجهة نظرك
ياسمين تجلس: أبي ما أحس بالخوف أبدا..أبي اعرف اني أقدر أواجه أي أحد و كل شي لحالي
عبير: و ليه لحالك؟ يعني وش فيها إذا اعتمدتي على أهلك بشي؟ كلنا مالنا غنى عن أهلنا
ياسمين: ما أحد يضمن بكره وش يصير فيه؟ وش يتغير؟ هذا أنا كنت متهنيه مع أمي و أبوي و لا فكرت في يوم اني بأصحى ما راح ألقاهم....من يومها و أنا قررت اني اعتمد على نفسي و لا أخلي أحد يشيل همي و مسئوليتي..يله تأخرنا على محاضرتنا

مشت معها عبير و هي مستغربه من هالإعتراف اللي طلع من ياسمين..(كنت احس انك قويه يا ياسمين..بس أنت داخلك طفله مصدومه للحين من فقدان أهلها و فاقده ثقتها بالكل مهما بينوا لها حبهم..كل هاللي تسوينه تبين تبينين لنفسك انك مو محتاجه لأحد..بس أنا متأكده انك خايفه تفقدين احد منهم)


 


في المستشفى=المغرب/

كانت ياسمين تدخل البيانات في الكمبيوتر..و سمعت صوت تكرهه..
ماجد: مساء الخير يا حلوتي

التفتت عليه ياسمين و طالعته بإستحقار و هي تتأفف..و قامت بتدخل لكن سمعته..
ماجد: ما سألتيني وش أبي..مو هاذي وظيفتك؟
ياسمين بقرف: بما إنه معروف أنت ليه تجي هنا بأروح أنادي اللي بمستواك

تركته و هي تسمعه يتكلم بس ما هتمت باللي يقوله..دخلت الغرفه..و قالت لحنان إنه برى..عشان تشوف وش يبي و يروح قبل تطلع..(يا الله يا هالإنسان! كل السخيفين اللي قابلتهم من اشتغلت بجهه وهو لحاله..واثق من نفسه على باله كل البنات بتموت عليه)
وصلت حنان عند ماجد اللي كان مقهور من سفهة ياسمين..
حنان: هلا ماجد
ماجد: أهلين حنو
حنان: وش فيك كأنك معصب؟
ماجد: ياسمين هاذي لازم أجيب راسها..وش تعرفين عنها؟
حنان: ما أعرف شي اقولك شايفه نفسها و ما تكلمنا
ماجد: أنت متأكده إنها تكلم شباب؟
حنان: أكيد..كل ما يدق جوالها تروح تكلم في الغرفه عمرها ما كلمت عندنا

ماجد زاد قهره عليها..و شده غموضها و قوتها..(حلو ملينا من السهل..خلينا نلعب معك لعبة الثقل اللي تمثلينها..و في الأخير تأكدي إن ماجد دائما يكسب)



في بيت أم العنود/

كانت جوري في غرفتها..و دخلت عليها و حده من الخدامات..تقولها ان واحد من العيال جاء عند أم العنود..و تبيها تسوي قهوه..لأنها ما كانت تقتنع بقهوة الخدامات..و بما إن ياسمين في دوامها نزلت..و هي تحسبه سيف لأنه هو اللي دائما يزور أم العنود..لكن الصوت اللي سمعته و هي ماره من عند المجلس..خلاها تتجمد مكانها..كان صوته..صوت فارس..ابتسمت..و هي تتذكر مكالمته لها آخر مره..
و راحت للمطبخ تسوي القهوة و هي متحمسه..دخلت و شافت سلة حلاو كبيره و فخمه على الطاوله..
جوري: نينا مين جاب هاذي؟
نينا: اللي يجي تو هو اللي يجيب هذا
جوري بهمس: من فارس!

راحت تتأملها بحب..و كأنه جايبها لها..لفت انتباهها شي..خلى أنفاسها توقف..ألوان السله..كانت ليموني بسماوي..نفس بدلتها اللي كانت لابستها آخر مره شافها..(معقوله فارس يقصد هالحركه؟ أو صدفه و بس...لااا أكيد صدفه ما أصدق ان فارس يفكر كذا! مستحيل أكون في باله لهالدرجه..الظاهر اني بديت احلم فيه أكثر من اللازم)

في المجلس-كان فارس جالس عند أم العنود اللي فرحت بجيته..وهو يفكر باللي سواه..كان رايح لشركته..ما يدري ليه خطرت في باله جوري..و كيف غير طريقه لبيتها و جاء يزور أم العنود بس عشانها بنفس البيت مع إن عنده رحله بعد ثلاث ساعات الا انه ماراح قبل يمر عليهم..والأكثر من هذا سلة الحلاو اللي جابها على نفس لون لبسها..(معقول تنتبه؟ لا يارب ما تنتبه..الظاهر اني بديت أخرف..مو ناقص الا جوري تلعب في راسي و أنا بهالعمر!)
دائما يحاول ينساها..لكنه اذا تذكر ملامحها..و عيونها الدامعه يسرح فيها أكثر..لين بدأ يقنع نفسه انها بس تكسر خاطره بحزنها..و برائتها..
أم العنود: فارس..وين سرحت؟

فارس انتبه ليد أم العنود اللي تمد له القهوه..و يفكر انها هي اللي سوت هالقهوه..لأنه سمع أم العنود و هي تقول للخدامه تناديها..ضحك على نفسه و تفكيره السخيف..مع هذا أول ما شرب قهوته كان يحس انها غير أي قهوه قد شربها..ليه ما يدري..
أم العنود: وش فيك يمه؟ لا يكون سرحان في شغلك؟
فارس: ايه يمه صفقه ما ربحتها مع ان فيه غيرها أحسن..لكن عجزت انساها
أم العنود: لا تضايق نفسك يمه يمكن ما فيها خير لك الله يعوضك بغيرها
فارس: صح ما يسوى علي اللي اسويه بنفسي عشانها بعد ما تركتني
أم العنود بإستغراب: مين اللي تركتك؟
فارس ينتبه لنفسه: هاه..لا يمه أنا اقول يعني ان المسئولين فيها تركوني

حس انه غبي..كيف صار يتكلم عنها وهو مو حاس في نفسه..(لازم اطلعك من بالي يا جوري..و انتبه لشغلي احسن..بس كيف انسى و هالشغل أنت كنت السبب في بدايته..نفعتيني من غير ما تدرين ياجوري)
أم العنود: وش فيها؟
فارس ينتبه: نعم يمه؟
أم العنود: أنت تقول جوري! وش فيها؟
فارس انصدم: آآ..لا..بس كنت أقول..وش أخبارها معكم؟
أم العنود: بسم الله عليها و الله تنحب هالبنت بسرعه مع انها هاديه الا إني افقدها اذا راحت لكليتها عشانها من تجي و هي بس جالسه عندي

فارس حس انه اليوم فضح نفسه بما فيه الكفايه..و قرر ينهي هالغباء..و لا يرجع يزورهم مره ثانيه أحسن..و لا يفكر فيها بعد اليوم أبدا..
فارس: يله يمه أنا لازم أروح اللحين
أم العنود: وين يمه ما تقهويت؟
فارس: (الظاهر انها حاطه في قهوتها شي) لا بس لازم أمر الشركه قبل أسافر..أنا بس قلت أمر اسلم عليك
أم العنود: زين يمه تروح و تجي بالسلامه..و خلنا نشوفك
فارس بتهور: ما أظن
أم العنود: ليه؟؟
فارس ارتبك: لا بس مشغول كثير الفتره الجايه
أم العنود: الله يساعدك ياولدي بس انتبه لنفسك العمر يخلص و الشغل ما يخلص
فارس: ان شاء الله..مع السلامه
أم العنود: الله يسلمك

طلع فارس..و دخلت أم العنود للصاله الداخليه و شافت جوري..
أم العنود: الله يهدي هالولد كانه مثل ناصر ما براسه غير الشغل! الله يرجعه بالسلامه
جوري: بيسافر؟
أم العنود: ايه
جوري: وين؟
أم العنود: و الله مادري يابنتي..دقيلي يمه على أم خلود نشوف أخبارها

دقت لها جوري..و هي تفكر..(شغل..شغل..الظاهر صدق ما يفكر الا في هالشغل..و أنا من غبائي على بالي قاصد حركة السله..يا الله ليه أحبه؟ وهومستحيل يفكر فيني)


 

في بيت نجود/

وصل سيف وهو من أمس يسأل نفسه عن هالكلام اللي تبي تقوله..خاف انها لقت حل لمشكلة البيت و تطلب منه يطلقها..خاف من هالشي..و لا عرف كيف يرد عليها لو قالت له يطلقها..دق عليها..
نجود: هلا
سيف: أهلين نجود أنا عند البيت اللحين..عندك أحد؟
نجود: لا..أنا جايه افتح لك
سيف: زين

نزل من سيارته..و وقف عند الباب لين فتحته..دخل و شافها و ابتسم لها..و هي تطالعه بنظراتها اللي تذبحه..ما مسك نفسه..و ضمها بقوه..كان يحس انها كانت حلم..لكن شوفتها مره ثانيه أكدت له انها حقيقه..و هالشي خلاه يرتاح..و عرف انه مستحيل يتخلى عنها..
سيف يهمس باذنها: تصدقين لو قلتلك اني اشتقتلك؟
نجود تبعده و تطالع فيه: سيف الى متى؟
سيف ما فهم: وش تقصدين؟!
نجود تبعد عنه: سيف ليه كنت تلحقني قبل؟
سيف ارتبك: ليه تسألين؟
نجود: أبي اعرف ليه كنت تلحقني من بين كل هالبنات؟ و ليه وافقت تتزوجني؟ و ليه أنت طيب معي كذا؟

سيف تأكد انها ناسيته و لا تذكره..و خاف يذكرها بنفسه ..يصير هالشي حاجز بينهم..كان يبيها تحس انه مثلها و تفتح له قلبها..و لا تنحرج من حالها..
مسكها مع يدها و سحبها و جلسها على درج المدخل مثل آخر مره..
سيف: ليه تسألين كل هالأسئله فجأه..ممكن اعرف؟
نجود: أنت تعرف خالي صح؟
سيف: لا
نجود بشك: يعني مو هو اللي ارسلك لي؟
سيف استغرب: و كيف تبين خالك يرسل عليك واحد يلحقك؟!!
نجود: على بالكم بتخلوني احبك و يأخذ البيت عن طريقك
سيف يتنهد: خالك سافل لهالدرجه؟!
نجود: يعني ما تعرفه؟
سيف بقهر: لا..بس لازم اشوفه و اوقفه عند حده
نجود توقف: اجل ليه هالطيبه و الاهتمام اللي تعاملني فيهن؟
سيف: لازم يكون فيه سبب
نجود: ايه..بنت جيراننا متزوجه مسيار و أنا اعرف كيف هالزواج يكون..و اعرف زوجها كيف يعاملها..ليه أنت غير؟
سيف يوقف جنبها: و كيف تبيني اعاملك؟
نجود: مادري! بس مو كذا..أنت ليه طيب معي أبي افهم..و متى بيطلع وجهك الثاني؟ متى بتمل مني؟

سيف انصدم من كلامها و مسكها مع اكتافها و رفع راسها عشان تطالعه..
سيف: نجود أنا كذا و ما عندي وجه ثاني تخافين انه يطلع لك بعدين..و وافقت على الزواج لأني حسيت انك مضظره لهالشي و حبيت اساعدك..و راح أوقف معك بأي شي تبينه
نجود: و ليه اصدق؟
سيف: كيف تبين اثبتلك؟
نجود: يعني أنت ما تبي شي مني؟
سيف: الا أبي شي واحد
نجود بخوف: وشو؟
سيف: تهتمين بنفسك و أي شي تحتاجينه تطلبينه مني مهما كان و بأي وقت

نجود بعدت عنه..و هي تفكر بكلامه اللي ما قدرت تصدقه..ما تخيلت ان فيه أحد طيب كذا بدون سبب..خاصه مع أحد ما يعرفه..لكن باين انه ماراح يعترف بنواياه..
نجود تلتفت عليه: اشوف
سيف يبتسم: وش تشوفين؟
نجود: هالكلام بيكون صدق أو يتغير
سيف: نجود تبين اكلم خالك عشان ترتاحين؟
نجود: وش تقول له؟
سيف: اقوله يترككم في حالكم و اني أنا اللي اللحين مسئول عنكم
نجود: ليه تبي تبعده عننا؟
سيف: يعني هو اللحين قريب منكم؟
نجود: لا بس اخاف انك تسوي كذا عشان تضمن ان مالنا أحد يوقف بوجهك لو سويت شي
سيف يبتسم: للحين تشكين فيني؟ ما صدقتي اللي قلتلك؟
نجود: اللحين ما بيدي غير أصدقه..بس صدقني يا سيف أي شي ملكي ما راح تأخذه مني أبدا..أنت ما تعرف كيف عشت بهالدنيا و كيف ادافع عن اللي لي

سيف كان يطالعها..و يفكر بخوفها على اللي تملكه..و اللي كان ما يسوى كل هالخوف عليه..البيت كان خراب..بس هذا كل اللي لها..و هو كان كل اللي يبيه منها قلبها و بس..لكنه ما قدر يقول لها هالشي..ان كان هو مو مصدق كيف حبها بهالسرعه..كيف هي بتصدق..و هي تشك بنواياه بهالشكل..
سيف يغير الموضوع: خالتي صاحيه أبي اسلم عليها
نجود: انتظر اقول لها

راحت نجود و ترجت أمها تطلع تسلم عليه..و أخيرا وافقت ودخل سيف سلم عليها..و هي كانت تراقب سيف كيف يطالع أمها بحنان و يكلمها..و يطمنها..حست انه صادق..و ما قدرت تتخيله الا إنه كذا..و ما تخيلت ان له وجه ثاني..حتى أمها باين عليها انها ارتاحت له..
دق جواله و اعتذر منهم و طلع..و بعد لحظات دخل و سلم على أمها و اعتذر انه بيروح..طلعت معه نجود..
سيف: هذا أبوي يبي اروح له اللحين
نجود: على راحتك
سيف: تبين شي؟
نجود: لا
سيف: انتبهي لنفسك
نجود: ان شاء الله

 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى