روايه قلوب تنزف عشق


في بيت أم العنود/

ياسمين: جوري
جوري: نعم
ياسمين: دوامي في رمضان يتغير
جوري: صدق متى صار؟
ياسمين: أروح ثمان و ارجع الساعه وحده بالليل
جوري تشهق: متأخر!
ياسمين: عادي ترانا رمضان يعني وحده تعتبر بدري
جوري: مو بدري يا ياسمين و الدليل إنك خايفه تقولين لأمي حصه..صح؟
ياسمين: أبيك تساعديني عليها
جوري: ما أقدر اخاف تزعل علي..هي كل ما جلست معها قالت لي حاولي تخلينها تترك هالشغل
ياسمين تتنهد: يعني للحين مو راضيه!
جوري: و لا عمرها بترضى..كلنا مو راضين لك التعب بدون داعي..ياسمين ارحمي نفسك دراستك صعبه و دوام ما ترتاحين؟
ياسمين بإصرار: بس أنا كذا مرتاحه..جوري كنتي مقتنعه بوجهة نظري وش اللي غيرك؟
جوري: أجل المفروض أنا أولى في هالشغل أنا ابعد منك عنهم أنا المفروض اعتمد على نفسي و أخاف من بكره و اللي بيصير فيه
ياسمين ابتسمت: تغيرتي يا جوري أول مره اسمعك تناقشين بهالعناد
جوري: لأني خايفه من نهاية هالشغل..إلى متى يا ياسمين؟
ياسمين: لحد ما اتخرج
جوري تشهق: ياسمين حرام عليك!
ياسمين: وش فيك يا جوري أبيك عون صرتي علي فرعون! تدرين خليك هنا أنا بأروح اكلم أمي عن دوامي..و دام هذا رأيك لا تتناقشين مع أمي في شغلي أبدا..مو ناقصه تجتمعون علي
جوري تتنهد: مادري ليه نتعب نفسنا و أنت مالك إلا اللي براسك

تركتها ياسمين و راحت تبدأ مناقشه أصعب مع أمها..لكن كالعاده..النهايه كانت من صالحها..



*من بكره-أول أيام رمضان*

في كلية اللغه الإنجليزيه/

كانت رغد طول المحاضره سرحانه و مكشره..و أسيل تطالعها بإستغراب..و ما صدقت خلصت المحاضره التفتت عليها..
أسيل: رغوده وش فيك؟
رغد: كله على الفاضي
أسيل: وش اللي على الفاضي
رغد: تخطيطنا لنادر و ياسمين ما نجح
أسيل: ليه؟ لا تقولين طلع نادر يحب مرام صدق
رغد: لا..بس يبي يخطب من بنات خاله و يسكن في الشرقيه..تخيلي شكله من رجع لنا وهو يخطط متى بيروح عننا
أسيل: يمكن مو هذا قصده..يمكن يحب وحده من بنات خاله
رغد: لا هو ما حدد..ما قال بأخطب بنت خالتي..قال أبي اخطب من بنات خالي..يعني كل اللي يهمه انه يرجع يعيش بينهم و بس
أسيل: رغد نادر طول عمره بعيد عننا..مو بعد هالعمر كله تبينه يتعود علينا بسرعه
رغد: أكثر من سنه عاش بيننا معقوله ما حس فيها انه أخونا! ليه؟
أسيل: و الله مادري نادر شخصيته غامضه ما تقدرين تتوقعين وش احساسه أو وش يفكر فيه
رغد: بس هو أخوي الكبير..كيف تبيني اسكت و أنا اشوف اني بأخسره..أنا متأكده انه لو راح الشرقيه بينسانا
أسيل: فكري انه هو مرتاح كذا..ما تقدرين تجبرينه يعيش في مكان ما تعود عليه..و أنت تقدرين تكلمينه بأي وقت و ما تنقطعين عنه..هذا الحل الوحيد لأنه مو بيدك تتحكمين في حياته
رغد تتنهد و تتلفت: وينها حلا؟
أسيل: يعني ما تعرفينها حلا و أول يوم من رمضان أكيد غايبه زين ان جت باقي الأسبوع



في الشرقيه-قبل المغرب/

كانت أسماء جالسه في البيت لحالها..تركي مشغول كثير..لدرجة إنه بيفطر في الشركه..و هي كانت لحالها..حتى إياد نايم..تذكرت هالوقت..(أكيد أهلي مجتمعين عند أمي حصه كالعاده..يا الله وش كثر مشتاقه لهم كأن لي سنه ما شفتهم مو كأنه اسبوعين..يارب تصبرني على هالأيام و نرجع بسرعه وسط أهلنا)
سمعت جوالها يدق..و أول ما شافت رقم تركي فرحت..
أسماء: هلا حبيبي
تركي: أهلين عمري وش أخبارك؟
أسماء: تمام
تركي: بس صوتك تعبان فيك شي؟
أسماء: لا بس عشاني من طلعت من عندي ما تكلمت مع أحد

كسرت خاطره..ما أخطأ يوم وصى عليها جيرانهم اللي اتعرف على ولدهم أمس..
تركي: اسمعي قلبي أنا أمس تعرفت على جارنا و قبل شوي دق على أهله عازمينك على الفطور جهزي نفسك بتمرك أخته بعد ساعه
أسماء: بس إحراج ما أعرفهم
تركي: تتعرفين عليهم اليوم ما يصير كذا تجلسين لحالك
أسماء: زين و أنت متى ترجع؟
تركي: الساعه عشر أكون عندك إن شاءالله..يله اتركك تتجهزين..مع السلامه قلبي
أسماء: مع السلامه حبيبي انتبه لنفسك



في بيت أم العنود=قبل آذان المغرب بنص ساعه/

كان الكل كالعاده مجتمعين أول أيام رمضان عندها على الفطور..و البنات في المطبخ يجهزون كل شي..
حلا تطلع الحلى من الثلاجه: و هذا حلى حلا الحلو
ياسمين بإستغراب: واااو روعه معقوله أنتي اللي مسويته!
أسيل: تكذب هاذي ما تعرف تسوي قهوه..مره وحده تسوي هالحلا الخطير..أنت لينا اللي مسويته صح؟
لينا: لا حلا اللي مسويته الصبح مادري كيف طلع منها
حلا: أنا عندي مواهب بس ما تطلع إلا بمزاجي
أسيل: روحي بس أنت و بأول يوم من رمضان تصحين الصبح وتطبخين..ما أصدق!
لينا تضحك: انتظري نذوقه يمكن يطلع شكل على الفاضي
حلا: بتذوقون و تعرفون قيمتي
جوري تدخل عندهم: جهزت السفره يله جيبوا القهوه

جهزوا كل شي..و اجتمعوا على السفره..ينتظرون الأذان..
أم عمر: وين شوق؟
حلا: و ليه تسألين عنها ما كأنك مغديتها اليوم أربع مرات
أسيل: حرام عليك المسكينه ما قامت إلا العصر متى مداها تتغدى أربع مرات
حلا: و أنت واقفه لي على الوحده اعتبريها صيغة مبالغه
أم العنود: اسكتوا خلونا نذكر الله

طاح وجه أسيل و حلا..و البنات كانوا يضحكون عليهم..
أذن المغرب و افطروا..و بعد عشر دقايق جت شوق و جلست معهم..
شوق: ياسلام هذا حلا أم حمد زين جايبينه على بالي ما أحد شافه

الكل التفت على حلا اللي من اليوم غثتهم بحلاها..و آخر شي طلع من جارتهم..
ياسمين: استغفرالله تكذبين برمضان
حلا بقهر: أنت مو صاحيه العصر وش عرفك إنه من أم حمد؟
شوق: صحيت الصبح أشرب ماء و شفته و قالت لي الخدامه
حلا: مالت عليك أنت و هي و أم حمد و حلاها أصلا طعمه بايخ
أم عمر: استحي على وجهك تسبين المره!
حلا تصرف: إذكروا الله إذكروا الله..أقولكم أروح أصلي احسن

كملوا الباقين فطورهم..و بعد دقايق قامت جوري..وقفت في الصاله تحاول تمسك دموعها بس ما قدرت..كانت من اليوم جالسه تراقبهم و تسمعهم..و هي مو مصدقه إنه صار لها عائله تحبها..تذكرت أيام رمضان في بيت عمها..كيف كانت تفطر لحالها أو مع الخدامه..لأنه أغلب الأيام كان خالهم يفطر عندهم..تذكرت خوفها..و وحدتها..
حلا: جوري وش فيك؟!
جوري تمسح دموعها: فرحانه
حلا تتريق: لا واضح! بأسألك أجل إذا زعلتي وش تسوين؟
جوري تبتسم: أصيح بعد
حلا: حلو يعني الدموع شغاله على الموجتين
جوري تضحك: إيه
حلا: لا صدق وش فيك جوري؟
جوري: فرحانه فيكم الله يخليكم لي يوم تذكرت كيف كان رمضان اللي فات في بيت عمي الله يرحمه حمدت ربي على النعمه اللي أنا فيها
حلا تستهبل: أكيد ما كان عندك وحده تذوقك الحلا اللي ذوقته لك
جوري تضحك: قبل شوي مو عاجبك
حلا: من قهري على هالشوق ما خلتنا نتفاخر شوي

طلعت لهم أسيل..
أسيل: وش عندكم؟
حلا: وش دخلك؟
أسيل: من زينك
حلا: أحلى منك و اسمي يشهد
جوري: كملوا هوشتكم أنا رايحه أصلي

راحت عنهم جوري..و حلا التفتت لأسيل..
حلا: تدرين أحس إننا مقصرين في جوري
أسيل: ليه؟
حلا: شفتها قبل شوي تصيح تقول تذكرت وحدتها في بيت عمها و قالت إنها اللحين فرحانه بيننا
أسيل: و الله هالبنت طيبه و تنحب
حلا: إيه بس حنا قليل ما نزورها حتى ما عمرنا كلمناها بس إذا شفناها في المزرعه
أسيل: بالعكس أنا قد رحت لها
حلا: مره بس و كانت صدفه بعد..لازم نقرب منها أكثر
أسيل: معك حق جوري وحده مننا ما نبيها تحس إنها مو مهمه عندنا

في غرفة جوري..خلصت صلاتها..و سمعت صوت مميز عندها..طفت النور و راحت لشباكها اللي كان مفتوح..و من ورى الستاير طلت..شافته كان يكلم في جواله..و سرحت..(فارس إلى متى أفكر فيك؟ و ليه؟ ما صار أي شي بيننا يخليني أحبك..لدرجة أفكر فيك كل وقت..ليه ندمانه على فسخ خطبتي! إلى متى و أنا اسأل نفسي لو كنت تزوجتك كيف بتكون حياتي معك..بس خلاص المره هاذي بآخذ قراري..ماراح أفكر فيك..لو كنت أهمك أنت بنفسك بتبين لي..ولو كان لا..فأنساك احسن)
و مع إنه كان للحين واقف..تركت شباكها و راحت للبنات


 

في بيت أبونادر/

كانت رغد في غرفتها بعد الفطور..تكتب البحث اللي عندها..حست انها فاقده نادر اليوم..و فكرت بكلام أسيل..(صح المفروض ما أكون أنانيه دام هو مرتاح عند خواله يكفي..بس كنت اتمنى يتذكرنا وهو هناك)
و كأنه سمع كلامها..دق جوالها و شافت رقمه..ترددت قبل ترد..كانت منحرجه من انفعالها أمس و الكلام اللي قالته..
رغد: الطيب عند ذكره
نادر يضحك: كنتي تتكلمين عني؟
رغد: ايه
نادر: خير أو شر
رغد: أكيد خير
نادر: أنا متأكد من هالشي..للحين زعلانه؟
رغد: لا..كنت بأدق اعتذرلك عن اللي قلته أمس
نادر: ماله داعي الاعتذار..و أنا وين ما كنت يا رغد بأضل اخوك و ماراح انساك اذا بعدت بس أنا...
رغد تقاطعه: نادر انسى الكلام اللي قلته لك و اللي يريحك سوه..اذا كنت أنت مرتاح أنا بأكون مرتاحه
نادر: الله يخليك لي يا رغد..يعني خلاص مو زعلانه مني
رغد: لا
نادر: زين ما قلتي لي وش أخباركم؟

سولفت معه رغد و سكرت..و هي فرحانه انه اهتم لزعلها و دق عليها..(صح مو ضروري نكون في بيت واحد أهم شي تكون قلوبنا عند بعض..يارب تستمر كذا يا نادر و ما ينسيك البعد عننا)



في سيارة سيف=الساعه التاسعه/

كان رايح لنجود..لكنه ما دق عليها..حب يفاجأها بجيته..وصل للحاره و شاف اثنين باين من أشكالهم إنهم في الثانوي..جالسين عند بابها..و معهم كتبهم..لكن اللي صدمه..إن الباب كان مفتوح و شكلهم يكلمون أحد داخل البيت..نزل من سيارته و وقف عندهم..و هم يطالعونه بإستغراب..
سيف بعصبيه: أنتم ليه جالسين هنا؟

وقفوا لكنهم ما ردوا..بس نجود سمعت صوت سيف..و استغربت جيته..
نجود: خلاص نكمل بعدين اللحين روحوا

راحوا العيال..و دخل سيف و شافها واقفه و معها كتاب..
سيف بعصبيه: وش كنتي تسوين؟
نجود: أدرسهم نحو
سيف: تدرسينهم! ليه إن شاءالله؟
نجود: أعطيهم دروس بخمسين ريال
سيف عصب: أنتي ماتهمك سمعتك؟ مو هامك إلا الفلوس و بس! عادي عندك الرايح و الجاي يشوفك موقفه هالعيال و تكلمينهم!
نجود انقهرت منه: يعني وهو عادي الجيران كلهم يعرفون إني متزوجتك مسيار و يشوفونك داخل و طالع عندي..أي سمعه اللي تبيني اهتم فيها..أنا اللي يهمني إني أعرف نفسي و إني ما أغلط لكن كلام الناس ما يهمني
سيف بقهر: وش بعد عندك استعداد تسوينه عشان الفلوس؟؟
نجود فقدت صبرها: اذا كان الثمن أعيش أنا و أمي مرتاحين عندي استعداد أسوي كل شي اللي تتخيله و اللي ما تتخيله..عجبك عجبك..مو عاجبك تقدر ترتاح و تريحني..لأني بصراحه مليت منك و من كذبك..و من شوفتك كل شوي..مليت حتى أمثل اني مستحملتك..حتى الفلوس اللي تعطيها لي الفايده الوحيده اللي آخذها منك..مستغنيه عنك و عنها

سيف انصدم من اللي قالته..و ما قدر يستحمله..طول هالوقت على باله انه يتقرب منها..لكنها كل يوم كانت تكرهه أكثر..حس بالجرح..من أهم انسانه في حياته..اللي مو قادره تتحمل شوفته..
سيف بقهر: زين يا نجود أنا رايح بس طلاق ماراح أطلقك..و أنت اللي بتترجيني عشان أجي هنا..بتتعبين لين ترتاحين مني

طلع منها مو شايف من القهر اللي يحسه..تمنى انه ما جاء و لا شافها..أول مره يفقد أعصابه..أول مره يهدد أحد و يكلمه بهالقسوه..لكن هي ما كانت أي أحد..و اللي قالته جرح احساسه..اللي ما تعرف عنه شي..أو يمكن تعرف و مو مهتمه..

نجود كانت للحين واقفه بمكانها تشوف الباب اللي طلع منه سيف..جرحها كلامه..و انتقاده لتصرفاتها..انصدمت بعصبيته و صراخه..ما تعودت تشوفه الا سيف الطيب..الي يحن عليها بنظراته..و اهتمامه..لكن هذا وجهه الثاني طلع..(بديت يا سيف..بديت تتحكم بحياتي..تبي تخليني مثل بشاير ما تقدر تناقش زوجها بأي شي..لا غلطان يا سيف أنا نجود..و تأكد انك ما تعرف نجود..و لا تعرف وش أقدر اسوي للي يفكر يضرني..ما عشت بهالدنيا وحيده و أنا ما أعرف أدافع عن نفسي)
للحين ما غابت عن نظرها..ملامحه الثايره..و صوته..و تهديده..لكنها ما كانت خايفه منه..قد ما كانت مقهوره عليه..كيف تغير بلحظه..وهو اللي وعدها ما يتغير..و دائما يوقف معها..هزت راسها بقوه..(وش فيك يا نجود؟ انجنيتي؟! أنت أصلا ما صدقتيه..كيف اللحين تنصدمين باللي سواه..هذا اللي كنتي متوقعه منه و هذا هو ما طول لين طلع على حقيقته)



في سيارة طلال/

كان يتمشى وهو سرحان في حالته..له أربع أيام خاطبها..يحس انهن شهور..متأكد انها اللحين تكرهه زياده..لكن ما كان قدامه غير هالحل..ما كان يقدر يخليها تروح لأحد ثاني..(وش بيصير فينا يا لينا؟ الى متى بنتحمل؟ و هالجروح بيجيها يوم و تطيب..أو جروحنا عطيبه طول العمر..كيف أساعدك؟ كيف أقدر ما أجرحك زياده؟ كيف أحاول اهون عليك اللي أنتي فيه؟)
كانت هالأسئله طول الأيام اللي راحت تدور في باله..كان كعادته يفكر فيها و ينسى نفسه..مع إنه متأكد إنه بيشوف موته بعيونه إذا شاف نظرتها الكارهه له..كيف تكون كل حياته..و يكون هو صورة الموت عندها..حس انه بيختنق من كثر التفكير..يبي أحد يتكلم معه..عشان يطلع من اللي هو فيه..دق على عمر..وهو يفكر يمكن يسمع منه شي عن لينا..ضحك على نفسه..(ما فيه فايده يا لينا أبي أبعد عنك لكن ما أشوف نفسي الا راجع لك..صار عندي هوس فيك)
دق على عمر أكثر من مره لكنه ما رد..كلمه في المصنع..و قالوا له انه ما داوم اليوم..و دق عليه في البيت..لكنه أول ما سمع صوتها..حس ان قلبه ينقبض..و تمنى لو انه ما دق..
لينا: نعم...نعم
طلال يغير صوته: السلام عليكم
لينا: و عليكم السلام و الرحمه
طلال: عمر موجود؟
لينا: ايه..لحظه أخوي

طلال خاف ان عمر يكلمه عندها..و تعرفه..
طلال: لحظه أختي..بس قولي له يرد على جواله..مع السلامه

سكرت لينا و هي مستغربه..(وش فيه هذا خايف يكلم في التليفون!)
نزل عمر..
لينا: عمر ليه ما ترد على جوالك؟
عمر: يووه من صحيت و أنا حاطه على الصامت نسيته

طلعه عمر من جيبه..و صار يشوف الأرقام اللي دقت عليه..
لينا: عمر قبل تطلع أبيك بموضوع
عمر يجلس: آمري
لينا تبتسم: ما يآمر عليك عدو..كنت أبي..أكلمك عن مساهير
عمر يتأفف: وش فيها هاذي بعد؟
لينا: عمر اتركها في حالها
عمر بقهر: و تشوفيني كل يوم طاق باب بيتها مهاوشها
لينا: أنت تدري وش أقصد..أنا سمعت آخر مره وش قلت لها في التليفون..و الله أنت ظالمها يا عمر
عمر بإستحقار: ظالمها! و الله انك طيبه يا لينا و ما تعرفين هاللي تدافعين عنها زين..هي تعرف تأخذ حقها و زياده..بس أنتي عشانك تحبينها ما تشوفين عيوبها
لينا: أنت ما تبي تسمع عنها و مو راضي تقتنع برجعتها..لكن تذكر انها بنت خالتي أم راشد اللي تعتبرك مثل ولدها و راشد يعتبرك أخوه الكبير..يكفي انه اذا احتاج ولي أمر في مدرسته طلبك أنت..هم مالهم أحد في الرياض غيرنا..خواتها كل وحده في ديره و عمرها ما فكرت تنتقل عند وحده منهم لأنها متأكده اننا دائما بنوقف معها و تقدر تعتمد علينا بأي وقت..انسى اللي سوته مساهير..كان خالتي نست و فرحت برجعة بنتها هالشي ما يفرحك..اعتبرها أخت رابعه لك..مساهير محتاجه لك مثلنا كلنا..حنا من لنا غيرك يا عمر..كنا زمان مثل العائله الوحد و أتمنى نرجع مثل ما كنا..مابي كل ما أناديها أو أبيها تروح معي لمكان تقول..لا أخوك مو طايقني..هي من يوم رجعت ما همها الا تفكر فيني قبل نفسها و أنا حتى الجرح مو قادره أرده عنها
عمر يلعب بالتلفون: و الله انك مصدقتها يا لينا..مساهير ماراح تطول لين ترجع للي عاشت معهم
لينا بإصرار: لا ماراح ترجع..و الدليل انها أجلت دراستها عشاني..تبي الترم الثاني نكمل مع بعض

انصدم عمر من اللي قالته لينا..كان يبي يصدقها..لكن المسج اللي قراه..يقول انها تنتظر رجعة ولد عمها..و أكيد ناويه تروح معه..ما عرف هي وش تبي بالضبط..بس يا ويلها لو كانت تتسلى في لينا لين تروح..ما حب يكمل هالنقاش مع لينا..لانه ما يبي يضايقها..وهو مستحيل يصدق الكلام اللي تقوله عن مساهير..بس عشانها..و عشان خالته أم راشد..بيحاول يتجاهلها..شاف رقم طلال في التليفون..
عمر بإستغراب: طلال ليه داق على البيت؟!
لينا انصدمت: طلال!
عمر: ايه..بأروح أدق عليه يمكن يبي شي ضروري

راح عمر و لينا راحت تشوف الكاشف..كل الأرقام تعرفها..الرقم الغريب..كان اللي دق عليها قبل شوي..(كان طلال! يدري اني ما أبي اسمع صوته عشان كذا مغيره..)
حست انها كارهه صوته..و كارهه التليفون اللي كلمته فيه..حست بالألم..و القهر..كيف هو من بين هالناس يأخذ مكان يوسف..كيف جته الجرأه يخطبها..مع انها عرفت انه صعب عليها تتحمله..لكنها كانت ناويه تخليه يكره الساعه اللي فكر فيها يخطبها..بتخليه يحس بغلطته اللي خسرتها أغلى انسان في حياتها..


 

في بيت أم فارس/

دخل سيف البيت وهو معصب..قابلته أسيل نازله من الدرج..
أسيل بقلق: سيف! وش فيك؟
سيف من غير نفس: زهقان يا أسيل و مالي خلق أكلم أحد بأروح أنام

تركها و راح و هي تطالعه بإستغراب..أول مره تشوفه معصب كذا..قبل كم ساعه كان مرجعهم من بيت أم العنود..يسولف و يضحك..(كان رايق وش قلب حاله كذا فجأه! أروح اكلمه؟...لا خليه يرتاح احسن و بعدين اتطمن عليه)

دخل سيف غرفته..و رمى نفسه على السرير..وهو يعيد كلامها للمره الألف..(مو طايقتني! كل هالوقت جابره روحها تتحملني عشان الفلوس اللي اعطيها بس! مادري وش سويت في نفسي؟ كيف اسمح لوحده مثلها تهيني و تضحك علي لهالحد؟ هذا قلبك اللي طعته يا سيف..و لا اهتميت تسأل هي مين؟ أو تعرف كيف عاشت حياتها اللي قبل لحالها بدون أي مسئوليه عليها..ليت هالقلب ينساك يا نجود..ليته ما شافك و لا عرفك)



*بعد أسبوعين*

في كلية الحاسب ا لآلي/

كانت جوري جالسه مع البنات..
ساره: بنات بكره الخميس عازمه لما و خلود وش رايكم تجون؟
أفنان: أنا مسافره اليوم عند عمتي
ساره: و أنت شذى؟
شذى: مادري أقول لأمي و اشوف
ساره: و أنت جوري؟
جوري: مادري ان كانت أمي حصه ترضى أو لا
ساره: أنا ادق عليها و اطلبها
جوري: لا خلاص أنا اقول لها ان شاءالله توافق

ساره و لما كانوا بنات جيران..و أهلهم قريبين لبعض من سنين..هالشي خلى لما تتعلق في مازن و تحبه..لكن هالحب و الاهتمام كان من طرف واحد..لان مازن ما كان يهتم أو ينتبه لهالاشياء..



في بيت أم فارس/

كان سيف في غرفته..من أسبوعين وهو يفكر في نجود..و كلامها..يتذكر كل شي معها..لحظات كان يحسها تتكلم معاه عادي..بعفويتها..لكن لحظات كان يحس إنها تغيرت وصارت تكلمه بتحفظ..حس إنها مو صادقه معه..بينهم حاجز..يمكن لأنها للحين ما عرفته..و لا هي مصدقه إنه مهتم فيها..أو هي تمثل عليه و بس..(أنا الغلطان..المفروض كلمتها بشكل واضح.....و أنا ليه أدور لها أعذار؟..عشان أروح لها؟..لا هي تعدت حدها..و بأشوف وش ناويه تسوي)
طلع من غرفته..بيطلع و ينساها..أو يحاول ينساها..نزل تحت و شاف أسيل في الصاله..
سيف يبتسم: هلا آسي ليه لحالك؟
أسيل: زين ما بغينا نشوفك رايق!
سيف: لهالدرجه كنت معصب!
أسيل: مو بالحيل بس أنا ما تعودت عليك كذا
سيف: زين هذاي رجعت سيف اللي تعرفينه..وين أمي؟
أسيل: مادري صحيت ما لقيتها في البيت
سيف: أنا طالع تبين شي؟
أسيل: لا سلامتك

طلعت غرفتها..تدور فيها بملل..لين زهقت و رجعت تنام..



في بيت نجود/

كانت بشاير و أمها عندهم..طلعت نجود و بشاير في الحوش يتمشون..
بشاير: ما أتصل سيف؟
نجود: لا
بشاير: خالتي ما سألت عنه؟
نجود: إلا بس قلت لها مسافر
بشاير: وش ناويه تسوين؟
نجود: و مين قال لك إني ناويه أسوي شي!
بشاير: نجود كلميه أحسن قبل يعاند أكثر صدقيني يا نجود لو ركب راسه أنت اللي بتخسرين
نجود بعناد: مالي دخل فيه خليه يسوي اللي يبي
بشاير: يعني ماراح تكلمينه؟..نجود ترى أنتي غلطانه بعد
نجود تشهق: انا!!
بشاير: ايه..يعني وش تبينه يقول وهو يشوفك مجلسه هالاثنين و تكلمينهم من ورى الباب
نجود: ما همني اللي يقوله و اللي يفكر فيه أنا أصلا ما صدقت ارتاح منه
بشاير: أنت ليه مو طايقته؟ مع انه طيب و ما شفتي منه الا كل خير!
نجود تتنهد: ما ارتاح له احس معه أصير وحده ثانيه..أقول ماراح أعامله زين لكنه اذا جاء ألقى نفسي اتكلم معه عادي..اذا شفته يجيني احساس اني...أبي ارمي عليه كل شي مضايقني و ارتاح!
بشاير: نجود أنتي تحبينه؟
نجود تصرخ: طبعا لاااا
بشاير: أجل وش تفسرين اللي قلتيه؟
نجود: يا حبيبتي هذا واحد راعي بنات يعني متعود يلف راس البنات بكلامه مو أنا اللي بتأثر بكلامه

سكتت نجود و هي تفكر بكلام بشاير..(أحبه هذا اللي ناقص! يروح لغلاه تحبه و يريحني من وجهه)
و بذكر وجهه..انرسمت قدامه ملامحه الحلوه..و ابتسامته اللي ما تفارقه..و خاصه نظراته و المشاعر الغريبه اللي فيها..حست بحزن و ضيقه ما تدري وش سببها..لكنها قالت انها أكيد بسبب وضعها المعلق..


 


في بيت أم العنود/

كانت ياسمين في دوامها..و أم العنود رايحه عند وحده من جاراتها..أما جوري فكانت جالسه في الصاله تنتظرها..طرى على بالها فارس..لكنها هزت راسها بقوه..تبعده عن تفكيرها..علت صوت التلفزيون و حاولت تتابع المسلسل اللي فيه عشان ما تفكر..
بعد دقايق ادخلت عليها أم العنود..
أم العنود: السلام عليكم
جوري: و عليكم السلام و الرحمه
أم العنود تجلس: وش تسوين يمه؟
جوري: أشوف التلفزيون
أم العنود تتنهد: الله يهديها ياسمين هي و هالشغل اللي مو مخليها ترتاح و لا مخلينا نشوفها
جوري: الله يعينها
أم العنود: هالبنت متعبتني من صغرها عنيده و راسها يابس غصب بتسوي كل شي بنفسها
جوري: يمه سويت كريم كراميل أجيب لك
أم العنود: إيه يمه تسلمين
جوري تقوم: الله يسلمك

راحت جوري تجيبه..كانت كل يوم أول ما تروح ياسمين للمستشفى ما تلقى شي تسويه..و تدخل المطبخ تتفنن لهم بالحلو..عشان إذا رجعت ياسمين يسهرون عليه..رجعت لأم العنود..و عطتها الحلو..
أم العنود تذوق: و الله ماشاءالله عليك صايره فنانه
جوري: هني و عافيه....يمه
أم العنود: نعم
جوري: صديقتي ساره عازمتني بكره أنا و البنات..معليش اروح؟
أم العنود: روحي يمه انبسطي..أم عمر تمدح في أمها بالحيل
جوري بفرح: مشكوره يمه

و دقت على ساره قالت لها إنها بتجي..و عرفت إن شذى بعد جايه..



*من بكره*

في بيت أم مازن/

وصلت جوري من نص ساعه و شافت البنات كلهم جايات..كانوا جالسين..سوالف و ضحك..و هديل جالسه معهم عشان جوري بس..
لما: هديل غريبه ما رحتي عند منار مو دائما تلعبون في بيتها؟
هديل: لا يوم عرفت ان جوري فيه جلست
خلود تضحك: من متى الصحبه؟
جوري: أنا و هديل صديقات من زمان..صح؟
هديل: ايه
شذى: وينه أخوك مازن مو في البيت؟
لما بتهور: و أنتي وش دخلك؟!
شذى بإستغراب:بسم الله اكلتيني هو اخوك والا أخوها
لما ترقع: لا بس اقول عيب عليك تسألين عنه
ساره: ريحوا نفسكم مو في البيت
خلود: اجل خلينا نطلع نتمشى في الحديقه
ساره: يله

قبل يطلعون..دق جوال ساره..
ساره: هلا مازن...الحمدلله...ايه..لحظه أقول لها
هديل مازن بيروح عند خالي تبينه يمرك تروحين تلعبين مع بناته
هديل: لا بأجلس عند جوري
جوري: حبيبتي روحي انبسطي هناك مع صديقاتك
هديل: لا مابي..ابي اجلس معك
ساره: و الله مفتونه فيك
جوري: خلاص خليها أنا بألعب معها
ساره رجعت تكلم مازن: مارضت
مازن: سمعتها..على راحتها أنا بس قلت يمكن تكون زهقانه لحالها..مع السلامه
ساره: مع السلامه

طلعوا البنات يتمشون و يسولفون..و جوري شوي معهم و شوي تلعب مع هديل..



*بعد أيام-يوم العيد*

في بيت أم عمر/

صحى عمر على غير العاده الصبح بدري..مع انه نام متأخر..لكنه نام جوعان عشان كذا ما قدر يكمل نومته..طلع من غرفته و شاف الجو هادي..راح لغرفة لينا..حط يده على الباب بيطق..لكنه فجأه انفتح..و وقفت قدامه..بملامح جريئه..و ابتسامه طفوليه..و شعرها بقصته الملخبطه..خلى ملامحها بقمة الطيش..و نظرة عيونها...نظرة عيونها..خلته يعرفها..انتبهت لنفسها و كانت بتسكر الباب..لكنه حط رجله يرد الباب لا تسكره..كان توه صاحي و مو مستوعب اللي يسويه..رفعت راسها تطالعه بإستغراب..و شافته يتأملها بعيون مغطيها النوم..حست ان قلبها بيوقف من نظرته..و راحت بسرعه ورى الباب..و دفته بكل قوتها لحد ما سكرته..و هي تسمع صرخته يوم دفت الباب على رجله..غمضت عيونها..و حطت يديها على قلبها اللي كان يدق بكل قوه..كان قريب منها..نظرته لها..اللي شافته بعيونه..كل هذا خلاها ترتجف..

عمر كان للحين واقف مكانه مبلم..(هاذي هي؟ مساهير..معقوله هي؟)
حس انه صحصح و طار كل النوم اللي كان مالي عيونه..غمض عيونه بقوه يتذكر ملامحها..خاف ينساها..لكنها كانت مطبوعه في خياله..مشى وهو مو عارف رايح وين..لكنه جلس على الدرج يفكر باللي شافها..(معقوله تغيرت لهالدرجه؟ هي كانت حلوه بس ما تخيلتها اذا كبرت بتكون بهالجمال و النعومه..حركاتها كلها خبال..خلتني مره ثانيه انسى ان ورى هالحركات بنت)
طلعت حلا على الدرج..و استغربت ان عمر صاحي هالوقت..و استغربت أكثر من جلسته بهالشكل..ضحكت..(شكله يمشي وهو نايم)
حلا توقف عنده: عيدك مبارك عموور
عمر يفز: هاه
حلا: بسم الله عليك وش فيك شايف كابوس يوم العيد؟ والله توقيت!!
عمر بشرود: وين لينا؟

حلا تذكرت فجأه مساهير..و خافت انها تطلع من الغرفه..أكيد ما تدري ان عمر صحى..و هم من اليوم آخذين راحتهم في البيت..
حلا تطلع الدرج: آآ في المطبخ انزل لها...ايه صح ترى مساهير عندنا في غرفة لينا لا تطلع فوق

راحت حلا..و عمر للحين جالس..(يعني هي! اللي شفتها هي مساهير!!)
حس في نفسه و اللي يفكر فيه..و نزل لتحت..وهو يحاول ينساها و لا كأنه شافها..دخل على لينا المطبخ..و تفاجأت يوم شافته..
لينا: عمر! غريب وش صحاك بدري؟
عمر: صباح الخير
لينا: صباح النور
عمر بإستهزاء هالمره مصطنع: مساهير ليش عندكم؟
لينا: كيف عرفت؟
عمر: حلا قالت لي
لينا: بيروحون اليوم عند خالتهم بيجلسون أسبوع عندها فقلنا نسهر مع بعض
عمر: أنا جوعان خليهم يحضرون لي الفطور
لينا: ان شاءالله

طلع وهو يحاول ينسى اللي شافها..لكن ملامحها ما رضت تروح من قدامه..لكن طاري ولد عمها..اللي تحبه..كان كفيل بأنه ينسى اللي شافه..و يرجع لقهره عليها..و اللحين أكثر من أول..


 

في بيت أم فارس/

صحت أسيل..و بدت تفكر..من أسبوع و نفسيتها زفت..و ما أحد يقدر يكلمها..بعد ما عرفت ان مرة عمها و أختها أم سامي رايحين لبيت أبوهم في الخرج..بيقضون أسبوع من رمضان و أيام العيد هناك..صرخت و دعت على سهى لين قالت بس..كانت مقهوره لدرجة انها كانت بتقول لسيف يطلب من فيصل ما يروح معهم..بس رغد هاوشتها و وعدتها..تكلمها كل يوم تقول لها الاخبار..بس أسيل ما كانت تصدق اللي تقوله رغد..و تحس انها تخبي عنها عشان ما تضايقها..(عساك اليوم ما تتحركين من فراشك يا سهى..يا فرحتك و أنتي معيده مع فيصل..و الله بأموت قهر)
دخل عليها إياد..
إياد يركض لها: أثوله أنا جيت

أسيل فرحت يوم شافته..و نطت من سريرها..و ضمته بقوه..
أسيل: يا روح أثوله..متى جايين؟
إياد: ماما قالت لبابا لاذم لاذم نروح الفجر

فرحت أسيل..و راحت تلبس بسرعه و نزلت معه..



في بيت أم العنود/

صحت ياسمين متأخر..شافت جوالها..و مسجات العيد اللي جايتها..وشافت مسج من رقم غريب..و من أبيات الغزل اللي فيه..و رقمه المميز..تأكدت إنه منه..(أكيد هو..يا الله من زمان ما جاء أنا قلت ارتحت منه..زين إن هالأشكال تستحي على وجهها في رمضان و ما تسوي هالمعاصي....و أنا وش دراني يمكن مشغول أو مسافر مو كله احترام لهالشهر..لأنه باين عليه إنه إنسان ضايع..يا رب تشغله في نفسه و تبعده عني..لأني خلاص واصله حدي منه..و مابي اشوفه مره ثانيه)

في الصاله_كانت أم العنود و جوري من الفجر صاحيات..و يجهزون كل شي..لأنه كالعاده..كلهم يجون يتغدون عندها..و العصر يروحون لمزرعة أبوفارس..
أم العنود: خلاص يا بنتي من الصبح و أنت تشتغلين..روحي جهزي نفسك اللحين بيمرون علينا الحريم يسلمون و صحي هاللي نايمه لهالوقت
جوري: إن شاء الله يمه

كانت بتروح فوق..لكنها سمعت التليفون يدق..
أم العنود: شوفي مين يا بنتي قبل تروحين

ردت جوري..
جوري: مرحبا
ناصر: صباح الخير
جوري تبتسم: هلا صباح النور..كل عام و أنت بخير خالي
ناصر: و أنتي بخير يا جوري..وش أخباركم؟
جوري: الحمدلله بخير
ناصر: أمي حصه عندك؟
جوري: إيه..هاذي هي بتكلمك

عطت جوري سماعة التليفون لأم العنود..و طلعت فوق تصحي ياسمين و تلبس..لكنها في نص الدرج..جلست..و امتلأ وجهها حزن..كانت تحس بحنين لأمها كل ما سمعت صوته..و تحس إنه حتى هو يحس في نفس هالشي..خطر في بالها شي..(غريب هالشعور و الوضع اللي أنا فيه! إني بعد كل هالسنين أشوف اللي حبته أمي و هي بعمري..و أعيش مع الناس اللي كانت بينهم..كأني اللحين جالسه أكمل حياة أمي..ياترى لي حق آخذ اللي انحرمتي منه يمه؟ وش بيكون مصيري؟ معقول نفس مصيرك إني أترك اللي أحبه..و أتركهم..و أروح بعيد عنهم مع أحد ما أحبه! لاااا كيف تحملتي كل هذا يمه؟.....يا رب أكون عوضتها لو عن شي بسيط من اللي تركته)
نزلت ياسمين..و استغربت من جلسة جوري بهالشكل..و ملامحها الحزينه..
ياسمين: جوري وش فيك؟

جوري طالعت ياسمين و هي تفكر..إن ياسمين ما عمرها تكلمت عن أمها و أبوها..هم توفوا و هي بالمتوسطه..يعني عاشت معهم و تذكرهم..معقوله ما تفقدهم..
ياسمين تجلس جنبها: جوري وش فيك خوفتيني؟
جوري: ما فيني شي..بس سرحت شوي..كنت جايه أصحيك أمي حصه تقول نلبس و ننزل قبل يجيها أحد
ياسمين: زين بأسوي لي نسكافيه و اطلع البس..تبين؟
جوري: لا قبل ساعه افطرت أنا و أمي حصه

بعد ساعات-وصلوا أم عمر و أم فارس..و بدت جوري تحس بأجواء العيد..كان الكل فرحان..و فرحتهم انتقلت لجوري..بس كان فيه احساس بالحزن ما رضى يفارقها..
حلا: أسيل كلمتي رغد؟
أسيل: ايه تهاوشت معها و سكرت في وجهها
جوري: حرام عليك!
أسيل: قهرتني كل ما سألها وش صار تقول لي ما صار شي مو ناقص إلا تقول سهى ما تحركت من فراشها
ياسمين تضحك: شكلك تتمنين هالشي
أسيل: و الله هاذي الدعاء عليها حلال
جتهم أسماء: تدرون بنروح المزرعه بعد المغرب
أسيل: والله حلو
أسماء: إيه بس مو لحالنا أبوي عازم ناس يعرفهم
لينا: مين؟
أسماء: أصدقاء له من الشغل
لينا: تعرفونهم؟
أسماء: لا أبوي عزمهم عشان نتعرف عليهم

راحت ياسمين و لينا..و أسماء استغلت الفرصه..
أسماء: حلا لينا وش أخبارها؟
حلا بإستغراب: الحمدلله ما تشوفينها قدامك! ليه تسألين؟
أسماء: أنا اقصد خطبتها لطلال؟
حلا: تصدقين أحيانا انسى إنها مخطوبه ما أحد يتذكر هالخطبه إلا أمي
أسماء: يعني نست قهرها على طلال؟
حلا: ما أحد تجرأ يسألها هالسؤال..حتى عمر
أسيل: بس طلال طيب وهو عارف حالتها و أكثر واحد بيقدر شعورها
حلا: أنا أقول كذا بعد..أول ما وافقت لينا على حمد بس عشان أمي كنت خايفه عليها بالحيل لكن يوم خطبها طلال ارتحت
جوري: الله يوفقها و الله لينا تستاهل كل خير
أسماء: بقى تنخطب ياسمين عشان نلتفت لكم أنتم و نزوجكم و نرتاح منكم
أسيل تحلم: آه متى؟ حتى خطيب ياسمين اللي خططنا عليه طار
أسماء: خطيبها! مين؟
أسيل تورطت: هاه!
حلا تعترف: بصراحه كنا ناوين نخطب ياسمين لنادر
أسماء: حلو لايقين على بعض
أسيل: إيه بس ما مداه تخطيطنا يكمل نادر قال يبي يخطب وحده من بنات خاله
أسماء: أنتم قلتوا له؟
أسيل: لا ما مدى رغد تقوله إلا سبقها و قال لها عن بنات خاله

جتهم ياسمين..و سكتوا..
ياسمين: يله الغداء يا بنات

راحوا معها البنات..
أسيل بهمس: جوري لا تدري ياسمين عن خطتنا ترى والله تذبحنا
جوري تضحك: و لا يهمك ماراح أقول شي

 

في المزرعه=بعد المغرب/

طلعت جوري من الغرفه بعد ما لبست..كانوا البنات يتجهزون معها..لكنهم سبقوها من نص ساعه..لأنها للحين ما خلصت..هاذي الحجه اللي قالتها لهم..لكنها في الحقيقه..كانت خايفه تطلع للناس..أبو فارس عزم اثنين من أصدقائه مع أهلهم..صح ما كانوا كثار..بس ولو..هاذي أول مره تقابل ناس ما تعرفهم..شافت نفسها بالمرايا..تنورتها البيج اللي كان فيها شك ناعم بالوردي..مع بلوزه وردي ناعمه و راقيه..مكياجها كان مثل ما تحبه بسيط..و شعرها رفعته بتسريحه ناعمه سوتها لها أسيل..الكل انهبل عليها..بس هي ما كان عندها الثقه بنفسها..خاصه قدام ناس من مستوى راقي..خافت يكونون مثل أم راكان و بناتها..اللي كانوا كل ما يطالعونها تحس إن نظرتهم تبين إن مكانها بينهم غلط..ما كانت تعرف تتعامل مع هالنوعيه من الناس..و لا ترد عليهم مثل ما تسوي أسيل و حلا..
وقفت عند الدرج بتنزل لكن خطواتها وقفت..و هي تسمع أصوات كثيره..شافت حلا طالعه لها..
حلا: زين ما بغيتي تخلصين..و الله على بالي نمتي
جوري: هذاي خلصت..بس مستحيه
حلا تضحك: من إيش! مادري يوم زواجك وش بتسوين؟
جوري: شكلهم كثيرين
حلا تسحبها: جوري لا تطلعين فيني شيب بهالعيد

نزلت معها و سلمت على الموجودين..و جلست..كانت قليل ما تتكلم..تقريبا ترد على اللي يسألها بس..ما كان السبب منهم بالعكس الجلسه كانت حلوه..بس هي ما تأخذ على الناس بسرعه..الوحيده اللي ارتاحت لها مها..مع إن جوري أول ما شافتها قالت أكيد مغروره..كان جمالها ملفت للنظر..زياده على كذا أناقتها و ثقافتها..و ثقتها بنفسها..مع كل هذا كانت طيبه و مرحه..
مها: جوري ما سمعنا صوتك
جوري استحت: أناا...بصراحه استحي من التجمعات الكثيره
مها تبتسم بتفهم: خلاص خلينا نطلع نتمشى نفسي اتفرج على المزرعه

طلعت معها جوري يتمشون..
مها: في أي سنه يا جوري؟
جوري: أولى
مها: أي قسم؟
جوري: حاسب آلي..و أنتي؟
مها: أنا آخر سنه فنون جميله

جوري..(ماشاء الله عليها كل هالجمال و الشخصيه و بعد فنانه..سبحان الله احس مو ناقصها شي..غريب للحين ما تزوجت بس طبعا مو أي واحد يسوى تاخذه)
مها: وين سرحتي؟
جوري: معليش ما نتبهت وش كنتي تقولين؟
مها: كنت اسأل عن ياسمين مو مخطوبه؟
جوري: لا..و أنتي؟
مها: لا للحين ما تقدم أحد يناسبني

كملوا سوالفهم و هم يتمشون..مروا من عند الباب اللي يودي لقسم الرجال..
جوري: وصلنا لقسم الرجال خلينا نرجع
مها: يله

لكنهم ما مشوا خطوتين إلا و الباب ينفتح..
وقف فارس مصدوم قدامهم..ما كان بينهم إلا مسافه قصيره..لكنه بسرعه انتبه لنفسه و رجع و سكر الباب..جوري كانت للحين مو مستوعبه إنها شافته..وهو شافها..و أكيد شاف اللي معها..اللي معها..أول ما فكرت بهالشي لفت تشوفها..كانت منحرجه مثلها..و الخجل زادها جمال..و فكرت مصدومه..(أكيد فارس شافها..يمكن قارنها فيني..أو يمكن ما انتبهي لي من الأساس..كيف يشوف وحده مثل مها و يلتفت على اللي جنبها)
حست بقهر..و كرهت نفسها إنها قامت من محلها..
مها: يا الله على الإحراج! خلينا نروح بسرعه

مشوا و جوري ما نطقت و لا كلمه..من بعيد شافوا أسماء رايحه عند الباب..شكله كان ينتظرها..
مها: جوري وش فيك؟
جوري: لا و لا شي بس آسفه أنا الغلطانه قربنا من قسم الرجال
مها: و لا يهمك إنسي اللي صار

جوري..(ليته هو ينسى اللي صار..بس مين اللي بيشوفك و ينساك يا مها)
مها: تعرفين مين اللي شافنا؟
جوري بقهر: لا

كذبت عليها ما تدري ليه..بس ما كانت تبيها تعرفه..(وش الفايده دامه شافنا..و أسماء بعد شافتنا....معقوله يقول لها اللي صار؟ لااا إن قال لها بتعرفنا و أكيد بتقول له مين اللي شافها.....ما مداني اسأل نفسي مين اللي يستاهل يأخذك يا مها..و ليتني ما عرفت)
انتبهت لمها اللي كانت تكلمها..
مها: هذا مو فارس؟
جوري انصدمت: وش عرفك بفارس؟
مها: مره و أنا راجعه للبيت شفته من بعيد طالع من بيتنا مع أخوي رائد
جوري: مادري
مها: شكله هو..معقول ما عمرك شفتيه
جوري: لا ما قد شفته(و ليتني ما شفته كان ارتحت من القهر اللي احس فيه)

رجعوا للبنات..و جوري تركت مها عندهم و راحت للمطبخ..تبي تشرب ماء..يمكن يبرد قهرها..(اليوم ما كأنه عيد..فرحتي فيه ناقصه..أوله فقدت أمي و تأثرت بحزن ناصر..و اللحين أشوف اللي ياما خفت منه يصير..معقول فارس يروح مني..وهو يعني معقول يكون لي بعد ما أنا بنفسي تركته..تعبت من دينك يا فارس اللي علقته فيني)
أسيل: جوري وش فيك؟
جوري تفز: أسيل! ما فيني شي
أسيل: و هالدموع اللي على خدك ليه؟

جوري مسحت دموعها اللي ما حست بنزولهن..
جوري: احس إني فاقده أمي فاقدتها بالحيل
أسيل بحنان: الله يرحمها
جوري تتذكر: أسيل ممكن اسألك و تجاوبيني بصراحه
أسيل: اسألي
جوري: خالك ناصر تغير من يوم جيت عندكم
أسيل: وش تقصدين؟
جوري: احس إنه كل ما يكلمني يتأثر و يحزن..صرت أتمنى لو إنه ما شافني....
أسيل تقاطعها: جوري وش هالكلام بالعكس خالي ناصر و كل أهلي فرحوا بالحيل يوم شافوك حسوا إنه باقي لهم من أمك شي يتذكرونها فيه
جوري: أتمنى هالشي
أسيل: صدقيني هاذي الحقيقه و لا تضايقين نفسك و لا ترى كلنا تضايقنا...جوري تعالي معي
جوري: وين؟
أسيل: بأوريك مصيبة غيرك يمكن تهون عليك مصيبتك

راحت معها جوري و هي مستغربه وش هالمصيبه..جلست أسيل بمكان بعيد عنهم..
جوري: وش بتسوين؟
أسيل تتنهد: بأدق على رغد للمره الألف اشوف أخبارهم عساها تقولي الصدق
جوري: و ليه بتكذب عليك؟
أسيل: ما تبيني أزعل
جوري: يمكن صدق ما صار شي
أسيل: سهى هناك في بيت واحد مع فيصل و لا تسوي شي ما أصدق...أووف كل ما أفكر بهالشي احس إني بأنفجر

كلمت أسيل رغد و بدت تحقيقها..بصراخ و قهر..و جوري تطالعها..(مصيبتي مثل مصيبتك أو أكبر)

جاء العشاء لكن جوري ما قدرت تأكل..كانت تحس بغصه..و ضيق..
قامت و راحت تلعب مع شوق..عشان ما تضطر تجلس مع مها..كانت شوفتها تقهرها..و أكثر من كذا إعجاب الكل فيها..
ارتاحت يوم شافت الكل راح و ما بقى غيرهم في المزرعه..راحوا البنات يبدلون ملابسهم بشي خفيف..و جلسوا كلهم يتمشون عند النخل و يسولفون..
ياسمين: و الله بايعين عمرنا نتمشى بهالظلام هنا أخاف يطلع لنا شي
حلا: عادي يصير اكشن
أسيل: مانبي أكشن نبي رومانسيات
حلا تتريق: يعني تبينا نطلعلك فيصل من بين هالنخل
أسيل تتنهد: ياليت
ياسمين: ما صدقنا تنسى السالفه ذكرتيها
أسيل: ايه ما تنلامون ما جربتوا الحب

ابتسمت لينا بحزن..طرى على بالها يوسف..حبها القديم..اللي لايمكن تنساه..لاحظت أسيل ان لينا سرحانه..و حست انها اخطت باللي قالته..طالعت بحلا..و أشرت لها على لينا..تبيها تصرف الموضوع..
حلا: يا سلام نفسي بآيسكريم
ياسمين: و أنا بعد
لينا: كلموا أحد من العيال يجيب لكم
أسيل: أنا بأكلم سيف عشان ياخذنا معه
لينا: نروح معه!
حلا: ايه والله وناسه نعيد ذكريات أيام الطفوله يوم كان جدي أبوناصر ياخذنا كل عيد للبقاله

كانوا يسولفون عن ذكرياتهم و يضحكون..لكن جوري ما كانت يمهم..كانت تحس بتعب و صداع..انتبهت إنها ما تغدت اليوم زين و لا قدرت تتعشى..حست بخمول و كسل..انتبهت لأسيل اللي كانت تكلم بجوالها..و راجعه لهم فرحانه..
أسيل: وافق سيف يله نروح
جوري: أنا ما أقدر اروح
حلا: مو على كيفك كلنا بنروح
جوري: والله راسي مصدع و مو قادره اركب السياره
لينا: صح وجهك شاحب..خلاص أنا بأجلس معك
جوري: لا كلكم روحوا أنا بآخذ حبه و ارتاح لحد ما ترجعون

راحوا البنات و بقت جوري..كانت بتريح لين يرجعون..لكن شوق زعلت و انقهرت يوم عرفت إنهم راحوا و لا أخذوها..عشان كذا جلست تلعب معها..حتى ما تزعل..

 

دخل فارس قسم الحريم..كان يمشي و فكره شارد..فجأه..ضرب فيه أحد بقوه..بعدت عنه بسرعه خلت خطوتها تتعثر..كانت بتطيح..لكنه مسكها..رفعت عيونها بنظرات خايفه..و مرتبكه..ارتجفت أول ما شافته..و عرفت إنه فارس..جت في بالها..مها..و طالعته بقهر حبسته في داخلها طول اليوم..و سحبت يدينها منه بقوه..و راحت تركض لداخل الفيلا..
فارس كان واقف يطالعها..مصدوم من موقفها..و نظرتها..ما فاتته نظرة القهر اللي شافته فيها..ما كانت أبدا تشبه نظرات الخجل اللي تعود عليها..(وش فيها؟ ليه هالنظره؟ بعدين مو سيف يقول أخذ كل البنات هي ليش ما راحت)
دق على أسيل..
أسيل: هلا
فارس: أهلين أسيل..كنت باسألك كل البنات راحوا؟
أسيل: ليه؟
فارس: كنت بأروح عند خالاتي و قلت اتأكد إن ما فيه أحد من البنات
أسيل: لا لا تدخل قبل تعطيهم خبر ترى جوري فيه ما راحت معنا..يله مع السلامه فارس وصلنا السوبرماركت

سكرت قبل يسألها ليه جوري ما راحت معهم..كان بيرجع لكنه غير رأيه يوم شاف شوق..
فارس يناديها: شوق
شوق جت عنده: نعم
فارس: بأدخل فيه أحد؟
شوق: لا الحريم جالسين في البلكونه روح عندهم و أنا بأقول لجوري ما تطلع
فارس: و جوري ليه ما راحت مع البنات؟
شوق: مادري وش فيها تقول راسها يوجعها..بس أنا شفتها يوم راحوا البنات تصيح..أول مره تكون جوري كذا طفشانه و مالها خلق
فارس بقلق: لهالدرجه تعبانه!

تذكر ملامحها قبل دقايق..كانت عيونها ذابله..ذكرته بملامحها أول مره شافها في بيت عمها..
راح عند أمه و خالاته..
فارس بضيق: مساء الخير
الكل: مساء النور
فارس: شفت البنات راحوا قلت ادخل اسولف معكم شوي

في المطبخ_كانت جوري جالسه و مغمضه عيونها..تتذكر الموقف اللي صار لها قبل شوي..(كنت راضيه بالقليل معك يا فارس..أشوفك من وقت للثاني..اسمع أخبار عنك..ما طلبت أكثر من كذا..ليه حتى هالقليل بانحرم منه..معقول توافق تخطبها؟ يارب تكون مشغول و ما تفكر في الزواج اللحين)
شوق: جوري
جوري تفز: نعم
شوق: وش أخبارك اللحين؟ احسن؟
جوري تبتسم: ايه حبيبتي احسن
شوق: أنا بأروح عند عمر بألعب معه كوره..بس أنتي لا تطلعين ترى فارس جالس عند الحريم

تركز كل انتباها على آخر جمله..و أول ما راحت شوق..طلعت من المطبخ..و راحت وقفت عند باب المدخل..تسمعهم..
أم العنود: و أنت بس أول ما نجيب لك سالفة الزواج تحججت بهالشغل اللي ما يخلص..يا ولدي أنت كبرت و اللي مثلك معهم عيال
أم فارس: بعدين وش هالشغل اللي تتحجج فيه..شركتك الخاصه هذاك الحمدلله بديت فيها و بعدين البنت و منصب أبوها بيساعدونك
فارس: أنتم تتكلمون عن بنت أبو رائد؟
أم عمر: إيه البنت ما شاءالله عليها كامله و الكامل وجه الله يا فارس حرام عليك ريح قلب أمك

فارس حس إنه تورط..دخل يبي يتطمن عليها..لكنهم فتحوا له سالفه ما توقعها..كان يدور له عذر يقوله لهم..لكنه سمع صرخة أسماء..
أم فارس تقوم بسرعه: بسم الله وش فيها؟

قاموا كلهم معها..و دخلوا الفيلا..لكن فارس شافهم اجتمعوا كلهم عند الباب..و سمع اسم جوري يتكرر ..عصب عليهم وهو مايدري وش السالفه..قرب عند الباب..
فارس بعصبيه: وش فيكم؟
أسماء تطلع له: جوري لقيتها طايحه على الأرض مغمى عليها
فارس بخوف: وش فيها؟
أسماء: مادري يمكن داخت
فارس بقهر: خلينا نوديها المستشفى بسرعه
أسماء: ما رضت تقول ما فيها شي
فارس بعصبيه: و أنتي تشاورينها..بأروح أقرب السياره لمدخل الحريم ألقاكم هناك

راح فارس بسرعه..بعد ما أعطى أوامره..و أسماء دخلت و شافتهم شالوها للصاله..و هي راسها على حضن أم العنود اللي جالسه تقرأ عليها..و هي تصيح..
أسماء: فارس راح يجيب السياره بنوديها المستشفى
جوري بتعب: لا مابي ما فيني شي
أسماء تجلس عندها: حبيبتي جوري أنت تعبانه لا تخوفين أمي حصه عليك..بعدين فارس أمر و راح مين يقدر يقول له لا..والله بغى يأكلني

اضطرت جوري توافق بعد ما أصروا عليها كلهم..و كان وجهها الشاحب ما يساعدها تنكر تعبها..لكن هي تعبها الكبير كان في قلبها..خافت و هي تسمع إنه بيروح منها..و ما تخيلت كيف اللحين بتروح معه..حست لو تشوفه بتترجاه ما يتركها..
أخذتها أسماء و سندتها لحد ما وصلوا لسيارة فارس..و أول ما شافته جوري..بدت ترتجف..
أسماء بإستغراب: جوري بسم الله عليك وش فيك؟
جاء لهم فارس: وش فيها؟
أسماء: مادري من طلعنا بدت ترتجف
فارس يطالعها بحنان و إهتمام: ركبيها السياره بسرعه يمكن الهواء بارد

ركبت جوري و عيونها على فارس..لكنها فزت يوم التفت لهم..
فارس: اركبي معها ورى
جوري بصوت رايح: لا ماله داعي

فارس رد يطالعها بحنان..وهو لأول مره يسمع صوتها التعبان..ركبت أسماء جنبه..وهو للحين ملتفت على جوري..اللي كانت تحس إنها بتموت من الحياء..وهو يطالع فيها..
أسماء: يله فارس

 

فارس انتبه لنفسه..و انحرج من أسماء..و تعدل بجلسته..لكن إحساسه كان كله معها..
فارس: وش فيها تعبانه؟
أسماء: يمكن داخت لأنها مو آكله شي
فارس بعصبيه: و ليه ما أكلت؟ كانت تعبانه؟
أسماء: والله مادري وش فيها من وصلوا الناس و هي مكتئبه...يا خوفي أحد ناضلها عاد هي اليوم طالعه قمر

حست جوري بالإحراج من كلام أسماء..و قدام مين..قدام فارس..كانوا يتكلمون عنها و كأنها مو موجوده..كانت مركزه عيونها على فارس..تفكر كيف صارت متعلقه بهالإنسان لهالدرجه..و ما حست في نفسها..إلا وهي نايمه..

صحت جوري على صوت أسماء..اللي كانت فاتحه لها الباب و واقفه جنبها..لمحت وراها فارس..و نظرة الاهتمام للحين بعيونه..تمنت تستمر هالنظره لها طول العمر..نزلت جوري و هي تحس إن الأرض تدور فيها..لكنها كانت متمسكه في أسماء..

بعد ساعه-كانت تحس تقريبا في نفسها..لكنها ما بدت تستوعب الا اللحين..شافت نفسها نايمه على السرير..و المغذي بيدها..التفتت لأسماء اللي كانت جالسه جنبها..
جوري: أسماء
أسماء: حمدلله على السلامه أخيرا صحيتي
جوري بإستغراب: أنا نمت؟!
أسماء: لك ساعه و نص
جوري تشهق: ما حسيت بنفسي
أسماء: أهم شي انك ارتحتي اللحين
جوري: الحمدلله..أسماء خلاص أبي اطلع
أسماء: انتظري المغذي بقى له نص ساعه
جوري: لا أنا اللحين صرت احسن
أسماء: انتظري اقول لفارس أخاف ما يرضى

طلعت أسماء..و جوري اتفاجأت..(فارس برا..كل هالوقت جالس ينتظرني! مهتم فيني يا فارس..و الا أحد بعد موصيك علي؟..يارب ما يوافق عليها..يارب يكون مشغول و مو فاضي للزواج..ليته ما يعرف انها اللي شافها معي)
دخلت أسماء: ما رضى مالك الا تكملين هالمغذي..جوري أنتي وش فيك اليوم مو على طبيعتك؟
جوري: يمكن عشان صحيت بدري و أنا أمس ما نمت زين

بعد نص ساعه-طلعت جوري و شافت فارس..اللي طالعها و ابتسم..حست انها بتطيح من طولها..و هي تشوفه يبتسم لها..
فارس: حمدالله على السلامه
جوري بإحراج: الله يسلمك

مشت معهم..و هي حاطه يدها على قلبها..اللي كان بيطلع من صدرها من قوة دقه..كان صوت فارس بس يقلبها فوق تحت..كيف اللحين تمشي جنبه..ما بينه و بينها غير أسماء..
ركبوا السياره..و جوري تحس بإحساس غريب..كانت مقهوره على خطبته..و بتموت من الخوف انه يوافق..بنفس الوقت فرحانه و هي تشوفه قدامها كل هالوقت و تسمع صوته..
دق جوال فارس..
فارس: مرحبا
ياسمين: هلا فارس أنا ياسمين
فارس: أهلين ياسمين..بغيتي شي؟
ياسمين: ايه أبي اكلم جوري ندق على أسماء طلع جوالها هنا
فارس: لحظه

فارس مد الجوال لجوري..
فارس: ياسمين تبي تكلمك

جوري كانت تتمنى تقول بعدين..أو تطلب من أسماء ترد عنها..لدرجة فكرت تسوي نفسها نايمه..كانت منحرجه تكلم قدام فارس..لكنها ما قدرت..و بيدين مرتجفه أخذت جواله..
جوري: هلا
ياسمين: اهلين جوري..وش أخبارك؟ خوفتينا عليك!
جوري: الحمدلله بخير
ياسمين: أمي حصه قلقانه عليك
جوري: لا طمنيها ما فيني شي
ياسمين: أكيد ما قالوا فيك شي

جوري تذكرت انها ما تدري وش فيها..و لا اهتمت تسأل..كان كل اللي يهمها بهالروحه..انها شافت فارس..
جوري: لا تطمني
ياسمين: زين أجل اروح اطمنهم..ما تشوفين شر
جوري: الشر ما يجيك



سكرت و مدت الجوال له..و أخذه منها..فجأه تذكرت مها..و ضاقت بها الدنيا..التفتت على الشباك..تطالع الطريق بحزن..(معقول اخسرك؟ و يكون نصيبي من الفرح..و الحب..مثل نصيب أمي الله يرحمها؟ كنت لي..كنت لي..و أنا فرطت فيك بغباء..أول قرار اتخذته بحياتي..و بأندم عليه باقي حياتي..لا توافق يا فارس الله يخليك لا توافق..ماراح اتحمل)
و انتهى يوم عيدها بحزن..مثل ما بدأ..

انتظروووني في...(النزف الرابع عشر)
 

@،،النـزف الرابــع عشــر،،@






*بعد أسبوع::يوم الخميس*

في بيت أبوفارس=في غرفة أسيل/

كانت جالسه تقرأ روايه قد أخذتها من رغد في الكليه من قبل الاجازه..بعد ماشافتها تصيح وهي تقراها..كانت بتشوف وش اللي يصيح فيها..وبعد ماخلصت الروايه اللي من الظهر تقرى فيها وعلى المغرب ياله انتهت..رمتها على السرير بقهر..(لااااا ليه البطل ماراح مع البطله آخر شي،،بعد كل اللي مروا فيه يتركها! مالت عليك يارغد أنت وروايتك نكدتي علي)
دخلت عليها أمها وشافتها سرحانه و مبرطمه..
أم فارس: أسيل وش فيك؟
أسيل تفز: بسم الله! يمه من وين طلعتي؟
أم فارس: اللي آخذ عقلك
أسيل: والله قمة القهر يمه من الظهر وأنا أقرأ بهالروايه وآخرتها يتركون بعض!
أم فارس: أعدتك رغد بهالروايات
أسيل: لااا هاذي آخر مره أقرأ روايه والله ارتفع ضغطي وجاني السكر
أم فارس: اتركي عنك الخبال و روحي سلمي على عمك يبيك في المجلس
أسيل بفرح: عمي هنا؟
أم فارس: إيه

راحت أمها و أسيل بدلت ملابسها ونزلت بسرعه..كانت تحب عمها بالحيل وتحب تجلس معه..كيف إذا صار بعد أبوفيصل..دخلت المجلس وسلمت عليه وبعد ما سولفوا شوي..
أبونادر: اسمعي يابنتي أنت تعرفين وش كثر أحبك والله يشهد إنك بغلاة رغد و رنا عندي
أسيل: الله يخليك لنا يا عمي
أبونادر: عشان كذا أنا بأخذ رأيك في موضوع وأبيك تقولين رأيك بصراحه وتتأكدين إنك لو وافقت أو رفضت معزتك ماراح تتغير أبدا وأنا اصريت إني أكلمك بنفسي عشان ما أحد يضغط عليك

أسيل حست إن قلبها بدأ يدق بكل قوته..و وجهها صار أحمر..ما هي مصدقه.. معقوله عمها يتكلم عن خطبتها..أو عن شي ثاني و هي تتوهم..(آه ياعمي جاي تشاورني بفيصل!ما تدري إني طول عمري اتمنى هاللحظه)
أسيل بصوت مرتعش: آمر يا عمي
أبونادر: ما يأمر عليك عدو..أنت بنتي ياأسيل وأنا بنفسي اليوم جاي اخطبك لولدي من أبوك ماأبيك لأحد ثاني
أبوفارس: مثل ماقلت ياخوي كلهم عيالك واللي تبيه يصير
أبونادر: بس أنا أبي اسمع رأي أسيل بعد
أسيل بإحراج: مالي رأي بعد رأيك أنت وأبوي
أبونادر: رأيك المهم عندي
أسيل: ....
أبوفارس: خلاص ياأبونادر لاتحرج البنت أنا عارف إنها موافقه..هي من سنين وهي مخطوبه لولد عمها
أسيل تقوم: عن إذنكم

طلعت عنهم تركض وهي مو مصدقه نفسها حست إنها بحلم حلو ماتبي تصحى منه..شافت أمها اللي ضمتها بقوه..
أم فارس: مبروك يابنتي
أسيل بفرحه: الله يبارك فيك يمه
أم فارس: يعني وافقتي خلاص؟ كان طلبتي مهله تفكرين
أسيل: وش أفكر فيه يمه؟ كلكم مثلي عارفين من زمان إنه بيخطبني وعارفين بعد إني موافقه فليش التفكير!
أم فارس تضحك عليها: الله يوفقك
أسيل تبوس أمها بقوه: و يخليك لي يا أحلى أم بالدنيا

وراحت لغرفتها وهي طايره من فرحتها..و فتحت درجها السري وطلعت العلبه السماويه اللي فيها كل شي يخص فيصل من صور أو ذكريات..طلعت صورته وسرحت فيه..(و أخيرا يا فيصل بيكتمل هالحب اللي كل يوم يكبر في قلبي...بس غريبه ليه رغد ما قالت لي؟ معقوله ماتعرف؟ أو يمكن خلتها مفاجأه لي! أعرف حركاتها مو بعيد تكون متفقه مع حلا علي..لازم أدق عليها و أسألها عن التفاصيل..كيف خطبوني كذا فجأه!!)
سكرت علبتها وشالتها معها وجلست على سريرها..اليوم بتسهر مع ذكرياتها و ترتبها..دائما كانت تشتاق للحظه اللي بتفرج فيصل عليهم..و تتخيل ملامحه المتفاجأه وهو يشوفهن..لأنها كانت تجمع هالذكريات من سنين طويله..و فيه أشياء ماراح يتخيل انها للحين محتفضه فيهن..ودقت على رغد والإبتسامه ماليه وجهها...

 


في بيت أبونادر/

في غرفة رغد-شافت رقم أسيل وعيونها مليانه دموع...
نادر يطالعها: أسيل صح؟
رغد: ايه
نادر: ردي عليها
رغد: ما أقدر،،ما أقدر أكلمها و هي بهالموقف،،ما أدري وش أقول لها؟

نادر عصب منها وأخذ جوالها..اللي مارضى يسكت..و قبل تستوعب رغد اللي سواه..رد..
نادر: مرحبا

أسيل استغربت..كانت متوقعه تسمع صوت رغد..وعرفت إن اللي رد نادر لأنها تتذكر صوته من ذيك المره..كان فيه نبره مميزه لايمكن تنساها..لكن وش خلاه يرد على جوال رغد..
أسيل: آآ نادر؟
نادر: ايه
أسيل: أهلين وش أخبارك؟

نادر استغرب إنها عرفته..واستغرب أكثر من هدؤها..معقوله للحين ماتدري..بس أبوه من ساعتين راح لهم و قال إنه بيكلمها..
نادر: هلا أسيل
أسيل: وين رغد؟

نادر يطالع رغد اللي تصيح وتأشر له إنها ماتبي تكلم..ومادرى وش يقول لها..لأنه باين إن ماعندها فكره عن اللي صار..يمكن أبوه للحين ماكلمها..
نادر: رغد طالعه و ناسيه جوالها،،أسيل أبوي ما جاء لكم؟
أسيل تضحك: إلا عندنا و دامك تعرف ليه ما قلت لي مبروك!
نادر مستغرب منها: على ايش؟!

أسيل استحت وما عرفت كيف جتها الجرأه تكلم نادر اللي عمرها ماكلمته..وكيف بتقوله عن خطبتها..لكنها من الفرحه ماكانت تعرف وش تسوي..كانت تبي كل الدنيا تفرح معها..
أسيل بخجل: فيصل خطبني
نادر انصدم: وشووو!!!
أسيل استغربت: فيصل خطبني اليوم
نادر: فيصل جاء مع أبوي؟
أسيل: لا..بس عمي اللي جاء وخطبني
نادر ماقدر يستوعب: أبوي قال انه بيخطبك لفيصل؟!

رغد كانت تسمع نادر وهي منصدمه مثله..و مو عارفه وش يصير..
أسيل: أكيد لفيصل أنت ماتعرف إننا لبعض من زمان!

نادر عصب على أبوه اللي شكله ما وضح لأسيل شي..و عصب عليها أكثر..من متى هم يتكلمون مع بعض عشان اللحين تكلمه عن خطبتها..ليه هو بالذات يصير بهالموقف..ليه هو اللي يقول لها..
نادر: أنتي اللي مو عارفه شي يا أسيل،،أبوي خطبك لي أنا مو لفيصل

أسيل حست إن قلبها بيوقف..ماستوعبت..أو ارفضت انها تستوعب..هزت رأسها بقوه تبي تمحي اللي سمعته..أو اللي تتخيل إنها سمعته..لأن هالشي مستحيل يصير ولا في كوابيسها..
أسيل بصوت مرتجف: أنت وش تقول؟! الكل يعرف إني مخطوبه لــ...

قطعت كلامها وهي تتذكر إن عمها ما ذكر اسم فيصل أبدا..كان يقول ولدي ولا حدد أي ولد فيهم..هي اللي تخيلت إنه فيصل..كانت متأكده إنه فيصل..بدت تستوعب اللي هي فيه وتحس بمصيبتها..
نادر كمل كلامها: الكل يعرف إنك مخطوبه لولد عمك بس أهلنا ما حددوا مين؟

حست أسيل إنها بدت تفقد أعصابها اللي كانت مشلوله من هالخبر..لكن كل عرق فيها ثار..خاصه يوم تخيلت وش بيكون حال فيصل اللحين وأبوه خطب حبيبته لأخوه..
أسيل تصارخ: وأنت كيف تخطبني؟ أنت أكيد تعرف إني أنا و فيصل نحب بعض! كيف يهون عليك اخوك تسوي فيه كذا؟! أنا ما أبيك تفهم ماااااأبيك
نادر عصب: ولا أنا أبيك بس هالحبيب اللي مو هاين عليك أنتي هنت عليه وخطب غيرك! وعشان كلمة أبوي من سنين لعمي انجبرت اخطبك! ولو رفضتي هالخطبه بتقدمين لي معروف

سكر نادر ورمى الجوال على رغد..اللي كانت مذهوله من اللي سمعته..بس ماقدرت تسوي شي..و قبل يطلع نادر..
رغد تلحقه: نادر أسيل ما كانت تعرف؟
نادر: لا
رغد: حرام عليك وليه تقولها لها بهالطريقه!
نادر يعصب: حرام هي!! وأنا مو حرام؟ أنا وش ذنبي بكل هذا! فيصل يغير رأيه و يتركها وعشان كلمة أبوي هذا أنا خاطب وحده قلبها وتفكيرها مع أخوي،،ما أحد قالها تبني أحلامها مع واحد مايستاهل

وطلع عنها..ورغد انكسر قلبها عليه و على أسيل اللي ما تقدر تتخيل حالتها اللحين..(كله منك يا فيصل،،كيف نسيت حبك لأسيل؟ كيف ما همتك؟ كيف ترخص كلمة أبوي؟ كل هذا عشان سهى ! من متى كنت تحبها؟ طول عمرك ما تشوف غير أسيل وش غيرك؟)
و تذكرت يوم أمس..الصدمه اللي بانت على الكل لحظة ماأعلن فيصل إنه يبي يخطب سهى ..أبوها عصب عليه وقال له إنه لازم يأخذ بنت عمه..بس هو كان مصر على سهى ..واللي ساعده إن أمه وقفت معه..لأن المهم عندها سعادة ولدها مع أيا كان..كيف إذا كان يبي بنت أختها..صح هي تحب أسيل بس أكيد تحب سهى أكثر..و دام فيصل يبيها ما خلت أحد يمنعه.. وهي اللي جابت هالإقتراح إن نادر يخطب أسيل لأنه الكبير..ولأن أبوه ماحدد أحد من عياله..وبكذا فيصل يأخذ اللي يبيها..وأبوه مايخلف وعده مع أخوه.. ماتدري رغد من وين جابت أمها هالإقتراح..ولا تدري ليه نادر وافق..بس من متى نادر يرفض طلب لأبوه أو يزعله..كان يحبه و يحترمه كثير..بس هي كانت خايفه من ردة فعل أسيل إذا عرفت..تمنت تسأل فيصل وش غيره..بس ماكانت تبي تكلمه خافت تفقد أعصابها لأنها ما تتحمل أحد يسوي كذا في أسيل..و الظاهر إنه مو مهتم فيها أبدا..صح فيصل كان مغرور و يحب نفسه..لكنها ما قد تخيلت إن أنانيته توصل لهالدرجه..

أما أسيل فكانت جالسه في مكانها من سكر من عندها نادر..جامده في مكانها..ولا دمعه نزلت من عينها..كانت تعيد كلام نادر..وتعيده..وتعيده..يمكن تحس إنه صدق..يمكن تحس إنه صار..جت عينها على الروايه اللي رمتها على السرير..قبل ساعه كانت زعلانه عليها..كانت تصيح على فراقهم..ليه اللحين مو قادره تصيح..ليه للحين ما ماتت..(لااااا أنا ليه اصدقهم؟ وكأني ماأعرف فيصل! هذا فيصل اللي مستحيل يزعلني كيف بيجرحني كذا؟ كيف بيخونني؟ أكيد فيه سبب،،أكيد فيه غلط)

ومسكت جوالها ودقت على رغد..اللي ماقدرت إلا أنها ترد..ماتقدر تتخلى عن أسيل في هاللحظه..لكنها خافت من مواجهة أسيل وهي منهاره..
رغد: أهلين أسيل
أسيل بترجي: رغد قولي إن اللي قاله نادر كذب،،قولي إن فيصل مجبور على هالشي،، أمك غصبته صح،،أكيد هذا السبب،،أنا اعرف فيصل يحبني مستحيل ينسى كل اللي بيننا،،وش اللي صار؟ ردي علي يارغد و ريحيني،،أنا حاسه إني بأنجن
رغد: آآ أسيل وش رأيك أجي عندك و نتكلم أحسن من التليفون
أسيل تصارخ: لااا أبي اعرف اللحين قولي كل شي
رغد: فيصل بيخطب سهى برضاه و هو بنفسه اللي طلب هالشي و..و..أبوي عصب عليه....

لكن رغد كانت تكلم نفسها لأن أسيل سكرت..بعد ماتأكدت من اللي تبي..مايهمها اللي صار..وكيف صار..أهم شي عرفت إن فيصل نساها..فيصل خان حبها وظلمها..فيصل فضل سهى عليها..فيصل اللي من عرفت الحب حبته..بدت ترتجف و نزلت دموعها..التفتت على العلبه اللي جمعت فيها كذبتها..كذبه عيشها فيها فيصل سنين طويله..(كله كذب! كل اللي عشته كذب! فيصل ماحبني ماحبني مثل ماحبيته،، فيصل كان يتسلى فيني،،ليه تسوي فيني كذا حرام عليك)
فتحت العلبه وهي ترمي كل اللي فيها بقهر،،وصياحها يزيد أكثر..وأكثر..

 

في بيت أم عمر/

كانت لينا في غرفتها..مطفيه الأنوار..و جالسه تقرأ في كتاب شعر..عندها من أغراض يوسف..قرته للمره الألف..لدرجة تحس انها حفظته..و حفظت كل تعليق..أو خط..كتبه يوسف فيه بيده..كانت نعسانه..و فكرت تروح تنام..دخلت كتابها..في درجها الخاص و قفلته..و راحت لشباكها تسكره..لكنها وقفت هناك متجمده..و هي تشوف في الحوش..مين اللي واقف..كان عمر..و معه طلال..اللي كان يتكلم و يضحك..و كأنه ما عنده أي هم في الدنيا..حقدت عليه..و التفتت تشوف المكان اللي كان فيه ملحق يوسف..و اللي اللحين تساوى بالأرض..صار مجرد مساحه عاديه..ما أحد يتذكرها..لكن هي عمرها ما نستها..و ما بتنساها..كيف و قهرها يشتعل في كل لحظه تشوفهم يمشون عليها..يوطون بأقدامهم المكان اللي كان يوسف ينام فيه..و هي عمرها ما قدرت تخطي برجلها فوق هالأرض..رجعت تطالع طلال بقهر..تشوف يمكن يلتفت على المكان اللي ياما جلس هو و يوسف فيه..لكنه كان يضحك و لا هو مهتم..كرهته أكثر في هاللحظه..كرهت ملامحه..و ضحكته..مو بس تلومه على حزنها..لا.. تلومه بعد على فرحته..ما درت ان ورى هالضحكه فيه قلب من سنين ينزف..و جروحه أكبر من انها تتصورها..رفع راسه لشباكها كعادته كل ما جاء..و هي بعدت بسرعه..و راحت تدفن نفسها في سريرها..مو قادره تتخيل كيف بتقدر يجمعها معه مكان واحد..
طلال حس انه لمح طيفها..لكنه كذب نفسه..التفت على المكان اللي كان ساكنه يوسف..يطالعه بحزن..تخيل احساسها و هي تشوفه كل يوم..(آه يا يوسف الله يرحمك..ليتني كنت مكانك كان كلنا ارتحنا..سامحني لو كنت قصرت في لينا..بس أنا بأحاول احميها لآخر عمري)



في بيت أم فارس/

في الصاله-دخل أبوفارس الصاله و شاف أم فارس..
أبوفارس: وينها العروس؟
أم فارس: في غرفتها
أبوفارس بفرح: الله يوفقهم..ماراح تلقى أحسن من نادر
أم فارس تشهق: نادر!!
أبوفارس: بسم الله وش فيك؟
أم فارس: هو مو فيصل اللي خطبها؟
أبوفارس: لا..عمها خطبها لنادر مين جاب طاري فيصل!

سكتت أم فارس منصدمه..و هي خايفه على أسيل..ما درت هي تعرف إن نادر اللي خطبها أو لا..بس هم دائما يتكلمون عن فيصل..و من فرحت أسيل قبل شوي شكت أمها إنها تعرف إن نادر اللي خطبها..
أبوفارس: أم فارس وين رحتي؟
أم فارس: سرحت شوي
أبوفارس: أنا بأدخل المكتب عندي كم ورقه لازم أراجعهن لين وقت العشاء
أم فارس: زين و أنا رايحه أشوف أسيل

طلعت أم فارس و هي يدها على قلبها..تخاف إنها صدق تحسب إن فيصل هو اللي خطبها..و ما عرفت كيف بتقول لها الحقيقه..
طقت باب غرفتها..و ما سمعت أي صوت..فتحت الباب و شافت الغرفه ظلام..ما عدا نور خفيف جاي من الأباجوره اللي جنب السرير..دخلت أمها و وقفت قريب منها..و شافتها نايمه..
أم فارس بقلق: أسيل نايمه يمه
أسيل تطلع راسها من غطاها: إيه يمه
أم فارس: ما تبين عشاء؟
أسيل: لا يمه فيني نوم عشان ما نمت العصر



 

أم فارس رحمتها..ماتبي تقول لها اللحين..بس خافت أسيل تكلم رغد أو حلا و تقول إن فيصل اللي خطبها..
أم فارس بحنان: باسألك يمه شي

أسيل حست بخوف أمها اللي بان في صوتها..و عرفت عن أيش جايه تسأل..جلست على سريرها..و هي مرتاحه إن النور الخافت ماراح يخلي أمها..تلاحظ عيونها الحمراء..
أسيل: نعم يمه
أم فارس بتردد: أنت تعرفين عمك لمين خطبك؟
أسيل تتصنع البرود: إيه يمه لنادر أبوي ما قال لك؟
أم فارس تتنهد بإرتياح: لا بس أنا توقعته فيصل
أسيل تعض شفايفها بقوه: كلهم عيال عمي
أم فارس: يعني أنت موافقه على نادر
أسيل تضحك: أكيد يمه مو توك مباركه لي
أم فارس: الله يوفقك و يسعدك يا بنتي..يله كملي نومتك

طلعت أم فارس و هي مرتاحه بعد ما صدقت كذبة بنتها..و أول ما طلعت و سكرت الباب..دفنت أسيل وجهها في وسادتها و بدت تصيح..و تصيح..و ما فيه بخيالها غير سؤال واحد..يتردد بدون إجابه..ليه فيصل يسوي فيها كذا..حست بالقهر و الإهانه..و هي تشوف نظرات أمها الشفقانه على حالها..كيف بكره بتتحمل نظرات الباقين..و أول ما خطروا في بالها مرام و سهى ..حست إنها تتمنى تموت قبل تشوف الشماته في عيونهم..

دخل سيف البيت و ابتسم أول ما شاف أمه نازله من فوق..
سيف: مساء الخير يا أم فارس
أم فارس: مساء النور..غريب اليوم راجع بدري تتعشى معنا؟
سيف: لا ببأبدل و اطلع..وش أخباركم؟
أم فارس: عمك جاء اليوم و خطب أسيل
سيف يشهق: النذل فيصل و لا قال لي! أشوفه من أمس وهو مختفي و لا.......
أم فارس تقاطعه: مو فيصل اللي خطبها
سيف يطالع أمه بإستفهام: وشو؟!
أم فارس: عمك خطبها لنادر
سيف انصدم: كيف نادر؟ و فيصل اللي يبيها!!
أم فارس: أسيل تقول عادي كلهم عيال عمها
سيف بذهول: أسيل عرفت و تقول عادي!!

طلع لها سيف بسرعه..و أمها بدت تشك بموقف أسيل الهادي من هالخطبه..(حتى سيف متأكد إنه فيصل يعني اللي كنت احسه صح..أسيل تبي فيصل..بس ليه وافقت على نادر؟ عشان أبوها و عمها؟ و فيصل ليه ما قال إنه يبيها؟ الله يستر و يكتب لك اللي فيه الخير يا بنتي)

عند باب غرفة أسيل وقف سيف يتنهد..ما ستوعب اللي سمعه..و لا صدق إن أسيل اللحين مو غارقه فدموعها..و قبل يدخل قرر يدق على فيصل يسأله..(لازم أعرف أول وش صار؟ معقول عمي خطب من كيفه لنادر عشانه الكبير!)
دق على فيصل أكثر من مره لكنه ما رد..خلاه بعدين و دخل يتطمن على أسيل..أول ما دخل و شغل الأنوار..سمع صوتها المتضايق..
أسيل: يمه طفي النور راسي يوجعني

طفى سيف النور و دخل..
سيف: مو ضروري نور عشان أعرف إنك تصيحين

فزت أول ماسمعت صوته..و جلست على السرير..وهو بعد جلس مقابلها على السرير..
سيف: أسيل أكيد فيه سؤ تفاهم أنا مادري ليه فيصل ما قال لهم إنه يبيك! معقول للحين ما يدري؟ المشكله أدق عليه مايرد..يمكن زعلان؟

أسيل كانت تحاول تهدي نفسها ما تثور..لكن كلام سيف و عدم تصديقه باللي صار..ذكرها بغبائها..
أسيل تصيح: فيصل يدري يا سيف...فيصل خطب بنت خالته....و نادر انجبر يخطبني عشان كلمة عمي لأبوي من سنين
سيف ماستوعب: مستحيل!
أسيل: رغد اللي قالت لي إن...إن فيصل...ما يبيني

رجعت تصيح..و سيف انكسر قلبه عليها..و عجز يتصور ليه فيصل يسوي فيها كذا..ضمها يهديها..لكن دموعها زادت..
سيف: لازم أكلمه..ليه سوى كذا؟ من متى طلعت بنت خالته هاذي!
أسيل بقهر: لا يا سيف..لا ترخصني مثل ما سوى هو..وش بتقول له؟ ليه ما أخذت أختي؟ بتقول ليه ما تبيها؟

سكت سيف..وهو يفكر إن معها حق باللي تقوله..
سيف: أسيل ليه وافقت على نادر؟ عشان أبوي و عمي؟
أسيل: إيه
سيف: تبيني أكلم أبوي أقول له إنك ما تبين.....
أسيل بحزن: تبي أبوي يرد عمي بعد اتفاقهم كل هالسنين!
سيف يتنهد: أجل وش تبيني أسوي و أنا اشوفك بهالحال؟
أسيل: مادري يا سيف مو قادره أفكر اللحين
سيف بحنان: خلاص حبيبتي ارتاحي اللحين..و بكره يصير خير

طلع سيف..و أسيل لأول مره في هاليوم تستوعب هالحقيقه..إنها اللحين مخطوبه لنادر..تذكرت كيف قال لها إنه مجبور على هالخطبه..و إنه ينتظر يفتك منها..(احس راسي بينفجر..كيف تنقلب حياتي كذا فجأه..حرام عليك يا فيصل)
و نامت و الأفكار تدور في راسها..و الدموع ساكنه في عيونها..


 

في بيت أم عمر/

كانت حلا في الصاله تشوف التلفزيون..و دق جوالها..
رغد: حلا
حلا: بسم الله وش فيه صوتك؟
رغد: مصيبه يا حلا
حلا: وش فيه؟ خوفتيني؟
رغد: فيصل بيخطب سهى و نادر خطب أسيل
حلا: هاهاها قويه جربي وحده أخف يمكن أصدق
رغد بعصبيه: حلا أنا اتكلم جد
حلا بخوف: من صدقك أنت؟
رغد: إيه أسيل وافقت على بالها أبوي يتكلم عن فيصل..و يوم عرفت قفلت بوجهي..و بعدها أدق عليها مقفله جوالها
حلا: و فيصل ليه يخطب سهى؟
رغد: مادري فجأه أمس قال لنا الخبر و أصر عليها و لا اهتم حتى لزعل أبوي و أبوي عشان كلمته لعمي طلب من نادر يخطبها
حلا: أكيد صار بينهم شي و أنتم عند خوالك
رغد تتذكر: تصدقين صح أيامها كانت سهى طايره من الفرحه
حلا: و اللحين وش بنسوي مع أسيل أكيد حالتها صعبه
رغد: أنا بكره بأروح لها..تجين؟
حلا: أكيد



*من بكره*

في بيت أم عمر=الساعه ثمانيه صباحا/

طلع عمر من البيت..لكنه وقف عند الباب..وهو يشوف مساهير رجعت..شافها تنزل الشنط و الأغراض من السياره..كانت فيه سياره فيها شباب تمشي بشويش..و كأنهم ناوين يوقفون عندها..طلع عمر..و أول ما شافوه مشوا بسرعه..رفعت مساهير راسها..و شافت عمر جاي لها..و بدأ قلبها يدق بقوه..
عمر: ليه واقفه بالشارع تنزلين هالشنط؟ وين راشد؟
مساهير: و أنت وش دخلك؟
عمر: يعني عاجبتك وقفتك هنا قدام اللي رايح و اللي جاي؟
مساهير: لا مو عاجبتني و أنت الصادق وقفتك هنا عندي..ممكن تروح؟
عمر عصب: وين راشد؟ ليه ما ينزل الأغراض هو؟
مساهير انقهرت من صراخه: عمر بعد عني روح للمكان اللي تبي تروح له وش دخلك أنا وش اسوي!

عمر سكر شنطة السياره و سحب المفاتيح..
عمر: اذا بغيت يكون لي دخل بيكون لي دخل
مساهير تصارخ: عمر عطني المفاتيح

أم راشد كانت واقفه في الحوش تنتظر مساهير تدخل الشنط..لكنها تأخرت..و سمعتها تصارخ و خافت عليها..تغطت و طلعت..
أم راشد: عمر!

عمر انتبه لها و أبعد عن مساهير وهو منحرج..
عمر: هلا خالتي وش أخبارك؟
أم راشد: الحمدلله يمه..وش فيكم؟
عمر: الله يهديك يا خالتي كيف مخليتها واقفه في الشارع كذا تنزل الأغراض؟ وينه راشد؟
أم راشد: والله يمه أدري بس راشد تعب علينا في الطريق و ياله قدر يوصلنا و دخل يرتاح..و أنا كنت أبي علاجي في الشنطه
عمر بقلق: وش فيه راشد؟
أم راشد: و الله مادري وش فيه يقول تعبان و دايخ..يمكن تلبك معوي..مادري وش آكل هالولد
عمر بشرهه: زين ليه ما دقيتوا علي أجيبكم
أم راشد: قال انه يقدر يوصل للبيت
عمر: خليه يطلع بأوديه المستشفى عشان نتطمن عليه...و أنتي ادخلي أنا أنزل الأغراض و ادخلهن في الحوش

مساهير طالعته بقهر..كيف يأمرها كذا..و كأن له دخل فيها..طالعت أمها تبيها تقول شي..لكن أمها قهرتها أكثر..
أم راشد: ادخلي يا مساهير صحي راشد و يمكن تلقينه ما نام بعد

طالعت عمر بقهر..وهو طالعها بإنتصار..و راحت بسرعه لداخل..وهو بدأ ينزل الأغراض..وهو يتذكر صوتها..و ترجع ملامحها تنرسم قدامه..يبي ينساها بس ما يقدر..آخر شنطه نزلها عرف انها شنطتها من لونها التفاحي..و من قهره عليها رمى الشنطه بقوه..و كأنه بهالشي ينتقم منها..لكنه انصدم وهو يشوف الشنطه اللي شكلها ما كانت متسكره زين..تنفتح..و تنتثر أغرضها و ملابسها على الأرض..حس بالإحراج لو أحد طلع و شافها كذا منتشره على الأرض..طالع الباب و ارتاح انهم للحين ما طلعوا..و راح يلم ثيابها بسرعه..و يشيل الأغراض اللي طاحت في الأرض..و يسكر شنطتها بسرعه..و يطلع من البيت..وهو يحاول يرجع نفسه اللي راح..شم بيدينه ريحة عطرها اللي انتشرت من ملابسها..وهو يتنهد..(أبي اكرهك يا مساهير..أبي ارجع اكرهك مثل ما صرت من بعد فراقك..ليه هالكره كل يوم يخف من قلبي أكثر..ما أعرف ما أحملك شعور في قلبي..ما أعرف اعاملك كأي وحده..و ان ما كرهتك...أخاف اني...)
هز راسه وهو يرفض الفكره اللي جت في باله..أو من اسبوع و هي في باله..طلع له راشد..و أخذه و راح للمستشفى..
و مساهير وقفت في الحوش تطالع الأغراض اللي دخلها..و تتذكر كيف كانت واقفه تتهاوش معه قبل شوي..و مع انها قهرها..الا انها ابتسمت لا نها تذكرت هوشاتهم و عنادهم يوم كانوا صغار..



 

في بيت أم فارس/

صحت أسيل الصبح..بعد نوم متقطع..و أحلام مزعجه..قامت من سريرها تسحب رجلينها سحب..جلست على كرسي تسريحتها..تشوف نفسها بنظرات شارده..تطالع وجهها الشاحب..و عيونها الحمراء..(مرتاح اللحين يا فيصل؟ كنت حاسه إن سهى تخطط لشي بس ما توقعت هالخطط تنجح لدرجة تآخذك مني..حاسه إني أحلم..و اتمنى أصحى من هالحلم بسرعه)
فكرت في سهى و مرام..كيف بتتحمل تشوفهم مره ثانيه..كيف بتتحمل نظرات الشماته و الإنتصار..و نظرات التساؤل..و الرحمه..بعيون أهلها..(ما راح استحمل هالشي..لازم ألقى حل)
فكرت و فكرت..و هي تحاول تمنع دموعها تنزل من جديد..لازم من اليوم تتعلم كيف تحبسهن..و لا تخلي الناس تشفق عليها زياده..
نزلت أسيل بكل برود..بتحاول إنها ما تفكر..ما تحس..تتناسى هالنار اللي قايده داخلها..رسمت على وجهها إبتسامه..و هي تشوف أبوها و أمها و فارس و سيف..
أسيل: صباح الخير
الكل: صباح النور

أمها و سيف كانوا يطالعونها بشك..و إستغراب من هالهدؤ ..كانت تسولف مع أبوها و فارس و تضحك..عكس حالتها أمس..أمها ارتاحت إنها بخير..لكن سيف كان متأكد إن ورى هالقناع فيه قلب مجروح و يكابر..كان يحس بقهر على فيصل و ما يبي يشوفه..مو متصور لو شافه وش بيقول له..وش بيسوي فيه..استغرب كيف كان قريب منه كل هالسنين و آخرتها يسوي كذا بدون لا يهتم فيهم..
طلعوا العيال مع أبوهم..لأنهم كانوا معزومين على الغداء..و أسيل و أمها جلسوا في الصاله..و تفاجأوا يوم دخلوا عليهم رغد و حلا..سلمت عليهم أسيل و هي عارفه سبب هالزياره..جايات يواسونها..(وش اللي يواسيني بخيانة ست سنين حب)
كانت جالسه تسولف كعادتها ما تغير فيها شي..و رغد و حلا يطالعون بعض بإستغراب..بس ما قدروا يكلمونها بوجود أم فارس..
بعد ربع ساعه قامت عنهم أم فارس..و أول ما طلعت من الصاله..قامت رغد و حلا و جلسوا جنب أسيل..لكنها للحين بهدؤها مع إنهم توقعوا إنها كذا بس قدام أمها..
رغد: أسيل ليش ساكته؟
أسيل: مابي اتكلم
حلا: بس كذا ماراح ترتاحين
أسيل: و إذا تكلمت بأرتاح! إذا صحت بأرتاح! إذا قلت إن فيصل بعد هالسنين باعني بلحظه بأرتاح! إذا قلت وش كثر أكره اللحظه اللي بأشوف فيها سهى و مرام و نظرات الشماته بعيونهم بأرتاح! إذا قلت إني اللحين مخطوبه لواحد ما يبيني و ينتظر أفكه مني و أنا مو قادره بأرتاح! عن أي راحه تتكلمون؟ اسمعوني زين مابي أحد يكلمني فهالموضوع(تصارخ) ولا تطالعوني بهالنظرات الشفقانه..لا تخلوني أكره نفسي أكثر ما أنا كارهتها
رغد: خلاص هدي نفسك يا أسيل ولو كنتي ماتبين تتكلمين على راحتك بس اعرفي إننا دائما جنبك

جلسوا عندها البنات و تغدوا..و هي ما افتحت السالفه مره ثانيه أبدا..و لا سألت عن أي شي..و بعد ساعتين طلعوا رغد و حلا..اللي كانوا جايين في سواق أم عمر..
في السياره-
حلا:انصدمت من حالة أسيل
رغد: و أنا بعد توقعت تصارخ..تسأل..تناقش و تعترض لكنها كانت هاديه و هدؤها ما ريحني
حلا: مو كذا أريح لها
رغد: مو زين انها تكتم في نفسها..ليه ما نتكلم يمكن ترتاح
حلا: مثل ما قالت..يعني لو تكلمت بترتاح؟ كلامنا بس بيزيد قهرها و حنا ماراح نغير أي شي من اللي صار..خليها كذا تحاول تنسى احسن
رغد تتنهد: كيف تنسى؟ و اللي صار ماله حل..حتى لو حاولت تنسى فيصل أنتي ناسيه انها اللحين مخطوبه لنادر..اللي تدري انه مغصوب يخطبها..وهو اخو اللي تحبه..و كانت بنفسها تخطط عشان تزوجه..كل هذا كيف بتنساه و هي فيه
حلا: و الله مادري الله يعينها..يعني ما فيه أمل على الأقل يفسخون هالخطبه؟
رغد: نادر ما ظن يسويها و إلا كان ماوافق من الأساس..و كيف تبين أسيل ترفض من بعد ما وافقت
حلا بقهر: احس اللحين لو اشوف هالسهى فجرت فيها
رغد: و أنا مو قادره اشوف فيصل بعد اللي سواه..للحين مو مستوعبه..كيف أجل أسيل و نادر
حلا: يعني خلاص ما فيه حل؟!
رغد: مادري

وصلتها حلا لبيتها..و راحت..دخلت رغد للبيت..و هي بتدخل غرفتها..شافت نادر يطلع من غرفته..
نادر بتجهم: صباح الخير
رغد: صباح النور
نادر: من وين جايه هالوقت؟
رغد: كنت عند أسيل

مشى عنها خطوتين..لكن شي خلاه يوقف و يسأل..
نادر: ليه كنتي عندها هالوقت؟
رغد ارتبكت: أمس ما كلمتها قلت أروح أشوفها اليوم
نادر بقهر: قصدك تواسينها على بلوتها فيني
رغد: نادر وش هالكلام! هي بعد انفرضت عليك و أنت بنفسك قلت لها هالشي..يعني كلكم مظلومين
نادر: ماراح تفسخ الخطبه؟
أسيل: ما تقدر تقولهم لا..و هم يعرفون إنها راضيه كل هالسنين
نادر: أجل تتحمل أنا ماراح أكسر كلام أبوي قدام عمي

تركها و راح..وهو يحاول قد ما يقدر يكبت القهر اللي داخله..(الكل يعرف كبير و صغير بحبهم لبعض..بعد كل هالسنين آخذها أنا..كيف انقلبت حياتي بلحظه و انهدمت كل أحلامي! ما فيه أمل إلا إن فيصل يرجع لها و لا يخطب بنت خالته..هذا الحل الوحيد)


 

في بيت أم العنود=المغرب/

كانت جوري في غرفتها تفكر..مر أسبوع على العيد..و هي ما سمعت شي عن خطبة فارس..ما تدري إن كان رضا أو رفض..خافت تسأل..و مو طايقه تنتظر..طول هالأسبوع و هي غصب تآكل..غصب تتكلم..غصب تضحك..ما كان لها خلق تسوي أي شي..بس خافت أحد يلاحظ تغيرها..و يسألها عن السبب..ملت و هي جالسه لحالها..و نزلت لأم العنود..و هي بتدخل الصاله..سمعت صوت أم العنود..و كلامها خلى قلبها يوقف..وقفت تتسمع بخوف..
أم العنود: مبروك يا أم فارس

نزلت دموعها بسرعه..كانت بتروح لغرفتها..لكنها وقفت و هي تسمع أم العنود تكمل كلامها..
أم العنود: الله يوفقها و عقبال اخوانها

مسحت جوري دموعها..و وقفت تسمع..
أم العنود: و فارس وش صار عليه؟ اقنعتيه؟

هنا كل أعصاب جوري انشدت..و هي تنتظر اللي بتسمعه..
أم العنود: الله يهديه وش اللي مو وقته! ينتظر لين ما يصير بالأربعين

كملت أم العنود كلامها..لكن جوري ما اهتمت للباقي..حست انها من أسبوع توها تتنفس بشكل طبيعي..بعد ماراح الثقل اللي كان بقلبها كل هالأيام..فرحت و دخلت عند أم العنود..تبي تتأكد من اللي سمعته..(شكل فيصل خطب أسيل..ياعمري تلقينها اللحين طايره من الفرح..بأتأكد من أمي حصه عشان ادق أبارك لها)
دخلت عندها..
جوري: مساء الخير يمه
أم العنود: مساء النور يمه..وينها ياسمين؟
جوري: تكلم عبير
أم العنود: دقي يمه باركي لأسيل خطبها ولد عمها
جوري بفرح بعد ما تأكدت: والله!!
أم العنود: ايه مع انه كبير نادر عليها..بس ما عليه نادر رجل ما يعيبه شي
جوري انصدمت: نادر!!
أم العنود: ايه ولد عمها نادر..ما تعرفينه؟!
جوري: لا يمه فيصل اللي بيخطبها
أم العنود: ايه أنا فكرت بعد انه فيصل..بس شكل عمها يبيها للكبير
جوري للحين ما ستوعبت: و أسيل وافقت؟؟
أم العنود: ايه
جوري: عن اذنك يمه اروح اكلمها

راحت جوري لغرفتها تركض..ما تخيلت اللي سمعته..كيف يخطبونها لنادر..و هي ليه وافقت..كانت بتدق عليها..بس ما عرفت وش تقول..لكنها لازم تدق و تتطمن عليها..هي من أيام حست انها بتفترق عن فارس و كانت بتموت من القهر..و هي ما بينها و بينه أي شي..كيف أسيل تفترق عن فيصل فجأه..بعد كل هالحب..دقت عليها..
أسيل: مرحبا جوري
جوري: أهلين أسيل
أسيل: هلا فيك..وش أخبارك؟
جوري:.......
أسيل: جوري وش فيك ما تردين؟
جوري: مو عارفه وش أقول؟!
أسيل تتنهد: عرفتي بسالفة خطبتي أكيد
جوري: ايه..ليه صار كذا

قالت لها أسيل السالفه..و هي تعود نفسها تقولها..بدون تنزل دموعها..و تخلي الجرح في قلبها ما يطلع..
جوري تدمع عيونها: مادري وش اقولك يا أسيل عارفه ان كل الكلام لا يمكن يواسيك..ما فيه شي بيخفف اللي أنتي تحسين فيه..ما أحد بيقدر شعورك غيرك
أسيل: تدرين يا جوري أنت أول وحده تقول اللي أنا حاسه فيه..و للحين خايفه افكر بعدين وش بيصير فيني
جوري: حتى لو ما انتهى من قلبك بس فيصل خلاص ماراح يفيد التفكير فيه و في اللي سواه..أنتي المفروض تفكرين بالوضع اللي انحطيتي فيه مع نادر
أسيل: المشكله ما بيدي شي اسويه..أنا وافقت قدام عمي..و وافقت من سنين كيف اللحين اقولهم لا؟
جوري: بس مو أنتي قلتي ان نادر يبي يخطب من بنات خالته..ليه ما يقول لأبوه هالشي..يمكن...
أسيل تقاطعها: نادر ماراح يعارض عمي بشي..ما سواها من سنين و ماراح يسويها اللحين
جوري: اتمنى تنحل هالمشكله كيف مادري..بس تأكدي قلبي معك يا أسيل..عارفه ان ما بيدي شي بس لو احتجتي أي شي دقي علي لو بس عشان تتكلمين
أسيل: مشكوره يا جوري
جوري: مع السلامه
أسيل: مع السلامه

سكرت أسيل و هي تحس ان الدنيا كل شوي تسود في عينها أكثر..(مين أصدق بعدك يا فيصل؟ أبي اسألك بس ليه سويت كذا؟ ما كنت تحبني؟ أو من بعدي حبيت سهى...و من متى تحبها..و أنا مثل الغبيه مو حاسه في أي شي.....و نادر هم ثاني مو عارفه وش راح نسوي بحالتنا..نادر بالذات صعب اتخيله زوج لي...لاااا معقول نوصل لين الزواج..مستحيل هالشي يصير..لازم يكون فيه حل)



 

في إستراحة الشباب/

كانوا الشباب مجتمعين كالعاده و معهم بعض أصدقائهم..لكن المره هاذي تأخر الوقت..و لا جاء غير فارس و عمر و طلال اللي كان يعرف سبب تغيب إخوانه..
عمر: وينهم الشباب شكلهم مو ناوين يجون؟
فارس: دقيت عليهم؟
عمر: كسرت جوالاتهم و لا واحد فيهم رد شكلهم مسوين إضراب
فارس: هذا سيف جاء
عمر: بدري! وينك؟
سيف مكشر: هذا أنا قدامك
عمر: بسم الله لا تأكلنا
فارس: وينه فيصل؟
سيف بقهر: مادري

رد سيف من غير نفس..وهو يفكر بفيصل..اللي كان أقرب واحد له..الكل يشوفهم دائما مع بعض..و أخبار كل واحد عند الثاني..لكن فيصل خذله..خانه قبل يخون أسيل..هو الوحيد اللي إأتمنه عليها..عطاه الحق يبين لها حبه..يعلقها فيه..كل هذا لأنه واثق بفيصل..لكن بالأخير فيصل رمى كل هذا وراه..
عمر: بدري أخ فيصل

فيصل استغرب وجود سيف ما توقع يكون موجود لأنه أكيد ما يبي يشوفه..أما سيف فكان منزل راسه في الأرض وهو يحس بالقهر..فيصل كان يسلم على الشباب و وصل عند سيف..رفع سيف راسه يطالعه بقهر..كيف يجي بهالبرود و يوقف قدامه و لا كأنه سوى شي..تذكر أسيل وحالتها..تذكر دموعها..و حزنها..وقف قباله و عطاه بوكس على وجهه بكل قوته خلاه يطيح على الأرض..تركهم و راح و الكل مصدوم من اللي سواه..تجمعوا على فيصل اللي قام عن الأرض وهو يمسح الدم اللي سال من فمه..سألوه وش فيهم..لكنه ما رد و تركهم هو بعد و راح..
عمر انصدم: وش فيهم؟ انجنوا!
فارس بإستغراب: طلال ليه ساكت تعرف شي؟
طلال: لا..بس يمكن متهاوشين



في سيارة فيصل/

كان جالس في سيارته بعد ما طلع من الإستراحه وهو معصب..ما تخيل في يوم يصير هالموقف بينه و بين سيف..كان عاذره على قهره..و متوقع منه أكثر..بس بعد حز في خاطره هوشتهم..(أنا غلطان كان لازم أكلم سيف أول..مو يتفاجأ باللي صار..بس لأني عرفت إنه مستحيل يفهمني أو يعذرني)
تذكر الأيام اللي راحن في بيت خواله..خلته يسمع عن سهى أكثر..يكلمها أكثر..شافها صدفه بالعيد..و صارت له مواقف معها..خلته يعرفها أكثر..و يحبها..عكس أسيل اللي بحياته ما شافها..أو وضحت له حبها..حس إنها متقبلته كأمر تعودت عليه..(اللي يحب يبين عليه..مثل سهى باين حتى من سلامها..من كلامها معي..لكن أسيل تتهرب من أي فرصه تجمعني فيها..و بحياتها ما هتمت فيني)
تذكر عند خواله كيف كانت تهتم فيه..كل شي يطلبه..أو بس يحتاجه بدون يطلبه..يلقاها جابته له..هذا دليل على إهتمامها..على إنها تفكر فيه كل وقت..
شغل سيارته و مالقى مكان يروح له إلا البيت..لأنه كان طفشان و ماله خلق يشوف أحد..
دخل البيت و شاف رنا اللي أول ما شافته كشرت في وجهه..و رجعت تكمل كلامها بالتليفون..طنشها و طلع لغرفته..و قبل يدخل شاف رغد بتطلع من غرفتها..و أول ما شافته وقفت لحظه قبل تصد عنه و تدخل غرفتها..عصب أكثر و دخل غرفته و ضرب الباب بقوه..كان يدور في غرفته بقهر..لكنه ما استحمل..و راح لغرفتها..فتح الباب بقوه خلاها تفز..
فيصل: و بعدين يعني! ماراح تكلموني أبدا؟
رغد اتفاجأت: أكيد لا..أنت اخوي يا فيصل مهما سويت
فيصل: يعني زعلانه مني؟
رغد بقهر: أكيد زعلانه و مقهوره بعد.. فيصل أنت متوقع إن اللي سويته سهل!
فيصل: ما قلت إنه سهل بس....كنت أبيك تقدرين شعوري أنا بعد
رغد: شعورك! هذا اللي قهرني أكثر..من متى عندك شعور اتجاه سهى ؟ و مشاعرك اللي من سنين لأسيل وين راحت؟
فيصل: اللي صار صار يا رغد ما يفيد اللحين اتكلم عن الماضي مع أسيل..لا تنسين انها اللحين خطيبة نادر..يعني لازم تنسى و أنا انسى اللي كان بيننا..وهو أصلا ما فيه شي كثير نتذكره
رغد انصدمت: ماضي!! لحق يكون ماضي..و كل هالسنين نسيتها..كل هالسنين تشوفها ما تسوى تتذكرها!! مو قادره افهمك يا فيصل؟ وش غيرك؟ من متى حبيت سهى ؟
فيصل: هالوقت القصير مع سهى و صلني منها أكثر من اللي وصلني من أسيل كل هالسنين
رغد بسخريه: هذا الحب بنظرك يا فيصل؟ شي لازم تشوفه..و كيف وصلت لك حبها ؟
فيصل: رغد..هاذي بنت خالتك و بتكون خطيبتي ماراح اسمحلك تتكلمين عنها كذا
رغد: خلاص يا فيصل أصلا ما فيه شي نتكلم عنه..و تبي الصراحه أسيل كانت خساره فيك دامك تغيرت بهالسرعه
فيصل: صدقيني بتنسى لانها تعودت علي لا أكثر مو كل هذا حب
رغد: هذا اللي اقنعت فيه نفسك عشان تبرر اللي سويته
فيصل: افهميه مثل ما تبين

تركها و طلع لغرفته..و نادر اللي كان طالع من غرفته و سمع كلامهم..أول ماسمعه طالع رجع لغرفته..وهو يفكر..(ماراح يرجع لها..بعد كلامه أكيد انه يبي بنت خالته..مادري وين الحب اللي اسمع عنه من جيت..شكلها هي اللي كانت تحبه..وهو لا..لو كان يحبها ما نساها بهالسرعه)
احتار ما يدري وش يسوي اللحين..حس انها كاسره خاطره بعد اللي سواه فيها فيصل..لكن ما بيده حل يساعدها فيه..يدري انها ما تبيه..أكيد هو بالذات..لأنه أخو فيصل..بس كيف يقول لأبوه و عمه لا..


 


في بيت أم راكان/

دقت سهى على مرام و الدنيا مو سايعتها من الفرحه..
سهى: باركي لي يا مرام و أخيرا..مو قادره أصدق!
مرام: وش صاير؟
سهى: خطتنا نجحت مو عارفه كيف اشكرك يا مرام
مرام فرحت: أي خطه؟
سهى: خالتي كلمت أمي و قريبا جدا بيجي فيصل يخطبني
مرام تشهق: والله! فيصل ترك أسيل
سهى: إيه بعد كل اللي صار عند خوالي دخلت قلبه يا مرام و ما بقى مكان لها
مرام: قلت لك خليك أقرب له منها خليه يشوفك و يعرفك..شفتي صارت أسيل مجرد ماضي كان متعلق فيه..ألف مبروك
سهى: الله يبارك فيك

سكرت مرام و هي تضحك..تحس بلذة الإنتصار..و تتمنى تشوف حالة أسيل اللحين..طلعت من غرفتها و شافت ريهام شكلها كانت جايه لها..
مرام: وش عندك؟ كأنك جايه بتقولين شي
ريهام: سمعتي الأخبار الغريبه؟
مرام بغرور: قصدك خطبة فيصل؟
ريهام: لا مو فيصل..اللي خطبها نادر
مرام ماستوعبت: أنت عن إيش تتكلمين؟
ريهام: كلنا نعرف إن أسيل مخطوبه لواحد من عيال خالي بس توقعته فيصل باين من كلامهم لكن اللي خطبها نادر
مرام بصدمه شلت تفكيرها: نادر..خطب أسيل..(تصرخ)كيف عرفتي؟
ريهام: أمي كلمت أم فارس و قالت لها و.....

لكن مرام ما سمعتها..دخلت الغرفه و سكرت الباب بكل قوه..و قهر..قفلته عشان ما تدخل وراها ريهام..سمعتها تطق و تتكلم لكنها ما هتمت..كانت مصدومه من اللي سمعته و لا تبي تصدق..(لااااا مستحيل هالشي يصير..أسيل تآخذ نادر مني!!و الله أموتها قبل يجي هاليوم)
راحت تتأكد من الخبر..من أمها بنفسها..و رجعت لغرفتها..بعد ما تأكدت من أمها..إن خبر هالخطبه صحيح..حست انها بتنجن..ما صدقت انها بعد مارتاحت من أسيل..تأخذ منها نادر مره وحده..(لو تموتين يا أسيل..ما تاخذينه)
دقت على سهى..
سهى: هلا بأحلى مرام
مرام بقهر: سهى بأموت من القهر
سهى خافت: مرام خوفتيني وش فيك؟
مرام: نادر خطب أسيل
سهى تشهق: وشو؟؟!!
مرام بحقد: اللي سمعتيه..الظاهر يوم فيصل رفضها خالي خطبها لنادر
سهى انصدمت: لاااا و أسيل كيف وافقت عليه؟! وهو كيف رضى فيها؟ يعني ما يدري انها تحب فيصل!
مرام: مادري يمكن غصبوها
سهى: وش بنسوي؟
مرام: طبعا ما راح اتركها تاخذه
سهى: وش بتسوين؟
مرام: لازم ألقى حل

سكرت سهى من مرام..و الفرحه اللي كانت طايره فيها..تبددت..خافت يتم زواج نادر و أسيل..حست ان مرام يمكن تحاول تخرب بينها و بين فيصل عشان يرجع يأخذ أسيل..(لا مرام هي اللي ساعدتني في هالشي..و ما قالت انها لو كانت مع فيصل احسن..هي ما تبيها قريبه منها أبدا...يارب تلقى حل..و تتفركش هالخطبه و تتزوج نادر عشان ارتاح)




*يوم السبت*

في كلية اللغة الانجليزيه/

قبل تبدأ المحاضره الأولى..وصلت رغد و سلمت على بسمه و طيف..و التفتت على حلا..اللي كانت هي بعد توها واصله..
رغد: ما جت أسيل؟
حلا: ما أظن انها بتجي
بسمه استغربت من تكشيرهم: ليه لا يكون تعبانه؟
رغد: فيصل خطب بنت خالتي
طيف و بسمه: و أسيل؟!!
رغد: خطبها اخوي نادر
طيف: ليه صار كل هذا؟ مو هم يحبون بعض؟

قالت لهم رغد اللي صار..و قالت لحلا اللي قاله فيصل..
طيف: يا عمري يا أسيل
رغد: بس يا بنات لاتفتحون معها السالفه لأنه باين انها مو حابه تتكلم فيها..و ما تبي أحد يشفق عليها أخاف تتضايق زياده
بسمه: الله يعينها..أجل كيف بتتحمل لو قابلت سهى
رغد: والله مو عارفه وش اسوي لا معها و لا مع نادر اللي ساكت و ما تكلم بأي شي


 

في المستشفى=المغرب/

كانت ياسمين طالعه من غرفة الملفات..و شافت ماجد واقف يكلم حنان..تأففت من خاطرها..كانت تظن انه خلاص ماراح يرجع مره ثانيه..و اللي قهرها زياده ابتسامته الواثقه..و كأنه يحس انها المفروض تفرح بشوفته..قررت تسفهه و لا كأنه موجود..و راحت للمراجع اللي شافته جاي عندهم..و كان نفس المراجع اللي يشبه أبوها..حاولت انها ما تطالع فيه كثير..بعد ما تأكدت ان ماله أي صله فيهم..لكنها ما قدرت الا انها تسرق نظرات له بين لحظه و الثانيه..و نست وجود ماجد..اللي كان يراقبها بقهر..و تفاجأت يوم سحب منها الملف و رماه على المراجع..طالعته بقهر..و طالعه المراجع بإستغراب..
المراجع: خير أخوي! فيه شي؟
ماجد: ايه..خذ ملفك و لا أشوفك بهالمستشفى مره ثانيه
المراجع بقهر: و بأي صفه تطلب هالطلب؟
ياسمين بقهر: ممكن تروح للي أنت جاي لها و تتركني اشوف شغلي
ماجد و لا كأنه سمعها: ان كنت ماتبي تتورط بمشاكل أنت مو قدها اطلع اللحين أحسن
المراجع عصب: وين المدير؟
ماجد: حنان..اطلبي خالي أبوفايز و قولي ان فيه مراجع متحرش بموظفه هنا
ياسمين عصبت: أنت وش جالس تقول؟! هو ما سوى شي
ماجد بعناد: حنان تحرش أو لا؟
حنان تجاريه: ايه تحرش و مو أول مره بعد دائما كل ما جاء يضايقنا
ماجد: تشهدين يا فاتن؟

ياسمين كانت تحس ان الدم بدأ يغلي بعروقها..و طالعت فاتن..اللي بنظرات خايفه و معتذره..نزلت راسها..
فاتن: ايه اشهد
ماجد يلتفت للمراجع: هاه للحين تبي المدير..و الا تروح و بلا فضايح؟

أخذ المراجع ملفه بقهر و تركهم..و التفت ماجد لياسمين يطالعها بنظرة انتصار..
ماجد: معليش حلوتي اعرف انه معجبك بس بهالمستشفى يا أنا يا ما فيه أي جو غيري
ياسمين تصارخ عليه: أنت واحد حقير..حقير و تافه و الأفكار القذره اللي تفكر فيها تحسب الكل يفكر مثلها لكن لا إن كنت راضي على نفسك تكون واطي فيه ناس للحين عندها أخلاق و محترمه نفسها

وقف ماجد يطالعها بنظرات عجزت تحدد معناها..لكنها طالعته بإستحقار يأكد له كل كلمه سمعها منها..تركها و راح..فاتن كانت ترتجف من الخوف..ما تخيلت من أول ما شتغلت ان فيه وحده تقدر تقول لماجد هالكلام و بوجهه..أما حنان فراحت ورى ماجد..لكنها رجعت بعد لحظات..
حنان تطالعها بفرح: راح لمكتب المدير

كانت ياسمين للحين واقفه وهي تتنفس بقوه مقهوره منه كانت تتمنى تخنقه بيدينها..قطعت أفكارها فاتن وهي تمسك يدها اللي كانت ترتجف من كثر غيضها..
فاتن: ياسمين ليه سويتي كذا؟ أنت ماتدرين إنه يقرب للمدير أكيد راح يطردك من شغلك!
ياسمين بعصبيه: مايهمني

لكنها تذكرت إنها ماشتغلت هنا إلا عشان تتعود تعتمد على نفسها..كيف تتنازل عن هالشغل بهالسهوله..مو كل يوم بتلقى أحد يجيب لها شغل..(هذا اللي كنت أبي أثبته لنفسي وللناس! هذي هي قوتي واعتمادي على نفسي! أضعف من أول مشكله تواجهني! واحد مايسوى يهد كل اللي أبيه! لاااا لازم أتعود اتحمل وأمسك أعصابي إذا كنت أبي اثبت إني قادره على تحمل مسئوليتي و لا بيكون خوفهم علي بمحله وصادقين إني لازم أكون تحت رعاية أحد أو أضيع؟ وهذا اللي ماأبيه..أنا أقدر اهتم في نفسي بعيد عن الكل وهالشي اللي المفروض أتعود عليه من اليوم)
مشت عن البنات و وصلها صوت فاتن..
فاتن: ياسمين وين رايحه؟ لا تكبرين المشكله!
ياسمين تلتفت عليها: لاتخافين بأحاول أحلها
فاتن: الله يوفقك
راحت ياسمين وفاتن التفتت على حنان بقلق..
فاتن: تتوقعين يطردها؟
حنان: يسويها..ماجد مو متعود أحد يعارضه كيف لما وحده مثل هاذي تهزأه! زين إن اكتفى بطردها بس..أنت ماتعرفين ماجد إذا كره أحد وش يسوي فيه
فاتن بخوف: مسكينه ياسمين
حنان: و أنت ليه مهتمه فيها؟ من متى عرفتيها؟ خليها تتأدب من يوم جت وهي شايفه نفسها ماأدري على ايش وتتصرف كأنها بنت عز يكفي إنها ماكلمتنا عن نفسها أو أهلها! مسويتلي فيها الفتاة الغامضه
فاتن: حرام عليك والله ياسمين محترمه وطيبه
حنان: وهالمحترمه حنا بنظرها مو محترمات وما نستاهل تتكلم معنا ماتشوفينها كيف تطالعنا بإستحقار وكأننا ما نسوى؟
فاتن: معها حق كيف تبينها تحترمنا وهي شايفتنا وش نسوي؟
حنان بقهر: لا والله مو عاجبك اللي نسويه! خليني أذكرك إن هاللي نسويه هو اللي جايبلك هالجوال اللي معك وهو اللي يصرف عليك ولا كان جلستي على راتب هالوظيفه اللي ياله يكفي حاجة أهلك

فاتن تتنهد وتغير الموضوع اللي كل يوم يضايقها أكثر..
فاتن بترجي: حنان أنت تعرفين ماجد دقي عليه قولي له يسامحها
حنان: وأنت على بالك بيسمع مني! ماجد مايسمع غير نفسه وإذا عصب مثله قبل شوي اللي يحب نفسه مايجي يمه يعني من اللحين ترحمي عليها

في ممر مكتب المدير_ وقفت ياسمين في آخر الممر وهي تشوفه جالس عند السكرتير وللحين ما دخل عند المدير..يعني الفرصه مافاتت ويمكن تقدر تصلح اللي سوته..حاولت من مكانها تشوف ملامحه وتعرف لو كان معصب للحين..لكنها ماشافت شي من ملامحه..كان جالس بهدؤ وشموخ ولا هو حاس بشي في الدنيا اللي حوله..كرهته أكثر وحقدت عليه..بعدت عن الممر وتسندت على الجدار مغمضه عيونها تحاول ترتب كلام تقوله بسرعه قبل يدخل للمدير..لكنها كانت تستخسر فيه أي كلمة اعتذار..لأنه آخر واحد يستاهل تتنازل و تكلمه كيف تعتذر منه..بس لازم ماتخسر شغلها..وتحديها لنفسها..تنهدت بقوه وعزمت تروح له والكلام يطلع في وقته..لكنها أول مافتحت عيونها شهقت مفزوعه..كان واقف قريب منها ويطالعها..كانت بتهزأه لكنها مسكت نفسها وتذكرت اللي هي جايه عشانه..بس مع كذا وقفت جامده تطالعه و مو قادره تتكلم..هي اللي ماعمرها ترددت في قراراتها راح منها كل الكلام..طالعها وانرسمت على شفايفه ابتسامة استهزاء..
ماجد بغرور: ليه جايه وراي؟
ياسمين: أناا...
ماجد: خايفه تنطردين صح؟

ياسمين هزت رأسها بمعنى إيه لأنها ماتبي تتكلم حست لو بتفتح فمها بكلمه بتقول كل اللي في خاطرها..وكل اللي يستاهله هالحقير..لكنها ماتبي تخسر تحديها..
ماجد: فعلا أنا ناوي اطردك،، يله سمعيني كيف بتخليني أغير رأيي،،مو هذا اللي تبينه؟

هزت ياسمين رأسها مره ثانيه..و هي ما تتخيل كيف تعتذر لهالإنسان وهو يستاهل كل اللي قالته له.. وهو بيقبل هالإعتذار أو لا..
ماجد تكتف و وقف بكل غرور وغطرسه وهو يطالعها من فوق لتحت..
ماجد: اعتذري
ياسمين بقهر وبدون ماتطالعه بصوت ياله سمعه: آسفه

حست إن قلبها يوجعها من القهر اللي كابتته..ما كانت تبي ترفع عيونها عشان ماتشوف ضحكته وإنتصاره عليها..كانت تخاف تنفجر في وجهه وتخرب كل اللي سوته..لكنها رفعت رأسها له لا إراديا..وانصدمت من نظرته..ماشافت نظرة الاستهزاء ولا الإبتسامه الساخره..كان يطالعها بإستحقار وخيبة أمل..ما صدقت اللي تشوفه..لكنها رجعت تشوف الإستهزاء في نظراته..كانت تحس إن الزمن واقف على هاللحظه اللي ذاقت الذل فيها..وقطعها الدكتور اللي مر من عندهم واللي كان عند المدير..حست بنفسها وبوقفتها اللي مالها داعي مع هالإنسان..كانت بتروح لكنها سمعت السكرتير اللي جاء يسأل ماجد..
السكرتير: المدير خلص إجتماعه ما راح تقابله؟
ماجد: لا بأقابله

راح ماجد مع السكرتير وياسمين واقفه مصدومه..(يعني بس كان يبي يذلني!!وهو ناوي يطردني!أنا الغبيه ليه اعتذرت له؟كيف توقعت إن واحد مثله بيحس في غيره أو يهتم حتى؟ بس أنا ماراح انتظرهم لين يطردوني أنا اللحين بأترك الشغل)
وراحت وهي تحس إن القهر بيذبحها..و بتندم على هالإعتذار العمر كله..حست انها صارت ما تعرف تفكر..و لا تعرف وش تسوي..وصلت عند البنات وأول ماشافتها فاتن ركضت لها..
فاتن: ياسمين طمنيني وش صار؟
مشت ياسمين لدرجها وأخذت شنطتها..
ياسمين: معليش يا فاتن مو قادره أتكلم اللحين

وتركتهم وراحت..
حنان بقهر: والله شايفه حالها هالبنت! تستاهل اللي جاها
فاتن: يعني انطردت؟!
حنان: أكيد ولا وين راحت والدوام للحين ما خلص

ياسمين كانت تطلع جوالها من الشنطه عشان تدق على السواق..لكنها غيرت رأيها..(لا ليه أروح وقهري فيني؟أنا مو خلاص انطردت لازم اسمعه رأيي فيه وأطلع كل اللي كنت كاتمته في نفسي)
وراحت تنتظره تحت عند مصعد المدير الخاص..أكيد بينزل فيه..وقفت بالممر الفخم لحالها تنتظره عشان تنهي أيام شغلها في هالمكان وهي مرتاحه..و بعد عشر دقايق طلع من المصعد..شافته لكنه ماشافها كان معطيها ظهره ويمشي..لكنها لحقته بسرعه..
ياسمين: اسمع

ماجد التفت وتفاجأ يوم شافها..
ياسمين: دامك إنسان ما تحس وما عندك دم و لاتهتم إذا دست على غيرك ليه طلبت مني اعتذر؟ دام هالشي ماراح يرضي غرورك وعقلك المريض! أكيد ارتحت اللحين يوم طردتني من شغلي بس خلني أقول لك إني تاركه الشغل من اللحين ومدام تركته أبي أقولك أنك إنسان تافه و سخيف صدقني أنت مسكين وكل هاللي تسويه من النقص اللي فيك
ماجد ببرود: خلصتي؟
ياسمين تتنفس بصوت مسموع كانت مقهوره منه..و من كل اللي صار لها بسببه..حتى يوم طلعت كل مافي قلبها..كرهت تصرفها..من متى كان أحد ما يسوى يخليها تفقد أعصابها..من متى وهي توقف تتكلم مع واحد ماتعرفه في مكان لحالهم..حست إنها مو عارفه وش تسوي..عشان كذا تركته ومشت بدون ما ترد عليه..لكنها فجأه شافته قدامها وسد عليها الطريق..رفعت رأسها تطالعه بقهر..و شافت قهر مثله في عيونه..
ماجد: اسمعيني مو ماجد اللي يقطع رزق أحد و لو كنت أبي أذلك مثل ماتقولين صدقيني كنت بتتمنين لو طردتك من شغلك ولا سويت اللي أقدر اسويه فيك..أنا مو مهتم بالخرابيط اللي قلتيها وما حركت فيني شعره عشان أرد عليك لأني رأيك فيني ما يهمني وعشان أريحك من هالقهر اللي مسوي فيك كذا أنا كنت أبي المدير في موضوع عائلي خاص ولا كنتي طاريه في بالي بس يوم شفتك جايه تعتذرين ما حبيت أرجعك خايبه لكن في المستقبل إن شفتك في هالمستشفى مره ثانيه ماأبي أسمع منك كلمه وحده تخصني لا من قريب ولا من بعيد،، فهمتي؟

تركها هالمره هو ومشى بكل غرور عنها..مشت ياسمين مو عارفه وين..ما تدري ترجع لشغلها أو تتركه..شافت كرسي وجلست في واحد من ممرات المستشفى تفكر..(أترك الشغل؟ بس كذا بأكون جبانه وكأني خايفه منه،،ولو ماتركته احتمال أشوفه مره ثانيه؟ كيف بأتصرف معه؟ وأنا ليه أكلمه من الأساس خلاص بأصير في حالي وهو عنده خويته حنان يطلب منها اللي يبي أنا مو مضطره أتعامل معه،،صح لأني من اليوم وعدت نفسي إني أتعود على كل شي أو اجلس في البيت أحسن)
اتصلت على السواق وقالت له يجي يأخذها..و بعده اتصلت على فاتن..
ياسمين: أهلين فاتن
فاتن: هلا ياسمين وش صار عليك؟
ياسمين: لاتخافين ماصار شي بكره بأداوم بس اليوم أبيك تأخذين لي إجازه
فاتن بفرحه: من عيوني
ياسمين: تسلمين يافاتن مع السلامه
فاتن: مع السلامه وأشوفك بكره
قالت جملتها وسكرت وهي تطالع حنان اللي باين إنها منصدمه..
حنان: ياسمين بتداوم؟!
فاتن: إيه
حنان: كيف يعني ماطردها! أجل ليش راحت؟
فاتن: ما أدري أهم شي إنها بتجي بكره

تركتها فاتن وراحت تكمل شغلها..وحنان مقهوره دقت على ماجد بتسأله لكنه ما رد عليها..وزاد حقدها على ياسمين اللي كانت تتوقع إنها ارتاحت منها..


 

في سيارة ماجد/

دخل ماجد في سيارته من البوابه الخارجيه..و وقف عند المدخل الرئيسي للفيلا..نزل ودخل للصاله الواسعه..وكالعاده الفيلا فاضيه..وكأن ما أحد يسكنها غير الخدم..أبوه دائما في الشركه أو مسافر..وأمه متوفيه من سنين..و له أخوين..واحد كل حياته شغل و سفر مثل أبوه..وللحين متزوج ثلاث ومطلقهن..و الثاني توفى هو وزوجته من سنتين..و تركوا له ورد..طفله صغيره بعمر ست سنين..يتيمة أب وأم..مثل ماكانت أمها..اللي تكون بنت عم ماجد..و تربت معهم في البيت مثل اختهم..والكل تفاجأ بزواجها من اخوه..لكن أخوه كان يحبها من أول ماسكنت عندهم بصمت..دارت عيونه في الصاله يتذكر ذيك الأيام..ذاك الوقت كان يحس إن هذا بيت..و إن اللي يسكنون فيه عائله..لكن من راحوا..وهو مايطيق يجلس فيه..خاصه يوم كانوا زوجات أخوه فيه..يكفي آخر وحده نظراتها له..و حركاتها..كانت تخليه بالأيام مايجلس في البيت..كان بيخسر اخوه الوحيد بسببها..لكن الحمدلله إن اخوه عرف حقيقتها و طلقها..من بعد بنت عمه سماح أم ورد..مافيه ولا بنت قدرت تخليه يحترمها..كلهم في عينه مثل بعض..بس كل وحده و لها طريقتها..(حتى هي..ياسمين..مثل الباقيات..مادري ليه في لحظه حسيت انها تفرق عنهم..بس مثل ما قالت حنان كل هذا تمثيل عشان تزيد من قيمة نفسها..و اللي صار اليوم أكبر دليل..كيف تجي و تعتذر و هي ما أخطت في شي بالعكس أنا اللي استفزيتها..لو كانت مثل ما تحب انها تبين انسانه محافظه على نفسها و كرامتها..كان وقفت على موقفها ولا غيرته...خلاص انتهيت منك يا ياسمين صرتي ماتسوين حتى وقتي الضايع)
طلع فوق للإنسانه الوحيده اللي تسوى حياته..و دخل غرفتها..شافها على كرسيها الرمادي..اللي مقيد خطواتها..و حارمها تعيش طفولتها مثل باقي الأطفال..راح فيها كل مكان في العالم..يبي يرجع الحياة لخطواتها..لكن هالشيء كان مستحيل..و من يومها و هو يحاول يعوضها عن عجزها..يحاول يجيب لها كل الدنيا اللي مو قادره تروح لها..
التفتت له المدرسه الخاصه اللي كانت تجي تعلمها..و اعتذرت و طلعت..أما ورد فمن يوم شافته و النور اشرق في ملامحها..كانت متعلقه فيه و تحبه حيل..لانها اصلا ماتشوف غيره يهتم فيها و يحبها..
ورد: بابا ماجد

ماجد يدخل و يشيلها من كرسيها..و يطلع فيها للبلكونه..
ماجد: يا روح بابا ماجد
ورد: اليوم تعلمت أشياء كثيره..ما رضيت المس تروح خليتها تعلمني زياده(كملت وهي تضحك) شكلي تعبتها ما صدقت شافتك راحت بسرعه
ماجد يضحك لضحكتها: و لا يهمك حبيبتي ادرسي الوقت اللي تحبينه و اذا مليتي من المس هاذي نجيب غيرها
ورد: لا أنا أحبها
ماجد: هاه راح تعلميني اللي تعلمتيه اليوم؟
ورد بفرح: ايه
ماجد: خلاص أول نطلع نآكل آيس كريم و نتمشى و بعدين نرجع ندرس
ورد تضمه بقوه: هيييه أنا احبك مره بابا ماجد



في بيت نجود/

كانت تحس بملل فضيع..بعد رمضان و أجواءه..كانت تشتغل كل يوم..لأنها رجعت تساعد جارتها في عمل المعجنات و بيعهن..صح ما كانت محتاجه فلوس..بس هي تشجعت للشغل أكثر..عناد في سيف اللي ما كان يبيها تشتغل..حست بالراحه و هي تخالف رأيه..حتى لو كان هو ما يعرف بهالشي..لكن اللحين خلص الشغل..و صارت فاضيه..طالعت بدبلتها اللي في أصبعها..ليه للحين لابستها..مسكت جوالها..تقرأ الثلاث مسجات الوحيده اللي فيه..و اللي كانت منه..عمرها ما فكرت تكلمه..لكن في هاللحظه حست بفضول تعرف ردة فعله على إتصالها..وش بيقول لها..لكنها بسرعه تراجعت عن هالفكره..(و الله مو عارفه وش نهايتي معك ياسيف؟ وش ناوي عليه؟)
راحت تدور لها شي تشغل نفسها فيه..لكنها سمعت جرس الباب يدق..شافت ساعتها عشر و نص..(مين اللي جاي هالوقت؟...يمكن أحد من الجيران محتاج شي)
طلعت برى..و فتحت باب الشارع..للحظات ما شافت أي أحد..كانت بتسكر لكنه دخل..ما صدقت و هي تشوف سيف قدامها..انصدمت لأنها ما حضرت لو تشوفه وش بتقول له..أو كيف بتتصرف..
سيف كان يطالعها..بجلابيتها القطن اللي بنص كم و مقلمه أبيض برمادي..و رافعه شعرها الطويل ذيل حصان..كانت بسيطه بالحيل..لكن الشعور اللي تحركه داخله مو بسيط بالمره..أول ما شافها حس براحه ما حسها من شهر..من يوم تركها..كان مشتاق لها..و خايف عليها لانه تركها لحالها..كان يبي يتأكد..يمكن يقدر ينساها..لكنه تأكد ميه بالميه انه يحبها..
سيف: ليه ساكته؟
نجود: و أنت ليه ما تتكلم؟
سيف: أنا آسف على اللي صار مني آخر مره
نجود: و أنا آسفه على اللي قلته لك
سيف بإهتمام: يعني ما كنتي تقصدينه؟
نجود بصراحه: سيف أنا مو عارفه معك أي شي..أعرف انك تكذب علي و المشكله احس اني أصدقك..أعرف ان كل اللي تسويه تمثيل علي لكنه يأثر فيني بعد

سيف مسك يدها و سحبها..و جلسوا عند الدرج..
سيف ما ترك يدها: نجود يمكن غلطتي من البدايه اني ما كلمتك بصراحه
نجود كملت: و ما قلت لي انك متزوج
سيف انصدم: متزوج! أنا؟
نجود: ايه و لا تنكر كانك تبي نتكلم بصراحه
سيف: مين اللي قال لك اني متزوج؟
نجود: ما أحد قال لي أنا عرفت
سيف يضحك: و كيف عرفتي؟
نجود: هي اللي دقت عليك يوم كنا في السطح و ما قدرت ترد عليها قدامي و ارسلت تطلبك و رحت لها...أنا دقيت عليك وقتها و لا رديت علي أكيد كنت معها
سيف يبتسم: حلو! كل هالقصه ألفتيها و صدقتيها..الظاهر مليتي من تأليف القصص على السيارت و اللي فيها قلتي تألفين علي هالمره
نجود: طبعا بتنكر
سيف: وش أنكر؟ كل اللي قلتيه مو صح..اللي دقت علي ذاك اليوم أسيل أختي..و ماقدرت ارد عليك لآني كنت اوصلها هي و أمي لخالتي..تبيني ادق عليها تتأكدين

نجود حست انه يكذب عليها..و يحاول يغطي على نفسه..لكنها تذكرت انها شافت لقب اللي دقت عليه..و حبت تتأكد..
نجود: ايه دق عليها

سيف طلع جواله..و بحث في الأسماء..و وقف عند اسم غلاي..كان بيدق..لكن نجود وقفته..
نجود: خلاص ماله داعي
سيف: ليه مو تبين تتأكدين؟
نجود: تأكدت..أنا لمحت اللقب ذاك اليوم توقعتك بتسكتني و تدق على رقم غير
سيف: هاذي سالفة زواجي و عرفتي انها مو صح..وش كذبت عليك بعد فيه؟
نجود بصراحه: سيف أنت تكلم بنات صح؟
سيف استغرب: أنا!! ليه توقعتي هالشي؟
نجود: طريقة كلامك و طيبتك معي من أول يوم من قبل حتى تعرف عني أي شي..كلها تحسسني انك متعود على هالأشياء...أنت ما قد تزوجت مسيار من قبل؟
سيف بعتب: هذا رأيك فيني يا نجود؟
نجود: مو أبي افهم كيف واحد يوافق بهالسرعه يتزوج وحده طلبت منه هالشي في الشارع و يعاملها بكل هالطيبه...لازم يكون فيه سبب
سيف: دامك كنتي مقتنعه ان ما فيه أحد بيوافق على هالشي..ليه وقفتي و كلمتيني؟
نجود: الفكره خطرت في بالي فجأه و كنت خايفه من خالي يقنع أمي و تبيع البيت قلت اسوي كل اللي اقدر عليه..بس ما جاء في بالي انك توافق...و لو كنت فكرت دقيقه زياده قبل اسوي هالشي كنت تراجعت عنه
سيف: يمكن حتى أنا ما فكرت كثير في هالشي..حسيت انك محتاجه لأحد و حبيت اساعدك..أو تبين الصدق ما اعجبتني فكرة انك تطلبين هالشي من أحد غيري و يوافق
نجود تعترف: ما كان فيه أحد غيرك..أنا مادري ليه قلت لك كذا؟!
سيف: لانه مكتوب لنا نتزوج..و دام هالزواج تم المفروض نكون واثقين من بعض
نجود: يعني أنت واثق فيني؟
سيف: مع اني مو عارف عنك كثير..لكن من يوم شفتك حسيت انك لا يمكن تكونين الا الصوره اللي رسمتها لك في بالي

لمح سيف الدمع اللي تجمع في عيونها..و كأنه أول مره أحد يعطيها هالثقه..
نجود: سيف أنا جربت اصدقك مره و صدمتني يوم تغيرت و هددتني آخر مره أخاف اصدقك اللحين و....
سيف يقاطعها: صدقيني كان كلام قلته بوقته عشان أرد لك اللي قلتيه لدرجة اني ما فكرت فيه بعدها أبدا
نجود كأنها تكلم نفسها: ليه تطلع طيب كذا يا سيف؟ دنيتي ما عودتني اشوف أحد مثلك..طول عمري تعودت ان اللي عندي يبي شي مني..و دائما احاول اني احافظ على اللي لي..لكن أنت مادري كيف اتصرف معك؟
سيف: تصرفي باللي تحسينه
نجود: ما تعودت الا احسب كل شي و اتوقع خسارتي و ربحي بالنهايه...و ما دري معك وش بتكون النهايه اخسر أو اربح
سيف: نجود أنا مو عارف الأيام الجايه وش بيصير فيها..لكني اوعدك انك ماراح تنجرحين مني أبدا..بأحاول على قد ما أقدر اني أكون دائما معك

نجود سرحت تفكر في كلامه..مو عارفه ليه تصدقه بسرعه..معقوله لانه صادق فعلا..أو هي ملت من التعب و تبي لو مره ترتاح لأحد..
سيف كان يطالعها بحنان..حس ان اللي عاشته أكبر من عمرها..حس انها مرت بأشياء كثيره خلت عندها هالترقب و الخوف..لكنه دامه معها..و لا يدري لمتى..يبيها تحس بالفرحه و الأمان..



 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى