روايه قلوب تنزف عشق

في كلية الحاسب الآلي/
جلست جوري في الكافتريا و هي تتنهد..(يووه يا ساره يعني ما لقيتي تغيبين الا اليوم!!)
شافتها لما جالسه و مكشره..و تمنت انها تكون متهاوشه مع مازن..ابتسمت بتصنع و راحت لها..
لما: جوري وش فيك؟
جوري: لا و لا شي بس قهرتني ساره ليه تغيب ما قالت لي
لما..(هذا اللي ناقص تأخذ اذن منك..ما يكفي لزقتي فيهم لين اخذتي مازن وش تبين بعد!)
لما: وش دعوه يعني ما تجلسين الا مع ساره؟
جوري: لا والله مو قصدي بس كنت أبي آخذ رايها بموضوع
لما فكرت تستغل فرصة غياب ساره..و تأخذ من جوري أخبار مازن و كيف العلاقه بينهم..و يمكن هالموضوع يتعلق فيه..
لما بعتب مصطنع: زعلتيني منك..حنا مو صديقات؟ ليه ما تقولين لي أنا؟...الا اذا كنتي ما تحبيني أو مو واثقه فيني؟
جوري: لا مو هذا قصدي
لما: اجل يله قولي وش اللي مضايقك و أنا بأساعدك
قالت لها جوري عن اتصال فهد..و عن طلبه ان ما أحد يدري..و حيرتها في هالموضوع..لما و هي تسمع ملت من السالفه..توقعت انها عن مازن و الا كان ما اهتمت تسأل عنها..لكن و جوري تتكلم فجأه خطر في بالها شي..
لما: لا يا جوري لا تقولين لساره هالشي
جوري بإستغراب: ليه؟
لما: أكيد بتقول لك لا تكلمينه..حتى اهلك اذا عرفوا بيمنعونك تكلمينه لانهم طردوك من قبل بيقولون اللحين يوم احتاجوك رجعوا يكلمونك يمكن يشكون في نواياهم و يحسبونهم طمعانين فيك أو يمكن يخافون تكلمينهم لين ترجعين تسكنين عندهم
جوري: بس فهد و بنات عمي صادقين أنا حاسه بهالشي
لما: أنتي حاسه بكذا لانهم اهلك و تسامحينهم على كل شي لكن غيرك بيشوف انهم نصابين و لا راح يعذرونهم
جوري تتنهد: اجل وش اسوي؟
لما: لا تقولين لأحد انك تكلمينهم و ساعديهم من غير أحد يدري
جوري بخوف: لا ما أقدر اخاف يعرفون و يتضايقون
لما: لا صدقيني ماراح يعرفون و حتى لو عرفوا بيدرون انك سويتي كذا عشان ما تضايقينهم و كأنك تبين تساعدينهم بدون ما أحد يدري عشان ما تذلين بنات عمك قدامهم
جوري: و لا أقول حتى لساره؟
لما: ساره أكيد بترفض عشان مازن..أكيد ما يبيك ترجعين تكلمين أحد سوى فيك كل هذا بيقول انه اللحين زوجك و عندك أم العنود و اهلها..وش تبين فيهم
جوري ما كانت مقتنعه..لكن لما ظلت وراها و بدت تخوفها و تبرر لها لين اقنعتها..

في بيت أم العنود=المغرب/
دخلت ياسمين تسلم على أم فارس..اللي كانت جايه من نص ساعه..و جلست معهم..غمزت أم فارس لأسيل..اللي فهمت أمها وش تبي..و طلعت مع جوري برا..
أم فارس: ما قلت لكم سيف نوى يخطب
أم العنود: زين والله ما بغى واحد من عيالك يتحرك
ياسمين: قبل فارس؟
أم فارس: فارس شكله ناوي يلحق خاله..فقلت ليه يضيع عمر سيف عشانه
أم العنود: مبروك إن شاء الله
أم فارس: مبروك نسمعها بعد ما نعرف رأي العروس
أم العنود: سيف ما فيه وحده ترفضه
أم فارس: يعني لو خطبناله ياسمين توافقون؟
ياسمين انصدمت..كانت ناسيه هالسالفه بعد كل اللي مر عليها..لكن خالتها الظاهر ما نست..
أم فارس: وين رحتي ياسمين؟
ياسمين تنتبه: هاه..لا بس فاجأتيني
أم فارس: حنا أهل يا ياسمين عشان كذا أنا قلتها لكم بدون مقدمات..أبي اعرف رأيك؟
ياسمين بإرتباك: عطيني فرصه أفكر يا خالتي
أم فارس: خلاص يا بنتي بأتركك تفكرين أسبوع و إن شاء الله إذا وافقتي يخطبك أبوفارس رسمي من ناصر
طلعت عنهم ياسمين و هي منصدمه باللي قالته..(ليه ما رفضت على طول؟ ليه أقولها بأفكر؟! وش ناويه عليه يا ياسمين؟!)
مرت من عند أسيل و جوري في الصاله..لكنها تعدتهم و طلعت فوق..
جوري تطالعها: وش فيها ياسمين؟!
أسيل تضحك: أمي خطبتها لسيف
جوري تشهق: والله؟!
أسيل: ايه
جوري: ليه ما قلتي لي؟
أسيل: هذاك عرفتي مع العروس قبل الكل..وش تبين أكثر؟
جوري تفكر: تتوقعين توافق؟
أسيل: بصراحه لا
جوري: حتى أنا..لو رفضت بتزعل خالتي أم فارس و سيف؟
أسيل: مادري يمكن أمي تتضايق شوي..بس هم عارفين رأيها من قبل بهالموضوع
جوري بتردد: الأسبوع الجاي ملكة سهى..سمعت إنها عائليه
أسيل بدون نفس: ايه
جوري: أسيل نسيتيه خلاص؟
أسيل: مادري..ما أعرف اللي باقي في قلبي له حب أو جرح أو كره..اللي اعرفه إني ما اتمنى له الخير معها
جوري: و نادر؟
أسيل تذكرته في المزرعه: ما أحب اتكلم عنه..سكري الموضوع و قولي لي أخبار مازن؟

في سيارة سيف/
وصل لبيت ماجد..و دخل عنده..كان ماجد يسولف و يتكلم وهو مو معه..حتى ورد كانت جالسه معهم بس تقرأ في قصه معها..
ماجد: سيف وين رحت أكلمك؟!
سيف يفز: هاه!
ماجد: أنت مو ناوي تقول لي وش فيك؟
سيف يتنهد: أمي بتخطب لي اليوم
ماجد يضحك: أنا اشوف حالتك حاله..معذور خايف ترفضك؟ لا تخاف اللي مثلك ما ينرفض(يغمز له) أنا لو بنت وافقت على طول
سيف يضحك: الحمدلله إنك مو بنت
ماجد: والله إني وسيم يحصل لك عروس مثلي
سيف: صدق رايق!
ماجد..(لا والله من الهم اللي فيني)
ورد كانت تسمعهم: مبروك عمو سيف
سيف يبتسم لها: الله يبارك فيك حبيبتي..بس خلينا نشوف توافق العروس أو لا
ماجد: و أنت من متى قررت تتزوج؟
سيف: أمس كلمتني أمي و قلت لها تسوي اللي تبي
ماجد: والله ما عندك وقت أمس قررت و اليوم خطبت..شكلك حاط عينك على أحد
سيف: أمي من زمان تبيها لي
ماجد: و أنت ما تبيها؟
سيف: أنا عادي..أول شي كنت رافض لأني اعتبرها مثل أختي من يوم كنا صغار و حنا متعودين على بعض..لكن يوم فكرت لقيت إنها ما يعيبها شي و آخذها أنا و اعزها و أحافظ عليها أحسن ما ياخذها غريب و هي يتيمه...صح خالي ناصر مو مقصر عليها بس ولو الكل بيرتاح و هي معي أكثر
سكت ماجد مصدوم..و الخوف ملأ قلبه..ما يبي يصدق..مستحيل سيف يكون يتكلم عن ياسمين..بس هي يتيمه مثل ما يقول..و هي اللي خالها ناصر مسئول عنها..و هي اللي من صغرها معهم..
انتبه إن سيف للحين يتكلم..
سيف: بس مع كذا احس انها ماراح توافق..ياسمين كانت عارفه من زمان إن أمي و خالتي ناوين يخطبونها لواحد مننا..عشان كذا بترفض..يمكن تحس إني مجبور عليها
ماجد كانت ملامحه مصعوقه..خاصه وهو يسمع اسم ياسمين اللي أكد كل شكوكه..
حتى ورد عرفت..و هي تشوف ملامح عمها تأكدت من هالشي..و بدت تصيح..
انصدم سيف من دموعها اللي نزلت فجأه..و التفت على ماجد اللي قام بسرعه و شالها من كرسيها..و طلع من المجلس وهو يقوله..
ماجد: معليش سيف اللحين ارجع
سيف بإستغراب: خذ راحتك
أخذها ماجد و راح لغرفتها..جلسها على سريرها و هي للحين مغطيه وجهها بيدينها و تصيح..ماجد كانت حالته أسوأ من حالتها..ما عرف كيف يهديها وهو نفسه محتاج يهدي النار اللي داخله..إنه يحاول ينساها شي..و إنه يعرف إنها بتروح لغيره شي ثاني..للحين مو قادر يصدق اللي سمعه..
حط راسه في حضن ورد..و غمض عيونه بقوه..يبي يمسح كل الأفكار من راسه..لكن عيونها كانت تطالعه..مثل ما يشوفها بكل لحظه..
انتبهت له ورد و مسحت دموعها..و ضمت راسه بقوه..
ورد: بابا ماجد لا تتضايق..خلاص أنا مو زعلانه بس أنت لا تزعل بعد
ماجد يرفع راسه: آسف حبيبتي..أنا السبب بضيقتك..ليتني ما خليتك تشوفينها
ورد: بس أنت شفتها و حبيتها..و إذا كنت زعلان أنا أبي ازعل معك مابيك تزعل لحالك
ماجد يقوي نفسه: خلاص حياتي ماراح نزعل كلنا..اتفقنا؟
ورد: اتفقنا
ماجد: أنادي ماريا عندك أنا لازم ارجع لسيف
ورد: أنا ادق عليها
راح ماجد لسيف وهو يحاول يداري اللي فيه داخله..تنفس بقوه قبل يدخل..
ماجد: معليش سيف خليتك
سيف بقلق: وش فيها ورد؟
ماجد: آآ لا بس أمس حلمت حلم مزعج و كل ما تتذكره تصيح
سيف: خلاص أنا بأروح اللحين و أنت لا تتركها لحالها
ماجد: لا وين؟ اجلس حتى قهوتك ما كملتها
سيف: معليش وقت ثاني..أنا عارف إن ورد ما ترتاح إلا معك
استأذن منه سيف و طلع..و ما جد رمى نفسه على الكنب..(قال إنها احتمال ترفض..و اللي اعرفه عن ياسمين يخليني احس إنها ترفض هالشي..تكفين يا ياسمين ارفضي..لا توافقين عليه)
هذا الشي الوحيد اللي هون عليه اللي سمعه..

في بيت أم مازن/
كان مازن في غرفته توه راجع من شغله تعبان..و راح ينام..أول ما جلس على السرير..جاه مسج..فتحه و قراه و عيونه ماليها النوم..لكنه فز و صحصح فجأه..و رجع يقراه مره ثانيه..
[نام يا مسكين و زوجتك المحترمه تسهر مع غيرك..قبل يعميك الطمع و تاخذها بس عشان ترفع من مركزك..كان تذكرت ان اللي هي جالسه عندهم مو اهلها و فكرت هي كيف تربت؟ وش اخلاقها؟]
عصب و حس ان الدم يغلي في عروقه..(مين هالواطي اللي يجيب طاري جوري بهالكلام!!)
دق على الرقم..دق..و دق..لكن ما أحد رد..و ارسل..[أنت جبان و اسلوبك واطي و اللي مثلك حسافه عليه يعيش]
دق على واحد من اصدقائه و عطاه الرقم يبي يشوف مين باسمه..كان يتمنى يعرف مين هاللي ارسل و يوديه بداهيه..

في بيت أم العنود/
كانت ياسمين في سريرها مو قادره تنام..تفكر..في كلام خالتها..كانت تعرف من زمان إن هاليوم راح يجي..بس كانت متوقعه ترفض على طول..لكنها ما حبت تكسر خاطر خالتها..لكن ما قدرت تقتنع بالفكره مهما حاولت..(بأقولهم حاولت اتقبل الفكره بس صعب..والله سيف مثل أخوي..بعدين مابي اتزوج اللحين....وهو يبيني؟ أو خالتي اجبرته؟ أو يمكن اقنعته بسالفة خذها أنت احسن من الغريب..أخاف يكون مجبور مثل فارس يوم يخطب جوري...أكيد لأني أعرف شعور سيف اتجاهي..عمري مالاحظت أي اهتمام...لاااا بعدين هو الوحيد اللي عرف عن شغلي..و صديق ماجد..كل هذا يخليني لايمكن أوافق عليه)

في بيت أم فارس/
دخل سيف لغرفته..شاف أمه أول ما دخل البيت و قالت له إن ياسمين طلبت وقت تفكر..(مادري ليه حاس إنها بترفض..يمكن عشان كذا وافقت على هالشي..لأني متأكد إنها بترفضني..)
طرت عليه نجود..ملامحها..نظرتها الناعسه..و ضحكتها..تنهد بقهر و راح فتح شباكه و وقف عنده..حس بالهواء البارد لين بدأ يرتجف..كان يحس بضيقه..ما يقدر يرتبط بأحد وهو للحين يحس كل تفكيره و قلبه معها..بس هي جرحته..و خدعته..و هالشي مو قادر يسامحها عليه..
 
*من بكره*
في بيت أم العنود/
كانت جوري و أم العنود في الصاله..جوري ترسل مسج ترد على مازن..اللي له ساعه يسولف عليها بالمسجات..لأنه عند اصدقائه..و هي تقرأ سواليفه و تضحك..
دق التليفون جنبها..و أول ما شافت رقم فارس اختفت ضحكتها..
أم العنود: ردي يمه على التليفون
كانت جوري بتقولها إنه فارس..و أكيد يبيها..بس حست إن هالشي فيه وقاحه..كيف تقومها من مكانها بسرعه عشان ترد عليه..و كأنها مو قادره تكلف نفسها و ترد..تنهدت و ردت..
جوري: مرحبا
فارس أول ما سمع صوتها..ما عرف وش يحس فيه..فرح أو ضيق..لكن الشعور اللي غلب عليهن القهر..
فارس بجفاء: أبي اكلم أمي حصه
جوري: لحظه
تركت السماعه من يدها..و قالت لأم العنود إنه يبيها..و جلست بعيد شوي و هي تراقب أم العنود اللي تكلمه و هي تضحك..(أكيد تغير مزاجه اللحين..احس بصوته كره..استخسر حتى السلام فيني؟....كذا احسن عشان أقدر انساه..وهو أكيد نساني)
و طلعها من الأفكار..صوت المسج اللي جاء لها من مازن..ابتسمت بهدؤ..(مهما كان صعب بأنساك يا فارس..مازن ما فيه أي عيب يخليني اندم على اختياري له)

في بيت نجود/
كانت بشاير واقفه عند الباب من دقايق..متجمده من الهواء البارد..ما أحد فتح لها بس هي متأكده إنهم في البيت..من أسبوعين سافرت مع أبوطارق و أمس رجعت..استغربت غيبة نجود..اللي كانت دائما أول ما توصل تجيها..و كانت تبي تقول لها عن اللي صار..و اللي منكد عليها..
ما صدقت و هي تشوف الباب يفتح..دخلت لكنها ما شافت نجود..كانت أمها اللي واقفه..و أكيد من دقايق و هي تمشي تحاول توصل للباب..سلمت عليها..
بشاير:آسفه يا خالتي تعبتك..بس أنا اتوقعت نجود فيه
أم نجود بحزن: نجود تعبانه..ادخلي لها
بشاير بخوف: وش فيها؟
أم نجود: الله يعين..الله يعين
دخلت بشاير مع أم نجود..و هي تراقبها بقلق..وصلتها للصاله..و راحت بسرعه لغرفة نجود..شافتها نايمه على السرير..وجهها شاحب و عيونها حمراء..و حالها يكسر الخاطر..كانت ملامحها تنطق بالحزن و التعب..ركضت عندها بشاير..و أول ما شافتها نجود..ضمتها و صارت تصيح في حضنها..
كانت حرارتها مرتفعه..و ما فيها حيل حتى للبكي..و كأنها من أيام تصيح..
بشاير بقلق: نجود وش فيك؟
نجود مسحت دموعها و حاولت تتمالك نفسها: سيف...(ما قدرت تنطقها)
بشاير: وش فيه سيف؟
نجود تصيح و بصوت رايح: ....طلقني
بشاير تشهق: ليه؟!
نجود سكتت شوي: السالفه طويله
بشاير بقلق: قولي يا نجود وش صار؟
نجود بحزن : أبوي طلع من السجن...تصدقين كنت أعد الأيام عشان يجي هاليوم..لكن الأيام طالت و صارت عندي مشاكل أكبر من انتظاره..لين نسيت انه بيطلع في يوم..أحيانا كثيره انسى إن لي أبو من الأساس...يوم شفته ما صدقت نفسي..ما دري وش حسيت فيه..كنت أبي افرح بوجوده بيننا..أبي افرح بأمانه..لكن....
بشاير: لكن ايش؟
نجود تنزل دموعها: من بعد طلعته بساعات جاء عنده واحد..و ..معه مخدرات..(تصيح) طلع بعد كل هذا عشان يتاجر بالمخدرات..و كأنه ما تعب من السجن اللي عاش فيه و عادي عنده يرجع له..بعد كل اللي قاسيناه بغيابه عشان نحافظ على نفسنا و بيته..جاء يبي يعيشنا من حرام
بشاير مصدومه: .....
نجود تصيح أكثر: ترجيته يرجعها..لكنه رفض..ما كان أبوي اللي اعرفه..السجن غيره للأسوأ..و تعرف على هاللي يتاجر معهم...قلت له يبعد عننا لو كان متمسك بهالشي لكنه قال ان البيت بيته و اذا ما عجبني أروح لخالي..سكت..خفت أمي تعرف..لكن اللي عرف مو أمي
بشاير: مين؟
نجود: سيف...
بشاير تشهق: عشان كذا...طلقك؟
نجود: ايه
بشاير بحزن: بس أنتي مالك ذنب
نجود: هو ما يعرف هالشي...أنا قلت له إني أنا أتاجر فيهن
بشاير تشهق: ليه؟!
نجود: عشانه..عشان سيف...من يوم طلع أبوي و أنا افكر بوضعنا كيف بيصير؟ ولو عرف أبوي وش بيقول...يوم شفت أبوي كيف تغير..خفت على سيف منه
بشاير: وش قصدك؟
نجود: أبوي لو عرف المستوى المادي لأهل سيف أكيد ماراح يسكت..و الأهم من كل هذا ليه أورط سيف مع عائله تتاجر اللحين بالــ...
بشاير بقهر: و أبوك وينه اللحين؟
نجود: من يومين أخذ المخدرات اللي جابهن و راح..و لا قال متى بيرجع؟
بشاير: ما عرف انك كنتي متزوجه؟
نجود: ما أهتم يسأل عن حالتنا ليه أقول له؟...كل همه يجمع الفلوس حتى لو بهالطريقه
بشاير: ليه كل هذا؟
نجود: يقول مليت من حياة الفقر..و يبي يعيشنا مثل العالم و الناس
بشاير: و أمك ما لا حظت هالتغيير؟
نجود: هو ما يبيها تعرف بهالشي..يدري انها ماراح ترضى..يدري انها ممكن تبلغ عليه
بشاير: وش ناويه تسوين؟
نجود: مادري..فراق سيف ذبحني..و صدمتي في أبوي...و مو قادره افكر بشي
سكتوا..و كل وحده تفكر باللي صار..بالنهايه اللي ما توقعوها لهالزواج..
نجود تتذكر: أنتي وينك كل هالأيام؟
بشاير بحزن: كنت جايه عشان أقول لك....
نجود: وشو؟
بشاير تضحك بإستهزاء: حتى أنا تطلقت
نجود انصدمت: ليه؟
بشاير: زوجته عرفت
نجود بإستغراب: و أنتي زعلانه عليه؟!!
بشاير تدمع عيونها: لا..زعلانه لأننا بننتقل عند أخوي و بيأجر هالبيت
نجود سكتت..ما فيه كلام تقدر تقوله..ما فيه شي يخفف الوجع اللي في قلبها..ليه تخسر حياتها كذا..ليه تخسر الناس اللي تحبهم..الناس اللي طلعت فيهم من هالدنيا..
حتى الدموع ما قدرت تنزل من عيونها..و كأن دمعها تركها بعد..و كأنه استكثر عليها الراحه..
نجود تهمس بألم: ليه؟ ليه؟
بشاير تصيح: مابي اتركك يا نجود و أنتي بهالحال..لكن ما بيدي شي..من متى كانت حياتنا بيدنا
ضمتها و صارت تصيح أكثر..ما قدرت نجود تتكلم..ما قدرت ترد عليها..الكلام كان ثقيل عليها..أبوها و اللي سواه..فراق سيف..و اللحين بشاير..و خوفها لو أمها تعرف باللي يصير..
كل شي كان يقضي عليها بصمت..

في سيارة فارس/
كان يكلم أسيل..و قالت له إنهم خطبوا ياسمين لسيف..سكر منها وهو يفكر..(و أنا ليه ما أتزوج و انساها؟...اسوي مثل ما سوت..)
لكنه ضحك على نفسه..لأنه مو قادر يسوي هالشي..ليه ما يدري..(يعني اجلس طول عمري احبها و هي لغيري؟!)

في بيت ماجد=الساعه الواحده ليلا/
كان يدور في الحديقه..البرد جمد أطرافه..لكنه ما كان يحس بأي شي..يخاف توافق..يخاف يفقدها للأبد..(ليتني ما عرفتك يا ياسمين..من يوم عرفتك و أنا كاره حياتي..و كاره نفسي)
في غرفة ورد-كانت تشوفه مع الشباك..خايفه عليه..مشت بكرسيها و أخذت جوالها..ما تدري اللي تسويه صح أو لا..بس خافت عليه..و بعد تردد طويل دقت على ياسمين..
ياسمين أول ما شافت الرقم استغربت..كانت منقطعه عنها..و توقعت إن ماجد قال لها ما تدق..عشان كذا استغربت اتصالها..و خاصه في هالوقت المتأخر..(المفروض تكون نايمه اللحين!..أخاف فيها شي؟)
و مع إصرار ورد بالدق..ردت عليها..
ورد بلهفه: ياسمين
ياسمين بخوف: وش فيك ورد؟
ورد: أنتي بتوافقين على سيف؟
ياسمين انصدمت من اللي سمعته..ما توقعت الخبر وصل لها بهالسرعه..و أكيد وصل له هو بعد..و شكت يكون هو اللي قال لها تدق..
ياسمين بعتب: ورد ليه دقيتي؟
ورد: أبي اعرف بتوافقين على سيف أو لا؟
ياسمين: و أنتي كيف عرفتي؟
ورد: سيف كان عندنا و قال انه خطبك
ياسمين: زين و أنتي ليه تسألين؟ و بهالوقت؟
ورد برجاء: ياسمين لا توافقين
ياسمين تتنهد: و ليه؟
ورد: آآ.....
ياسمين: ورد مين اللي قال لك تدقين؟
ورد فهمتها: لا ياسمين والله بابا مايدري إني دقيت لك
ياسمين بقهر: لا تحلفين
ورد بإصرار: والله ما يدري
دخل ماجد وهو يسمع صوت ورد العالي..و استغرب وهو يشوفها تكلم..
ماجد: ورد مين تكلمين؟!
لكن نظرة عيونها..أكدت له اللي خايف منه..أكيد ياسمين..
راح لها و أخذ الجوال منها..
ماجد: مين معي؟
ياسمين عصبت: و المفروض اصدق هالتمثليه؟ أنت ايش أبي افهم ما فيك حياء و لا رحمه لهالصغيره اللي مورطها معك...اليوم صديقك يقولك خطب و أنت تكلمني من وراه!!
ماجد: ياسمين أنا ما قلت لها....
لكنها سكرت..طالع ورد بزعل..
ماجد: ليه دقيتي عليها؟
ورد بحزن: كنت أبي اعرف بتوافق أو لا
سكت..ماله حق يعاتبها..يكفي اللي دخلها فيه..يكفي هو سبب حزنها..
ماجد: مو قلنا مالنا دخل فيها؟
ورد: بس أنا شفتك كنت في الحديقه زعلان
ماجد: مو عشان كذا..عشان سالفه بالشغل
ورد تصد: أنت تكذب علي
شالها ماجد و نومها في سريرها و غطاها..
ماجد: نامي يا ورد و لا تفكرين في شي..اذا ما زعلتي أنا ماراح أزعل مو اتفقنا على هالشي؟
ورد: زين نام جنبي
تمدد ماجد جنبها..و صار يقنعها تنسى ياسمين..و يقنعها أكثر انه مو مهتم باللي يصير لها..
 


في بيت أم العنود/
كانت ياسمين تدور في غرفتها بقهر..من يوم سكرت من ورد..(ماراح أخلص منه؟ كل يوم بيطلع بوجهي!.....بأوافق على سيف..ليه لا؟..يعني مين بآخذ احسن من سيف؟ ولو اخذت واحد و طلع مثل ماجد! لا سيف اضمن..على الأقل ما فيه نزعة الغرور و السيطره اللي اكرهها..و طيب و حنون..وش أبي اكثر من كذا...حتى لو كان ما يحبني..حتى لو أخذني ترضيه لخالتي..أنا بأخليه يحبني..بأحبه و اخليه يحبني)

*بعد أيام*
في بيت أم فارس/
كانت أسيل جالسه مع سيف و فارس في الصاله..و جت لهم أم فارس و الفرحه باينه في وجهها..
فارس: خير ان شاء الله يمه؟
أم فارس تطالع سيف: مبروك يمه
سيف طالعها بإستغراب..لكنه تذكر خطبته..بس ما صدق إن ياسمين ممكن توافق..معقوله توافق..
أسيل تشهق: ياسمين وافقت؟!
أم فارس: ايه و أحد يرفض سيف؟
سيف بابتسامه باهته: الله يبارك فيك يمه
أسيل: مبروك سيف
سيف: الله يبارك فيك
فارس كان سرحان ما يسمعهم..(اللحين توافقين على سيف يا ياسمين! وين راحت نظرياتك اللي فرقتني عن...)
قطع تفكيره..بارك لسيف و قام عنهم..حتى سيف بعد لحظات طلع عنهم..وهو للحين مصدوم بموافقة ياسمين..لكنها وافقت..(بأنسى نجود..لازم انساها..دام خطبت ياسمين بالذات..ما تستاهل اخونها..يمكن تقدر تحيي القلب اللي ذبحته نجود)

في بيت أم مازن/
كان مازن مع خواته و أمه يفطرون..و سمع صوت مسج جاه..فتحه وهو مبتسم على باله من جوري..لكنه كان نفس الرقم اللي ارسله من أسبوع..و عصب ..فتح المسج..[حلوه زوجتك و صغيره؟ تظن انها بريئه؟ فعلا هي من برائتها؟ تحب المراهقين اللي بسنها..تلقى نفسها معهم أكثر منك..الحق عليها قبل ياخذون منها أكثر من....]
مازن قام وهو يصرخ: الحقير
و طلع عنهم وهم يطالعونه بخوف..نادته أمه لكنه ما رد..
أم مازن: وش فيه؟
ساره بقلق: مادري..شكله متهاوش مع أحد
أم مازن: الله يستر..بس مازن مو راعي هوشات
ساره: إن شاء الله خير
في سيارته رجع يدق على الرقم..بس مثل ما كان متوقع..مقفل..و دق على صديقه يسأله عن صاحب الرقم..لكنه كان بدون اسم..

في بيت ماجد/
سكر من عند سيف..و رمى جواله بقهر..(وافقتي يا ياسمين؟ تبينه؟ تحبينه؟ أو عشان تتخلصين مني؟...خلاص يا ياسمين أنتي اخترتي و أنا ارجع لحياتي اللي قبل احسن و أريح...الظاهر هاذي الحياة الوحيده اللي تناسبني)

*من بكره*
في بيت أم فارس/
كانت أسيل..واقفه عند دولابها محتاره..تطالع فساتينها ما تدري وش تلبس..اليوم ملكته..ملكة فيصل..(لا..مو أي شي البسه..لازم أكون أحسن وحده..أحسن من العروس نفسها)
أخذت فستان أسود..فخم و أنيق..و رفعت شعرها بتسريحه ناعمه..حطت كحل أسود عربي..أبرز جمال عيونها و وسعها..مع شدو وردي بفضي..و قلوس وردي..لبست شبكتها..و وقفت تطالع نفسها بالمرايا..(تلعبين على نفسك يا أسيل..هي ماراح تلتفت يمك..أخذت اللي تبي..و صرت أنا مجرد ظل)
دق جوالها و شافت رقم حلا..
أسيل: أهلين
حلا: هلا أسوووله..ما رحتوا؟
أسيل: لا للحين..من زينهم نقابلهم بدري
حلا: ما حضرت معك أسويلك فزعه
أسيل: وش تفزعين له؟ الناس مو يمي اللي تبيه و اخذته
حلا: لا حوول! أنتي تلعبين علينا؟ على كيفك هو..مره تنسين و نرتاح و مره تتذكرين؟
أسيل: تصدقين يا حلا معك حق..أنا مره ما يطري علي فيصل أبدا و مره أحس كأني توي أعرف بخيانته
حلا: زين و نادر وش موقعه من الإعراب؟
أسيل تتنهد بقهر: لا تجيبين لي طاريه
حلا: ليه؟ تضربينه و تشتكين؟
أسيل: أنا؟!
حلا: ايه إلى متى يعني؟ ما يكفي مستحمل و ساكت بعد مو طايقه سيرته؟
أسيل: و مين قال لك انه ساكت و راضي..ما قصر طلع اللي في قلبه
حلا بإستغراب: صار شي بينكم؟ قال لك شي؟
أسيل: حلا تأخر الوقت أكيد أمي تنتظرني اكلمك بعدين
حلا: زين باي
سكرت أسيل..و تذكرت كلام نادر لها..و رجع احساسها بالقهر..(أووف و كأنه ناقصني هاليوم قهر..يظن اللي يظنه مالي دخل فيه)
لكنها كانت تكذب على نفسها..من يوم قال لها اللي قاله..و هي تلوم نفسها..
كانت بتنزل..لكن جوالها رجع يدق..و شافت رقم أسماء..ضحكت و هي تتذكرها يوم ترفض تجيهم..عشان ما تبي تحضر ملكة فيصل..
أسيل: مرحبتين
أسماء: هلا أسوله وش أخبارك؟
أسيل: تمام..و أنتي و أيوده و تركي كيفكم؟
أسماء: الحمدلله كلنا بخير..ما رحتوا للحين؟
أسيل: كنت بأنزل لأمي بس أنتي دقيتي؟
أسماء: والله ماودي تروحين
أسيل تضحك: ما يكفي أنتي مسويه إضراب
أسماء: يستاهل النذل ما يستاهل اللي يوجبه
أسيل تتنهد: أسماء خلاص انسي..كيف تبوني انسى و أنتم مو قادرين تنسون
أسماء: لا لا خلاص روحي و انبسطي و لا تفكرين بشي..عندك اللي يسواه
أسيل: زين أخرتيني بتذبحني أمي
أسماء: يله مع السلامه..بس إذا رجعتي دقي علي علميني الأخبار
أسيل: ان شاء الله
سكرت منها..و هي تطالع جوالها..(مين فيه بعد ما وصاني..أول نادر..بعده حلا..و أسماء)
طلعت من غرفتها و دق جوالها..ضحكت و هي تشوف رقم جوري..و ردت..
أسيل: هلا جوري..الحمدلله أنا بخير..و نفسيتي حلوه..و مو متضايقه إني رايحه لملكة فيصل..و ماراح أفكر بأي شي
جوري بإستغراب: و أنا لسى قلت شي
أسيل: يعني مو هذا اللي كنتي بتقولينه؟
جوري: بصراحه ايه..بس كيف عرفتي؟
أسيل: فيه طابور توصيات قبلك
جوري: من خوفنا عليك
أسيل تتنهد: الله يعين
جوري: سلمي على رغد
أسيل تتريق: و العروس ما تبين أسلملك عليها؟
جوري تضحك: أتحداك
سولفت معها أسيل و هي تنزل مع الدرج بعدين سكرت..شافت سيف لحاله في الصاله..
سيف يصفر: يا ناس وش هالقمر؟
أسيل تضحك: مشكووور يا قلبي..(تتلفت)وين أمي؟
سيف: راحت مع أبوي
أسيل: و أنا؟؟
سيف: قلت نتأخر شوي ماله داعي نروح بدري
أسيل: عشان تذبحني رغد
سيف: يعني تبين نروح اللحين؟
أسيل: إيه
راحت معه أسيل..و هي تفكر فيه..وش يحس وهو يشوف فيصل بملكته..وش يحس وهو ما وقف معه فيها..حتى مبروك مارح تطلع من قلبه..كان صديق عمره..و بلحظه انتهى كل شي بينهم..


في سيارة مازن/
كان للحين معصب و مقهور من المسج اللي جاه أمس..أهله سألوه عن سبب عصبيته..بس قال لهم..انه ازعاج يجيه..كان يبي يقول لساره..بس مايدري ليه سكت..خاف تقول لجوري..وهو ما يبيها تدري..عشان ما يضايقها..دق عليها..و أول ما سمع صوتها..ابتسم براحه..
مازن: مساء الخير
جوري: مساء النور
مازن: وش أخبارك؟
جوري: تمام و أنت؟
مازن: الحمدلله..و يوم سمعت صوتك صرت احسن
جوري تبتسم: وين رايح؟
مازن: رايح عند الشباب..و أنتي وش بتسوين؟
جوري: في البيت ماراح اطلع
مازن: ما يصير أمر اشوفك
جوري: خالي ناصر مو في البيت أكيد ماراح ترضى أمي حصه
مازن يتنهد: الله يعين
جوري: ما مداك تشوفني لا تصير طماع
مازن: خلاص يوم السبت أنا بأرجع ساره و أنتي ترجعين معنا و نتغدا برا ثم نوصلك للبيت..وش رايك؟
جوري: اسأل أمي حصه و أرد عليك
مازن: انتظرك..يله أنا وصلت للاستراحه أشوفك السبت
جوري: مع السلامه
مازن: مع السلامه

في بيت أم سامي=ملكة سهى و فيصل/
وصل سيف و راح يسلم على عمه..و فيصل..بارك له..و فيصل بصعوبه رد عليه..لأن نظرته له كانت صعبه عليه..شافه وهو يجلس بعيد عنه..وهو متأكد انه يتمنى ما يجلس هنا دقيقه وحده..و الدليل انه جاء متأخر..
دخلت أسيل و شافت رغد واقفه عند المدخل تنتظرها..
رغد: واااو وش هالحلا؟
أسيل: عيونك الحلوه
رغد: ليه تأخرتي؟
أسيل: سيف كان عنده شغل خلصه و جينا
رغد: تعالي ندخل
أسيل تتأفف: الله يعين
دخلت أسيل و سلمت على الموجودين..و جلست بعيد مع رغد و رنا..

 


في بيت أم راشد/
دخلت مساهير غرفتها..و راحت تسكر الشباك..لكنها شافت شباك عمر منور..و كأنها لمحت طيفه واقف..سكرت شباكها بسرعه..(هو؟ لا عمر وش بيوقفه عند الشباك!)

في بيت أم سامي/
طلعت مرام من المجلس اللي فيه سهى..بعد ما قالوا لهم إن فيصل بيدخل عندها..شافت أسيل تمشي من عندها..
مرام: أسيل! وش جابك هنا؟
أسيل: كنت أجيب ماء لأمي و نسيت من وين أروح؟
مرام بشك: والله؟!
أسيل بملل: مو ضروري تصدقين..أنا الغلطانه اللي أرد عليك
كانت بتطلع مع الباب اللي قدامها..لكن مرام ضحكت بخبث..
مرام: أسيل بلاها هالحركات..هذا الباب اللي بيدخل معه فيصل..روحي مع الباب اللي عند الدرج
طالعتها أسيل بقهر و راحت من الباب اللي قالت لها..لكن و هي تسكر الباب وراها..أول ما التفتت شافت فيصل قدامها..طاح كاس الماء من يدها..و انتشر الزجاج بينهم..طالعته بشرود..من زمان ما شافته..تغير كثير عن الصوره اللي عندها..و اللحين كاشخ و حالق..
ليه هي بالذات تشوفه هاليوم..بهاللحظه..
هو كان يطالعها بإستغراب..غير جمالها لفت انتباهه شي..شي في ملامحها خلاه يحن لها..و يوم شاف نظرة العتب..و الحزن في عيونها..عرفها..
صدت عنه..تبي تفتح الباب اللي طلعت منه..و تروح بعيد عنه..لكن صوته وصل لها..
فيصل بهمس و كأنه يسأل: أسيل؟!
وقفت لحظه..لكنها بسرعه دخلت..و ركضت لبعيد..ما تدري وين..أهم شي بعيد عنه..
فيصل كان للحين يطالع مكانها..و الزجاج اللي منتشر على الأرض..و يردد بصدمه..(أسيل؟..هاذي هي!)
غمض عيونه يتذكر ملامحها..نظراتها له..جمالها اللي ممزوج بحزنها..حس بضيق ما يدري ليه..(ليه أشوفها بهاليوم؟ بهاللحظه؟ أشوفها حتى قبل سهى!)
حس إن حماسه خف لشوفة سهى..شوفة أسيل صحت فيه شي..حاول كل هالوقت ينساه..يتظاهر انه مو مهتم فيه..كان كل ما يشوف سيف يجيه هالإحساس..لكن أسيل خلت الاحساس عنده أقوى..هز راسه بقوه..(وش فيك يا فيصل؟! اليوم ملكتك..و سهى تنتظرني)
كان يبي يقنع نفسه ينسى..بس اللي قاله أثقل قلبه..كأنه كان مسحور و اللحين بس صحى..شوفتها كانت تكفي..تصحيه من غبائه..و اللي كان مهوم فيه و مصدقه..
حاول يتمالك نفسه..ينساها..مثل ما كان ناسيها..أكيد بيقدر..أكيد إذا شاف سهى بتنسيه..مثل ما نسته قبل..
و دخل عندها..كان يتذكرها حلوه..لكن مع كل حلاها..شوفته لأسيل خلتها باهته بعينه..مو بس الجمال اللي تزيد عليها أسيل فيه..أسيل فيها شي أهم..الحنين و الذكريات اللي يشوفها فيها..اللي ظن إنها ما تهمه..
رفعت سهى راسها له..استغربت سكوته..و شافته سرحان فيها..ابتسمت بخجل و نزلت راسها..بس فيصل كانت عيونه بس اللي تطالعها و روحه كلها بمكان ثاني..
طول سكوته..و هي على بالها للحين سرحان فيها..
سهى: فيصل وش فيك؟
فيصل ينتبه: هااه لا ما فيني شي..مبروك
سهى: الله يبارك فيك
سكت مو عارف وش يقول..كل الكلام اللي من أمس يفكر فيه..حس إنه اللحين بدون معنى..
فيصل: مو عارف وش أقول؟
سهى تبتسم: قول اللي في خاطرك
فيصل..(والله لو تعرفين اللي في خاطري يا سهى!!)
فيصل: وش أخبارك؟
سهى: الحمدلله بخير..و أنت؟
فيصل يتنهد: بخير
سهى: فيصل وش فيك؟
فيصل: لا بس احس بتعب شوي
سهى بخوف: وش فيك؟
فيصل: لا تخافين..يمكن لأني صاحي من بدري و طول اليوم اشتغل
سهى: ما تشوف شر
فيصل: الشر ما يجيك..معليش أسيل لا تتضايقين أنا بأطلع اللحين و أكلمك بكره
سهى انصدمت و سكتت..قام وسلم عليها..و طلع..و هي للحين تسمع اللي قاله يتردد بأذنها..(أسيل!! يناديني أنا أسيل؟...ليه؟ وش جابها في باله اللحين؟؟ حرام عليك يا فيصل! حرام عليك!)
نزلت دموعها بقهر..و طلعت تدور مرام..
عند المدخل..كانت أسيل واقفه للحين ترتجف..تحس بالبرد بس مو من الجو..البرد اللي بإحساسها كان أقسى..حاولت تمسك دموعها..تتذكر كلام نادر..قال لها لاتفضحين نفسك..لامته ذاك الوقت..لكن اللحين..كانت تحس إنها بتنهار..شوفته قلبت حالها..(وش جابني له؟ وش خلاني أمر من هنا؟؟)
تذكرت مرام..هي اللي قالت لها تروح من عند الدرج..تذكرت ضحكتها..
راحت بسرعه تدورها..لكنها شافتها بوجهها..و كأنها من اليوم واقفه تراقبها..و عرفت إن اللي تحس فيه صح..مرام قاصده تخليها تشوف فيصل..قاصده تقهرها..
أسيل بقهر: أنتي قاصده هالشي؟ كنتي تعرفين إنه بيمر من هنا و قلتي لي اطلع!!
مرام بغرور: أنا؟ و ليه؟ وش استفيد؟
أسيل: عشان عقلك المريض يرتاح..حرام عليك اللي تسوينه..أنتي وش تبين فيني؟ وش ضريتك فيه؟
مرام: توقعت انه ماراح يدخل من هنا..و دخل..عادي صدفه تصير لأي أحد..مو ذنبي إنك بتاخذينها بهالحساسيه
أسيل بإستحقار: مادري ليه أوقف و أكلمك؟ و أنا أعرفك..و أعرف إنك ماراح تتغيرين أبدا
تركتها و طلعت..مرام كانت تضحك عليها و التفتت تبي تدخل..لكن ضحكتها اختفت و هي تشوف نظرة القهر بعيون سهى..اللي كانت واقفه قريب منهم..و شكلها سمعت كلامهم..
قربت منها سهى و الغيض يملاها..و عطتها كف..و مرام دفتها بعيد عنها بقهر..
مرام بعصبيه: أنتي انجنيتي!!
سهى بقهر: كذا يا مرام؟ كذا تسوين فيني؟ و ما اخترتي إلا يوم ملكتي؟!
مرام بقهر: و أنتي أحد داسلك على طرف؟ و شافها خير يا طير
سهى: هاذي البدايه صح؟ يعني أنا مو عارفتك يا مرام..أنتي تبين فيصل يرجع لها عشان تترك نادر
مرام: فكري باللي تبين
سهى تصرخ: لو تحلمين..فيصل ماراح يتركني..و يا ويلك تسويت هالشي مره ثانيه
مرام: و مين بيمنعني؟
سهى: أنا..و لا تتحديني يا مرام
مرام: أنتي اللي لا تتحديني..لا تخليني أقول لفيصل إن كل اللي صار بينكم مخطط منك بس عشان تاخذينه من أسيل..يعني غيرة بنات مع بعض..هاه وش رايك؟ وش بيقول فيصل؟
سهى خافت و انصدمت: ......
مرام: شفتي شلون؟ اسكتي أحسن و لا تحاولين تتعرضين لي بأي شي..
تركتها و راحت..و سهى طاحت على الأرض تصيح..عرفت اللحين ليه ما كان يمها..عرفت وش متعبه..عرفت ليه أخطأ بإسمها..راحت لغرفتها و قفلت على نفسها..ماتبي تشوف أحد..فرحتها انقلبت نكد....

 

@،،الـنـزف الـرابـــع و الـعـشــرون،،@



*بعد أسابيع*

في بيت أم فارس=الفجر/

كان سيف واقف عند شباك غرفته..يحس انه مخنوق..و مع برودة الهواء اللي تضرب في وجهه..ما كان يحس فيها..
تذكر وين كان قبل ساعات..وش صار..تذكرها..اللحين صارت زوجته..
ياسمين اللي ياما اعتبرها مثل أسيل و أسماء و لا فكر فيها بيوم..اللحين هي زوجته..تذكر ملامحها..أو حاول يتذكر..لكن الصوره اللي جت في باله..هي الصوره الراسخه من زمان..صورة نجود..ملامحها محفوره في باله و لا يدري كيف يقدر يمحيها..تنفس بقوه..يحاول يرتاح من هالهم اللي مثقل صدره..لكن هالشي كان مستحيل..(تعبت يا نجود..تعبت منك..أبي انساك و ارتاح..يا رب ياسمين تقدر تنسيني..لازم انسى..ياسمين ما تستاهل أخونها حتى لو بالتفكير..هي غاليه علي و بتظل غاليه..و يمكن هالغلا في يوم يصير حب)



في بيت أم العنود/

كانت ياسمين و جوري للحين ما ناموا..جلسوا يتكلمون عن ملكة ياسمين و اللي صار فيها و يعلقون على الأحداث..سكتوا فتره..
جوري بتردد: ياسمين ممكن اسألك سؤال؟
ياسمين: اسألي
جوري: أنتي كنتي رافضه فكرة زواجك من سيف..وش غير رأيك؟
ياسمين: سيف ما فيه عيب..صح أنا اعتبرته من سنين مثل أخوي بس يمكن يتغير هالشعور اذا صرت زوجته..المهم ان الحب موجود..يعني أنا ما أكرهه...بعدين لو رفضته..من بآخذ احسن منه؟
جوري: يعني مرتاحه لقرارك؟
ياسمين تتنهد: تبين الصراحه..لا
جوري: نادمه؟
ياسمين: لا مو لهالدرجه..بس بعد مو حاسه براحه...قولي لي أنتي أول ما شفتي مازن وش حسيتي فيه؟
جوري تتذكر اللي صار لها: حتى أنا ما كنت مرتاحه..مازن طيب و حنون..لكن أنا مادري ليه مو حاسه فيه...احس يشغل بالي شي ثاني غيره
ياسمين بإستغراب: وش هالشي؟!
جوري ارتبكت: آآ يعني مثلا أفكر فيك و في أمي حصه مابي اترككم..أخاف ابعد عنكم
ياسمين تبتسم: شكلنا استعجلنا
جوري: يمكن
ياسمين تضحك: والله لو يسمعنا سيف أو مازن رحنا فيها..للحين بعد ماتزوجنا و نادمين نترك البيت
جوري تضحك معها: الله يوفقك يا ياسمين..و سيف مو صعب ينحب..أنا متأكده انك راح تحبينه

دق جوال جوري..و ابتسمت و هي تشوف رقم مازن..
جوري: هذا مازن
ياسمين تضحك: شكل قلبه نغزه بعد الكلام اللي قلناه

قامت عنها ياسمين..و جوري ردت عليه..
جوري: مرحبا
مازن: هلا جوري..وش أخبارك؟
جوري: تمام
مازن: مبروك
جوري: الله يبارك فيك
مازن: فقدتك..اليوم كله ما سمعت صوتك
جوري: كنت مشغوله مع ياسمين
مازن: ما قدرت أنام قبل ما أقولم تصبحين على خير
جوري: تصبح على خير
مازن: يعني أسكر
جوري تضحك: لا ..خلنا نسولف شوي
مازن بفرح: يعني اشتقتي لي أنتي بعد؟
جوري استحت: .....
مازن: ليه سكتي؟
جوري: ايه فقدتك
مازن يتنهد: و أخيرا سمعتها منك!
جوري تصرف: وش سويت اليوم؟

و صارت تسولف معه..و تعرف عنه أكثر..و تهتم فيه أكثر..



في سيارة ماجد/

طلع الفجر وهو للحين يدور في سيارته..من يوم طلع من ملكة سيف..ما يدري ليه حضر..كيف قدر يحضر..كان المفروض يتحجج بأي شي بس ما يروح لملكتها على واحد غيره..كان يمشي و مو حاس بالطريق..فيه قهر مكبوت..ما يدري كيف يتخلص منه..(صارت لغيري..كيف أقدر انساها؟...وين القى مثلك يا ياسمين؟..ياليتني ما عرفت هالحب..و ليتني ما حبيتك..كان المفروض اعرف اني مهما سويت ماراح ترضين فيني بعد اللي شفتيه مني..كنت متوقع بتحسين اني تغيرت لكن الظاهر انك ما تنسين)
حس انه لو واحد غير سيف..كان سوى أي شي يفرق بينهم..لكنه صعب يسوي هالشي بسيف..ما يستاهل..و هالشي بيخليه يطيح من عينها أكثر..(تحبه؟ معقول تكون تحبه! أو بس تبي ترتاح مني؟)
كانت فكره تجيبه و فكره توديه..و يحاول ينسى و يرجع يتذكر..

 

*بعد يومين*

في بيت أم فارس/

كانت أسيل في غرفتها..تكتب البحث اللي مطلوب منهم في الكليه..تذكرت القاموس اللي اخذته من سيف أول السنه..و من يومها ما فتحته..(يمكن يفيدني)
راحت للدرج و طلعته..و رجعت لمكتبها..تقلب أوراقه..لكن شدها الكلام اللي مكتوب بالقلم الأخضر أول صفحه من القاموس..رجعت لها بسرعه..و تجمدت يدينها و إحساسها..و هي تشوف خطه..اللي تعرفه زين..كان كاتب أبيات شعريه متأكده إنها هي المقصوده فيها..
كانت متأكده من إحساسه اتجاهها..و لا عمرها شكت فيه..كان من الأشياء الأساسيه بحياتها..و اللي ما حست في يوم إنها بتتغير..لكنه تغير..بدون سبب أو عذر..
تذكرت نظرته لها..و صدمته..أثرت فيها..بس ما تدري وش أثرها..ما تدري هي مرتاحه من الصدمه اللي بانت على وجهه..و هذا دليل إنه ما نساها..أو هي شماته فيه..
قطع أفكارها..صوت نادر اللي جاء في بالها ..تذكرت كلامه يوم كانوا في المزرعه..تذكرت القهر اللي في عيونه..ضحكت بقهر..(و كأني اهمه؟ ما كأنه مو داري عني! أنا أول مره احس إنه متضايق من هالشي..أول مره يطلع من قناع البرود اللي لابسه)
تذكرته يوم تعب سيف..كيف كان انسان ثاني وقتها..ذاك الوقت حست إنها شي مهم عنده خايف عليه..(ليه مو مهتم فيني؟ ما يحبني؟ أو عشان اللي يعرفه عن فيصل؟...شفته ثلاث مرات..يوم الملكه كان بارد و مو مهتم..و بتعب سيف كان حنون و طيب..و آخر مره مع هدؤه حسيت إنه ممكن يذبحني من القهر اللي فيه....المره الجايه كيف بتكون يا نادر؟ و متى بأشوفك؟

في بيت طلال/

طلعت لينا من المطبخ بعد ما جهزت العشاء..أول مره تطبخ..دائما كانت أم طلال ترسل لهم الغداء و العشاء..لكن لينا قالت لها إنها بتبدأ تسوي هي العشاء..و الغداء عشانها تجي من الكليه متأخره يرسلونه لها..لأنه اليوم أول مره يطلع طلال..مع إنه كان ياله يتحرك..(أكيد ماراح يستحمل جلسة البيت..هو حتى ما كان يطلع من غرفته)
طلعت لغرفتها و أخذتلها شاور..وقفت قدام دولابها..تطالع ملابسها اللي شرتهن مع مساهير..و اللي دعت على نفسها بالموت قبل تلبسهن..لكن هاذي هي..ما ماتت..و لا لبستهن..فكرت تلبس منهن..تفاجأه بشكلها..لكنها تراجعت..(ليه البس له؟ وهو حتى إذا جلس معي ما يطالعني..دائما سرحان..ولو ما أروح اطلعه من غرفته ما يطلع..ولو ما أكلمه ما يكلمني..و لا عمره طلب مني شي و أنا اعرف إنه محتاج أحد يساعده وهو بهالحال.....ليه كل هذا يا طلال؟ و أنا وش المفروض أسوي؟)
خافت تقرب منه..تعرف إنه مستحيل يصدها..بس اللي كان يخوفها..إنه يجاملها بشعور ما يحسه..بس عشان وصية يوسف..(طبعا..هو سوى كل هذا عشانه)
طلعت لها جلابيه عشبيه و فيها شك خفيف..رفعت شعرها البني بشنيون ناعم..حطت ميك أب خفيف و نزلت..
شافته في الصاله..أول ما جت عينه بعينها..حست فيه بنظرته شي..لكن مامداها تفسرها..صد عنها..جت و جلست بعيد عنه..
لينا: مساء الخير
طلال يبتسم: مساء النور

كانت لينا تطالعه..صارت دائما تفكر فيه..وهو معها..أو بعيد عنها..دائما شاغل بالها..تفكر كيف بتكون الحياة بينهم..و مين اللي بيستغني عن الثاني قبل..طرى عليها فجأه يوسف..انصدمت إن لها أيام ما فكرت فيه..و لا جاء في بالها..(هذا اللي كنت تبيه يا يوسف..رحت و وصيته علي..عارفه إنه الوحيد اللي بترضى أحبه بعدك..لكن ما سألت نفسك هو بيحبني أو لا؟ حملته همي و أنا زدت عليه..إلى متى بتتحمل يا طلال؟)

طلال التفت عليها لأنه استغرب هدؤها..شافها سرحانه و عيونها مليانه دمع..تنهد بضيق على حالها..(لو أعرف وش تفكرين فيه اللحين يا لينا؟ تصرفاتك غريبه..و هدؤك معي أغرب!)
طلال: لينا
لينا تنتبه: نعم
طلال: فيك شي؟
لينا: لا بأروح اجهز العشاء

راحت للمطبخ تحضر العشاء..و هي تفكر فيه..(بتجنني يا طلال؟ ليه اشوفك قدامي كل لحظه! كل هذا إحساسي بالذنب أو...)
هزت راسها بقوه تبي تمسح هالأفكار من راسها..رتبت السفره و نادته..و جلسوا يتعشون كالعاده بصمت..
طلال: أكل أمي متغير اليوم!
لينا: مو حلو؟
طلال: لا حلو..بس مو طبخ أمي يمكن رغد اللي طابخه..والله يطلع منها هالرغد عليها حركات

ابتسمت لينا..فرحت إن أكلها اعجبه..لكنها ما قدرت تقول إنها هي اللي طابخه له..ما تدري ليه تخاف من أي شي تحس إنه بيقربها منه..تخاف يصير مهم في حياتها..تخاف تحبه..



*من بكره*

في سيارة فيصل/

كان يفكر في أسيل..كل هالأيام يحاول ينسى..يحاول يشغل تفكيره بسهى..لكن أسيل دائما في باله..ملامحها..نظرتها..رجعت له كل الذكريات اللي رماها ورى ظهره و ظن انه بينساها..(ليه يا أسيل مو قادر انساك مثل ما نسيت قبل؟...بس أنا ما نسيت كنت بيني و بين نفسي دائما اذكرك بس تخيلت انه شعور مؤقت و بيروح مع الوقت..كنت مفتون بسهى و حركاتها معي..و اهتمامها فيني..بس اللحين عرفت إني اتخيلك بكل شعور كنت احسه معها..)
و كالعاده..كل ما يخلص من تفكيره فيها..يلوم نفسه..هو تخلى عنها..و هي اللحين زوجة أخوه..كيف يفكر فيها كذا..
و راح يحاول ينساها بسهى..لكن بدون فائده..



في بيت أم العنود/

وصل سيف أمه لأم العنود..و بعد ما سلم عليها قالت له انها نادت له ياسمين عشان يشوفها..و جلس في المجلس ينتظرها..دخلت ياسمين و هي مبتسمه..
ياسمين: مساء الخير
سيف: مساء النور..وش أخبارك؟
ياسمين: تمام..و أنت؟
سيف: الحمد لله

سكتوا..ياسمين كانت تحاول تعرف شعورها و هي جالسه معه..لكنه نفس شعورها دائما..ما فيه أي شي تغير..كأنها جالسه مع خالها..مو متوتره..و لا مهتمه..حتى سيف..كان يدور فيها شي ينسيه نجود..لكنه حس إنه للحين يشوفها مثل ما كان يشوفها و هي صغيره..
ياسمين: ليه ساكت؟
سيف: تصدقين لو أقولك إن مادري وش أقول
ياسمين تبتسم: لا يكون مستحي مني؟
سيف يطالعها: و أنتي مو مستحيه مني؟
ياسمين: لا أحس إن هاذي مو أول مره اجلس معك لحالي..حنا ياما جلسنا مع بعض و حنا صغار
سيف: بس حنا اللحين مو صغار
ياسمين: صح بس الاحساس ما تغير
سيف يضحك: لا تخليني أصدق و أمط شعرك مثل ما كنت اسوي و حنا صغار

و صاروا يتذكرون أيام طفولتهم و يضحكون..كانت بداية الكلام بينهم..و يمكن بداية حب..أو استمرار لإحساس الأخوه بينهم..
قطع كلامهم..جوال سيف اللي دق..
سيف: هذا ماجد..عن اذنك شوي

رد عليه..و ياسمين تنكدت من طاريه..تمنت تنقطع علاقته مع سيف..بس و هي تسمع سيف يكلمه حست إنه قريب منه بالحيل..
سيف: لا أنا اللحين عند المدام..إذا طلعت أمرك.....مع السلامه

سكر منه ماجد..و غمض عيونه بقهر..كلمة سيف حسها طعنه في قلبه..ضاقت الدنيا فيه..

صار يفتش في جواله بين الأرقام اللي عنده..أرقام صديقاته اللي قبل..يبي يرجع يكلمهم..يمكن يلهى و ينسى مثل ما كان ناسي..لكنه رمى الجوال جنبه..و تأفف..(لا..صعب ارجع لحياتي اللي قبل..كنت زهقان من قبل؟ و اللحين مو طايق اسمع و لاوحده منهم....الهى بالشغل أبرك)
و راح لشركته..


 
في سيارة عمر/

كان هو و طلال راجعين من صديقهم اللي كان عازمهم..بمناسبة إن طلال صار يقدر يطلع و يمشي..لكن طلال كان سرحان في اللي تنتظره في البيت..ملاحظ تغييرها معه..و هالشي ريحه كثير..كان يتمنى يقرب منها اليوم قبل بكره..لكن غصب يرد نفسه عنها..يبيها تتعود عليه خطوه بخطوه..ما يبي يصدمها بشي..يبعدها عنه مره ثانيه..
وصلوا لبيته..و التفت لعمر اللي كان شكله مرهق و تعبان..
طلال: شكله دخلك برد؟
عمر: يمكن..احس إني تعبان و مهدود
طلال: ما راح تدخل؟
عمر: لا بأروح البيت ارتاح احسن



في الشرقيه/

كانت أسماء و تركي طالعين و يتمشون على الكورنيش..و إياد يركض قدامهم..
تركي: ما اشتقتي للرياض؟
أسماء تتنهد: يا الله متى نرجع
تركي: وش رأيك لو تجلسين هناك شهر؟
أسماء فرحت: والله؟! بنروح؟
تركي: لا أنتي بتروحين
أسماء وقفت: و أنت؟
تركي: لازم أسافر
أسماء: خلاص أسافر معك
تركي: وين تسافرين و أنتي حامل..و اتركك هناك لحالك..لا ماراح ارتاح

سكتت أسماء..تدري إنها ماراح تقنعه..
أسماء: شهر شهر..أو يمكن أقل
تركي يضحك: يمكن أكثر
أسماء تشهق: صدق؟!
تركي: أول ما اخلص شغلي ارجع على طول
أسماء بقهر: يا هالشغل! كأنه ضرتي



في بيت أم عمر=الساعه العاشره مساء/

رجع عمر مرهق و تعبان..كان بيدخل الصاله..لكنه سمع صوتها..وقف عند الباب يسمعها..
مساهير تصرخ: حلااااا
حلا: هاه
مساهير: حرام عليك مليت من أفلام هالكرتون
حلا: وش تبين يعني؟ ما أحب اشوف مسلسلات يجيني النوم
مساهير: لا حطيلنا أغنييه خلينا نرقص
حلا: يوم فيك رقص ليه مارحتي معهم للعرس

عمر طارت عيونه أول ما سمعها..و قرب شوي من عند الباب و طل عليهم..شافها..كانت لابسه بنطلون أسود..و توب موف غاق..بين بياضها..كانت رافعه شعرها..بس نثرته على أكتافها..و أول ما سمعت الأغنيه دخلت جو..صارت ترقص و نست نفسها..و عمر نسى الدنيا وهو يشوفها..وقف يطالعها دقايق..و هي و حلا يرقصون و يستهبلون..
دخل الصاله..و يوم قرب منهم..ياله حسوا فيه..
أول ما شافته مساهير صرخت..و ركضت للمطبخ..حست إنها منحرجه و مو قادره تحط عينها بعينه..
حلا تغير القناة: عمر! ما حسينا فيك
عمر: و أنتم حاسين بشي؟
حلا: بأروح اشوف مساهير
عمر: خليك أنا بأشوفها

راح للمطبخ..و شافها واقفه و معطيته ظهرها..حست بأحد واقف و توقعته حلا..
مساهير: راح؟
عمر: لا جاء
مساهير التفتت تطالعه: ليه جاي وراي؟
عمر يبتسم: اعتقد إني في بيتي و اروح للمكان اللي أبي
مساهير: زين اشبع في بيتك

كانت بتطلع من عنده..لكنه مسكها..بس سحبت يدها منه..و رجعت خطوه لورا..
عمر: وين؟
مساهير: بأروح البيت
عمر: تجلسين لحالك؟ خليك هنا
مساهير: لا
عمر: عشاني فيه يعني؟
مساهير: ايه
عمر: خلاص أنا بأطلع
مساهير: يله اطلع
عمر: مصممه؟
مساهير عصبت: عمر بتطلع أنت أو اطلع أنا؟

كان يبي يعاندها و يجلس..بس متأكد إنها بتسويها و تروح..طالعها عمر للحظه طويله بنظرات غريبه..خلتها تنحرج..و تصد عنه..و طلع عنها..و صورتها ما تروح عن باله..(اللي يشوفك منحرجه كذا..ما يصدق إن لك هاللسان..لو بس تسكتين كان ارتحنا)

و هي كانت للحين صاده..يوم حست إنه راح تنهدت..تذكرت لمسته..كانت يده حاره..حتى عيونه كان فيها تعب..(شكله تعبان؟ عشان كذا ما عاندني)
كانت بتطنشه..لكنه ما هان عليها..حست إنه تعبان و جاي يرتاح و طلع عشانها..ركضت وراه بتقوله يرجع..
مساهير: وين عمر؟
حلا: طلع
مساهير: وين؟
حلا: مادري ما قال شي..ليه؟
مساهير: لا بس كذا

سكتت..(وش كنت بأقوله؟ و الله إني مو صاحيه! زين ما لقيته و إلا كان فكر إني خايفه عليه..وهو ما يستاهل)

في بيت أم راكان/

كانت ريهام و مرام في الصاله..ريهام تكلم صديقتها..و مرام سرحانه تفكر..انقطعت علاقتها بسهى من يوم ملكتها..و من شكل سهى متأكده إن علاقتها مع فيصل مضطربه..(أكيد تغير من يوم شاف أسيل..بس يبيله شي يحركه)
نزل راكان من غرفته..وقف عندهم..
راكان: وين أمي؟

لكن و لا وحده منهم ردت عليه..اللي سرحانه واللي اخذتها السوالف..كرر سؤاله..لكن ولا وحده ردت..و تركهم و طلع من البيت..



في بيت أم العنود/

كانت جوري في الصاله و سمعت التليفون يدق..شافت رقم فارس..صارت تطالع بالتليفون..تتمنى ترفعه و تسمع صوته..لكن حست إن هالشي مو من حقها..و لا تخيلت كيف بيكلمها..قامت تركض عن الصاله..و راحت لغرفتها..و نظرته الغاضبه..للحين ترسل الرجفه بعروقها..
دخلت غرفتها..و صارت تدور فيها..راحت لدرجها و فتحته..طلعت دبلته..و صارت تتأملها..ضمتها بكفها بقوه..و القهر يملاها..ماتدري ليه..(مازن أطيب منه..و أحن منه علي..مازن يعني لي أكثر منه..صار بيني و بينه أهم من اللي بيني و بين فارس...ليه حتى دقة تليفون منه تقلب حالي؟ ليه أخاف إني اشوفه؟ خايفه منه و إلا من اللي في قلبي له؟...مابي اتأكد إني للحين....)
قررت إنها من اليوم تبعد عنه..تبعد عن أي شي يخصه..حتى طاريه..هي بدت تهتم لمازن..بدأ يدخل لقلبها..و لا تبي فارس يوقف قدام هالشي..
 


*يوم الخميس*

في الشرقيه=العصر/

وصلت أسيل و سيف من كم ساعه..عشان يأخذون أسماء..لكنها أصرت إنهم يباتون عندها و بكره يمشون..ما كانت تبي تتعب سيف بمشوارين نفس اليوم..
كانت أسيل تلعب مع إياد في الصاله..و سيف راح يوصل تركي للمطار..جت عندها أسماء..
أسماء: جايبه معك لبس؟
أسيل: لا..ليه؟
أسماء: كلمت أم جاسم اسلم عليهم قبل اروح و يوم عرفت إنك هنا أصرت تعزمنا على العشاء
أسيل تفاجأت: بس ما جبت لبس
أسماء: أطلب من جيراننا السواق نروح السوق على ما يرجع سيف
أسيل: والله إحراج أنا ناسيتهم و عمري ما فكرت اكلمهم و هم أول ما عرفوا إني هنا يعزموني
أسماء: فرصه تاخذين رقمهم و تبدين تكلمينهم

سكتت أسيل..و راحت أسماء تكلم جارتها..جلست أسيل مبتسمه و هي تتخيل انها بتروح للبيت اللي عاش فيه نادر طفولته..البيت اللي يشتاق له و يحبه..اللي تمنى يترك الرياض و يرجع له..تحمست و غلبها الفضول..



في بيت أم العنود/

جلست ياسمين و جوري..يشوفون فلم في التلفزيون..ياسمين كانت متحمسه مع الفلم..لكن جوري كانت تفكر و مو يمه..تتذكر اتصال فهد اليوم لها..دق عليها مره ثانيهو قال لها عن الأشياء اللي صارت لهم..كانت تبي تقوله لو محتاج فلوس يقول لها..لكنها ما عرفت كيف تقول له بدون لا تحرجه..خافت يتضايق أو خواته يرفضون..
انتبهت للفلم اللي خلص..و استغلت الفرصه تلمح لياسمين بالموضوع..
جوري: ياسمين
ياسمين: نعم
جوري: تدرين من طرى على بالي؟
ياسمين: مين؟
جوري: بنات عمي..يا ترى بأي حال هم
ياسمين عصبت: وش جاب لك طاريهم؟ مالت عليهم...تدرين أكثر شي اكرهه الأقرباء اللي كذا..ما كأن الدم اللي بينهم له تقدير و اعتبار..على ايش كل هذا؟ أنتي وش سويتي لهم؟....و الله كل ما اتذكرهم كيف كانوا يعاملونك وش اللي سووه فيك ما اتمنى لهم الخير أبدا
جوري: لا ياسمين حرام لا تدعين عليهم
ياسمين تقوم: الحرام اللي هم يسوونه..و كانك ما تبين ادعي عليهم لا تجيبين طاريهم..و لا تتذكرين أحد باعك برخيص

راحت ياسمين و جوري تتذكر كلام لما..(شكلها معها حق..بس مو هاين علي أكلمهم من وراهم؟)



في بيت أم جاسم/

كانت أسيل جالسه مع مشاعل و البنات يسولفون..دخلت أسيل معهم بالحيل و ارتاحت لهم..هي أصلا حبتهم من يوم ملكتها..بس اللحين عرفتهم أكثر..
أسيل: مشاعل فرح عطوني أرقامكم قبل انسى

أخذت أرقامهم..وشافت وفاء أخت فرح جايه لهم..كانت في الابتدائي تقريبا بعمر شوق..
وفاء: أسيل إياد طلع في الشارع و ما رضى يدخل
أسيل تشهق: بأروح اشوفه و أجي

راحت معها أسيل..و طلعت من بيت فرح اللي كانوا فيه لبيت أم جاسم..و قفت عند باب الشارع..و أول ما سمع إياد صوتها دخل..
أسيل: تبيني ازعل عليك ليه تطلع في الشارع؟ خلاص ما تروح بكره معنا للرياض
إياد بخوق: خلاث توبه

ضمته أسيل لها..
أسيل: يا بعد قلبي أنت..خلاص اسمع كلام وفاء و إلا ترى ما تلعب معك
إياد: وفاء آثف
وفاء تضحك: خلاص تعال نلعب مع شهد

ركض إياد و ركضت معاه وفاء..و أسيل تطالعهم مبتسمه..رفعت نظرها للبيت..البيت اللي عاش فيه نادر طفولته..من يوم جت و هي تقيم كل اللي تشوفه..تتخيل نادر بكل زاويه..(كل أهله طيبين و مرحين..من وين جبت يا نادر هالجمود اللي فيك؟)
لكنها تذكرته يوم تعب سيف..كانت فيه حنية الدنيا..
(معقول فيك يا نادر جانب ما أعرفه؟..أو للحين ما وصلت له....ألعب على نفسي أنا؟ أنا ما وصلت لأي شي معك..أنا على هامش حياتك..و هالشي ما دري ليه قاهرني!)

التفتت بترجع عند مشاعل و فرح..لكنها وقفت مصدومه..و مطيره عيونها فيه..

وقف نادر عند باب الشارع..أول ما دخل شافها..استغرب وجودها..أو بالأصح صدمه..لين حس إنه يتخيلها..كان يطالعها و هي تتأمل البيت..و نفسه يعرف وش تفكر فيه..كانت لابسه تنوره لتحت الركبه بيج مع بوت أورنج طويل..و بلوزه أورنج تريكو قصيره و ناعمه..حتى مكياجها الترابي..خلى ملامحها هاديه و شاعريه..كانت لامه شعرها بيدها عشان ما يطيره الهواء على وجهها..و تطالع فيه بصدمه..
قرب منها وهو مو قادر ينزل عينه عنها..
نادر بشرود: كيف جيتي هنا؟
أسيل بعتب: وش أخبارك نادر؟
نادر: بخير..آسف بس استغربت شوفتك هنا!
أسيل: كنت عند أسماء بس خالتي أم جاسم عزمتنا
نادر يبتسم: حياك الله
أسيل: مشكور..ما كنت عارفه إنك جاي
نادر: ما قلت لأحد إني بأجي...(مايدري ليه سأل)عجبتك الشرقيه؟
أسيل تتنهد و هي تطالع حواليها: جوها في الشتاء حلو..رومانسي

سكتت بعد ما قالت كلمتها..ما تدري كيف طلعت منها..رفعت راسها تشوفه..وهو كان يطالعها..حس بإحراجها..
نادر: بتجلسين في الشرقيه؟
أسيل: لا بكره بنمشي جينا بس نأخذ أسماء لأن تركي بيسافر
نادر يبتسم: أنتي آخر وحده توقعت اشوفها هنا!
أسيل بتهديد: و مين تتوقع بعد بتشوف؟
نادر يتنهد: مابي اشوف أحد

قال هالكلمه وهو يتأمل ملامحها..ما تدري ليه حست و كأنه يقول شوفتها تكفي..أو هي تتخيل..أو تتمنى..
أسيل بشرود: شكلك في الشرقيه غير
نادر يضحك: كيف غير يعني؟ من كثر ما شفتيني في الرياض!
أسيل: إذا كنت أنت ما تبي تشوفني تبي أنا اللي أدور عليك
نادر بإستغراب: مو قصة إني مابي أشوفك بس...

ما درى وش يقول..و شافها ترتجف..
نادر: ادخلي يا أسيل الجو بارد و أنتي لبسك خفيف
أسيل: أشوفك على خير
نادر: مع السلامه

راحت أسيل وهو وقف يطالعها..شوفتها فجأه لخبطته..كلامها..و نظراتها له..خلته ضايع..فيها شي يأسره..(لا يا أسيل..لا تخليني أحبك)

أسيل دخلت لبيت فرح و هي ترتجف..حست بالدفى و تنفست بعمق..كان قلبها يدق بقوه..ما تدري وش صار لها..و ليه قالت له اللي قالته..معقول كانت تفكر بينها و بين نفسها بهالشي..بس توها تعترف فيه..و قدامه..(ليه افقده وهو ما يهمني؟ ليه اقوله إني أبي اشوفه و كأني احتاجه!)
فرح: أسيل وش فيك؟
أسيل تفز: هاه
فرح: وين سرحانه؟
أسيل: لا هنا معك
فرح تضحك: واضح معي..تعالي ندخل وش موقفك هنا؟

دخلوا و جلسوا عند مشاعل..
أسيل: شفت نادر
مشاعل تشهق: هنا! جاء؟
أسيل: ايه
فرح: و أنا أقول البنت وش سرحانه فيه؟
مشاعل: بأروح اشوفه و أجي

راحت مشاعل و أسيل للحين سرحانه..طالعتها فرح بإستغراب..
فرح: أسيل
أسيل تنتبه: نعم
فرح: فيه شي ضايقك؟
أسيل: لا ليه؟
فرح: اتطمن عليك دامك في ضيافتنا
أسيل تضحك: لا تطمني

دخلت مشاعل لبيتهم..و شافت نادر طالع من بعد ما سلم على جدته..سلمت عليه..
مشاعل: وين؟
نادر: رايح للرجال
مشاعل: شفت أسيل؟
نادر: ايه
مشاعل: وش الأخبار بينكم؟
نادر يبتسم: يعني
مشاعل: مو على كيفك..كلنا حبيناها و لازم أنت تحبها بعد
نادر: من متى هاللقافه فيك؟
مشاعل: لأني عارفتك و عارفه إنك صعب تدخل أحد لقلبك بسهوله

نادر..(لكنها دخلت..يا خوفي إنها دخلت!)
نادر: روحي لضيوفك و يصير خير
مشاعل: نسهر مع بعض و نكمل كلامنا

راحت مشاعل لفرح و أسيل..و كملوا سواليفهم..لين اتصلت عليهم أسماء و قالت انهم بيروحون..رجعت أسيل مع مشاعل..و سلمت على أم جاسم و طلعت مع أسماء..ركبت في السياره..و هي تشوف نادر يطلع مع سيف..لكنها كانت مركزه عيونها عليه بس..(متى بأشوفك بعد هالمره يا نادر؟ بتهتم بكلامي اللي قلته؟ بتهتم تشوفني؟ بتفكر فيني؟)
ما تدري ليه تسأل هالأسئله..لكنها كانت تحس بشي غريب اتجاهه..

 

*من بكره*

في بيت نجود/

سكرت باب الشارع و تسندت عليه..بعدها ما شالتها رجلينها..و طاحت على الأرض المبتله بالماء من بعد المطر..و هي تضرب رأسها بالباب..توها راجعه من جارهم..اللي وصته يسأل عن أبوها بعد ما طولت غيبته..و تمنت لو ما سألت..(ليه؟؟ ليه يصير فيني كل هذا؟...ليه يبه تطلع بعد كل هذا عشان تفرقني عن الإنسان الوحيد اللي حبني من كل قلبه..ليه تطلع عشان تفضحنا قدام الناس..ليه تطلع عشان تموت كذا..تموت في محاولة تهريب!!)
نزلت دموعها اللي كانت تحرق عيونها..حست بالضياع..و الخوف..الكل راح عنها..هي تخلت عن سيف..و بشاير سافرت مع أمها..الجيران بعد اللي عرفوه عن أبوها..ما صاروا حتى يفتحون لها الباب..
ارتجفت ما تدري خوف..أو برد..أو قهر..أو حزن...
طول الأيام اللي راحت و هي تحاول تقوي نفسها..تحاول ما تنهار..لكن المصايب كل يوم تزيد عليها..و تهد هالقوه..أو اللي بقى منها..(ليه يبه؟ ليه تروح عني كذا؟ كيف هنت عليك؟ كيف هانت عليك نفسك؟...وش شفت في السجن يخليك تتغير كذا؟! طمع؟ أو جوع و قهر؟)
نجود تصرخ بقهر: ليه يبه؟ يبــــــه

و جلست في مكانها تصيح..و هي مو عارفه كيف تقول هالخبر لأمها..هي الوحيده اللي بقت لها..و اللي تخاف عليها

@،،الـنـزف الـخــامـس و الـعـشــرون،،@

*بعد أيام*
في بيت أم العنود/
كانت جوري في البيت لحالها..أم العنود و ياسمين راحوا لأم فارس يسلمون على أسماء..لكن هي تحججت بإمتحانها اللي عندها بكره..و دقت اعتذرت من أسماء..لكنها في الحقيقه ما كانت تبي تشوف فارس..خافت تشوفه..أو حتى تسمع صوته..هي تحاول إنها تنساه..و بدت تنساه..و ما تبي أي شي يذكرها فيه..
دق جوالها..و شافت رقم فهد..تنهدت بضيق..صح كانت تبي تساعده و تتمنى ترجع علاقتها مع بنات عمها..لكن ما كانت مرتاحه و هي مخبيه عن ياسمين و أم العنود اللي يصير..
جوري: هلا فهد
فهد: هلا جوري وش أخبارك؟
جوري: الحمدلله و أنتم؟
فهد: يعني
كانت تسمع أصوات عيال عنده..لكنه بعد عنهم..
جوري: أنت وين؟
فهد: طلعت من البيت عشان أقدر اكلمك
جوري: و ليه ما تكلمني من البيت..مو ضروري تقول لهم إني أنا
فهد: ما يدرون إن عندي جوال
جوري: فهد..أنا بأكلمهم بس أنت قول لي متى ما تكون أمك موجوده..لا تخاف ماراح اقولهم إنك قلت لي شي
فهد: لا..أخاف...ما أدري؟
جوري: عطني الرقم يا فهد..أنتم انتقلتم من بيتكم صح؟
فهد: ايه..بيسألونك كيف عرفتي الرقم
جوري: لا تخاف أنا اتصرف
فهد: خلاص بس خليه الأسبوع الجاي لين تخلص امتحانات البنات و عشان أمي بتسافر اذا خلصوا
جوري: زين
فهد بتردد: جوري...آآ كنت
جوري: وش فيه يا فهد قول؟
فهد: لا لا خلاص
جوري: فهد محتاج شي؟
فهد: .....
جوري: فلوس؟
فهد: أنااا...
جوري: كم تبي؟
فهد بإحراج: كنت أبي أسدد فاتورتي و فاتورة منال..أمي ما تعرف إن عندنا جوالات و منال تأخرت مكافأتها...و إذا طلعت بأرجعلك الـــ...
جوري بعتب: وش هالكلام يا فهد!..تدري تعال اللحين لو تقدر و خذ الفلوس
فهد: خلاص أنا جاي وين البيت؟
عطته جوري العنوان..و هي تفكر إنه أكيد محتاج بالحيل..لأنه ما صدق تقوله جاء على طول..
لكنها مع كذا ما كانت مرتاحه..و دقت على لما تسألها..لأنها الوحيده اللي تعرف بهالسالفه..
لما: مرحبا
جوري: أهلين لما أخبارك؟
لما: تمام
جوري: صار شي و بغيت آخذ رأيك؟
لما تحمست: وش صار؟
قالت لها جوري عن اللي قالته لفهد..و إنه راح يجي تعطيه الفلوس..
جوري: بس أنا مو مرتاحه للي أسويه..و قررت أقول لأمي حصه
لما انقهرت: أنتي خبله؟ و إن رفضت تكلمينهم؟
جوري: يمكن ياسمين ترفض لأنها مقهوره منهم..لكن أمي حصه طيبه و بتفهمني
لما: بس...
جوري تقاطعها: صعبه يا لما اللي اسويه بدون ما يعرفون..خلاص بأقولها و أدق على منال الأسبوع الجاي و اكلمهم و اتطمن عليهم
لما: خلاص على راحتك
جوري: مشكوره يا لما على وقفتك معي
لما: و ليه الشكر؟ مو حنا صديقات
سكرت لما و هي مقهوره منها..و مقهوره أكثر من مازن اللي مو مصدق عليها شي و كأنه يعرفها من سنين..لكن جتها فكره..و ركضت للجوال اللي ترسل لمازن منه..و أرسلت له..[يا غارق في العسل و مو راضي تصدق على البريئه شي؟؟ روح اللحين و شوف حبيبتك مفضيه البيت عشان تقابل مين؟؟]

في بيت أم عمر/
وقف عمر عند شباكه يطالع شباكها..يفكر فيها..تذكر آخر مره شافها و احراجها منه و ابتسم..لكن ابتسامته اختفت..وهو يتذكر عصبيتها كل ما يكلمها..(ليه كل هذا يا مساهير؟ معقول تكرهيني؟...صح اخطيت عليك كثير..بس لو غيرت معاملتي معك..بتتغيرين؟ أو للحين تحبينه؟....لو اتأكد إنك للحين تحبينه احس إني بأذبحك..لازم تحبيني أنا مثل ما كنتي..و غصب عليك)

 

في بيت أم العنود/
جاء فارس للبيت يبي يسلم على أم العنود..كان طالع من شركته و فكر يمر عليها قبل يرجع للبيت عشان ما يغير رأيه..لأنها دائما تعتب عليه من انقطاعه عنها..
لكنه يوم شاف سيارة مازن انقهر..و قرر يرجع وقت ثاني..لكن وهو يمر من عند البيت..شاف شماغ طايح عند الباب و الباب مفتوح على آخره..
وقف لحظه..ما كان مرتاح ما يدري ليه..عشان كذا نزل و دخل البيت..و أول ما دخل سمع صوت مازن يتكلم بصوت عالي و كأنه يهاوش..كان بيروح للمكان اللي جاي منه الصوت..لكن ما مشى خطوتين الا مازن يطلع بوجهه فجأه و نظرات القهر تنط من عيونه..لدرجة انه مر من عنده ما حس فيه..أو ما اهتم يشوفه..سمع صوت صياح..و ركض للمكان اللي طلع منه مازن..دخل و شاف جوري طايحه على الأرض و تصيح..
وقف قلبه يوم شافها بهالحال..رفعت عيونها تطالعه..على بالها مازن رجع..لكن يوم شافت فارس انصدمت..و حست بالذل انه يشوفها بهالشكل..
طلع فارس بسرعه ورى مازن..و شافه بيركب سيارته..لكنه سحبه بقوه من يده و طلعه..التفت له مازن بقهر..
فارس و الشر ينط من عيونه: وش سويت فيها؟
مازن بإستحقار: اسألها هي وش كانت مسويه من وراكم..بنتكم طالق
عصب فارس و مسكه بكل قوته من ثيابه يهزه..
فارس بتهديد: لا تجيب طاريها على لسانك يا حقير
كان مازن يحاول يبعده عنه..لكن فارس كان ماسكه من رقبته وشوي و يخنقه..هو من زمان مو طايقه..كيف اللحين وهو يقول عنها هالكلام..
بهالوقت وصل سيف و ياسمين..اللي انصدموا من اللي يشوفونه قدامهم..نزل سيف بسرعه و راح لهم..حاول يهدي فارس..لكنه ما رضى يفكه..
سيف يحاول يبعده: فارس! فك الرجال بتذبحه
فارس بقهر: خله يموت هالحقير
ياسمين كانت نازله من السياره..و مو قادره تتحرك خطوه و هي تشوف اللي صاير قدامها..كان فارس بيذبحه..لكن سيف أخيرا قدر يفكه من بين يديه..و مازن ما صدق انه أبعد عنه راح بسرعه لسيارته وهو ياله ياخذ نفسه..
فارس انقهر من سيف انه وقف بينهم..كان متنمي يخنقه بيدينه..دف سيف عنه بقوه..اللي ما رضى يتركه لين مشى مازن..
فارس بعصبيه: ليه فكيت هالنذل!!
سيف مصدوم: فارس وش صار؟؟حرام عليك كنت بتذبح الرجال
فارس و كله قهر: هذا رجال!!(التفت لياسمين بعصبيه)و أنتي..قلتي لها تتركني يوم كنت خاطبها لأني ما أبيها و ماراح اهتم فيها لاني آخذها غصب عني و بأذلها..و وافقتي على هذا..واحد ما نعرف عنه شي..هذا اللي فرحانه فيه..هذا اللي كل الناس تتكلم عن طيبه و أخلاقه..هذا اللي يدخل يتهجم على بنت في البيت لحالها و يتهمها و يطلقها
ياسمين كانت واقفه مصدومه..و ترتجف من عصبية فارس و كلامه..كانت من اليوم تشوفهم مصدومه من اللي يصير..لدرجة ما فكرت بجوري..انها هي سبب هالهوشه..لكن أول ما جاب فارس طاري الطلاق..تركتهم و دخلت بسرعه تدورها..
التفت سيف لفارس..
سيف: فارس مهما كان اللي صار..ترى كنت بتذبح الرجل
فارس: خله يموت هالنذل
سيف: فارس وش صار؟
فارس: طلقها! و يقول لي شوفوا بنتكم وش تسوي من وراكم
سيف انقهر: وش يقصد؟
فارس: مادري! أنا جيت شفته طالع معصب ويوم دخلت شفت جوري تصيح و طلعت بسرعه وراه و قال لي اللي قاله
سيف: خلنا ندخل اللحين لازم نعرف اللي صار من جوري بعدين نتفاهم معاه
دخلوا المجلس..و سيف يحاول يهدي فارس..و دق على ناصر وطلب منه يجي عندهم..
ياسمين دخلت للبيت تركض بسرعه تدور جوري..راحت لكل مكان و ما لقتها..بعدين سمعت صياحها جاي من غرفة أم العنود..دخلت و شافتها تصيح و ثايره..راحت عندها و أول ما شافتها جوري رمت نفسها في حضنها..و صارت تصيح أكثر..حولت تهديها ياسمين عشان تعرف وش اللي صار..بس هالشي كان مستحيل..كانت جوري تصيح و ترتجف و لا هي سامعه وش تقول..
سمعت جوالها يدق..كان سيف اللي أصر عليه فارس يدق يشوف وش صار..لكنها ما ردت..بعد لحظات سمعت صوت سيف يناديها..لكنها ما قدرت تطلع له..لأن جوري كانت متمسكه فيها..مدت يدها تاخذ جوالها من الشنطه..ودقت عليه..
سيف: ياسمين ليه ما تردين؟
ياسمين: جوري مو راضيه تهدأ و ما قدرت اكلمها
سيف كان يسمع صياحها..عشان كذا سكر و قالها اذا عرفت شي تدق عليه..راح لفارس..
سيف: جوري للحين تصيح و ياسمين مو قادره تكلمها
فارس قام: أنا رايح اتفاهم معه هالنذل هو بيقولي اللي صار
سيف يمسكه: وين رايح؟ ما يكفي قبل شوي كنت بتذبحه..اجلس يا فارس لا تكبر المشكله
دخل ناصر و سمع كلامهم..و استغرب من ملامحهم المعصبه..
ناصر بقلق: وش فيكم؟ وش اللي صار؟
سيف: ارتاح يا خالي و أنا اقول لك اللي صار
قال سيف لناصر كل شي..و عصب ناصر..لكن كان أهدأ من فارس..مع ان سيف وهو يشوف نظرات خاله اللي مليانه تهديد..حس ان مازن راح فيها..
تركهم و راح يدور البنات..و جوري أول ما سمعت صوته..زاد صياحها..كانت خايفه انهم يلومونها مثل مازن..و يشكون فيها..وصل ناصر عند الغرفه بعد ما سمع أصواتهم جايه منها..وقف عند الباب المفتوح..يكلمهم من وراه..
ناصر: جوري خلاص يا بنتي لا تصيحين..و لا يهمك أنا بآخذ حقك منه
ياسمين: من اليوم ااهديهاا مو راضيه يا خالي
ناصر: جوري أنا الدم يفور براسي قولي وش سوى و ريحينا؟
جوري بخوف و بصوت متقطع: خا..خالي..أنا..والله..ما ..ما سويت شي غلط
ياسمين: عارفين حبيبتي انك مو غلطانه..بس قولي لنا اللي صار
جوري بتردد: فهد ولد عمي دق علي من أيام وقال لي ان أمه تزوجت و انها صارت ما تعاملهم زين..خفت اقول لكم ما تصدقون انهم نادمين على اللي سووه فيني خاصه ان البنات للحين رافضين يكلموني لا نهم حاسين بالذنب لمعاملتهم لي يوم كنت عندهم..قلت انتظر لحدما اتصالح معهم و اقول لكم..لكن فهد كان محتاج فلوس و قلت له يجي اعطيه..فجأه شفت مازن جاي(تصيح) و عصب..قال اني مواعدته..و اني أخونه..ما عطاني فرصه اتكلم دفني على الأرض و راح
ياسمين و ناصر انصدموا من اللي سمعوه..وانصدموا أكثر ان جوري ما تعرف انه طلقها..
نزل ناصر..و راح للمجلس عند فارس و سيف..دخل و جلس وهو سرحان..
سيف و فارس كانوا يطالعون بعض..
فارس: عرفت وش صار؟
ناصر: مين اللي قال لكم إن مازن طلقها؟
فارس: طلقها قدامي
ناصر يتنهد بقهر: جوري ما تدري إنه طلقها
سيف: وش صار يا خالي؟
ناصر: ولد عمها دق عليها يطلب منها فلوس..الظاهر حالتهم صعبه..و هي قالت له يجي يأخذهن و مازن جاء و شافه واقف عند الباب و ...
فارس وقف بقهر: يعني شك فيها؟! هذا مجنون؟
ناصر: اهدأ يا فارس أنا بأتصرف معه..و اللحين رايح له
فارس: أنا جاي معك
سيف: لا أنا بأروح معه..أنت نسيت وش سويت فيه قبل شوي تبي اللحين تذبحه
ناصر: لا أنت و لا هو..أنا بأروح له لحالي
فارس: بس يا خالي....
ناصر: خلاص يا فارس قلت لك أنا بأتصرف..و مابي أي أحد منكم يتدخل
سكت فارس بعدم اقتناع و طلع هو و سيف مع ناصر

 

في بيت ماجد/
رجع للبيت..وهو ضايق من الدنيا..تعب من الشغل..و تعب من اللي يحسه..و اللي يحاول يتناساه..راح لغرفة ورد..
ماجد: وردتي
ورد تلف للباب: نعم
ماجد: وش رأيك نسافر؟
ورد بإستغراب: نسافر! وين؟
ماجد: اللي تبين أهم شي نغير جو..(أهم شي أبعد عنها قبل انجن)

في شركة مازن/
كان يدور في مكتبه بقهر..يفكر باللي صار..و اللي سواه..فقد أعصابه أول ما جاه المسج..ما كان يصدق قبل كذا الكلام اللي ينرسل له..لكن هالمسج جاه..وهو في السياره..و ما يدري ليه راح على طول لبيتها..مع إنه ما كان يشك فيها..لكن اللي شافه هناك خلاه ما يمسك نفسه..القهر ملاه..وهو يشوف ثلاث عيال واقفين عند الباب..و الباب مفتوح..و أكيد هي اللي ورى الباب..نزل من سيارته بدون تفكير..و ضرب اللي مسكه منهم..لكن قهر زاد وهو يسمع صوتها..تبيه يوقف..دخل لها..و هي أول ما شافته بهالحال دمعت عيونها..و ركضت داخل..لكنه لحقها..سحبها من يدها و رماها بالمجلس..صب عليها كل قهره..حتى إنه ما يتذكر الكلام اللي قاله..
كان مو مصدق كيف جوري تسوي كذا..لكن اللي شافه أكد له..
سمع أحد يطق الباب.. وتأفف..
دخل السكرتير..و قال له إن ناصر هنا..و يقول ماراح يروح لين يكلمه..حاول يهدي نفسه و طلب منه يدخل..
دخل ناصر وهو يطالعه بإستحقار..
ناصر بهدؤ: وش اللي سويته يا مازن؟
مازن: يعني ما تعرف اللي صار؟
ناصر: أنا أبي أعرف اللي صار منك؟ و أبي تقول لي ليه سويت كذا؟
مازن مع إنه كان مقهور و ثاير..لكن هدؤ ناصر خلاه حتى هو يهدأ..عرف إنه جاي يبي يتكلم معه..وهو حب يقول كل اللي عنده عشان يبرر اللي سواه فيها..
مازن: جتني مسجات كثيره تتكلم عنها..و لا صدقت..كانت من أرقام مجهوله و إلا كنت ذبحت اللي يرسلها..بس اليوم جاني مسج يقول لي روح شوفها من تقابل و البيت فاضي
ناصر يقاطعه: و أنت صدقت و رحت؟
مازن: مادري ليه صدقت..بس أنا رحت و شفت كل شي بعيني
ناصر بإستحقار: وش شفت يعني؟
مازن: شفتها من ورى الباب تكلم ثلاث عيال و ...
ناصر: لا تكمل..أنا أعرف الباقي..بس اللي ما تعرف يا مازن إن اللي كان واقف يكلمها ولد عمها كانوا محتاجين فلوس و هي عطتهم بعد كل اللي سووه فيها..هاذي هي اللي شكيت فيها و صدقت المسجات المجهوله اللي تجيك..خسارة نظرتي فيك يا مازن..بس تأكد إني ماراح انسى اللي سويته فيها
مازن ما ستوعب: انتظر يا ناصر أنا...
ناصر: أنا مو جاي اسمعك يا مازن..أنا جيت أبين لك غلطك و إنك ما تستاهل اللي عطيتك..أنا متأكد إنك بتندم لكن مابي تتجرأ و تجي تعتذر مني أو منها..مابي أشوفك بعد اليوم..و طبعا اعتبر الشغل اللي بيننا ملغي
طلع ناصر..و مازن جلس مصدوم على مكتبه..(ولد عمها! بس هم كانوا ثلاثه و هي مالها إلا ولد عم واحد..معقوله كذبت عليهم..أو هي صادقه و أنا اللي ظلمتها و ظلمت نفسي)
حس إن راسه بينفجر..و تذكر إنها كانت تحاول تبرر له بس هو ما عطاها فرصه..تذكر كيف كانت تستحي منه و ترتجف..كيف وحده مثلها بتكون علاقه بالغلط..
كان كل ما يهدأ من غضبه..يبين له خطأ اللي سواه..و يندم..

في بيت أم راشد/
كانت مساهير تذاكر في غرفتها..لكنها تسرح كل شوي..شافت المذكره اللي بين يديها..و اللي تغطت كل المساحات البيضاء فيها بإسم عمر..كل ما تسرح تفكر فيه..و تكتب اسمه..(أوووف وش أبي فيه؟ أنا ما أحبه..ما أحبه..ما أحبه)

في بيت أم مازن/
كانت ساره و أمها في الصاله..ينتظرون مازن..قلقوا عليه إنه تأخر على غير عادته..و كل ما يدقون عليه جهازه مقفل..حتى ساره دقت على جوري بتسألها لو تعرف عنه شي..بس ما كانت ترد لا على البيت..و لا على جوالها..
دخل مازن و ملامحه المتجهمه..أكدت لهم إن فيه شي..
أم مازن: مازن خير يمه وش فيك؟
مازن يرمي نفسه على الكنب: .....
ساره: مازن وش فيك؟
مازن: طلقت جوري
ساره و أمها شهقوا مصدومين..و للحظات ما استوعبوا..و لا قدروا يقولون شي..
ساره بصدمه: ليه؟ ليه يا مازن؟
قال لهم مازن السالفه..وهو يقولها..حس بنفسه صغير قدامهم..حس بغبائه و تهوره..
سار بإنفعال: حرام عليك يا مازن! تشك في جوري؟ تتخيل إنها ممكن تسوي شي كذا!!
أم مازن بأسف: الله يهديك يا مازن..((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا))و أنت تروح تتهجم على البنت بدون حتى ما تسألها!
ساره ما قدرت تمسك نفسها..صاحت و ركضت لغرفتها..هي تعرف إن مازن يفقد أعصابه إذا عصب بس ما توقعت يروح تفكيره لهالدرجه..عرفت إنها خسرت جوري كزوجة أخو..و إحساسها يقول أكيد بتخسرها كصديقه بعد..
أما أم مازن فكانت تلوم مازن على اللي سواه..لين ضاقت عليه الدنيا..و كره نفسه..

في بيت أم العنود/
رجعت أم العنود بعد ما عرفت اللي صار..و كانت هي و ياسمين عند جوري في غرفتها..كانت تصيح بدون انقطاع..حست بالذنب و الخجل لأنها خبت عنهم رجعة ولد عمها..و متأثره باللي سواه مازن و صدمتها فيه..اللحين يوم بدت تحبه..يسوي فيها كذا..و أكثر من هذا حست بالذل إن فارس هو اللي شافها ذيك اللحظه..كل شي اجتمع عليها..و ارهق تفكيرها..لين نامت بدون ما تحس..
أم العنود بهمس: قومي يا يا سمين الحمدلله نامت..خليها ترتاح
طلعت معها ياسمين..و جلسوا في الصاله اللي فوق..
ياسمين بقهر: والله نفسي اذبحه
أم العنود: حسبي الله و نعم الوكيل فيه..فجع البنت
ياسمين: مين يقول إنه يسوي كذا؟ صدق يا ما تحت السواهي دواهي
أم العنود: عشان ما تلوموني يوم أبيكم لعيال خالتكم..القريب ما يجي منه شر
ياسمين: صادقه يمه..شوفي مازن قلنا ما فيه أحسن منه و بمشكله تافهه طلع شره
أم العنود: مادري كيف بنقولها إنه طلقها
ياسمين: و هي يعني مفكره ترجع له بعد اللي سواه..حتى لو ما طلقها كنا بنخليه يطلقها
أم العنود: مو كل الناس تفكيرها مثلك
ياسمين: بس هالمره تفكيري صح..و إلا تتوقعين خالي ناصر بيوافق تكمل معه بعد كل اللي صار؟

في بيت أم فارس/
رجع سيف و فارس للبيت..و شافوا أمهم و أسماء و أسيل..في الصاله..
أم فارس: سيف وش صاير في بيت خالتي؟ ليه جيت تاخذها من شوي بهالسرعه! و لا حتى دخلت؟
سيف يطالع فارس اللي كان ساكت و متجهم..
سيف: مازن طلق جوري
الكل انصدم بالخبر..و قال لهم سيف عن اللي صار..
أم فارس: حسبي الله و نعم الوكيل فيه
أسماء: مسكينه جوري و الله ما تستاهل
أسيل: و جوري وش أخبارها؟ ما عرفتوا كيف حالتها
سيف: كانت ثايره و تصيح و ياله قدرت تقولهم عن اللي صار..عشان كذا جيت آخذ أمي حصه قلت يمكن تقدر تهديها
قام عنهم فارس وهو ما نطق و لا كلمه..
أم فارس: وش فيه فارس؟
سيف: كان بيذبحه لو ما فكيته..ما تخيلت فارس يفقد أعصابه لهالدرجه
أسماء: معذور وش تبيه يسوي وهو يشوف بعينه اللي سواه فيها
سيف: الله يستر سكوته مو مريحني

*من بكره*
في بيت أم العنود/
صحت جوري الصبح و شافت ساعتها تسع..تذكرت اللي صار و رجعت دموعها تنزل من جديد..(استاهل اللي صار..كيف خبيت عنهم هالشي! المفروض قلت لو لمازن و ساره..الله يهديك يا لما أنتي اللي شجعتيني)
دخلت عليها ياسمين..
جوري: ياسمين ما رحتي للجامعه؟
ياسمين: لا
جوري: و ليه ما صحيتيني عندي امتحان
ياسمين تجلس جنبها: وين اصحيك الله يهديك و أنتي ما ذاكرتي
جوري تنزل راسها: ياسمين آسفه على اللي صار..مادري ليه ما قلت لكم..بس...
ياسمين تقاطعها: ولو إني مابي أزيد عليك بس فعلا أنا عتبانه عليك..ليه ما قلتي لي على الأقل..صحيح أنا مو قادره انسى اللي سووه فيك عمانك بس لو كانوا تغيروا أو محتاجين بس كنت ماراح امنعك تساعدينهم حتى لو ما كنت مقتنعه
جوري: معك حق أنا اخطيت يوم خبيت عنكم و عن مازن
ياسمين: خالي تحت جاء يتطمن عليك
جوري تصيح: احس إني خجلانه منه كثير
ياسمين: أنتي ما اخطيتي يا جوري أنتي تتصرفين بعفويه و قلبك الطيب يغلبك
جوري: يعني خالي ناصر مو زعلان
ياسمين: لا مو زعلان
جوري: وش سوى مع مازن؟ كلمه؟
ياسمين مو عارفه وش تقول: جوري...
جوري: وش فيه؟ صاير شي؟
ياسمين: أنتي وش موقفك من مازن بعد اللي سواه؟ هو شك فيك..و لا عطاك فرصه تبررين موقفك
جوري: حسيت بالظلم..و انصدمت فيه كثير...بس يمكن معه حق حتى لو كان غلطان..هو جاء و شافني أكلمه لحالي و أنا غلطت اني خبيت عنه..هو زوجي و المفروض يعرف عني كل شي...يمكن اللي سواه من قهره و صدمته
ياسمين: يعني بتسامحينه؟!
جوري: للحين متأثره باللي سواه..بس أنا غلطت بعد..ما يصير احمله الغلط كله
ياسمين كانت ناويه تقول لها إنه طلقها..لأنها متخيله إنها بتكون مقهوره منه مثلهم..بس ما جاء في بالها أبدا..إنها تعذره باللي سواه..و محمله نفسها الخطأ مثله..
قالت لها ترتاح..و هي بتجيب لها الفطور و يفطرون مع بعض..نزلت تحت..و هناك شافت خالها يكلم بجواله و معصب..انتظرته لين خلص..
ياسمين: خير خالي فيه شي؟
ناصر: جوري صحت؟
ياسمين: ايه
ناصر: وش أخبارها اللحين؟
ياسمين: الحمد لله اهدأ
ناصر: الله يعين هالبنت على كل اللي يجيها
ياسمين حست انه صاير شي: خالي صاير شي؟
ناصر: سألت عن عمانها وين ساكنين اللحين..قلت يمكن اذا راحت و تطمنت عليهم ترتاح..بس...
ياسمين: بس ايش يا خالي؟
ناصر بقهر: أمه ما تزوجت و لا شي و هم للحين في نفس بيتهم و حالتهم الماديه متحسنه عن أول
ياسمين بصدمه: أجل ليه...ولد عمها كان يكذب!
ناصر: الظاهر كان يستغلها يبي ياخذ الفلوس و بس
ياسمين جلست على الكنب مصدومه..ما تدري كيف بتتقبل جوري هالأخبار..
ياسمين: خالي أنا كلمت جوري عن مازن..كنت أبي اقولها إنه طلقها...بس صدمتني إنها عاذرته باللي سواه و محمله نفسها الخطأ انها خبت عليه
سكت ناصر مقهور أكثر على مازن..و كاسره خاطره جوري..تذكر غاليه بحزن..نفس طيبتها و قلبها الأبيض ورثته بنتها..
ناصر: خليها ترتاح و تأكل أول..لا تقولين لها شي اللحين..بس تأكدي انها ما تتصل عليه أو على اخته
ياسمين: إن شاء الله
و راحت ياسمين تفطر مع جوري..و لا افتحت معها الموضوع أبدا..و جوري كانت تفطر معها و هي ساكته..تحاول تأكل من دون نفس..و كل تفكيرها عند مازن..و اللي سواه فارس بعد ما طلع من عندها..و اللي ما قدرت تسأل عنه..

 


في كلية اللغه الانجليزيه/
طلعت أسيل من الامتحان و راحت للبنات..و جلست تقلب بأوراقها و هي ساكته..
حلا تطالعها: عظم الله أجرك..مين اللي مات لك؟
طيف: صح أسوله ليه ماده البوز؟
أسيل: جوري تطلقت
شهقت حلا: ليه؟؟
رغد منصدمه: وش صار؟
قالت لهم أسيل اللي صار..و كلهم انقهروا عليه..
أسيل: أنا بأروح لها العصر تجون معي؟
رغد و حلا: أكيد

في كلية الاقتصاد/
دق جوال سهى..و شافت رقم فيصل و ابتسمت..
سهى: مرحبا
فيصل: صباح الخير
سهى: صباح النور
فيصل: في الكليه؟
سهى: ايه
فيصل: ذاكرتي زين؟
سهى: يعني
فيصل: خلاص أجل اتركك تراجعين و إذا خلصتي امتحانك علميني وش زينتي فيه
سهى: أوكي
فيصل: مع السلامه
سهى: مع السلامه
سكرت سهى و هي تتنهد..أحيانا تحس إن فيصل متعلق فيها..و يهتم بكل شي يخصها..لكن أحيانا تحسه يسرح بعيد عنها..(لا هو يحبني..دامه تركها فأكيد ما يحبها..ماراح اسمح لها لا هي و لا مرام يخربون اللي بيننا..حتى لو بعد عني أنا بأرجعه غصب لي)
لمحت مرام من بعيد..و صدت عنها بعد ما طالعتها بكره..
طالعتها مرام و هي تضحك..(أكيد حالك ما يسر يا سهى و الدليل هالنظره..كان ودي اترك لك فيصل بس اسمحيلي ما بيدي غيره)

في المستشفى/
وقفت نجود عند غرفة العنايه المركزه..من أمس و هي ما تحركت من مكانها..ما رضت ترجع البيت..حتى مع إصرار جارتهم أم سعد انها تروح ترتاح..الجيران الوحيدين اللي للحين يكلمونها..
من يوم وفاة أبوها و أمها تعبانه..و أمس زاد عليها التعب..لكن نجود ما كانت متطمنه هالمره..عشان كذا ما رضت تتركها..ما تبي تبعد عنها دقيقه وحده..ارتجفت و هي تتذكر نظرة أمها لها قبل ما توديها المستشفى..حست كأنها وداع..أو توصيه..أو اعتذار..
طول هالأيام اللي راحت وهي لا حيه و لا ميته..كانت جسد بدون روح..كل اللي تعيش عشانه أمها..و اللحين تشوفها بعد بين الحياة و الموت..
طلعت الممرضه اللي عند أمها تركض..و رجعوا معها دكاتره و ممرضات..و نجود مطيره عيونها بفزع..جمعت اللي باقي من قوتها..لأنها كل يوم تنهار أكثر من الحزن..و التعب..و الخوف..قربت من الباب..كانت تبي تدخل تشوف وش فيهم..لكن الدكتور طلع لها..
الدكتور: أنتي من أهلها؟
نجود بصوت رايح: أنا بنتها
الدكتور: ما فيه أحد غيرك معها؟
نجود: مالها غيري
الدكتور بأسف: آسف يا بنتي الوالده....
ما كمل كلمته..لأنها طاحت على الأرض..و هي تتمنى ما تفتح عيونها بعد هاللحظه..

في بيت أم العنود=المغرب/
وصلوا البنات و سلموا على ياسمين..سألوا عن جوري..
ياسمين: جوري للحين ما تدري انه طلقها
أسيل: ليه؟ هو ما طلقها قدامها؟
ياسمين: لا يوم الحقه فارس يبي يعرف وش صار..طلقها قدامه...و الأكثر من هذا خالي سأل عن عمانها و طلع فهد يكذب بكل اللي قاله عشان ياخذ منها فلوس..بنات مو عارفه كيف اقول لها و اللي قاهرني انها عاذره مازن باللي سواه
سمعوا صوت خطوات تركض لبعيد..
ياسمين شهقت: جوري!!
راحوا كلهم..و شافوها و هي تطلع الدرج بسرعه..كانت ياسمين بتلحقها..لكن وقفتها أسيل..
أسيل: انتظري ياسمين..أنا بأروح لها
راحت لها أسيل..و وقفت عند بابا غرفتها..فتحته..لكنها كانت مقفلته..بس سمعت صوت صياحها..
أسيل تطق الباب: جوري افتحي الباب
جوري: ......
أسيل: جوري ماراح اتحرك لين اكلمك..افتحي الباب
وقفت لحظات..و سمعت الباب ينفتح..ثم شافتها..وجهها غارق بالدموع..و الحزن مغطي ملامحها..دخلت أسيل و ضمتها..و صارت تصيح معها..انتظرتها لين هدت..و جلستها..
أسيل: جوري أنا عارفه إن اللي صار مو سهل..كلنا مقهورين منه..فارس من أمس ما نام..و أنا رحت اليوم الامتحان مو عارفه وش كتبت فيه..كيف شعورك أنتي؟
جوري: ....
أسيل: صدقيني اللي صار خيره اللي يشك فيك بهالسهوله ما يستاهل تبنين حياتك معه و تعتمدين عليه..بعدين أنتي ألف واحد يتمناك وهو الخسران
جوري: مين اصدق بعد كذا؟ مازن اللي كله حنان و طيبه..لدرجة شبهته بخالي ناصر يطلع منه كل هذا...يطلقني بهالسهوله!
أسيل: لا يا جوري لا تخلين اللي صار يعقدك..فيه ناس كثير عندها عقل و تعرف الصح من الغلط
جوري: يعني مازن ما عنده عقل؟
أسيل: عنده عقل بس شكله اذا عصب يروح هالعقل
جوري: مستحيه من نفسي و اللي سويته..مالي وجه اشوف أمي حصه..و خالي ناصر وش بيقول عني و أنا مالي كم أسبوع مالكه و اللحين مطلقه
أسيل: جوري لا تلومين نفسك..ما أحد يلومك أو زعلان عليك..أنتي مظلومه و بعد تبيننا نلومك...انسي يا جوري اللي يسوي فيك كذا ما يسوى تضايقين نفسك عليه
جوري: مو عارفه كيف بأروح للكليه بكره؟ كيف بأشوف...
أسيل: خالي ناصر راح لمازن و قال له الحقيقه و أكيد اللحين ندمان على اللي سواه
جوري: تتوقعين؟
أسيل: أكيد....جوري أنتي تحبينه؟
جوري: مادري..أنا كنت ارتاح له يحسسني بالأمان..و شوفي كيف ضاع هالأمان بلحظه
أسيل: و لا يهمك يا جوري انسي اللي صار و خليه ورا ظهرك..أنتي ما خطيتي هم اللي اخطوا..هم اللي يحسون بالذنب مو أنتي....بأتركك ترتاحين اللحين و نجي يوم ثاني أنا و البنات نشوفك
جوري: لا بأنزل معك اشوفهم..أنتم أهلي يا أسيل و خلاص أنا مابي أحد غيركم
أسيل تضمها: الله يعوضك باللي احسن منه
نزلت جوري و سلمت على البنات و جلست معهم..ما كانت تبي أم العنود تقلق عليها..لكنها أول ما شافتها حضنتها و رجعت تصيح و أم العنود صار تهديها..

في أحد الشوارع/
كان فهد ينتظر صديقه اللي دق عليه و وعده يلتقون هنا..و شافه جاي عنده..
صديقه: وش تبي داق علي؟
فهد: أنت وش فيك خواف؟ قلت لك ما فيه أحد منهم جاء و لا قال شي
صديقه: و اللي شافنا أمس و كان بيذبحنا لو ما هربنا منه
فهد: بس ما أحد منهم جاء..لا تخاف
صديق يتريق: و كاشخ علينا عندي وحده تحبني و تموت فيني و بتعطيني و تسوي و آخرتها نتهزأ معك و بغينا ننفضح!
سكت فهد مقهور من اللي صار..كل واحد من شلته يعرف له بنت يكلمها..وهو ما عنده..عشان كذا طرت عليه جوري و كلمها..كذب عليها..بس عشان يتفاخر عند شلته فيها..لكن يوم أصرت إنها تكلم خواته و أكيد بتعرف إنه طول الوقت يكذب عليها..حب يطلع منها بشي يستفيد منه قبل يتركها..و قال لها عن الفلوس..لكن حتى هاذي ما كملت له..اللي جاء خرب كل شي..و قبل ياخذ الفلوس..

 

في سيارة فارس/
كان طالع من البيت و عرف إن أسيل عند جوري..و دق عليها..
أسيل: هلا فارس جيت في وقتك
فارس: ليه؟
أسيل: معليش تجي تاخذني من بيت أمي حصه
فارس يبتسم: إن شاء الله
أسيل ما صدقت: والله؟
فارس يكذب: احمدي ربك إني كنت في الطريق
سكر منها وهو يضحك على نفسه..هو متعمد يرجعها..عشان يعرف أخبار جوري..أمس كان مقهور و معصب على اللي سواه مازن..لكنه فجأه تذكر إنها اللحين صارت حره..(أكيد انجنيت يا فارس! معقول فرحان باللي صار لها؟ فرحان بإهانتها؟؟ لا..وعد مني يا جوري إن مازن بيدفع ثمن اللي سواه غالي)
وصل للبيت..و دق على أسيل..دقايق و طلعت له..
أسيل: مساء الخير
فارس: مساء النور
أسيل تتنهد بحزن: .....
فارس يطالعها: وش فيك؟
أسيل: كسرت خاطري جوري
فارس: للحين متأثره باللي صار؟
أسيل: تدري إنها ما عرفت إن مازن طلقها
فارس: للحين ما قلتوا لها؟
أسيل: ياسمين حاولت تقول لها الصبح لكن انصدمت يوم قالت لها جوري إنها عاذرته باللي سواه و هي الغلطانه اللي خبت عنه مثل هالشي
فارس انقهر يوم سمع هالكلام..و وصل حده..
فارس بعصبيه: أي عاذرته! مجنونه هاذي..يشك فيها و يتهجم عليها في البيت لحالها ثم يطلقها في الشارع كأنها....و تعذره!!
أسيل خافت: هد نفسك يا فارس..هي ما كانت تعرف إنه طلقها
فارس: ولو..اللي سواه قبل طلاقها شوي...بعدين حتى لو ما طلقها كنا بنخليه يطلقها غصب..و إلا كان عندها نيه ترجع له!
سكت فارس مقهور منها..لكنه فجأه تذكر شي..
فارس: لا يكون تحبه؟
أسيل: مادري
فارس بعصبيه: كيف ما تدرين يعني ما عمرها قالت لك؟!
أسيل بإستغراب: فارس و أنت وش يخصك فيها؟ تحبه أو ما تحبه..خلاص افترقوا و كل واحد راح في طريق
سكت فارس عشان ما يقول أكثر من اللي قاله..لكنه كان مليان قهر..خاف تكون حبته..خاف إنه قدر ينسيها حبه هو..
فارس: و اللحين عرفت؟
أسيل: ايه سمعتنا و حنا نتكلم
فارس: تضايقت؟
أسيل: أكيد يا فارس تحسب سهل الوحده تتطلق كذا..و اللي زاد عليها إن خالي عرف إن ولد عمها كان يلعب عليها بس عشان ياخذ فلوس منها
فارس بصدمه: يعني مو محتاجين و لا شي؟!
أسيل: لا
فارس..(هالبنت بتذبحني! يعني ما تأكدت منه و لا شي؟ بس دق قال أبي فلوس و عطته)

*من بكره*
في كلية الحاسب الآلي/
وقفت جوري و ياسمين عند البوابه..التفتت ياسمين على جوري اللي كانت نظراتها خايفه و متردده..
ياسمين: جوري وش قلنا؟ هم اللي غلطوا عليك..هم المفروض ما يكون لهم وجه يشوفونك
جوري: بس ساره مالها ذنب..أمس ارسلت لي رسالة اعتذار تقول مالها وجه تكلمني
ياسمين: لازم ما يكون لها وجه..اسمعيني يا جوري أنا عارفه إن ساره مالها ذنب..بس هي أخته و ما يصير تكلمينها بعد اللي هو سواه و كأنك راضيه
جوري: أصلا أنا مو قادره أكلمها..احس بيني و بينها حاجز بسبب اللي صار
ياسمين: خلاص روحي لامتحانك..و اذا خلصتي تعالي عندنا
راحت جوري..و هي في الممر شافت شلتهم من بعيد..جت عينها في عين ساره..لكن جوري صدت عنها و غيرت طريقها..
وقفت ساره تطالعها بحزن..قالت لصديقاتها أمس إن مازن طلق جوري..لكنها ما قالت لهم السبب..قالت إنهم ما تفقوا لأسباب خاصه..
دخلت ساره للقاعه..و خلود و لما كملوا طريقهم لقاعتهم..
خلود: سبحان الله هذا عشان خاطرك فيه..ما توفقوا
لما: ليه ما تقولين إنه يمكن من نصيبي
خلود: يعني ضامنه إنه بيخطبك إذا تركها؟
لما: هالمره أنا بأسعى لهالشي
خلود: والله إنك مو صاحيه
راحت لما و هي تضحك..ارتاحت من جوري للأبد..و مازن بيكون لها..

في بيت أم مازن/
كان مازن في غرفته..ماله خلق لأي شي..من أمس وهو يقرأ رسايلها له..يتذكرها..
حس إنه ظلمها..و تمنى يعتذر منها..لكن تهديد ناصر كان واضح..و غلطه مثل اللي سواها لا يمكن يسامحه عليها ناصر..(ليه رحت؟ ما شكيت فيها..عمري ما كنت بأشك بجوري..أنا رحت عشان أبين لنفسي هالشي..لأني متأكد إني ماراح ألقى أي أحد عندها..و اللي شفته ما خلاني أفكر..تهورت و خسرتها بسبب هالتهور)
حس مع هدؤها اللي كان غالب عليها..إلا إنه فاقد وجودها بالحيل..

*بعد أسبوعين*
في كلية الحاسب الآلي/
انتهى البريك..و قامت جوري لمحاضرتها..و ياسمين و عبير راحوا لمحاضرتهم..
عبير: جوري للحين ما نست اللي صار
ياسمين: لاحظتي؟
عبير: ايه دائما سرحانه و متضايقه..مع انها تحاول تبين نفسها عادي
ياسمين: اللي صار هز ثقتها بنفسها و بالناس..من مازن و من ولد عمها
عبير: يا حياتي الدنيا ما تجي إلا على الطيب
كانت جوري تمشي و سرحانه..و سمعت صوت مألوف يناديها..التفتت..و انصدمت و هي تشوف ساره هي اللي تناديها..كل الأيام اللي راحت و هم يتحاشون حتى يطالعون في بعض..جوري صارت في المحاضرات تجلس مع بنات تعرفت عليهم..و ساره مثلها..لكن شي في ملامحها..حسس جوري إنها مو بخير..
ساره: جوري
جوري وقفت و صدت بوجهها عنها: .....
ساره بإحراج: جوري أنا عارفه إن مالي حق أكلمك..بس...أنا عارفه قلبك الطيب و إنه ما بيرضيك هالشي..أنا عارفه إن مازن غلط و غلطته مو سهله أنا للحين ما سامحته عليها..بس..أنا و أمي و هديل مالنا دخل
جوري: وش قصدك يا ساره؟ وش تبين؟
ساره: يعني ما تدرين؟
جوري: أدري عن ايش؟!
ساره: ناصر كان معذور يوم فسخ العقد اللي كان بينهم لأنهم مو معقول يشتغلون مع بعض بعد اللي صار..لكن اللي يسويه فارس بيخلي مازن يفلس و أنتي تدرين انه هو اللي يصرف علينا
جوري انصدمت من طاري فارس: فارس!! فارس وش دخله بالموضوع؟؟
ساره: فارس واقف لمازن في شغله ياخذ منه صفقات مع انها مو من شغله هذا غير الشركات اللي طلب منهم يرفضون يتعاونون مع مازن
جوري ماستوعبت: أنتي متأكده من اللي تقولينه؟
ساره: إيه أنا سمعت مازن وهو يتكلم في التليفون...هو..هو ما يدري اني بأقولك بس والله يا جوري...
جوري: خلاص يا ساره بأشوف وش اسوي بس ما أوعدك..أنا ما أقدر اجبر فارس على شي
ساره: تذكري الشي الحلو اللي بيننا..كان بيننا عيش و ملح
جوري: بأحاول..عن اذنك
تركتها جوري و هي تفكر..ما استوعبت اللي سمعته..و انحرجت من رجاء ساره لها..(معقول فارس للحين ما نسى؟ و ليه يسوي كذا؟)

في بيت أبونادر/
كان فيصل بينزل..لكنه سمع صوت رغد العالي و هي تتكلم و تضحك..كان باب غرفتها مفتوح..جاء بيدخل عندها..لكن أول ما سمع الإسم اللي جاء على لسانها وقف..
رغد: ما شفتيها يا أسيل والله فاتتك بس أنتي بهالمحاضرات دائما سرحانه و مو يم الناس
سرح حتى هو يفكر..دائما كانت عنده الثقه إنها أكيد تفكر فيه..تحلم فيه..لكن اللحين يتمنى يعرف..مين اللي محتل أفكارها..هو..أو نادر..يعرف إنه ما يحق له بهالشي..لكن كثر ما يحاول يبعد نفسه عنها..ما صار يقدر..حتى سهى..اهتمامه فيها و سؤاله عنها..كان مجرد مجامله لها لا أكثر..

في بيت أم العنود/
كانت جوري في غرفتها تفكر..من يوم رجعت من الكليه و هي محتاره..كسرت خاطرها ساره باللي قالته..و هي بعد ما يرضيها عائله كامله تضيع بسببها..بس ما كانت عارفه وش تسوي..(أقول لياسمين تقول لسيف يكلمه..أو نقول لخالي ناصر أكيد هو اللي بيقدر يقنعه)
نزلت تحت تدور ياسمين و شافتها في الصاله..
جوري: مساء الخير
ياسمين: مساء النور..صح النوم
جوري: صاحيه من زمان بس كنت افكر
ياسمين: بإيش؟
جوري: اليوم تكلمت مع ساره
ياسمين انقهرت: وش تبي بعد؟
قالت لها جوري عن اللي قالته ساره..و استغربت ياسمين مثل جوري تصرف فارس..
ياسمين: معقول يكون خالي ناصر يعرف؟
جوري: يعني متفقين؟
ياسمين: يمكن..لأنه لو خالي ناصر نسى السالفه وش يخلي فارس للحين متذكر
سكتت جوري..و خطر في بالها شي..(معقول يكون للحين يحبني؟ عشان كذا مقهور من مازن..لا تحلمين يا جوري أنتي رفضتيه مرتين و من المستحيل يفكر فيك بعد كذا خاصه اللحين بعد ما تطلقتي من اللي بنفسك فضلتيه عليه)
ياسمين تهزها: جوري وين رحتي؟
جوري: هاه لا معك..وش تبين نسوي؟
ياسمين: أنا اقول نكلم خالي ناصر أحسن..لأنه أكيد ماراح يسمع من سيف
جوري: صح روحي كلميه

في بيت أم فارس/
كانت أسيل في غرفتها بعد ما خلصت كلامها مع رغد..نايمه على سريرها و بين يديها الكتاب اللي كانت فيه صورة نادر..تفتحه تطالعه..و بعدين تسكره..و ترجع تفتحه مره ثانيه..ضحكت على نفسها..ما تدري ليه ما تقدر تطالع فيه وقت طويل..مع انها كانت بالساعات تجلس تتأمل صورة فيصل..
طرى على بالها فيصل..تذكرته يوم ملكته و تنهدت..تحس إنه بعيد عنها..لكن بنفس الوقت..شي فيه مرتبط فيها..ما تمر ذكراه عندها بسلام..فيه بقلبها شي..ما تدري كره..أو عتب..أو حنين..لكن اللي غالب عليها رغبه بالإنتقام..خاصه بعد ما شافت كيف تأثر يوم شافها بملكته..اعجبتها فكرة إنه يرجع يفكر فيها..يرجع يحبها..و يندم على تركه لها..و الأهم يكره سهى..

 

في سيارة فارس/
دق جواله و شاف رقم خاله ناصر..رد عليه و صاروا يسولفون عن الشغل..
ناصر: فارس كنت باسألك
فارس: عن ايش؟
ناصر: عن مازن
فارس عصب: وش فيه هذا بعد؟
ناصر: وش اللي تسويه فيه؟
فارس: .....
ناصر: فارس حرام عليك تقطع رزقه
فارس: وهو مو حرام عليه اللي سواه!
ناصر: خلاص اللي صار صار..و جوري ما وقفت عليه..جوري ألف واحد يتمناها
فارس: بس..
ناصر يقاطعه: فارس الله يهديك أنا كنت أقدر اخليه يدفع ثمن اللي سواه بس تركته يروح في حاله عشان أهله..يعني وش ناوي عليه؟ تخليه يفلس..هذا وراه يتامى
فارس بعدم اقتناع: اشوف
ناصر بعتب: وش اللي تشوفه يا فارس..أخته ما شتكت لجوري إلا انهم...
فارس يقاطعه: جوري هي اللي قالت لك؟
ناصر: ايه و هي تبيك تتركه في حاله..ما تبيك تضيع عائله بسببها
فارس: ان شاء الله خالي
سكر فارس وهو يفكر بقهر..(ما هان عليك يا جوري؟ للحين تحبينه؟ أو بس رحمتي أهله؟)

في بيت طلال=الساعه الواحده ليلا/
كانت لينا جالسه في الصاله..تأخر طلال و هي خايف عليه..بس مو متجرأه تتصل تسأل وينه..دقت على عمر و عرفت إنه في البيت..بس ما قدرت تسأل عن طلال..(دامه مو مع عمر وينه للحين ما جاء؟)
دارت عيونها على المكان..حست إن البيت فاضي من غيره..تعودت على وجوده..حتى و هم بعاد عن بعض..يجمعهم هالمكان..لكن وش يجمع قلوبهم..هو مبعد عنها..و هي مو متجرأه تقرب منه..تدري إنه لا يمكن يصدها..بس هي ما تبي مجامله منه..تبي تعرف شعوره الحقيقي اتجاهها..
سمعت الباب ينفتح و ركضت له..ارتاحت و هي تشوفه..
لينا بلهفه: طلال وين كنت؟
طلال: ليه؟ فيك شي؟
انصدمت إنه استغرب من سؤالها..ليه ما جاء في باله إنها قلقانه عليه..أو تنتظره..ليه لازم يكون فيها شي عشان تسأل عنه..
لينا: لااا بس...(صرفت)أنت تعشيت؟
طلال: ايه أنا قلت لك بأتعشى برى
لينا تذكرت انه قايل لها انه بيتعشى برا..و أكيد عشان كذا تأخر..بس هي نست..طول هالوقت خايفه عليه بدون سبب..
لينا: أنا رايحه أنام تبي شي؟
طلال: لا تصبحين على خير
تركته و راحت..حتى ما ردت عليه..استغربت من نفسها..و من اهتمامها فيه..
وهو كان يطالعها بإستغراب..راح لغرفته و جلس على سريره..(كانت تنتظرني؟...لا تحلم يا طلال..بس هي تغيرت كثير معي..و كأنها مو لينا اللي اعرفها!)
مع إنه كان متردد كثير..و الخوف يملأ قلبه..إلا إنه قرر يتقدم معها خطوه..لازم يقرب منها..

في بيت خال نجود//
كانت نجود جالسه مثل الأشباح بملامح شارده..و عيون أذبلها الدمع..راحت كل الحياة منها..راح كل شي منها..و لا تدري ليه اللحين عايشه..و لمين..كانت مثل اللي جالسه تنتظر موتها..بعد ما ماتت أمها راحت الروح منها..ما بقى غير خالها تروح له..كلمه جارهم..و جاء لها..
أخذها معه..و لا اعترضت..و باع بيتها..و لا اهتمت..رماها في البيت لحالها..و يطلع و يدخل ما يمر غرفتها يتطمن عليها..و لا يسأل عن حالها..
و هي كل الوقت في هالغرفه..من أيام ما تكلمت..و وجه أمها ما يفارقها..كانت كل شي لها..كانت كل حياتها..كل ناسها..و روحتها ذبحتها..تبي تسمع صوتها..تبي تشوفها قدامها..دائما تتخيل إنها تسمع صوت عصاها يضرب على الأرض..تطلع من الغرفه تركض لكنها ما تشوف أحد..(آآآه يمه..ليه تركتيني؟؟ الله يرحمك..الله يسكنك الجنه)
طلعت سلسال سيف اللي أهداها من فتحة بلوزتها..ضمته بيدها بقوه..غمضت عيونها تتذكر ملامحه..ضحكته..أحلى أيامها معه..كان النسمه الوحيده بحياتها..بين هالرياح اللي تعصف بها..غمضت عيونها و بدت تهذي..(وينك يا سيف؟ للحين تذكرني؟...يا رب تكون متهني..سامحني على اللي سويته فيك..سامحني على جرحك..سامحني على حبك اللي ما كنت استاهله....عارفه إني بأموت ما شفتك..بس ياليت تكون مسامحني..و تذكرني بخير..ياليت كانت عندي فرصه أطلب منك السماح بس عارفه إني بأرحل عن هالدنيا ما سمعت صوتك)
سمعت صوت خالها..توه يرجع من سهرته..و أكيد سكران..جمعت اللي فيها من حيل..لأنها ما كانت تأكل و لا تنام زين..و قامت قفلت على نفسها الباب..

*من بكره*
في بيت أم العنود/
كان ناصر جالس مع أم العنود..
ناصر: وش أخبارها اللحين؟
أم العنود: الحمدلله..مع انه من يوم اللي صار و أنا احس إنها ذابله
ناصر: أنا فكرت نخيم هالخميس و الجمعه دام الجو حلو و عشان تغير جو..حتى البنات يغيرون جو بعد الامتحانات
ياسمين داخله: يا سلاااام والله عليك أفكار يا خالي
ناصر يبتسم: يعني موافقين؟
ياسمين: أكيد..ليتها كانت عطله كان جلسنا أسبوع
أم العنود: لا تصيرين طماعه..المهم الواحد يغير جو
ياسمين: بأروح أقول لجوري
راحت ياسمين و دخلت عندها في الغرفه..
ياسمين: عندي لك خبر حلو
جوري: خير إن شاء الله
ياسمين: خالي اقترح نخيم هالخميس و الجمعه في البر
جوري بحماس: والله! ما عمري نمت في البر
ياسمين: أهم شي ما تصيرين خوافه مثل أسيل
جوري: ليه أسيل تخاف؟
ياسمين: بتشوفين بعينك


يتبع
 
الـنـزف الـســادس و الـعـشــرون

*يوم الأربعاء*

في بيت طلال=الساعه ثمانيه صباحا/

الكل تجهز للطلعه..و غابوا البنات يوم الأربعاء عشان يكسبون يوم زياده..و من الفجر مشوا للمخيم..لكن طلال كان عنده موعد في المستشفى..عشان كذا تأخروا بالروحه..

كانت لينا تنتظره في الصاله..بعد ما انتهت من تجهيز شنطهم..

رجع طلال للبيت بعد ما فكوا عنه الجبس..و استغنى عن عكازه وحده بس..لأنه للحين ما يقدر يعتمد على رجله المصابه بالمشي..دخل الصاله و شاف لينا..انصدمت و هي تشوفه بدون الجبس.. ما قال لها إنه إحتمال يفكون الجبس عنه..

ركضت له و الفرحه ماليه وجهها..وقفت قدامه و مسكت يده..

لينا مو مصدقه: فكوه؟

طلال يبتسم: إيه

لينا: تحسنت؟ تقدر تمشي عليها؟ بترجع مثل أول؟ ما توجعك؟

طلال يضحك: الحمدلله العظم انجبر بس يبي لي وقت لين أقدر أمشي عليها

لينا تضمه و تصيح: حمدالله على سلامتك

طلال تفاجأ بس ضمها له أكثر: الله يسلمك



لينا انتبهت لنفسها..(وش تسوين يا لينا؟ بتفضحين نفسك! خبي مشاعرك)

بعدت عنه..و صدت تمسح دموعها..

طلال كان يطالعها بشرود..كل ما يشوفها كيف خايفه عليه..كيف تكلمه..يحس إنه بحلم..و يخاف يصحى منه..بس الكلام صار يخنقه..لازم يتقدم اللحين خطوه اتجاهها..دامها صارت اهدأ..

لينا: تعال اجلس ما يصير توقف على رجلك كثير



جلس طلال..و جلست معه..

طلال بحذر: لينا أنتي مرتاحه معي؟

لينا تفاجأت: ........

طلال: أنا...مابي تكتمين داخلك شي اللي تحسين فيه طلعيه

لينا بحزن: أنا مرتاحه يا طلال..حالتي اللحين أحسن من قبل بكثير

طلال: ضايقتك؟

لينا: لا..بس ليه تسأل هالأسئله؟

طلال سكت شوي: لينا..أنتي..أنتي تذكرين اللي قلتيه في المستشفى....مابي تفكرين فيه مره ثانيه

لينا تتنهد: إن شاء الله

طلال ارتاح: يعني بنكمل حياتنا مع بعض؟



ما قدرت لينا إلا إنها تهز راسها بمعنى ايه..لكن إحساسها إن كل هالشي يسويه..عشان وصية يوسف كان يجرحها..

طلال: خلاص خلينا نحاول نبدأ صفحه جديده بحياتنا



مسك يدها..و هي تطالع في يده و تفكر..(كيف صفحه جديده؟ و صفحات الماضي بيننا للحين ما نطوت)

لينا تغير الموضوع: لو كنت تعبان مو ضروري نروح معهم

طلال: أنا بخير..و أنا اللي بأوصلك هناك بعد

لينا: أنت متأكد إنك ما تتعب رجلك كذا؟

طلال: لازم اتعود إني استعملها عشان أقدر امشي عليها

لينا: بس شوي شوي مو مره وحده..مو نطلع و لا ترتاح عليها أبدا

طلال يبتسم: لا تخافين بأتمدد هناك و لا راح اتحرك



راحوا مع بعض..وهو داخله فرحه كبر الدنيا..مو قادر يبينها..

كان كله خوف تصده..كله خوف تطالعه بنظرات خوف إذا قال لها هالشي..لكنها رضت فيه..رضت تبقى معه..رضت تكون شريكة حياته للأبد..

في المخيم/



وصل الكل..إلا ناصر اللي كان بيجيب أم العنود و البنات..و طلال و لينا..

كان فارس يتمشى..و ينتظر..(وش فيني؟ يعني وش متحمس له؟!)

جلس فوق التل القريب من خيامهم..و عيونه على الطريق اللي بيجون منه..و سرح بتفكيره..يتوقع وش شعورها اللحين..تفكر في مازن..أو فيه..



شافه فيصل و طلع له..ما وصلوا إلا من دقايق..لكنه يفكر يرجع..وش فائدة جلسته..وهو حضوره يقسمهم نصين..أول ما يجي هو لمكان يطلع منه سيف..و بأحسن الأحوال إن كان أبوه و عمه موجودين يصد عنه و لا يكلمه أبدا..لكنه ما يدري ليه ما يبي يروح..(إلا تدري يا فيصل..لا تلعب على نفسك أكثر..أنت تبي تشوفها لو من بعيد)

وصل عند فارس..و استغرب وهو يشوفه سرحان و مكشر..

فيصل: فارس وش فيك؟

فارس يتنهد: ما فيني شي..ليه؟

فيصل: ماد البوز

فارس كأنه يكلم نفسه: أفكر..تعيش حياتك مرتاح تسوي اللي تبي..بأي حق يجي أحد ينكد عليك حياتك و يدخل غصب بأفكارك..و يبدأ يحدد لك أولوياتك و اهتماماتك

فيصل: مين تقصد؟ أمك؟...أكيد سالفة الزواج

فارس بشرود: ايه الزواج



دق جوال فيصل..و تنهد بضيق وهو يطالع رقم سهى..ماله خلق يرد عليها..لكنه ما كان يبي هالشعور يكبر بقلبه..قام عن فارس..و رد..

فيصل: هلا سهى

سهى: اهلين فيصل وش أخبارك؟

فيصل: الحمدلله

سهى: أخبار الجو عندك؟ حلو؟

فيصل: ايه..ماراح تطلعين لمكان؟

سهى: بنروح لمزرعة عمي بكره..وش رأيك تجي؟

فيصل: اشوف

سهى بفرح: والله؟!

فيصل: ايه

سهى: انتبه لنفسك ترى الجو يبرد في الليل

فيصل: ان شاء الله

سهى: بأسكر اللحين..سمعني صوتك

فيصل: أدق عليك في الليل

سهى: مع السلامه

فيصل: مع السلامه



سكرت سهى..و هي للحين مقهوره..ما تدري فيصل شخصيته كذا..أو هو بارد معها..خاصه بعد ما شاف أسيل..أول ما عرفت إنهم بيخيمون ماتت قهر..كانت بتدق عليه تترجاه ما يروح..بس هي ماتبي تكبر أهمية أسيل عنده..و كأنها منافسه لها..لازم تقتنع و تقنعه هو بعد إنها ماضي و راح..لازم تطلعها نهائيا من قلبه..و دامها اللحين مع نادر فهي مرتاحه..



نزل فيصل وهو ما يدري ليه وعدها..مع انه ما يبي يروح..بس ما كان يبيها تلاحظ عدم اهتمامه فيها..يبيها هي على الأقل تصدق إنه للحين يبيها يمكن تقنعه يرجع يهتم فيها..و التفت لخيمة الحريم و شاف البنات اللي كانوا جالسين على بساط برا الخيمه..كلهم لابسين عباية على الكتف و متلثمين..ما قدر يطلعها من بينهم..و أصواتهم و ضحكهم عالي..لكنه ميز صوتها بينهم..خلاه يفكر..و هي تشوفه اللحين..وش تحس فيه..



عند البنات..انتبهت له أسيل وهو ينزل من التل..كانت الضيقه باينه على وجهه..ما تدري هي السبب أو صد سيف له..لكنها كانت فرحانه فيه..مع إن في قلبها ضيقه و هي تشوفه بهالحال..

حاولت تطلع من أفكارها..و تسمع سواليف و عناد مساهير و حلا..

حلا: احمدي ربك إننا آخذينك معنا..و الله إنك لزقه

مساهير: مادري مين اللي من يومين يترجاني إني أوافق اطلع معه!

حلا: أجاملك بأحسسك إنك مهمه

مساهير: والله لو مو عشان لينا من زمان ما شفتها ما طلعت معك

رغد تغمز: لينا أو عمر اعترفي؟

مساهير تقوم و ترفع صوتها: لينـــــا



دخلت الخيمه عند الحريم..و هي تفكر كيف كانت معارضه جيتهم..مع إنها تموت في التخييم..بس ما تدري ليه ما تبي تشوف عمر..تخاف تشوفه مثل آخر مره..بنفس الأسلوب..و نفس النظرات..قلبها يدق بقوه و هي تتذكر ابتسامته الهاديه و نظراته..
 
بعد ساعه-وصل ناصر و البنات..و جوري كانت متحمسه بالحيل و هي تشوف المخيم و البنات..و أول ما نزلت لمحته..واقف بشموخه فوق التل..و تذكرت اللي سواه في مازن..و نظرته لها ذاك اليوم ..نظرة..مصدومه..غاضبه..و تسأل نفسها عن السبب المجهول اللي يخليه يسوي كل هذا..

راحت للبنات و سلمت عليهم..

جوري: المكان روووعه ما تخيلته كذا!

مساهير: ما عمرك خيمتي؟

جوري: و لا عمري شفت البر

ياسمين: الله يخلي لنا خالي ناصر



شافوا ناصر جاي من بعيد بيسلم على خواته..و بنات أخته..

ناصر: مين اللي تدعي لي؟



دخلوا أم راشد و أم طلال و بناتهم و جوري للخيمه..لين يروح..

لينا: مين غيري يا خالي؟

ناصر يضحك: وش فيك أسيل كأنك مو مرتاحه؟

أسيل: اللحين يهون عند الليل..و الله مالك حق يا خالي ترمينا هالرميه!

ياسمين: كان ما جيتي

أم فارس: مين قال لك ياله اقنعناها تركب..مره تطلب فارس مره تطلب سيف يجلسون عندها

أم العنود: اعوذ بالله وش هالخوف اللي فيك؟ ما عليك إلا العافيه

أسيل: عز الله ما شفنا العافيه

ياسمين بهمس تنرفزها: كان جلستي عند عمتك

أسيل تكشر: لا العقارب اللي هنا ارحم



جلس معهم ناصر شوي بعدين قام..و طلعوا البنات من الخيمه..أول ما طلعت جوري من الخيمه..شافته وهو ينزل من التل و مبتسم لخاله ناصر..حست قلبها فز..من زمان و هي محرمه على نفسها حتى التفكير فيه..(آه يا فارس..ما يحق لي ارجع أفكر فيك مره ثانيه...مابي ارجع نفسي لذاك الوهم و العذاب)

أسيل تصرخ: جوريه ليه واقفه؟



فزت جوري لأن أسيل طلعتها من أفكارها..و فارس أو ما سمع اسمها لفت عيونه جهتها..شافها واقفه..لكنها ما لتفتت له..مشت و راحت عند الحريم..وهو مشى مع خاله للرجال..(ليه واقفه يا جوري؟ للحين تحسين بوجودي؟ للحين يهمك؟؟...أو حبك اللي تكابرت عليه ما بقى منه شي)



بعد الغداء-قاموا البنات يتمشون و يتسابقون..لكن مساهير كانت سهرانه أمس و ما نامت زين..و كسلت..و مارضت تروح معهم..ما كان فيها حيل تتمشى..جلست مع الحريم..و ملت من سواليفهم عن فلانه و علانه..و هي ما تعرف هاللي يتكلمون عنهم..سحبت وحده من الوسايد الكبار اللي يتركون عليها..و قررت تاخذ لها غفوه..عشان تسهر مع البنات..و راحت في سابع نومه..و لا هي حاسه بسواليف الحريم و أصواتهم..



عند البنات-

ياسمين تطالع أسيل و تضحك: أحد يلبس هالبوت الطويل في البر

أسيل: ايه عشان ما يقرصني أي شي

حلا: قصدك يمشي على رجلك و لا تحسين فيه إلا وهو وصل و ارتاح

أسيل تشهق: تتوقعين



و صارت تراقب رجلينها..و الأرض اللي تمشي فيها..و لا هي يمهم..

حلا: اتركي عنك هالخوف و خلينا نتسابق؟

جوري تحمست: يله

رغد: واللي تفوز؟

حلا: لا مو كذا السباق مو مهم مين يفوز..أهم شي اللي تخسر و توصل آخر وحده هي اللي تسوي القهوه



تحمسوا البنات و الحريم اللي معهم صاروا يشجعونهم..و حددوا المكان اللي بيتسابقون له و انطلقوا..و بقت أم راشد و أم طلال و أسماء و لينا و إياد..

إياد بحماس: أثوله هي اللي بتفوذ

أسماء تتريق: ما ظنيت مع هالركض تفوز



ضحكوا عليها..و هم يشوفونها من بعيد هي آخر وحده وصلت..

إياد يبرطم: لاااا ليه؟

أسماء: معليش نكسب قهوة أسيل حلوه

إياد: ماما تعالي نطلع فوق

أسماء: لا حبيبي ما أقدر بعدين البيبي يتعب

إياد بزعل: ماما أبي اثوف فوق وث فيه

أسماء: كله بر

لينا: تعال أيوده أنا اروح معك

إياد ينط من الفرحه: هيييه اروح مع ليونه



اخذته لينا و طلعت معه..و أول ما وصلوا فوق شافوا اثنين يمشون من الجهه الثانيه..كانت بتتغطى بطرحتها اللي على أكتافها لكنها شافتهم..طلال و خالها ناصر..و نزلت لهم..



انتبه طلال لأحد ينزل..و التفت و شافها..ماسكه في يدها إياد و تسولف معه و تضحك..و الهواء يطير شعرها..تعلقت عيونه فيها..(آه يا لينا كم سنه حلمت أشوفك مرتاحه بهالشكل..عايشه حياتك بفرحه..و تضحكين بهالشكل)

هزه ناصر..

ناصر بخبث: طلال وين رحت؟

طلال بإحراج: لا معك

ناصر يضحك: لا واضح



وصلت عنده لينا و هي تطالع طلال بقهر..للحظه خاف من هالنظره..حس كأن حياته اللي قبل كانت حلم و اللحين بيصحى منه..

لينا: طلال! وش وعدتني فيه؟ مو قلت بترتاح؟

ناصر يضحك: والله يجي منك يا لينا..شوفي كيف خايف منك



لينا انتبهت لملامح طلال المصدومه و استغربت..لكنه استوعب هي وش كانت مقهوره منه..لكن نظرتها ذكرته بذيك النظرات اللي كانت تطالعه فيها و هي تكرهه..

ناصر لهى مع إياد اللي أول ما شافه صار يسولف عليه..و لينا تطالع طلال..

لينا: طلال وش فيك؟

طلال: لا ما فيني شي

لينا: رجلك ما توجعك؟

طلال يبتسم: لا امشي عليها خفيف لا تخافين



جلسوا يسولفون مع ناصر شوي..بعدين أخذت لينا إياد و رجعت للبنات..و هي تفكر..(ليه كان يطالعني كذا؟ مستغرب من خوفي عليه..أو متضايق من هالشي؟ بس هو بنفسه قال يبي نبدأ من جديد..ليه يحسسني إنه بعيد عني؟)
 
عند الخيمه-شاف عمر الحريم من بعيد لحالهم و البنات مو عندهم..ما كان مسلم على أم العنود..و قرب شوي منهم..

عمر: عندكم أحد أو أجي

أم عمر: تعال ما فيه إلا محارمك



وصل عندهم و سلم على أم العنود..و شاف عندها أمه و خالته أم فارس بس..لكنه قبل يجلس شاف وحده من البنات..نايمه و مغطيه وجهها بطرحه..انحرج..

عمر: مين هاذي؟

أم فارس: هاذي مرتك اجلس لا تخاف



ابتسم عمر وهو يجلس..أكيد رايحه بسابع نومه..و إلا كان فزت و ما جلست متمدده قدامه على راحتها..كان يسولف معهم..و بين كل لحظه و الثانيه يلف بنظره لها..ما كان يشوف وجهها لأنها مغطيته..لكنه يتأمل يدينها اللي ضامتهن لصدرها..و هي نايمه على جنبها..

عمر: ليه ما نامت في الخيمه؟

أم عمر: كانت جالسه تقاوم بس غلبها النوم..غطيناها و خليناها تاخذ غفوه قبل يجون البنات يزعجونها



تركتهم أم العنود و دخلت الخيمه تاخذ لها هي غفوه بعد..

عمر يضحك: وش فيكم صرتم تنامون وحده ورى الثانيه؟ وين النشاط؟

أم فارس: خلهم يرتاحون الليل طويل

أم عمر: تعالي نتمشى يا أم فارس لا يجينا النوم و يضحك علينا عمر



تركوه و قاموا وهو يضحك عليهم..لكن أول ما ابعدوا التفت لمساهير..قام بيروح..لكنه ما راح..و قرب من عندها و جلس..رفع الطرحه عن وجهها..و أخذ منديل لفه عشان يضايقها فيه..ناوي ينكد عليها..لكنه يوم شافها كيف نايمه بهدؤ..و كل ملامحها المشدوده كل ما شافته..مرتخيه و هاديه..كسرت خاطره..و كأنها حست بالعيون المركزه عليها..التفتت للجهه الثانيه..لكنه للحين جالس يتأمل نص ملامحها اللي باينه له..

سمع سيف يناديه..كان بيقوم له بس تفاجأ بتنهيدتها و الابتسامه اللي انرسمت على وجهها..أول ما وصل لهم صوت سيف..قام بسرعه و راح عنها..ما يدري كانت صاحيه و هالابتسامه لذكر اسمه..أو مجرد حلم في خيالها..ما يدري من كان فيه..





بعد ساعات-كان آخر العصر..بدت الشمس تغيب و الجو يبرد..جلسوا يتقهوون بعد ما اشعلوا النار..و أسيل كانت جالسه فوق الكرسي اللي جايبته..و تراقب الأرض اللي حواليها..عشان لو تجي أي حشره تشوفها..

أم العنود: يا بنتي اجلسي مثل العالم و الناس

أسيل: لا يمه أنا كذا نص مرتاحه

حلا تهمس: ودك نسوي فيها فلم رعب معتبر

رغد: تبينها تموت علينا..هي كذا و موسوسه كيف لو خوفناها

جوري: لا حلا حرام عليك خليها في حالها

أسيل بقهر و هي تطالع فوق التل: اللحين هالبنتين ليه ما ينزلون..ما يشوفون الوقت تأخر

حلا تطالع شوق و رنا: والله شكل المنظر فوق حلو..نروح بنات؟

أسيل: لا اجلسي وين تروحين

حلا: أبي اشوف الغروب

أسيل بتريقه: يا لرومانسيه!!

حلا: رغد رومانسيه..تعالي نشوف الغروب يا رغد



قامت و قاموا كل البنات معها..و طلعوا فوق و تركوها..و أسيل تطالعهم بقهر..لكنها شافت سيارة فارس تشتغل..و ركضت له..عشان تتمشى معه..وصلت عنده..و وقفت عند الشباك..

أسيل تلهث: فارس



التفت عليها مصدوم..لكنه ما كان فارس..شهقت أسيل أول ما شافت وجه فيصل قريب منها..و ركضت بعيد عنه..تركض و هي تتلفت على خيمة الرجال..خافت يكون أحد شافها..خافت أكثر نادر يكون فيه..دخلت الخيمه..و هي للحين تتنفس بقوه..و ضيق..غطت وجهها بيدينها..شافها..كانت متحجبه بس..نزلت دموعها هالمره قهر..كرهت نفسها..ما تدري ليه..ما صارت تحب تشوفه..و تكره الصدفه اللي تجمعها فيه..و تحس بالذنب اتجاه نادر..

لكنها لاحظت شي في نظرته..يوم ملكته..و اللحين بعد..نظرة ندم..متأكده انها نظرة ندم..نفسها تعرف وش يفكر فيه اللحين..و كيف علاقته بسهى..فكرت بحقد..(حتى لو كان متأخر..بس جاء الوقت اللي تدفع فيه الثمن يا فيصل..و تدفع سهى ثمن اللي سوته فيني)

ما ارتاحت انها تفكر هالتفكير..بس غصب عنها..



في السياره..كان فيصل للحين قلبه يدق بقوه..صدمته شوفتها..كان يتمناها..لكن ما تخيل انها بتتحقق له..لكن اللي يحس فيه اتجاهها..كل يوم يزيد أكثر..



بعد المغرب-عند الرجال..كان فيصل جالس و سرحان بعيد..يسمع سواليفهم لكن مو يمهم..

أبوفارس: وين وصلت يا فيصل..مو معنا!

فيصل ينتبه: لا معكم يا عمي

أبوفارس: هاه العشاء عليك أنت و سيف..نبي شوي معتبر



فيصل طالع سيف بتوتر..

سيف يكذب: لا العشاء واعدنا فيه عمر..خلنا نشوف مهاراته

عمر يجاريه: و لا يهمك يا عمي بأذوقك الشوي على أصوله



قام سيف عنهم..و فيصل يطالع عمر بضيق..

عمر بهمس: نفسي امسك هالأثنين و اذبحهم

طلال: الله يهديهم

عمر: وش اللي بينهم للحين ما قدروا ينسونه

طلال: اتركهم على راحتهم يا عمر

عمر بشك: أنت تعرف على ايش مختلفين؟

طلال: لا...بس أنت تعرف سيف و فيصل مو صغار عشان يتفرقون على شي تافه

عمر يقوم: بأروح اكلم سيف



راح و كلمه..لكن سيف ما اقتنع أبدا..فيصل خسر ثقته..و هالشي سبب كسر بينهم صعب ينجبر..و هالشي خلاه يتذكرها..من زمان وهو ما يسمح لنفسه تجي في باله..يبي ينساها و ينسى أيامه معها..ينسى صوتها..و ضحكتها..نظرتها له..و الحب الكذاب اللي تحاول تقنعه فيه..طلع من أفكاره غصب وهو يتذكر ياسمين..و اللي يحسه اتجاهها..يمكن ما يكون حب..لكنه إحساس مريح بعد اللي حسه مع نجود..
 
عند البنات-ارتاحوا يوم عرفوا إن العشاء مسئولية الرجال..و جلسوا بعيد عن الحريم..

مساهير: عندي لكم لعبه خطيره كنا نلعبها مع بنات عمي

رغد: أهم شي ما فيها ركض انهد حيلي

حلا: مشروع زول

مساهير تضحك: لا ارتاحي ما فيها..اللعبه اسمها..الصراحه أو الجرأه



البنات تحمسوا من الاسم..و طلبوا منها تشرح لهم..أخذت مساهير علبة البيبسي اللي كان معها..

مساهير: نكون حلقه و بأدور هاذي بيننا..اللي تطلع لها الفتحه تسأل و الجهه الثانيه اللي تكون عندها تجاوب..تخيرها يا صراحه يعني تسألها اللي تبي و تجاوب..أو جرأه تطلب منها تنفذ لها أي شي...و اللي ترفض نرشها كلنا بالمويه لين تغرق

حلا تحمست: حلووو

لينا خافت: ايه بس أسئله و طلبات معقوله

مساهير: حلاة اللعبه بخبالها

لينا: الله يستر

رغد تحمست: يله نبدأ



لفت مساهير العلبه..و طلعت رنا تأمر أسيل..

أسيل: لاااا ليه أنا الأولى؟!!

حلا تتريق: احمدي ربك رنا اللي تأمرك يعني وش بيطلع منها؟

أسيل تعصب: هيه لا تستفزينها تطلع حرتها فيني!!

رنا بمكر: جرأه أو صراحه؟

أسيل تدعي: جرأه ارحم..أخاف تطلعين لي سؤال مجرم

رنا بعد تفكير: ايه دقي على نادر و غني له



البنات ضحكوا..و أسيل شهقت و طيرت عيونها..

أسيل بإعتراض: لااا خير وش دخل العيال في لعبنا؟!!

مساهير: عادي

أسيل: رنووو حرام عليك!

رنا: عشان ما تقولون عني ما أعرف

أسيل: من زين صوتي يعني؟

رنا: بالعكس حلو عشان كذا أبيه يسمعه

مساهير: يله أسيل



أسيل برطمت بقهر..و هي تطالع المويه اللي بيد كل وحده..

أسيل: والله لعبتك مادري وش تبي؟

مساهير: يله رغد دقي من جوالها عليه أو بننتظرها للصبح..خساره رنو ليتك قلتي تضغط سبيكر نسمع وش يقول

أسيل: الله يستر منك



دقت أسيل على نادر..و هي تدعي إنه ما يرد..على بالهم موقف محرج و خلاص..ما يدرون انها ما عمرها كلمته..الا ذيك المره..و بس عشان سيف..كان عندها أمل كبير إنه ماراح يرد عليها..



عند الرجال-دق جوال نادر..و نادر كان عند العيال و هم يشوون..و فيصل كان قريب منه..شاف الاسم..حس أحد يعصر قلبه..تنهد بضيق..كان بيحطه صامت عشان ما يسمعه نادر..ما يدري وش هالتفكير اللي جاه..لكنه شافه جاي..و صد يكمل قراية الكتاب اللي معه..

جلس نادر..و تفاجأ وهو يشوف الرقم..ظن انها أكيد تبي شي ضروري يخليها تدق..رد..

نادر: نعم

أسيل بصوت عذب:

ألا ياوقت وين اللي على بالي يجي ويــــروح .. هذاك اللي ملك قلبي وتفكيري ووجدانــــي

أموت بطيفه اللي لا لمحته تنتشي بـي روح .. أحس اني إذا شفته كأني بعالم ثانــــــــــي

أحبه والامل باني في قلبي من غلاه صـروح .. حبيبي لو يمر طيفه يبدد ماضي احزانـــــــي

أحبه حب لو يدري عن اللي بخافقي من بوح .. نسى كل الزعل وارخص حياته دون حرماني

تحملت الخطى منه وإذا أخطى بعد مسموح .. حبيبي معليه ازعل إذا أخطى وخطانـــــــي

تذكرته وأنا ناسي ونسيته والوفا مجـــــــــروح .. غريبه حالتي والله واهو ذكراه نسيانـــي



نادر كان يسمعها..وهو مبلم..و مو قادر ياخذ نفسه..صوتها كان ناعم و حزين..وهو صارت داخله لخبطه مالها آخر..

قام بعيد عن فيصل..لكن فيصل سمع صوتها..و صار يراقب نادر..اللي ما تكلم و نظرة عيونه..كان فيها حكي كثير..لكنه بعد عنهم..لين ما صار يشوفه..لكن النار اللي في داخله ما هدت..وهو يحس إنها صارت تعني لنادر أكثر ما تعني له..



خلصت أسيل..و ما عرفت وش تقول و سكرت بسرعه..لكنها كرهت نفسها و غبائها..كيف طاوعتهم..الماء كان أهون من الاحراج اللي بتحسه لو تشوف نادر..كانوا البنات يضحكون عليها و يعلقون..لكن هي مو يمهم..تراجع في بالها كلمات الأغنيه اللي غنتها..و تتخيل وش ممكن تكون ردة فعل نادر..

كملوا البنات اللعبه..و أسيل شافت جوالها يدق..و شافت اسمه..حطته على الصامت..و هي تتحسب على رنا و حلا و مساهير..



نادر انقهر انها ما ردت..و ما فهم وش تبي بهاللي سوته..لكن صوتها ما غاب عنه لحظه وحده..



عند البنات-كانوا يلعبون و يضحكون على الأوامر المحرجه..لفت العلبه على رغد تأمر مساهير..

رغد: صراحه أو جرأه؟

مساهير: صراحه

رغد بقهر: يا خوااافه

مساهير تضحك: من خاف سلم

رغد: من متى تحبين عمر؟

مساهير: مين قالك إني أحبه!

رغد تشهق: أجل ليه متزوجته؟!

مساهير: مسموح بسؤال واحد بس
 
حلا طالعت بلينا اللي طالعتها بضيق بعد..رجع لها احساسها بالذنب..(ما تحبه لدرجة تصرح بهالشي..حتى بالكذب مو طايقته)

شافتهم مساهير انصدموا..بس طنشت..و لفت العلبه..وطلعت لينا تأمر جوري..فزت جوري بخوف..كانت أول مره تطلع لها من بدأوا يلعبون..

لينا تضحك: وش فيك خفتي! جرأه أو صراحه؟

جوري: صراحه

لينا تفكر: اممم..ايه بما إنك عايشه مع ياسمين قولي لي وش أكبر عيوبها؟

جوري تلتفت لياسمين اللي كانت تطالعها: ......

حلا: ياسمين لا تطالعينها تخوفينها..جوري سبي على راحتك

جوري: ما فيها إلا عيب واحد..طيبه مع الناس و قاسيه على نفسها

حلا: لاااا ما فيه إحراج! وش هالسؤال لينا؟

لينا: ما يجيني قلب احرج جوري

جوري تطالع حلا بدلع: الله يسلمك يا قلبي



لفوا العلبه..و شوق تأمر مساهير..

شوق يقالي بتجيب أمر قوي: ......

حلا ملت: يله شوق بسرررعه

شوق: أفكر

حلا تتريق: يعني ناخذ غفوه لين تخلصين؟

لينا: حلا خليها

شوق: اها عرفت..اطلعي فوق التل و اذا وصلتي فوووق قوليلي باي و تعالي



ضحكوا عليها البنات..

أسيل تشهق: هيه أنتي يالخبله وش هالطلب؟

حلا: و أنتي وش دخلك؟ خايفه عنها!

أسيل تلتفت على مساهير بخوف: بتروحين؟!

مساهير تفكر: ايه

أسيل تصرخ: صاحيه أنتي!!

مساهير تشهق: شوفوا اللي واقف فوق



كل البنات التفتوا..و شافوا شي كبير يتحرك..و كأنه يطير جاي لهم..صرخوا كلهم و ركضوا عند الحريم..وقفت مساهير تطالعهم بإستغراب..يوم طلعت معهم فوق العصر..شافت عصا مثبت و هي اللي علقت فآخره الكيس اللي كان معهم..توقعت انهم انتبهوا لها..هي كانت بتخوف أسيل بس..راحت وراهم و ضحكت و هي تشوفهم يطالعون فوق و يحللون وش ممكن يكون هالشي..و أسيل كانت في حضن أمها..

مساهير: وش فيكم؟

حلا تطالعها: يا لقويه! ما خفتي؟

مساهير: طبعا لأنه أحد أفراد عصابتي



تذكروه البنات..و صاروا يضحكون..لكن أسيل كانت تطالعهم بحقد..كان قلبها بيوقف..و هم اللحين يضحكون..

مساهير: هاه أسيل ليش ساكته؟ خلينا نرجع نكمل

أسيل: بايعه عمري اتحرك من جنب أمي



خلصوا العيال مجهزين العشاء..و أرسلوا للحريم عشاهم..و بعد العشاء كان نادر عند سيارته..شافته رنا و راحت له..

نادر يبتسم: هلا رنا

رنا بحماس: حلو صوت أسيل؟

نادر تفاجأ: هاه

رنا: أسيل يوم تغني حلو صوتها؟

نادر استغرب: وش دراك؟

رنا: حنا نلعب لعبه و نتحدى بعض..و أنا امرتها تدق تغني لك

نادر استوعب: اممم

رنا للحين متحمسه: حلو؟

نادر: ايه حلو



راح عنها..وهو يضحك على نفسه...من يوم سمعها وهو مو على بعضه..حتى ما قدر يتعشى..و آخرتها تطلع تلعب..(يعني وش كنت مفكر يا نادر؟...مادري وش فيني صاير اتأثر بأي شي عنها)

تذكر يوم يشوفها في بيت خواله..من يومها وهو مو قادر يطلعها من باله..و يشتاق يشوفها..أو يسمع عنها أي شي..و اللحين صوتها مو راضي يفارق سمعه..(اتركيني في حالي يا أسيل أنا مو ناقص)



راح عند العيال و سهر معهم..و حاول ينسى..بيحاول لين يقدر ينسى..يبي يحدد علاقته معها..و لا يبيها تتعدى الحدود..

فيصل بعد العشاء دخل ينام..وهو يسمع أصواتهم سهرانين..لكنه ما جلس معهم..لأنه يدري لو جلس بيقوم سيف..دق على سهى..يبيها تنسيه..لازم تنسيه مثل ما نسته أول مره..لكنه كان يسمعها..وهو مو يمها..مايبي يتأكد من هالشي..لكنه كل يوم يتأكد أكثر..حبها له و اهتمامها..ما صار يعني له أي شي..لدرجة انه اعتذر عن الجيه لها بكره..هاليومين..فرصته عشان يشوف أسيل..و ماراح يفرط فيهن..حتى لو كان يشوفها من بعيد..حتى لو كانت ملك غيره..



بعد ساعات-ناموا البنات إلا أسيل..اللي كان جالسه..تراقب و تتسمع..كل ما نامت تحس بشي يمشي عليها..تفز و تقوم..و اللحين صارت تسمع أصوات غريبه..(أوووف أبي أعرف وش لاقين في هالبر..حشى مرجعينا مية سنه ورا..نايمين بهالصحراء لحالنا! الله يسامحك يا خالي على هالفكره)

كانت كل ما يمر الوقت تخاف زياده..قربت من عند رغد تهزها..

أسيل بهمس: رغد..رغد..رغـــــــد

رغد: .....



راحت تزحف لجوري..

أسيل: جوري..جوري

جوري تمتمت: هممم

أسيل: خايفه اسمع أصوات غريبه و احس شي يمشي علي....جوري
 
لكنها شافتها تغطي وجهها و غرقانه في النوم..(أبي افهم كيف ينامون؟ قلوبهم ميته...لا أنا إن جلست كذا ماراح أنام بأدق على سيف و أقوله أنام في سيارته)

حاولت تدق عليه..بس ما كان فيه شبكه..انقهرت و طالعتهم وهم نايمين بقهر..جمعت اللي بقى من شجاعتها..و طلعت من الخيمه..كانت تتلفت بخوف..مشت شوي..و حاولت تدق مره ثانيه بس كان سيف مقفل جواله..و دقت على فارس و نفس الشي..

تجمعت الدموع بعيونها و هي لحالها فهالمكان..و مع خوفها خافت أكثر ترجع للخيمه..(أكيد السياره مفتوحه..يعني ليه بيقفلونها هنا)

بخطوات مرتجفه تقدمت عند خيمة الرجال..و كانت بتروح من عند السيارات..لكن خطواتها جمدت..و قلبها وقف من الخوف..و هي تحس بالشي اللي طار و ضرب ظهرها..وقفت في مكانها..ما قدرت تتحرك و لا حتى تتنفس..

رنا و شوق اللي كانوا يراقبونها من أول ما صحت و يضحكون عليها..وقفوا خايفين و هم يشوفونها كيف تخشبت بعد ما رموا عليها الجاكيت اللي كانوا ناوين يخوفونها فيه..

ركضت لها رنا..

رنا: أسيل هذا حنا..لا تخافين

شوق: كنا نمزح



لكنها ما تحركت..كانت جامده بمكانها و مغمضه عيونها بقوه..شافت رنا أحد يطلع من خيمة الرجال و ركضت له..فرحت يوم شافته نادر..

نادر بإستغراب: رنا وش مطلعك هالوقت؟؟

رنا بخوف: نادر تعال بسرعه أسيل مادري وش فيها؟؟



راح نادر معها بسرعه..وهو ما يعرف وش فيهم..بس أول ما سمع اسم أسيل راح معها يركض..شافها واقفه قريب من السيارات جامده ما تتحرك..

ركض لها و وقف قدامها..يطالعها بقلق..

نادر: أسيل وش فيك؟



بدت ترتجف..وهو حس إن وضعها مو طبيعي..ضمها له يهديها..لحظات..و تعلقت فيه بقوه..و بدت تصيح و ترتجف..ضمها له أكثر..وهو يحاول يهديها..لكنه كان يحس بقلبها اللي يدق بكل قوه..رفع نظره لرنا و شوق اللي حسوا بخوف..

نادر: وش فيها؟ وش صار؟

رنا: كنا نمزح معها لحقناها و هي ما تشوفنا رمينا عليها الجاكيت و خافت

نادر عصب: هذا مزح!



خافت شوق و ركضت للخيمه..و لحقتها رنا اللي ما حبت تتهزأ لحالها..

رجع نادر يطالع أسيل اللي بين يديه..هدت شوي..بس للحين ترتجف..بعدها عنها شوي و مسح دموعها..و حط يديه على أكتافها..وهو يطالعها بحنان و قلق..الدموع و الخوف اللي بعيونها..شعرها المربوط بإهمال..و بجامتها البيضاء و الرسمات الناعمه اللي فيها..خلته يحس كأنها بنته مو زوجته..

نادر بهدؤ: خلاص يا أسيل هدي نفسك..لا تخافين أنا معك

أسيل تحاول تنظم نفسها و تهدأ: ......

نادر: ليش كنتي جايه هنا؟

أسيل بصوت مرتجف: خفت في الخيمه أبي أنام بسيارة سيف

نادر يبتسم بسخريه: خفتي!!

أسيل انقهرت: ايه لا تضحك..مادري كيف نايميين براحتهم..كل ما نمت احس شي يمشي علي و اسمع أصوات غريبه

نادر: خلاص ماراح اضحك..بس وش تبين اللحين؟

أسيل: أبي أنام في السياره

نادر: خلاص أنا بأقرب سيارتي لخيمة الحريم و نامي فيها..وش رايك؟

أسيل بفرح: ايه



طالعها للحظه بتأمل..يبي يحفظ صورتها في باله..تركها بيروح..لكنها مسكته..و التفت عليها..

أسيل: وين؟

نادر: بأروح اجيب مفاتيحي

أسيل بفزع: و تتركني هنا لحالي!!

نادر: وش اسوي يعني؟

أسيل: مادري؟ بس خايفه اجلس هنا لحالي

نادر: بأروح و ارجع بسرعه



أسيل تتلفت تشوف المكان المظلم..كانت بعيده عن خيمة الرجال..و بعيده أكثر عن خيمة الحريم..و فكرت بغبائها..كيف قدرت تجي إلى هنا..

أسيل: بأروح معك

نادر يتنهد: تعالي



مشت بجنبه..أو لا زقه فيه..و هي تتلفت حواليها..وهو كان متوتر من قربها له..

قربوا من خيمة الرجال و وقف..

نادر: انتظري هنا

أسيل: بسرعه

نادر: زين



دخل و جاب مفاتيحه..و طلع لها..و رجعوا للسيارات..ركب سيارته و شغلها..و ركبت جنبه..قربها عند خيمة الحريم..و وقف..

نادر يلتفت لها: كذا زين؟

أسيل: ايه

نادر: تبين افتحلك الشباك شوي

أسيل بخوف: لا

نادر: زين روحي جيبي لك غطاء

أسيل: لا خايفه ادخل

نادر بإستغراب: وش يخوف بالخيمه؟!
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى