لماذا الاطفال يكرهون المدرسه

خالدالطيب

شخصية هامة
لماذا الاطفال يكرهون المدرسه

بعض الفلاسفة ورجال الفكر يرون أن حب الطفل للمدرسة مؤشر على أنه إنسان غير طبيعي ، لدرجة أن الشاعر عبد الرحمن الأبنودي أكد في إحدى مقالاته أنه كان ينزعج من تفوق ابنته الكبرى ، مقتنعاً بأن الإنسان المبدع لا يكون متفوقاً دراسياً وتشغل المدرسة جُلّ وقته .

فالمدرسة هي الالتزام والانضباط والحزم وكل ما هو ضد طبيعة الأطفال المحبة للمرح والانطلاق دون قيود ، ربما لذلك من الطبيعي أن يكره الأطفال المدرسة.

إرهاب المدرسين

آمال 27 عاماً موظفة ، تروي ذكرياتها مع المدرسة قائلة : كنت أكره المدرسة لا أدري السبب لأنه كان يوجد أستاذ يتعمد إرهابنا بمرحلة التعليم الأساسي ، كان دائماً ممسكاً العصا في يده وصوته عالٍ رغم أنه لم يكن يدرس لي ولا كان يضرب أحداً إلا أن رؤيته كانت كفيلة بإثارة رعبي ، فكرهت المدرسة بسببه.

وتضيف : ما زاد كرهي للمدرسة فيما بعد المرحلة الابتدائي هو سهر المذاكرة رغماً عن أنفي وحرماني من مشاهدة التلفاز ، وأعتقد أن الأخير أقوى أسباب كرهي للمدرسة .

عقدة الابتدائي

ياسمين عايد 24 عاماً محامية ، تؤكد أنها كانت تكره المدرسة في المرحلة الابتدائية جداً ، وتقول : " في مرحلة الابتدائي المدرسة كانت "مقرفة" بالنسبة لي . لم يكن لي أصدقاء أحبهم كما أن المدرسة كانت بعيدة جداً عن منزلي لأنها كانت أفضل المدارس الخاصة وقتئذٍ وكان والدي مصر عليها فكنت أعاني الأمرين يومياً في رحلة أتوبيس المدرسة التي لا تقل عن ساعتين في الذهاب و مثلهما في الإياب " .

وتضيف : القسمة المطولة ومدرسة الرياضيات زاداني كرهاً للمدرسة ، فكانت مدرسة الرياضيات حامل ولا تحضر إلى المدرسة كثيراً ، وكل مدرس يدخل لنا في حصة يشرح بأسلوبه ، ويأتي الحصة التالية مدرس آخر ليكمل الشرح بأسلوب آخر ، فتشوهت المعلومات في دماغي ولم أعد أستوعب مادة الرياضيات كاملة رغم مذاكرة أمي لي ، وبالتالي كنت آكل ضرباً بالعصا من أمي ، فكرهت مدرسة الرياضيات ومادة الرياضيات نفسها ، ولا أحب أن أتذكر تلك المرحلة من عمري حتى الآن لأنها تحمل ذكريات سيئة".

شقاوة الثانوي

أما سامي عطية 29 عاماً صيدلي ، فكان لا يحب في المدرسة سوى " الفسحة ، ويعلل ذلك قائلاً : " لأنني لم أكن أفهم شيئاً من المدرسين ، وكنت أمل من طول جلوسي في الفصل بلا فائدة ، فبالنسبة لي كنت أتضايق من إهدار 9 ساعات يومياً في المدرسة بلا فائدة ، فكنت أفضل الهروب من المدرسة وأتمشى وأشم هواء نظيف على النيل ثم أشرب شاي على القهوة ، ثم أعود إلى المنزل بعد ذلك وكلي نشاط وقدرة على المذاكرة ، عكس اليوم الذي كنت أقضيه داخل المدرسة أعود إلى البيت غير قادر على بذل أي مجهود فأنام ويضيع مني اليوم بلا استفادة تُذكر " .

بين الدلال والكراهية

الأسباب السابقة والتي من المحتمل أن يتعرض طفلك لمثلها أو أكثر دون أن تنتبهي إليها كفيلة بتعليمه فن التمثيل يومياً ليهرب من قدره المدرسي ، ولكن هل تستطيعين التمييز بين كراهية طفلك الحقيقة للمدرسة وبين دلاله الزائد ؟

لا جدل أن تدليل الطفل يجعله يكره المدرسة لأنه لا يلقى فيها نفس القدر من الدلال ، إذا كان طفلك يكره المدرسة فحاولي التعرف على أسبابه ، فقد يكون الدلال كما ذكرنا ، أو قد يكون فشل طفلك في تكوين صداقات هو السبب ، أو ضعفه في إحدى المواد الدراسية ، والمشكلة الكبرى قد تكمن في خوفه في أحد المدرسين أو ضربه للطفل .

من جانب آخر تؤكد الدكتورة منار منير اختصاصية الأمراض النفسية والعصبية في مستشفى الجدعاني في جدة ، أن أعداد الأطفال الذين يكرهون المدرسة في تزايد، وترجع ذلك ، بحسب مجلة " زهرة الخليج " إلى أسباب مختلفة أبرزها:

* غياب الجدول اليومي الذي ينظّم وقت الطفل الذي يقضي ساعات طويلة أمام التلفاز أو شاشة الكومبيوتر بعد عودته من المدرسة، الأمر الذي يرهقه ذهنياً وجسدياً فيصبح غير مهيأ للدراسة وإعداد واجباته، علماً أن هذه الألعاب تجذبه وتسليه، وبالتالي تصبح المواد الدراسية عبئاً عليه مقارنةً مع هذه الألعاب الممتعة.

* عدم تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ ، حيث تصاحب عملية الاستيقاظ باكراً حالة مزاجية سيئة، فيرتبط الذهاب إلى المدرسة في أذهانهم بالمزاج السيئ والإرهاق وعدم الرغبة في الاستيقاظ .

* قلة خبرة المدرّس أو معاناته من مشكلة شخصية أو نفسية ، تجعله يسيء معاملة الأطفال ويجعلهم يكرهون المدرسة.

العلاج بالتعليم


داوني بالتي هي الداء ، من هذا المبدأ يؤكد الدكتور طلعت منصور أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية ومدير العيادة النفسية للأطفال بكلية التربية جامعة عين شمس ، أن أفضل طريقة لعلاج الطفل من كراهية المدرسة هو التعليم نفسه ، فتصبح خبرات التعلم في المدرسة متفقة مع طبيعة الطفولة وحاجاتها، ولا بد أن تعمل المدرسة باستمرار على استثارة دافعيات التلاميذ وشوقهم وحبهم للتعلم وخبراته، فالمدرسة ليست مجرد معلومات تنقل للتلاميذ، بل هي خبرات محببة ملائمة لنموهم.

مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بالأنشطة المدرسية المتعددة إلى جانب التحصيل والاستيعاب، الأمر الذي يتيح مجالات مختلفة للطفل لكي يشبع حاجاته النفسية والمثل الإنجليزي يقول: (النجاح يؤدي إلى نجاح) وتلك أعظم مستويات دافعيات العمل المدرسي.

الوقاية أفضل

عزيزتي الأم قبل أن يصاب ابنك بعقدة المدرسة والتي قد تلازمه بعد التخرج منها ، يقد لكِ الدكتور ممتاز عبد الوهاب أستاذ الطب النفسي في كلية طب قصر العيني‏ ، مجموعة من النصائح تجنبك وقوع طفلك في هذه المشكلة :

*‏ بداية يجب عليك إعداد الطفل قبل دخول المدرسة بوقت طويل بالقصص الجميلة‏,‏ وبأن ذهابه إليها يعد مكافأة له لحسن خلقه وتنفيذه لطلبات الأم والأب‏.

*‏ تابعي استعداد المدرسة لتهيئة الجو المناسب للطفل بوجود ألعاب مناسبة لسنه .

‏*‏ تأكدي من معاملة المدرسين للطفل بحنان بالغ .

* مؤكداً في نهاية نصائحه أنه في بعض الأحيان يحتاج الأمر لبعض الضغط علي الطفل للذهاب للمدرسة ووعده بهدايا ومكافآت إذا استمر في الذهاب إليها بانتظام أو فرض بعض العقاب في حالة عناده ورفضه الذهاب إلي المدرسة .

في النهاية احرصي عزيزتي الأم على وجود مساحة حوار وفيرة بينك وبين طفلك وشجعيه على قص يومه الدراسي لكِ لتتعرفي على منغصاته الدراسة إن وجدت .

 
7d447f95c7258cde.gif
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى