ظاهر الأمر العذاب .. وباطنه فيه الرحمة !

  • تاريخ البدء

المنسي

الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم


ظاهر الأمر العذاب ..
وباطنه فيه الرحمة !

لا تنخدع بظاهر الأمر
عندما نتأمل قصة سيدنا يوسف عليه السلام نجد أنه لولا
كيد إخوته به ، و إلقاؤهم له فى البئر ، لما أصبح له فيما بعد
شأن عظيم فى حكم مصر ، و دعوة الناس للإسلام فى
هذا البلد العظيم !
دبر إخوته الحاسدون هذه المؤامرة الغادرة ،
و ظنوا أنهم قد نجحوا.

و ظاهر الأمر بالنسبة لهم أنهم قد نجحوا فعلاً فى التخلص منه ،
حتى أنهم تجرأوا و كذبوا على أبيهم نبى الله يعقوب عليه
السلام ثم بعد سنوات تعرض لمؤامرة أخرى من امرأة
العزيز ولعفتــه عليه السلام دخل السجن ،
و كان السجن أحب إليه من أن يقع فى الفاحشة ،

و فى السجن كانت دعوته لصاحبيه
و لولا دخوله السجن و دعوته لصاحبيه لما كان له شأن
عظيم فى حكم مصر !

كانت إمرأة العزيز تتصور أنها قد دمرته و قضت عليه
و لكن الواقع أنها هى نفسها قد إعترفت ببراءته بعد كل
هذه السنين

ربما نجد أن ظاهر الأمر حالك السواد ، و لكن أحياناً نجد
أن فى نهاية هذا الممر المظلم نوراً مبيناً

و نجد هذه المعانى واضحة فى المواقف الثلاثة بين سيدنا
موسى عليه السلام وسيدنا الخضر عليه السلام الذى
أتاه الله عز و جل من لدنه رحمة وعلماً

ففى الموقف الأول : ظاهر الأمر ما ظنه سيدنا موسى أن
العيب الذى لحق بالسفينة سيكون ضرراً فادحاً على أهل
السفينة , و الواقع أن هذا العيب هو الذى كان سبب نجاته
م لأنهم كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً.

وفى الموقف الثاني : ظاهر الأمر بالنسبة للوالدين الذين
قُتِل غلامهم أنه كارثة الكوارث ، و لكن الواقع أنه لو عاش
هذا الغلام كان سيرهقهما طغياناً و كفراً
فأراد الله أن يبدلهما بغلام آخر خيرٍ منه

وفى الموقف الثالث : ظاهر الأمر أن أهل القرية التى
رفضت الترحيب بسيدينا موسى و الخضر عليهما السلام
أنهم لا يستحقون بناء السور بدون أجر
و لكن الواقع أن بناء هذا السور من أجل يتيمين فى
المدينة كان أبوهما صالحاً و كان تحته كنزٌ لهما
فأراد الله أن يكون هذا السور حامياً لهذا الكنز حتى يبلغا
أشدهما و يستخرجا كنزهما


رأينا جميعاً آياتٍ كثيرةً فى حياتنا ، أحياناً نجد الأمور قد
تعقدت و نظن أنه لا حل و لا نجاة فإذا بربنا الرحيم
قد كشف الكربات ، و نجد اليسر بعد العسر بل نكتشف أن
هذا العسر كان خطوة هامة فى الطريق إلى اليسر

و تجد العكس مع أهل الفسق و الفجور , فقد تجد أن بعضهم
لديه أموالاً طائلة ونعيماً عظيماً، و يظن بعض الناس
أن الله قد أكرمهم
و لكن الواقع أن الله يستدرجهم بأموالهم
ظاهر الأمر أنهم فى نعيم ، و لكن الواقع أنهم مستَدرَجُون
إلى عذابٍ مهين


لا تنخدعوا بظاهر الأمر ، و لا تظنوا أنه لا أمل
فإن تمسكنا بديننا الحق و اعتصمنا بحبل الله و اتحدنا ،
فسنجد إن شاء الله أن فى نهاية هذا الممر المظلم نوراً مبيناً

" فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ "
(غافر 44)
 
ظاهر الأمر العذاب .. وباطنه فيه الرحمة !
 
الوسوم
الأمر الرحمة العذاب ظاهر فيه وباطنه
عودة
أعلى