روايه بعد الغياااب


في نفس المكان، في بيت العم محمد، قبل 17 سنة الحوار الناري مازال مستمر بين (هو) وأفضل:

أفضل بغضب: أنت مجنون، هذي وصات ئمي محمد لك

(هو) بحزن: يا أفضل افهمني، أنت عارف أن أبوي فرض علي هالزواج، وان جواهر طفلة.. بس أنا قلت مالهم حد.. ومايصير نخليهم.. وتزوجتها عشان أقدر أدخل وأطلع عليهم.
بس بعد مارجع خالهم أبو فهد، أنا شفت بعيني اهتمامه فيهم، كأنهم أكثر من عياله، يعني السبب اللي أنا تزوجت عشانه جواهر خلاص ماعاد موجود..

أفضل بغضب: شنو هزي خربطة.. فيه ئبدالعزيز ونوف بينكم..

(هو) بحزن: وأنا سويت هالشيء عشان نوف وعبدالعزيز، أنت ماشفت يا أفضل أشلون هي تتعامل معهم.. طفلة ابتلت فيهم، يمكن مرة تذبحهم وهي مو قاصدة، وانا حكيت لك على المواقف اللي صارت..

الأحسن لها ولهم.. أني أخذهم وأربيهم بروحي
هم يتربون تربية زينة وآمنة بعيد عن أم طفلة جاهلة..
وهي بتحزن شوي وبعدين بتنسى، تكبر مثلها مثل غيرها من الأطفال، وعقبه تتزوج، بدون مايكون عندها عيال يقللون فرصتها في الزواج..

أفضل بتردد: بس هزي أم ..أم مها كان..

(هو) بتأمل: أنا بس أبيك تنفذ لي اللي أنا أبيه منك على مرحلتين:

بعد سفري ب3 ساعات: تروح وتعطيها ورقة طلاقها، لو سألوك عني أو عن العيال، قل ما عندك خبر عن شيء..

عقب ما نوصل بالسلامة: روح لها وقول، أنه إحنا رحنا بريطانيا، وسوينا حادث سيارة وإحنا طالعين من المطار، وأنه كلنا الله خذ أمانته ،بعيد الشر عن عيالي.

أفضل بصدمة: وليش تسوي هزا كله..

هو بحزن: أنا ما أبيها تقعد تتحسر طول عمرها، أبيها تظنهم ميتين وتبكي شوي وتنسى، لكن لو أنا خذتهم وبس، بتظل حزينة عليهم طول عمرها ومتشفقة على رجعتهم.. فاهمني أفضل فاهمني

***********


اليوم بعد 17 سنة وفي بيت نجلاء، عن نفس الموضوع، لكن من زاوية مختلفة

جواهر بحزن متوحش قاتل: بعد ما مرت ساعات من يوم خذ العيال وراح.. أنا صرت مثل المجنونة، أبكي وأضرب في وجهي، نتصل على تلفون سيارته ماحد يرد.. على تلفون البيت ماحد يرد..

خالي راح بنفسه لبيت عمي محمد، لقى البيت مقفول ومطفية أنواره..
أنا خلاص استخفيت، جنيت، كنت أبكي بهستيرية.. وأدور بين البيبان مثل المجنونة.. وأمي تراكض وراي وتبكي، وتقول حسبي الله ونعم الوكيل، البنت استخفت.. حد يجيب لها عيالها.. تكفى يا أخوي دوره، شوف وين راح بالعيال..

خالي المسكين تقطع قلبه علي، راح يدور في المستشفيات، وبلغ الشرطة، اللي قالت انطروا شوي يمكن يظهر..

بعد ست ساعات ، جانا أفضل، أنا من سمعت اسمه نطيت للمجلس ما أهتميت من حد، ومسكت في جيبه وأنا أصيح: وين عيالي يا أفضل وين عيالي؟؟


أفضل اللي كان مصدوم: ما أدري يا أم ئبدالعزيز.. ما أدري
أنا جيت بس أسلمكم هزي..

وسلم ورقة كانت في يده لخالي، خالي فتحها بحذر، وعقب قال بصدمة: ورقة طلاق، ليش يا أفضل، هذي فعايل عيال الناس.. يبي يطلق بنتنا يجي يطلقها مثل مايسوي الرياجيل موب بالخش والدس عقب ما يأخذ عيالها، والله حتى اللي ماله أصل مايسوي كذا..

أنا كنت في حالة صدمة وموب قادرة أستوعب اللي يصير، عقبها مد أفضل لخالي ورقة شيك، وقال بحزن: هذي منه لجواهر، ويطلب سماهها (سماحها)..

خالي اللي كان خلاص وصل أخره من الزعل، خذ الشيك وقطعه، وقال: وصل له هالحكي، علمن يوصله ويتعداه: العيال بنجيبهم من ورا خشمه، والحركة اللي سواها، والله ما أخليها تطوف وأنا بوفهد وولد فهد.. هو مفكر جهير مالها والي ولا سند يسوي فيها هالفعايل..

أنا توني قدرت أستوعب اللي يصير، رجعت أنط على أفضل وأمسك في ثيابه وأصارخ بهستيرية: هو بالقلعه اللي تقلعه، خله يطلقني، يذبحني، بس قله يرد لي عيالي، ما أبي منه شيء، بس يرد لي عيالي، أدري أنه يكرهني، بس عيالي مالهم ذنب..


******يتبع******


 

اليوم/ بعد صلاة العصر بشوي

(هو) قاعد في مجلسه الخارجي اللي واجهاته كلها زجاج وعلى زاوية تطل على شارعين ويبدو كأنه قصر صغير مستقل عن باقي البيت، كانوا قاعدين في الجلسة الداخلية، وعنده أفضل..

هو بمودة: ها يا أفضل وش عندك؟؟ قلت لي اليوم في البنك أنه فيه موضوع مهم تبي تكلمني فيه..

أفضل بحذر: إيه تال ئمرك (طال عمرك)، واللي شجعني ئقب (عقب) هالسنين، الموزوع (الموضوع) اللي أنت فتهته(فتحته) اليوم.. موزوع أم العيال

(هو) بحذر أكبر: تكلم أفضل تكلم..

أفضل بحذر مشوب بخوف: تزكر أنك كلفتني بمهمتين يوم سفرك قبل 17 سنة..

-أذكر
- الأولى سويتها مسل(مثل) ماقلت لي، بس السانية(الثانية)
- وش فيها الثانية (هو بفجيعة)
- خربتت (خربطت) فيها (مثل اللي يلقي قنبلة كان لها دوي هائل)

************


بيت أهل جواهر قبل 17 سنة، أفضل جاي ينفذ الجزء الثاني من مهمته، وهو يقدم رجل ويؤخر الثانية، لحد الحين صراخها البارحة في أذنه، حاس بألم كبير.. بس شيسوي هذي وصية الغالي ولد الغالي..

دخل المجلس ولقى أبو فهد جالس عند دلاله يسوي قهوته، وعنده عياله فهد وطلال وولد أخته عبدالعزيز
سلم أفضل وجلس وهو مسوي حاله حزين عشان يضبط السالفة، وكان أبو فهد يحاول يكتم غضبه، ويقول في نفسه هالمسكين وش ذنبه؟؟

أفضل تنحنح بحزن مرسوم: ئمي ئندي خبر لكم

في نفس الوقت العيال راحوا داخلوا يبلغون جواهر أن أفضل جاء..رغم أن أفضل كان يتمنى يقول الخبر بدون مايواجه جواهر.. بس لقافة البزران.. وحكم ربي قبل كل شيء.. لأنه لولا جية جواهر كان مشى المخطط مثل مارسمه (هو)

أبوفهد بحذر: شنو عندك يا أفضل بعد؟؟

أفضل بحزن جزء منه مصنوع وجزء حقيقي: الئيال (العيال) سافروا مع أبوهم لبريتانيا..وهم تالعين (طالعين) من المتار (المطار)..سووا حادس سيارة....

وأفضل يتكلم،، قاطع كلامه دخول جواهر اللي حالتها حالة، وجهها منفوخ من البكاء وشعرها منكوش، وهي تسمع أخر جملة يقولها...

رجعت تمسك في جيبه، وهي تصيح صياح ألم عمره ماسمع شيء مرعب و موجع ومخيف مثله: عيالي وش صار لهم؟؟ عيالي ماتوا؟؟

أفضل ابتلش وتخربط: إيه.... لا ..لا ... ما أدري...

أبوفهد بغضب: أنت وشفيك تخربط.. العيال وش صار لهم؟؟

أفضل بارتباك: سووا حادس سيارة بس ما أدري ئنهم ميتين أو لا...

جواهر من سمعت جملته أغمي عليها.. وخالها يلمها ويشيلها

وأفضل استغل الفوضى اللي صارت وانسحب..

***********

اليوم / في مجلس (هو)

(هو) بألم: ليش يا أفضل ليش؟؟ الحين عرفت ليش هالأحلام تجيني.. أكيد أنها تدعي علي.. أكيد كل يوم تتذكر وتدعي علي، حتى لو كانت تزوجت وعندها عيال، الأم ما تنسى عيالها..أنا كنت أبيها تقتنع أنهم ماتوا، عشان تكمل حياتها طبيعي... ليش يا أفضل ليش؟؟؟

أفضل بحزن: سامحني يا بوئبدالعزيز، أنا هكيت(حكيت) لك السالفة كلها..

(هو) بحزن قاتل: وش أسوي الحين وش أسوي؟؟

أفضل وهو حاس بتأنيب ضمير، في نفس الوقت بالراحة لأنه ارتاح جزئيا من الهم اللي كان شايله: الشور شورك

هو مثل اللي لمعت في باله فكرة ذهبية، بنبرة فيها رنة فرح مختلط بخوف: أنا عرفت أشلون ممكن أجيبها.. عرفت أشلون

أفضل بحذر: قل لي شاللي تفكر فيه؟؟
 
الجزء العاشر






في بيت نجلاء /الوقت صار قبل المغرب بشوي
ورحلة الذكريات قربت على نهايتها.. بس رحلة الوجع والألم مستمرة في قلب جواهر

نجلاء باستفسار: طيب وأنتو وش سويتوا عقب هالخبر المفجع؟؟

جواهر بحزن عميق: خالي فديته ماخلا شي ماسواه.. بس المشكلة أن أبو العيال ماكان له قرايب.. عدا خواله، اللي ماكنا نعرف أسمائهم، أبوي بس كان يعرفهم، أمي كانت تعرف أمه بس ماتعرف اسم عايلتها ولا خطر ببالها تسأل لأنها يمكن شافتها مرتين بس.. لأن أمه كانت مريضة وتسافر برا كثير مع أخوانها..

وأفضل فص ملح وذاب.. أول كنا نقدر نكلمه على مجلس عمي.. بس بيت عمي لقاه خالي انباع.. يعني (هو) كان مخطط لكل شيء..

وأنا قلبي كان يقول لي أنهم عايشين.. واللي أكد لي أنه لما رحت لبريطانيا عشان الماجستير والدكتوراة، رحت وسألت في السفارة، إذا كان فيه قطريين توفوا في ذاك التاريخ،
السفارة أكدت لي أنه ماخرج من عندهم شهادات وفاة بهالاسماء في ذاك التاريخ..

وهذي هي حكايتي يا نجلاء.. حزن وجع وألم وبحر دموع ماينشف


نجلاء باستفهام حذر: باقي جزء بسيط عشان تكمل الصورة عندي.. دراستك متى كملتيها؟؟

جواهر تتنهد تنهيدة طويلة مسحوبة من أقصى وريد في قلبها: بعد اللي صار مرت علي شهور، مو حاسة بشيء، مثل المجنونة، إلا كل الناس اعتبروني مجنونة بشكل رسمي..

إلا عبدالعزيز هو الوحيد اللي وقف وجنبي، حنون يومي قبل يومه من يوم وهو طفل.. كان كل يوم يجي يقعد عندي، يسولف علي، ويمشط لي شعري، ويحكي لي عن المدرسة، شوي شوي صار يجذبني لعالمه..

وعقب صار يطلب مني أساعده في واجباته مثل ماكنت أسوي قبل.. في البداية ما كنت أتجاوب معه.. بس شوي شوي.. صرت أتداخل معه.. وأحل له واجباته، وأشرح له دروسه

أمي وخالي ماكانوا مصدقين تحسني..
وعقب حصة الصغيرة كان لها دور في تحسني، عوضتني شوي عن فقد عيالي، كانت أم فهد تخليها معاي طول اليوم.. أنا أأكلها وأشربها وأغير لها..

عقب سنتين من قعدتي في البيت، خالي أصر أرجع للمدرسة

وكنا نقلنا منطقة جديدة، فرجعني هو لمدرسة عادية، لأنه أنتي تعرفين أنه المتزوجات أو اللي كانو، مايدخلون مع بنات الصباحي

بس خالي قال بعدها صغيرة..وماحد يعرفها في المدرسة هنا.. حرام ندخلها مع حريم كبار.. خليها تعيش سنها

رجعت المدرسة صف أولى ثانوي وأنا عمري 15.. مع دخولي 18 دخلت الجامعة، وخلصت وأنا 21 بتقدير امتياز..

رحت بريطانيا، سنة لغة وبعدين درست الماستر والدكتوراة بنظام الفول تايم، سنة ماستر وسنتين ونص دكتوراة.. على ال26 مو 27 مثل منتي مفكرة كنت مخلصة دكتوراة..

نجلاء صفرت بإعجاب: صراحة أنتي معجزة ياجواهر...

جواهر بحزن: لا معجزة ولا شيء.. بس كان لازم ألاقي شيء يشغلني، وإلا كان ذبحني الهم والتفكير..

نجلاء باستفسار: طيب وأمج أشلون خلتج تروحين تدرسين برا؟؟

جواهر بابتسامة حب صافي: عبدالعزيز يومي قبل يومه وقتها عمره 15 سنة، هو اللي أقنع أمي وخالي اللي كانوا مترددين، أني أروح، قال إحنا بيتنا لاصق في بيت خالي، وماراح نحتاج شيء، وانا رجال البيت يعني ما أقدر أسد مكانها؟؟
فديته عبدالعزيز هو ولدي وأخوي وكل شيء في حياتي..

نجلاء بحذر: طيب ويوم أنه عبدالعزيز له كل المكانة ماقدر يعوضج عن غياب عيالج؟؟

جواهر بحزن: لو عندج 3 عيال، هل واحد منهم بيعوضج عن الاثنين الباقيين؟؟

نجلاء بإحراج: لا طبعا..

جواهر بحب وحزن: لو كان عبدالعزيز بسم الله عليه هو اللي صار له اللي صار لعيالي، وعيالي ظلوا عندي، صدقيني كان صار لي نفس الشيء، ووقتها يمكن مالقيت حد يطلعني من جنوني، مثل ما عبدالعزيز سوا..

نجلاء بإيمان صادق مع ارتفاع إذان المغرب: اللهم ياعزيز يا قوي ياجبار.. مع أذان المغرب هذا، أنك تريح قلب جواهر، وترجع لها عيالها..

جواهر بلهفة وإيمان ووجع: آآآآآآآآمين يارب آآآآآمين.......

كملت جواهر بصدمة: يوه نجلاء تأخرت وايد.. بأصلي المغرب وأتصل بعبدالعزيز، جنني اتصالات.. تدرين أنه مايرضى أسوق السيارة بعد المغرب.. الحين بأتصل له يمشي وراي

نجلاء بحنان: لا تزعجينه، أنا بأمشي وراج بسيارتي مع السايق والخدامة..

جواهر بنفي: لا لا عبدالعزيز ماراح يرضى، لازم هو بنفسه، السواقة بكبرها يالله وافق عليها..


*******يتبع********


 
في الليل/ في بيت جواهر

جواهر قاعدة تتعشى مع أخوها عبدالعزيز.. اليوم الطويل اللي قضته عند نجلاء في سرد ذكرياتها المؤلمة، استنفذ كل طاقتها الجسدية والنفسية، فكانت ساكتة وسرحانة.. والشوكة تقلبها في الصحن بدون ما تأكل شيء..


عبالعزيز بمرحه المعتاد: ياناس ياهووه.. نحن هنا

جواهر بدون ماتنتبه: تقول شيء حبيبي..

عبدالعزيز بعيارة: أفا.. ولا حد داري عنا.. وينج يا نوير.. تجين تشوفين بعلج الهمام، وهو مأخذ تسفيهه محترمة..

جواهر بابتسامة دافئة: الدنيا كلها تنسفه إلا أبو منصور، بس تعبانة شوي فديتك..

عبدالعزيز بابتسامة: إيه من صبح لبعد المغرب عند نجلاء، أكيد خلصت كل الحكي اللي عندك، أمانة أمانة.. وش الكلام اللي يأخذ عشر ساعات متواصلة؟؟

جواهر بغموض ممزوج بالحزن: بلاك مادريت بالسوالف.. كملت بلهجة خاصة بعد ماتذكرت شيء: تراني كلمت خالي وأم فهد الليلة..

عبدالعزيز اللي كان توه يبلع لقمة، غط فيها وقعد يكح، جواهر قامت وهي تضحك تضرب ظهره وتعطيه كاسة ماي وهي تقول: نعنبو، قلت لك كلمت خالي بغيت تموت، لو قلت لك عرسك بكرة وش بتسوي؟؟

عبدالعزيز بلهفة: بلاعباطة جواهر.. وش قال لج؟؟

جواهر بهدوء: قال حددوا الوقت اللي يناسبكم، تدري أن البنية لها كم شهر متخرجة، يعني ماوراها شيء خلاص..

عبدالعزيز بلهفة أكبر: وطيب؟؟

جواهر بحب: يعني كلها كم شهر، على حسب حجز الصالات وتكون نورة في بيتك..


*************



في نفس الليلة/ وعلى العشاء/ في بيت ثاني

يجلس ثلاث أشخاص على الطاولة
واحد منهم كان شاب صغير في السن، طويل، نحيل، شعره طويل شوي ومتلفلف، له شنب خفيف، ملامحه هادية مثل هدوءه، يلبس تريننغ رياضة قطن واسع لونه رمادي، ويلبس نظارة طبية كان يعدلها بأصابعه النحيلة كل شوي في حركة تدل على توتر خفي..

الثانية كانت بنت أمورة شعرها الأسود الناعم مقصوص قصة الفراولة اللي معطيه لوجهها الدائري لمحة حسن خاصة، وكانت لابسة بيجامة حرير خليط من الوردي والتركواز تحمل اسم ماركة معروفة جدا وكان أبوها هو اللي شاريها لها مثل أكثر ملابسها..

الثالث: كان رمز الغموض والرجولة والهيبة، اللي يخبي خلف نظرة عيونه الحادة الآسرة الكثير من الأسرار، كان هو اللي فتح باب الحوار: شباب، نوف، عبدالعزيز

نوف وعبدالعزيز: لبيه يبه..

(هو) بلهجة هادية: عندي لكم خبر أبيكم تسمعونه مني، قبل تقرونه في الجرايد بكرة مع التهاني اللي أتوقع أنها تملأ الجرايد..

نوف بفرح حماسي: شنو يبه شنو قول بسرعة؟؟ وعبدالعزيز بنفس هدوء أبوه: خير إن شاء الله يبه؟؟

(هو): أنا ترقيت ترقية كبيرة، ومسكت منصب جديد أكبر..

نوف نطت من كرسيها، وتعلقت في رقبة أبوها، وهي تبوسه عشرين بوسة على رأسه وخدوده: مبروك يبه، مبروك ياقلبي، تستاهل، والله تستاهل، أصلا مافيه حد يستاهل في الدنيا كلها قدك..

عبدالعزيز قام بهدوء، طبع قبلة هادية على رأس أبوه، وقال بفرح هادئ لكن صادق يشبه شخصيته: مبروك يبه عقبال المنصب الجاي إن شاء الله

(هو): الله يبارك فيكم ياعيالي، ولا يحرمني منكم، وعقب احتمال تسمعون خبر أهم بوايد..

نوف وعبدالعزيز : شنو يبه؟؟

(هو) بلهجة فيها غموض وحزن:مو وقته الحين.. في وقته..في وقته ياعيالي.

عبدالعزيز قال: إن شاء الله.. ورجع مكانه بكل هدوء بدون مايهتم...
لكن نوف انشغل بالها وصارت تفكر: شنو الموضوع اللي أهم عند أبوي من ترقيته..(بخوف مدمر) لا يكون يبي يتزوج؟!!!!


*****يتبع*****



 
ثاني يوم /في البنك

كان خبر ترقي (هو) واستلامه منصب المدير الأقليمي للبنك لكامل منطقة الشرق الأوسط مو قطر بس، معبي الجرايد تهاني له..

وكانت الاتصالات تنهال عليه من كل مكان، بس هو تفكيره كان بمكان ثاني، وبشيء ثاني..

ضغط زر الاتصال الداخلي، بصوته الهادئ الواثق اللي تعود استخدامه مع موظفينه: خليفة، لو سمحت، لا تحول أي اتصال خلال الساعة الجاية..

خذ نفس عميق..ألتقط موبايله، ودور على رقم معين في القائمة:
- ألو..
- ........
- هلا والله حيالله أبو سعد
- .........
- الله يبارك فيك.
- ...........
- أبوسعد طال عمرك.. أبيك في خدمة ماراح أنساها لك طول عمري..
- ...........
- تسلم أدري أنك ما تقصر.. فيه اسم بأعطيك إياه أبيك تشوف لو فيه موبايلات باسمه..
- ..........
- يا بو سعد الله يرضى عليك، السالفة بسيطة، والله أنه من الأهل بس أنا مضيع أرقامه..
- .........
- تسلم .. اسمه عبدالعزيز منصور حمد الـــ
- ........
- معاك على الخط (قالها وهو حاس أنه قلبه بيوقف)
- ........
- تقول رقمين، عطني إياهم طال عمرك
- .........
- الاول ******5، والثاني******5
- .........
- مشكور مشكور، الله يقدرني على رد جمايلك
- .........
- مع السلامة


حط (هو) الرقمين قدامه، متوتر.. خايف..قلق..يكلم نفسه:

وش فيك يا(... )عمرك ماصعب عليك شيء، عمرك ماحطيت شيء برأسك وماحصلته، كلها اتصال، أنت اللي ترج السوق رج خايف من اتصال ، قول بسم الله وتوكل على الله، بياكلونك يعني، ماحد يقدر يهز شعرة من رأسك..ماحد بقدر يأثر فيك، ولا يأثر على عيالك أو محبتهم لك..
قول بسم الله.. لازم تريح ضميرك..كفاية عليك عذاب السنين اللي فاتت وكوابيسها، أطوي هالصفحة من حياتك وارتاح، قبل تواجه وجه الكريم..

خذ (هو) نفس عميق.. وبيد ترتعش غصبا عنه دق على الرقم الأول منها...
 
الجزء الحادي عشر



قبل 4ساعات ونص من محاولة اتصال (هو) على الرقم اللي خذه من أبو سعد..

في بيت منيرة
اليوم الخميس هي وصديقاتها اليوم ماعندهم جامعة
بس هي صاحية من الساعة 6 الصبح

ما تحب تفوت لمتها مع أهلها الصبح قبل كل واحد يروح لدوامه...

قاعدة هي وأختها سارة اللي أكبر منها بسنة، في الصالة اللي تحت، مشغلين الدفاية، ويشربون حليب زنجبيل.. ويسولفون.

سارة بتأفف: يوم الخميس هذا أنا صرت أكرهه ذا الفصل، وش معنى أنتي ماعندس شيء.. وأنا اللي أروح في ذا البرد..

منيرة بعيارة: دنيا حظوظ.. دنيا حظوظ..

سارة الخبيثة قلبت السالفة على منيرة اللي كانت تبي تغيظها فطاحت هي في الحفرة: زين كمليها: والله رمى حظي معاك (سارة بخبث)

منيرة عصبت جد: صدق وحدة ما تستحين..لولا إنس أكبر مني، ومحترمة شيباتس، وإلا كان وريتس شغلس..

سارة بعيارة: قومي وريني، كان فيس خير.. بكرة يأخذس سلوم لبيته (بيت الرعب) وهو اللي بيوريس الشغل .. ويأدبس يوم لسانس يلوط أذانس..

منيرة بزعل حقيقي: سارة أصبحي وأفلحي واللي يرحم شيبانس..

أخوهم علي بطوله الفارع وجسده الأقرب للإمتلاء يدخل عليهم بلبس كلية الطيران، بابتسامة: يالله صباح خير، الناس قايمين يذكرون ربهم وانتم تهادون من صباح الله...

سارة بعيارة: شوفوا من اللي جا.. أبو كرافتة.. أنت أول عدل ذا الكرفتة اللي على صوب.. وعقب تفلسف..

علي بنفس الابتسامة: العقال مهوب على رأسي عشان أكوفنس فيه.. والكرافتة قد لي ساعة أزين فيها.. وإلا كان فكيتها وخنفتس فيها..

سارة وهي تضحك: أنت وأختك الملسونة تبون لكم أدبن مهوب ذا.. ماكني بأختكم الكبيرة..

منيرة وهي تحاول تنسى زعلها من سارة: خل اختنا الكبيرة تعطف علينا عشان إحنا نحترمها..

علي بعيارة: إيه والله إنس صادقة.. كن حن ذابحين أمها وإلا أبوها.. وعلى طاري أمها وإلا أبوها ليت حن ذاكرين مليون ريال..

أبو علي وأم علي يدخلون في نفس الوقت، وأبو علي يقول: صدق إنك خسارة، ودك بالمليون ملا أمك وأبوك..

علي يقوم يحب خشم أبوه: جعلني فداك.. أتعيير على سارة الموذية.. وإلا أنت وأمي تسوون عندي مليون وخمسين ألف، مليون وواحد وخمسين أفكر أبيعكم.. وأعطيهم سارة هدية مجانية..

أم علي بحب: يا كثر حكيك الفاضي، قوموا تريقوا وكلن يسرح لدوامه..


********يتبع*********


 
في بيت (هو)...


نوف ماعندها محاضرة إلا الساعة 10، فكانت نايمة..

بس عبدالعزيز اللي كان في ثاني ثانوي أو (Grad-11) كان لازم يقوم عشان المدرسة..

ولتأخر عبدالعزيز عن نوف في الدراسة حكاية.
لما رجعوا من أمريكا، المدرسة الانجليزية اللي دخلوها، عملوا لهم اختبار مستوى، نوف طلعت أعلى من مستواها بسنة، بينما عبدالعزيز طلع أقل من مستواه بسنة، فمن هنا طلع بينهم فرق سنتين في الدراسة..

وهالموضوع لحد الحين مأثر في نفسية عبدالعزيز رغم إنه مايبين، لأنه مثل ماهو معروف: التوائم بينهم ارتباط كبير، فلما صارت بينهم هالفجوة، نوف طالبة جامعة، وهو بعده في المدرسة، حس عبدالعزيز بنوع من العزلة.

قاعد هو وأبوه على السفرة يتريقون، أبوه يشرب قهوته ويتصفح الجريدة بهدوء: يبه عزوز تريق بسرعة أو صلك على طريقي، عشان اليوم بأستلم منصبي الجديد ولازم أكون هناك بدري، إلا لو تبي عمك أفضل يوصلك. (ويقول في نفسه: موبس المنصب اللي شاغلني، فيه شيء أهم بكثير بأسويه اليوم)

عبدالعزيزفي خاطره شيء يبي يقوله من زمان، يقول في نفسه :ماشاء الله عليها نوف، اللي تبيه تحصله على طول، ماتتردد تطلب، ليش ما أكون مثلها، بعدها حاول يتجرأ بس ما قدر، يـتأتئ ويسكت..

أبوه يطالعه: تبي شيء عزوز؟؟

عبدالعزيز بنبرة حزن: سلامتك يبه، نمشي طال عمرك؟؟

*************


في بيت مها/
الساعة صارت عشر الصبح ومها بعدها ماصحت/اليوم ماعندها جامعة


مها تفتح عيونها بشويش وهي تمد يديها لأخر حد: الله ياحلاة التصفيرة
(التصفيرة:نومة الضحى) ياليت كل يوم أرقد لذا الحزة..

تلف على يمينها، تلاقي حد نايم في سرير أختها الجازي اللي في صف ثاني ثانوي.. تنقز متخرعة.. وتسحب الغطاء عن النايم، تبي تشوف من هو

أوووف.. وش هالأزعاج.. خلوني أنام (الجازي بصوت نعسان)

مها بغضب: الجويزي.. الجازي يالعلة.. قومي .. قومي.. وشفيش مارحتي للمدرسة اليوم ياعلة الكبد أنتي؟؟

الجازي تسحب الغطاء وتغطي نفسها: لحوووول.. لو أدري أنش اليوم ماعندش جامعة، كان أجلت غيابي يوم ثاني، عشان أخلص من حنتش..

مها ترد تسحب الغطاء منها: أمي تدري عن غيابش ؟؟

الجازي بنعاس وزعل، وهي تسحب الغطاء عليها مرة ثانية: إيه، تدري، وخلي السناح من يدش، بيمزع منش ياالدبة..

مها بعصبية: أنا الدبة..وتكمل بخبث: زين وسعود يدري أنش غايبة؟؟

الجازي تنط واقفة كأنه كبوا على رأسها ماي بارد: لا فديتش، خلاص توبة.. انا الدبة والخايسة واللي أستاهل الخنق.. كله ولا سعود، تكفين تكفين..

مها بخبث: قومي حبي رأسي أولا، وجيبي لي نسكافيه ثانيا، وعقب بأفكر أقول له وإلا لا..

الجازي نطت تحب رأسها..ثم ركض تنزل الدرج ركض عشان تجيب لمها نسكافيه.. وخيال سعود في رأسها، مع أنه عمره ماضربها ولا حتى عصب عليها، بس تخاف منه موت. ومن كلمته القوية.

مها تطالع الباب اللي طلعت منه أختها بحنان: ياحبي لها ذا البنية..

الجازي هي أخر العنقود في بيت مها..دلوعة وطيبة ونحيفة جدا عكس مها اللي كان جسمها مليان شوي وذابحة نفسها ريجيمات.. توفى أبوها وهي عمرها (الجازي) سنة، تحب سعود وتخاف منه مثل لو كان أبوها.. عندهم أخ أصغر من سعود وأكبر من مها (محمد) أخر فصل في الجامعة بعد سبع سنين قضاها فيها، الدنيا عنده ضحك وربع وكشتات وابتسامته ما تفارق وجهه ، تعتقد إنها جزء من تركيبة وجهه.. على عكس سعود الجدي اللي شال الهم من وفاة أبوه وعمره12 سنة، رغم أن أعمامهم وخوالهم ماقصروا معهم، إلا إن حس سعود المتزايد بالمسئولية عن أمه وأخوه وخواته حرمه يتمتع بمراهقته وشبابه..


***********


الساعة 10 وربع صباحا/ في مكتب جواهر ونجلاء

نجلاء تقلب أوراق في يدها بملل، ثم ألتفتت لجواهر تسأل: كم باقي على محاضرتج؟؟

جواهر ترد بهدوء وهي تقرأ كتاب في يدها: ساعة إلا ربع

نجلاء بمودة: جيجي حبيبتي، طلبتج..

جواهر تخلي الكتاب اللي بيدها، وتلتفت لنجلاء: نعم يالأذوة أنتي.. وش تبين؟؟

نجلاء تصنع الزعل: أفا.. إذا هذا أولها.. خلاص ما أبي شيء.

جواهر بابتسامتها الحلوة: موب علي هالفيلم، تبين شيء قولي، ماتبين موفرة أحسن..

نجلاء: بلى أبي، أبي.. وقامت نطت لمكتب جواهر وحطت الأوراق عليه: راجعي لي بس الدرجات وتأكدي من الجمع، شغلة ماراح تاخذ منج نص ساعة.. من الصبح جايبة الجريدة، ما قدرت أفتحها، أبي أتصفحها قبل محاضرتي.

جواهر وهي تقلب الأوراق: هذا أنتي ماطلبتي إلا فرضتي علي يالموذيه.. الله يعين عليج، أنتي عقوبة من ربي لي..

نجلاء وهي تقلب الجريدة: عادي قولي اللي تبينه، المهم تراجعين لي الدرجات.

جواهر وهي منهمكة في تدقيق الدرجات، رن موبايلها، خذت الموبايل طالعت الرقم الغريب والمميز جدا، ترددت ترد..

نجلاء بدون ماترفع رأسها من الجريدة: ردي على تلفونج المزعج..

جواهر بدون اهتمام: رقم غريب ومميز جدا جدا..

نجلاء بإهتمام: يالهبلة رقم مميز جدا جدا بعد، ردي لا يكون حد مهم..

جواهر جات ترد سكت الموبايل، هزت كتوفها، ورجعت تدقق درجات طالبات نجلاء..

بعد خمس دقايق رجع الموبايل يرن نفس الرقم..

جواهر اللي بدأ يتسلل لها شيء من الاهتمام: نجلاء نفس الرقم.. أرد؟

نجلاء ورأسها في جريدتها: ردي.. بياكلج يعني..

جواهر بنبرة هادية وواثقة: ألو
- مافيه رد، صوت نفس خفيف على الطرف الثاني
- ألو (جواهر بصوت أعلى)
- مافيه رد..نفس صوت النفس بس هالمرة بصوت أعلى شوي..
- ألو من معاي.. لو سمحت رد..
- صوت نفس أعلى
- جواهر هنا عصبت وبنبرة غضب: قليل أدب ووقح وماتستحي.. وقفلت الخط بوجهه..

نجلاء تسأل: من؟؟
جواهر وهي ترجع لأوراق نجلاء: واحد قليل أدب


******يتبع******


 
في بيت الزكاة/ مكان شغل عبدالعزيز

راشد جاي يزور عبدالعزيز، وعبدالعزيز مبسوط كثير من هالزيارة: يا حيالله أبو ناصر، تو ما تبارك شغلي يوم شرفت مكاني..

راشد بابتسامة ودودة: يا حياك الله، جايين نسلم عليك، وترا الزيارة موب لله..

عبدالعزيز: أفا.. من أولها مصالح.. زين خلها لين الزيارة الجاية..

راشد بابتسامة: اطرق الحديد وهو ساخن

عبدالعزيز بمودة: آمرني وتدلل

راشد: طال عمرك في الطاعة، انا وربعي اللي في الجامعة نبي نسوي معرض صغير لجمع التبرعات باسم اتحاد كليتنا لأهالي غزة المحاصرة، ونبي مساهمتكم..

عبدالعزيز: حاضرين أسوي كتاب ونعرضه على المدير، وإن شاء الله أنه تم.. وغيره..

راشد: جعلك سالم يابو منصور، رخص لي الحين، عادني أبي أمر على جمعية قطر خيرية، وجمعية الشيخ عيد بن محمد، والهلال الأحمر..

عبدالعزيز: والله ماتقوم من مكانك، أنا بالتلفون أسوي لك اتصالات معهم كلهم، ومع هيئة الأغاثة بعد.. الأرقام كلها عندي، وحنا بين تعاون.. مافيه داعي تتعنى

راشد بارتياح كبير ونبرة صداقة وود حقيقية: جعلني ماخلا منك.. ماتدري وش كثر ريحتني..


**************


في البنك/ في مكتبه

(هو) جالس غارق في التفكير، وفي يده موبايله.. تفكيره مشلـــــــول.. وأعصابة شبه فالتة منه..

وش فيك يا(...) وش فيك؟؟؟.. عمرك ماكنت جبان، ليش ما تكلمت، كأنك مراهق خايف.. أول مرة يسمع صوت أنثى!!!!!

صوت أنثى؟؟!!!!
بس صوتها مايقال عليه (مجرد صوت أنثى)، صوتها هو الأنوثة المجردة.. صوتها ضربه في الصميم.. في الصمـــــــــــــــــــيم..

عيب عليك يابو عبدالعزيز..عيب ، مو أول مرة ولا اخر مرة تسمع صوت حريم، في شغلك تكلم كل يوم 100 مره

بس صوتها غير، غير.. غـيـــــــــــــــر..
صوتها لمس شيء مدفون تحت الرماد في عمق أعماقي، مكان عمر مره ما قدرت توصل له...
صوتها يرن: من إذني مكان ما دخل، إلى أقصى وريد وشريان فيني مكان ماسكن واستقر..

كل كلمة.. كل حرف من الألو الأولى اللي كانت ماس الكهرباء، إلى (ماتستحي) اللي كانت الصاعقة اللي صابتني.. أول مرة أنشتم وأكون طاير بالشتيمة..

من تكون؟؟ من تكون؟؟ من تكون؟؟
تكون زوجة عبدالعزيز.. (ابتسم) معقول عزوز يكون تزوج؟؟
ياحظه لو زوجته عندها هالصوت العذب الأنثوي اللي يسكر.. لو زوجتي عندها مثل هالصوت..ماكان خليتها تسكت.. بس تتكلم وتتكلم وأنا بس أسمعها.. وأتلذذ بهمسها ورنين صوتها..

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. استغفر ربك يابو عبدالعزيز.. مافكرت هالتفكير وأنت مراهق.. تفكره الحين

تكون جواهر؟؟... لا لا لا لا.. مستحيل.. جواهر أذكر صوتها، كان مخنوق شوي وفيه خنة..

معقول يكون عبدالعزيز راعي خرابيط، ويكون مطلع رقم لصحيبته؟؟؟ لا لا عزوز ما يسويها.. وأنت أشدراك؟.. تركته وهو طفل عمره 7 سنين.. ماتدري عنه الحين..

ياربي وش هالحيرة؟؟ أتصل على الرقم الثاني؟؟
لا لا.. بأنتظر شوي.. كفاية علي الضغط اللي أنا حاسه..

(أبتسم) ومابي أسمع صوت عقب صوت الملاك اللي سمعته، خل صوتها يتربع في أذني شوي..


*************


الساعة 10,25 في بيت فاطمة

فاطمة بعدها نايمة.. أمها تتعب من طلعة الدرج، بس تتحامل على نفسها.. عشان تطلع..

رغم أن فاطمة عمرها20 إلا أن أمها عمرها 59، لأن أمها وأبوها ظلوا يعالجون 18 سنة بعد زواجهم لحد ماجابوها، وماعندهم غيرها.. فهي دلوعتهم، الهوا اللي يتنفسونه، مصدر فرحتهم وبهجة حياتهم..

أم فاطمة تتسند ومعاها الشغالة، لحد ماوصلت لغرفة فاطمة، دخلت الغرفة ولقتها مظلمة وفاطمة بعدها نايمة، طلبت من الشغالة ترفع الستاير،فدخل النور للغرفة الواسعة اللي كل شيء فيها يدل على أن صاحبتها بنت لأقصى حد.. اللون الوردي في كل شيء.. الدباديب بكل الأحجام معبية الغرفة.

أم فاطمة جلست على السرير وهي توخر الدبايب اللي في كل مكان.. و تصحي فاطمة بشويش، كانها خايفة تكسرها: يمه فطوم.. فطوم.. قومي حبيبتي الظهر باقي عليه ساعة، قومي كلي شيء قبل الصلاة..

فاطمة بصوت نعسان، وهي حاضنة دبدوبها: يمه فديتج خليني أنام لين يأذن..

أم فاطمة باستسلام سريع: زين يمه، بأرجع أصحيج، إذا أذن..

ورجعت أم فاطمة تنزل الدرج، رغم أنها بترجع تطلع بعد نص ساعة..


****************


الساعة 10 ونص في مكتب جواهر ونجلاء

نجلاء بعدها تقرأ في الجريدة، وجواهر تدقق درجات طالبات نجلاء..

نجلاء بنبرة هادية فيها نبرة فخر خفيفة: ماشاء الله فيه، واحد قطري أخذ منصب المدير الأقليمي للبنك العالمي الإسلامي لكل منطقة الشرق الأوسط، بعد ماكان المدير العام للبنك في قطر بس..

جواهر بهدوء وعيونها مركزة في الورق: الله يزيده، ولكل مجتهد نصيب..

نجلاء: ماشاء الله الجرايد متعبية تهاني له بالصفحات الكاملة..

جواهر بدون اهتمام: وش اسمه أبو تهاني هذا، على الاقل نعرف اسم المدير العود للبنك اللي حسابي عندهم..

نجلاء بنبره هاديه: اسمه.......
 
[size=+0]الجزء الثاني عشر




الساعة 11 في مكتب نجلاء وجواهر

نجلاء بقلق قاتل: جواهر يا قلبي، وش فيج، صار لج نص ساعة وأنتي على هالحال، مثل اللي فاقد الذاكرة..
ياجواهر ردي علي.. حرام عليج اللي تسوينه فيني..
محاضرتج بدت.. منتي برايحة للبنات؟؟
جواهر لو تسوين فيني مقلب، ترا المقلب قلب جد..
جواهر..
جــــواهر.....
جــــــــــواهر.........


جواهر ساكتة، عيونها جامدة ما ترمش، كانها مخلوق انسحبت منه الحياة فجأة.. ونجلاء تحاول تصحي فيها بدون فايدة..

بعد عدة محاولات من نجلاء تكلمت جواهر بصوت هامس كأنه طالع من قبر: أبي أشوفه..أبي أشوفه.....
ثم كملت بصوت مختلف 180 درجة أشبه بصرخة فيلم رعب: أبي أشوفه.. أبي أشوفه

نجلاء بخوف: منهو اللي تبين تشوفينه؟؟

جواهر في حركة وحدة قامت تلبس نقابها، وفي لهجة آمرة: قومي نروح له الحين الحين..

نجلاء بدهشة شديدة وعدم فهم: بسم الله عليج.. منهو اللي احنا بنروح له..

جواهر بسكون مخيف: مدير البنك هذا..

نجلاء باستغراب: جواهر أنتي أشفيج؟؟ استخفيتي؟؟

جواهر وهي مصممة إنها ما تبكي أو تتهور أو تقوم بتصرف تندم عليه لحد ما تتأكد من شخصيته: هو يا نجلاء، هو..

نجلاء وفي رأسها علامة استفهام كبيرة: هو من؟؟

جواهر بهدوء متربص.. حذر.. غامض: أبو العيال...


*******************


في بيت أبو فهد / كانت أم فهد قاعدة عند دلالها تتقهوى بروحها: الله يرحمج يا أم عبدالعزيز، والله أن مكانج بين.. يجعل الجنة مثواج، عقبج مابه من يحاكيني ويرادني الصوت.

نورة اللي توها تدخل سمعت أمها وش تقول: أفا وأنا وين رحت؟؟ ماسد مكان سميتي..

أم فهد تهز راسها بحزن: الله يرحمها ليتج ربعها..

نورة تهز رأسها: الله يرحمها ويجعل الجنة مثواها.. وشفيج مصبحة محزنة.. حد يتصبح بوجه النوري العسل ويكتئب؟

أم فهد بحزن عميق: جهير يا نورة جهير كاسرة ظهري..

نورة بمودة: وش فيها جواهر؟؟ ليت كل الناس مثلها..

أم فهد بنبرة حزينة: بلاكم ما تحسون بوجيعتها.. أنتي كنتي صغيرة، يمكن ماتذكرين وش صار فيها.. بس فهد وطلال وموزة يذكرون.. كانت بتموت على عيالها، أمها كانت مصبرتها وملهيتها.. بس عقب ماراحت نورة، أنا خايفة على جهير من التفكير.. خايفة عليها من الهواجس اللي تسري على الواحد تالي الليل، هواجس التوحاد والوحش..

نورة بمرح: عاد على التوحاد والوحش هذي سويتي فيلم رعب، دلعيها يمه، قولي وحدة ووحشة، بتصير أذرب؟؟

أمها : بلاج مخج فاضي ومصدي، الله يعين عبدالعزيز عليج.. عبدالعزيز الثقل والركادة والعقل، مايطيحه حظه الردي إلا في وحدة خبلة..

نورة بمرحها اللي ما تخليه: إلا يا حظه.. عمتي نورة دعت له كل ليل أكيد عشان حظه يصيدني..

أمها: قصدج يطيح فيج يالحفرة من ردى حظه

نوره بابتسامة: لحول أم فهد ماكلة علينا حصى....وين البشكارة على قولتج، أبيها تسوي لي حليب كرك؟؟

أم فهد: تنظف غرفة حصة..قومي سوي لروحج..

نورة بعيارة: إيه تنظف غرفة دلوعتج أنتي وجواهر.. أبي أعرف هالبنية وش مسوية لكم..ماكلة مخكم؟؟

أم فهد بحب: مسوية الزين والسنع.. مو مثل خبالج..

نورة تصنع الزعل: أفا رجعتي علي.. (تغير السالفة) عيالج المعاريس أكيد بيشرفونا الليلة هم و شواذيهم، بما أن الليلة الجمعة؟؟.. (الشواذي: القرود، تقصد عيال أخوانها)

أم فهد بحب: الله لا يحرمني شوفتهم وشوفة عيالهم.. وكملت بزعل: مافيه شاذي ربي بلاني فيه غيرج..

نورة: قصدج الغزال بس غلط مطبعي ماعليه صلحته لج بس لا تعودينها يا المزيونة.. والله يعينا على الأزعاج الليلة بس


**********يتبع*********
[/size]
 
[size=+0]نجلاء بهدوء حذر ومصدوم: أنت تقصدين أن مدير البنك هذا هو أبو عيالج أبو عيالج اللي ما كنتي راضية تقولين لي اسمه؟؟

جواهر بنبرة غامضة: الاسم كامل هو نفسه، من اسمه لاسم أبوه لاسم جده لاسم العايلة.. قومي نروح البنك أبي أشوفه بنفسي عشان أتاكد.. ما أبي أعطي نفسي أمل.. ويطلع مجرد تشابه أسماء..

نجلاء بحذر: وبأي صفة وباي طريقة بنقابله؟؟ واحد مثل هذا أكيد جدول مواعيده مزحوم..

جواهر بانهيار ماقدرت تمسكه: تكفين نجلاء دوري لي طريقة، أنا موب قادرة أفكر.. حاسة قلبي وعقلي بيوقفون من الخوف..والتوتر.. والرعب.. لازم أشوفه الحين.. ما أقدر أصبر، طالبتج دوري لي حل.. تكفين.. تكفين.. وغلا حمودي عندج..

نجلاء مثل اللي لمعت في رأسها فكرة: انتظري دقيقة... مسكت موبايلها ودقت رقم بسرعة: هلا والله بأخوي حبيبي
............
أبيك في خدمة فديتك
...........
تعرف مدير البنك العالمي الإسلامي؟؟
............
مو الفروع، نبي الرئيس نفسه..تعرفه؟؟
.........
زين تكفى نبي نقابله اليوم..
........
ليش مستحيل؟؟ مو قايل لي الحين أنه صديقك الروح بالروح.. نبي نقابله 5 دقايق بس..
.........
أدري أنه ماسك منصب جديد.. واكيد مشغول بزيادة.. بس أنا أبي أشوف غلاي عندك.. شغل علاقاتك اللي قاعد تشلخ علي فيهم شوي عشان أختك حبيبتك..
..........
يعني خدمة بخدمة؟؟.. الحين أنت أخدمني.. وموضوعك خله بعدين..
...........
نبي نسوي معرض وظايف لطالبات الجامعة، ونبي نقنع بنكه أنهم يشاركون فيه..
..........
طالبتك طلبة.. مو تحاول.. أنا طالعة الحين من الجامعة متوجهة للبنك، عشر دقايق ونكون هناك..نبي نوصل يكون عنده خبر بجيتنا..
..........
أنا وجواهر...
..........
موب شغلك.. لا صارت مرتك تحكم فيها..
...........
ماعليه.. نتفاهم.. مع السلامة


طول وقت المكالمة وجواهر كانت في عالم ثاني.. ثاني.. ألف فكرة توديها.. وألف فكرة تجيبها.. حاسة أنها ضايعة.. مثل ريشة وسط إعصار، حاسة أنها مقبلة على شيء خطير..أخطر منها ومن أعصابها ومن تفكيرها.. حاسة إنها على وشك الانهيار..

تعودت على حياتها الرتيبة، اللي بدون طعم، المليانة حزن ودموع.. اللي مافيها شيء مفرح غير عبدالعزيز.. تعودت على سهر الليالي مع الذكريات واليأس والوجيعة.. تعودت على الحياة الصامتة مثل قبر خالي..

لو كان هو جد أبو عيالها..ياترى بتشوف عيالها أخيرا؟؟؟ معقولة؟؟ معقولة؟؟ نوف وعبدالعزيز أخيرا؟؟ أكيد شباب الحين.. كيف صارت أشكالهم؟؟ وكيف؟؟ وهل؟؟ وكيف؟؟ وهل؟؟ وألف كيف وهل وليش ؟؟

هل قلبها اللي تشبع بالحزن ممكن يعرف طعم الفرحة؟؟ .. طيب ولو هو أنكر معرفته فيها.. طيب لو أصلا ما كان هو في الأساس.. وكان مجرد تشابه أسماء.. ولو؟؟ ولو ؟؟ ولو؟؟

حست رأسها بينفجر وهي خلاص مو قادرة تفكر، مع إنهاء نجلاء لمكالمتها الثالثة: يالله قومي بنروح..

جواهر مثل الجسد اللي من غير روح، قامت تسحب روحها مع نجلاء، وهي تطلع بارتباك مفتاح سيارتها..

قالت لها نجلاء بثقة، وشخصية أستاذة الجامعة القيادية تظهر بوضوح: رجعي السويج لشنطتك.. أنا مجنونة أخليج تسوقين وأنتي بهالحالة.. أنا كلمت دكتورة تهاني، سايقها واقف برا، توه جايبها.. وهي ماراح تخلص قبل المغرب.. هو بيوصلنا البنك، وبعدين يرجعنا للبيت، وكلمت السكرتيرة وطلبت منها تعلق اعتذرات عن محاضراتنا اليوم، وسيارتك خليها هنا لحد يوم الأحد ماراح يجيها شيء.


جواهر كانت تهز رأسها بدون تفكير لكل شيء تقوله نجلاء اللي كانت تسحبها من يدها وتركض فيها لمواقف أعضاء هيئة التدريس.


*******يتبع*******
[/size]
 
[size=+0]في البنك/ مكتب المدير [/size]
[size=+0] [/size]
[size=+0] مازال (....) في حالة الذهول المنعش و الخدر اللذيذ اللي اجتاح خلاياه، من بعد الصوت اللي سمعه..[/size]
[size=+0] [/size]
[size=+0] قاطع حالته السكونية الغريبة والممتعة، دخول سكرتيره خليفة عليه:[/size]
[size=+0] أنا أسف بو عبدالعزيز، بس (أبو فيصل الـ ) مصر إلا يكلمك ضروري..يقول يدق موبايلك مسكر..[/size]
[size=+0] [/size]
[size=+0] تنهد (هو) تنهيدة طويلة وهو آسف على الظروف اللي أجبرته على الخروج من الصومعة اللي كان مستمتع فيها: حوله لي[/size]
[size=+0] [/size]
[size=+0] لقط سماعة مكتبه: هلا والله بابو فيصل. وينك يالقاطع.. يا أخي ما كأنا بربع، وينك أسبوع ما سمعت صوتك؟؟[/size]
[size=+0] ..............[/size]
[size=+0] الله يبارك فيك، عقبال ما أبارك لك في زواجك من اللي منشفة ريقك..[/size]
[size=+0] .............[/size]
[size=+0] أفا.. انت تآمرني أمر..[/size]
[size=+0] .............[/size]
[size=+0] وش هالأحراج يا بو فيصل..زين بأخليهم يقابلون رئيس الموارد البشرية.. هو المسئول عن سوالف فرص العمل والتوظيف..[/size]
[size=+0] ..................[/size]
[size=+0] تقول جايين في الطريق، ويمكن على وصول.. لحول يابو فيصل.. مالقيت تبلشني إلا في عجايز الجامعة.. الله يسامحك..[/size]
[size=+0] .............[/size]
[size=+0] زين عشان خاطرك أنت بس.. بس تراني بأدفعك ثمن هالخدمة غالي..[/size]
[size=+0] ...............[/size]
[size=+0] في أمان الكريم[/size]
[size=+0] [/size]
[size=+0] [/size]
[size=+0] مع إنهاء (هو) لمكالمته، كان خليفة يدخل عليه، ويقول: فيه برا دكتورتين من الجامعة، يبون يقابلونك.. ويقولون أنهم من طرف أبو فيصل..[/size]
[size=+0] [/size]
[size=+0] (هو) بنفاذ صبر: هو حد وداني في داهية غير أبو فيصل، خلهم يتفضلون.. واسمعني عدل.. بعد 7 دقايق بالكثير تدخل وتقول أنه الموظفين ينتظروني عشان الاجتماع.. أنا اليوم مشغول وايد.. وماني فاضي لقرقرة حريم.. الله يبلش أبوفيصل..[/size]
[size=+0] [/size]
[size=+0] خليفة: إن شاء الله طال عمرك..[/size]
[size=+0] [/size]
[size=+0] خليفة يفتح الباب على أخره ، ويأشر بيده للداخل وهو يقول: تفضلوا لو سمحتوا، سيادته ناطركم.........[/size]

[size=+0] [/size]
 
[size=+0]الجزء الثالث عشر


طول الفترة اللي تفصل بين الجامعة ومقر البنك الرئيسي اللي في منطقة الأبراج على الكورنيش، جواهر ونجلاء قاعدين جنب بعض متلاصقين على الكرسي اللي ورا، و كانت جواهر ترتعش في حضن نجلاء، اللي كانت حاضنتها بقوة..

كانت جواهر حاسة أنها مو قادرة تسيطر على نفسها ولا حتى على حركة جسدها..كانت ترتعش بعنف كأنها تقف بدون ملابس حافية على جليد القطب الشمالي..

كانت متوترة متـــــــــــــــوتــــــــرة إلى أبعد حد.. حست إنها يمكن استعجلت في قرارها إنها تروح تشوفه، كان مفروض إنها انتظرت لين تقدر تسيطر على أعصابها..لو كان هو فعلا (......) ما تبيه يحس أنها أضعف منه.. أو إنها منهارة، تبيه يشوفها قوية.. وأقوى منه..ما تبيه يحس بطعم الانتصار عليها..ويشوفها عاجزة توقف في وجهه.. تبيه يحس بحقارته وإنه مخلوق تافه حقير ما يستحق توترها..

مليون مليون سيناريو رسمته للحظة اللي بتشوف فيها عيالها، اللحظة الأولى، واللقاء الاول ، والحضن الأول
لكن عمر السيناريو، ماكان كذا، كانت تتمنى تشوف عيالها أولا، لكن هو لا لا .. عمره ماكان موجود في السيناريوهات الي رسمتها في بالها سنين وسنين.. كانت تحاول تمسحه من ذاكرتها وخيالها.. حتى اسمه ماكانت تحبه ينذكر قدامها

لكن والآن..في سيناريو اليوم هي خايفة تتهور في البنك قدام العالم، تصارخ عليه، أو حتى تشيل جزمتها من رجلها، وتخبطه بالكعب على رأسه. أو حتى تشيله (أبو عظام) وترميه مع الشباك.

كل ماقربوا من البنك، ارتعاشها يزيد، وتوترها يتعاظم ويتعاظم، حاسة قلبها بيوقف، والتنفس عندها صار ثقيل ثقيل..النفس صعب إنها تأخذه أو تسحبه أو حتى تزفره، كأنها تسحبه من بير بدون قرار، وتنفثه في حفرة من لهيب يحرق وجهها..

نجلاء اللي حاسه بارتعاشها في حضنها، تكلمها بحنان بهمس: جواهر تحبين نرجع البيت ونقابله يوم ثاني؟؟

جواهر مثل اللي لسعتها حيه: لا لا خلاص هذا إحنا وصلنا.

وفعلا ..كانوا وصلوا لمقر البنك الضخم اللي محتل برج من 17 طابق.. دخلوا للبنك، ونجلاء هي اللي تولت مسئولية كل شيء
في الوقت اللي كانت جواهر تصلب طولها، وتحاول تبعث أكبر قدر من الثقة في نفسها: خلاص يا جواهر، أنتي ماعدتي طفلة أمس تخافين، أنتي مره ناضجة، وأستاذة جامعة، حطي رأسج براسه، وعينج بعينه. لازم تدفعينه ثمن غدره وخسته ونذالته غالي.. بس اشلون؟؟

نجلاء بلغة جدية بعد ما أنهت استفساراتها من الأستقبال: مكتبه في الطابق 17.. يالله..

جواهر تأخذ نفس عميق: بسم الله، توكلت على الله وهو حسبي.

وتوجهوا للمصعد طالعين للطابق 17


***************


في مكتبه

مع دخلة الدكتورتين للمكتب وقف عشان يرحب فيهم، كما يستلزم الذوق..

نجلاء تبلمت غصبا عنها، لما شافته يقوم برشاقة من ورا مكتبه، عشان يرحب فيهم.. عمرها بحياتها كلها كلها كلها ماشافت رجّال كذا، لا في الحقيقة ولا حتى في التلفزيون ولا حتى في الأحلام، كل شي فيه مرسوم بالمسطرة.. بالسانتي.. بالملي : الهيبة الكاسحة.. الحضور المسيطر.. الطول الفارع.... العرض الاسثتنائي .. الرجولة الطاغية.. الوسامة المذهلة.. المغانطيسية الآسرة..

جواهر دخلت وهي تحس أنه قلبها بيوقف، مو قادرة تتنفس، مو قادرة تطالعه، كانت تطالع في كل شيء بالغرفة إلا ناحيته..

(هو) كان يقول في نفسه وقت دخلتهم: يالله خل نخلص منهم بسرعة، يفارقون..

طالعهم بنظرة اعتيادية، كانوا ثنتين:
وحدة لابسة عباية وشيلة.. وطولها عادي.. ووجهها الهادي المتوسط الجمال كأنه مألوف بالنسبة له..
الثانية لابسة عباية ونقاب، ولفت انتباهه طولها الفارع، كأنه طول عارضة أزياء، استغرب.. لأنه نادر ماشاف قطريات بهالطول..

هو يرحب ويأشر على الكراسي اللي قدام مكتبه: يا هلا ومرحبا والله بجامعة قطر كلها، شرفتوا مكانكم، تفضلوا، مين فيكم أخت أبو فيصل؟؟

نجلاء من سمعت صوته الواثق ارتبكت مرة ثانية غصبا عنها، في نفسها كانت تقول: وش هالصوت والثقة، سبحان اللي خلق هالرجّال؟؟

جواهر من سمعت صوته انقلب حالها، هو.. هو.. هو..

هـــــــــــــــــــــــــــــــو

عمرها مانست هالصوت، من أول يوم سمعته ليلة زواجهم قبل 18 سنة.. نفس الصوت.. نفس الصوت.. نفس الصوت.. واثق أكثر..
وأنضج ..
وأكثر رجولة..
بس هو نفس الصوت.. هو.. هو.. هو

هــــــــــــــــــــــــــــو

حست بكره غير طبيعي وحقد يطلع إشعاعات إشعاعات من جسدها، جلست هي ونجلاء على الكراسي، ما تكلمت نهائي ولا بحرف، ومارفعت عينها عن يديها المشبكة في حضنها..

في الوقت اللي كانت نجلاء عرفته عن حالها وإنها أخت أبو فيصل، وقعدت تشرح له باختصار فكرة معرض الوظايف ،اللي هو على فكرة كان معرض حقيقي، بس نجلاء طبعا مالها علاقة فيه، وقررت تعطيه رقم العلاقات العامة في الجامعة عشان ما تتورط وفي نفس الوقت يبين صدقها، على أساس أنها جايه وسيط بس..

كانت جواهر بس تسمع الصوت، ومع كل حرف وكل كلمة، كانت تتأكد أنه هو ..هو..هو..
وكانت تحس بكره السنين يتجمع ويتجمع ويتجمع:
ناجح وواثق من نفسه ومبسوط وسعيد وعيالي معه، في الوقت اللي أنا فيه أعاني وأعاني وأتعذب..

و(هو) كان مستغرب، من صمت الدكتورة الثانية الغريب، فقرر أنه يبادر من باب اللياقة والذوق: زين دكتورة نجلاء.. ماعرفتينا على حضرة الدكتورة الثانية؟؟

لحظتها نجلاء ارتبكت
وجواهر قررت ترفع عينها وتحطها بعينه
هو انلسع.. تكهرب.. احترق من نظرة الكره النارية غير الطبيعية.
وهي انصدمت لجزء من الثانية: كان شكله متغير متغير كثير، وين الوجه النحيف والجسد النحيل؟؟

وبعد نظرة الصدمة اللي دامت أقل من ثانية وحدة، رجعت نظرة الكراهية تطل من عيونها اللي ركزت في عيونه
هو..هو.. هو..
نفس العيون.. نفس الوجه.. نفس الأنف والشفايف..
هو.. هو .. هو

هــــــــــــــــــــــــو




*****يتبع*****
[/size]
 
[size=+0]هو ارتبك..
وماقدر يبعد عيونه عن العيون اللي كانت تتحداه، وترسل له نظرات كره عمره ماشاف أحدّ منها: هاه دكتورة نجلاء ماعرفتينا على الدكتورة الثانية، إلا لو هي موب حابة تعرف عن نفسها؟ هو بنبرة غامضة فيها لمحة ارتباك ماتعود عليها..

وقتها جواهر وقفت فجأة
(وهو) استغرب من وقفتها المفاجئة الحادة
افتحت شنطتها، وطلعت شيء يشبه بطاقة دعوة
انحنت ناحيته وهي تحط عينها في عينه بكل قوة
حطت البطاقة بقوة على مكتبه قدامه مباشرة

وهو كانت عينه تنتقل من عيونها اللي كان فيها خليط سحر وكره عمره ماشاف مثله، ليدها اللي كانت تثبت البطاقة على المكتب وظلت على البطاقة للحظة من الزمن

كان يطالع في يدها بتمعن غصبا عنه.. يدها ناعمة وشفافة كأنها مصنوعة من الكريستال (هذا كان اللي يدور برأسه) أظافرها مقصوصة بنعومة لأخر حد، ومايدري ليش انبسط من هالنقطة.

مايدري أشلون راح تفكيره المجنون ليدها، جاه هاجس مجنون أنه يثبت يدها الناعمة بيده بقوة على مكتبه، مكان ماهي حاطتها الحين فوق البطاقة

وكان بيسويها بدون تفكير في العواقب اللي يعرف إنها بتكون خطيرة لو هو سواها، بس هو حس إنها تتحداه، وهو ما تعود يخسر تحدي
وكان خلاص بيسويها.. لولا إنها سحبت يدها، وعطته ظهرها وتوجهت مباشرة للباب في ثقة مصطنعة.

نجلاء ارتبكت من موقف جواهر، سلمت عليه وشكرته، وطلعت وراها، بعد أقل من 5 دقايق من دخلتهم عليه.

و(هو) كان مصدوم من اللي صار قدامه، وش فيها هالدكتورة؟؟ مجنونة؟؟ أكيد مجنونة؟؟ ليش سوت كذا؟

تذكر البطاقة
فتحها بحذر:

الزميل الفاضل/عضو هيئة التدريس بجامعة قطر

أتشرف بدعوتكم إلى حفل إطلاق كتابي المرجعي الثالث بعنوان (.......) وسيكون الحفل في مبنى النشاط الطلابي/ بنات الساعة 9 صباحا تاريخ....

(هو) لحد الحين مو مستوعب: وش هالغباء؟؟ تعطيني بطاقة مخصصة لجامعة قطر، وفي مبنى البنات بعد، لا والتاريخ فايت صار له شهر..

(هو) مثل اللي لمع في راسه شيء، رجع يفتح البطاقة على اسم الداعي في أخر البطاقة:

الدكتورة: جواهر منصور الـ

هو مثل اللي صبوا على راسه مو ماي بارد، إلا ماي مثلج وبعده ماي مغلي.. حس أنه مخه انشل، وأطرافه انشلت

معقولة؟؟ معقولة؟؟ معقولة؟؟

حاول يسيطر على نفسه، بشخصيته القيادية اللي هو تعود يتصرف في إطارها..وقام ركض يبي يلحق الدكتورات اللي طلعوا من دقايق.

[/size]
[size=+0]قبل دقايق

على باب مكتبه، جواهر من طلعت من باب مكتبه، كل القوة اللي كانت متسلحة فيها انهارت

رجولها مو قادرة تشيلها، سندتها نجلاء، وهي حاسة أنها مو قادرة عليها، جواهر أطول منها، وجسمها منهار بين إيديها، سحبتها سحب وجلستها على الكنبة الطويلة في مكتب سكرتيره..

وخليفة السكرتير مستغرب من اللي قاعد يصير قدامه.. بس ظل ساكت من باب الذوق.. وعقب سألهم لو كانوا محتاجين شيء..
فطلبت منه نجلاء يتكرم يجيب لهم ماي..

نجلاء بقلق واستفسار: جواهر هو هو.. صح؟؟ وإلا ما كان صار لك كذا..

جواهر بصوت مسحوب منه الروح، كأنه يأتي من عالم ثاني: إيه.. إيه.. إيه..هو.. هو..

هـــــــــــــو

هــــــــــــــــــــو

هــــــــــــــــــــــــــــــــو

عــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــدالله
[/size]

 
[size=+0] الجزء الرابع عشر



في غرفة مها والجازي عقب صلاة الظهر

كل وحدة منهم متمددة على سريرها
مها ماسكة لابتوبها وتفرفر في المنتديات عن ريجيمات جديدة..

الجازي حاطة سماعة الأي بود على أذنها تسمع أغنية راشد الماجد الجديدة..

دق الباب دقة هادئة بس قوية، مها بدون اهتمام: ادخل..

وكانت الصدمة لهم كلهم إن اللي دخل سعود، اللي نادر جدا جدا يدخل غرفتهم مو مثل محمد اللي يحب يحوس في أغراضهم..

نطت كل وحدة منهم من سريرها واقفة، مها قفلت اللابتوب، والجازي رمت الأي بود وهي تقول في نفسها: ياويلي بيقتلني، أكيد جاي يهادني بسبة غيابي، ليتني ماغبت، ليتني ماغبت..

سعود اللي كان بعده بلباسه العسكري اللي يكشف بنيته المتناسقة بالنجمتين المعلقة على كتفه، قال بلهجة هادئة: السلام عليكم.. وتوجه وجلس على سرير مها.. ردوا السلام وكل وحدة منهم بالها يودي ويجيب.. سعود كمل بنفس الهدوء: الجازي لو سمحتي، اطلعي إنزلي لأمي وقفلي الباب وراش..

الجازي: حست أنه انزاح عن صدرها حمل: الحمدلله ما انتبه أني مارحت للمدرسة.. ونزلت ركض على الدرج بعد ماسكرت الباب، خايفة يغير رأيه ويناديها.

مها هنا حست روحها بتطلع، سعود ماقفل عليها هالقفلة إلا يوم خطبتها بس.. يعني القفلة هذي وراها شيء كايد..

سعود: إجلسي مها.. أبيش في موضوع ..

مها بحذر: سم فديتك..

سعود كمل بهدوء وبساطة، كأنه يتكلم في سالفة عادية جدا: أبيش تسألين رفيقتش فاطمة، لو ماعندها مانع تتزوجني.. خطبتها من أبوها أبو صالح..

مها حست كأنها انضربت على رأسها بحديدة : سعود وفاطمة، فاطمة وسعود.. وماقدرت تفتح ثمها بشيء..

سعود بنفس نبرته الهادية: أشفيش مها، ما أعتقد إن طلبي صعب لذا الدرجة..

مها وهي تسحب نفس عميق: الأحسن إنك تصرف نظر عن فاطمة، وأنا بادور لك بنفسي غيرها..

********يتبع********
[/size]
 
[size=+0]في البنك/ في مكتب خليفة

جواهر مو قادرة تسحب نفس، حاسة إنها بتختنق، ونجلاء تناولها الماي عشان تشرب.. وخليفة مستغرب من الفيلم اللي قاعد يصير قدامه..

جواهر بصوت مو باين: عبدالله يا نجلاء عبدالله.. هو يا نجلاء هو..
أرجوج نجلاء قومي خلينا نروح قبل يطلع ويشوفنا بعدنا هنا.. أرجوج.. أرجوج.. أموت ولا يشوفني مو قادرة أوقف..

نجلاء بخوف: انتي فعلا مو قادرة توقفين، أنا بأتصل بالاسعاف..

جواهر بحدة ما تتناسب مع حالتها: أرجوج نجلاء أفهميني، أبيه يعرف أني أقوى منه، أنه ماهز شعرة من رأسي.. قومي أرجوج.. ارجوج أحب على يدج..وهو الحين اكيد عرف إنها أنا.. قومي قبل يطلع..

نجلاء سندت جواهر وتوجهوا للمصعد ، مع انغلاق أبواب المصعد عليهم.. كان عبدالله يطلع من مكتبه..
سأل خليفة بلهجة حذرة: وين راحو الدكتورات اللي طلعوا من عندي قبل شوي؟؟

خليفة بلهجة محايدة: نزلوا (بدون ما يقول له على سالفة أنه وحدة منهم تعبت وجلست في مكتبة دقايق ترتاح، لأنه حاس إن السالفة محرجة وفيها شيء غير مفهوم، فحب يلتزم حدوده)

عبدالله وقف على الباب دقيقة وهو يفكر بشيء، بعدها رجع لمكتبه وقفل الباب..

****************

في سيارة تهاني

نجلاء حاضنة جواهر اللي ترتعش بشكل غير طبيعي، نجلاء مرعوبة عليها وخايفة..

نجلاء توجه كلامها للسايق: حسين روح للمستشفى الأهلي.. هو أقرب مستشفى من هنا.. بسرعة..

جواهر اللي توها تستوعب: ليش المستشفى؟؟..

نجلاء بخوف: ما تشوفين حالتج، خلهم يعطونج إبرة مهدئة على الأقل..

جواهر بصوت واثق مختلف عن حالتها: مافيني شيء نجلاء والله أنا الحين أحسن.. وجهت كلامها للسواق: حسين روح لبيتي..

نجلاء بحذر: أنتي أكيد أحسن؟؟؟

جواهر بلهجة مطمئنة: والله أكيد..

نجلاء بترقب: يعني ممكن أسال؟؟

جواهر بهدوء: عن شنو؟؟

نجلاء باستفسار: ليش ما كلمتيه؟؟ ليش ما طلبتي تشوفين عيالج؟؟ يعني سحبتينا للبنك.. واخرتها تحطين ورقة على مكتبه وتطلعين؟؟

جواهر بهدوء غامض: يعني وش كنتي تبين أسوي له، أضربه، أنا بصراحة كان نفسي أقتله مو أضربه بس، بس غلبت تفكيري المنطقي.. ووش كنتي تبين أقول له؟؟ قوم قدامي ودني لعيالي؟؟ كأننا في فيلم قديم ماله طعم.. الحياة شيء ثاني.. أنا لو علي: أبي أشوف عيالي الدقيقة هذي قبل اللي بعدها وخصوصا بعد ما عرفت أنهم خلاص صاروا قريب..

بس أنا خايفة عليهم.. أنا ما أدري هو اشلون برر غيابي لهم.. خايفة من ردة فعلهم.. تأثير معرفتهم بوجودي.. تعرفين هم في سن حرجة الحين.. وهم اللي لازم يكونون في المقام الأول، لا لهفتي عليهم، ولا كرهي لأبوهم

لازم أفكر عدل، قبل أقدم على أي خطوة..وأنا خفت أفتح الموضوع معاه في البنك أسوي له فضيحة.. لكن الحركة اللي أنا سويتها في البنك أنا متاكدة أنها خلته يفر حوالين نفسه.. وياما جاي لك يا عبدالله.. إذا خليتك تفر.. ما تعرف رأسك من رجلك.. ما أكون جواهر بنت منصور..

نجلاء بلهفة: وش ناوية تسوين؟؟

جواهر بحقد غريب: أشياء وايد بس خليني أرتب أفكاري.. أهم شيء أنه خلاص زمن الدموع راح وولى، مستحيل أشمته فيني أو أخليه يحسني ضعيفة قدامه..

وهم يتكلمون، رن موبايل جواهر، طلعت جواهر موبايلها تظن إنه عبدالعزيز، كان نفس الرقم المميز: نفس الرقم اللي دق علي الصبح يا نجلاء.. أنا ناقصته هذا.. خلني أرجع للبيت وأعطي الرقم عبدالعزيز يتفاهم معه..

نجلاء بحدة: وليش عبدالعزيز، هاتيه أنا أأدبه

ردت نجلاء: شوف يا أبن الناس، إذا ماعندك حريم تغار عليهم، إحنا لنا رجال يغارون علينا، يا أما إنك تنسى هالرقم، وإلا خليناهم ينسونك إياه..
.............
ملامح صدمة حقيقية على وجه نجلاء: إيه أنا الدكتورة نجلاء.. من معاي؟؟ وهي تحس إن هالصوت المميز سمعته قبل..
............
دكتور عبدالله ، آسفة ما أعتقد إنها تقدر تكلمك الحين..

جواهر بدهشة وحدة: عبدالله؟؟ وليش ما أقدر أكلمه، خايفة منه يعني.. هاتيه..


******يتبع******
[/size]
 
[size=+0]في غرفة مها/ الاجتماع المغلق بينها وبين سعود مازال قائم

سعود بلهجة فيها شوي انفعال، تخلى فيه عن قناع البرود: ليه؟؟ أنتي شايفة على البنية شيء؟؟

مها برعب: لا والله، حاشا.. أنا أشهد انها حشيمة، ومتربية وبنت ناس..

سعود يرجع لبروده: زين ليش ما تبيني أتزوجها؟؟ المفروض إنها صديقتش، وأنا أخيش، يعني تفرحين لنا..

مها بحذر: ولأنها صديقتي، وأنت أخي.. أقول لك إنكم ما تصلحون لبعض، ولا واحد في المية

سعود بهدوء: يعني عشانها حضرية وأنا بدوي، ما أشوف هذا سبب.. أو لأنها ما تغطي وجهها، عادي المره تمشي على شور رجّالها.. وما أعتقد إن تغطية وجهها بتكون مشكلة لها..

مها بنفس الحذر: لا مهوب ذا السبب ولا ذاك، فاطمة دلوعة أهلها، أقل شيء ممكن يكسرها، تحسها أحيانا مثل اللعبة من الدلع والنعومة والرفاهية ، وانت بصراحة جد بزيادة، واعذرني على ذا الكلمة: دفش وفيك شوي قسوة، يعني هي الشرق، وأنت الغرب..

سعود بنفس هدوءه اللي يقتل: يعني بس هذا السبب؟؟

مها وهي نفسها تخنقه: إيه..

سعود وهو يوقف متوجه لباب الغرفة، بلهجة آمرة: أنتي بس إسأليها.. وردي لي خبر

مها وقفته بخوف وقالت بتردد: سعود أنت اللي تنفع لك وحدة مثل دانة بنت عمي هادي..

سعود طالعها بغضب وقال لها: مهوب شغلش، نفذي اللي قلته وبس..

مها وهي نفسها لو أنه مو أخوها الكبير عشان تفش حرتها فيه: إن شاء الله.. سعود، اللي تبيه


***************



في مكتب عبدالله، بعد ما رجع لمكتبه وقفل عليه الباب، رجع لكرسيه، وهو يفكر.. ويفكر

معقولة تكون الدكتورة جواهر هي نفسها جواهر زوجتي السابقة وأم عيالي؟؟
معقولة تكون درست وخلصت لا وخذت ماجستير ودكتوراة وكل هذا خلال 17 سنة؟؟ مستحيل.. مستحيل.. لو هي أينشتاين القرن 21.. مستحيل.. من وحدة ماتعرف تقرأ وتكتب، لدكتورة جامعة، لا ومؤلفة كتب علمية في تخصص علمي صعب بعد..
مستحيــــــــــــــل..

لا وهـــــالـــطـــول..
من وين جابته كله؟؟ من قزمة لوحدة بهالطول...
أنا بأتجنن..بأتجنــــــــــــن

لا والصــــــــوت؟؟
بس هي ما تكلمت ولا قالت كلمة..
أقصد الصوت اللي سمعته في التلفون ودوخني.. يكون صوتها بعد؟؟... اللي خلاها تتغير هالتغيرات كلها، عادي يخلي صوتها يتغير.. جات على الصوت يعني؟؟

طيب أشلون أتأكد؟؟ أشلون أتأكد؟؟ إنه جواهر هي جواهر..

الرقم.. الرقـــــــــم

بأرجع أتصل على نفس الرقم، بيد ترتعش حاول إنها تكون واثقة، رجع يتصل على نفس الرقم:

رن كم مرة، قبل ماينرد عليه، حس قلبه بيوقف من الترقب مع انفتاح الخط
بس.. بس مو نفس الصوت.. وحدة تهزئ فيه.. بس مو نفس الصوت.. صوت هو سامعه، وتوه سامعه،
عرف صاحبة الصوت..
وخلاص تأكد من اللي يبيه..
ورجع يسيطر على زمام الأمور: دكتورة نجلاء؟؟ بكل ثقة وهدوء
..................
أنا عبدالله، مدير البنك العالمي الإسلامي، ممكن أكلم الدكتورة جواهر؟؟
................
وبعدها سمع حس ثاني يتكلم معاها، ثم جاءه صوتها الغامض الغاضب الملتهب المتجمد، الصوت العامر بالمتناقضات:

- نعم يا دكتور عبدالله؟؟ أو أقول زوجي السابق أحسن؟؟ أو أقول خطاف الأطفال أحسن واحسن؟؟ أو أقول الخاين النذل الخسيس أحسن وأحسن وأحسن؟؟ (جواهر بصوت غلفته بالبرود مع إنها كانت تغلي من داخل)

- عبدالله كان مصدوم من هجومها البارد الحاد عليه، لكنها ماراح تغلبه في لعبة البرود اللي هو بطلها: هلا بالدكتورة جواهر؟؟ أو أقول زوجتي السابقة أحسن؟؟ أو أقول الأم المهملة اللي كانت بتقتل عيالها بجهلها أحسن وأحسن؟؟ أو أقول الباردة والوقحة وطويلة اللسان أحسن واحسن وأحسن؟؟


- أنت بأي حق تهاجمني؟؟ (جواهر بذات اللهجة الباردة اللي تحتها نار تشتعل)

- بنفس الحق اللي عطيتيه لنفسج.(عبدالله بنفس برودها)


- أنا لي ألف حق وحق، ما اعتقد أني حرمتك من عيالك 17 سنة بكل وحشية، كأني حيوان سادي مجرد من الإنسانية. (بذات البرود الخشن)

- أعتقد أني عندي أسبابي، وأنا غير مجبر بمناقشتها مع أستاذة جامعة قليلة أدب . (بلهجة فيها شوي حدة) كمل: انا عندي الحين شغل، وأفضل أني أتفاهم مع عبدالعزيز مو معاج. (مع أنه كان يكذب، كان يبي يتفاهم معها، ومعها هي بس، صوتها بعث فيه حيوية غير طبيعية، أشعلت بركان خامد في أعماقه، عمره في حياته ماسوت فيه أنثى كذا، صوتها و روح التحدي اللي عندها جننوه)


- وأنا بعد أفضل إنك تتفاهم مع عبدالعزيز (بس هي كانت صادقة، ماكانت تبي تسمع صوته أو تشوفه مرة ثانية).. أنا أبي أشوف عيالي في أقرب وقت، فياليت أنكم تتفاهمون على الطريقة الأنسب.. تحب أعطيك رقمه؟

- عبدالله بلهجة واثقة مستفزة: مثل ماجبت رقمج، أقدر أجيب رقمه، مع السلامة..

(الله لا يسلم فيك عظم) ..جواهر بلهجة غضب وحقد ويأس، بعد ما سكر الخط..

نجلاء بلهفة ودهشة وترقب: عمري ماسمعتج تتكلمين بهالطريقة الحادة، وإلا المسبات اللي قلتيها له.. واااااو ..عمري ما تخيلتها في قاموسج..

جواهر بحدة: وقح وبارد بشكل ما تتخلينه، عقب اللي سواه فيني كله، ما كأنه سوا شيء.. لا ويقول إني الوقحة الباردة بعد.

نجلاء بخبث: بس الحق ينقال، الحين عرفت ليش ما تزوجتي عقبه، ليلة وحدة مع رجّال مثله، تكفي عن ألف عمر، ماعدلتي صراحة في وصفه، شنو هالرجّال القنبلة؟؟

جواهر بغضب: شوفو تفكيري وين، وهي وين راح تفكيرها، الله يأخذه ويأخذ الألف عمر معاه..

نجلاء وهي تضحك: خلاص وصلنا بيتج، بأنزل معاج، وبأخلي سواقي يجيني هنا..


من ناحيته عبدالله سكر الخط، هو في عالم ثاني، تسند على كرسيه، وغطا عيونه بيده: شنو هالنمرة المفترسة؟؟ معقول هذي جواهر الطفلة الوديعة؟؟
ابتسم وهو يقول لنفسه: لو كنت قدامها يمكن كان قطعتني ببرود، وكلتني بشوكة وسكين بكل هدوء..

بس أنا اللي أعرف أربيها، واعرف أشلون أكسر رأسها..
إذا ما أدبتها على تطويلها لسانها علي
ما أكون عبدالله ابن محمد..
[/size]
 
الجزء الخامس عشر



عبدالعزيز طالع من شغله وتوه يركب سيارته، رن موبايله، طالع الرقم، رقم غريب ومميز جدا

عبدالعزيز: من ياترى اللي يدق: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
...........................
إيه طال عمرك في الطاعة، أنا عبدالعزيز بن منصور
..........................
الله يسلمك ويبقيك
.......................
الحمدلله يسرك الحال.. من معاي لاهنت؟؟
.......................
باستغراب كبير: مدير البنك العالمي الإسلامي؟؟ بأيش ممكن أخدمك؟؟
....................
الحين الحين؟؟
...................
طيب.. المشوار من مكان شغلي في شارع السد، لين منطقة الأبراج، في هالزحمة ووقت طلعة الناس من دواماتهم، يمكن ياخذ ساعة.. فيه مشكلة؟؟
..............
نتقابل بعد ساعة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

سكر عبدالعزيز تلفونه، وهو مستغرب أيش يبي فيه مدير البنك هذا؟؟ وتوجه بسيارته لمنطقة الأبراج.


***************


جواهر في بيتها ونجلاء بعدها عندها، نجلاء بلهجة قلق خفيف: أكيد أنتي الحين تمام؟؟ قولي لي الصراحة؟؟

جواهر بلهجة هادئة فيها رنة فرح غريبة: والله تمام، ومبسوطة يا نجلاء والله مبسوطة، أول مرة أكون مبسوطة كذا من سنين..

خلاص بأشوف عيالي يا نجلاء، تضحك بصوت عالي، تدرين مبسوطة وايد... بس في نفس الوقت خايفة ومتوترة..

جواهر بنبرة خليط من الخوف والرهبة والتوتر والفرح: ما أدري أشلون بيكون تقبل عيالي لي، تدرين 17 سنة مو شوي
ومثل اللي لمع في راسها فكرة: ولو كان أبوهم متزوج، ما أدري أشلون دور مرت أبوهم في حياتهم........كملت بخوف: تعتقدين تكون عذبت عيالي أو جننتهم؟؟ يمكن يكونون متعقدين الحين يا قلبي يا عيالي؟؟

نجلاء بابتسامة حب وهي تسمع كلام جواهر: يا حبيبتي شنو هالأفكار؟ ومن قال لج أنه تزوج؟ .......غمزت نجلاء بعينها وكملت بخبث: يمكن عايش على الاطلال وذكرى الليلة الوحيدة مثل بعض الناس..

جواهر بغضب: صدق ما تستحين، بس خلينا في موضوعنا.. إذا جينا للحق زواج عبدالله مني ماكان يعتبر زواج، وأنا ما كنت مره، وكان مغصوب على السالفة كلها، يعني ماحد يلومه لو بغى يتزوج، وخصوصا أنه بعده شاب، واعتقد مثل ماشفتيه، ماعليه قاصر..

نجلاء بلهجة استنكار: هذا ماعليه قاصر.. هذا ...

قاطعتها جواهر: والله لو رجعتي تمدحين لي في شكله الغلط، باطردج من بيتي الحين.. آوت

نجلاء باستفزاز مرح: عادي اطرديني، أصلا أنا أبيج تطرديني أروح لبيتي، وثانيا: أنا كلمة الحق ما أخليها ببلعومي بعدين أغط فيها، وثالثا: سايقي برا ينطرني، خليني أروح.. وكملت نجلاء وهي متوجهة للباب: ورابعا: سبحااااااان ربه اللي خلقه على هالرجولة كلها.. وخامسا:

قبل ماتكمل خامسا، كانت جواهر ترميها بالكوشية اللي ماصابتها، لأن نجلاء طلعت وقفلت الباب وراها


********يتبع*********
 
وصل عبدالعزيز لمقر البنك، وقف سيارته في المواقف اللي بدت تفضى، واتصل بجواهر عشان يقول لها أنه يمكن يتأخر عشان ما تحاتي لو تأخر.. وطلع لمدير البنك وهو يفكر بالسبب الللي ممكن يكون مدير البنك هذا طالبه عشانه، خطر له الف فكرة، أكثرها متعلق بالشغل، وانهم يمكن يبون يقدمون تبرع لبيت الزكاة، لكن ولا فكرة منها كانت الفكرة الحقيقية..

وصل لمكتب المدير في الطابق 17
لقى خليفة قاعد ينتظره في مكتبه: أستاذ عبدالعزيز منصور
- نعم..
- المدير ينطرك، وانا قاعد أنطرك، أبي أدخلك أروح.. دوامي خلص من 10 دقايق.. تفضل.. تفضل..

دخل عبدالعزيز بحذر، وخليفة دخله وقفل الباب وراح..
كان في المكتب شخص واحد واقف، معطي الباب ظهره، ويطل مع الشباك الزجاجي الضخم اللي يطل على الكورنيش، ومحتل الواجهة كاملة..

لما سمع صوت الباب انقفل، الواقف فر جسمه بالكامل لناحية الباب، عبدالعزيز لما شافه، حس إحساس غريب، وكان قلبه بينط من مكانه..

الواقف مشى خطوات واسعة وواثقة ناحية عبدالعزيز، وهو مبتسم ابتسامة سعادة حقيقية تطل من عيونه..

مد عبدالعزيز كفه له، فتفاجئ عبدالعزيز أنه يجذبه من يده ويحضنه، ويطول وهو حاضنه بكل قوته، حس عبدالعزيز بالإحراج،أولا من هالحضن من هالشخص الغريب ، ولأنه كان أطول منه بكثير ثانيا..

بس بعد ثواني حس عبدالعزيز أن هالحضن مو غريب عليه، وكأنه ياما رمى نفسه فيه.. لكنه حاول يخلص نفسه بلباقة..

عبدالله بعد ماعبدالعزيز خلص نفسه من حضنه، بقت إيديه على أكتاف عبدالعزيز، وهو يطالع في وجه عبدالعزيز بتمعن كأنه يبي يحفر ملامحه في مخيلته، بعدها رجع يحضنه بقوة، وهو يقول: والله وكبرت ياعزوز، والله وكبرت يا أبوي..

عبدالعزيز ورأسه مدفون غصبا عنه في صدر عبدالله، سمع الصوت، الصوت.. الصـــــــــــوت..

خلص نفسه بقوة وهو مصدوم: عبدالله؟؟؟؟

عبدالله بنبرة خليط من الفرح والخوف: إيه عبدالعزيز.. عبدالله ياعبدالعزيز..

عبدالعزيز بنبرة غضب بس خالية من أي كراهية: وين عيال أختي يا عبدالله؟؟ وينهم؟؟

عبدالله بحزن: زين قل لي اشلونك.. الحمدلله على السلامة..

عبدالعزيز بإصرار: وين عيال أختي؟؟

عبدالله بحزن أكبر: موجودين وطيبين وبخير، شباب ماشاء الله..

عبدالعزيز بحزن: وإن شاء الله إنك مبسوط يوم خذتهم وحرقت قلب أختي.. إن شاء الله أنك كنت مبسوط خلال هالـ17 سنة، اللي كانت أختي تموت فيها في اليوم ألف مرة وهي تتذكر غدرك فيها وخطفك لعيالها.

عبدالله بوجع: لا تقول كذا ياعبدالعزيز، اقبلها من العالم كله إلا أنت..

عبدالعزيز بألم جارح: ما تنقال غير كذا.. مالك عذر يابو عبدالعزيز مالك عذر.

عبدالله يمسك بيد عبدالعزيز، ويتوجه فيه للجلسة اللي في الزاوية: تعال نجلس وأنا أقول لك كل شيء من الأول للأخير.. وعقب إحكم علي وأنا راضي بحكمك.


*******يتبع*******
 
قرب آذان العصر، حصة نازلة الدرج تنط السلالم ثنتين ثنتين، وعقب نطت في حضن أمها.. وتمددت فيه: يمه طالبتج

أمها بغضب مخلوط بالحب: نقزتيني الله يصلحج بنية، نعم وش تبين؟؟

حصة: طالبتج طالبتج، تكفين قولي تم..

أمها بحب: تم

نورة بعيارة: زين يمه أعرفي السالفة، يمكن حصة عضوة في جماعة إرهابية، وبتلبس حزان ناسف، وتروح تفجر نفسها في فيلاجيو وإلا ستي سنتر.. وأنا أقعد أبكي، مو عليها، إلا على المجمعات..

أمها بغضب تمد عصاها وتضرب نورة على فخذها: طرم طرم..

نورة تضحك: لحول يمه نمزح نمزح، وإلا دلوعتج مكتوب عليها: ممنوع اللمس والاقتراب والتصوير؟؟

أمها تخزها بغضب.. ونورة ميتة ضحك (نورة مافيه شيء يزعلها أبدا) أم فهد توجه كلامها لحصة بحنان: وش تبين فديتج قولي؟؟

حصة بخجلها اللطيف: صح بكرة الجمعة؟؟

نورة وهي بعدها تضحك: بلا هالمقدمات الفاضية، أدخلي في الثقيل..

أمها: أنا ماقلت لج طرم.. خليها تتدلع وتحط مقدمات، أنا أبي اسمعها.. توجه كلامها لحصة: صح حبيبتي بكرة الجمعة..

حصة تكمل بنفس نبرتها الخافتة: وماعندي مدرسة؟؟

أمها وهي تبتسم وهي عارفة وين تبي توصل: وماعندج مدرسة..

حصة بضراعة ورجاء: زين طالبتج خليني أنام عند جواهر، زمان مانمت عندها.

نورة بعيارة: استحي يا بنت، لا تكونين ترسمين على عزوزي ؟؟ مافيه روحة. انطقي

أم فهد عصبت على نورة وشاتتها بالنعال اللي في رجلها بس النعال ماصابتها، وراحت تركض للطابق الثاني وأمها تتوعدها توريها شغلها: صدق ماعرفت أربيج، أنا أوريج الشغل يا نوير؟؟

نورة تطل من فوق درابزين الطابق الثاني: أم فهد.. أم فهد، خذي هذي، وترسل لها بوسة طايرة من فوق: امسكيها يمه لا تجي براسج..

أم فهد تبتسم من خبال بنتها، وترجع توجه حديثها لحصة: مايصير حبيبتي تنامين هناك، إذا سافر عبدالعزيز مثل المرة اللي فاتت خليتج تنامين عندها..

حصة بحزنها الطفولي: يمه شفقانة عليها، ماشبعت من قعدتها..

أمها بحب: روحي إجلسي عندها من الحين، لحد بالليل، وفي الليل تعالي أنت وياها وأسهروا عندنا، حريم أخوانج واختج كلهم بيجون الليلة.

بين بيت جواهر وخالها باب في السور المشترك بين البيتين، فيقدرون ينتقلون بين البيتين بحرية.

حصة تنط تبوس أمها: زين يمه.. مشكورة مشكورة، ممكن أتصل عليها أشوفها فاضية؟؟

أمها في نفسها: فديت الذربة... : كلميها يمه

*************


آذان العصر على وشك/

عبدالله خلص كلامه
حكى لعبدالعزيز كل شيء
حتى عن أحلامه.. وعن الرقم اشلون جابه، وعن جية جواهر اليوم لمكتبه
حكى كل شيء بصراحة وبدون تلميع.....
ثم قعد ساكت ينتظر رد عبدالعزيز بلهفة..

عبدالله بحذر: عبدالعزيز وش فيك ساكت؟؟ ريحني.. قول شيء يا أخوي..

عبدالعزيز بحزن: وش تبيني أقول؟؟.. برافو عليك.. يالأبو الحريص اللي خفت على عيالك من أمهم، فخطفتهم وحرقت قلبها، لا وكنت مخطط أنها تظنهم ميتين وإنها بتنسى وتتزوج؟؟
كمل عبدالعزيز بغضب: ياقو قلبك يا أخي!!!
من عطاك الحق إنك ترسم مسار حياة إنسان غيرك، لا لا (عبدالعزيز باستدراك ساخر حزين): لا مو ترسمها إلا تدمرها، وتهدمها حجر حجر..

قاطعه عبدالله بحزن: مافيه داعي تبالغ، كاهي جواهر درست وكملت ولا.. دكتورة بعد.. يعني حياتها ما تدمرت مثل ما أنت تحاول تصور لي، هذا إذا كانت ماتزوجت وعندها عيال ثانين (قال الجملة الأخيرة وهو يحسها ثقيـــــــــــــــــــــلة على قلبه ولسانه، بدون مايعرف السبب)..

بدون مايريحه عبدالعزيز ويوصله للمعلومة اللي هو يبي: شوف يا عبدالله، عشان نتجاوز نقطة الخلاف اللي بيننا، الشيء اللي سويته قبل 17 سنة ماله مبرر، ومستحيل يكون له
يمكن أنت كان عندك أسباب، أنت شفتها مقنعة ذاك الوقت، بس مستحيل أن خطف العيال وإبعادهم عن أمهم كان هو الحل الوحيد، لازم كان فيه حلول ثانية، بس أنت فكرت في الحل اللي يريحك بكل أنانية، بينما جواهر بالقلعة.. ولا همتك..(عبدالعزيز بغضب)

(كمل وهو يحاول يسيطر على أعصابه): خلنا ما نتناقش في اللي فات، لأنه مثل ماقلت لك مستحيل حد يقتنع بمبرراتك، خلنا نتناقش في اليوم، بما أنك شفت جواهر اليوم، نكون قطعنا نص المسافة، النص الثاني هو شوفتها لعيالها..
أشلون ممكن تشوفهم؟؟ وشنو الطريقة الأنسب واللي ماتأثر في نفسيتهم؟؟

تنهد عبدالله تنهيدة طويلة: أنا باقول لك.......
 
[size=+0]الجزء السادس عشر




جواهر تطوي سجادتها عقب ما صلت العصر
بالها مشغول مع عبدالعزيز: اشفيه تأخر؟؟ وأنا اللي اليوم بالذات أبيه عشان أحكي له على المفاجأة اللي صارت اليوم..

رن تلفون البيت، نطت ترد تظنه عبدالعزيز، في الكاشف باين رقم بيت خالها: ألو.. حيالله ام فهد..
............
بنبرة حب: هلا والله بحصوصتي، هلا بقلبي..
...........
أكيد يا قلبي، أنتي ما تستأذنين، أنتي تجين بدون أستئذان، بعدين عندي لج هدية جبتها لج قبل كم يوم ونسيت أعطيج إياها..
..............
إذا جيتي تعرفين


وسكرت التلفون، ونزلت للصالة، وهي تطلب من الشغالة تسوي حليب كرك، حصة مدمنة حليب كرك..

بعد دقايق، كانت حصة تدخل مثل الإعصار العذب: شنو هديتي؟؟ شنو هديتي..

جواهر بحب: زين تعالي عطيني بوسة وسلمي الأول..

جواهر كانت قاعدة على الكنبة، جات حصة وحصنتها من ظهرها، وعطتها بوسة كبيرة على خدها: يالله هديتي.. هديتي.

جواهر وهي تضحك: صدق إنكم جيل مادي..

حصة بحزن وخجل: والله ما أقصد جواهر، بس أنتي الوحيدة اللي تعرف أنا وش أحب بالضبط، وتجيبه، موب قصدي..

حصة حساسة وطيبة وشفافة بزيادة.. تحس إنك تشوف قدامك مخلوق كرستالي ماعنده أسرار أو شيء يخبيه، وفي نفس الوقت تخاف عليه أقل حركة تكسره..

جواهر بحب كبير: يا قلبي أنتي، أنا اللي ما أقصد، أمزح معاج بس.. يالله تعالي تعالي، قالتها جواهر وهي تطلع كيس من وراها.

حصة: تمد يدها بخجل
رجعته جواهر وراها وهي تقول: لا لا.. أبي ابتسامتي الحلوة.. أيوه كذا.. يالله خذي..

فتحت حصة الكيس بحذر وطلعت اللي فيه: واااااااااااو.. وااااااااو.. وااااااااااو... تجنننننن تجننننننن والله تجنن.
ورجعت تنط على جواهر وتبوس فيها..

حصة بفرح طفولي: أنتي شنو هالذوق اللي عندك.. والله تجنن.

جواهر بابتسامة صافية: الحلو للحلو..

كانت جواهر جايبه لحصة بيجامة (هالو كيتي) الكوليكشن الجديد، كانت عبارة عن بنطلون بنتاكور ماسك لنص الساق معاه تيشرت طويل لنص الفخذ واسع، ومعاها شبشب ينربط بخيوط طقم معاها، وبعد ربطة وشباصات شعر وحتى الصدرية والبانت، كله طقم واحد..

وكثير كانت جواهر تشتري هالأشياء لحصة اللي كانت تنبسط فيهم...
حضنت جواهر حصة.. وهي تقول في نفسها بسعادة صافية: بكرة بأشتري لبنتي نفس هالاشياء، ولا تظنين أني خلاص ماراح أشتري لج يا حصة، بأشتري لكم ثنتينكم، كلكم بناتي..


*************


عبدالعزيز طالع من المسجد هو وعبدالله بعد ماصلوا العصر، كل واحد ركب سيارته، وتوجه في طريقه.. وكل واحد منهم غارق في تفكيره الخاص..

عبدالعزيز يفكر بأخته، وعبدالله يفكر بعياله..

عبدالعزيز يفكر في أخته وخايف عليها، عبدالله موب سهل وهذا الشيء اكتشفه من حواره الطويل معه، شخصيته قوية زيادة عن اللزوم، وأخته طيبة زيادة عن اللزوم، أشلون بتقدر عليه؟؟
بس يا سبحان الله أشلون أني ماقدرت أكرهه طول هالسنين.. معزته كانت مغروسة في قلبي غصبا عني.. سبحان الله

الله يا جواهر وأخيرا بتشوفين عيالج!!
كان شعور عبدالعزيز خليط من مشاعر متضاربة، خوف وفرح وقلق وتوجس، خايف على أخته، وفرحان عشانها، وحاس بشوي حزن غير مفهوم، إن أمه وأخته اللي ماكان فيه شيء شاغلها غيره بيشاركه فيها عيالها. بس الشعور الطاغي كان التوجس: وش بيصير؟؟ وش بيصير؟؟ وش بيصير؟؟

عبدالله تفكيره كان منصب على عياله، أشلون بيتقبلون الوضع، وجواهر هذي حسيتها فيها قوة شخصية غير طبيعية، أشلون بتعامل عيالي، أخاف تقسى عليهم، والله أقطعها لو قالت لحد منهم شيء..

وإلا يمكن يحبونها أكثر مني؟؟ لا لا.. شنو يحبونها أكثر مني.. 17 سنة وأنا أمهم وأبوهم، تجي تبي تاخذهم على الجاهز.. الله يستر بس، الله يستر.

وإلا لو تكون متزوجة.. أشلون زوجها؟؟ (حس بكره غير طبيعي لهذا الزوج المفترض اللي يسمع رنين صوتها كل يوم) الله يأخذه زوجها، يمكن يكون ملعون جدف ويجنن عيالي.. الله يستر الله يستر..



********يتبع*******
[/size]
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى