في الغروب .. تحيا جروحي

المنسي

الاعضاء
في الغروب .. تحيا جروحي

في الغروب .. تحيا جروحي



قبل ان تودع الشمس يومها ، وتسلم زمام الامور للقمر ،، وترحل هاربة من مآساة الليل

عندما تبدأ بجمع امتعتها وخيوطها المتناثرة على وجه الارض ،، لينشر القمر ضياءه الباهي في عرض السماء

عند لحظة التصافح بين الشمس والقمر ،، ينزف قلبي دموعا لم اجد لها معاني

عند نقطة الالتقاء بين اشعة الشمس الذابلة ،، وضياء القمر الساطع ،، عندها فقط تتساقط الدموع

فترحل الشمس ولا تدري ماذا ستخلف وراءها ،، ويأتي القمر ليسمع حزن البشر وآنين الأرض

فلا تعلم الشمس ماذا تخلف ورائها ،، ولا تعلم اشعتها عن الكم الهائل من الدموع التي ستنزف

ليس برحيلها ،، وانما بسبب الحزن الذي يعتريها ،

وجود الشمس لا يسمح للدموع بان تتساقط ،، ووجود اشعتها يظهر للجميع احزان بعضهم

فافضل الوسائل ،، الإنتظار لحين المساء ،، لحين وداعها

وإن سئلت عن سبب تلك الدموع سأتعلل بشوقي للشمس

ولكن في داخلي حزن اعمق من فراق ،، اعمق من وداع ،، واعمق من كلمة الحزن ذاتها

عند الغروب ،، كأن السماء تسقط الحزن لتزرعه كل ليلة في قلبي

ويبدأ مسيرته حتى أول النهار ،، وقد ياخذ وقتا ليزول

ما هذا الجبروت ،، وماتلك القسوة التي ما ألفناها من الاحزان

لكن ، ، ،

قبل ان اتحدث عنها لأمدحها ،، فلولاها لما وجدت دموع

ولولاها لما ماتت قلوب وبشر ،، ولولاها لما احترقت الاجساد ولهاً او عذاب

دعيني امدحك ايتها الدموع ،، فقد فعلتي الكثير ،، مع البشر كافة

لا اعلم اين ابدأ واين انتهي بالحديث ،،

فالكلام اختفى بين سطور الدموع ،، والفرح تلاشى منذ اللحظة الاولى التي تلاشت بها خيوط الشمس

اخذت الفرح ،، واتى القمر ليزرع الحزن ،، لتنبت بعدها الدموع

وقد يصل لليأس ،، وهذه الثمرة المرجوة من الاحزان بالنسبة للقمر

لن اظلمك ايها القمر ،، لكن حلولك علينا يضفي نوعا من اليأس في قلبي

ولحظات من الاحتضار ،،

وتختفي انفاسي ،، حتى اكاد ارى كل ما حولي داكن اللون معتم ،، كظلمة سمائك ،،

لن اظلمك ،،

فانا احب وجودك وقت الغروب ،،

لتبكي الشمس على الرحيل ،،

ويبكي البشر بالخفاء


في الغروب .. تحيا جروحي

 
الوسوم
الغروب تحيا جروحي في
عودة
أعلى