قصة الشيخ والبساطين

  • تاريخ البدء

المنسي

الاعضاء
قصة الشيخ والبساطين


قصة الشيخ والبساطين




اسمعوا معي هذه القصة التي تقشعر لها الأبدان قصة ولي شيخ صالح من الأكابر الذي دخل على تاجر في الاسكندرية فرحب به التاجر وفرح به، فرأى الشيخ الولي في إيوان يجلس فيه التاجر بساطين مثمنين مستعملين من بلاد الروم على قدر الإيوان، فطلبهما من التاجر فصعب عليه ذلك، صعب على التاجر أن يعطي الشيخ الولي البساطين وقال له: أعطيك ثمنهما يعني أعطيك مالا بقدر ثمنهما، فامتنع الشيخ الولي الصالح لأنه لا يريد المال، لا يريدهما لأجل المال وقال له ما أطلب إلا هما بعينهما فقال له التاجر إن كان لا بد من الأخذ فخذ أحدهما، فأخذ الشيخ الولي أحد البساطين وخرج به.

وهنا اسمعوا جيدا اخوة الإيمان لمـَّا أصر هذا الصالح على البساطين كان للتاجر ابنان مسافران في بلاد الهند كل واحد منهما في مركب في البحر، بعد مدة سمع أبوهما أنَّ أحدهما غرق هو ومركبه وجميع من كان فيه ووصل الابن الآخر إلى عدن سالِما كان بعد مدة وصل قريب الإسكندرية، فخرج أبوه التاجر في لقائه إلى ظاهر البلد، فرأى البساط بعينه الذي أخذه الشيخ منه، الذي أصر الشيخ على أخذه بعينه، رآه محملاً على بعض الجمال. فسأله عن قصة البساط، سأل ابنه عن قصة البساط، من أين حصل عليه؟ فأجاب ابنه قائلا: لهذا البساط قصة عجيبة وءاية عظيمة. فقال له أبوه يا بني اخبرني بذلك. فقال له سافرت أنا وأخي بريح طيبة من بلاد الهند كل منا في مركب فلما توسطنا البحر عصفت علينا الريح واشتد علينا الأمر وانفتح المركبان أي خرق المركبان ودخل فيهما الماء.

واشتغل كل أهل مركب بمركبهم وسلم كل منا أمره إلى الله تعالى. وإذا بشيخ صالح قد ظهر لنا وفي يده هذا البساط بعينه فسد به مركبنا وسرنا بالسلامة أياما والمركب مسدود بهذا البساط إلى أن وصلنا بعض المراسي ، فنقلنا ما كان في المركب وأصلحناه وشحنا فيه، وأما مركب أخي فغرق جميع من كان فيه ولم يسلم منهم أحد حتى أخي. قال التاجر الذي سلّم الشيخ بساطا واحدا فقط يا بني أتعرف الشيخ لو رأيته؟ قال نعم فذهب به إلى الشيخ فلما رآه صرخ وصاح صياحا عظيما وقال: هو ذا والله يا أبت هو ذا والله يا أبت.

فجعل الشيخ يده عليه حتى أفاق وسكن ما به فقال التاجر للشيخ لِم لا عرفتني يا سيدي بحقيقة الأمر حتى أدفع إليك البساطين كليهما ؟ فقال الشيخ هكذا أراد الله عز وجل ، هكذا شاء الله عز وجل ، فالله فعّال لِما يريد، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

فبالله عليك لو أنّ هذا الشيخ فعل هذا معك أنقذك من عرض البحر ببساط سد ثغر سفينتك به كيف يكون حالك معه، فكيف بالذي بلطف الله تبارك وتعالى أركبك في عرض البحر في سفينة النجاة ؟ فكيف بالذي بلطف الله تعالى علمك ما هو أغلى من سفن الدنيا وما تحمله. سفن الدنيا من الأموال والذهب، كيف ينبغي أن تكون أحوالنا معه من الأدب والتواضع والعمل لله تعالى على نشر العلوم النافعة التي يعلمها لأن هذا الذي يُفرح قلبه ويثلج صدره لأنه يطلب الآخرة وليس الدنيا. اللهم انفعنا باوليائك الصالحين، اللهم وارزقنا صحبتهم يا رب العالمين يا الله.


قصة الشيخ والبساطين




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
الوسوم
الشيخ قصة والبساطين
عودة
أعلى