روايه قلوب تنزف عشق


في بيت أم عمر/

كان عمر بيطلع لكنه شاف لينا بتطلع الدرج..
عمر: لينا
لينا تلتفت: هلا عمر كنت احسبك مو في البيت
عمر: توي أجي و بغت تأكلني حلا يوم سألت عنكم
لينا: ما قصرت فيني بعد هالبنت ماتكبر عن خبالها
عمر: لينا أبي اكلمك

حست لينا انه بيكلمها عن ذاك الموضوع..بس هي ماتبي..لكن ماتقدر تقوله لا..
لينا تنزل: نعم
عمر: تعالي نجلس في الحديقه

راحت معه لينا و بعد ماجلسوا سألها..
عمر: أقدر أعرف ليه رافضه خالد
لينا: لازم يكون فيه سبب
عمر: أكيد
لينا: استخرت و مارتحت
عمر: لينا فكري زين والله خالد ما يتعوض..ما يكفيك انه صديقي و أنا ضامنه لك
لينا: عمر أنا...
عمر يقاطعها: فكري مره ثانيه أنا ماراح أرد عليه اللحين

تركها و راح..و هي تتنهد..(ليه تطولها علي يا عمر؟ قلت لكم ماأقدر..ماأقدر..كيف اتزوج..و يوسف كيف أنساه؟)



في بيت أم فارس/

صحت أسيل الساعه وحده في الليل..و راسها مصدع ومالها خلق..فتحت جوالها..وشافت رقم رغد من بين الأرقام اللي داقه عليها..قامت من سريرها وأخذت لها شاور سريع وصحصحت..أخذت جوالها ودقت على رغد..
رغد: بدري!
أسيل: صباح الخير
رغد: وش عندك نايمه لهالوقت؟
أسيل: اليوم راحت أسماء وطفشت لحالي
رغد: فاتتك عزيمتي
أسيل: كان عندك أحد؟
رغد: ايه
أسيل: مين؟
رغد: سهى و مرام
أسيل: وااااع وش تبين فيهم عازمتهم؟!
رغد: مو أنا اللي عازمتهم هم اللي عزموا نفسهم عندي
أسيل: والله وقاحه!! وش جمعهم على بعض؟
رغد: شكلهم من ذاك اليوم اللي في الاستراحه و هم يكلمون بعض لدرجة إن مرام سجلت نفس قسم سهى
أسيل: والله لايقين على بعض(فجأه تذكرت)و فيصل كان في البيت؟؟
رغد تضحك: ايه
أسيل: سلمت عليه سهى..قولي الصدق و إلا والله أذبحك
رغد: لا هو و طلال كان عندهم عيال و طول الوقت في المجلس
أسيل: الحمدلله و فيصل وش قال يوم عرف ان سهى بتجي عندك؟
رغد: قال ليه ماتعزمين أسيل معهم
أسيل تبتسم: آآآه ليتني جيت
رغد: عند مرام و سهى؟!!
أسيل: عشان عين تكرم مدينه
رغد: بس تدرين استغربت من مرام
أسيل: ليه؟؟
رغد: كانت تسولف عادي معي مو على عادتها
أسيل: يمكن قدام سهى ماتبي تبين انها مو مرغوب فيها ولا تعرفين مرام ماتطول لين تطلع على حقيقتها
رغد: يمكن تغيرت لأنها عارفه انها اللحين بتشوفنا دائما و تبي تصلح اللي فات
أسيل: والله انك على نياتك يا رغد من جلسه قلبوا رأيك تشوفين قريب انها بترجع للعانتها و سخافتها



*بعد أيام*

في شركة ناصر/

دخل فارس يمشي بسرعه وتوتر..قبل ربع ساعه دق عليه خاله وطلب منه يجي عنده..و صوته كان يقول إن فيه شي..دخل مكتبه وشافه واقف عند الشباك ومعطيه ظهره..
فارس: السلام عليكم
ناصر يلتفت: و عليكم السلام
فارس: وش فيه ياخالي؟
ناصر: أبوفهد توفى
فارس: مين أبوفهد؟
ناصر: عم جوري
فارس: الله يرحمه

سكت فارس لحظه..يوم طرت عليه جوري..تخيل حالتها في هاللحظه..و رق قلبه عليها..
ناصر: بأروح أقول لأمي و نروح نعزي وأنت جيب أمك وخالتك أم عمر
فارس: أمي عرفت؟
ناصر: لا روح قولها و جيبها معك
فارس: إن شاءالله


 

في بيت أم فارس/

دخل فارس الصاله..و شاف أمه و أسيل..وقف عندهم..
فارس: السلام عليكم
الكل: وعليكم السلام
فارس: يمه عم جوري توفى في حادث
أم فارس انصدمت: لا حول و لا قوة إلا بالله..إنا لله و إنا إليه راجعون
فارس: خالي ناصر بياخذ أمي حصه و ياسمين و أنا جيت أخذك و بنمر على خالتي أم عمر



في بيت أبومنال/

وصلت ياسمين وجدتها..و عزوا أم منال..تلفتت ياسمين تدور جوري..لكنها ماشافتها..وسألت الخدامه يوم شافتها لأنها انحرجت تسأل أم منال او بناتها و هم في هالحال..راحت ياسمين مع الخدامه اللي دلتها على غرفة جوري..كانت في آخر البيت و بعيده عن كل الغرف الباقيه..طقت الباب..لكنها ماسمعت أي رد..بعد لحظات قررت تدخل..فتحت الباب وشافتها..جالسه تحت سريرها ودافنه وجهها بيدينها..
ياسمين: جوري

رفعت جوري رأسها تطالعها..وكأنها مو مصدقه إن أحد تذكرها وجاء يواسيها..ركضت لياسمين و ضمتها..و بدت تصيح..تركتها ياسمين لين هدت شوي..
ياسمين: عظم الله أجرك

جوري ماقدرت ترد و رجعت تصيح..حست ياسمين ان فيها شي غير حزنها على عمها..
ياسمين: جوري وش فيك صاير شي؟؟
جوري: منال..تقولي لاتمثلين انك حزينه...و أنت أكيد فرحانه بموت أبوي..عشان تروحين لأهلك...ياسمين أنا والله مافرحت و صدق انصدمت بوفاة عمي و حزنت عليه..أدري انه ماكان يحبني بس أنا عاذرته أنا أكره نفسي لأني بنت أبوي كيف هو ما يكرهني

ياسمين انصدمت من الكلام اللي قالته منال و لو ماكانوا بعزاء كان عرفت ترد عليها..
ياسمين: لا تهتمين بكلامها يا جوري أكيد من صدمتها بوفاة أبوها
جوري: كلهم كانوا يطالعوني و كأني أنا السبب ماقدرت استحمل دخلت الغرفه و ماطلعت منها
ياسمين بعد تفكير: جوري وين شنطتك؟
جوري: أي شنطه!
ياسمين: شنطة ثيابك روحي اجمعي أغراضك بتروحين معنا
جوري: لا كذا راح أأكد اللي يفكرون فيه
ياسمين بقهر: جوري على مين تضحكين أنا و أنت عارفين كيف كانت حياتك في هالبيت هم ماهتموا فيك و عمك حي اللحين تبينهم يهتمون..بعدين هذا اللي بيصير اليوم أو بكره فليه أخليك بهالحال بس عشان تفكيرهم المريض أنت بتروحين معي و هم يفكرون باللي يبون خلاص انسيهم و اعتبريهم صفحه و انطوت من حياتك مثل ما أنا متأكده انهم بينسونك أول ماتطلعين من هالبيت

و بدون تنتظر رأيها دقت تقول لخالها..


عند عزاء الرجال-كان ناصر يكلم ياسمين..و فارس جنبه..سمع اسم جوري بس ما عرف وش السالفه..و بعد ماخلص خاله من مكالمته قرب منه..
ناصر: هاذي ياسمين تقول تبي جوري ترجع معها
فارس: اللحين؟!
ناصر: أنا قلت لها مو حلوه بس هي أصرت و حسيت انها شايفه شي خلاها ماتبي تتركها هنا
فارس: خلاص أجل ناخذها معنا يعني هي من لها هنا تجلس عشانه

سكت ناصر و هو فرحان بإهتمام فارس فيها..

في غرفة جوري-نزلت بعد ماخلصوا جمع أغراضها..و راحت تسلم على أم العنود و أم عمر و أم فارس..و قالت لهم ياسمين انها بترجع معهم و كلهم ارتاحوا لهالقرار..و بعد ماستأذنت أم العنود أم فهد انهم يأخذونها..ردت عليهم بكل برود و كأنها ماصدقت..لدرجة انها ماسلمت على جوري يوم مدت يدها و عطتها ظهرها و راحت..حست جوري بالإحراج قدامهم..لكن كلهم قالوا لها انها أكيد ماتقصد أو يمكن مانتبهت..مع إن الكل داري انها ماكانت تبي تسلم..يكفي انهم هم بعد سلمت عليهم من غير نفس..و طلعت معهم جوري..و ودعت البيت اللي عاشت فيه أكثر من سنه..كلها ألم..و حزن..و خوف..

و عند السياره شافت ناصر و معه فارس واقفين..حست بقلبها يدق بقوه أول ماجت عينها على فارس..نفس الشعور اللي يجيها كل ماتتذكره..و تتذكر نظراته لها يوم الخطبه..قربت من عندهم وهي متوقعه يروحون اذا وصلت لكنهم كانوا واقفين ماتحركوا..و هي كانت منزله عيونها في الأرض مو قادره ترفعهم..
ناصر: عظم الله أجرك يابنتي
جوري بصوت ماينسمع: أجرنا و أجرك
فارس: عظم الله أجرك ياجوري

جوري أو ماسمعت صوته حست برجفه في جسمها..و بدأ قلبها يدق بقوه أكبر..ماكانت متوقعه يكلمها..و ماعرفت كيف بيطلع صوتها عشان ترد..
جوري بهمس: أجرنا و أجرك

و ماقدرت ترفع عيونها وتتحرك إلا بعد ماراح لسيارته..لكن قبل تركب هي في سيارة ناصر..شي خلاها تلتفت تشوفه..كان يفتح باب سيارته..لكنه التفت عليها..ارتبكت يوم طالعها و استحت من نفسها و ركبت السياره بسرعه..(يا الله شافني! و أنا ليه أوقف اطالعه؟ هذا وقته يعني؟ بس كنت أبي أعرف وش هالشعور اللي يجيني كل مافكرت فيه؟؟ والحين جاني يوم شفته)
رجعت من أفكارها..و هي تسمع ناصر يكلمها..كان يطمنها و يقول إنها بين أهلها و ماتخاف من شي..

يتبع
 

@@،,النـــزف الســابع،,@@



في بيت أم العنود=بعد المغرب/

بعد ماطلعوا أم عمر وأم فارس وبناتهم من بيت أم العنود وعزوا جوري البنات..جلست جوري في الصاله تفكر فيهم..(شكلهم طيبين و ينحبون بس المهم هم بيحبوني؟ خالاتي يحبوني عشان الشبه اللي بيني و بين أمي لكن البنات لازم يحبوني عشان نفسي)
ياسمين: جوري وين رحتي صار لي ساعه واقفه فوق رأسك ماحسيتي!
جوري: كنت أفكر
ياسمين: بأيش؟
جوري: بالبنات ماجلسوا كثير ما مداني اتعرف عليهم
ياسمين: يوم الخميس الجاي بنروح لمزرعة أبوفارس و تتعرفين على الكل
جوري تتنهد: أخاف مايحبوني
ياسمين تضحك: وأنت مين يقدر يكرهك وليه؟
جوري: بنات عمي كانوا يقولون إني ممله و كئيبه
ياسمين: انسيهم يا جوري هم أصلا ما كان عندهم استعداد يعرفونك وحكموا عليك من نفسهم وصدقوا اللي يبون
جوري: ياسمين كنت أبي اسألك عن شي محيرني
ياسمين: اسألي
جوري: أنت قد قلتي لي إنك فرحتي يوم لقيتيني لأنك وحيده بهالدنيا بس أنا شايفه إن الكل يحبك و لك عائله كبيره
ياسمين بشرود: صح يحبوني و أنا بعد احبهم كثير و أقدرهم بس فيه شي واحد هو اللي يقهرني و يحسسني إني هم عندهم
جوري: وشو؟
ياسمين: احساسهم بالواجب ناحيتي أمي وصتهم علي قبل تتوفى لان ابوي ما كان له احد و هم يحسون انهم لازم يحموني من أي شي و لازم يصلحون لي أي شي و يعطوني كل شي و اللي خفت منه صار تدرين انهم يبون يزوجوني واحد من عيالهم بالغصب مع إني احسهم كلهم مثل اخواني ومتأكده انهم كلهم مايفكرون فيني....أتمنى لو بس ينسون هالسالفه و يخلوني على راحتي أنا اعتمد على نفسي لأني مستحيل أرضى بهالشفقه منهم ماراح أضيع بدونهم ليتهم يفهمون هالشي

سكتت شوي..بعدين التفتت على جوري اللي كانت سرحانه بعيد..
ياسمين: جوري وين رحتي؟
جوري انتبهت: أفكر في كلامك
ياسمين: كلهم يقولون إني حساسه زياده عن اللازم وأبالغ أنت وش رأيك؟
جوري: أنا اشوف إنه معك حق لأني جربت شعور إن أحد يستحملك بس عشان الواجب تدرين ياسمين أنا من يوم شفتك و كلمتك اعجبتني قوة شخصيتك واعتزازك بنفسك تمنيت تكون عندي هالقوه كان ماضطريت أدور أي أحد اتعلق فيه بس عشان أقدر أعيش أنا ما أعرف اسوي أي شي لحالي أخاف..أمي كانت دائما معي كنت أسوي كل شي معها و يوم تركتني ضعت بعدها....بس تدرين أمي كانت عندها عزة النفس اللي عندك يمكن هالسبب اللي خلاها ماترجع لكم بعد ما صار لها كل هذا ماكانت تبي تغير صورتها عندهم لأنه من كلام أمي حصه عنها مالقيت أي شبه بين أمي اللي عرفتها وأمي اللي كانت قبل..آه مليت من هالشعور أبي اعيش مثل باقي هالبنات بدون خوف بدون هم..أبي الناس إذا حبتني تحبني لنفسي مابي أحس إني حمل على أحد أو مفروضه عليه

سكتوا لحظه..و كل وحده تفكر في هالحال اللي هم فيه..و فجأه تذكرت ياسمين..
ياسمين: اسمعي يا جوري كل هذا انتهى..اللحين حنا مع بعض و عندنا أهلنا اللي يحبوننا لكن ماراح نسمح لأحد يتحكم في حياتنا أو يفرضنا على أحد
جوري: ياليت كانت عندي هالثقه و القوه اللي فيك
ياسمين: أكيد فيك هالقوه بس أنت لازم تعطين نفسك الفرصه...جوري بأسألك أنت ليه وافقت على فارس؟
جوري: عشان اطلع من بيت عمي
ياسمين: و ماسألتي نفسك هو يبي هالزواج أو لا أو انتم تناسبون بعض؟
جوري: لا ما كان عندي خيار غير إني أوافق
ياسمين: بس اللحين تقدرين تختارين
جوري مافهمت: وش قصدك؟
ياسمين: السبب اللي اجبرك توافقين على فارس بدون ما يكون لك الحق ترضين أو ترفضين خلاص انتهى و أنت اللحين بيننا
جوري انصدمت: ما طرأ هالشي في بالي...بس أنا ماقدر أرفض اللحين بعد ماوافقت
ياسمين: ليه ماتقدرين اللي بينكم خطبه بس
جوري: بس صعبه
ياسمين: جوري أنت تبين فارس؟
جوري: لا!....مادري؟
ياسمين: جوري أنا أول كان كل همي إنك تتركين بيت عمك بعد ماشفت كيف يعاملونك لكن بصراحه أنا من أول شي رافضه فكرة زواجك من فارس
جوري بإستغراب: ليه؟
ياسمين: ما يناسبك فارس مغرور بنفسه وكل حياته في شغله أهله و هم أهله مايعرفونه زين..من قل مايجلس معهم و مايهتم بالمشاعر والعواطف و بعد كبير عليك

جوري انصدمت..أول مره تسمع شي عنه..بس اللي تقوله ياسمين ينطبق كله عليه..و بدت تفكر إنها صدق ما تصلح له..
ياسمين: جوري حبيبتي أنا عارفه إن الكلام اللي بأقوله يمكن يضايقك بس أهم شي مصلحتك..ترى فارس كان رافض فكرة الزواج لدرجة إن خالتي أم فارس ماقدرت عليه والكل استغرب يوم وافق على الزواج وخطبك و أنا عرفت السبب
جوري: عشان خالك ناصر
ياسمين: مو بس هالسبب..فارس دائما كان يبي يأسس له شركه لحاله و هالشي اللي خلاه يرفض فكرة الزواج لين يحقق اللي يبيه بس فجأه بعد ما خطبك هالشركه بدت تطلع
جوري: يعني تقصدين إن خالك ناصر ساعده عشان يخطبني
ياسمين: جوري لاتزعلين..خالي كان كل همه يجمعنا مع بعض و يتطمن عليك ومثل ما تعرفين هاذي كانت الطريقه الوحيده
جوري: بس لو رفضت فارس كيف أعيش بينكم؟ كيف بأقابل خالتي أم فارس؟
ياسمين: أنا بأكلم خالي ناصر وأخليه يسأل فارس إن كان يبيك صدق ماتفسخون الخطبه ولو كان موافق بس عشان خالي هاذي فرصتكم عشان ترتاحون من زواج انفرض عليكم..وش رأيك؟
جوري: مادري؟ بكيفك
ياسمين: وش اللي بكيفي! هاذي حياتك مقتنعه باللي قلته أو تبين تكملين هالخطبه؟ تدرين بأتركك تفكرين إلى بكره وأي قرار تأخذينه أنا بأوقف معك فيه

 

في بيت أم عمر/

طلع عمر من غرفة لينا..و نزل تحت و شاف أمه و شوق في الصاله..
عمر: مساء الخير
كلهم: مساء النور
عمر: وين كنتم؟
أم عمر: رحت مع شوق للسوق...عمر وش فيك شكلك متضايق؟
عمر: شوق روحي لحلا اجلسي عندها

قامت شوق مع إنها حست بتصريفه..عشان كذا وقفت ورى الباب تبي تسمع هالموضوع اللي صرفها عشانه..
عمر: شوق أنا قلت غرفتك مو ورى الباب

أول ماسمعته شوق..ركضت لغرفتها قبل يعصب عليها..
أم عمر: خير يا عمر وش فيك؟
عمر: لينا رفضت خالد
أم عمر: هالبنت مادري وش تبي مارضت تكمل دراستها ومو راضيه تتزوج!
عمر: مو هذا اللي مضايقني يمه لينا ألف واحد يتمناها بس...
أم عمر: أجل وش اللي مضايقك؟
عمر: أنا خايف إنها للحين مو قادره تنسى يوسف
أم عمر انصدمت: يوسف! بس يوسف مر على وفاته ثلاث سنين
عمر: الظاهر هالثلاث سنين ماغيرت شي في قلب لينا
أم عمر بحزن: الله يرحمك يايوسف خطفك الموت مننا وأنت توك صغير..الله يعينك يابنتي
عمر: يمه لاتجيبين لها هالسالفه ولا تكلمينها فيها مابي نفتح جروحها من جديد
أم عمر: الظاهر إن هالجروح للحين مفتوحه ياولدي بس مايصير اشوفها كذا و أوقف اتفرج
عمر: يعني بتكلمينها؟؟
أم عمر: ماراح أخليها تدفن نفسها باللي راح

و قامت عنه..و عمر ندم انه قال لها..




في بيت أم فارس/

كان سيف جالس في الصاله..و يطالع التلفزيون..و جت على باله البنت اللي شافها في الحاره..و ابتسم وهو يتذكر كلامها..دخل عليه فارس و سلم لكنه كان سرحان وماسمعه..
فارس يضربه مع كتفه بقوه: هيه كبرنا على أحلام اليقظه
سيف يفز: الناس تسلم مو تمد يدها
فارس: سلمنا و مارديت جلسنا وماحسيت
سيف يبتسم: سرحت شوي
فارس يغمز: بأيش؟
سيف: وأنت من متى صرت ملقوف؟

غير سيف الموضوع..و صاروا يتكلمون عن الشغل..و عن شركة فارس..لحد مادخلت عليهم أسيل..
أسيل تشهق: فارس في البيت ما أصدق!!
فارس يضحك: وأزيدك من الشعر بيت ماراح أطلع اليوم
سيف يتريق: وش بقى في هاليوم؟ حنا اللحين الساعه عشر
أسيل: بالنسبه لفارس هذا إنجاز..أكيد هاذي بركات الخطبه و على طاري الخطبه شفت الخطيبه اليوم
فارس: وين شفتيها؟
أسيل: وين يعني في بيت أمي حصه
فارس بلا مبالاه: اها
سيف يلتفت عليه: هذا اللي قدرت عليه!!
فارس: ليه المطلوب اسوي شي؟
سيف: أرزاق ناس تتمنى أخبار..و ناس تجيها الأخبار لين عندها ومايهمها
أسيل: ليه أنت تتمنى أخبار عن أحد؟!

سيف انصدم من كلامه اللي قاله..لأنه كان يفكر بالبنت اللي شافها..مايدري ليه يحس إنه وده يعرف أي شي عنها..
أسيل: وين رحت؟؟
فارس يتريق: عند اللي ماجت منهم الأخبار..واللي سرحان فيهم
سيف يقوم عنهم: شكلكم رايقين..أما أنا فمشغول و بأطلع مع السلامه


 

*في بيت أبونادر*

طلعت رغد من غرفتها..و نزلت تحت و ما شافت أحد في البيت..(شكل أمي عند خالتي..أكيد..لو مانمت بعد المغرب كان رحت معهم..أحسن من جلستي في البيت لحالي)
نادر ينزل من الدرج: رغد
رغد تصرخ: يمه
نادر: بسم الله عليك وش فيك؟
رغد: مادريت إنك فيه على بالي البيت فاضي
نادر: جيت من نص ساعه و ماشفتك أحسبك رايحه مع خالتي
رغد: لا نمت بعد المغرب و اللحين صحيت
نادر: أحد ينام بعد المغرب؟!
رغد: كنت مواصله من أمس
نادر: والله عليك أوقات نوم
رغد: خلنا نستانس كلها كم أسبوع و تبدأ الدراسه
نادر: و أنت وش سجلتي؟
رغد انقهرت: نادر قد قلتلك معقول نسيت!!
نادر انحرج: معليش رغوده والله الشغل ينسي كل شي
رغد بإحباط: أدب إنجليزي
نادر: الله يوفقك
رغد: و أدعي لأسيل و حلا
نادر: وش المناسبه؟
رغد: لأنهم معي بعد
نادر يضحك عليها: الله يوفقكم
رغد: بتطلع مره ثانيه؟
نادر: ايه بأروح الشركه
رغد: نادر بتروح هالخميس لخوالك؟
نادر:ليه؟
رغد: بنطلع المزرعه أبيك تروح معنا
نادر: احتمال أروح معكم لأن جدتي بتسافر للعمره
رغد فرحت: والله؟ ياسلام
نادر يبتسم: اللي يشوفك يقول بأجلس معك ما كأن كل واحد في قسم
رغد: ولو أهم شي تطلع معنا
نادر: زين عشان خاطرك بأروح
رغد: تسلم يالغالي
نادر: زين مع السلامه
رغد: مع السلامه


 

*من بكره*

صحت جوري بعد أول ليله قضتها في بيت أم العنود..أول ليله من التغير الجديد في حياتها..هالحياة اللي مو راضيه تستقر على حال..و اللحين طلع لها شي جديد..من أمس و هي تفكر في كلام ياسمين و مو قادره تقرر..و ياسمين من بعد ماكلمتها طوال أمس مافتحت السالفه كانت تبيها تفكر لحالها..بس اللي ماتعرفه أنها ماتقدر تأخذ هالقرار لحالها..(ياسمين ماصرحت فيها بس باين إنها مو راضيه على زواجي..طبعا هي مارضت لنفسها بهالشي و لاترضاه لي..و أنا حبيتها بالحيل و نفسي أعيش معها هي و أمي حصه نفسي في يوم أكون مثلها قويه و اتحمل مسئولية نفسي بدون لأعتمد على غيري..لكن لو تزوجت بيكون كل اعتمادي على فارس اللي واضح انه مو مستعد لهالزواج و مجبر عليه بس على شان خاطر خاله..بأكون مفروضه عليه..بعدين أنا شفته و سمعت عنه و عرفت اني ما أناسبه تنفع له وحده راقيه و أنيقه تعرف تتصرف تعرف تكلمه..مو أنا اللي ماعرف الشرق من الغرب..ياسمين معها حق أنا ماراح أتزوجه..و لمره وحده بحياتي بآخذ قراري بنفسي..و أريحه من الواجب المفروض عليه..بس أخاف يتضايق ناصر أو خالتي أم فارس..بس أكيد ياسمين بتتصرف)
قامت من سريرها..في غرفة الضيوف اللي كانت نايمه فيها لحد ما يجهزون غرفه لها..بعد مالبست و عدلت نفسها..طلعت و راحت لغرفة ياسمين..و طقت الباب..
ياسمين: ادخلي
جوري تدخل: صباح الخير
ياسمين تبتسم: صباح الجوري
جوري تضحك: ياسمين كنت أبي أقولك شي
ياسمين بإهتمام: خير وش فيه؟
جوري: أنا قررت
ياسمين: قبل أعرف قرارك أنت متأكده منه و راضيه
جوري: ايه أول مره أعرف وش أختار
ياسمين: زين قولي
جوري: أنا بأفسخ الخطبه
ياسمين: فكرتي زين
جوري: ايه
ياسمين: خلاص و لا يهمك أنا معك
جوري: بس كيف بنقول لهم أخاف خالك يزعل
ياسمين: و لا يهمك أنا بأكلم خالي و بأقنعه و هو أكيد بيتصرف..و أنا اقولك ان أهم شي عنده راحتك و فارس أكيد ماراح يهتم هذا إذا ما أرتاح..اللي بيزعل خالتي أم فارس
جوري: هذا اللي أنا خايفه منه من أولها زعلتها
ياسمين: جوري حنا أهل يعني نزعل و نرضى مع بعض بس لايمكن نتفرق..ياكثر مازعلوا مني و هذا أنا غاليه عندهم و هم أغلى عندي
جوري: أتمنى
ياسمين: و لا يهمك توكلي على الله..اتركي كل شي علي..بس لاتقولين شي لأمي لين نكلم خالي
جوري: زين

بعد كم ساعه-اتصلت ياسمين على خالها و بعد ماسلمت عليه..طلبت منه يجيهم في البيت..عشان تكلمه على راحتها..خاصه إن جدتها هالوقت تجتمع مع جاراتها..و بعد ماوصل ناصر..جلس مع ياسمين..و جوري وقفت عند الباب تتسمع..تبي تعرف اذا بيتضايق من قرارها أو لا..لأنها متأكده إن ياسمين ماراح تقول لها..
ناصر: خير يا ياسمين خوفتيني؟
ياسمين: و ليه تخاف خالي يعني مايصير أسولف معك
ناصر يضحك: الا يصير بس مادري ليه حاس إن هالسالفه مو هينه
ياسمين: أنا أشوفها هينه
ناصر: زين ممكن تقولينها لي عشان أحكم
ياسمين: قبل بأسألك سؤال أنا عارفه انه مو من حقي بس أبي أتأكد
ناصر: اسألي
ياسمين: أنت ساعدت فارس في شركته صح؟
ناصر: صح و مو عيب اني أساعد ولد أختي..بس ليه السؤال؟!
ياسمين: مقابل انه يتزوج جوري؟؟
ناصر انصدم: ليه توقعتي كذا؟
ياسمين: خالي واضحه مايبي لها ذكاء..أنا دائما أسمع من خالتي انه يخطط لهالشركه بس ما معه رأس المال فجأه هالشركه تطلع مره وحده
ناصر: بس فارس وافق عشاني مو عشان الفلوس
ياسمين: أنا متأكده من هالشي
ناصر: أجل وين المشكله؟
ياسمين: المشكله ان فارس موافق على هالزواج بس عشانك ولا الكل متأكد انه مايفكر في الزواج خاصه اللحين..و جوري وافقت على الزواج من واحد ماتعرف عنه أي شي ولا تدري اذا يناسبها أو لا بس عشان ترتاح من عيشتها في بيت عمها
ناصر مافهم وش تبي: يعني؟
ياسمين: يعني هالزواج كان عشان ترجع لنا جوري بعد مارفض عمها الله يرحمه انها تسكن معنا..و اللحين هاذي هي بيننا
ناصر انصدم: ياسمين أنت تقصدين اللي فهمته؟!!
ياسمين: ايه يا خالي هالزواج اللحين ماله داعي
ناصر: و كيف تقررين من حالك؟؟
ياسمين: أنا ماقررت من حالي..أنا سألت صاحبة الشأن و هذا رأيها اللي ماهتمينا فيه من البدايه وقتها كنا مضطرين لكن اللحين لا..و أنت أسأل فارس و أنا متأكده انه بيوافق على هالحل
ناصر: جوري ماتبي تتزوج؟؟
ياسمين: خالي جوري توها صغيره على الزواج..قدامها مستقبل تبنيه و أهل تتعرف عليهم و تقوي علاقتها فيهم و تتعلم تعتمد على نفسها زواجها بهالوقت ظلم لها
ناصر بعد تفكير: يمكن معك حق..بس وش أقول لفارس؟؟
ياسمين: خالي أنت عارف إن فارس ما هتم لهالزواج و ماراح يهمه فسخ الخطبه
ناصر: معك حق فارس هالوقت كل اللي يهمه الشركه..بس أنا محرج منه أول أقوله اخطبها و اللحين أقول خلاص البنت صارت عندنا افسخ الخطبه
ياسمين: خلاص أنت قله لو كان مهتم في هالزواج ويبيها هي ناويه ماتفسخ الخطبه
ناصر: لكن أنت قلتي إن جوري ماتبي!
ياسمين: صح بس لأني متأكده ان فارس مايبي هالزواج


 

في شركة ناصر/

كان فارس ينتظر خاله يخلص إجتماعه..عشان يعرف وش الموضوع اللي يبيه فيه..إحساسه كان يقول إن هالموضوع أكيد يتعلق بجوري..(معقول بيكلمني عن الملكه؟ يمكن تبي تأجلها لين يمر وقت على وفاة عمها)
و ظل يفكر لين دخل عليه خاله..
ناصر: هلا فارس عسى ماتأخرت عليك؟
فارس: لا خذ راحتك
ناصر يجلس: والله مو عارف وش أقولك؟
فارس: خالي وش فيه خوفتني
ناصر بتردد: فارس أنا مقدر لك وقفتك معي و موافقتك على هالزواج اللي فاجأتك فيه و...
فارس: خالي وش فيك؟ قول اللي عندك
ناصر: بصراحه أنا احس أني اجبرتكم على هالزواج بس كنت مضطر ما كان قدامي حل ثاني....لكن اللحين أنا أخيرك اذا تبيه أو لا
سكت فارس يفكر لحظه: تخيرني؟؟ أنت متأكد ياخالي؟
ناصر: ليه؟
فارس: يعني قولها صريحه..انها هي اللي تبي هالشي صح؟
ناصر انحرج: المسأله مو كذا..هي تعرف إنك موافق عشاني و ماتبي...

لكن فارس ما كان يسمع الباقي..حس بقهر وبس..مين هاذي اللي ترفضه..بعد ما راحت حاجتها له..لكن لا..هو بعد رافضها من أول و لازم تعرف هالشي..
ناصر: فارس وش فيك ساكت؟
فارس يبتسم: والله ياخالي أنا عندي عادي..و بصراحه ريحتني من هالزواج لأنه بالفعل كان مضايقني و جاي في غير وقته و أصلا أنا وهي ما كنا نناسب بعض أبدا..بس أنا وافقت عشانك..و على فكره الفلوس أنا كنت ناوي أرجعهن لك أول ماتبدأ الشركه تشتغل..و اللحين اعذرني يا خالي عندي اجتماع بعد ساعه مع السلامه
ناصر: مع السلامه

طلع فارس..و ناصر رجع يفكر بكلام ياسمين..(معك حق يا ياسمين هالزواج كان غلطه الحمدلله انها ماستمرت..فارس مو مهتم في جوري أبدا)



في بيت أم العنود/

كانت ياسمين جالسه و تطالع جوري اللي من طلع ناصر و هي سرحانه و مو على بعضها..
ياسمين: أقدر افهم وش فيك اللحين؟
جوري: خايفه
ياسمين: من ايش؟
جوري: أخاف يتضايق فارس أو يحس إني استغليته..مادري..و إذا زعل هو أكيد بيزعل خالك ناصر و خالتي أم فارس و يمكن أمي حصه بعد
ياسمين: صدقيني فارس ماراح يزعل
جوري: مادري
ياسمين: و لا يهمك أنا اللحين اتصل على خالي ناصر أكيد قال له
جوري: زين احلفي انك تقولين لي الصدق حتى لو كان زعل
ياسمين: ماراح أحلف راح احط سبيكر و أنت أتأكدي بنفسك

دقت ياسمين على ناصر..
ناصر: هلا ياسمين
ياسمين: أهلين خالي وش أخبارك؟
ناصر: الحمدلله و أنتم وش أخباركم؟
ياسمين: الحمدلله..خالي بغيت اتطمن قلت لفارس؟
ناصر: ايه
ياسمين: وش صار؟
ناصر يتنهد: الظاهر كان معك حق فارس ما أهتم أبدا بالعكس باي انه ما صدق يرتاح منه زين سمعت كلامك
ياسمين تطالع جوري: زين خالي ما عطلك مع السلامه
ناصر: مع السلامه

سكرت ياسمين والتفتت لجوري: سمعتي؟
جوري: ايه الحمدلله
ياسمين: انك ماتزوجتيه؟
جوري: لا إنه ما زعل
ياسمين: و الله انك طيبه ياجوري أنا المهم عندي أنت ارتحتي

 

في سيارة فارس/

كان راجع للبيت..و يفكر في كلام خاله..و صورة جوري ماراحت من باله..(اوووف أنا ليه ما أنسى الموضوع و خلاص؟ الشركه اللي كنت أحلم فيها بديت فيها و ارتحت من هالزواج....بس كيف انسى؟ لو كنت أنا اللي تركتها عادي بس هي تجي و تقول أنا مابيه ماراح أنساها لك يا جوري)
وصل لبيت أهله..و دخل للصاله و شاف أمه تكلم في التليفون..جلس ينتظرها تخلص..و أول ماخلصت..
أم فارس: هلا والله بالعريس
فارس بسخريه: مين هذا؟
أم فارس: بسم الله عليك يا ولدي فيه غيرك!
فارس: لايمه دوريلك غيري الزواج هونا عنه
أم فارس انصدمت: فارس أنت تمزح؟
فارس: لا يمه ما أمزح..بس أنا و خالي و أكيد العروس بعد شفنا ان هالزواج ماله داعي دام بنتكم عندكم
أم فارس: و أنت بس كنت متزوجها عشان كذا؟؟
فارس: أكيد
أم فارس: بس جوري مافيها عيب حتى لو رجعت لنا ماله داعي تبطلون عن الزواج! اللحين بعد ماعرفوا كل أهلك انك خطبتها؟؟
فارس: عادي يمه تصير بعدين أنا اللحين مو فاضي للزواج واذا فكرت فيه بآخذ وحده تستاهل و أكيد على ذوقي و جوري خليها بين اهلها تكبر على راحتها و تكمل دراستها



في بيت أم عمر/

سكرت أم عمر من أختها أم فارس..بعد ما قالت لها خبر فسخ الخطبه..(اعوذ بالله من الشيطان وش فيهم عيالنا كذا في الزواج مالهم حظ..و اللحين عندي هم لينا اللي تبي تضيع عمرها مع اللي راح..و الله خالد ماينرفض أصل و مال و أخلاق و نعرفه زين اللي رفضت هذا من بتقبل فيه؟و المشكله أنا مو عارفه كيف أكلمها أو وش أقول لها؟ الله يرزقك يابنتي باللي أحسن منه و المره الجايه ماراح أخليك ترفضين)
جت حلا و جلست عند أمها اللي ماحست فيها..
حلا: يمه وين سرحانه؟
أم عمر انتبهت: ولد خالتك فارس فسخ خطبته من جوري
حلا تشهق: ليه؟
أم عمر: الله ماكتب نصيب
حلا: لا يمه أكيد تعرفين السبب قوليلي
أم عمر: كان خاطبها عشان خالك ناصر قال له يوم كان يبيها تجي تعيش عندنا و بعد ماتوفى عمها و جت عند أم العنود فسخوا هالخطبه
حلا: يعني حتى جوري ماتبي؟
أم عمر: الظاهر كذا لأن أم فارس تقول ان كلهم متفقين على هالحل
حلا ببرود: زين أهم شي ان ما فيه أحد زعلان
أم عمر عصبت: إلا أم فارس متضايقه ما صدقت متى تفرح بهالولد يقوم يفسخ الخطبه
حلا: عشان تعرفون إن زواج الغصب ما ينفع
أم عمر: هذا اللي قدرتي عليه؟
حلا: ليه مو أنا صادقه
أم عمر عصبت: قومي عني
حلا: زين



*من بكره*

عرف الكل بفسخ الخطبه..و أم العنود تضايقت و زعلت..على بالها فارس اللي فسخ الخطبه..لكن ياسمين اقنعتها ان هذا رأي جوري بعد..
أم العنود: أجل أكيد فارس زعل
ياسمين: يا الله يا يمه أنت بس تبين تضايقين نفسك خالي قال لفارس و فارس ما صدق
أم العنود: أنا عارفه إن هالأفكار منك أنت..قومي نادي لي جوري أسألها
ياسمين كانت بتقوم: هاذي هي جت وفرت علي المشوار
جوري: تبيني؟
ياسمين: أمي تبيك
أم العنود: ايه يله روحي أنت أبي اكلمها لحالها
ياسمين: زين يا يمه تطرديني!!

طلعت ياسمين..و جوري تطالعها ماتدري وش السالفه..خافت يوم شافت أم العنود معصبه كذا..
جوري: خير يمه فيه شي؟
أم العنود: ليه فسختي خطبتك من فارس؟
جوري ارتبكت: أنااا...
أم العنود: ياسمين قالت لك صح؟ بدت بخرابيطها يمكن مايبيك و جابرينه أهله
جوري: لا يمه أنا خايفه من الزواج اللحين ما أعرف وش المفروض أسوي..بعدين توي أبي اتعرف عليكم و أحس إن لي أهل..أنا بس كنت مابي تتضايقون مني إذا فسخت الخطبه و ياسمين قالت لي ان فارس ماراح يهتم و كذا قال خالي ناصر بعد ما كلمه
أم العنود: أنا والله يابنتي مو قصدي أزعل عليك أو تفكرين اني متضايقه من جلستك عندي والله انك بغلاة ياسمين بس أبيلكم الستر و أتطمن عليكم و ما أبيك تسمعين كلام ياسمين في كل شي..ياسمين الله يهديها حساسه و تبي تسوي كل شي بنفسها و ماتقتنع من أحد
جوري: و لايهمك يمه الله يخليك لنا أهم شي لا تزعلين مني
أم العنود: مو زعلانه يمه..بس جيبي لي هالنوته دقي لي على فارس شوفيني مسجله رقمه بتأكد انه ما زعل

جوري ارتجفت أول ما سمعت أسمه..و هي تتخيل إن فارس يزعل عليها..طبعا هالشي مستحيل بعد كلام ناصر اللي سمعته..واللي أكد رأي ياسمين فيه..
أم العنود: وين سرحتي؟
جوري: هااه معليش يمه مانتبهت

و قامت جابت لها النوته و مدتها لها..
أم العنود: اضربي لي الرقم يمه أنا ما أشوف وإذا رد عليك فارس قولي أمي حصه تبيك

جوري جمدت مكانها..مو مصدقه اللي تسمعه..(كيف أطلبه؟ و أكلمه بعد!! وينك يا ياسمين تطلعيني من هالورطه و تطلبينه أنت)
و بأصابع مرتجفه دقت رقمه..و صورته تنرسم قدامها..و تتذكر صوته..رن أكثر من مره و مع كل رنه تحس إن قلبها بيطلع..لكنه انقطع و هو ما رد..و حمدت ربها و رجعت تتنفس براحه..
جوري بفرح: يمه انقطع و هو ما رد
أم العنود: زين يا بنتي أكلمه بعدين


 

في بيت أم فارس/

دخلت أسيل الغرفه على سيف..
أسيل: سمعت اللي صار؟
سيف: بسم الله! طقي الباب! سلمي!
أسيل طنشته: فارس فسخ خطبته
سيف: لييييه؟؟!!
أسيل: يقول الخطبه كانت بس عشان جوري تطلع من بيت عمها لأنهم ما كانوا يحبونها و يوم عمها توفى و جت عند أمي حصه قرروا يفسخون الخطبه..تتخيل!!
سيف: مين اللي قرروا؟
أسيل: هو و هي و أتوقع تدخل خالي و ياسمين
سيف: زين يعني أمي اللحين بتنشغل بفارس و لا تحول علي
أسيل تضحك: مصائب قوم عند قوم فوائد
سيف: ليه مصائب؟ مو تقولين كلهم اتفقوا
أسيل: ايه بس ولو خساره كان بتكون عندنا ملكه و زواج و حركات
سيف: البركه فيك
أسيل انحرجت: آآ عاد تدري ما كانوا يصلحون لبعض
سيف: ليه؟
أسيل: مادري بس جوري بريئه بالحيل و فارس...
فارس يدخل بعد ماسمعها: و فارس وحش؟؟
أسيل تفاجأت: لا والله مو قصدي...بس أنا كنت بأقول يعني...
فارس: لا تقولين و لا تعيدين البنت راحت في حالها ماله داعي نسمع رأيك..سيف كنت بأقولك ان أبوي يبيك تمره في الشركه

طلع من عندهم..و أسيل التفتت على سيف..
أسيل: وش فيه عصب علي! تتوقع زعل من كلامي؟
سيف: ما أتوقع..فارس عقله مو صغير لهالدرجه بس تلقين أمي زهقته من كثر ماتعيد في سالفة الخطبه اللي انفسخت



في بيت أم العنود/

دخلت ياسمين الصاله و شافت جوري لحالها..تشوف التلفزيون..
ياسمين: وين أمي؟
جوري: في غرفتها
ياسمين: جوري كنت بأقولك شي...
جوري: خير وش فيه؟
ياسمين: أنا اشتغل
جوري بإستغراب: والله! بس أنت توك تدرسين!!
ياسمين: ايه هذا شغل مؤقت بس أبي أعود نفسي على الدوام و تحمل المسئوليه
جوري: زين وين تشتغلين؟
ياسمين: موظفة استقبال في مستشفى خاص
جوري: غريبه خالي ناصر وافق!
ياسمين: مايدري ولا أحد يدري غير أمي
جوري انصدمت: تشتغلين بدون موافقته! ولو درى؟
ياسمين: ماراح يرضى اشتغل و لا راح يفهمني
جوري: بس أنت مو مضطره للشغل
ياسمين: أنأ أبي أتعود قبل اضطر
جوري: ما أدري بس ما تخافين يزعل خالك لو عرف
ياسمين: لذاك الوقت الله يستر..بس أنتي لاتقولين لاحد..أنا بأروح أكلم عبير من زمان عنها..
جوري: على راحتك
ياسمين: تعالي معي
جوري: لا أمي اللحين بتجي خليني عندها

راحت ياسمين..و جوري تفكر بكلامها..(بعض الأحيان استغرب تصرفاتك يا ياسمين..وش حادك على الشغل..وين هالخوف اللي تحسينه و عندك خال مثل ناصر..و أهل مثل أهلك أنا حسيت بالأمان أول ماجيت هالبيت ولا صرت خايفه من شي..يارب تديم علي هالراحه تعبت من الحزن و الخوف)
دق التليفون..و جوري ماتدري ترفعه أو لا..بس حست انه من الغباء ماترد و هي مافيه غيرها في الصاله..
فارس: مرحبا
جوري:هلا
فارس: أكيد أنت جوري؟
جوري: ايه من معي؟
فارس بسخريه: مادري أمس كنت خطيبك و اليوم يقولون خلك مثل أخوها
جوري بهمس ماعرفت انه سمعه: فارس!!

سكتت ماتدري وش تقول..حست ان قلبها صار يدق بقوه و خوف..مافهمت وش يقصد من كلامه..لكنها كانت تشجع نفسها تقوله اللي فكرت فيه..
فارس: وين رحتي؟
جوري تحاول تبلع الغصه اللي في حلقها: فارس أنا..كنت أبي اشكرك
فارس: على؟؟
جوري: لأنك وافقت تخطبني عشان ترجعني لأهلي و أنت ما كنت تبي
فارس: و كيف عرفتي اني ما أبي؟
جوري ارتبكت: أنا..
فارس: ياسمين قالت لك صح؟ و صدقتيها؟ و أنت كذا تردين المعروف اللي سويته لك؟
جوري انصدمت: أنت متضايق من فسخ الخطبه؟!
فارس يضحك: طبعا لا..مو لهالدرجه يا جوري بس أنا كنت أبيك تعرفين ان لي معروف عليك لازم تردينه في يوم..و اللحين ممكن أكلم أمي حصه

راحت جوري تناديها..و هي تحس ان رجلينها ترتجف من كلام فارس..ماتدري ليه قال كذا..و هو مو راضي باللي صار..أو مرتاح مثل ماقالوا لها..
أما فارس..فكان مقهور منها لأنها هي اللي تركته..و حب يقهرها.

يتبع
 

@،،النـــزف الثــامن،،@




*بعد أسبوع*

في المستشفى=يوم الأربعاء/

وقفت ياسمين ترجع الملفات في الغرفه..وسمعت صوت الرجل اللي يتكلم مع حنان..
حنان: أهلين ماجد
ماجد: هلا حنو كيف حالك؟
حنان: تمام من زمان ماشفناك
ماجد: كنت مسافر
حنان: حمدالله على السلامه
ماجد: الله يسلمك..وينها فاتن؟
حنان: ماداومت اليوم
ماجد: و أنت لحالك تشتغلين لا بأقول لأبو فايز يزيد راتبك
حنان بقرف: لا فيه موظفه جديده معي

والتفتت على ياسمين..اللي معطيتهم ظهرها ترتب الملفات في الغرفه..ماجد التفت يشوف البنت اللي تطالعها حنان..وشافها واقفه و مو مهتمه فيهم..أعجبه طولها..و رشاقة جسمها..ووقفتها..
ماجد: يا ناس هالغزال ليه مو معطينا وجه؟

التفتت عليه وجت عينها في عينه..طالعته بإستحقار..و مشت تسكر الباب اللي بينهم..انصدم ماجد..والتفت على حنان..
ماجد: وش فيها عصبت؟ أنا مدحتها ماسبيتها!
حنان: لا تهتم فيها هاذي شايفه نفسها على إيش مادري على بالها ما أحد اشتغل بواسطه غيرها
ماجد سرحان في الباب: يحق لها تشوف نفسها تستاهل..بس مو على ماجد

راح وبكل جرأه..فتح الباب عليها..وشافها تكلم في جوالها وهي رايقه..عكس الحاله اللي كانت فيها قبل ثواني..
ياسمين تضحك: لا ياعمري عادي......

قطعت كلامها أول ماشافته..وماجد يطالعها بنظره تسحر أي بنت..بس طبعا مو ياسمين..
ماجد: يابخته اللي ينقال له عمرك المهم روقك أنا كنت جاي أروقك مايصير نخلي الغزال زعلان

كان ماجد يتكلم..وهو يطالع يدها اللي تسد الجوال عشان المتصل مايسمع صوته..
ماجد: خايفه يسمعني؟ لهالدرجه يغار! بس معذور يخاف على القمر يله باي حلوتي سوري قطعت جوك

طلع وسكر الباب..وياسمين منصدمه من وقاحته..وماقدرت تتكلم..خاصه إن عبير للحين على الجوال وخافت تسمع..
ياسمين: معليش عبير المدير كان فيه
عبير: لا عادي بس وش فيه صوتك تغير؟
ياسمين: ما أقدر أكلم اللحين إذا رجعت أدق عليك مع السلامه

وسكرت قبل تسمع رد عبير..وطلعت بسرعه وهي مو قادره تتنفس من قهرها..
ياسمين تتلفت: وين راح الحقير؟
حنان بغرور: عن مين تتكلمين؟
ياسمين بقهر: عن التافه اللي كنت تكلمينه
حنان: ماجد تافه! وليه تدورينه دامه تافه على قولتك
ياسمين: عشان يسمع الكلام اللي يستاهل ينرد عليه فيه
حنان بإستهزاء: آها ناويه تهزأينه يعني..أوكي حبيبتي ماجد في مكتب المدير خاله روحي قولي له اللي يستاهله بنظرك وبالمره يسمعه المدير وتنطردين مره وحده أقول ياماما خافي على أكل عيشك ولاتحطين رأسك برأس أحد أنت مو قده

طالعتها ياسمين بإستحقار..ولفت عنها..(صدق سخيفه مثله هالمره بأعديها بس والله لو يتجرأ علي مره ثانيه لأوقفه عند حده.......بس الثمن بيكون وظيفتي! يا الله كل شي عملت حسابه إلا هذا ومو عارفه إذا كنت بأستحمله واصبر أو لا)



 

*يوم الخميس*

في بيت أم العنود=العصر/

دخلت جوري على ياسمين..و هي ماسكه بين يدينها لبسها..
جوري: ياسمين ألبس هذا أو هذا؟
ياسمين: كلهن مو حلوات جربي غيرهن
جوري: هن أحسن شي عندي
ياسمين: حلوات بس باين إنهن قديمات ما عندك شي جديد؟
جوري: لا من سنه ما شريت شي
ياسمين بقهر: قصدك من يوم سكنتي بيت عمك..الله يسامحه
جوري: الله يرحمه
ياسمين: المشكله مقاسي غير مقاسك!
جوري: ما يهم بألبس هذا
ياسمين: وش اللي ما يهم؟ الكل بيتعرف عليك اليوم يعني لازم تكونين بأحسن صوره..تدرين بأتصل على السواق و نروح للسوق نجيب شي على السريع
جوري بإحراج: لا مو ضروري بعدين كذا بنتأخر
ياسمين: الليل طويل و تونا العصر مو ضروري نروح بدري ..يله روحي البسي عبايتك



في مزرعة أبوفارس/

وصلت أم فارس و أم عمر للمزرعه..و جلسوا يرتبون للعزيمه..عمر و فارس كان عندهم شغل و بيتأخرون..أما سيف فكان في قسم الرجال لحاله..كان يتمشى و شاف وانيت عامل المزرعه وابتسم..تذكر حارة البنت..و تذكر البنت..اللي يدور أي شي عشان يتذكرها..أصلا هو من يوم شافها وهي دائما تطري على باله..ما حس في نفسه إلا و هو يركب الوانيت ويشغله..طلع من المزرعه..و هو مايعرف ليه بيروح لذيك الحاره..و متأكد إنه ماراح يشوفها..(و إذا ما شفتها وش يعني! ليه مهتم لدرجة إني امشي كل هالمشوار بدون سبب والله مادري وش فيني! بس بأروح عشان أعرف إني مشيت كل هالمسافه على الفاضي و أحس بغبائي وبعدها أكيد ماراح أفكر فيها )
وصل للحارات القديمه..و مشى في شوارعها الضيقه..لحد ما وصل لبيتها..رجف قلبه يوم شاف بابه مفتوح..و استغرب من اللي يصير فيه..شاف بنت صغيره تطلع من البيت وهي تكلم أحد داخل و تضحك..حس إنها تكلمها..سكرت البنت الباب و طلعت..مرت من عنده وهي تبتسم له بكل براءه..كان عمرها تقريبا خمس سنين..ابتسم لها سيف..و لمح علبه في يدها..
سيف: تعالي يا حلوه

البنت انبسطت إنه عطاها وجه..وما صدقت جته تركض..حس إنها ما تخاف و تأخذ بسرعه على الناس..
البنت: نعم
سيف: وش إسمك؟
البنت: أروى
سيف: الله حلو إسمك يا أروى..من وين جايه؟
أروى: من عند نجود

سيف ابتسم يوم عرف اسمها..مع إنه مو عارف إن كان هالإسم للبنت اللي شافها أو لا..
سيف: أنت أختها؟
أروى: لا نجود بنت جيراننا
سيف: نجود كبرك؟
أروى: لا كبيره
سيف: وش كنت رايحه تسوين عندها دامها كبيره؟
أروى: أختي ماجده قالت أروح أجيب طقمها اللي استلفته منها نجود أمس....تبي تشوفه؟

وما انتظرته البنت يوافق فتحت العلبه وبدت تفرجه..كانت ملسونه وتسولف بدون لايسألها..انصدم سيف يوم شاف الطقم اللي مستلفته..كان متوقعه ذهب أو على الأقل فضه..لكنه طلع إكسسوار..شاف ولد صغير ينادي البنت اللي خافت و ركضت بسرعه لبيتها..التفت سيف يطالع بيت نجود..(هي نجود و إلا فيه بنت غيرها في البيت؟......و أنا ليش مهتم وش اللي صاير فيني أبي افهم؟ ليه كل هذا؟ مهتم في وحده ماسمعت منها غير كلمتين ومو عارف عنها أي شي غير اسم مشكوك فيه! من متى و أنا أسوي حركات المراهقين هاذي؟ لازم ارجع لعقلي ماسويت هالأشياء و أنا صغير أسويها اللحين! وش جايبني لهالحاره؟ وش مركبني هالسياره؟)
و لفت انتباهه الغرفه اللي نورت فجأه في الدور الثاني.. وبعدها شاف يد بنت تمتد للستاره تسكرها..ظلت عيونه معلقه في الشباك..شباكها..إحساسه كان يقول إنها هي..كان يتخيل وش جالسه تسوي اللحين..وش تفكر فيه..(أكيد مايخطر في بالك يا نجود إن فيه واحد تارك أهله و عالمه وماشي كل هالمسافه و متعدي الفرق اللي بينك و بينه بس عشان يسرح في شباكك..يتخيل أفكارك..و يرسم لك ملامح)
انتبه لشلة العيال اللي جايه من بعيد..فقرر إنه يمشي أحسن من وقفته....كان بيمشي لكنه لمح الخاتم اللي طايح في حضنه..رفعه يشوفه..كان الخاتم اللي في الطقم طاح من البنت..و مشى وهو لابسه في إصبعه و يطالعه..و يتذكرها..



 

في المزرعه/

كانوا البنات جالسين في المطبخ يحضرون القهوه..و جت عندهم شوق..
حلا: وين كنت؟
شوق: في قسم الرجال
أسيل: سيف للحين لحاله ماجاء أحد؟
شوق: لا حتى سيف راح
أسيل: توي شايفه سيارته
شوق: راح في الوانيت
أسيل استغربت: في الوانيت! ليه؟
حلا تضحك: تخيلي شكله خساره فاتنا
أسيل: من زينك تضحكين على سيف!.......تتوقعين يجي قبلهم عشان نشوفه
لينا تضحك: ما مداك معترضه اللحين تبين تتفرجين!

وتركتهم لينا و هم يعلقون على شكل سيف في السياره..و هي مو قادره تبعد الفكره اللي جت في بالها..هاذي أول مره يجون للمزرعه بدري..و يكون قسم الرجال مافيه أحد..يعني تقدر تشوف المكان اللي من سنين ما شافته..مشت وكل ما تقرب أكثر كانت دقات قلبها تقوى..و أول ما وصلت لمكانهم عند شجرة الليمون..نزلت دموعها..(آه يا يوسف..وش كان بيصير لو كنت معي اللحين؟ كيف تركت لينا لحالها؟ و أنت عارف إنها ما تقدر تعيش من غيرك..حاولت أبي أنساك بس ما أقدر ولا أبي أنساك..مابي أطلع من هالحزن لأنه الشي الوحيد اللي يربطني فيك)
تذكرته..تذكرت ملامحه المبتسمه..اللي محفوره في خيالها..و صوته..كانت تخاف يجي يوم و تنساه..يجي يوم و إذا سرحت فيه ماتسمعه..و مثل ماتسوي دائما..غمضت عيونها..و تذكرته..سمعته يناديها..لكنه ما كان صوته..لكن الصوت مألوف و تعرفه..فتحت عيونها و انصدمت يوم شافت طلال قدامها..طالعته بحزن..و خوف..و قهر..نفس نظرتها له آخر مره شافته فيها..قبل ثلاث سنين..يوم وفاة يوسف..نزلت دموعها على خدها..و هي تحس بالنار اللي تقيد فيها كل هالسنين تزيد..كانت بتروح لكنها سمعته يتكلم..
طلال: للحين نفس النظره يا لينا

التفتت عليه..و شافته معطيها ظهره و يتكلم بشرود..ما عرفت هو يكلمها..أو يتكلم مع نفسه..
طلال: للحين تلوميني على وفاته! كلهم تعاطفوا معك لكن ما أحد حس فيني و قدر خسارتي لأعز صديق..حتى أنت مع إنك أكثر وحده تعرفين وش كان يوسف بالنسبه لي

لينا ماستحملت تسمع أكثر..اسم يوسف رجع لها كل الألم..و وجودها بهالمكان و شوفة طلال خلتها تنهار..ركضت و هي مو شايفه من الدمع اللي ملأ عيونها..

التفت لها طلال..و شافها تروح بعيد..حس بغصه..(آه منك يا لينا يا كثر ما عذبتي هالقلب ولا يوم حسيتي فيه..و لا يوم بتحسين)
جلس في المكان اللي كانت واقفه فيه..و رجعت ملامحها تنرسم قدامه من جديد..(تغيرتي يا لينا!على الأقل صرتي أهدأ.. آخر مره شفتك فيها بوفاة يوسف يومها فجرتي كل حزنك و قهرك فيني..و ظلت ملامحك المفجوعه..ورعشة صوتك الغضبان..في داخلي كل هالسنين..و انمسحت صورة حبيبة الطفوله العذبه..لكن بتظلين مثل ما أنتي دائما..حلم حزين..لا أنا قادر أصحى منه و أنساه..ولا أنا قادر أطوله)
رجع يتذكر أحلى أيامه..أيام الطفوله معها..كانت الوحيده اللي تتحكم فيه.. و تتشرط عليه..و هو مو قادر يرفض لها طلب..كان كل ماراح مع أهله و شافها..يترك الكل و يجلس معها..لين في يوم..جاء ولد عمتها يوسف..العمه اللي اختفت بعد إصرارها على الزواج من واحد رفضه أبوعمر..و انقطعت عنهم..و بعد كل هالسنين..رجع لهم ولدها اليتيم بعد وفاة أبوه..و عاش معهم..و من يومها..تغيرت عليه لينا..ما صارت تتكلم إلا عن يوسف..ما صارت تجلس إلا مع يوسف..و صارت تسوي كل اللي يبي يوسف و بس..لحد ما كبرت و تغطت..و بعدت المسافه بينهم..أما يوسف..فكان معها في نفس البيت..يشوفها كل يوم..يكلمها أي وقت..و هالشي اللي ما تحمله طلال..و خلاه يكره يوسف من كل قلبه..أو يحاول يكرهه..لأن يوسف كان إنسان صعب ينكره..كان الكل يحبه..حتى طلال رغم محاولاته الكثيره إنه يكرهه..ما قدر إلا إنه يحبه..ومع الوقت صار أعز صديق له..لكنه مع كل هذا..ما قدر ينسى لينا..خاصه و هو يسمع من يوسف عنها كل يوم..لين جاء ذاك اليوم..اللي رش على جرحه الملح..و إعترف له يوسف بحبه للينا..و الأكثر من كذا إنها تبادله هالحب..و مات آخر أمل له في قلبها..و قرر إنه يقتل هالمشاعر في مهدها..و يدفنها في قلبه للأبد..و يحاول يفرح لفرحة صديق عمره..اللي انحرم من كل شي في هالدنيا..و ما ملك غير قلب واحد..و دام هالقلب حبه..ما كان قدام طلال غير إنه يتمنى لهم التوفيق..و خلته الأيام..الشاهد على قصة حب حبيبته..و أول من يسمع أحداثها..


وصل الكل ما عدا أم العنود..اللي كانوا بيجون مع ناصر..وفي جلسة الحريم..
أم راكان: أجل تقولين فسختوا الخطبه
أم فارس: شفنا إننا استعجلنا البنت توها صغيره
أم راكان: إيه خليه يفتح شركته و ألف واحد بيتمنى يعطيه بنته و مو أي أحد أكبر العائلات بتناسبه يعني نسب يرفعه
أم فارس: الله يكتب له اللي فيه الخير أنا بس أبي اشوفه مستقر ومرتاح

 

في مكان بعيد من المزرعه_كانت أسيل و رغد يتمشون..و جتهم حلا..
رغد: بسم الله وش فيها ملامحك معتفسه؟
حلا: لينا
أسيل: وش فيها؟
حلا: هذا اللي أبي أعرفه
أسيل: وش قصدك؟
حلا: شفتها قبل شوي جالسه لحالها و سرحانه عيونها حمراء أكيد كانت تصيح
رغد: ليه؟
حلا: ما رضت تقول
أسيل: تتوقعين أحد قال لها شي؟
حلا: لا هي للحين ماشافتهم و لا سلمت عليهم
رغد: صح هي كانت مختفيه حتى أنا ما سلمت عليها
أسيل: أجل وش فيها؟
حلا: مادري هي من أسبوع بس في غرفتها و ما تتكلم مع أحد من يوم خطبها خالد
رغد و أسيل: خالد؟!!
حلا: إيه
رغد: خالد ما غيره صديق العيال
حلا: إيه هو بلحمه وشحمه
رغد: و هي وافقت؟
حلا: لا
أسيل: ليه خساره؟ والله خالد يهبل
حلا: يازينه فيصل يسمعك اللحين
أسيل: وجع أنا قصدي تستاهله لينا
رغد: صح هي ليه ما تبيه
حلا تتنهد: المشكله مو في خالد المشكله في لينا
أسيل: وش فيها؟
حلا: أنا كنت حاسه بس ما بغيت أصدق لكن رفضها لخالد أكد لي هالشي
رغد: حلا وش تتكلمين عنه؟
حلا: لينا للحين ما نست يوسف وما ظنيت بتنساه

دمعت عيون حلا من طاري يوسف..و من حزنها على حالة أختها..
رغد: الله يرحمه بس لينا توها صغيره والعمر قدامها حرام اللي تسويه في نفسها حتى دراستها ما كملتها
حلا تمسح دموعها: هاذي أمي حصه و البنات وصلوا

سلموا عليهم..و راحوا معهم للداخل..و هم ينزلون عباياتهم في وحده من الغرف..
ياسمين: الكل جاء؟
أسيل: إيه الصالح و الطالح
ياسمين تضحك: و مين الطالح؟
حلا: أكيد عمتها و بناتها
أسيل: و معهم عله مجانيه سهى
ياسمين: خالتك فيه يا رغد؟
رغد: إيه
حلا: ما سمعنا صوتك يا جوري؟
جوري: مادري وش أقول؟
رغد: صح والله إنكم ماتستحون نازلين سب في الناس حتى ماعرفتوني عليها
أسيل: هاذي جوري تعرفينها..جوري هاذي بنت عمي الحلوه رغد يكفيك تعرفينها أما البقايا الباقيه اللي بتشوفينهم اللحين فلا تهتمين فيهم و كلامهم دخليه من إذن و طلعيه من الثانيه
ياسمين: يله خلونا نطلع تأخرنا

في قسم الرجال_رجع سيف وشاف كل العيال فيه..حتى نادر..
سيف: غريبه راضي علينا يا نادر
نادر: بكره تتخرج و تشتغل و تعرف إنه ما بيبقى لك وقت
عمر: أنت و فارس بس تتحججون بهالشغل كلنا نشتغل ما قطعنا بأهلنا مثلكم
فارس: أنا كل ما طلعتوا في المزرعه أكون فيه
فيصل يتريق: كثر الله خيرك
فارس: شفتم وشلون لا تقولون مقصر
عمر: خلاص خلونا نتفق على مكان كل جمعه نتجمع فيه
نادر: كل أسبوع! أنت الظاهر ناسي مصنعك
سيف: عمر صادق الجمعه ما فيه أحد عنده شغل كثير
عمر: هاه وش قلتم؟
فارس: أنا معكم
سيف: و أنت يا نادر؟
نادر: يصير خير
عمر: لا خيرك عارفينه حنا قول وعد
نادر يضحك: خلاص وعد

عمر يلتفت على طلال..اللي من جلسوا ما تكلم..و باين عليه الضيقه على غير عادته..
عمر: طلال وش فيك؟ مو معنا أبدا
طلال يقوم: مافيني شي عن إذنكم

تركهم وراح..

 

عمر: وش فيه؟
فيصل: غريب أول ماوصلنا كان طبيعي من بعد ماراح يتمشى في المزرعه مادري وش جاه!

طلال راح عنهم بعيد..يتمشى في الأماكن اللي كان يروح لها هو و يوسف..(بعدك كل شي تغير يا يوسف..حتى لينا..اللي كان مصبرني على فراقها إنها كانت معك..و كانت مرتاحه..لكن اللحين..مجروحه..و أنا ما بيدي شي..سامحني يا يوسف يوم تركتها لك عرفت تسعدها..لكن يوم تركتها لي ماقدرت أسوي لها أي شي)
عمر: طلال
طلال يلتفت: عمر!
عمر: وش تسوي هنا؟ المكان ظلام ومافيه نور
طلال يتنهد: تذكرت يوسف الله يرحمه
عمر بحزن: الله يرحمه

عمر سكت و هو يتذكر حالة لينا..و اللحين طلال..كلهم لا يمكن ينسون يوسف..لينا خسرت خطيبها اللي تحبه في اليوم اللي بتصير فيه ملكتهم..و طلال اللي كان السبب في الحادث و موت أعز صديق له بين يديه..
عمر: قوم يا طلال خلنا نروح للعيال
طلال: أبي اجلس لحالي شوي
عمر: على راحتك بس ربع ساعه لو ماجيت.....
طلال: لا تخاف بألحقك

في قسم الحريم=
كان الكل مجتمع في الجلسه يتقهوون و يسولفون..لكن طبعا كانت فيه سواليف جانبيه..
أم راكان بهمس: هاذي اللي بيخطبونها لفارس! زين إنه هون عنها
ريهام: بس حلوه
أم راكان: الحلوات كثار بس الواحد يدور على اللي يفيده
ريهام: وش قصدك يمه؟
أم راكان: يعني على الأقل يخطبون له ياسمين بكره لا توفى خالها تلقين وراها ورث مو وحده ماينعرف مين أهلها بس عشانها بنت قريبتهم اللي لهم سنين مايعرفون وش عيشتها
ريهام: صح والله كيف يسكنونها عندهم كذا!
أم راكان: مو عارفه أم العنود و أم فارس يحبون يتصدقون على المحتاجين
ريهام: إيه بس مو لهالدرجه!

رجعوا الكل يسولفون..لكن أسيل انقهرت و ملت..لأن هالمره مرام و سهى جالسين قريب منهم و يسولفون معهم..و استغربت أكثر من مرام اللي هالمره لابسه قناع الطيبه و الذوق..
جوري تهمس: شكلها طيبه بنت عمتك ليه تكرهينها
أسيل: ما شافت الطيبه هي بس تتميلح تبي تسوي لها جو ما تطول لين تبين على حقيقتها و أذكرك

و مثل ما قالت أسيل..أول ماقاموا الحريم و صاروا البنات لحالهم..بدى الغرور و الدلع يبان عليها..و كان كل كلامها يبين فيه إنها تقولهم إني أحسن منكم..حست جوري إن الجو مكهرب بين البنات وإن كل وحده ترمي كلام على الثانيه..و هي ما عرفت وش وضعها بينهم..استأذنت منهم تبي تروح عند ياسمين ولينا و أسماء..
و مشت جوري من عند البنات..و شافت من بعيد راكان جالس لحاله..و بجنبه كوره ما يلعب فيها..ابتسمت بحزن..و هي تتذكر حالتها اللي تشبه حالته..أيام ماكانت في بيت عمها و الكل مع بعض و فرحانين..و هي دائما لحالها..عشان كذا كسر خاطرها راكان و راحت له..
جوري: راكان ليه جالس لحالك؟
راكان بعصبيه: تتريقين أنت و وجهك!
جوري خافت: لا والله بس شفتك لحالك و.......
راكان يقاطعها: و أنت وش دخلك
جوري: كنت أبي ألعب معك

راكان ماصدق لأن شوق و رنا مايحبون يلعبون معه..و البنات الكبار دائما ما يعبرونه..حتى خواته و أمه كل مايشوفونه صرخوا في وجهه..أول مره أحد يكلمه بإحترام و حنان..
راكان: أنت مين؟
جوري تبتسم: أنا قريبة ياسمين تعرفها؟
راكان: الطويله
جوري تضحك: إيه
راكان: أول مره أشوفك
جوري: كنت عند عمي
راكان يتذكر: أنت اللي خطبك فارس ثم هون

جوري انحرجت إن هالسالفه حتى الصغار يعرفونها..
جوري: إيه
راكان: أحسن وش تبين فيه فارس لعين دائما يصارخ علي
جوري: ما تبي نلعب؟
راكان: أول وش اسمك؟
جوري: أنا جوري
راكان: تعرفين اسمي؟
جوري: ايه أنت راكان
راكان انبسط: يله تلعبين كوره
جوري: إيه بس علمني ترى ما أعرف وبشويش لأني أخاف
راكان: أووف هذا من أولها


 

بدت تلعب معه و هو فرحان إنه يستعرض عندها..و هي مو عارفه تلعب..و كل شوي مسجل عليها هدف..مروا من عندهم البنات رايحين داخل وشافوهم..حلا كانت دائما تتهاوش مع راكان لأنه يضرب شوق..و كانت ماتطيقه..
حلا: جوري بندخل ماراح تجين؟
جوري: لا بألعب مع راكان لازم أسجل لو هدف
مرام: ترى ما ينعطى وجه اللحين يعصب يرمي الكوره على وجهك
راكان: اقلبي وجهك و إلا بتجيك الكوره أنت يالمنافقه

مرام انقهرت من أخوها اللي فشلها..أما أسيل فمع إنها ماتطيق راكان إلا إنه أعجبها باللي قاله..لأنه لقى الوصف المناسب لأخته..و بما إن هالمنافقه لازقه فيهم من اليوم..شافتها فرصه إنها تفتك منها..
أسيل: والله مسكينه ياجوري أنا بأكون معك فريق و نسجل هدف على راكان

راكان و الكل استغرب..هاذي أول مره تكلمه أسيل أو تعبره..دائما ماترد عليه حتى لو كلمها..
حلا بإستغراب: بتلعبين معه؟!
أسيل: إيه و عشان يتعادل الفريقين أنت مع راكان و أنا و رغد مع جوري

راكان يطالع حلا و رغد اللي متأكد إنهم بيرفضون..لكن هم فهموا إن أسيل تبي تقهر مرام..و وافقوا..و لأن حلا تحمست للعب..
حلا: أوكيه يله نلعب بس اللي يفوز يطلب من الفريق الخسران أي شي
أسيل: خلاص..مرام و سهى بتلعبون؟
مرام بقهر: لا مخلين هبال البزران لك

مشت بقهر هي و سهى..
مرام: تدرين ترى هي ماتطيق راكان بس لعبت معه عشان تصرفنا تضايقت من جلستنا معهم
سهى: صدق مغروره و اللي يقهرني رغد تمشي وراها و ما تقولها لا
مرام: صبرك علي يا أسيل أنا أوريك
سهى: ليه ما خليتينا نلعب معهم و نقهرها
مرام بغرور: أنا اقعد أنطط ورى الكوره قدام الحريم كأني خبله
سهى تفشلت: أنا قصدت عشان نقهرها
مرام: أنا و ياها و الزمن طويل دامنا افتكينا منهم تعالي أفرجك على مكان سري

و راحت معها لشباك بعيد في الممر تحت الدرج..و كان يطل على قسم الرجال..و من بعيد قدروا يشوفون العيال يلعبون كره طائره و بعضهم يشجع..مرام كانت ودها تشوف نادر من زمان ماشافته..أما سهى فتعلقت عيونها في فيصل اللي كان واقف يشجع و يضحك..و زاد قهرها على أسيل..بعد لحظات من وقفتهم..
مرام: يله تعالي نروح قبل يجي أحد و يشوفنا
سهى و عيونها على فيصل: لا حرام عليك انتظري شوي

مرام حست إن سهى مهتمه في أحد..لكن الجهه اللي كانت مركزه معها سهى..واقف فيها طلال و فيصل..و ما عرفت مين..لكن فيصل دق جواله و راح بعيد يكلم لين اختفى..تنهدت سهى و التفتت على مرام وكأنها توها تحس بوجودها..
سهى: تبين نروح
مرام: يله أخاف أحد يشوفنا

راحت مرام و هي عارفه اللحين سبب كره سهى لأسيل..

بعد ساعه_خلصوا البنات لعب..و تركوا راكان يلعب مع شوق و رنا اللي رضوا عليه بعد ما شافوا البنات يلعبون معه..
حلا: يا حليله راكان والله كنا ظالمينه
أسيل: مو مننا من أهله
رغد: ماتلاحظون اليوم كافين عننا لسانهم
حلا: ماشفتي عمتك هي وبنتها كيف يتهامسون كل الوقت
أسيل: آه يامن يرجعهم للشرقيه..جوري وش رأيك فيهم؟
جوري: مادري بس حسيت إنهم يكلموني برسميه مو مثلكم عفويات
رغد: هم كذا دائما الوحده تحلفين عليها عشان تضحك
أسيل: غيروا سيرتهم مايكفي من اليوم مقابلينهم..جوري وش سجلتي فيه؟

بدت تسولف أسيل مع جوري..و حلا انتهزت الفرصه..
حلا تهمس: رغد وش صار مع نادر؟
رغد: كل ما صارت فرصه جبت طاريها لين حسيت إنه بدأ يعرفها..أنت و بنت خالتك اللي شكلكم ماسويتوا شي
حلا: إيه نادر وش حليله تجلسينه و تسولفين عليه عادي بس ياسمين صعب تحددين السواليف اللي تكلمينها فيها
رغد: أنتم اللي ماتعرفون تتصرفون..شوفيها هي و لينا جايين لنا أعلمك اللحين كيف تخلينها تسمع غصب

وصلت عندهم ياسمين و لينا..و صاروا يسولفون..

بعد ساعات انتهت العزيمه..و الكل انبسط..مع إن فيه قلوب كانت في مكان ثاني..وحاضره بس في جسدها..


 

في سيارة طلال/

كانت أمه و رنا..معه في السياره راجعين..و يسولفون..و طلال سرحان و مو يمهم لكن السالفه اللي اهتم فيها طلال..لدرجة انه نسى الطريق اللي قدامه..
رنا: يمه تدرين ان خالد خطب لينا؟
أم طلال: بسم الله أنت وش عرفك؟!
رنا: شوق قالت لي
طلال بصوت واطي: خالد صديق عمر؟
أم طلال: ايه بس الله ماكتب نصيب عشان كذا ما قالوا لأحد بس هالملاقيف مادري من وين يجيبون الأخبار!

سرح طلال..(أكيد لينا رفضت..لأنها للحين تعيش مع يوسف..بس لمتى بترفض؟ وان في يوم وافقت وش أسوي في حالي؟ وش اسوي بوعدي ليوسف؟؟)



في بيت أبوعمر/

بعد مارجعوا من المزرعه..دخلت لينا غرفتها..و بيدين مرتجفه فتحت درجها و طلعت منه أغراض يوسف اللي كانت تخبيها عن أهلها..عشان مايشوفون انهن عندها للحين..بعد ماتوفى هدموا الملحق اللي كان جالس فيه..عشان ماتتذكره..و تخلصوا من أغراضه..لكن هي احتفظت ببعض أشيائه بدون لا أحد يدري..و اللحين و هي ماسكه بين يدينها بوكه و تشوف أوراقه..حست ان كل هالدنيا ماتسوى شي بعده..طلعت عطره و أول مافتحته و شمته..تسابقت دموعها على خدها و ارتفعت شهقاتها..و تذكرت يوم ملكتها..يوم خسارتها لكل عمرها..يوم وفاته..كان رايح عند طلال عشان تاخذ راحتها في البيت و هو بعد يتجهز..كانت فرحتها كبر الدنيا والكل فرحان لفرحتهم..كانت كل شوي تشوف الباب تنتظر يدخل معه يوسف و هو كاشخ لهاليوم..كانت متحمسه تشوفه..
و انفتح الباب..بس مادخل يوسف..ما دخلت فرحتها..دخل الحزن و الموت عليها..شافت طلال بملامح جامده مذهوله..بثياب مليانه بدم..دم يوسف..أول ماوصلت هالفكره في بالها صرخت و طلعت بين الرجال ولا اهتمت و هي تمسك طلال و تهزه..تصرخ في وجهه..تسأله عن يوسف..عن حياتها..عن فرحتها اللي سرقها..لمست بيدينها دم يوسف و ملأ يدينها..حاولوا يسحبونها..لكنها كانت ماسكه في ثياب طلال بكل قوتها..كانت تحس انها اذا فكته..بيسيل دم يوسف و تتأكد انه خلاص راح..لين ماحست بالدنيا من حولها..و من صحت و هي تحس ان الدنيا غدرت فيها..و عرفت ان يوسف مات في حادث..كان رايح مع طلال في سيارته..لكنه ما رجع..(تبيني ما ألومك ياطلال؟ و أنت ماقدرت توصل لي يوسف بأهم يوم في حياتنا..و أنت سبب خسارتي للحياة)
يتبع
 
@،،النـــزف التــاسع،،@



*بعد ثلاثة أسابيع*

في بيت أم العنود=يوم الجمعه/

كان الكل منشغل الايام اللي راحت بالتجهيز و الإستعداد للدراسه..اللي بدت من أسبوع..ياسمين و جوري كانوا يجهزون غرفتها..و اشترت لها ياسمين كل شي من ملابس..ومكياج..و غيره..و ناصر فتح لها حساب..و عطاها مثل اللي يعطي ياسمين..
كانت جوري تجلس مع أم العنود..إذا راحت ياسمين لدوامها..و تجلس تسولف لها عن أمها كيف كانت..والأحداث اللي صارت..و بعد كلمتها عن الكل لين صارت تعرفهم واحد واحد..لكن واحد بس اللي اهتمت لأخباره..و ماتدري ليه تحفظ كل شي عنه..كانت السالفه اللي عن فارس دائما تشد انتباهها..و كثير أوقات تفكر لو تزوجته كيف بتكون حياتها معه..و إذا تذكرت مكالمته تخاف و تحس إنها سوت الصح يوم افسخت الخطبه..ضحكت على نفسها..يوم كان خاطبها فكرت في كل شي إلا هو..و اللحين بعد ماصار ما يعني لها أي شي ماتفكر في غيره..
كانت جالسه في غرفتها الجديده..ترتب مذكراتها في مكتبها الجديد..طالعت ساعتها..شافتها خمس العصر..ياسمين كانت رايحه تزور وحده من صديقاتها في المستشفى..ابتسمت و هي تتذكر ياسمين و عبير اللي جلست معهم في الكليه..كانوا على كل كلمه يختلفون..و على كل شي يتجادلون..استغربت من ياسمين..هاذي علاقتها مع الكل..دائما تجادل و تدافع عن أراءها..اللي ما أحد مقتنع فيهن غيرها..و تذكرت ناصر اللي جاب لها كل شي..و عاملها كأنها بنته و أكثر..حبته بالحيل..و احترمته أكثر..و تمنت لو كان هو أبوها..مو عشانها عشان أمها اللي كانت أكيد حياتها بتكون غير مع ناصر..(الله يرحمك يمه..و الحمدلله على كل حال..مين يصدق إن حياتي تضحك لي أخيرا)
طالعت غرفتها الورديه..بأثاثها الراقي..و طالعت نفسها بالمرايه..كيف تغيرت..كانت لابسه بنطلون أسود ناعم و بلوزه حمراء..بينت بياض بشرتها اللي وردت من بعد ماكانت شاحبه ومافيها حياة..حتى شعرها صار كثيف وحيوي..بعد مارتاحت نفسيتها وتحسنت صحتها من يوم جت هالبيت..كانت بتنزل لأن أم العنود أكيد قريب بترجع من الجيران..لكنها وقفت قدام المرايه ترتب نفسها..خافت وحده من جاراتهم تجي مع أم العنود كالعاده..لأن هالبيت قليل مايفضي من الحريم..بدت تلعب في مكياجها وتتذكر كيف علمتها ياسمين تحطه..رفعت شعرها شينيون و نزلت خصل ناعمه..وحطت كرستالات حمراء صغيره..وتكحلت بكحل أسود وحطت مكياج ناعم..وقفت تطالع نفسها برضى وهي تدور كالعاده على ملامح أمها فيها..(هاذي نعمه من رب العالمين إني كل ماشتاقلك يمه أشوف ملامحك فيني للأبد)
نزلت و هي تغني و فرحانه..دارت عيونها في كل الصاله..و هي تفكر وش كثر تحب كل شي في هالبيت..لكن البسمه راحت من شفايفها و هي تطالع هالنظره الحاده اللي مصوبه عليها..تمنت إنها تتخيل..لكنه كان واقف قدامها..و وجوده لايمكن تشك فيه..حست ان قلبها نبضاته وقفت..مادرت وين تروح..لكن أخيرا بدت تستوعب وركضت على فوق بسرعه..و هي تحس بنظراته تلحقها..

عند المدخل_وقف فارس سرحان فيها..جاء وراه سيف اللي كان جاي معه..لكنه مد يده بسرعه يوقفه قبل يدخل..لين شاف إنها اختفت و بعد يده عنه ودخل الصاله و عيونه تراقب المكان اللي اختفت منه..سيف مادرى وش اللي صار..
سيف: وش فيك؟
فارس بشرود: هاه
سيف: وش فيك وقفتني؟
فارس يلتفت له: آآ كان فيه أحد في الصاله
سيف: من البنات؟
فارس: إيه
سيف بإستغراب: ما أشوفك غضيت النظر إلا طارت عيونك و إلا الحرام بس علي!

سكت عنه فارس..وهو يتخيلها للحين قدامه..انصدم من التغيير اللي صار فيها..كأنها ورده و توها تفتحت..
سيف: فارس وين رحت كنت أكلمك!
فارس: نعم ما سمعت
سيف: إيه مو أنت مادري وش فيك من دخلنا و أنت منطرش..أقولك المفروض اتصلنا قبل..إحراج البيت فيه بنات
فارس بلامبالاة: عادي الخدامه هي اللي دخلتنا الغلط عليها

و دخلت عليهم أم العنود و فرحت بجيتهم..
أم العنود: نور البيت يوم جيته يافارس
فارس: الله يسلمك يمه والله لو ماهالشغل كان تلقيني كل يوم عندك
سيف: لا ماينفع تجي كل يوم تروح غلاتك مثلي
أم العنود تشهق: كله عاد إلا أنت ياولدي أنت الغالي
سيف: مادري عنك يمه من شفتي فارس ماعطيتيني وجه لو أدري ماجبته معي
أم العنود: و الله كلكم غالين بس أنت وعمر دائما أشوفكم فارس الله يهديه اللي مانشوفه إلا بالسنه حسنه
فارس: ولا يهمك يمه بتملين مني
أم العنود: ياكثر ماسمعنا هالكلام ماعمرنا شفناه الله يهديك كاني مابغيتكم تطلعون على ناصر في هالشي
سيف: إلا وش أخباره خالي ناصر من أسبوع ماشفته
أم العنود: أمس سلم علينا و سافر
سيف: و بنتكم الجديده وش أخباركم معها؟
أم العنود تبتسم: الله يخليها لنا كانها من يوم جت عندنا و هي مونستنا

فارس استغرب من سؤال سيف..بس هذا هو سيف يحب يسأل و يتطمن عن الكل..عكسه اللي يحسب كل كلمه قبل يطلعها..كملوا سواليفهم اللي ماخلت طبعا من ذكر جوري..لأن أم العنود كانت فرحانه فيها بالحيل..

في غرفة جوري_جلست جوري مصدومه من الموقف اللي صار لها..ما تخيلت إنها بتشوفه مره ثانيه..و انحرجت من نظراته اللي كانت تتفحصها..(لاحظ إني تغيرت؟ ولا ما يهمه..و يمكن مايتذكر ملامحي من الأساس..آه يافارس مادري ليه أحس إن قلبي يرتجف كل ما أشوفك)
قررت تنزل تتسمع عليهم..كان نفسها تسمع كيف يتكلم..كيف يضحك..و نزلت و وقفت قريب من المجلس تسمع سوالفهم وضحكهم..و بعد نص ساعه..سمعتهم يعتذرون و راحت تركض للمطبخ قبل يطلعون عليها..



 

في بيت أبو نادر/

نزل نادر من غرفته..و شاف خالته أم طلال و طلال و رغد في الصاله يتقهوون..
نادر: مساء الخير
الكل: مساء النور
أم طلال: اجلس تقهوى يا نادر و لا تقولي مثل أبوك عندك شغل
طلال: مو على كيفه..أصلا اليوم عندنا إجتماع
نادر يجلس: أي إجتماع؟
طلال: وينك يا عمر تسمع اللي واعدك نسى الموعد كله
نادر يتذكر: أنتم للحين على إتفاقكم على بالي نسيتم
طلال: لا بس تدري الأسابيع اللي راحت عمر و فارس كانوا مسافرين هذا أول أسبوع نكون كلنا موجودين
رغد: وين بتروحون؟
طلال يتريق: عادي أخت رغد كان تبين ناخذك معنا
رغد: تتريق؟
طلال: على لقافتك تستاهلين وش دخلك وين رايحين
رغد: من زينك أنا بس أبي اتطمن عليكم
طلال: مشكله اللي مسويه فيها أختنا الكبيره
نادر: لا عاد كل شي و لا رغوده مانستغنى عنها
رغد فرحت: يابعد عمري يانادر مو ناس بس يحطموني
طلال: أنت المشكله على كثر ما أسب فيك ماتتحطمين
رغد: معليش سب الحبيب مثل أكل الزبيب
طلال: سكتيني..المشكله لسانك حلو دائما تغلبيني
رغد: قلبك الطيب هو اللي يغلبك
طلال لاشعوريا: والله ما أحد معبر هالقلب غيرك

كلهم التفتوا عليه..لأن كلامه طالع من قلب..و فيه قهر..
طلال: بسم الله وش فيكم اسكتوا فجأه!
رغد: لا سلامتك أنت و قلبك يحسون فيه قريب إن شاء الله

طلال تضايق من هالسالفه..بس كالعاده كتم بقلبه..و بدأ يضحك..
طلال: أنا قايل هالأفلام الهنديه مصيرها تلعب بعقلك
أم طلال: فيصل وينه مو رايح معكم؟
طلال: إلا فيصل رايح مع الشباب قبلنا

و هم جالسين دخلت عليهم عمتهم و معها مرام..اللي ما صدقت عيونها و هي تشوف نادر..ما تخيلت تلقاه في البيت هالوقت..
أم راكان: مساء الخير
الكل: مساء النور
أم طلال: حياكم الله تفضلوا

دخلت أم راكان و سلمت عليهم..و مرام سلمت من بعيد..وهي عيونها على نادر..
رغد توقف: تعالي نطلع يامرام
طلال: لا خوذوا راحتكم حنا تأخرنا و بنمشي

طلعوا طلال و نادر..و رغد مستغربه من هالزياره..عمتها كانت دايم تزورهم..لكن هاذي أول مره تجي مرام..
مرام: أخبارك مع الدوام يارغد؟
رغد: توه مابدأ رسمي تعرفين أول أسبوع مافيه شي
مرام: إيه أنا مارحت
رغد: لا حنا داومنا كل الأسبوع مع إن الكليه فاضيه بس على قولة حلا مصدقين نفسنا على بالنا مدرسه

انقهرت مرام من طاري حلا..وعلاقة رغد فيهم..و كيف دايم تجيب طاريهم..كانت تنقهر منهم وتقول في بالها إن أسيل عندها حلا..يعني رغد لازم ترجع معها..خاصه اللحين بعد ماصارت مهتمه في نادر..و لازم أسيل تروح مع خوالها و تبعد عنهم..
مرام: رغد عندك شي اللحين؟
رغد: لا ليه؟
مرام: كنت أبي اروح السوق وماعرف أسواق الرياض قلت نروح مع بعض
رغد من غير نفس: إيه عادي



في بيت أم عمر=الساعه ١٠مساء/

كانت حلا في غرفتها..مع أسيل اللي من العصر جت مع أمها..و أمها راحت و هي جلست..
حلا تتريق: أسيل للحين مضيعه بيتكم؟
أسيل: جالسه على قلبك
حلا: بكره دوام
أسيل: عارفه
حلا: أجل ليه ماتهويننا و نشوفك بكره
أسيل: مابي عاجبتني جلستي..صح إن غرفتك زباله بس معليش أمشي الحال

قالت هالكلام و هي تطالع غرفة حلا بقرف اللي مافيها أي شي بمكانه..طالعتها حلا بقهر ورمت كل الأوراق اللي على مكتبها..
حلا: كيفي غرفتي وأنا حره فيها ما أحب الترتيب
أسيل: والله إنك حاله
حلا: دامك ناويه تطولين عندنا تعالي نروح نتعشى جعت

في غرفة الطعام_جلس الكل يتعشى..بما إن عمر مع العيال برى..
أسيل: يالله ياخالتي بآخذ شوق معي عشان ماجلس لحالي
حلا: اخذيها
شوق: و تستغنين عني؟
حلا: والله واثقه من نفسك! تدرين أسيل اخذيها و معها لينا وبالمره أمي معهم
أم عمر: والله مافيك خير حتى أنا ماتبيني!
حلا: هاذي جزاتي يعني أبي لكم اللمه
لينا: يعني يقال هذا اللي تقصدينه
حلا: طبعا بس أنتم دائما ظالميني
أسيل: والله ما أحد ظالمك غير لسانك
حلا: اللاجئين مالهم راي
أم عمر: حلا أنت ماتستحين؟
أسيل: خليها خالتي تعودنا على لسانها..الله يعينه اللي بياخذها


 

في سيارة فارس/

كان راجع من عند العيال..و تذكر جوري..كيف تغيرت..ابتسم وهو يتخيل ملامحها الناعمه..(كانت فرحانه و مرتاحه..لو كنا تزوجنا كانت بتكون كذا؟ و كيف كنت بأعاملها؟ أووف مادري وش فيني أفكر فيها! و إذا حلوه فيه ألف وحده أحسن منها)
دق جواله و قطع عليه أفكاره..شاف رقم أسيل..
فارس: هلا
أسيل: أهلين فارس وينك؟
فارس: ليه تسألين؟
أسيل: أنا عند خالتي و أبيك تمر تآخذني دقيت على سيف جواله مقفل
فارس: إيه بطاريته فضت مادري وش فيه أخوك هالأيام عقله مو معه
أسيل: عادي الناس تنسى يافارس الكل مو مثلك يحسب كل وقته بالثانيه
فارس: لأنكم ماعندكم تخطيط للمستقبل
أسيل: يا الله عاد أنا مين أحاول أقنع الرجل الآله
فارس: وشو؟!
أسيل تضحك: حلا مسميتك كذا
فارس: و الآنسه حلا وش دخلها فيني؟
أسيل: عادي مسميتنا كلنا
فارس: والله إنكم متفرغات..يالله ربع ساعه و أنا عندك جهزي نفسك
أسيل: خلاص بتلقاني في الشارع استناك
فارس: لا مو لهالدرجه
أسيل: وش فيك فارس صدقت كنت امزح
فارس: والله مادري عنكم أنتم يالبنات اتوقع منكم أي شي يله مع السلامه
أسيل: مع السلامه

سكرت أسيل و التفتت على حلا..
أسيل: تصدقين على كثر ما فارس ناجح في شغله لدرجة إن أبوي يستشيره في كل شي إلا إنه برى هالشغل ما احس إنه يعرف شي
حلا: ليه؟
أسيل: تصدقين يوم أقوله بأستناك في الشارع صدق
حلا تضحك: يا حليله تلقينه طاير اللحين خايف تسوينها
أسيل: أول مره أركب معه تخيلي
حلا: و هو متى كان فاضي زين عبرك اللحين
أسيل: مو أقولك دافن نفسه فهالشغل عشان كذا انقهرت يوم فسخ خطبته كان عندي أمل إذا تزوج يتغير
حلا: تكفين عسى جوري اللي بتغيره عاد..تلقينها ترجف قدامه ماتقدر تكلمه
أسيل تسمع جوالها: هذا فارس..يله أشوفك بكره
حلا تتمدد على الكنب: باي
أسيل: ماراح تطلعين توصليني!
حلا تتريق: ليه خايفه تضيعين..أهم شي سكري الباب وراك
أسيك: صدق مافيك ذوق أنا الغلطانه أجي عندك المره الثانيه بأروح لرغودتي
حلا تقلدها: رغودتي..أقول ياشين اللي يدور له عذر عشان يشوفهم

ابتسمت أسيل و تركتها..و طلعت من عندها..و ركبت مع فارس..
أسيل: السلام عليكم
فارس: وعليكم السلام
أسيل: تفرقتم كلكم أو أنت مشيت قبلهم
فارس: لا كلنا مشينا
أسيل: نادر جاء معكم؟
فارس: إيه ليه تسألين؟
أسيل: لأن رغد تقول إنه دائم مايجي لمزرعتنا و أنا احسه منعزل عنكم
فارس: لا وليناه عمر و خبرك بولد خالتك لابغى شي يسويه غصب

أسيل كانت تلف و تدور تحاول تجيب طاري لفيصل..تتمنى تآخذ أخبار عنه..لكن هالشي مستحيل مع فارس..مايكفي إنها كانت مستحيه منه و طول الطريق ساكته ماتدري وش تكلمه فيه..فقالت تكمل سهرتها مع سيف و تعرف كل اللي تبي منه..أما فارس فكان يبي يسألها عن جوري..لكن ماعرف عن إيش يسأل..أو ليه..واستسخف الفكره..و شالها من باله..


 

*يوم السبت*

في كلية إقتصاد وإدارة أعمال/

طلعت مرام و سهى من المحاضره الأولى..
سهى: حرام عليك فشلتي البنت وهي تسألك
مرام: بلا قرف تكفين..هذا اللي ناقص أرد على هالأشكال بعدين واضح إنها تتلصق حبيبتي اذا تعرفنا على أحد لازم يكون على مستوى أو مانتعرف احسن
سهى: وش أخبارك مع رغد؟
مرام: أمس رحت معها السوق...سهى بأسألك سؤال وإن كنتي تعتبريني صديقه لك تجاوبيني بصراحه
سهى: اسألي
مرام: أنت تحبين فيصل صح؟
سهى انصدمت: كيف عرفتي؟
مرام: باين عليك ما تعرفين تخبين
سهى: تتوقعين حتى رغد ملاحظه؟
مرام: أكيد و أسيل بعد عشان كذا تكرهك
سهى تتنهد: بس وش الفائده فيصل يحب أسيل
مرام: كيف عرفتي؟ سألتيه؟
سهى بإستغراب: لا بس الكل يعرف إنهم مخطوبين لبعض من يوم كانوا صغار
مرام: إيه بس اللي أنا اشوفه إن أسيل هي اللي راميه نفسها عليه
سهى: بس رغد تقول إنه يحبها
مرام: رغد تقول اللي تبيه أسيل..أنت المفروض ماتستسلمين بهالسهوله
سهى تحمست: تتوقعين فيه أمل يحبني فيصل
مرام: إذا خططنا صح ليه لا
سهى: وش نخطط؟
مرام: كيف تخلينه يحبك و كيف نبعد أسيل عن رغد
سهى: أنت تسوين كذا عشان تقهرين أسيل؟
مرام: لا مو بس عشان كذا..بأقولك شي بس ترى ما أحد يدري لأن الكلام ماصار رسمي
سهى بحماس: وشو؟
مرام: جدة نادر يوم كنا نزورهم في الشرقيه كانت تحبني بالحيل و خطبتني له
سهى: يعني أنت مخطوبه لنادر!
مرام: جدته لمحت حتى خالاته دائما يلمحون لي
سهى: زين وش دخل أسيل في كل هذا؟
مرام: تبين إذا تزوجت نادر هي تتزوج فيصل و تلزق فيني بكل مكان! لا أنا أبيك أنت تصيرين سلفتي
سهى ماهمها من كل هذا إلا فيصل: تتوقعين إن فيصل مايحبها و يحس فيني يا الله ما أصدق!
مرام: أنت بس خليك معي و أنا بأساعدك



في كلية الحاسب الآلي/

جلست جوري و عبير في الكافتيريا..و شافوا ياسمين جايه عندهم..
ياسمين: هاه جوري أخبار أول محاضره
جوري: حلوه
ياسمين: و بنات قسمك ما تعرفتي على أحد منهم؟
جوري: لا استحي
عبير: مو ضروري تتعرف على أحد حنا نبيها تجلس معنا
ياسمين: لا نبيها تكون لها صداقات و تتعرف على غيرنا..بعدين لازم تعرفين أحد في قسمك مو دائما محاضراتنا بتكون نفس الوقت يعني مو دائما بتلقيننا
عبير: يا ساتر منك تونا أول يوم و أول محاضره بعد
ياسمين: ولو أنا أبيك يا جوري تختلطين مع بنات قسمك
جوري: ولا يهمك أحاول
عبير: صح تذكرت أنت مو ناويه تتركين هالشغل عنك
ياسمين: لا طبعا
عبير: و دراستك؟
ياسمين: عادي معها أنا ماشتغلت عشان اجلس شهر واتركه
عبير تلتفت لجوري: أذبحها؟!
جوري: خليها على راحتها
عبير: يعني أنت معها؟
جوري: حلو تتعود على الشغل و تعتمد على نفسها أنا بس أخاف إن خالها يدري و يزعل
عبير: لا واضح تأثير ياسمين عليك


 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى