وداعاً يا حبيبتي

عاشق مصر

من الاعضاء المؤسسين
[FONT=أنثى]
وداعاً يا حبيبتي

وداعاً يا حبيبتي





ـ لا ترحل يا (أدهم) .
خرجت هذه الكلمات من شفتيها المرتجفتين تقطر ألماً و عذاباً ، و تصرخ رجاءاً و توسلا ....

خرجت كرصاصة قاتلة اخترقت صدره و استقرت في
فؤاده ....
خرجت كسهم ملتهب مسعور أدمى مشاعره و هز كيانه ، و لكنه قاوم بصلابة ذلك الحزن الفياض الذي يغلف كلماتها ، ثم التفت إليها و حدق بعينيها الدامعتين قائلاً بصرامة حنونة :

ـ ما الذي تقولينه يا (هيام) ؟؟!! .. كيف تطلبين مني عدم الرحيل و أنت تدركين جيداً السبب الذي دفعني
إليه ؟؟!!
ردت عليه (هيام) بحرقة و لوعة :

ـ و لماذا أنت ؟؟!! ، فليذهب أحد غيرك .. هناك الكثير من الرجال و الشباب الذين يصلحون لذلك .

ربت (أدهم) على شعرها الأسود الطويل و قال بشفقة :

ـ هذا صحيح هناك الكثير من الرجال و الشباب الذين يصلحون لمثل تلك الأمور و أراهن أن لكل واحد حبيبة مثلي أو زوجة و أولاد و مع هذا تركهم و رحل .

غمغمت (هيام) بصوت يخنقه الدموع :

ـ يا إلهي .. لماذا ؟؟!! .. لماذا كل هذا العذاب ؟؟!!

أكمل (أدهم) كلامه قائلاً :

ـ لقد ترك أولئك الرجال حبيباتهم و زوجاتهم لهدف أنبل و أسمى إنه الوطن .. الوطن يناديني يا (هيام) ، و محال ألا ألبي نداءه المستنجد .

أمسكت (هيام) بيده و قالت باكية :

ـ (أدهم) .. أستحلفك بحبنا ألا ترحل .

أغمض (أدهم) عينيه بقوة كمن يعاني عذاب مرير ، ثم قال لها :

ـ (هيام) حبيبتي .. افتحي النافذة و انظري جيداً .. بيروت تحترق و تغتالها الصواريخ ، من المستحيل أن أصم أذني عن أصوات الإنفجارات و أزيز الرصاص و دوي القنابل ، و من العار أن أتجاهل آهات الألم على شفاه الأبرياء و أنين الشيوخ و عويل النساء و بكاء الأطفال المذعورين .. لا أستطيع ..لا أستطيع أن أفعل ذلك يا حبيبتي .

انسابت الدموع على وجنتي (هيام) بصمت ثم قالت بشجون :

ـ و ماذا عني ؟؟!! .. و عن حبنا .. و الوعود ؟؟!!

صمت (أدهم) لبرهة من الوقت ثم قال :

ـ أنا أفعل هذا من أجلك و من أجل حبنا أيضاً يا حبيبتي فأي حب سينمو تحت ظل محتل حقود ؟؟!!

صرخت (هيام) بشيء من الانهيار :

ـ لا يهمني .. كل هذا لا يهمني .. كل ما أفهمه أنني أحبك و لا أقوى على رحيلك و لن أطيق بعدك عني يا (أدهم) ألا تفهم ذلك ؟؟!! .

ضمها (أدهم) إلى صدره ليهدئ من روعها و قال لها :

ـ أفهم يا حبيبتي .. هل تظنين أن بعدي عنك يسعدني؟! إن ذلك يقتلني .. فأنا أحبك جداً يا (هيام) .. سآخذ طيفك الملائكي معي و سيبقى حبك متغلغلاً في قلبي حتى بعد موتي .. للأسف هذا أقصى ما يمكنني تقديمه حالياً لحبنا الطاهر النقي .

دفنت (هيام) وجهها بصدره و أخذت تبكي بصوت مرتفع ثم شهقت بذعر عندما دقت الساعة معلنة وقت الرحيل ، فأبعدها (أدهم) عن صدره بحنان و قال :

ـ لقد دقت ساعة الرحيل و حانت لحظة الوداع يا حبيبتي .

تحركت شفتا (هيام) و قالت هامسة :

ـ سأنتظرك يا (أدهم) .

ابتسم لها (أدهم) و قال :

ـ لا تفعلي يا (هيام) بل قومي بتجهيز كفني ، فقد عزمت ألا أعود إلا محمولاً على الأكتاف بعد أن ينتزع ملاك الشهادة روحي من جسدي ، و هذا أقصى ما يتمناه مقاتلاً مثلي .

وضعت (هيام) يدها على صدرها و قالت بهلع :

ـ لا يا (أدهم) لا تقل ذلك .. لا تقل ذلك أبداً .

لوح لها (أدهم) بيده مودعاً و هو يقول :

ـ إن كنت تحبينني حقاً .. فلتفعلي ذلك من أجلي .. أما الآن وداعاً يا حبيبتي .

و هكذا رحل الحبيب ....

رحل ليمتطي صهوة الحروب ، و يقاتل أعداء الوطن بشجاعة تحسده عليها لأسود ....

رحل تاركاً وراءه (هيام) بقلب جريح و مشاعر منهارة و روح تحترق لوعة و ألم ....

و لكنه ضحى بذلك من أجل الوطن ....

رضي أن يرتسم الألم على وجه حبيبته لترتسم الابتسامة على وجوه الأطفال ، و أن تبكي عيونها ليمسح دموع المظلومين

طالت أيام الحرب و مرت الأيام و تلتها الشهور ثم تبعتها السنين ، و مازالت (هيام) على شباكها العتيق تنتظر عودة (أدهم) الحبيب ، و بين يديها استقر كفنه الأبيض الذي خاطته له من خيوط الحرير .



ـ تمت بحمد لله ـ
[/FONT]
 
عاشق مصر
ما اجمل ذاك النداء وما اخلص قلب المجيب حب لا يعلوه حب
انه شوف لملافات الحبيب الاعلى على صهوة الشهادة في سبيله
اطيب المنى على جميل ما سردت
ودمت برعاية اللهِ
 
الوسوم
حبيبتي وداعاً يا
عودة
أعلى