روايه قلوب تنزف عشق

أسيل: مادري بس في هالبر كل شي يخوف..حتى أشكال البنات و هم نايمين صارت تخوف

نادر يضحك: مادريت إنك خوافه لهالدرجه!

أسيل بقهر: طالع حواليك بالله هالرعب اللي حنا فيه ما يخوف

نادر يتنهد و يطالع قدام: بالعكس الجو هادي و حلو...روحي ورا نامي على راحتك


توقع انها تطلع و تدخل مع الباب..لكنها نطت على طول ورا..وهو يضحك عليها..التفت لها..

نادر: كل هذا خوف تنزلين!

فصخ الجاكيت اللي لابسه..و مده لها..

نادر بحنان: على الأقل تغطي هذا

اخذته أسيل..اللي أول ما دخلت السياره و حست بالدفا بدت تنعس..تمددت و تغطت فيه و نامت..شمت ريحة عطره..

أسيل بهمس: حلوه ريحة العطر

طالعها نادر و ابتسم..ما يدري هي حاسه باللي تقوله..أو النوم بدأ يأثر عليها..صار يتأملها..ملامحها الحلوه..شعرها اللي طايح على وجهها..

أسيل و هي مغمضه: لا تطالعني عشان أقدر أنام

نادر تفاجأ: مين قال إني اطالعك؟

أسيل: احس

نادر: خلاص أنا رايح نامي براحتك

أسيل تفتح عيونها: لااااا

نادر يتنهد: ليه؟

أسيل: خايفه

نادر: وش تخافين منه..و أنتي هنا؟

أسيل: عشاني خفت أول..اللحين ما أقدر اجلس لحالي

نادر: خلاص نامي أنا بأجلس هنا لين تنامين

أسيل بعناد: و اذا نمت تروح؟

نادر: ايه

أسيل: و إن صحيت؟

نادر يتنهد: خلاص ماراح اتحرك إلا الفجر..ما اعتقد ذاك الوقت بتخافين

أسيل: بروومس

نادر يضحك: بروومس



نامت أسيل و هي مبتسمه..و دفنت وجهها بجاكيته..و ريحة عطره تغطيها..ما تدري ليه تسوي اللي تسويه..أول كانت خايفه صدق..بس بعدين صارت تتدلع عليه..تبي تشوف وش ردة فعله..و إلى أي حد بيطيعها..مع انها ما اعترفت لنفسها..بس حبت جلستها معه..و حاولت ما تنام..تبي تكلمه أكثر..لكنها كانت نعسانه و تعبانه..و غلبها النوم..

نادر كان جالس في مكانه ما تحرك..خاف يزعجها..التفت بعد وقت لها..و شافها نايمه و تنفسها انتظم..استغرب من نفسه..و من الشعور اللي يحسه وهو يطالعها..

و لأول مره تخيل كيف بتكون حياته معها..و تفاجأ إن هالشي ريحه..إنها تكون له..تكلمه هو..تشوفه هو..تهتم فيه هو..

بس طرأ عليه فيصل..و هالشي خلاه يتنهد بحزن..و يلف عنها يطالع الظلام قدامه..

غفى شوي..و بعدين حس في نفسه..شاف النور الأزرق بدأ ينتشر في السماء..طلع من السياره بهدؤ عشان ما يزعجها..و رجع للخيمه..قبل يصحون الحريم وهو قريب من خيمتهم


في خيمة الحريم-صحت أم العنود تصلي الفجر و صحتهم..

جوري تتلفت: وين أسيل؟

حلا تضحك: صح..لا يكون انخطفت

رغد: يمكن طلعت تتوضأ



لبسوا البنات أكواتهم..و لفوا الشالات عليهم..و طلعوا..أول ما شافت جوري الجو..

جوري: واااو الجو روعه

رغد: بس برررد



طلعت وراهم مساهير و ياسمين و لينا..

مساهير تركض لبرا: يا سلام على الروااق

لينا انتبهت: وش السياره اللي هنا؟!

رغد: هاذي سيارة نادر

حلا تضحك: ما لقى لها موقف على وسع هالبر



راحت لها رغد..و شافت أسيل..

رغد تلتفت للبنات: أسيل نايمه فيها

ياسمين تضحك: يا عيني على غرفة النوم

مساهير تعلق: المهم لا يكون نادر معها



ضحكوا البنات و راحوا يتوضون..بعد ما خلصوا صلاتهم..راحت رغد لأسيل..فتحت الباب..

رغد: أسوله..أسوله قومي



صحت أسيل..و هي مو مستوعبه وين هي..لكن ريحة عطره ذكرتها..قامت و هي مبتسمه..

أسيل: صباح الخير

رغد: صباح العسل يا رايقه..وش جاب سيارة نادر هنا؟

أسيل: خفت أمس...(تذكرت) صح وين رنا و شوق والله لأذبحهم

رغد بإستغراب: وش فيك أنتي؟



جت حلا و جوري عندهم..

حلا: يله الأميره النائمه الصلااااة



طلعت أسيل من السياره و لبست جاكيت نادر..

رغد: ما قلتي وش صار؟

أسيل تروح: اصلي و أقول لك

حلا: وش القصه؟

رغد: مادري أبي اعرف كيف جت سيارة نادر هنا؟

حلا: يا شين اللقافه

رغد: يعني ما تبين تدرين؟

حلا: طبعا

رغد: اجل اسكتي

حلا: بس يا شين اللقافه

رغد تدفها و تروح: انقلعي

جوري تضحك: تعالي نروح لا تفوتنا السالفه

حلا تشهق: حتى أنتي يا جوري صرتي ملقوفه!



راحت حلا..و كانت بتمشي معها جوري لكن ما تدري ليه التفتت لخيمة الرجال..و كأنها حست بوجوده..شافته من بعيد..واقف عند سيارته..كان لابس بدله سوداء..و شكله مو رايق وهو توه صاحي..التفت ناحيتها..و هي ركضت لداخل الخيمه..

شافها فارس..بس من بعيد ما قدر يعرف هي مين..
 

في الخيمه-خلصت أسيل صلاتها..و أول ما لتفتت شافت رنا و شوق..و عصبت و قامت لهم بسرعه..صرخوا و كانوا بيطلعون..بس مسكتهم..و صارت تضرب فيهم..و تضربهم في بعض..

حلا: وش فيها قلبت جاكي شان على هالصبح!!

رنا: أسوله والله نمزح

شوق: تراها فكرة رنا

أسيل ترميهم: مالت عليكم كلكم



جلست أسيل عند البنات و قالت لهم اللي صار..بس طبعا مع بعض الحذف..

جوري تضحك: و كيف قدرتي تطلعين من الخيمه؟

رغد: صح ما توقعت تسوينها!

أسيل: مادري من الخوف جتني لحظة غباء...أو يمكن أنا قويه و أنا مادري

حلا تضحك: ايه هين قويه..روحي روحي بس لغرفة النوم الخاصه



أخذت أسيل لها غطاء و راحت لسيارة نادر..و رجعوا البنات ينامون..





و بعد ساعه..حست لينا بأحد يهزها..صحت و شافت شوق..

لينا: شوق! وش تبين؟

شوق: أبي اروح الحمام

لينا تضحك: زين روحي

شوق: خايفه

لينا: وش يخوفك حنا اللحين الصبح

شوق: أمس رنا قالت لي قصه تخوف



لينا قامت معها و طلعوا..كانت لينا تتمشى..و تشوف السماء الزرقاء صافيه..(خساره شكلها ماراح تمطر اليوم)

طلعت شوق..و مرت من عندها..و قالت لها تدخل..لكن لينا كانت تطالع في خيمة الرجال..و لا راحت معها..شافته..طلع من الخيمه..و راح يرقى على التل المرتفع اللي كان قريب منهم..بتردد..مشت وراه..ما تدري ليه..

كان يمشي..و هي تمشي وراه و تدوس على نفس خطواته..وصل لأعلى التل و وقف..يتأمل بالمساحات الواسعه اللي قدامه..يتذكر كلامها اللي قالته له آخر مره..و يفكر لأي درجه تعنيه..يحس إنه مو مستوعب اللي صار..مع إنه ياما حلم فيه..

لينا كانت تطالعه..تبي تعرف وش تحس فيه..غير شعورها بالذنب اتجاهه..غير شعورها بأنانيتها و هي مخبيه اللي تعرفه عنه..غير شعور إنها ما تستاهله..

حست إنها ما تبي تبعد عنه..تخاف تبعد عنه..صوته..و نظراته اللي كلها اهتمام و اعتذار على ذنب ما سواه..كلها تحسها جزء من حياتها..لو يروح..ما يبقى لها شي تعيش بعد..(أحبه؟ معقول أكون أحبك يا طلال!!)

قربت من عنده..

لينا: صباح الخير

طلال يلتفت و يطالعها بصدمه: لينا! صباح النور

لينا بارتباك من نظرته: شفتك و أنت..و أنت تطلع و..(مالقت شي تقوله)

طلال يبتسم لها: ما جاني نوم قلت اتمشى شوي

لينا توقف جنبه: وش أخبار رجلك؟ مو قلت ماراح تتعبها ليه تطلع عليها؟

طلال يضحك: خليها تتعود

لينا بعتب: المفروض ما صدقتك و لا طلعنا..اجلس لا توقف عليها



جلسوا جنب بعض..و هي تسرق له نظرات..و شافته نعسان..(وش اللي مو مخليك قادر تنام يا طلال؟ وش فيها حياتك بعيد عني؟)

لينا: طلال شكلك نعسان ليه ما تنام؟

طلال: مو جايني نوم..و حسيت إني مخنوق في الخيمه..الجو هنا احسن

لينا تضحك: يعني بتنام هنا؟

طلال: والله حلو..ليه لا؟



كان بينام على ظهره..لكن هي مسكته..

لينا: وين نايم على التراب..(و بتردد)نــ..نام على رجلي



انصدم لحظات ما قدر حتى يتنفس..يحس إنه بحلم..و بيصحى منه أي لحظه..مو معقول هاذي لينا..لكن شي داخله..أغراه يجرب هالشعور..يكون قريب منها لهالدرجه..تهتم فيه..

مدت رجلينها..و هو حط راسه عليهن و تمدد على التراب..شاف السماء قدامه..لكنه التفت عليها..يشوف بأي نظره تطالعه..لكنها صدت عنه..و صارت تطالع قدامها..غمض عيونه براحه عمره ما حس فيها..ريحة عطرها الخفيف..يدها اللي حطتها على كتفه..اهتمامها..نام وهو يتمتم لنفسه..(حلم..أكيد حلم)

لينا سمعته يتكلم..لكن ما عرفت وش يقول..نزلت راسها تطالعه بعد ما شافته غمض عيونه..تأملته كثير..لين فجأه شافت فيه..طلال بطفولته..تذكرت ذيك الأيام اللي نستها..و عمرها ما جت في بالها..كانت تحب تجلس معه و تلعب..كانت تحب كيف يعاملها بدلال..تذكرت إنه حتى شعرها مره قصته مثله..و كانت تلبس ملابس عمر عشان تصير تشبه ملابس طلال..كان له دور كبير في حياتها..لكن هالدور بدأ ينقص من جاء يوسف..لين تلاشى..و ما صارت تعرف عنه..إلا إنه صديق يوسف و عمر..و بعد وفاة يوسف..ما صارت تشوف فيه غير صورة الموت..و صارت تكره حتى طاريه..(وش كثر ظلمتك يا طلال..ما يحق لي اللحين أحبك....ايه..أنا أحبك بس مو قادره أقول..)

شافت الشمس طلعت عليهم..و صار الجو دافي..لكن قلبها كان دفاه من شي ثاني..من حبه اللي ملأ قلبها..و شال عنه جمود السنين اللي راحت..

شافته كأنه تضايق من الشمس..اللي صارت في وجهه..خافت تصحيه..رفعت طرحتها اللي كانت على أكتافها قدام وجهه..بينه و بين السماء..و ظلت رافعتها..يحق لطلال تسويله كل شي..يحق لها تعبها..يحق له كل شي فيها..لين تعوضه عن اللي سوته فيه..

 


بعد ساعه..في خيمة الرجال-صحى نادر لكنه ما فتح عيونه..يتذكر الحلم اللي حلمه..ضحك على نفسه(من متى تحلم أحلام المراهقين يا نادر؟؟)

تذكر اللي صار أمس..اللي حس فيه يوم ضمها و هي محتميه فيه..وهو يشوفها نايمه..حس إنها فجرت فيه مشاعر ما كان متخيل إنه بيعرفها بيوم..لكنه مو من النوع اللي يصرح بمشاعره..و لا راح يصرح لها فيها أبدا..خاصه وهو يعرف حبها لفيصل..و لا يمكن ينسى هالشي..و لا يمكن هي تنساه..



صحى طلال..و لينا أول ما شافته يفتح عيونه..بعدت طرحتها بسرعه..و أعمته الشمس اللي طلعت بوجهه فجأه..لكنه ظن إنه توه يصحى و يحس فيها..استوعب الوقت اللي هو فيه..يوم ينام كان الصبح توه يطلع..و اللحين الشمس منتشره في كل مكان..جلس..و التفت لها..

طلال: كم نمت؟

لينا: مادري؟

طلال شاف ساعته و شهق: ثلاث ساعات!! ليه ما صاحيتيني

لينا: ما نتبهت للوقت..كنت أفكر

طلال: أكيد اوجعتك كل هالوقت ما حركتي رجلينك

لينا: ما فيني شي يا طلال

طلال يطالعها و يبتسم: ما جاك النوم؟

لينا: لا



كان مرتاح وهو يشوفها قريبه منه كذا..يبي يجلس معها..يتكلم..يسمعها..

لكن ما خلص متمني إلا وهو يشوف شوق تجي عنهم و هي تلهث من تعبها..

شوق: لينا وينك؟ كنت أدورك

لينا تلتفت لها: نعم

شوق: تعالي افطري معنا

لينا: زين روحي أنا جايه اللحين



تركته شوق و التفتت على طلال..

طلال: خلينا ننزل



قامت معه..و هي ياله قادره تحرك يدها..اللي ظلت مادتها كل هالوقت..لكنها ما حست فيها..كل اهتمامها بالإحساس اللي في قلبها له..



اجتمع الكل يفطرون..بعد ما فرشوا بساط برا الخيمه..لأن الجو كان دافي و حلو..

أم فارس تضحك: وين نمتي أمس يا أسيل؟

حلا: أفا عليك خالتي..ما تشوفين الغرفه الخاصه اللي واقفه عند الخيمه



ضحكوا عليها..و أسيل انقهرت..

أسيل: والله و لكم عين تتكلمون! اللي و لا وحده فيكم حست على دمها و قامت عندي و أنا ميته خوف

رغد تضحك: بصراحه سمعتك أول ما صحيتيني بس ما قدرت أقوم

أسيل: و نعم الصديقه!



شافت ياسمين تقوم..و قامت معها..

أسيل: انتظري مرة اخوي بأروح معك..قررت أتنازل عن الناس اللي ما تنفعني

أم العنود: وين ما فطرتوا؟

ياسمين: الحمدلله شبعت..أبي اتمشى شوي



في مكان بعيد-كان سيف جالس لحاله..يمسح التراب..و يكتب اسمها و يتأمله..كل ما تجي في باله..يتناساها..يقنع نفسه إنها شي و راح..و إنها ما تعنيه اللحين و لا تهمه..

شاف ياسمين و أسيل جايين عنده..و ابتسم لهم..لكنه تذكر الاسم اللي حفره بالتراب..ارتبك و مسح الإسم بسرعه..

ياسمين: وش اللي كتبته و ما تبينا نشوفه؟

أسيل تغمز: أكيد اسم..صح؟

سيف يصرف: صباح الخير

ياسمين و أسيل: صباح النور

ياسمين: شكلك ما أفطرت معهم؟

سيف: لا افطرت و قمت اتمشى

أسيل بشك: أشوف نفس أفكار زوجتك..آها لا يكون متواعدين تلتقون بعد الفطور و أنا لزقت في ياسمين؟

ياسمين: الله يعافيك لا تفكرين

أسيل تغمز: علينا؟ على العموم اترككم على راحتكم



راحت أسيل و سيف و ياسمين يضحكون عليها..التفت سيف لياسمين و شافها واقفه..

سيف: وش فيك واقفه؟ اجلسي



جلست ياسمين..و سكتوا لحظات طويله..كتبت له على التراب..[سيف]..كتبلها..[نعم]..مرت لحظات..ثم رسمت له علامة استفهام..و رسم لها علامة تعجب..سكتوا لحظه..لكنه ضحك و ضحكت معه..

سيف: وش فيك يا ياسمين؟

ياسمين: ما فيني شي..ليه؟

سيف: أنتي مرتاحه؟

ياسمين: لملكتنا؟

سيف: ايه

ياسمين: مادري وش اسمي احساسي..لكن أهم شي احسه و أنا اشوفك الأمان..أنت تحسسني بالأمان يا سيف..خاصه بعد ما شفت مازن كيف رمى جوري بسهوله

سيف: ياسمين أنا عارف كيف كان رأيك بالزواج من أقاربك..بس خلينا نحاول نفهم بعض..و نحب بعض من اليوم

ياسمين تبتسم: يعني تعترف إنك ما تحبني؟

سيف: مو هذا قصدي..أنا أحبك من زمان بس كقريبه..كنت دائما احس بالمسئوليه اتجاهك..لكن اللحين أبي اتعلم أحبك..كشي خاص فيني أنا..الانسانه اللي بأكمل معها حياتي

ياسمين تطالعه بإمتنان: و أنا مو صعب أحبك يا سيف..متأكده إني بأحبك



ابتسم لها..و رسم لها على التراب..قلب..و رسمت له قلب أكبر..



في مكان قريب من خيمة الحريم..كانت مساهير تلعب مع إياد في التراب..و تبني له بيت كبير..وهو يساعدها و فرحان..

إياد: ميثو هاذي غرفتي

مساهير تضحك: لا الكبيره غرفتي أنا..أنت هاذي الصغيره

إياد بإعتراض: ليه؟

مساهير: عشان أنا كبيره و أنت صغير

إياد اقتنع: ثح عثان بعد عمر هنا معك

مساهير تشهق: هااه

إياد: ايه مثل ماما و بابا

مساهير تصرفه: إياد ابني هنا جبل صغير



و من بعيد..وقف عمر يطالعها..كان يتمشى و فجأه شافها..فكر يروح لها..لكنه تردد..تعب من عنادهم لبعض..و يبي لو مره يتكلمون مثل العالم و الناس..لكنه متأكد انها أول ما تشوفه..بتعصب..

 


كان يفكر يروح أو لا..و لو راح وش يبي يقول لها..لكنه شافها تقوم مع إياد..و راحت..راح لمكانهم يشوف البيت اللي بنته..جلس عند المكان..و شاف شي يلمع..رفعه..و لقاها دبلتها..شكلها طاحت منها..أخذها و راح..



عند خيمة الرجال..رجع سيف..كان بيدخل الخيمه لكنه ما شاف فيها غير فيصل..عشان كذا طلع و راح يدور العيال..لين يجي الغداء..

أما فيصل فتنهد بحزن..و تذكر أسيل..أسيل و سيف..جزء مهم من حياته..ما يدري كيف قدر يبعد نفسه عنهم..أحيانا يحس إنه بيكره سهى..لأنها السبب بهالشي..حاول ينسى أسيل فيها..لكن من يوم ملكته على سهى..من يوم بدأ يكلمها و يشوفها عادي..راح الانبهار اللي كان يحسه يجذبه ناحيتها..



وقت الغداء..كانت مساهير بتغسل يدها..لكنها انتبهت لأصبعها..دبلتها..ما كانت فيه..تذكرت يوم حطتها في حضنها و هي تلعب مع إياد..(أكيد يوم قمت طاحت!)

راحت تركض للمكان اللي كانوا يلعبون فيه..و شافت البيوت اللي بنوها..جلست في الأرض تدورها..كانت تحرك التراب بيدينها..تحاول تدورها..لكن بدون فائده..(لااا اوين راحت؟ والله لو يدري عمر يذبحني..بيقول متعمده اضيعها)

رجعت تدور بهدؤ يمكن تشوفها..

وهو واقف يطالعها من بعيد..كان ينتظر..متى بتفقدها و ترجع..و هاذي هي قدامه..تدورها..وقف يشوفها..متى بتيأس..لكنها كانت تدور في نفس المكان أكثر من مره..

ابتسم بعطف و تقدم لها..وقف عندها..و هي فزت بخوف..

عمر: وش تسوين؟

مساهير بتوتر: العب في الرمل

عمر: شكلك تحوسين ما تلعبين

مساهير توقف: تبي شي

عمر: ايه..تعالي



سحبها مع يدها و هي منصدمه..و راح يغسلها لها..و هي خافت يسأل عن الدبله..بس فكرت تقول له إن مخبيتها عشان ما تضيع..و بعدين انتبهت لنفسها..و استغربت اللي يسويه..

وقف و يدينها للحين بيدينه..لكنها ارتبكت..و سحبت يدينها من يديه..لكنه رجع ياخذ يدها..و طلع شي من جيبه..لبسها دبلتها..

مساهير تشهق: وين لقيتها؟

عمر: اللي يهمني مهما راح..لا يمكن اضيعه



رفعت راسها تطالعه..ما تدري ليه حست برجفه و هي تسمع كلامه..معقول يقصدها هي..

سحبت يدها منه..و راحت..توقعت يوقفها لكنه خلاها تروح..(أحبك يا مساهير بس ما أقدر اصارحك..ما أقدر و أنا اعرف إنك ممكن تكونين للحين تفكرين فيه؟ قدامك أنتي بالأخص أرفض تحطيني في مقارنه مع أحد..بس ماراح اتركك لين بنفسك تقولينها لي)



بعد الغداء-كانت أسيل في الخيمه تبدل ملابسها..و بعد لحظات دخلت عندها رغد..

رغد: خبر مو حلو

أسيل: الله يستر منك و من أخبارك!

رغد: عمتي جايه في الطريق و عمي عزمها تتعشى معنا

أسيل تصرخ: لاااااا

رغد: بس ابشرك ما رضوا يباتون

أسيل: هذا اللي ناقص بعد..اتحمل مرام هنا!!



بعد ساعه..وصلت أم راكان..و كانوا جالسين برا الخيمه..أسيل و جوري ما جلسوا معهم أبدا..كانوا يلعبون مع راكان و شوق و رنا..طبعا كل هذا بس عشان أسيل ما تجلس مع مرام..و لا تسمع كلامها..

أما مرام فمن يوم جلست..و هي تنتظر تشوف نادر..تبي تعرف إذا يشوف أسيل أو لا..و فيصل كيف ردة فعله بعد ما شافها..هذا السبب اللي خلاها توافق تجي مع أمها..لكنها سمعت اللي خلاها تفقد أعصابها..تكلموا عن أسيل و خوفها..و اللي صار لها أمس..و التفتت تشوف سيارة نادر اللي جابها لها عشان تنام فيها..قامت و دخلت الخيمه و هي تفكر بقهر..تتخيل وش اللي ممكن صار بينهم..



بعد المغرب برد الجو..و دخلوا الحريم للخيمه..طلعت مرام بتشوف وين البنات..لكنها لمحت فيصل قريب من سيارته..و راحت له..أول ما شافته سوت نفسها متفاجأه..

مرام: فيصل!

فيصل بشك: مين؟

مرام: أنا مرام وش أخبارك فيصل؟

فيصل: بخير..أنتي وش اخبارك؟

مرام: الحمدلله..ما شفت أسيل؟

فيصل بإستغراب: أسيل!! لا ليه؟

مرام: لا أدورها..قبل شوي شفتها واقفه عند سيارتك على بالي للحين هنا..عن اذنك



راحت مرام مبتسمه..و فيصل انصدم..(عند سيارتي!...معقول للحين تفكرين فيني يا أسيل؟...تفكرين فيني مثل ما أفكر فيك؟..اعذريني على اللي سويته فيك..ياليت تعذريني..ادري غلطتي كبيره..لكن ليت الحب و الذكريات تشفع لي عندك)



عند البنات-كانت جوري جالسه معهم بس قامت تشوف راكان و شوق و رنا و هم يتسابقون..لأنهم بس ينادونها..و هي الوحيده اللي تعطيهم وجه..تسابقوا و فاز راكان..و جوري انبسطت و صارت تشجعه..وهو انبسط..جلست تسولف معه..و تسمع سواليفه هو و البنات..

جوري: والله كاشخ يا راكان بالثوب الأسود..طالع حلو

راكان: صدق! ما أحد قال حلو

جوري: إلا حلو و نص..تعال بأصورك



صورته بجوالها..و جاء إياد يركض يبيها تصوره..حتى شوق غارت منهم..و جلست تصور معهم..

 


حلا: جوري إذا خلصتي جلسة التصوير الحقينا

أسيل: لا جوري لا تجين أنا جايه اجلس معك

حلا تضحك: حشى ماراح تدخل الخيمه لين يروحون!

رغد: والله قويه كلنا رايحين و تاركينها

حلا: مساهير و لينا و ياسمين عندهم

رغد: مادري بس...

أسيل عصبت: أنتي وش عليك منها..من زينها هي و جلستها وش دعوه هي تبينا

رغد: تو ساكته وش حليلها ما قالت شي

أسيل: ايه مو هي مادري وش مرضيها عليك..صايره تحبك الله يعينك

جوري تطالعها و تأشر على راكان: خلاص بنات غيروا السالفه



انتبهوا البنات و سكتوا..لكن راكان كان يسمعهم..

راكان: خليهم بكيفهم..هي أصلا مين يقدر يحبها



سكتوا البنات يطالعون في بعض..لكن جوري تضايقت..تدري انه يكره أهله..و حرام يزيدون هالشي..

جوري: تعال راكان أبي اكلمك



راحت تحاول تقنعه..تسمع ليه ما يحب أهله..تحاول تلقى لهم عذر..لكن باين انه مركون على الرف..و لا أحد مهتم فيه..استغربت مع إنه الولد الوحيد..و المفروض يكون مدلع..لكن الظاهر ما أحد مهتم فيه..و لا لاقي له وقت..

البنات كانوا يطالعونها من بعيد..

أسيل: والله جوري عليها قلب مو على أحد..الله ياخذ مازن

رغد: وش تبين فيه تدعين عليه؟

أسيل: قاهرني..كسر قلبها..تحسبينها سهل تنساه..سهل تنسى كيف طلقها..كيف أهانها قدامنا كلنا

حلا: حسبي الله و نعم الوكيل فيه..أصلا كانت خساره فيه



جاء وقت العشاء..و البنات أصروا على أسيل تروح تتعشى معهم..و راحت..لكنها طول الوقت كانت ضايقه و طفشانه..و مرام كانت تضحك و تسولف مع الكل..بس عشان تقهرها..

بعد ساعه راحت أم راكان..مع انهم أصروا عليها تبات..لكنها ما رضت..و أسيل كانت حاطه يدها على قلبها..خافت توافق يجلسون..

أسيل: أووف و أخيرا

مساهير تضحك: مبروك أسيل قدرتي تتنفسين

أسيل: ايه معك حق اللحين الواحد ارتاح



سهروا البنات شوي..بعدين دخلوا ينامون..و أسيل راحت لسيارة نادر تنام..ركبت السياره و سكرت عليها..لكنها ما قدرت تنام..تتذكره أمس..كيف كان مهتم فيها..و حنون معها..ما تدري ليه فكرت تدق عليه..بس ما عرفت وش تقول..جلست تفكر..تدور لها سبب..شافت جاكيته اللي كانت متغطيته أمس..و اليوم جابت لها غطاء..(يووه كيف نسيت أعطيه له)

فرحت بهالسبب اللي لقته..و دقت..

نادر كان جالس لحاله برا سهران عند النار..ما جاه نوم..شاف اسمها..و ما يدري يرد أو لا..لكنه ما قدر يطنشها..هو بعد كان يبي يسمع صوتها..

نادر: مرحبا

أسيل تبتسم أول ماسمعت صوته: هلا نادر..وش أخبارك؟

نادر: الحمدلله..و أنتي؟ عسى مو خايفه؟

أسيل: لا دام أنا في السياره مرتاحه..آآآ صح توي اشوف جاكيتك..نسيت اعطيه لك

نادر: مو ضروري

أسيل: أكيد..مو محتاجه؟ تعال خذه لو تبيه..كلهم في الخيمه



سكتت و هي منحرجه..خافت يفهم إنها تبي تشوفه..و انصدمت من اللي تفكر فيه..

نادر: لا تهتمين يا أسيل معي غيره

أسيل مالقت شي تقوله: زين تصبح على خير

نادر: و أنتي من اهله



سكرت و هي تتنهد..صارت تطالع كل شي في سيارته..نطت قدام..و فتحت الدرج..تفتش..شافت ملف و أوراق كلها عن شغله..(حتى هنا جايب شغله! أجل سيارة فارس أكيد فيها كل مكتبه)

دورت شي يكون يخصه..بس ما لقت شي..و رجعت لمكانها و حاولت تنام..لكنها كانت تتقلب بدون ما تنام..



بعد الفجر-صلوا البنات و رجعوا ينامون..و رجعت أسيل للسياره..كانت خلاص بتنام لكنها حست بأحد يفتح السياره..ما فتحت عيونها..توقعت أحد من البنات يبي يخوفها..قالت تستقوي قدامهم..و تبين إنها مو خايفه..لكن وصلت لها ريحة عطره..حست إن قلبها بدأ يدق بقوه..فتحت عيونها و شافته يطالعها..

نادر ارتبك: أسيل! ازعجتك؟

أسيل تجلس: لا ما كنت نايمه

نادر: فيه أوراق ضروري أوديها للشركه..نسيتها هنا في السياره

أسيل: بتروح للشركه اللحين؟

نادر: ايه

أسيل: متى بترجع؟

نادر: ما يسوى ارجع أنتم العصر راجعين

أسيل تشهق: ما راح ترجع!!(انتبهت لنفسها)...تبي سيارتك؟

نادر: لا مو مشكله بآخذ سيارة سيف..نامي أنتي

أسيل: لا خلاص الصبح طلع..و أنا أصلا ما فيني نوم

نادر بإعتراض: بس..

أسيل تقاطعه: خلاص يا نادر قلت لك ماراح أنام..بتروح اللحين؟

نادر: بعد ساعه

أسيل: افطرت؟

نادر: لا

أسيل: انتظر بأسوي لك فطور

نادر: لا ماله داعي

أسيل: ما يصير تروح كذا بدون...

نادر يقاطعها بجفاء: أسيل قلت ما أبي


 


طالعته بصدمه و انحرجت من نفسها و اصرارها..و شاف نظرة عيونها اللي امتلت حزن..صدت عنه..نزلت من السياره بسرعه..لكنه لحقها..و مسكها من يدها..صدت عنه..

نادر: أسيل آسف مو قصدي بس...

أسيل بحزن: عادي

نادر يبتسم: للحين عازمتني على الفطور أو فاتني؟

أسيل: مو تقول ما تبي؟

نادر: اللحين أبي..هاه تفطريني؟

أسيل تتنهد: دقايق و اجهزه



كانت بتروح لكنه ما فكها..

نادر: زعلانه؟

أسيل: لا



تركته و راحت و هي تحس قلبها بيطلع من صدرها..حتى يدها كانت ترتجف..صدمها بجفاه..لكنها ما هانت عليه..ابتسمت بحزن..(معقول صرت اتأثر فيك لهالدرجه؟ لكن فيصل؟...أوووف مو قادره اعرف وش احساسي؟ وش أفكر فيه؟)



نادر جلس ينتظرها..ما كان يبي يقرب منها أكثر..بس مع كل هذا ما يبي يجرحها..لكنه مايبي تحاول تنسى فيصل فيه..و الأكثر..لو ما قدر هو ينسيها..

شافها جايه عنده..حطت له الفطور و راحت..

نادر: بتخليني آكل لحالي؟

فارس يطلع من الخيمه: لا أنا آكل معك

فزت أسيل: فارس من وين طلعت؟

فارس يغمز لها: تبيني ارجع؟ عادي ترى ارجع

أسيل: لا اجلس افطر مع نادر أنا راجعه أنام...نادر خذ سيارتك أنا بأنام في الخيمه



راحت أسيل و حاولت تنام..ما تبي تفكر..لا فيه و لا بفيصل..مع انها حست إن فيصل صار بعيد عنها..لكن مع كذا له تأثير عليها..خافت تكون اللي تحسه مع نادر بس عشان تثبت لنفسها إنها هي اللي كسبت..و فيصل خسر..



بعد ساعه-صحت جوري بدري..جلست و تلفتت تشوف لو أحد صاحي..لكن كلهم كانوا نايمين..استغربت و هي تشوف أسيل في مكانها..شمت ريحة قهوه..التفتت على مكان أم العنود و ما شافتها..(أكيد هي اللي مسويه القهوه)

لبست عبايتها..مشطت شعرها و رفعته ذيل حصان..حطت طرحتها على أكتافها و طلعت عندها..ابتسمت و هي طالعه و تشوف أم العنود..لكن العيون اللي كانت مركزه نظراتها عليها..ما كانت نظرات أم العنود..كان هو..حست ان قلبها بيوقف..و رجع لها اللي تحسه كل ما شافته..رجعت بسرعه للخيمه..و هي تلهث بأنفاسها و كأنها كانت تركض ساعات..اتفاجأت بشوفته..رجعت لمكانها و تغطت..غمضت عيونها..تتذكر نظرته..كان يطالعها بشكل غريب..(احس اللي بعيونه لي شفقه..احس اني كاسره خاطره...آآه يا فارس بعد ما كنت تحبني..اللحين..اللحين بس صرت اكسر خاطرك!)

كانت تحاول تنام..لكنها شافت أسيل اللي من ساعه تحاول تنام مثلها و لا قدرت تجي عندها..

أسيل بهمس: زين لقيتك صاحيه..تعالي نسوي لنا نسكافيه

جوري: اطلعي أنتي أنا ما أقدر

أسيل: ليه؟

جوري: سمعت صوت فارس برا

أسيل: هنا عند خيمتنا؟

جوري: ايه عند أمي حصه

أسيل: خلاص تغطي و خلينا نطلع نجلس بعيد عنهم

جوري ارتبكت: لاااا استحي

أسيل: خلاص اطلع أقول لفارس يروح

جوري: لا يتقهوى مع أمي كيف تطردينه؟!

أسيل بعناد: اجل تطلعين معي

جوري تتنهد: خلاص بأطلع

أسيل بإبتسامة نصر: ما تجين إلا بالتهديد



تغطت جوري و طلعت مع أسيل..و هي منزله عيونها للأرض..لأنها متأكد إنه في وجهها..

أسيل: صباح الخير

أم العنود و فارس: صباح النور

أسيل: خلك مرتاح لا تقوم..حنا بنروح نجلس فوق شوي



راحوا بعيد عنهم..و تركت أسيل جوري عشان تسوي لهم نسكافيه..

أسيل: يمه المويه اللي في الابريق للحين ساخنه؟

أم العنود: ايه توي مسويه القهوه ما مداها تبرد..ليه ما تتقهون من قهوتنا؟

أسيل: لا ما أحبها

أم العنود: مين اللي معك؟

أسيل: جوري



جلست أسيل تسوي النسكافيه..و فارس كل تفكيره باللي جالسه وراه..بعيد عنه..و بملامحها اللي انرسمت قدامه قبل لحظات..

أسيل: والله مدلعتك أمي حصه قهوه و كاكاوات و شاي! هذا و أنت من ساعه مفطر!

أم العنود: من فيه أغلى من فارس عندي..لو انه ما يستاهل

ضحكت أسيل: ههههه

فارس: أفا ليه عاد يمه؟ وش سويت؟

أم العنود: أكبرهم و الكل تزوج و أنت للحين معاند..و معور قلب أمك



تفاجأ فارس من هالسالفه..و جوري تفاجأت أكثر..و خافت أكثر..تدري إن مالها أمل معه..لكن ترتاح وهي تعرف إنه مو ملك لأحد..و ما تشوف غيرها ياخذ مكان كان المفروض لها..بس هي..بس هي بغبائها ضيعته..

أم العنود: وين رحت؟ كل هذا من طاري العرس؟!

أسيل: شكله ناوي عليه..و إلا ما سرح كل هذا..فارس قول قول مين سعيدة الحظ؟

فارس يبتسم: عندي بعد بكره سفره..اذا رجعت منها اشوف هالموضوع

أسيل تشهق: واللــــه!! اروح اقول لأمي

أم العنود: صدق و إلا تمزح؟؟

فارس يلعب بأعصابهم: إذا رجعت اقولكم..يله اترككم اللحين



راح عنهم..لكنه التفت للحظه..يطالع بجوري..اللي كانت مركزه عيونها عليه..لكنها صدت بسرعه أول ما شافها..مشى وهو مبتسم..(تدرين إنك اللي في بالي يا جوري أو ما تتوقعين؟ لكن هالمره ماراح اتركك بالساهل)

أسيل و أم العنود اخذوا كلامه على انه مزح..لكن جوري كانت خايفه يكون صادق..

 


بعد ساعات-صحت رغد و طلعت من الخيمه..ما شافت أحد..لكن الجو كان حلو..و راحت تتمشى..كانت تمشي و تفكر..فجأه حست انها ابعدت عن الخيمه..التفتت وراها..و لاشافت شي..نست هي من وين مشت..حست انها ضايعه..و ما عرفت وين تروح..رجعت من طريق على أمل يكون هو اللي مشت معه..لكن فجأه طلعت قدامها سياره..خافت منها..كانت تبي تتخبى..بس ما كان فيه أي مكان تقدر تخبي نفسها فيه..توجهت ناحيتها السياره..(أكيد شافني!!)

وقفت بعجز..مو قادره تتحرك..قربت منها السياره..و شافت اللي فيها..كان شاب لحاله..وسيم..و أنيق..و يطالعها بإستغراب..

الشاب: ضايعه؟

رغد بخوف: ايه

الشاب: وين أهلك أنا تمشيت هنا ما شفت أي أحد

رغد تصيح: بس أنا ما ابعدت كثير!

الشاب يطالعها بتأمل: أنتي رغد؟

رغد تشهق: تعرفني؟

الشاب يبتسم: ما عرفتيني

التفتت له رغد تشوفه: لا

الشاب ينزل: أنا...



حست بشي يضربها مع راسها..صحت و شافت نفسها في الخيمه..و سمعت البنات يضحكون عليها..

رغد تتلفت بقهر: لاااا وين راااح؟!

أسيل تضحك: مين؟

رغد تجلس: كان هنا..لااا ليه يطلع حلم(تلتفت لهم معصبه)مين اللي صحاني؟

حلا: بسم الله أنتي وش فيك؟

رغد بقهر: حلمت بفارس أحلامي..يا حلوه..كان بيقولي هو مين..بس أنتم ما أحد يحلم عندكم..اسكتوا يمكن أقدر اكمل الحلم



رجعت تنام..و البنات يضحكون عليها..

شوق تدخل تركض: بنااات مطر



طلعوا البنات يركضون..و رغد يوم سمعت المطر لحقتهم..مستحيل بتكمل الحلم بعد ما صحت و تكلمت..وقفوا البنات تحت المطر و هم فرحانين..كان مطر خفيف و هادي..كانوا يلعبون و يضحكون..لكن أسيل هاديه..ما تدري ليه..كل شوي تلتفت على خيمة الرجال..تتذكره..معقول فقدته..أو هي أصلا ملت و تبي ترجع البيت..



عند الرجال-كانوا واقفين برى بعد يتفرجون على المطر..لكن المطر بدأ يقوى بالحيل..و صارت معه هواء قويه..دخلوا للخيمه..

كان ناصر آخر من دخل..و شاف أحد من البنات برى الخيمه..عصب عليهم..دخل و دق على ياسمين..

ياسمين: هلا خالي

ناصر: مين اللي واقفه برى خليها تدخل مو شايفين المطر كيف قوي؟

ياسمين: هاذي مساهير يا عمي..و ما رضت تدخل..تقول مو كل يوم نشوف مطر

ناصر عصب: وش الي ما رضت قولوا لها تدخل مو زين كذا تمرض البنت!

ياسمين تتنهد: اقولها خالي بس ما ظن تسمع مني..ما رضت تسمع من أمها



سكر ناصر..و راح عند باب الخيمه..و شافها للحين واقفه برى..و تتمشى..

ناصر: عمر تعال

راح له عمر: نعم خالي

ناصر: زوجتك مو راضيه تدخل..مو زين يا ولدي كذا بتتعب



طل عمر من الباب..شافها و عصب..فكر يدق عليها بس متأكد انها ماراح تدخل..طلع و ركب سيارته..و راح لها..وقف قريب منها و صرخ..

عمر: مساهير ادخلي الخيمه

مساهير: مابي معجبني الجو

عمر: مساهير بتمرضين

مساهير: مو لهالدرجه

عمر عصب و صرخ: مساهير ادخلي أقولك

مساهير: لاااا

عمر: لو ما دخلتي اللحين نزلت و دخلتك السياره غصب



عرفت انه يسويها..طالعته بقهر و دخلت..وهو جلس في سيارته بعد ما سكر الزجاج..يتذكر شكلها تحت المطر..شعرها كله مبتل..و وجهها غرقان مويه..ابتسم..(يا حبي لهالخبله)



هدأ المطر بعد ساعات..و صاروا يجهزون غداهم..و البنات طلعوا يتمشون..

كانت أسيل و رغد يمشون..و شافوا فيصل قريب لهم..

أسيل بضيق: خلينا نرجع



كانوا بيرجعون..لكن وصل لهم صوته..

فيصل: رغد



أول ما شافها عرفها من جاكيتها اللي كانت لابسته فوق عبايتها..لكنه ما عرف اللي معها مين..

أسيل: روحي له أنا بأرجع



وصلت عنده رغد..

رغد: نعم

فيصل: مين اللي معك؟

رغد بإستغراب: ليه تسأل؟

فيصل: لا و لا شي...كنت بأسألك بترجعين معي أو مع أبوي؟

رغد: بأرجع معك

فيصل: زين



راحت رغد..و فيصل عيونه تعدتها للبنت اللي كانت معها..حس إنها أسيل..عشان كذا رغد ما قالت له هي مين..خاصه وهو يشوف الشال اللي عليها..لونه موف..وهو يعرف إنها تحب هاللون..تذكر كلام مرام..(معقول للحين تحبني؟ أو حتى مهتمه؟....و نادر وش شعورها اتجاهه؟)



بعد الغداء-جلسوا البنات يشربون شاي و يسولفون..

حلا: خساره بعد شوي بنمشي ما حسيت إننا حللنا الجلسه

رغد: صح والله..يمكن لو جلسنا يتحقق الحلم

ياسمين: كلن على همه سرى!

أسيل بملل: أنا مليت و أبي ارجع

جوري: أنتي ماله من أول ما وصلنا



أسيل تفكر..(صح أنا من أول ماله..مو عشانه راح)



عند خيمة الرجال-طلع فيصل و شاف إياد جالس مع أبوفارس..ولاف على رقبته نفس الشال اللي من دقايق كان عليها..جلس قريب منهم..و سرح بأفكاره فيها..انتبه لهم يقومون يتمشون..لكن لفت انتباهه شالها اللي تركه إياد..

و بتردد مد يده و أخذه..حس بنبضاته تزيد و ريحة عطرها توصل له..(آه يا أسيل ليت الزمن يرجع..ليه ما فكرت أخطبك؟ و أكون أقرب منك؟ ليه مو أنا مكانه اللحين؟)



قام يمشي لسيارته..و دخل جلس فيها..انتبه إنه للحين ماسك شالها..صار يتأمله و يتذكرها..
عند الحريم-دق جوال أسماء و ابتسمت و هي تشوف رقم تركي..

أسماء: هلا بمطول الغيبه

تركي: هلابك قلبي

أسماء: وش أخبارك؟ ليه صوتك تعبان؟

تركي: لا بس توي صاحي من النوم

أسماء: نوم العوافي

تركي: يعافيك ربي..ما اشتقتي لي؟

أسماء بدلع: يعني

تركي: يعني أهون ما أرجع بعد يومين

أسماء بفرح: والله بترجع بعد يومين؟؟

تركي يضحك: مو توك تقولين ما اشتقتي لي

أسماء برجاء: تركي تعااال

تركي بحب: و لا يهمك كلها يومين و أكون عندك إن شاء الله

و بعدها بساعات لموا أغراضهم و رجعوا..


 


*يوم السبت*



في المطار/



كان فارس ينتظر رحلته..مع إنه بيرجع بكره..إلا إنه من اللحين متحمس متى يرجع..و يحس اليوم بيطول..كان يبي يخطبها..فكر بهالشي من يوم تركها مازن..لكن وهو يشوفها في البر تأكد من قراره..

يدري إنها ما تتوقع هالشي..كل أهله ما يتوقعون هالشي..و لا هو نفسه فكر انه يرجع لها بعد ما رفضته..لكنه ما يبي يكابر..مستحيل يخسرها مره ثانيه..يخاف عليها..و يحس إنه الوحيد اللي قادر يحميها..و يبي يملك طيبة قلبها..و تصير له لحاله..

في بيت أم فارس= العصر/



كانت أسيل وأسماء في الصاله..و أمهم رايحه عند وحده تعرفها

أسيل: وين أيوده

أسماء: نام

أسيل: بأروح اصحيه

أسماء: لا حرام عليك خليه يرتاح من يوم خيمنا وهو ما ينام زين

أسيل: أبي اشبع منه قبل ترجعون الشرقيه..و الله بأفقدكم ما وده تركي يجلس هناك شهر ثاني

أسماء تقرصها: فال الله و لا فالك



وسمعوا جرس الباب..

أسماء: ليه ماتروحين تفتحين الباب؟

أسيل: أكيد وحده من الخدامات راحت

أسماء: هاذي أكيد وحده من جاراتنا مايصير خدامه تستقبلها يله قومي

أسيل: يووه يمكن يطلع رجل يبي اخواني

أسماء: ماحد جاي لإخوانك قبل يدق عليه يله قومي

أسيل: زين



وقبل تطلع من الصاله..تفاجأت بوحده تدخل عليهم..وحده ماتعرفها..ومن شكلها توقعت إنها أكيد غلطانه..أو جايه تشحد..بس البنت كانت حالتها أسوأ من كذا..وجهها شاحب مثل الأموات..و عيونها حمراء مليانه حزن وخوف و ألم..كان باين عليها التعب..وكأنها تمشي و مو حاسه بنفسها..خافت أسيل من حالة البنت..والتفتت لأسماء..اللي كانت واقفه وراها بملامح مذهوله..أسيل مشت للبنت اللي كانت قد قربت منهم..

البنت وهي تطيح على الأرض: سيف...الحقني ياسيف



سندتها أسيل وهي تطالع أسماء بصدمه و إستغراب..

أسماء: مين هاذي؟! تعرفينها؟؟

أسيل تطالع البنت اللي أغمى عليها بين يدينها: لا

أسماء: قالت سيف صح؟

أسيل: إيه

أسماء: من وين تعرفه؟!

أسيل بإرتباك: مادري! وش نسوي فيها؟

أسماء: انتظري بأنادي الخدامه تشيلها معك نحطها في غرفه بدال طيحتها على الأرض وبعدين نصحيها ونعرف هي مين؟



راحت أسماء..وأسيل تطالع البنت و مستغربه من حالتها.. وكيف وصلت هنا..و هي تعبانه هالكثر..ومستغربه أكثر من وين تعرف سيف.. وش تبي فيه..

رجعت أسماء ومعها الخدامه..وشالوا البنت وحطوها على الكنب في واحد من المجالس..شالوا طرحتها عشان يحاولون يصحونها..لكنها ما صحت..

أسماء التفت لأسيل بقلق: ما صحت مادري وش فيها!

أسيل تطالع البنت: حلوه صح؟ بس ملابسها تدل إن حالتها منعدمه

أسماء عصبت: والله إنك رايقه! شكلنا غلطنا يوم دخلناها أخاف يصير فيها شي و نتورط شوفي مو راضيه تصحى!!

أسيل: يعني وش كنتي تبين نسوي؟ نرميها بالشارع بعد ما طاحت عندنا! أنا بأروح اتصل على سيف أكيد يعرف أهلها لأنها كانت جايه تدوره

أسماء: صح..بس لا تقولين له شي لين يجي

أسيل: زين



دقت أسيل على سيف..

سيف: مرحبا

أسيل بقلق: أهلين سيف وينك؟

سيف: في الطريق رايح لعمر

أسيل: لاتروح تعال بسرعه للبيت

سيف بخوف: ليه فيكم شي؟

أسيل: لا تخاف ما فينا شي بس أبيك ضروري

سيف: أسيل قولي وش فيه؟

أسيل: إذا جيت تعرف بس بسرعه



سكرت أسيل وسيف مو مرتاح..(أكيد فيهم شي وما تبي تقول لي وأنا في السياره الله يستر)

فكر في أمه و أسماء..خاف أحد منهم يكون تعبان..عشان كذا زاد من سرعته بتهور


يتبع
 
@،،النـزف الـســابـع و الـعشــرون،،@

في سيارة سيف/
بسرعه جنونيه وصل للبيت..دخل الصاله وشاف أسماء وأسيل واقفات والتوتر مرسوم على وجيههم..
سيف بخوف: أمي فيها شي؟
أسماء: لا تطمن كلنا بخير
سيف يتنهد براحه: الحمد لله..أجل وش فيكم؟
أسماء تلتفت لأسيل..
سيف: وش فيكم! وش صاير؟
أسيل: فيه وحده جت تسأل عنك
سيف بإستغراب: وحده!!
ما كان مستوعب..لكن فجأه بدت ملامحه تتغير..وكأنه تذكر شي بس رفض يصدقه..مستحيل يصدق..
سيف بصوت مخنوق: مين؟ وش تبي؟
أسيل: البنت كانت تعبانه حيل..دخلت علينا وقالت الحقني ياسيف وبعدها طاحت
سيف انصدم..نجود..معقوله تكون هي..أكيد هي مافيه غيرها..بدأ قلبه يدق بقوه وأنفاسه تتسارع..
سيف بصوت مرتجف: متى جت؟ وين راحت؟
أسيل: يوم طاحت دخلناها المجلس حاولنا نصحيها لكن.....
سيف مانتظرها تكمل كلامها و ركض للمجلس..
أسماء مصدومه: وين راح المجنون؟
أسيل: أكيد عرفها تعالي نلحقه
دخل سيف المجلس..و دقات قلبه تتسارع..لكن تجمدت خطواته عند الباب..و عيونه معلقه في الجسم الهزيل اللي ممدد على الكنب..و بخطوات مرتجفه قرب منها..
في هاللحظه دخلت أسيل وأسماء..
أسماء: سيف!!
لكن سيف ما كان يسمعها..كان واقف قريب من البنت اللي أول ما شاف ملامحها حس إن كل شي في داخله انهار..هاذي هي قدامه أو هو من كثر مايفكر فيها يتخيلها..جلس على ركبه جنبها..يطالع وجهها اللي ياما حلم فيه..وما كان عنده أي أمل إنه بيشوفه مره ثانيه..لكن هالوجه كان شاحب..وراحت الحياه منه..
كان سيف يطالعها وهو يعاصر أحاسيس قويه تتضارب في داخله..و مو قادر يركز على شي..إلا إن حب حياته..و البنت اللي هزت كيانه قدامه..
أما أسماء وأسيل كانوا واقفين قريب..مصدومين من سيف والحاله اللي هو فيها..و مو قادرين يتخيلون وش علاقته بهالبنت..
وأخيرا قدر سيف يسيطر على نفسه..ومد يد مرتجفه يلمس شعرها..و وجهها..و عيونه معلقه بوجهها..
سيف بهمس: وش صار فيك يا نجود؟ ليه حالك كذا!

نجود حست بصوت سيف..و حست برجفه في كل جسمها و هي تسمعه..بس التعب ماكان مخليها تقدر حتى تفتح عيونها..لكنها حست بالراحه و الأمان..و نزلت دموعها على خدها..
انصدم سيف لأنه عرف إنها سمعته..مسك وجهها الذبلان بين يدينه..ومسح دموعها بإبهامه..وهو يطالعها بتمعن..اشتاق لكل لمحه فيها..يبي يصدق إنه يشوفها..إنها بين يديه اللحين..
سيف بندم: نجود سامحيني كنت أناني ومافكرت إلا في نفسي وبإحساسي! نسيت إنك صغيره ومو بيدك كل اللي تسوينه..كيف زعلت منك؟ كيف قدرت اتركك؟ كيف تخليت عنك بهالسهوله؟
نجود بصوت حسه جاي من بعيد: سيــف
أول ماسمع صوتها التعبان..وسمع البحه اللي تعذبه..ذاب قلبه..وراح منه أي صبر..أو عقل..وتفجر داخله كل الشوق اللي كتمه من يوم تركها..وحتى منع نفسه يعترف فيه..رفعها بين يدينه وضمها لقلبه..غمض عيونه..يبي ينسى كل شي..يبي يحس بس فيها..يبيها تحس في دقات قلبه القويه..دفن وجهه في شعرها..واطلق سراح دموع حبسهن شهور..
كانت مثل الورده الذبلانه بين يديه..ولا كأن فيها روح..تخيل إنه يفقدها..وهالتفكير خلى الرعشه تسري في كل جسمه..ضمها بقوه أكبر..يبيها تحس إنها بين يديه..تحس بأمانه اللي كانت تحتمي فيه..
أسماء فاقت من صدمتها.. وهمست لأسيل: أسيل..أسيل
لكن أسيل ماحست فيها..كانت عيونها متعلقه في سيف..مذهوله من الحاله اللي هو فيها..وماهي قادره تصدق..حست إن هالبنت حبيبته..ومو أي حبيبه..أكيد تعني لسيف شي كبير..اللي قلبت حاله كذا..وخلته ينسى نفسه..وكل اللي حوله..بس من وين يعرفها..وكيف حبها..ومن متى..
هزتها أسماء: أسيل
التفتت عليها بعيون مليانه دموع بدون لاتقدر تنطق بكلمه..تركتها و تقدمت أسماء من سيف..
أسماء: سيف مين هاذي؟؟
حس سيف بنفسه..لكنه ما اهتم بسؤال أسماء..بعد نجود عنه..و عدل غطاها و شالها بين يديه و قام..
أسماء: سيف مين هاذي؟!!
سيف يروح: بعدين يا أسماء لازم أوديها المستشفى
و تركهم في حيرتهم و راح..كانوا يمشون وراه لين طلع من البيت و بعد ما طلع..التفتت أسماء لأسيل..
أسماء: مين هاذي؟
أسيل: أكيد يحبها باين من كلامه و خوفه عليها
أسماء للحين ماستوعبت: كيف يحبها؟ من وين يعرفها؟ و كيف يحضنها كذا عادي؟!
أسيل توها تستوعب: صح مين هاذي؟ كيف يعرفها سيف؟ و ليه مهتم فيها لهالدرجه.....بعدين كان يقول ما كان المفروض اتركك..وش كان يقصد؟
أسماء تتنهد: مادري مو قادره أفكر....بأدق عليه
دقت و دقت لكنه ما رد...
أسيل تشهق: أسماء معقول تكون قريبه لنا ما أحد يعرف عنها شي غير سيف؟....يمكن تكون اختنا
أسماء: أنتي وش جالسه تخرفين!!
أسيل بحيره: أجل مين هاذي؟
ما جاء في بالهم أبدا إنها تكون زوجته..حتى بعد اللي شافوه..ما تخيلوا سيف ممكن يسوي هالشي..

في سيارة نادر/
كان راجع من الشركه..و جت في باله أسيل..أصلا من يوم رجعوا من طلعتهم و هي ما تغيب عن باله..ما عمره كرهها..بس قبل ما كان يهتم فيها..و لا تجي في باله..لكن كل ما يشوفها أكثر يتذكرها أكثر..كل ما يقرب منها و يكلمها..تصير تهمه..و يشتاق لها أكثر..(للحين تحبينه يا أسيل؟ و أنا وش أعني لك؟ بقى شي في قلبك لي ما أخذه فيصل؟....لو بس اتأكد إنك نسيتيه)
فكر يمر يشوفها..لكنه غير رأيه..و فكر يدق يكلمها..بس ما لقى شي يقوله..(حتى لو حبيتيني يا أسيل..وش فيه بقلبي أقدر أعطيه لك..كلنا ما نملك إلا بقايا شعور)

في المستشفى/
كان سيف يروح و يجي في الممر..ينتظر الدكتور يطلع..مو قادر يصدق إنها رجعت لحياته من جديد..و ما عرف وش الإحساس اللي مسيطر عليه اللحين..أول ما شافها بهالحال خاف عليها و كل همه يتطمن عليها..خطر في باله شي..مع إنه ما كان يفكر فيه..إلا إنه اكتشف إنها للحين ما طلعت من العده..بعد بكره تطلع..يعني يقدر يرجعها..هو فعلا رجعها..هالشي خطر في باله أول ما شافها..و كأنه كان يحسب الأيام بدون لا يحس..
طلع له الدكتور..
سيف بلهفه: خير يا دكتور طمني؟
الدكتور: حطرتك تأربلها إيه؟
سيف بثقه: أنا زوجها
الدكتور: المريضه تعبانه أوي قسمها ما فهيوش أي طاقه هي ما بتاكولش ليه؟
سيف: مادري يا دكتور هي كانت عند أهلها
الدكتور: هما دول أهل! المريضه أعصابها و نفسيتها عدم..كويس لحأناها ما قالهاش إنهيار
سيف خاف عليها: زين دكتور وش لازم نسوي؟
الدكتور: لازم تفطل بالمستشفى لحد ما تتحسن حالتها الصحيه عالأقل و لازم تخلوها هاديه و تبعدوا عنها أي شي ممكن يدايأها..البنت كانت حاتروح فيها
سيف: دكتور ممكن اشوفها؟
الدكتور: ممكن بس هي تحت تأثير المخدر..ما تحاولش تكلمها سيبها ترتاح
دخل سيف غرفتها..و شافها شاحبه و تعبانه..وجهها كان بلون الفراش الأبيض اللي نايمه عليه..قرب منها و مسك يدها..(وش صار فيك يا نجود؟)
لازم يعرف وش فيها..وش خلاها بهالحال..و أمها مين عندها..فكر يروح للحاره و يسأل..بس ما يقدر يتركها لحالها..مع إنها ماراح تصحى اللحين..دق على أسيل..
أسيل: هلا سيف
سيف: أسيل معليش تجين مرافقه عند نجود؟ لازم أروح لمكان و مابي اتركها لحالها
أسيل بتردد: عادي بس....
سيف: تعالي مع السواق لمستشفى.....
سكرت أسيل و هي مستغربه من اللي يسويه سيف..يتصرف عادي و كأن هالنجود من زمان عندهم..و وجودها شي طبيعي..
أسماء: وش يبي سيف؟
أسيل: يبيني اجلس معها مرافقه
أسماء بقهر: و مين هي؟؟ بيذبحني هالسيف! و أنتي وين رايحه؟
أسيل: طلب مني هالشي شكله مايبي يتركها لحالها..تبيني أقوله لا؟!
أسماء: زين أنا وش اسوي؟
أسيل: بأيش؟
أسماء: إذا جت أمي و سألت عنك
أسيل: أنا إذا شفت سيف أقوله يدق عليك و نشوف وش بيقول؟

في بيت أم راشد/
كانت مساهير في غرفتها..و سمعت جوالها يدق..شافت رقم عمر و استغربت..(الله يستر وش تبي يا عمر؟)
ردت عليه..
مساهير: مرحبا
عمر: مساء الخير
مساهير: مساء النور
عمر: وش أخبارك؟
مساهير: تمام
عمر بدون مقدمات: زواجنا بعد أربع شهور
مساهير تشهق: مين قال؟
عمر: ما تدرين إن خالتي عندنا و اتفقت مع أمي؟
مساهير: ....
عمر: ليش سكتي؟ وش رأيك؟
مساهير: عادي
عمر: وش اللي عادي؟
مساهير: ....
عمر: يعني تبيني؟
مساهير تفاجأت: توك تسأل؟ بدري!
عمر عصب: سألت و أبي جواب
مساهير انقهرت: والله وقوع البلاء و لا إنتظاره
انتظرت وش يقول لكنه سكر في وجهها..عضت على شفايفها..و حطت يدها على قلبها اللي زادت دقاته..(وش طرأ عليه يسأل هالسؤال!! مادري وش فيه صايره تصرفاته غريبه)
ضحكت على نفسها..(يعني اللحين عشانه ما يعصب علي و لا يهزأني صرت أشوفه غريب!)
ما تدري ليه ما تقدر تشوف عمر إلا كذا..ما تعرف تعامله إلا و كأن بينهم حرب..و تسعى هي تنتصر فيها..
تذكرت طفولتهم..كانت بنفس الحال..صح كانوا دائما مع بعض..بس دائما في جدال..و اليوم اللي بدأ يعاملها فيه برقه..و عرفت إنه يحبها..هربت منه و تغطت عنه..(معقول اللحين ناوي يرجع يعاملني كذا؟ ولو عاملني بحب هالمره وين بأهرب منه!)
استغربت من اللي تفكر فيه..و اللي خلاها ترد عليه بهالرد اللي زعله..(خايفه يحبني! ولو حبني؟؟)
ما تدري ليه صار قلبها يدق بقوه..و فكرت لأول مره..إذا تزوجته..و صارت في بيت واحد معه..مع عمر..كيف بيكون معها..عصبي..هادي..حنون..قاسي..
جاها شعور غبي..تحس إنها ما ينفع تعيش مع عمر إلا كذا..من بعيد لبعيد..و إنهم دائما مختلفين مع بعض..(معقول أكون ادمنت على هوشاتي معك يا عمر!)
 
في المستشفى/
وصلت أسيل و شافت سيف واقف و سرحان..لدرجة إنه ما حس فيها و هي واقفه جنبه..
أسيل: سيف
سيف يلتفت: أسيل زين جيتي..تعالي هاذي الغرفه
كان بيمشي لكن أسيل وقفته..
أسيل: سيف مو المفروض تقول لي مين هاذي؟
سيف يصد بعيونه: ........
أسيل: تقرب لنا؟
سيف: هاذي زوجتي
أسيل تشهق: زوجتك!!!
سيف يلتفت لها: أسيل السالفه طويله..أنتي خليك عندها و أنا بعدين اشرح لك
أسيل للحين مصدومه: زين و أسماء وش تقول لأمي إذا سألت عني؟
سيف يتنهد: قولي لها تقول إنك معي لين اروح لهم
دخلها سيف لغرفة نجود..و هي وقفت تطالعها بتركيز..بعد ما عرفت وش علاقتها بسيف..مع إنها للحين مصدومه باللي سمعته..و لا عرفت كيف تزوجها؟ و من متى؟ و ليه خبأ عنهم؟..أما سيف فكان يطالع نظرات أسيل المصدومه..و يتخيل كيف بتكون ردة فعل أمه..أكيد بتعرف..لأنه هالمره ماراح يتخلى عن نجود مهما يصير..

في بيت أم راكان/
كانت مرام جالسه في غرفتها تفكر..(معقول فيصل ما اهتم باللي قلته له؟ لا أنا متأكده إنه رجع يفكر بأسيل...لو سهى ما سمعتنا ذاك اليوم كان قدرت أعرف اللحين علاقتها بفيصل كيف شكلها..أووف من حظ هالأسيل من كنا صغار و هي تأخذ كل اللي أبيه..لكن نادر لو تموت ما خليته لها و إن ما تحرك فيصل أحركه أنا غصب)

في سيارة سيف/
طلع من المستشفى بعد ما وصى أسيل عليها..و قال لها أول ما تشوفها صحت تدق عليه..
وصل للحاره..و لبيتها..نزل و دق الجرس..فتح له ولد صغير..
سيف: أم نجود فيه؟
الولد: غلطان ما فيه أحد بهالإسم
سيف استغرب: أنت مين؟
الولد: أنت تبي اللي كانوا في البيت قبلنا؟
سيف: أنتم شارين البيت؟
الولد: إيه أبوي شراه من أسبوعين
سيف: زين مشكور
دخل الولد..و سيف للحين واقف..(وين كنتي جالسه يا نجود؟)
تذكر جارهم اللي شهد على زواجهم..و راح له..دق الجرس..و بعد لحظات شافه..سلم عليه لكن شكله ما عرفه..
سيف: ما عرفتني يا أبو سعد؟ أنا سيف
أبوسعد يتذكر: ايه هلا يا ولدي..أنا كنت مشبه عليك
سيف: كنت بأسألك عن أم نجود و بنتها قالوا لي انهم باعو البيت؟
أبو سعد: ايه يا ولدي خالها باعه بعد ما توفت أم نجود و اخذها تعيش معه
سيف انصدم: أم نجود ماتت؟!!
أبوسعد: ايه من أسبوعين تقريبا الله يرحمها
سيف بحزن: الله يرحمها...ما تدري وين بيت خالها؟
أبوسعد: لا والله يا ولدي ما أعرف
سيف بضيق: ما عليك أمر يا أبوسعد لو تخلي أهلك يسألون جارتكم بشاير هي قريبه من نجود و أكيد تعرف وين البيت؟
أبو سعد: بشاير و أمها من شهر سافروا لجده
سيف ما استوعب: زين كيف اعرف وين بيت خالها؟ مين تتوقع من الجيران يعرف؟
أبوسعد: ما ظنيت أحد يعرف..الكل قطع علاقته فيهم من بعد ما طلع أبوها من السجن و مات في التهريب
سيف انصدم: طلع من السجن! تهريب! وش القصه يا أبوسعد؟
قال له أبوسعد كل شي..وهو كان يسمع و مو مصدق..كان يبي يعرف وين بيت خالها..يبي يعرف وش صار فيها..و ليه خلاها بهالحال..لكنه ما قدر يعرف وينه..
رجع لسيارته و راح..(كل هذا مريتي فيه يا نجود لحالك!! المخدرات ما كانت لك..كانت لأبوك..ليه خليتيني اظلمك؟ ليه خليتينا نفترق؟ ليه ما قلتي لي انه طلع؟)
حس بالقهر..و الحزن..عرف انها سوت كل هذا عشان تبعده عنها..اللحين عرف سبب الراحه اللي ارتسمت على وجهها يوم طلقها..(كنتي خايفه علي! و أنا اللي تخليت عنك بهالسهوله..تركتك..و الكل تركك تواجهين كل هذا لحالك!! كيف تحملتي؟ ليه ما كلمتيني؟ ليه تعانين لحالك؟....وش شفتي في بيت خالك يخليك بهالحال؟)

في بيت ماجد/
رجعوا من السفر..وهو حس إنه أحسن من قبل..فكر كثير هناك..لين قدر يقنع نفسه إنها خلاص راحت منه..و لازم ينساها..(دخلتي و غيرتي حياتي يا ياسمين..لكنك طلعتي منها للأبد)
قرر يلبس و يروح لشركته..صار اللحين يهتم فيها..و تشغل كل وقته..
حتى سيف مع إنه لقى فيه الصديق اللي يحتاجه..إلا إنه بيحاول يقطع علاقته فيه..عشان ما يذكره فيها..

في بيت أم فارس/

رجع سيف للبيت و شاف أمه و أسماء..اللي كانت نظراتها كلها إستفسار..
أم فارس: سيف وش فيك؟ ليه شكلك مهموم؟
كان باين على ملامحه المصيبه اللي هو فيها..لدرجة من خوفها عليه نست تسأل عن أسيل..
سيف يجلس: يمه لازم اكلمكم بموضوع مهم
أم فارس بقلق: شكلك ما يطمن يا سيف وش هالموضوع؟
سيف احتار..ما يدري كيف يبدأ الموضوع..متأكد إن ردة فعلهم بتكون قويه..و عاذرهم..بس ما كان بيده حل ثاني..أما أسماء فكانت جالسه بصمت..تنتظر سيف يكشف عن هوية البنت اللي شافتها..لأن أسيل ما جتها الجرأه تقول لها اللي عرفته..
أم فارس: سيف تكلم؟
سيف بصوت يملاه الأسف: يمه سامحيني...
أم فارس بنفاذ صبر: سيف تكلم..وش فيك؟
سيف: أنا متزوج
أم فارس ماستوعبت: إيه أعرف إنك متزوج و.....
لكنها سكتت تطالعه بنظرات إتهام..خلت سيف ينزل عيونه للأرض..
أم فارس: سيف لا تقول إن اللي في بالي صح؟!!
سيف ماقدر يتكلم: ......
أسماء: إيه يمه صح
أم فارس تلتفت لها: كنتي تعرفين؟
أسماء: قبل شوي عرفت
أم فارس عصبت: أنت انجنيت يا سيف؟ تتزوج على ياسمين(تصرخ) ليه؟!
سيف: يمه أنا متزوجها قبل ياسمين
أم فارس بقهر: قبلها! و بالسر! و ليه ما قلت يوم خطبت لك ياسمين؟؟ تكلم
سيف: كنت مطلقها
أم فارس عصبت: أنت اللحين مطلقها و إلا متزوجها؟!
سيف: كنت مطلقها..و اليوم رجعتها
أم فارس وصلت حدها: مو مصدقه اللي أنت جالس تقوله! أنت يا سيف؟ أنت تكذب علينا؟ تتزوج من ورانا؟ ليه؟ و من متى؟ و مين هاللي آخذها و راضيه تعيش معك بالسر؟؟ بتذبحني يا سيف! بتذبحني!
أسماء: يمه هدي نفسك خلينا نفهم
أم فارس بصدمه: وش افهم؟ اللي قاله أخوك مصيبه!
أسماء: سيف أنت ليه تزوجتها؟ و ليه خبيت عننا؟
سيف: أنا...
لكن أم فارس قاطعته: طلقها يا سيف
سيف: ما أقدر يمه
أم فارس تشهق: لا تقول حامل!
سيف: لا
أم فارس بإصرار: أجل طلقها
سيف: يمه ما أقدر..ما بقى لها بهالدنيا أحد غيري
أم فارس بصدمه: يعني؟!
سيف: ......
أم فارس: يعني بتخليها؟ و ياسمين؟ ما فكرت فيها؟؟
سيف بندم: إلا يمه و مو عارف وش أسوي؟؟
أم فارس: من متى متزوجها؟
سيف: تقريبا من بداية السنه
أم فارس بقهر: و ليه بالسر؟
سيف: لأنــ..لأنها على قد حالها..و..
أم فارس: قول الصدق يا سيف..قول كل شي
سيف: أبوها كان في السجن و هي لحالها و ....
أم فارس عصبت: سجن! هذا اللي متزوج بنته؟
أسماء: و أنت كيف عرفتها؟
سيف يكذب: عرفت جارهم هو اللي قال إنها وحيده و....
أم فارس بإستحقار: و زوجها لك..و أنت وافقت من ورا أهلك...خيبت ظني فيك يا سيف
سيف: يمه سامحيني
أم فارس تصد عنه: روح عني يا سيف...روح ماني طايقه اشوفك
طلع عنهم سيف..و الدنيا ضاقت فيه أكثر ما هي ضايقه قبل..و كل ما تطري عليه ياسمين..يحس إنه يختنق..
أما أسماء فجلست تحاول تهدي أمها..
أم فارس: كيف عرفتي إنه متزوج؟
أسماء: العصر جت زوجته هنا..كانت تعبانه حيل و طاحت علينا..ما مداها تقول إلا اسمه..اتصلنا عليه يجي يشوف وش قصتها و أول ما جاء عرفها..شكلهم كانوا مفترقين و توه يشوفها..و أخذها للمستشفى و أسيل معها
أم فارس: حسبي الله و نعم الوكيل عليك يا سيف
أسماء برجاء: يمه لا تدعين عليه
أم فارس بقهر: أنتي تحسبين اللي سواه أخوك سهل؟ تشوفيني هاديه تحسبين إني مو مقهوره عليه؟ أنا غصب ماسكه أعصابي بس عشان نلقى حل لهالمصيبه قبل يعرف أبوك و خالك...تتخيلين لو يعرفون وش يصير؟
أسماء خافت: زين وش الحل؟
أم فارس: دقي على سيف و قولي له لا يقول شي عن هالموضوع لأي أحد..و إذا طلعت خليه يجيبها هنا
أسماء انصدمت: بتجلسينها في بيتنا؟! و أبوي و فارس؟
أم فارس: تجلس في الملاحق الخارجيه..ما بيه يطلع معها و خلاص تصير السالفه واقع ما نقدر نغيره..خليهم عندي لين اقنعه يتركها أو اقنعها هي
 
في بيت طلال=الساعه الــ١١ليلا/
كان جالس في الصاله..من رجعوا من البر وهو يشوف لينا مكسله و تعبانه بس ما رضت تروح المستشفى..و اليوم تعبت أكثر..طول الطريق و هم راجعين من أهلها اللي كانوا عازمينهم على العشاء و هي ساكته..ظن إنه كسل..لكن يوم شاف وجهها أول ما وصلوا للبيت..حس إنها تعبانه..أصر يوديها المستشفى..لكنها رفضت و قالت إنه مجرد إرهاق و بتآخذ لها شاور و ترتاح..طلعت فوق من ساعه..بس هو ما قدر يرتاح..يبي يتطمن عليها..أخذ جواله بيدق عليها..لكنه سمعه يدق جنبه..التفت و شاف شنطتها..
وقف متردد كثير..لكنه أخيرا قرر و طلع لها..
طلعت لينا من غرفة الملابس..و انصدمت يوم شافته واقف عند الباب..كانت فاكه شعرها اللي للحين مبتل من المويه..و خصله متموجه تغطي نص ملامحها..و لابسه قميص نوم حريري كت و يوصل نص ساقها لونه عنابي..
صار قلبها يدق بقوه..و هي تطالعه بنظرات توتر..و ترقب..
توقعت إنه بيطلع أكيد..لكنه تقدم داخل الغرفه..
وقف قريب منها..و نظراته كانت مليانه مشاعر بس ما قدرت تحدد وش هالمشاعر..
رفع يده لوجهها يبعد الخصل اللي تغطيه..و هي حست إنه بيسمع دقات قلبها اللي فجرت أذانيها..
حط يده على جبينها يشوف حرارتها..لكنها كانت عاديه..
طلال بهمس: كنت بأتطمن عليك..خفت تكونين تعبانه
هزت راسها بلا..و نزلت عيونها للأرض..حسيت بخيبة أمل..كانت تظن إنه جاي مهتم فيها هي..مهتم بالصفحه الجديده اللي قال بيبدون فيها..لكنه كالعاده كل همه بس يتطمن عليها..
طلال: نامي اللحين و ارتاحي أنا رايح و ......
لكنه انصدم و هي تضمه..
لينا بهمس: خلك هنا يا طلال
عرفت إنها تهورت..أو يمكن تأثير التعب..أو الحب اللي اثقل قلبها كتمانه..بس هي كانت متأكده إن طلال بعمره ماراح يآخذ الخطوه الأولى..لكن و هي تحط راسها على صدره و تسمع دقات قلبه القويه..ارتاحت و هي تلقى صدى لتوترها داخله..

في المستشفى/
صحت نجود..و ما استوعبت هي وين..تحس بجسمها مخدر..و الدنيا تدور فيها..
تذكرت اللي صار..أمس حاولوا أصدقاء خالها يفتحون باب غرفتها..كل هذا و هم ما يدرون إن فيها أحد..ظنت إنهم مثل الليله اللي راحت..بيسهرون في البيت و يروحون..لكنها يوم صحت الظهر..و طلعت من غرفتها..شهقت بخوف و هي تشوفهم نايمين في الصاله..رجعت لغرفتها مفزوعه..أخذت عبايتها و طلعت من البيت..ما كانت تعرف متى بيرجع خالها اللي سافر بدون لا يقول لها..راح و مع أصدقائه مفاتيح البيت..و كأنه نسى وجودها..راحت للجيران..لكن ما أحد رضى يخليها عندهم..أطيبهم عطاها فلوس يوم طلبت منه..و جاب لها ليموزين..ما لقت مكان تروح له..كانت خايفه..و تعبانه..و ما كان في خيالها إلا بيت سيف..
غمضت عيونها و نزلت دموعها..و هي تعيد اللي صار لها في خيالها..تذكرت أول ما دخلت بيت سيف..شافت أخته..لكنها ما حست بشي بعدها..لكن قلبها كان يقول إنها شافته..تحس إنها سمعت صوته..أو هي تتخيل..
فتحت عيونها و التفتت تشوف مين معها في الغرفه..و عرفتها..هي نفس البنت اللي طاحت قدامها..صار قلبها يدق بقوه..أول ما جاء في بالها سيف..(شافني؟ وش شعوره؟ وش قال لأهله عني؟)
صحت أسيل و شافتها فاتحه عيونها..
أسيل تقرب منها: حمدالله على السلامه
نجود بتعب: الله يسلمك
طلعت أسيل جوالها من الشنطه بتدق على سيف مثل ما قال لها..و نجود تطالعها و هي ما تدري وش اللي صار..لكنها أول ما سمعت اسمه على لسان أسيل..حست إن قلبها بيوقف..اشتاقت له كثير..و ما تخيلت إنها بترجع تشوفه..
أسيل تسكر: سيف قريب من المستشفى..دقايق و يكون هنا

سكتت نجود و نزلن دموعها..أصلا ما كانت قادره تقول شي..كانت متوتره و خايفه..و عيونها متعلقه في الباب..اللي بأي لحظه بتشوفه يدخل منه..(بأشوفك يا سيف..معقول بعد كل اللي صار ارجع أشوفك)
رفعت يدها بتعب..مسكت تعليقة السلسال اللي لابسته..و اللي حطت معها دبلته..و هي تنتظره بكل شوف..و حب..

في بيت أم سامي/
كانت سهى ماسكه جوالها..متردده..تدق على فيصل أو تنتظره هو يدق..(لا ماراح انتظره يدق..أنا ما جذبته إلا بإهتمامي فيه)
و دقت عليه..
شاف رقمها فيصل و تنهد بملل..من يوم رجع من البر وهو ماله خلق لأي شي..حتى هي..لكنه ما قدر يطنشها..
فيصل: هلا سهى
سهى: أهلين فيصل وش أخبارك؟
فيصل: الحمدلله و أنتي؟
سهى: بخير..وش فيه صوتك؟
فيصل: تعبان شوي
سهى بقلق: وش فيك؟
فيصل: من رجعت من البر و أنا مكسل
سهى..(ما كان لها داعي روحتك)
سهى: ما تشوف شر
فيصل: الشر ما يجيك
صارت تسولف عليه..و تسأل عن أخباره..تبي تحسسه بإهتمامه..تبين له حبها..
هي ما كانت تحلم إنه ينتبه لها..و اللحين صار زوجها..و لازم ما تضيع اللي كسبته..

في المستشفى/
عند باب الغرفه..وقف سيف متردد..أول ما دقت عليه أسيل طار من الفرح..لكنه اللحين حس بتوتر..كل ما بداخله ثاير ما فيه و لا عرق ساكن..وقف لحظات يتنفس بعمق..يحاول يهدي نفسه..لكنه ما قدر يصبر أكثر من كذا..يبي يشوفها..محتاج يشوفها مثل ما هو متأكد إنها تحتاجه..
دخل للغرفه..و اتجهت عيونه على طول لسريرها..حس قلبه يعوره وهو يشوفها بهالحال..أول ما شاف نظراتها الناعسه له..تذكر شوقه لها..
راح لها بسرعه..و هي جلست على سريرها..جلس جنبها و مسك وجهها بين يديه..وهو يطالعها بكل الحب و الشوق اللي حاول يقتله داخله كل هالأيام..و هي تطالعه و مو مصدقه نفسها..بعد كل اللي شافته..كل الحزن..كل الحرمان..و كل الخوف..اللحين هي بين يديه..نزلن دموعها و مسحهن بأصبعه..
سيف بحب: مو مصدق إني أشوفك! سامحيني يا نجود..ما وفيت بوعدي..و تخليت عنك
نجود تصيح: سيف أنااا.....
سيف: أنا عرفت كل شي يا نجود..عرفت كل شي..و ماراح اتركك مره ثانيه أبدا
ضمها سيف بشوق..و هي تعلقت فيه بقوه..و كأنها خايفه يتركها..
أسيل كانت تراقبهم بذهول..لكن أول ما سمعت سيف يقول ماراح يتركها..طرت على بالها ياسمين لأول مره فهاليوم..تخيلت ردة فعلها لو تعرف..حست إن سيف بمشكله كبيره..و مو عارفه كيف بيلقى حل..وهو ممكن يكون فيه حل أصلا..
نجود بهمس: سيف مابي اجلس هنا..طلعني
سيف وهو للحين ضامها: كلمت الدكتور بكره الصبح بتطلعين..لكن اللحين ارتاحي
نجود تتمسك فيه: سيف لا تخليني..أنا عارفه برجعتي سببت لك مشاكل..(تصيح) لكن كلهم تركوني..ما بقى لي أحد..ما بقى لي مكان
سيف يمسح بيده على شعرها: ارتاحي يا عمري و لا تخافين ماراح اتركك..ماراح اتركك
كان ضامها..ما تركها..و هي سندت راسها على كتفه..و غمضت عيونها..نامت و هي تتمتم..
نجود: سيف لا تتركني يا سيف
يوم حس بانتظام أنفاسها..سندها بهدؤ على السرير..غطاها..و تأملها لحظات..بعدين لف لأسيل..اللي كانت جالسه بعيد..بس تطالعه بصدمه..راح و جلس جنبها..مسك يدها..
سيف: مشكوره يا أسيل
أسيل: سيف وش القصه؟ أنا مو قادره افهم؟ أو اتخيل كيف أنت تزوجتها بالسر..و ياسمين!
سيف يتنهد بتعب و يغمض عيونه..و يسند راسه على الجدار..و تكلم بصوت هادي..و كأنه يتذكر اللي صار بينه و بين نفسه..
سيف: من شهور شفتها و أنا اعطي أم بدور الفلوس..جذبني صوتها المبحوح و نظرة عيونها..كل هذا شفته يناقض الأسلوب اللي كلمتني فيه..كلمتني بعصبيه و دفاشه..رحت عنها لكنها ما غابت عن بالي..صرت أمر أحيانا من حارتها..بس عشان اشوف بيتها..مادري ليه تعلقت فيها..و مره شفت بنت صغيره و سألتها عنها..عرفت اسمها..صرت أمر حارتها كل يوم تقريبا بس عشان اشوفها و هي طالعه من المدرسه..كنت اضحك على نفسي و اللي جالس اسويه..احس إني مراهق..كنت كل مره أقول آخر مره..لكن و لا مره كانت الأخيره..شي كان يجبرني اروح و أشوفها..و في يوم وقفتني و سألتني لو كنت أبي اتزوجها..انصدمت..قالت لي مسيار و انها محتاجه ولي أمر لها لأن أبوها في السجن من الديون و خالها يحاول ياخذ البيت اللي هي عايشه فيه..كنت رافض الفكره..لكن قالت لو ما جيت فيه غيري بيوافق..مادري ليه خفت عليها..أو يمكن غرت إن أحد يأخذها غيري.....و وافقت..و تزوجتها..كنت احاول اتقرب منها و هي تبعد عني..تعاملني بجفاء..(ضحك)توقعت إني طمعان في بيتها..و يوم ورى يوم كنت اتعلق فيها أكثر..لين حتى هي حبتني..كنت دائما أخاف من اليوم اللي نتفارق فيه لأني متأكد إن أمي ماراح ترضى فيها.....
أسيل: و ليه تركتها؟؟
سيف سكت لحظه: طلقتها..شفت مره مخدرات في غرفة أمها(سمع شهقتها لكنه كمل) قالت لي انها تبعيهن عصبت و حسيت انها طول هالوقت تخدعني...تذكرين ذاك اليوم اللي تعبت فيه؟
أسيل بصدمه: ايه
سيف: ذاك اليوم طلقتها..لكني عرفت اليوم ان أبوها هو اللي يتاجر فيهن و هي قالت كذا عشان أبعد عنها..و أنا صدقت و بعدت و تركتها لحالها.....اليوم عرفت من جارهم ان أبوها توفى..بعد توفت أمها..و خالها الوحيد و اللي خساره فيه كلمة خال..باع البيت و اخذها عنده..و من حالتها اللحين تقدرين تتخيلين وش الحياة اللي عاشتها عنده
سكت سيف..و أسيل للحين مصدومه من اللي سمعته..حست انها قصه غريبه..و الأغرب إن سيف..اخوها..يكون هو البطل فيها..لكنه عرفت انه يحبها بالحيل..و الدليل حالته اللي كان فيها بعدها..لكن و هي تتذكر أهلها..و ياسمين..خافت و حست إن راسها بينفجر..
سيف: اللي قلته لك ما أحد يعرفه يا أسيل..بس أنا كنت مخنوق و محتاج أحد اكلمه
أسيل: ما قلت لأمي؟
سيف: قلت لها إني أعرف واحد وهو اللي قال اتزوجها..ما قلت لها انه مسيار و لا قلت لها انها هي اللي طلبت و لا يعرفون شي عن أبوها
أسيل: و ردة فعل أمي؟
سيف: تبيني اطلقها..اختلفنا و طلبت مني اروح عن وجهها..لكن أسماء دقت علي بعدين و قالت لي إن أمي تبيني اجيبها البيت لين نعرف وش نسوي..و لا تبيني اقول لأبوي
أسيل ما عرفت وش تقول: .......
سيف يتنهد: ما قلتي وش رايك أنتي يا أسيل؟
أسيل: أنا للحين مو مستوعبه اللي سمعته..أعرف انك تحبها..تحبها كثير و باين عليك هالشي لكن..لكن أول ما أفكر بياسمين...
سيف بتعب و حزن: آآآه يا أسيل هذا اللي ذابحني..كيف اسوي في ياسمين كذا!!
 
*من بكره*
في بيت طلال/
صحى طلال..و أول ما فتح عيونه..شاف وجهها قريب منه..نايمه بهدؤ..ظل يطالعها..مو قادر يصدق اللي صار..كل الحواجز اللي بينهم انلغت..نزلت من عينه دمعة فرح..مو عشانه..عشانها هي..حس إنها تغيرت..تقبلت حياتها..و الأهم تقبلته هو..يحس إنها محتاجه له..يحس إنها تبيه..وهو ماراح يبخل بعمره عليها..
الدنيا أخيرا ضحكت له..تحقق له كل اللي ياما حلم فيه..(مين يدري؟ يمكن في يوم تقدرين تحبيني...آه لو تحبيني يالينا)
طرى عليه يوسف..يتمنى يعرف شعورها اللحين ناحيته..لكنه مستحيل بيقدر يسألها..

في بيت أم فارس/
طلعت أسيل من الحمام بعد ما اخذت لها شاور..راحت لسريرها و تغطت..تحاول تنام..لكن كل اللي صار أمس..بيطير منها النوم أيام..للحين مو مصدقه اللي صار..و لا متوقعه اللي بيصير لو اعرفوا..
اليوم طلع سيف نجود من المستشفى..جاء للبيت بعد ما طلع أبوها..و جلست نجود في الملحق الخارجي عشان ما أحد ينتبه لوجودها..لين يلقون حل..(وهو فيه حل؟ يا بيطلق نجود..و هذا صعب على سيف..أو يطلق ياسمين و هذا صعب علينا كلنا...أو يخلي نجود معه بالسر! معقول ترضى أمي نخدع ياسمين؟ و سيف بيقدر يخدعها؟)
غمضت عيونها بقوه..تبي ترتاح..ما تبي تفكر..لأنها كل ما تفكر تحس انها بتنجن..
في الصاله-طلع سيف من عند نجود..بعد ما تأكد انها نامت و ارتاحت..كان خايف عليها للحين تعبانه و ما فيها أي حيل..بس يبي يشوف الحل اللي عند أمه..شافها مع أسماء في الصاله..و ملامحها اللي كانت دائما تفرح له..قاسيه..و صاده عنه..
سيف يجلس: صباح الخير
أسماء: صباح النور
أم فارس بدون مقدمات: اسمع يا سيف أنا بأقولك الحل الوحيد اللي عندي..و اللي بيخليني انسى اللي سويته..و انسى كذبك علينا..و مع كل اللي سويته أنا بأقدر مسئوليتك عنها...بس ياسمين أهم عندي من كل شي و ماراح اسمح لك تجرحها..سيف أنا ياله متحمله اللي عرفته..بس كان تبيني انسى..طلق نجود و لا تخاف عليها..أنا كلمت أم بدور و بأخليها عندها و بأهتم بكل شي يخصها ماراح يقصر عليها شي أبدا..بس أنت لازم تنساها
سيف يطالعها بصدمه: .....
أم فارس: لا ترد علي اللحين..فكر زين..أهلك أو هي..ولو اخترتها هي انسى إن لك أم
قامت عنه..و راحت معها أسماء..اللي من يوم عرفت اللي صار و هي ما تكلمه..وهو ما يلومها..يدري انها تحب ياسمين مثل أسيل..و لا يلوم أمه اللي موصيه عليها..بس مع كل هذا ما يقدر يلوم قلبه..و لا يلوم نجود..و ظهورها بحياته..قام و طلع من البيت..(هي أو اهلي! هي أو اهلي؟ من يوم تزوجتك يا نجود و أنا اسأل نفسي هالسؤال..و اتهرب من الإجابه..لكن اللحين مجبور أجاوب)

في كلية اللغه الانجليزيه/
طلعو البنات من المحاضر الأولى..
طيف: ليش أسيل غايبه؟
رغد: مادري عنها ما كلمتها أمس..كلمتيها حلا؟
حلا: لا..دقيت عليها مرتين بس ما ردت
طيف: مين يروح يجيب لنا فطور
رغد: أنا اروح امشي معي حلاوه
حلا: يله
راحت حلا معها..
حلا: كأنك بتقولين لي شي
رغد: كيف عرفتي؟
حلا: صرت حافظه حركاتك
رغد: سهى و مرام
حلا: وش فيهم بعد؟
رغد: أمس عرفت من أمي انهم افترقوا عن بعض من يوم ملكة سهى
حلا بإستغراب: ليه؟
رغد: مادري؟ كنت بأدق على سهى اسألها بس حسيت ان مالي داعي
حلا: أصلا ماراح تقولك..ما كنتي قريبه منها عشان تقولك شي يخصها..بس أنتي ليه مهتمه تعرفين؟
رغد: لأن أمي امس طلبت من فيصل يوديها لبيت خالتي و بالمره يشوف سهى..لكنه قال بيجيه رجل و راحت أمي مع نادر..و فيصل ما جاء له أي أحد
حلا: وش دخل هاذي بهاذي؟!
رغد: احس فيصل مو مهتم لسهى مثل ما كان..تتوقعين بعد ما اختلفوا مرام و سهى..مرام فرقت بينهم؟
حلا: ما اتوقع وش مصلحتها يعني؟ هي قبل تبي تقهر أسيل بس اللحين مين تبي تقهر؟
رغد: يمكن تنتقم من سهى
حلا: والله لو كان هالشي صدق فبنت عمتك مو صاحيه..و بعدين تستاهل سهى
رغد تنهدت: .....
حلا: معليش رغد آسفه..أنا عارفه إنك مهتمه عشان ما تخرب حياة فيصل..بس أنتي نسيتي اللي سووه عشانه اخوك و هي بنت خالتك..بس أنا ما عندي أي سبب يخليني اسامحهم على جرح أسيل

في بيت طلال/
صحت لينا و شافت ساعتها تسع..تلفتت بالغرفه..كانت لحالها..(كنت احلم؟ طلال ما كان هنا؟)
لكنها تذكرت اللي صار..تذكرت انها صحت من نومها و شافته جنبها..و ابتسمت بحزن..
شافت الساعه تسع..و تذكرت الكليه..أخذت جوالها اللي شافته جنبها على الكومدينه و جلست على سريرها..و شافت مكالمات من مساهير..و دقت عليها..
لينا: صباح الخير
مساهير: صباح النور
لينا: معليش راحت علي نومه
مساهير تضحك: و أنا مثلك ما رحت للكليه..بس الفرق إني للحين ما نمت
لينا: ليه؟؟
مساهير: مادري ما فيني نوم!
لينا: مساهير صوتك كأنك متضايقه؟
مساهير: لا بس عشاني ما نمت
لينا: زين اتركك اللحين بأروح أسوي الفطور لطلال
مساهير: مع السلامه
لينا: مع السلامه
سكرت لينا..و قامت أخذت لها شاور..و لبست بنطلون أبيض خفيف مع بلوزه سماويه فيها رسمات بالأبيض..و جعدت شعرها..و نزلت تحت..
سمعت صوت في المطبخ و استغربت..لكنها استغربت أكثر و هي تدخل و تشوف طلال واقف و معطيها ظهره..و مشغول في شي..
لينا: صباح الخير
طلال يلتفت و بإبتسامه كبيره: صباح الورد
لينا تقرب: وش تسوي؟؟
طلال: اسويلنا الفطور..أمس كنتي تعبانه قلت اساعدك
سكتت لينا و هي تطالعه..و هو كمل اللي يسويه..تذكرت اللي قالته أمس..و تهورها..و سألت نفسها وش احساسه اللحين..بيحبها مثل ما تتمنى أو لا..
التفتت عليه و شافته يطالعها..
لينا: بأ اساعدك
و راحت تشتغل معه..وهو يطالعها و يفكر..(ليه هالضيقه اللي فيك؟ أحيانا احس إنك نسيتي و قريبه مني..و أحيانا احسك لا يمكن تنسينه..)

في كلية الحاسب الآلي/
خلص البريك و راحت جوري لمحاضرتها..و هي تمشي شافت من بعيد ساره و شلتها..مشت بسرعه قبل ينتبهون لها..لكنها حست بضيق..خاصه و هي تتذكر ساره..و صداقتها اللي خسرتها..(لو ما وافقت على مازن من الأول كان ما خسرت صداقتك..كان ما خسرت حب فارس)
تذكرت كلام فارس عن الزواج..و ضاق خاطرها أكثر..(المفروض ما أفكر بهالأنانيه..يحق له يشوف حياته حرام تضيع بهالشغل...الله يوفقك يا فارس لو كنت مع غيري)

في بيت أم فارس=العصر/
كانت نجود جالسه..من دقايق صحت..و تحس إنها مثل الغريبه اللي مو عارفه وش تسوي..أو وين هي..وش يدور حولها..
و جت لها الخدامه تسأل لو تبي شي..ما كانت تبي شي قد ما كانت تتمنى تعرف وش سبب وجودها فهالبيت..سيف كان جالس معها للحظات..و بعدها ما شافته..كانت تحس إن فيه مشكله بينه و بين أهله..و أكيد بسببها..لكنه ما يرضى يقول لها شي..
ما صدقت تشوف الخدامه بدت تسولف معها..المهم إنها تتكلم مع أحد قبل لا يخنقها هالصمت..و يمكن تعرف منها شي عن اللي يصير في البيت..و اللي مصر سيف يخبيه عنها..
نجود: أنتي من زمان تشتغلين هنا؟
الخدامه: إي من ثنين سنه..مدام أم فارس طيب عشان كذا أنا ما يبي يروح
نجود: أم فارس زعلانه صح؟
الخدام: كل بيت زعلان
نجود تتنهد بحزن: تقدرين تنادين لي سيف بدون أحد يدري
الخدامه: سيف مو في بيت
نجود تكلم نفسها: يا الله وين راح؟
الخدامه: أنا سمعتو يقول رايح بيت ياسمين
نجود بإستغراب: ياسمين!
الخدامه: إي هذا زوجة سيف
شهقت نجود بصدمه..ما تبي تصدق اللي تسمعه..مستحيل..
نجود برجاء: أنتي تتكلمين عن سيف أو فارس؟
الخدامه: لا سيف...أنا لازم يروح
طلعت عنها الخدامه..و هي للحين تحاول تستوعب..صدمتها كانت كبيره..ماتدري من غيرتها على سيف..أو لأنها ما تعرف اللحين وش بيكون وضعها بحياته..(دائما كنت برا حياتك..مادري ليه رجعت لك؟ و أنا عارفه إنه مالي مكان فيها..كنت آخر أمل لي ياسيف..ما كان عندي مكان ثاني و إلا كان ما رجعت لك و خربت حياتك)
حست بالخوف و الوحده..و تعبها زاد..حست إنها ياله قادره تاخذ نفسها..ما بقى لها مكان تروح له..و ما بقى لها أحد..بدت تصيح..(مالي حق أرجع و أخرب حياته..سببت له مشكله مع أهله و فضحته عندهم..و أكيد إذا عرفت زوجته بتكثر عليه المشاكل...ما تستاهل يا سيف..ما تستاهل اللي أسويه فيك)
كانت تفكر..و خطر في بالها..إنه يمكن نساها و الدليل زواجه بهالسرعه..يمكن يوم رجعت له بهالحال كسرت خاطره و ما قدر يرفضها..حست إنه قلبها يتقطع من الحزن..مع كذا..كان لازم تقرر..و تنفذ اللي فكرت فيه بسرعه..لازم تختفي من حياة سيف..بأي حق تجي و تخرب حياته..و تهدم مستقبله..
مسحت دموعها..و حاولت تقوي نفسها لين تطلع من هالبيت..بعدها مو مهم اللي يصير لها..بترجع لبيت خالها يمكن رجع..ولو ما رجع..بتطلع تموت بأي مكان..بس بعيد عن سيف..
لبست عبايتها و طلعت..مشت بهدؤ و حذر..ما تبي أحد من البيت يحس فيها..مع إنها متأكده إن ما أحد بيوقفها..لأنهم أكيد يتمنون تختفي من حياتهم..
 
في بيت طلال/
كانت لينا في الصاله..و دخل عندها طلال..توه يرجع من الشركه..اللي بدأ يروح لها من اليوم..
طلال: مساء الخير
لينا تبتسم: مساء النور
طلال يجلس جنبها: وش أخبارك؟
لينا: تمام..و أنت عسى ما تعبت اليوم؟
طلال: لا الحمد لله صرت احسن بكثير
لينا: الحمدلله
طلال: وش سويتي لحالك؟
لينا: ما سويت شي..حتى إني مليت و أنا لحالي
طلال: وش رايك نطلع نتعشى برا
لينا استغربت: لحالنا؟
طلال يضحك: ليه ناويه تعزمين أحد؟
لينا: لا بس...خلاص نطلع
تركته لينا و طلعت تلبس..وهو تسند على الكنب يفكر..اليوم كان غير..اليوم حياته رضت عليه أخيرا..(آه يا لينا مين يصدق اللي أنا فيه اللحين..أنا مو قادر أصدق!...يجي يوم و اعترفلك فيه باللي في قلبي..و اتمنى تبادليني هالشعور..أو بس تتقبلينه..بس بأعطيك وقت تتعودين علي..و على حياتك معي..بأعطيك وقت تنهين مشاعرك اتجاه يوسف..أبي املك قلبك..أعرف اني بديت اطمع..بس أبي تحبيني لحالي..مابي أكون مجرد تعويض عن اللي فقدتيه)

في سيارة فارس/
كان راجع من المطار..و احتار ما يدري يروح يكلم خاله قبل..أو أمه..لكنه انحرج يروح لخاله..(وش بيقول عني؟ جايه من السفر على طول! لا أكلم أمي أحسن...أصبر يا فارس و هانت)
 
@،،النـزف الـثــامـن و الـعـشــرون،،@‎

في سيارة سيف/
رجع للبيت..بعد ما وقف نص ساعه عند بيت أم العنود..كان يفكر بكلام أمه..و عرف إنه ما يقدر يخلي نجود..حس لو تخلى عنها هالمره بيصير فيها شي..
فكر يكلم ياسمين..هي الوحيده المظلومه بهالموضوع..و المفروض هي أول وحده يقول لها و يعتذر منها..لكن كل شجاعته اللي جمعها ما ساعدته..و لا قدر ينزل يشوفها..و بأي وجه يقدر يشوفها..

في بيت أم العنود/
صحت جوري من النوم..و نزلت تحت لكنها ما شافت أحد في البيت..راحت المطبخ..
جوري: نينا وين أمي حصه؟
نينا: عند الجيران
جوري: و ياسمين؟
نينا: مادري بس هي طلعت مع السواق من ساعه
سوت لها كوب شاي..و رجعت للصاله و هي تفكر..(ما رجع فارس من السفر..و إذا رجع؟ معقول يسوي اللي قاله و يخطب؟ أسيل و أمي حصه قالوا إنه يمزح..بس أنا حاسه إنه كان جاد و ناوي على اللي يقوله..و كأنه يبي يسمعني...يمكن يبي أعرف إني خسرته يوم فضلت مازن عليه)
تذكرت مازن..و أيامها القليله معه..تحس إنها بعيده عنها بالحيل..و كأنه مر وقت طويل عليها..حتى ساره و هي تشوفها من بعيد..تحس ما كأنها كانت تعني لها شي في يوم..(معقول يجي يوم و ينتهي كل شي..حتى الشعور اللي كنت احسه ينتهي...عمري ما حسيت بالأمان إلا مع أهلك يمه..ياليتني سويت أي شي بس حافظت على حب فارس)
تخيلت كيف ممكن تكون البنت اللي يبي يتزوجها..شكلها..أسلوبها..شخصيتها..و حست بالضيق و هي تتخيل إنها بتشوفها دائما معهم..بتسمعها تكلمه..بتشوفها قريب منه..

في بيت أم فارس/
دخل سيف البيت..لكنه ماراح مع المدخل الرئيسي..راح من ورا البيت للملاحق الخارجيه..يبي يشوفها قبل يدخل عند أهله..ما جلس معها من يوم جت عشان ما يقهر أمه..
لكن وهو يمشي..فجأه ضرب في أحد..كانت وحده بعبايتها..
سيف بصدمه: نجود!!
نجود فزت و صدت عنه: ......
سيف يمسكها: وين رايحه؟
نجود تصيح: سيف الله يخليك خلني اروح..مالي حق أخرب حياتك..مالي حق أفرق بينك و بين أهلك..أنا بأرجع لخالي يا سيف ما كان المفروض أجيلك
سيف بحزن: ليه هالكلام يا نجود؟
نجود: أنا....عرفت إنك متزوج..و
سيف يتنهد بتعب: أنا بأحاول أحل كل شي..بس مستحيل اتخلى عنك مره ثانيه
ظل يطالع بعيونها..يوعدها بكل صدق..و هي تطالعه بحزن و رجاء و إعتذار..
بس كان فيه..عيون ثالثه تراقب الموقف بصدمه..

في بيت أم سامي/
دخلت الخدامه على سهى في غرفتها..
الخدامه: سهى ماما يقول البسي و انزلي سلمي على فيصل
سهى تشهق: فيصل هنا!!
فرحت..و راحت تبدل ملابسها بسرعه..و كشخت له و نزلت..
دخلت المجلس و هي مبتسمه بفرح..خاصه و هي تشوفه يطالعها و يبتسم..سلمت عليه و جلسوا..
سهى: عاش من شافك
فيصل: عاشت أيامك..وش أخبارك؟
سهى: يوم شفتك تمام
فيصل: لهالدرجه اشتقتي لي؟
سهى: على بالك قلبي قاسي مثلك
فيصل انحرج: أدري إني مقصر يا سهى بس...
سهى: لا تعتذر عن شي يا فيصل..حنا مع بعض و هذا المهم
فيصل تغصب ابتسامه: صح هذا المهم
جلس يتكلم معها..يتأمل ملامحها..يبي يبدأ يحبها من جديد..بيحاول ينسى ذكرياته اللي راحت مثل ما كان ناسيها..بس السؤال اللي يصعب عليه كل شي..لو نسى أسيل..كيف بيقدر ينسى سيف..

في بيت أم فارس/
بمكان قريب..وقفت ياسمين مصدومه من كلام سيف..و من البنت اللي واقفه قريب منه..كانت جايه لأم فارس..من أول الحي و هي تمشي بالسياره وراه..و استغربت انه ما شافها..دخلت بعد سيف على طول وهو ما كان منتبه لها..كانت تبي تكلمه و راحت وراه..لكنها انصدمت باللي تشوفه..
قربت منهم..
ياسمين بذهول: سيف مين هاذي؟!!
فز سيف بخوف و صدمه وهو يسمع صوتها..ترك يد نجود والتفت يتأكد من اللي سمعه..
و شافها..تمنى يموت بهاللحظه..هالشي أهون عليه من جرح أي وحده فيهم..بعد عيونه عنها لأنه ما كان قادر يشوفها..ماله وجه يشوفها..
وقفت قريب عندهم..تنقل نظراتها بينه و بين نجود..اللي كانت تطالع الأرض..
سيف بصوت مهزوز: نجود ادخلي اللحين و أنا اكلمك بعدين
نجود تصيح: بس...
سيف برجاء: يله يا نجود
تركتهم نجود و دخلت..لأنها توقعت ان هاذي هي زوجة سيف..و ما بغت تصعب عليه الموقف..لأنها شافت كيف كان منحرج منها..و كيف تغيرت ملامحه..و كرهت نفسها زياده..و كرهت رجعتها له..
ياسمين كانت واقفه و تطالع فيه بتساؤل..و عدم تصديق..
ياسمين تحاول تتماسك: سيف مين هاذي؟
سيف يجمع شجاعته: ياسمين أدري مالي حق باللي اطلبه..بس اتمنى تسامحيني..و تعرفين إني تمنيت الموت و لا أضرك بس.....
ياسمين بنفاذ صبر: بس ايش يا سيف..تكلم بدون مقدمات..أنا ما عندي صبر
سيف: هاذي..هاذي زوجتي
طالعته ياسمين بصدمه..و قهر..
ياسمين: كيف زوجتك؟(تصرخ)سيف تكلم!!
قال لها سيف كل شي..و هي كانت واقفه بجمود تسمعه..و مو باين عليها أي تأثر..لكن اللي شافه بعيونها..أكد له وش كبر صدمتها و جرحها..
سيف: ياسمين غصب عني..مابي اجرحك بس..
ياسمين بعتب: بس جرحت
سيف بندم: ياسمين مو بيدي ما أقدر اخليها..ما عندها غيري
ياسمين بشرود: الغلط مو منك يا سيف..الغلط مني..أنا اللي وافقت و أنا عارفه إنك ما تبيني..أنا اللي تنازلت عن قراري اللي كان صح
سيف بقهر من نفسه: ياسمين أنا آسف والله آسف
تركته بسرعه و راحت..وهو يحس بالضيق في قلبه..تمنى لو صرخت..لو سبته..حتى لو ضربته..كان كل هذا بيكون أخف عليه من العتب اللي ذبحه بعيونها..
ياسمين ترجع له: سيف
سيف: نعم
ياسمين: طلقني اللحين
سيف يطالعها بصدمه و إستغراب: .....
ياسمين: بيصعبونها عليك يا سيف..طلقني اللحين
سيف بندم: أنتي طالق
ياسمين بثبات: لازم تطلعها من البيت اللحين
سيف بإستغراب: ليه؟
ياسمين: إذا عرفت أمي بتعصب و خالي أكيد بيقول لأبوك..و عمي بيلومك و يلوم خالتي..إذا ما كنت تبيهم يفجرون غضبهم بوجهها طلعها اللحين..الله يعينك يا سيف اللي قدامك مو سهل
تركته و راحت..ركبت السياره و سندت راسها و غمضت عيونها..تحس بالخيانه و القهر و الظلم..بس مو من سيف..تحس بالظلم من أهلها..و تحسن بالخيانه من دنيتها..
ما تلوم سيف..لأنها متأكده إنه انجبر يآخذها..تعرف إنه ما يقدر يقول لأمه..و يمكن لأنها مو حاسه إنها زعلانه عليه..حتى يوم كان يكلمها عن نجود..شعورها الوحيد كان صدمة المفاجأه..ما حست لا بالغيره..و لا الحزن..بس بعد ما هان عليه اللي سواه فيها..و الموقف اللي بيحطها فيه..
نزلن دموعها..و القهر يزيد عليها..ما عرفت وش احساسها..كان القهر مسيطر عليها و بس..
ياسمين تكلم السواق: روح لبيت عبير
و دقت عليها..
ياسمين: هلا عبير
عبير: اهلين ياسمين وش فيه صوتك؟
ياسمين: أنتي في البيت أنا جايه لك؟
عبير بقلق: ايه تعالي
سكرت ياسمين و كملت صياحها..ما تدري وش عليه..بس الاحساس اللي تحسه كان صعب..و جارح..و ما ينوصف..
 
في بيت أم فارس/
دخل سيف عند نجود..اللي للحين بعبايتها..أول ما شافته راحت عنده..تمسكت فيه بتعب..
نجود: هاذي زوجتك صح؟ عرفت؟
سيف يتنهد بحزن: ايه عرفت
نجود برجاء: سيف تكفى روح وراها..راضيها..أنا بأرجع لخالي طلقني و بأطلع من حياتك
سيف ما رد عليها: تعالي يا نجود
نجود بخوف: وين؟
سيف: بعدين تعرفين
راحت معه نجود..و قلبها يدق بخوف..مع انها كانت بتروح..لكن اللحين خافت انه يتركها..بس مع كل هذا..كان خوفها أهون عليها من الحزن اللي تشوفه بنظرة سيف..و اللي كله بسببها..دائما يعطيها الفرح بهالحياة..و هي ما عطته إلا الهم..نزلن دموعها من جديد..
نجود: سيف وين بنروح؟
سيف: بنجلس في شقه لين اشوف وش يصير مع أهلي
نجود انصدمت: سيف بس أنا....
سيف: نجود الله يخليك لا تزيدين علي..أنا مستحيل اتركك..أنا ما صدقت انك رجعتي لحياتي
سكتت نجود مو عشانها اقتنعت باللي يسويه..لأنها تشوفه بحاله ما تسمح له بالجدال..

في بيت أم راشد/
كانت مساهير تدور في غرفتها..بعد ما أكدت لها أمها اللي قاله عمر..زواجهم بعد أربع شهور..تذكرت كيف عصب يوم سألها إن كانت تبيه..و تدري إن معه حق..بس ما تدري ليه قالت كذا..و من بعدها ما اتصل..فكرت تدق عليه..بس تراجعت..ما تدري وش تقول له..و خافت يحرجها..(ليش تغيرت معاملته معي؟ ليه صار أهدأ؟ و ليه كان يكرهني قبل؟ لو بس أعرف وش تفكر فيه يا عمر؟ معقول تكون خالتي أم عمر لاحظت كيف نتعامل مع بعض و كلمته..مادري..كرهني لذنب ما أعرفه و رضى علي لسبب ما أعرفه)
ابتسمت..(المهم انه رضى..بس لازم يقولها بنفسه عشان اتأكد..أخاف أكون احلم في شي وهو مو يمي...يعني صعب عليه يقول إنه يبيني؟؟)

في بيت عبير/
وصلت لبيت عبير..و أول ما شافتها رمت نفسها في حضنها و هي تصيح..خافت عليها عبير..لأنها تعرف إن مو أي شي يصيح ياسمين..حاولت تهديها عبير..لكنها ما هدت الا بعد لحظات..
عبير: خوفتيني ياسمين وش فيك؟
ياسمين: سيف متزوج
عبير تشهق: هاااه؟!
قالت لها ياسمين كل شي..و عبير تسمعها و مصدومه..
عبير بقهر: معقول سيف يسوي كذا؟؟ و أنتي بسهوله تنازلتي لها عنه
ياسمين: تبيني اذل نفسي له؟ اترجاه يخليها و يختارني؟! بعدين هو ما سألني عن رأيي هو قال انه مستحيل يتركها
عبير: اجل تتطلقين؟ و ما فكرتي بشعور أمك؟ توها جوري متطلقه اللحين أنتي بعد؟
ياسمين تتنهد: هذا اللي قاهرني..كل اللي بيصير..أنا السبب بكل هذا..ليه وافقت من أول؟ و أنا عارفه انه ما يبيني..و أنا ما كنت أبيه...كان مثل اخوي و بنفسي خسرت هالشي..و اللحين أخاف..أخاف من اللي بيصير بيننا
عبير: ياسمين وش بتسوين؟
ياسمين: مادري..مادري....بس بأكلم خالي ناصر أهون من أمي حصه
عبير: الله يعين
طلعت منها ياسمين..و دقت على خالها تناديه للبيت..عشان تكلمه..

في بيت أم العنود/
وصلت ياسمين و ارتاحت و هي تشوف جوري لحالها في الصاله..
ياسمين: أمي وين؟
جوري: عند جارتنا
رمت ياسمين نفسها على الكنب..و انتبهت جوري لعيونها الحمراء..و ملامحها الحزينه..
جوري بقلق: ياسمين وش فيك؟
ياسمين: و تمسكين أعصابك؟ جوري مالي خلق صياح و دموع
جوري خافت: ياسمين وش صار؟
قالت لها ياسمين اللي صار..و جوري تسمع و هي مو مستوعبه..ما صدقت اللي تسمعه..ما صدقت إن سيف يسوي كذا..و خافت من اللي بيصير بسبب هالشي..و حست بدموعها تنزل..لكنها مسحتها عشان ما تزيد على ياسمين..
جوري: ياسمين وش تحسين فيه؟
ياسمين: تصدقين لو أقولك إني مو عارفه..بس مو زعلانه على سيف..ما احس إني ألومه مع كل هاللي سواه..حتى إني ألوم نفسي على موافقتي أكثر ما ألومه..هو كان مجبور يتزوجني..أدري إن خالتي اجبرته..لكن أنا ما أحد اجبرني أوافق..كنت اقدر ارفض..و يمكن هو توقع هالشي مني
جوري بحزن: كيف بتقولين لأمي حصه؟
ياسمين: كلمت خالي و قلت له يجي و بأقوله
سمعوا صوت خالها ناصر..و قامت جوري..
جوري: أنا بأطلع فوق
طلعت جوري..و دخل ناصر عند ياسمين..و وقفت جوري تسمع و دقات قلبها مو قادره تخليها تركز..و بدت ترتجف و هي تسمع صوت ناصر العالي..و العصبيه اللي فيه..ثار من اللي قالته ياسمين..و هي ما توقعت أبدا تشوفه بهالحاله..و الصوت اللي دائما كان كله طيبه و حنان..كان قاسي و جارح..
نزلت دموعها و هي تسمع ناصر كيف يتكلم عن سيف..بصدمه و قهر..حست انه حقد عليه أكثر من حقده على مازن..
لكن كل الخوف و الحزن اللي حست فيه..ما كان شي قدام خوفها و هي تسمع صوت أم العنود..اللي دخلت..و سمعت كل شي..
 
في بيت أم فارس/
دخلت أسماء عند أمها في الصاله..
أسماء: يمه الخدامه تقول إن نجود مو في غرفتها
أم فارس بإستغراب: وين راحت؟
أسماء: مادري؟ يمكن سمعتنا و رجعت لخالها؟
أم فارس ارتاحت لهالشي..مع ان البنت كسرت خاطرها بحالها..كانت مستعده تساعدها..لكن مو على حساب ياسمين..
جلسوا يفكرون باللي صار..وين ممكن تكون راحت..لكنهم انصدموا و هم يشوفون فارس يدخل عليهم..سلم عليهم وهو كله فرحه و حماس..أبدا ما كانت فيهم هم..
أم فارس: ما عرفت إنك بترجع بهالسرعه!
فارس: خلصت شغلي بدري..زين شفتك يا أسماء أنا قلت بأرجع ألقاك رحتي؟
أسماء: لا بكره بيجي تركي
سكت فارس وهو مو عارف كيف يفتح مع أمه موضوع زواجه..لكنه انتبه لأشكالهم الضايقه..
فارس: فيكم شي؟
أم فارس: لا يمه ما فينا شي
فارس: بس شكلك متضايقه يمه؟
أم فارس تتنهد: الله لا يجيب الضيق إن شاء الله
فارس: إن شاء الله
سكت فارس مره ثانيه..مع إنه متأكد إن زواجه بيفرحها..و زواجه من جوري بالذات بيريحهم..لكنه على كثر ما كان متحمس و متشجع..إلا إنه اللحين انعقد لسانه..لأنه عارف إنهم بيتفاجأون..و يسألونه وش معنى جوري..
لكنه أخيرا قرر يتكلم..
فارس: يمه كنت أبي اكلمك بموضوع و أبي.....
قطع كلامه التليفون اللي دق..و تنهد بضيق..أم فارس كانت أقرب وحده منه و ردت و هي تقول لفارس..
أم فارس: لحظه يمه بأشوف مين اللي يدق
ردت أم فارس و كانت أم العنود هي اللي تتكلم..
أم فارس: هلا خالتي....
لكن كانت هاذي الكلمه الوحيده اللي لحقت تقولها..لأن أم العنود ما عطتها فرصه..قالت كل العتاب و اللوم اللي في خاطرها..و قطعت أي علاقه فيهم..
سكرت أم فارس منها..و صارت تصيح..و تتحسب على سيف..
انصدم فارس من حالة أمه و اللي تقوله..و قام جلس جنبها..يحاول يهديها..
فارس: يمه وش فيك؟ وش فيه سيف؟
أم فارس تصيح: .......
فارس التفت لأسماء اللي كانت تنزل دموعها بصمت..
فارس بعصبيه: وش فيكم؟ وش صاير؟
أسماء بتردد: سيف طلق ياسمين
فارس بصدمه: وشو؟! ليه؟
أسماء: طلع متزوج
فارس سكت يحاول يستوعب اللي سمعه..لكنه ما قدر..ولولا حالة أمه كان قال إن أسماء تكذب عليه..
رجع لأمه يحاول يهديها..و بعدين يفهم وش هالسالفه الغريبه..

في بيت أم العنود/
كانت جوري جالسه في الصاله لحالها تصيح..و هي تتذكر اللي صار من ساعه..ما تخيلت ناصر يكون بهالعصبيه..و الغضب..بس يمكن ينطبق عليه المثل..اتقي شر الحليم إذا غضب..و اللي زاد كل هذا..أم العنود اللي دخلت و هي تسمعه وهو يصرخ..و أول ما عرفت اللي صار انصدمت..و دقت على أم فارس و لا متها على اللي سواه سيف..و قالت لها إنها ما تبي تشوف أي أحد منهم بعد اليوم..بعدها صارت تصيح..لين تعبت و طاحت عليهم..و اخذها ناصر و ياسمين للمستشفى..
حست جوري بضيق..و حزن..و لا تدري مين تكلم..و لا وش تسوي..نزلت دموعها أكثر و هي تتذكر طلعتهم للبر..و لعبهم..و ضحكهم..و بلحظه انهد كل هذا..(الله يسامحك يا سيف..ليه سويت كذا؟؟)

في بيت أم فارس/
رجع سيف لأهله بعد ما ترك نجود في الشقه..حاول يكلم أمه و يفهمها..حاول بأبوه يتفهمه..لكن الكل ثار بوجهه..خاصه بعد ردة فعل أم العنود و ناصر..لدرجة إن أمه طردته من البيت و قالت إنها ما تبي تشوف وجهه بعد اليوم..و أبوه ساكت و نظرته تقول إنه مع أمه بكل اللي تقوله..
حس إن الدنيا ضاقت فيه..و البيت كله ضاق عليه..طلع من عندهم بسرعه..
لكن أسماء لحقت سيف..و قبل يطلع من الباب..
أسماء: سيف
وقف سيف و التفت لها: .......
أسماء بعتب: سيف وش فيك! أنا احس إنك واحد ثاني..ما همك زعل أبوي؟ ما يهمك الحاله اللي تارك أمي فيها؟ مو هامك اللي يصير؟ كل هذا عشانها؟
سيف و نظراته كلها إعتذار و حزن: .....
أسماء: سيف حرام عليك اللي تسويه فينا..أمي قالت لك بتهتم فيها..ماراح ينقصها شي..أنت كنت تاركها أساسا..مثل ما تفكر فيها فكر بياسمين..كيف تطلقها؟ ياسمين اللي شافت فيك الأمان و الوفاء! ما فكرت بإحساسها..ما يكفي يتمها؟ ما يكفي خوفها؟ يجيها الجرح من القريب!
سيف كان يطالعها بندم..و حزن..و كلامها مثل السكاكين تقطع قلبه..عجز يتكلم..يحس إنه مخنوق و حتى الهواء ما يوصل له..
أسيل كانت واقفه تسمع أسماء..تدري معها حق..لكن سيف و الحاله اللي هو فيها كانت أصعب عليها..
أسيل بقهر: خلاص يا أسماء يكفي! حرام عليكم..يعني خلاص بس أنتم المجروحين..ما فكرتي هو وش يحس فيه؟
طالعها سيف بنظرات شكر حزينه..كلامها كان مثل البلسم على جراحه..لكنه طلع بسرعه قبل تخونه الدموع اللي ملت عيونه..
التفتت لها أسماء معصبه..
أسماء: تحسبينه هاين علي سيف؟ بس هو بيده يغير هالشي..أنتي ما عرفتي اللي قالته أمي حصه؟ تتوقعينها بتسامحنا على اللي صار؟
ما عرفت وش ترد عليها أسيل..هي من أمس ما لقت حل للي هم فيه..و تعرف إنه صعب..بس مع كل هذا ما قدرت تلوم سيف مثل ما يلومونه..خاصه و هي تشوفه بهالحال..
شافت باب المدخل..لكنها ما دخلت..راحت للحديقه و جلست هناك تفكر بضيق..و تطلق سراح دموعها حزن على اللي يصير في سيف..و الضيقه اللي بأهلها..و فراقهم عن أم العنود و البنات..
 
في سيارة سيف/
ركب سيارته و مشى بسرعه..مع إنه ما كان قادر يشوف الطريق من الدموع اللي ملت عيونه..حاول يحبسهن..لكن نزلن غصب..ما هان عليه اللي صار مع أهله..عمره ما اتخيل يوقف بوجه أمه و أبوه و يعارضهم..و لا بحياته تصور يجي يوم يطردونه أهله من البيت..و أمه تقوله بنفسها انها ما تبي تشوفه..
فكر بأم العنود..اللي تحبه أكثر واحد فيهم..اللي ياما قالت له انه مثل ناصر عندها..فكر في خاله وهو يتذكر الفرحه و الراحه في وجهه يوم خطب ياسمين..يوم يقول له انه ارتاح لأنه يعرف انه عمره ماراح يغلط عليها..و الأهم..تذكرها هي..اللي قالت له انه الأمان بالنسبه لها بهالدنيا..
عذرهم بكل اللي قالوه..و اللي سووه..لأنه يعرف خطاه..
للحظه حس إنه بيتراجع عن قراره..خاصه وهو يشوف دموع أمه..و تعبها..لكن جت في خياله نجود..اللي ما بقى لها أحد غيره..اللي ما فكرت تجيه إلا وهو متأكد إنه كان الحل الأخير لها..(اللي ياما خفت منه صار..ليتني تكلمت ذيك الأيام يا نجود..كان على الأقل وفرت الجرح على ياسمين)
تمشى في السياره..مع انه كان خايف عليها و يبي يروح لها بسرعه..لكن لازم قبل يهدي نفسه و يتمالك مشاعر الحزن داخله..عشان ما يجرحها فوق جروحها..و ما تحس بالذنب لرجعتها له..
رجع لها سيف..و أول ما دخل شافها جالسه على سريرها بتعب..عيونها مليانه دمع..وجهها شاحب و تعبان..و راح من قلبه أي تردد يمكن يكون حس فيه..مع إن جرحه لياسمين كبير..بس بتنسى..لكن نجود لو تركها..بتضيع..بتموت..ما فيه أحد بيهتم فيها غيره..
راح لها و ضمها بقوه..
سيف: نجود لا تتركيني..خليك أقوى من كذا أنا ماراح اتركك تأكدي من هالشي
هزت راسها بمعنى ايه و كأن الكلام صار صعب عليها..حس انها غفت بين يديه من تعبها..و نومها على السرير..كان بيروح لكنها كانت ماسكه ثوبه..جلس جنبها..و صار يشوفها وهو يفكر..(بأهتم فيك يا نجود لا تخافين..لازم صحتك تتحسن..قلبي يعورني و أنا اشوفك بهالحال و هالحزن)

في بيت أم فارس/
جلست أسيل في الحديقه و هي للحين تصيح..من يوم صار اللي صار و هي تحس إنها مخنوقه..تتذكر أمها و أبوها و قهرهم..الكلام اللي قالوه لسيف..و كيف طردوه..ما أثر فيهم..إنكسار سيف..و لا دموعها..و لا رجاء فارس..الكل انصدم بسيف..و الكل مو قادر يسامحه..
حست بأحد يوقف وراها..و عرفت إنه فارس..
أسيل تصيح: ليه يا فارس يصير كذا؟ ليه سيف بالذات؟ والله ما يستاهل يعاملونه كذا..مو مصدقه إنه ينطرد من البيت..كيف أبوي قدر يطرده مهما أخطأ..عارفه إن اللي سواه غلط..بس حطوا نفسكم مكانه البنت مالها غيره..بدونه بتضيع..و الله حرام
وقف نادر يسمعها بصمت..كسرت خاطره بدموعها..و صوتها المجروح..كان جاي يعطي فارس أوراق مهمه للشركه يوم شافه ما جاء ياخذها..و عرف باللي صار..و أول ما طلع شافها..و ما يدري ليه راح لها..
أسيل تكمل: حتى أنا مو هاينه علي ياسمين..بس بعد مو هاين علي اللي سويناه في سيف...يكفيه الذنب اللي يحسه..بعد اللحين نحمله غضبنا و لومنا..و نطرده
جلس جنبها نادر..التفتت..و انصدمت أول ما شافته..لكنها شافت نظرته اللي كانت مليانه تفهم و حنان..مسك يدها بين يديه..
نادر: هم بحالة صدمه اللحين يا أسيل..بيهدون و يتفهمون..سيف غالي عليهم مثلك و ماراح يستحملون فراقه
أسيل برجاء: تتوقع؟
نادر: إن شاء الله
أسيل: يارب
نادر: أنا بأروح اللحين تبين شي؟
أسيل: لا سلامتك
نادر: مع السلامه
أسيل: مع السلامه
تركها و راح..وهو يفكر فيها..حس بضيق بس عشانه شاف دموعها..عشانها متضايقه..عرف إنه يحبها..أكيد يحبها..دخلت لقلبه غصب عليه..و صار صعب انه يتناساها..أو ينكر اللي يحسه اتجاهها..

*من بكره*
في كلية اللغه الانجليزيه/
طلعوا البنات من محاضرتهم الأولى..
رغد: وش فيها أسيل غايبه اليوم بعد؟
حلا: من أمس ادق عليها ما ترد
رغد: و أنا بعد
حلا: يمكن تعبت من بعد طلعتنا
رغد: يمكن مع إنها السبت كانت بخير

في بيت طلال=العصر/
دخل طلال للبيت و ما شاف لينا..طلع للغرفه و شافها هناك..تغير في إكسسوارات الغرفه..وقف لحظات عند الباب يشوفها..و هي تطالع التحفه اللي حطتها على التسريحه و نظرة عيونها تقيم اللي سوته..
طلال يصفر: ........
لينا تلتفت عليه: طلال!
طلال: وش هالحركات الحلوه؟
لينا: والله حلو؟
طلال: أكيد حلو
لينا تبتسم: زين..خفت ما تعجبك هالأشياء
طلال يقرب منها: بالعكس حلوه و غيرت جو الغرفه..مو ناقصك شي أجيبه لك و أنا مسافر؟
لينا تلتفت له: بتسافر؟
طلال: ايه..فيه اجتماع لازم واحد مننا يحضره..و قلت أسافر أنا احسن من أبوي
لينا بغباء: و أنا؟
طلال يبتسم: بأخليك عند أهلك
لينا: .......
طلال بإستغراب: لينا وش فيك؟
لينا: لا و لا شي..متى بتسافر؟
طلال: الليله
لينا: متى بترجع؟
طلال: للحين مادري..بس أدق عليك و أقولك
طالعته لينا للحظه..بعدين راحت لغرفة الملابس و هي تقول..
لينا: بأجيب شنطتك عشان ارتبها
راحت و هي تحاول تخبي حزنها..(ليه مو قادره أبين لك مشاعري يا طلال؟ بس كيف ابينها و أنت ما تحمل لي أي مشاعر!لأنك لو كنت تحبني كنت بتقول..بس أنت ما قلت شي)

في بيت أبونادر/
كانت رغد في غرفتها..و دق جوالها..و شافت رقم حلا..
حلا: رغد عرفتي اللي صار؟؟
رغد: لا وش فيه؟
حلا: عرفت ليه أسيل ما داومت؟
رغد بقلق: تعبانه؟
حلا: لا..بس سيف طلق ياسمين
رغد تشهق: ليه؟؟
حلا: طلع متزوج قبلها
رغد انصدمت: هااه؟؟!
قالت لها حلا اللي صار..و عن طردته من البيت..و تعب أم العنود..
رغد: و أم العنود اللحين كيف حالها؟
حلا: في المستشفى..تونا راجعين منها..السكر مرتفع عندها بالحيل و تحسينها منصدمه من اللي صار
رغد: مو مصدقه..سيف يسوي كذا؟!
حلا: هذا اللي صار..و أسيل مو راضيه ترد على جوالها للحين
رغد: ايه قبل ساعه دقيت لها ما ردت..أكيد متضايقه هذا سيف و تدرين انها تحبه بالحيل
حلا: و زياده على كذا خالي ناصر و أمي حصه مو طايقين يسمعون عن سيف و لا خالتي أم فارس شي..لدرجة إن خالي ما رضى يزورون أمي حصه
رغد بضيق: الله يحلها إن شاء الله..مو معقول ينقطعون على طول
حلا: الله يقوم أمي حصه بالسلامه..أخاف يصير لها شي بسبب الزعل
رغد: لا الله يقومها بالسلامه

في بيت أم فارس/
كانت أسيل في غرفتها..من أمس و هي تحس بضيق و حزن..خاصه بعد ما رجعت أسماء للشرقيه اليوم..توها تسكر من سيف بعد ما تطمنت عليه..بس صوته ما ما كان أبدا بخير..قررت تدق على جوري تبي تتطمن على ياسمين..لأنها ما كان لها وجه تكلمها..
جوري: هلا أسيل
أسيل: اهلين جوري..وش أخباركم؟
جوري بحزن: أمي حصه في المستشفى
أسيل تشهق: وش فيها؟
جوري: تعبت يوم عرفت بس الحمدلله هي اللحين بخير..حتى بتطلع بكره
أسيل: جوري حاسه بضيق
جوري: و أنا مثلك مو مصدقه اللي صار..سيف ليه سوى كذا؟
قالت لها أسيل عن نجود..حاولت تبرر اللي سواه سيف..ما تبي الكل يكرهه..
أسيل: ياسمين وش أخبارها؟
جوري: تعرفين ياسمين ما تبين اللي تحس فيه..كانت هاديه بس حزينه و من أمس و هي مع أمي في المستشفى
أسيل: طمنيني على أمي حصه و على ياسمين
جوري: ان شاء الله

في شقة سيف/
سكر جواله من عمر..بعد ما عرف اللي صار لأم العنود..حس بغصه في قلبه..و امتلت عيونه دمع..راح يشوف نجود اللي نايمه من التعب..يحس إنه مقسوم نصين..نصه معها..يبيها و خايف عليها..و نصه مع أهله و اللي فيهم..و اللي هو السبب فيه..(آسف على جرحك يمه..آسف على تعبك و حزنك...ما ألومك لو ما سامحتيني العمر كله..لأني عارف إن اللي سويته في ياسمين مو سهل..صرت أنا و الدنيا عليها..و عارف إنك ماراح تعذريني أبدا)
 
في بيت أبونادر/
دخل نادر و شاف رغد في الصاله..شافها متضايقه..
نادر: رغد وش فيك؟
رغد: ما عرفت اللي صار لسيف؟
نادر يتنهد: إلا كنت في بيت عمي أمس و عرفت
رغد: أم العنود في المستشفى من بعد ما عرفت باللي صار..و ما تبي تشوف أم فارس و لا أحد منهم
نادر: طلاق ياسمين مو سهل..و الكل انصدم من زواج سيف السري و انصدم من اصراره عليه
رغد: أخاف تكون قطيعه بينهم
نادر: الله يستر
وقف فيصل مصدوم باللي سمعه..كان داخل للبيت و سمعهم..رجع..(سيف طلق ياسمين! و متزوج بالسر؟؟ ليه؟)
حس انه بعيد عنه بالحيل..حس إنه تغير بعده..و انه ما يعرف عنه شي..مع انه تمنى يوقف معه بهالوقت..

في بيت أم فارس/
رجع فارس من الشركه متأخر..رمى نفسه على السرير وهو يفكر باللي صار..(كل شي يبعدني عنك يا جوري..مو عارف وش ممكن يصير فينا؟ معقول ما ترضى أمي حصه علينا..معقوله انحرم حتى من طاريك!)

*بعد أسبوعين*
في كلية ادارة الأعمال/
كانت مرام جالسه مع صديقتها..اللي صارت قريبه منها..و بنفس أفكارها..عشان كذا قالت لها عن نادر..
نوال: وش صار على خطتنا؟
مرام: مادري عن فيصل هو ناوي يتحرك أو لا..أنا متأكده إنه صار يفكر فيها
نوال: سهى لها يومين ما داومت أكيد علاقتها معه خربت
مرام: ان شاء الله يكون تركها بعد
نوال: ما أتوقع..ماراح يتهور كذا إلا إذا تأكد إن أسيل للحين تبيه
مرام: وش قصدك؟
نوال: لازم تخلينه يعرف إنها ما تبي نادر و مستعده ترجع له
مرام تفكر: و كيف اسوي هالشي؟
نوال: قولي له بنفسك
مرام: لا مابي أكون في الصوره
نوال: خلاص نفكر كيف نقنعه بهالشي

في شركة ماجد/
كان جالس يدرس المشروع اللي ناوي يبدأ فيه..و شاف السكرتير يدخل عنده..
ماجد: خير يا بدر؟
بدر: فيه واحد طالب يقابلك..يقول من أصدقائك
ماجد يتنهد بملل: مين؟
بدر: اسمه سيف الــ...
ماجد استغرب..كان ناسيه و ناسيها..حاول كثير و تعب أكثر..لكنه بدأ ينسى..ليه اللحين رجع له..
ماجد بضيق: خله يدخل
دخل عنده سيف و سلم عليه..و جلسوا..
سيف بعتب: عاش من شافك
ماجد: والله انشغلت في الشركه يا سيف..كنت مهملها كثير و اللحين محتاجه اتابعها كل يوم
سيف: الله يوفقك
ماجد: سيف وش فيك؟ كأنك متضايق من شي
سيف: ماجد كنت أبي اطلب منك خدمه
ماجد: آمر يا سيف
سيف: ما يأمر عليك عدو..كنت..كنت أبي اشتغل عندك في الشركه
ماجد انصدم: سيف أنت صادق؟!
سيف: ايه..و أي شغله مو ضروري في تخصصي
ماجد استغرب: سيف وش صاير؟ ليه تترك شركة أبوك و تجي تدور هنا على شغل؟!
سيف يتنهد: أنا مختلف مع أهلي...و بصراحه لي أسبوعين ما شفت و لا واحد فيهم..و حسابي بدأ ينقص و محتاج لشغل
ماجد: مو مصدق اللي اسمعه! أنت آخر واحد اتخيل يسوي شي يزعل أهله لهالدرجه
سيف بضيق: طلقت بنت خالتي
ماجد يشهق و ينسى نفسه: ياااسمين؟!!
سيف يتنهد بتعب: ايه
ماجد بصدمه: ليه؟!
صار سيف يقول له السالفه..لكن ماجد كان مركز على شي واحد..ياسمين صارت حره..و هالشي قلب أفكاره فوق تحت..و انتهى السكون اللي كان عايش فيه..و رجعت تحتل قمة أفكاره..
سيف: وش قلت عن الشغل؟
ماجد ينتبه: طبعا يا سيف..اعتبر نفسك اشتغلت و بتخصصك
سيف: مشكور يا ماجد ما تقصر
ماجد: أفا عليك يا سيف أنت مثل اخوي
اعتذر منه سيف و طلع..و ماجد ترك ملف المشروع على الطاوله..و وقف عند الشباك يفكر بكل اللي سمعه..(ليه رجعتي لحياتي مره ثانيه يا ياسمين؟ ليه يوم قربت انساك؟)
كان يفكر..و يفكر..و خطرت في باله فكره..ما يعرف يسويها أو لا..يستغل هالفرصه أو لا..

في بيت أم عمر/
كانت لينا في غرفتها جالسه تفكر في طلال..تحس انها مهووسه فيه..من أول ما سافر وهو ما يغيب عنها..صارت ما تحس بالدنيا إلا وهو معها..مع كل هذا ما تقدر تبين له هالحب..ما تبي تفرض عليه نفسها أكثر ما فرضتها..ما تبي و هي تعرف ليه يعاملها بطيب و حب..يعاملها كذا عشان يوسف..و وصية يوسف..(لو كان يوسف ما وصاك علي يا طلال..كان بيهمك حزني..كنت بأهمك..بتفكر تتزوجني أو لا؟؟)
راحت لدرجها اللي فيه أغراض يوسف..فتحته و صارت تقلبهن..حست بحنين له..لكن على غير العاده..ما نزلت دموعها و هي تشوفهن..تحسه صار ذكرى حلوه و حزينه بنفس الوقت..لكنه كان باهت قدام طلال و اللي تحسه اتجاهه..(مرتاح اللحين يا يوسف..أنا حبيت طلال بعدك..بس ما تشوف إننا حملنا طلال كثير)
أخذت علبه كبيره..و جمعت فيها كل أغراض يوسف..و سكرتها..و رفعتها بمكان بعيد..و راحت ترتب شنطتها عشان ترجع لبيتها و هي تتذكر..يوسف و طلال..و طفولتها و أيامها معهم..
 

في بيت ماجد/
كان للحين يفكر في اللي خطر في باله..من يوم سمع اللي قاله سيف..هاذي آخر فرصه..و بيستغلها..و بتهور..و أرسل لها..و يوم ما جت بالطيب..يمكن يجيبها الغصب..

في سيارة عمر/
وقف عند بيته بعد ما وصل لينا لبيتها اللي من عرفت إن طلال بيوصل بكره..أصرت تبات هناك..كان بينزل لكنه..سرح في بيت مساهير..له أسبوعين ما كلمها..و لا شافها..انتظرها تدق بس ما دقت..(أخاف أتأكد إنك مو مهتمه فيني يا مساهير؟ أخاف إنه يكون ما بيننا إلا هالعناد و بس؟ معقول ما أكون في بالك أبدا..أو تعاندين و تبين أنا اللي اكلمك؟؟)

في شقة سيف/
رجع و شافها واقفه في المطبخ..راح لها بسرعه..
سيف: نجود ليه قمتي من السرير؟
نجود: سيف والله صرت احسن..مليت من جلستي كذا
سيف: وش تسوين؟
نجود: بأسوي لي قهوه
سيف: لا ما فيه قهوه..اشربي عصير احسن
نجود بملل: سيف!!
سيف: ما فيه إلا عصير
راح للثلاجه و صب لها عصير..و طلعها من المطبخ..جلسوا في الصاله..وهو يطالعها..بدت تتحسن صحتها..لكن حالتها النفسيه كانت للحين تعبانه..قليل ما يشوف ضحكتها..و إذا ابتسمت بس..تمتلي عيونها دمع..و كأنها تشوف هالابتسامه مو من حقها..يعرف إنها ندمت على رجعتها له..و تلوم نفسها على اللي صار له مع أهله..وهو مو مرتاح لهالشي..و مو عارف كيف يقنعها بالعكس..و هي تشوفه بهالحال..مطرود من عندهم..و لا أحد يكلمه غير أسيل و فارس..
سيف يمسك يدها: نجود اهتمي بنفسك عشاني
نجود: لا تخاف يا سيف أنا صرت بخير
سيف: و لا تفكرين بشي..الأمور بتنحل ان شاء الله
نجود تتنهد: ما أظن بوجودي معك ينحل شي..بس لو تركتني يمكن....
سيف يقاطعها: نجود تكفين لا تفتحين هالسالفه مره ثانيه..اللي صار صار..و أنا مستحيل اتركك..أنا محتاجلك أكثر من حاجتك لي
كان يبي يقول لها عن شغله..لكنه أجل هالشي..يدري لو قال لها..بتلوم نفسها على هالشي بعد..

في بيت طلال=الساعه العاشره/
جلست لينا على سريرها..مطفيه اللمبات..و ما فيه غير نور الأباجوره الخفيف جنبها..التفتت على مكان طلال جنبها و هي تبتسم..(مين يقول إني أحبك يا طلال؟؟ أنت بالذات! كنت اتمنى الموت كل ما اسمع طاريه..و اللحين طاريه ما يغيب عن بالي....ماراح أكون طماعه و اتمنى تحبني..أنا راضيه فيك كذا..راضيه بأي شعور منك..لكن أنا بأحبك على طول لو ما كنت تعرف بهالحب)
سمعت صوت تحت..وقف قلبها من الخوف و ما عرفت وش تسوي..ركضت للباب و قفلته..و بسرعه أخذت جوالها اللي من ساعه قفلته و بيدين مرتجفه حاولت تفتحه..لكنه طاح من يدها وشهقت و هي تشوف مسكة الباب تتحرك و أحد يحاول يفتحه..نزلت دموعها و قلبها صار يدق بقوه..حاولت تجلس تاخذ جوالها..و أخيرا قدرت تفتحه..لكن أول ما افتحته دق..حطته صامت بسرعه و هي تشوف اسم طلال في الشاشه..
لينا تصيح: هلا طلال
طلال بخوف: لينا وش فيك؟؟
لينا: أنا في البيت لحالي و فيه حرامي
طلال انصدم: كيف لحالك..أهلك وين؟؟
لينا: أنا في بيتنا
طلال: هههههههه
لينا انصدمت: ليه تضحك؟!
طلال: هذا أنتي اللي قافله الباب و أنا داق باسألك المفتاح وين
لينا تشهق: أنت اللي تفتح الباب!!
طلال: ايه يا خوافه
لينا: لا والله وش كنت تبيني اسوي و أنا عارفه إنك بكره بتجي
طلال: أنا قلت لك بكره بس لقيت حجز اليوم
لينا: وقفت قلبي
طلال: بسم الله عليك
لينا: المفروض ما افتح لك
طلال: و أهون عليك؟
لينا: لا ما تهون
قالت هالكلام و هي تفتح الباب و تشوفه قدامه..طول غيابه..أسبوعين مروا عليها كأنهم سنين..كانت تطالعه تبي تشبع منه..و تعوض الأيام اللي ما شافته فيهن..
طلال يبتسم: ماراح تسلمين علي؟
قربت منه..و ضمها له بقوه..حتى هو اشتاق لها..اشتاق للبيت..اشتاق لحياته معها..(ما راح اضغط عليك أكثر يا لينا..مو اللحين بأصبر طماع..أنا ما كنت احلم بهالهدؤ معك..دامي اشوفك مرتاحه ماراح أغامر بهالشي و اصارحك بمشاعر ممكن توتر العلاقه بيننا)

في بيت أم العنود/
كانت ياسمين تحاول تنام..لكن من أيام و هي مو قادره تنام من اللي تفكر فيه..القطيعه اللي صارت بينهم..بسببها و بسبب طلاقها..حاولت تكلم أمها..تقول لها إنها مو زعلانه..لكنها ما صدقتها..و مجرد ذكر سيف و أهله كان يتعبها و يضايقها..حتى خالها كان صعب مثل أمها..كلهم فقدوا الثقه باللي متأكده إنهم كانوا مأتمنينهم عليها بعد ما يتركونها..
جاها مسج..و فتحته بلا مبالاه..لكن اللي قرته خلاها تفز..و ترجع تقرأ مره ثانيه..
[أكيد متضايقه من اللي صار..بس بيدك الحل..بأتقدم لك بكره..و إذا وافقتي..بأقبل يشتغل سيف عندي و أساعده لين يرضون عليه أهله..و حتى أهلك بيخف زعلهم ويرضون لو تزوجتي]
عرفت رقمه..و انصدمت من اللي تقراه..(مجنون! أكيد مجنون..أنا أوافق عليه؟)


يتبع
 

@،،الـنـزف التـاسع و العـشــرون،،@


*بعد أيام*
في بيت أم العنود/
جلست ياسمين في غرفتها..مصدومه من اللي سوته..
من أيام تفكر..من يوم كلمها خالها عن ماجد..كانت بترفض..متأكده إنها بترفض..
لكنها طلبت وقت تفكر بس عشان ما يقولون إن اللي سواه فيها سيف عقدها..لكنها شافت أمها كيف ارتاحت أول ما سمعت هالخبر..حتى خالها ناصر كان متحمس له وهو يتكلم عنه..طبعا لأنهم ما يعرفون عنه اللي هي تعرفه..
بس مع كل هذا ما تدري كيف وافقت..هي وافقت على ماجد..بعد أسبوعين تصير زوجته..
اعترفت إنها تأثرت باللي قاله..لأن زواجها هو الشي الوحيد اللي ممكن يخليهم يرضون على سيف و أهله..و هي بنفسها شافت راحتهم يوم وافقت..(كل هذا حلو..بس كيف بأعيش مع ماجد هذا اللي ما فكرت فيه؟ ولو ما استحملته..كيف اتطلق مره ثانيه؟...بأنجبر اتحمله! ليتني ما ما وافقت)
ما مرت لحظات..على موافقتها..إلا و هي نادمه..بس وش يفيد الندم..

في بيت أم فارس/
كانت أسيل في غرفتها..تفكر باللي سمعته من أمها..بعد الامتحانات بيحددون موعد زواجها..زواجها من نادر..تذكرته و سرحت بالشعور اللي تحسه اتجاهه..(معقول قدر يطلع فيصل من حياتي..معقول نسيت فيصل خلاص؟)
ما ارتاحت و هي تطري فيصل..تحس صارت تكره تفكيرها فيه..(ليه اكرهه؟ عشاني نسيته خلاص؟ أو لأني مو قادره انساه)
فتحت درجها و طلعت صورة نادر..و صارت تتأمل ملامحه.. و تتذكر صوته..و حنانه..(احس بإحساس جديد ناحيته..مادري اسميه حب؟ أو تعود؟ أو راحه لأنه ما يشبه فيصل بشي...مادري حبيته أو بس تقبلت وجوده بحياتي)
كانت محتاره باللي تحس فيه..و مو قادره تفهم شعورها..اتجاه الاثنين..

في بيت ماجد/
كان ماجد في غرفته..جالس ساكن من يوم سكر من ناصر..(وافقت؟ ياسمين وافقت علي؟)
مع انه تقدم لها..بس ما كان عنده أي أمل إنها بتوافق..حتى بعد اللي قاله..لكنها وافقت..
ضحك بصوت عالي..كان للحين مو مصدق..و راح بسرعه لغرفة ورد..يبي أحد يشاركه فرحته..و دامه متأكد إن العروس ما عندها نفس هالفرحه..راح لورد..
دخل و شافها تقرأ في مجلة أطفال..مشى عندها و ضمها بقوه..و ضمته و هي تضحك..
ماجد: ورد أنا أحبك كثيييير
ورد: و أنا بعد أحبك كثييير
ماجد يتركها عشان يقدر يشوف وجهها: عندي لك خبر حلو
ورد بحماس: وشو؟
ماجد: اممم ما اشتقتي لياسمين
ورد ابتسمت لكنها كشرت: اشتقت لها...بس هي ما تبينا
ماجد: أنا خطبتها و وافقت بعد اليوم بتشوفينها على طول
ورد شهقت: بس..بس هي زوجة عمو سيف
ماجد يبتسم: صارت مشاكل كذا و تركوا بعض
ورد فرحت: يعني هي وافقت عليك؟؟
ماجد: ايه
ورد مو مصدقه: يعني تتزوجها و تعيش معنا على طول
ابتسم ماجد على اللي تقوله..كان فرحان بس إنها وافقت..ما وصل تفكيره لليوم اللي بيعيشون فيه مع بعض..و تكون له..يشوفها كل لحظه..و يسمع صوتها بكل وقت..
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى