..
لأنّكَ شيْء يَفُوق جَمَالا في مُخيّلتي،
كَانت رِسَالتي مُعطّرة إليك:
…
أبي ♡،
أنْتَ سمَاءٌ ثَامِنَة لقلبي،
تُظلّني بدفْءٍ غَامِر .. وحِين تُغطّيني عينك بالنّظَر،
أجِدُني في خَيْرٍ كَثِير،
أجدني مُشتَاقة إليك ..
أجدُني أُرِيد البُكَاء ولستُ أعْرِف السّبب!
ربّما هُو الحَنين المُتنَامي لليَوم الذي تَكُون فيه أنْتَ صَبَاحي
أو هِي الأمَاني بجنّةٍ مَعَك،
أيّاً يَكُن .. ليسَ مُهمّاً
المُهمّ أنّي أحبّك ♡، ولا أرغبُ أن أتخيّل يوماً يأتيني مِن دُونِك **،
أنْ يَكون فارِغاً مِنك .. أو مِن صَدَى صَوتِك الحَالِم وهُو يرتّل آي القُرآن،
ومُداعباتِك التي تُشْبِه قطعَة سُكّر تدسّها في شفَاهِنا
فنَبْتَسِم :”)
..
أنْتَ المَطَر حِين يَسْقِيني بالفَرَح، ويمْلأ عيني اشْتِياقاً إليه،
اشْتياقاً إذا غَابَ ، واشْتِياقاً إذَا حَضر،
واشْتياقي إليك يتّسع باتّساعِ السّمَاء،
ولا يَغِيبُ عَن قَلبِي أو يَنْدَثِر!.
..
أنْتَ عَالم آخر في أيّامِي،
أركضُ إليهِ مُختبئاً في حُجراتِه بُعداً عَن ضَجِيج الحيَاة،
وأدثّرُني بنبْض قُربه، فأشعرني مُحاطةً بالأمَان.
كلّ يومٍ يمرّ يا أبتي وأنتَ البَطَل في عينيّ
وأنْتَ الصّبحُ بجمَالِه وهُدوءه، وسَكِينته،
وأنت الوَجه النّضر الذي يُرتبني أناقةً بمُجرد أن تَنْظر إليّ،
وتُشرق تَجَاعِيدك العَذبة بابْتِسامةٍ مُباركة
تُخبرني أنْ أظلّ أقْوَى، أن أنْفض عن رُوحي الكَسل
أن أُحبّك .. وأدْعُو لك في صلواتي وخَلواتي ..
وأفْتَحُ صُندوق ذكرياتي المُلوّن والذي أجمعُ فيهِ كلّ وقتٍ أبيضَ قضيناهُ مَعاً ..
وأخبّئُ ذكرى جديدة أخرى عاشهَا قلبي بقُربِك،
..
إيهٍ للذّكريات الحُلوة :”)
أتَذكُر ..
أتذكرُ يا أبتي يوم تسابقنَا معاً تَحتَ جَناح اللّيل الدّامِس
أنتَ وأمّي وإخوتي …
أتَذْكُر أيّام الطّفولة المَحظوظَة بسعادةِ لُطفك
حِين كُنّا نَجري مَا إن نرَاك ثُمّ نتوسّد الأرض لتُدغدغنَا ونضحكُ سويّاً.
فتَكُون اللحظَات التي أدسّ رأسي فيهَا بين ذِراعيك،
كحُلمٍ لا أحبّ الاسْتِيقاظ مِنه، أو أنْ يَنتهي .. وأصْحُو
هِي في خُلدِي ووجدَانِي ..كحَلوى الأطفَال التي يَرونهَا كلّ شيْء في عَالمهم.
..
لا زلتُ أذكرُ حُروفك التي علّقتها جَبِين دفتري ذَات حِين
كيف اسْتَهلكت وَقود دَمْعِي .. أنّي أحبّكَ ولا أريد التّفكِير بأنّي يوماً مَا سأفْتَقِدك *
حَاولتُ أن أُكفْكِفهَا أنْ أوظّبها في حقَائب العَيْن، وأعِيد ترتيبها
لكنّي مَا اسْتَطعت …
كَان حرفك الشّجي أحنّ وأصعبُ عليّ من سَحبِ دَمعيّ السّخي
..
وتلكَ وصَايَاك يا أبتي مَا زالت مَنقوشة في جُدران قلبي،
وعلى أبواب درْبي أعلّقها كالنّجوم في خافقي أمام ناظريّ،
لئلا أنْسَاها، ولتظلّ تمتماتُ الدّعاء تَعلو عَمِيقاً كلّما غُصت في ذِكراهَا،
أبي يُراودني شُعورٌ كَبيرٌ بالفَخْر أنّ اسمي بَات مَقروناً باسمكَ،
أنّني ” بنتُ .........
..
أنَا التي تُحبّك جداً