روايه بعد الغياااب


بعدها مباشرة..
مها كانت في غرفتها تجهز لمحاضراتها بكرة..
رن موبايلها..

شافت الاسم.. ردت بعيارة: يا أختي وش ذا الازعاج؟؟

مها انفجعت وهي تسمع صوت فاطمة تبكي..

مها برعب: فطوم وش فيش فديتش؟؟

فاطمة وهي تشاهق: النذل الحقير.. وش مفكرني.. ياي يكمل علي..

مها وهي تهديها: فاطمة حبيبتي أنا ماني بفاهمة شيء.. هدي واشرح لي..

فاطمة قالت لها اللي صار كله وهي كلمة تشرح وكلمة تبكي..

مها بهدوء: زين حبيبتي وش فيها؟؟

فاطمة اللي تماسكت بعد مافرغت اللي في خاطرها: يعني يقول لي أنتي وش مفكرة نفسج.. وروحي إلعبي بعيد ياشاطرة
وعقب يبي ييي يخطبني..

مها بعيارة: ياسلام حب من أول نظرة الأخ...ماعنده وقت.. حامي حامي
أنا بصراحة شفته يجنن. طول ورزة وشخصية.. لاتضيعينه..


فاطمة بغضب: أحر ماعندي أبرد ماعندج.. ضاعت علومه إن شاء الله
وش فيه الواحد يتحسف عليه..غروره وإلا وقاحته
خليه يولي..


*****************


مازلنا في بيت أبو سعود وخلال نفس الوقت
لكن في مكان آخر..

غرفة سعود..
سعود كان قاعد يشوف أخبار الجزيرة..
اندق الباب عليه..

سعود بهدوء: تفضل..

كان محمد اللي دخل بخطوات متوترة..

سعود ابتسم: تعال محمد.. اسهر معي.. بنقول للجويزي تسوي لنا كرك..

محمد جاء وقعد مقابله.. وفي وجهه كلام..

سعود حس بالكلام اللي على طرف لسان محمد: وش عندك..؟؟

محمد بتوتر: أبيك في موضوع مهم...

سعود بود وثقة: وأنا حاضر..

محمد بذات التوتر: أبي أخطب مزنة بنت عمي هادي...

اتسعت ابتسامة سعود: زين نخطبها لك بكرة ولايهمك..

محمد بقلق: أنا بصراحة من زمان أبي أخطبها.. بس طلاقك لدانة وقف في وجهي..

سعود بهدوء: محمد يا أخيك اسمعني.. أنا والدانة موضوع ثاني غيرك أنت ومزنة.. مالكم علاقة فينا..

محمد بذات القلق: أخاف عمي هادي يعيي عشان .......

سعود قاطعه بثقة: لا تخاف.. مهوب معيي عشاني طلقت دانة.. عمي هادي رجّال عاقل ويحبنا مثل عياله
العقبة الوحيدة إن البنت تكون ماتبيك..

وأخيرا ابتسم محمد: إن شاء الله إنها تبيني..


******************


ثاني يوم..
يوم الخطبات على كل الجبهات..

راشد كلم عبدالعزيز.. ماعاد فيه صبر
من لما عرف أن عبدالله رجع وهو مجنن عبدالعزيز يبيه يحدد له موعد مع عبدالله عشان يجي هو وأبوه يخطبون نوف..
عبدالعزيز طلب منه يصبر شوي لأن عبدالله عليه ضغط زوار ومجلسه مايخلا من أفواج المهنئين بسلامته...


ثاني العنيد قدر يطلع رقم أبو صالح أبو فاطمة بدون اهتمام برفض فاطمة..
وانبسط أنه طلع من معارف أبوه.. أتصل فيه وطلب منه يحدد له موعد.. واتفقوا يتقابلون بعد صلاة المغرب.. بدون مايقول ثاني لأبو صالح عن سبب الزيارة..


سعود اتصل في عمه.. وقال له أنه يبي يجيه عقب صلاة العصر


عدا عن مخطط لخطبة رابعة على جبهة رابعة


****************



عقب صلاة العصر
في مجلس أبو خالد..

سعود قاعد مع عمه... محمد المتوتر مارضى يجي معه.. اتصل في خالد وطلعوا الثنين سوا..

سعود باحترام: يبه أنت عارف أنه أنا ومحمد عيالك مهما صار بيننا...

أبو خالد بحنان: أكيد يا أبيك مافيه شك..

سعود يكمل بذات الاحترام: وطلاقي لدانة أنا اللي اتحمل ذنبه بروحي.. وماحد له ذنب فيه عشان غيرنا يتحملونه..

أبوخالد رغم ألمه اللي هو حس فيه لكنه جاوب بصدق: أكيد ياولدي..

سعود باحترام كبير: يعني إذا محمد بغى مزنة منت براده بسبتي..

أبو خالد باستنكار: حاشا أرده أبو سعيد وهو رجّال كفو ولا عليه منقود..

سعود اللي حس بفرح عميق ابتسم وقال بهدوء: يعني أنت موافق؟؟

أبو خالد بثقة: أنا موافق.. لكن يا أبيك بأشور مزنة.....
وعقب كمل بحزن: سامحني يا أبيك لكن من عقب سالفة دانة نذرت نذر أني ماعاد أغصب وحدة من بناتي على العرس..

سعود باحترام رغم ماأعادته له الذكرى من تأثر: أكيد يبه.. أكيد


سعود طلع من عند عمه اللي وعده يرد عليهم في أقرب وقت

وأبو خالد دخل داخل البيت.. ونادى دانة وقال لها كل شيء.. وطلب منها إنها تشوف رأي مزنة


*******************



خالد ومحمد في مقهى دي لاميزون اللي في شارع سلوى

محمد متوتر لأخر حد..

خالد يضحك عليه: ذا التوتر كله عشان مزون القرعاء؟؟

محمد ابتسم رغم توتره: ما اسمح لك تسب المدام..

خالد يضحك: لم لسانك لا يتدلى وأنت تقول المدام... احترمني قدام أعيي وأقول لك مالك عندنا مرة..

محمد ابتسم.. لخالد دائما القدرة على تبديد همه: تخسى تعيي مني أنت ووجهك.. احمد ربك أني بأصير نسيبك..

الشباب قاعدين يتقهون ويسولفون وكل واحد يقط النغزات على الثاني

رن موبايل محمد.. شاف اسم سعود
رقع قلبه من التوتر والترقب: هلا أبو سعيد.. بشر
................
محمد بفرحة عميقة: زين.. زين.. مشكور جعلني ماخلا منك يوم ياسنيدي..
..................

محمد ألتفت على على خالد بفرح: هذا سعود يقول عمي موافق.. بس يبي يأخذ راي مزنة..

خالد بثقة ومرح: ماعليك منها بتوافق.. وإلا بأكسر لك رأسها..

محمد بابتسامة: عشان أكسر لك يدك.. وبعدين لا تنسى إنها هي اللي أكبر منك يالبزر..

خالد يضحك: كلها فرق عشر شهور اللي بيني وبينها.. يعني عبارة إنه حنا توأم..

خالد كان في رأسه موال ينرسم..
أجله شوي لين يرجع للبيت


*********************


قبل المغرب بشوي
دانة في غرفة مزنة..

وملامح حزن عميق مرتسمة على وجهها: مزنة حبيبتي.. فكري شوي.. مايصير تقررين موضوع مهم مثل هذا في حزتها..
 
الجزء المئة وأثنا عشر




قبل المغرب بشوي
دانة في غرفة مزنة..

وملامح حزن عميق مرتسمة على وجهها: مزنة حبيبتي.. فكري شوي.. مايصير تقررين موضوع مهم مثل هذا في حزتها..

مزنة بتوتر لكن بثقة: ما أبيه يادانة.. ما أبيه.. وأنتي بروحش قلت لي أنه ابي مهوب غاصبني..
وأنا قلت رأيي خلاص..

دانة بحنان وحزن: والله أنه محمد مافيه عيب.. رجّال اللي مثله قليل والله العظيم..

مزنة بهدوء وألم: بس شخصيته بكبرها ماتعجبني.. واشك في سالفة أنه رجّال اللي مثله قليل..

دانة بحزن: ليه فديتش؟؟

مزنة بهدوء وهي تقوم من السرير وتجلس على مكتبها: أولا وأهم شيء مايستحي ولا يحشم
كل مرة يشوفني في بيتهم.. يقزني قز
مايحشم أني بنت عمه وفي بيته..

ثاني شيء تركيبة شخصيته كلها غلط
أول كان مطول لي ذا الشعر كنه شعر بنية... أخييييه منه ومن سواياه..
ثاني شيء يوم صارت سالفة صديقه رجّال منيرة رفيقة مها
بغى يموت وحبس روحه وصابه اكتئاب
هذي تصرفات رجّال بالإمانة عليش..؟؟!!
وحتى يوم حلق شعره.. ماحلقه عشان يسوي مثل الرياجيل
لكن من زود ماهو مكتئب وحزين ومتحطم
يعني بكرة لو صار لحد من عيالنا شيء
هو بيقعد يبكي وأنا اللي أروح أوديهم المستشفى أراكض فيهم؟!!!!
أنا أبي رجّال يشيلني مهوب أنا اللي أشيله..
محمد هذا مايصلح لي.. ولا أصلح له..

دانة برقة: بس يامزنة.......

مزنة قاطعتها بحزم: خلاص دانة تكفين.. انتهينا من ذا الموضوع..


*****************


بعد المغرب..
في مجلس أبو صالح.. اللي اسمه ابوصالح من أيام ماكان شباب وقبل يتزوج حتى.. بس صالح ماجاء
ومارزقهم الله عقب العلاج الطويل إلا فاطمة وبس

ثاني عمره ماتردد في قرار..
ويوم يصمم على شيء يسويه..
وفاطمة حطها في رأسه
وخصوصا عقب ماقالت له أخته أنها تقول أنها ماتبيه..
(أنا وحدة ترفضني!! ولاعمرها بتصير!!)

بعد السلامات والتعرف على بعض..
أبوصالح طلع يعرف ناصر أبو ثاني عدل..
وثاني عرف يهدّف مضبوط..
وحط الشايب أبو صالح في جيبه..

أبو صالح كان يجيه خطّاب كثير لفاطمة.. لكنه كان يرفض
لأنه كان خايف عليها
لا لها عم ولا خال لها عمات وخالات بس..
وأبو صالح رجّال كبير في السن
وماكان يبي يعطي فاطمة إلا رجّال يعرف أنه بيصونها
ويخاف الله فيها وماراح يظلمها أو يضيمها لما يدري إنها مالها سند..

وحس انه لقاه في شخص ثاني.. وقرر انه مايفرط فيه..

ابو صالح باحترام: شوف ياولدي من ناحيتي أنا موافق.. بس خلني اشور البنت

ثاني (وأنا خايف إلا من سالفة تشور البنت ذي) رد باحترام بالغ: المهم شورك.. وإلا البنت صغيرة ويمكنها ماتعرف مصلحتها وين.. بتخليها على كيفها يعني؟؟
أنا شاريها وشاري نسبكم.. وأوعدك أحطها في عيوني الثنتين..

أبوصالح بتفكير: مايصير إلاّ الخير واللي يرضيك ان شاء الله

أبو صالح قرر يسال عن ثاني أول وباستقصاء واهتمام
قبل يسأل فاطمة..


**************

 
بعد صلاة العشاء..

خالد يدخل البيت...
أبوه كان في مجلسه وعنده رجال...

خالد قاعد كأنه قاعد على مقلى.. ياما قام.. ياما قعد.. يا مادخل وياما طلع..

أول ماراحوا الرياجيل..
أبو خالد ألتفت على ولده بغضب: الحين تقدر تقول لي وش فيك؟؟
فشلتني في الرياجيل كنك مخروش.. ماقعدت على ذيلك دقيقة وحدة..

خالد حب خشم أبوه: قل تم فديتك..

أبو خالد ابتسم: أثر السالفة فيها طلبة وحب خشوم.. اخلص علي ياخويلد وش تبي؟؟

خالد بتوتر: أبي الجازي بنت عمي سعيد..

أبو خالد تغير وجهه: مهوب ذا الحين.. ولا هو بوقته..

خالد بخيبة أمل: ليه يبه؟؟

أبو خالد بنبرة الشياب المنطقية: أول شيء بيحسبون أنه حنا خطبنا عشان هم خطبوا.. كن حن نقول لهم وحدة بوحدة
وهذا عيب ما ارضاه لأختك ولا لبنت عمك...

الشيء الثاني والأهم إن بنت عمك عندها شهادة مثلها مثل غالية.... وأنا لو جاني حد يخطب غالية ذا الحين تفلت في وجهه...
تركد لين تخلص بنت عمك ذا السنة.... وقدام تخلصها وتاخذ شهادتها.. ما أبغي أسمع منك كلمة..
والجازي مهيب طايرة.. ولا حد بمتقدمن عليك.. وأنت وياها عادكم صغار وش أنت طايرن عليه..

خالد بخيبة أمل بالغة رغم أنه مقتنع بكلام أبوه: خلاص يبه اللي تامر عليه تم..


*******************


في الليل متأخر...

عبدالله داخل بيته من مجلسه الخارجي بعد ماراح أخر زائر من الرياجيل اللي تعشوا عنده..كان حاس بصداعه المعتاد..

داخل غرفة جواهر بشويش.. اليوم ماشافها ولاشاف ماجد إلا يمكن 10 دقايق بس طول اليوم..
خاف إنها تكون نايمة..
ابتسم لما لقاها قاعدة تغير لماجد...على ضوء أباجورة خافتة لأن نوف كانت نايمة جنبها.. وسرير ماجد الصغير المحمول بينهم ثنتينهم..

جواهر لما شافته ابتسمت ابتسامة صافية عميقة.. واشرت له أنه خليك في الجلسة وأنا بأجي لك..

عبدالله رجع وجلس في الجلسة وسند رأسه على الكنبة عقب ماحط غترته جنبه..

صوتها الناعم قريب منه: الصداع صح؟؟

عبدالله بألم وهو يفتح عيونه: على خفيف.. الحمدلله ماعاد يجي مثل أول..
كمل بابتسامة: الشمس في "الجدر" سيحت الصداع..

جواهر جلست جنبه قالت له بحنان وهي تأشر على فخذها: تعال حبيبي..

عبدالله بحذر: أخاف أعورج ياقلبي..

جواهر برقة: ليه حد قال لك إن عمليتي في فخذي..

عبدالله ابتسم رغم صداعه وحط رأسه على فخذها..

والصمت يحل بينهم.. كعادتهم حينما تعبر مشاعرهم العميقة الاستثنائية عن نفسها بدون كلام..

جواهر دلكت رأسه بحنان..
عبدالله شوي شوي بدت ملامح الالم تنبسط وتلين..
عقب مسك يدها وحضنها..وهو بعده مغمض عيونه..

جواهر بحنان مصفى: حبيبي من لما وصلت وأنت ماريحت روحك.. مابين البنك وزوارك اللي مايخلصون..
على الاقل خذ إجازة من البنك أسبوعين.. لين تخلص على الأقل عشاك الأسبوع الجاي...

عبدالله كان مرتب لعشاء ضخم في قاعة الدفنة بفندق الشيراتون بمناسبه رجوعه وسلامته.. وزعوا سكرتاريته كروت دعوته...
وعزم الكل بدء من سمو الأمير الله يحفظه إلى أصغر موظف عنده في البنك..

عبدالله اللي شدد من احتضانها ليدها: ما أقدر حبيبتي.. البنك حاله مقلوب... اللي كان مستلم الإدارة بالانابة جيت لقيته حايس لي الدنيا.... والعملاء في تناقص.. ومشاريع كبيرة ضاعت علينا..
يبي لي شوي وقت لين أضبط وضع البنك
وعقبها أوعدج أخذ إجازة طويلة واسافر أنا وأنتي وماجد وبس...

جواهر بابتسامة: ياسلام عليك.. ونوف وعزوز..؟؟

عبدالله ابتسم وجلس على حيله: وش فيهم نوف وعزوز.. شيبان في بيتهم... يالله جيبي لي مجود اليوم ماحبيته على راحتي..

جواهر ابتسمت وهي تقوم تجيب ماجد: وهو ماجد طفش من شيء إلا هالحبب اللي ماتخلص..


****************


ثاني يوم العصر..

سعود طالع من صلاة العصر هو ومحمد..
كانوا جايين كلهم على سيارة محمد..
وكانوا في السيارة راجعين لبيتهم..

رن موبايل سعود كان عمه هادي..
أبو خالد حب يبلغ سعود رفض مزنة في التلفون
ماحب إنه يواجهه.. ويرده وجه لوجه
أبو خالد حاول يقنع مزنة.. لكنها شاف إنها كانت مصرة على الرفض.. وهو حلف أنه ماعاد يجبر حد منهم على رجّال ماتبيه..

كانوا يوقفون في البيت وقلب محمد يوقف وهو يسمع سعود يقول: هلا والله يبه حياك الله..
..............
طيبين طاب حالك..
..................
يسرك الحال جعلني ماخلا منك
..................
الشغل زين ولله الحمد (سعود ماارتاح لتطويل عمه في السلامات... حس إنه السلامات مقدمة لتأجيل كلام أخطر)
..........................
أكيد يبه.. حن أهل.. ومافيه شيء بيفرقنا..
.........................
وأكيد إن كل شيء قسمة ونصيب...... يبه قل اللي في خاطرك..
.......................
سعود بتماسك رغم الحزن العميق اللي اجتاحه: زين وممكن نعرف السبب؟؟
...........................
زين يبه طال عمرك.. ماصار إلا الخير جعل راسك سالم... وانت تراك تحل وتربط... وانت أبينا كلنا أول وتالي..
......................
مع السلامة الله يحفظك


محمد حس إن يد هائلة تكتم على قلبه... وإنه عاجز عن التنفس.. سأل بحذر: عمي وش كان يقول لك ياسعود؟؟

سعود بمساندة: محمد أنت عارف إن العرس قسمة ونصيب والمرة بدالها مرة...

محمد بهدوء قاتل وهو يصر أسنانه على كل كلمة: عمي وش قال لك ياسعود؟؟

سعود بحزن: يقول إن مزنة مارضت...

محمد بنفس هدوءه القاتل: سعود انزل لو سمحت...

سعود بقلق: والله ما أخليك تروح مكان... تبي تروح رجلي على رجلك...

محمد بنفس الهدوء البارد: سعود أنت وش شايفني؟؟ بزر؟؟...
يعني بأروح أنتحر وإلا اقط روحي في البحر.. عشان مره عيت مني..؟؟
وعقب كمل بعزم: ماعاشت ولا كانت... أنا بس أبي اقعد بروحي شوي..

سعود بإصرار: اعتبرني ماني موجود... الليلة رجلي على رجلك لين نرجع سوا للبيت..
 
الجزء المئة وثلاثة عشر..




بعد صلاة العشاء...

سعود ومحمد قاعدين على البحر المنطقة الخالية اللي ورا منطقة الأبراج...

محمد من لما طلعوا وهو ساكت.. وهذا هو الحين قاعد على الشاطئ ساكت..

سعود كان يروح ويجي وفي رأسه فكرة كانت تعذبه..
فكرة تلتهم مشاعره كنار محرقة يتزايد اشتعالها في كل دقيقة

ماقدر يتحمل خلاص..

طبع مسج وأرسله...

وقتها كانت دانة قاعدة مع امها تحت.. يتفرجون على التلفزيون...

رن موبايل دانة بمسج.. رقع قلبها بعنف لما شافت اسم سعود قبل تفتح المسج.. بيد مرتعشة وقلب أكثر ارتعاشا فتحت المسج:

" تكفين دانة
قولي أنه موضوعنا ماله دخل
برفض مزنة لمحمد"

دانة حست بألم عميق وهي تحس بألم سعود
وإحساسه بالذنب في شيء هو ماله علاقة فيه

سعود كان قاعد في السيارة
والأبواب كلها مفتوحة
وهو يشعر بالتوتر في انتظار رد دانة
بعد أقل من دقيقة رنة مسج

" والله العظيم إنه رفض مزنة لشخص محمد
وأنه موضوعنا ماله علاقة من قريب وإلا بعيد"

سعود حس براحة.. لكنه حس بألم أكبر
(ليه محمد وش فيه كشخص؟؟)

طبع لها مسج

" وممكن اعرف وش هي ردت في محمد من الردى؟"

دانة عارفة إنه سعود مو مرتاح لين يعرف السبب
فحبت تجاوبه بطريقة لبقة
ومن ناحية ثانية قررت ماتقول له على سالفة إنه محمد يخز مزنة لما يشوفها
لأنها من معرفتها لسعود مستحيل يعدي موضوع مثل هذا لمحمد..

طبعت له مسج

" محشوم أبو سعيد من الردى
لكن مزنة تشوف إن محمد عاطفي بزيادة
وشخصيته لينة زيادة عن اللزوم
على خلفية اللي صار له يوم حادث سالم"

سعود سكت..
حس بالحزن العميق إن محمد يتحاسب على وفائه لصديقه
وحنانه وطيبة قلبه.... شيء مايعيب رجولته اللي ماتخفى على حد...

(لكن وش يقول؟؟ مايقدرون يجبرون البنت على شيء ماتبيه)


****************


بعد كم يوم..
الصبح

نورة كانت عند جواهر..

نورة كانت شايلة ماجد وتلاعبه برقة: ماشاء الله تبارك الله على ذا الماجد.. القلب ينفتح له عشان يتربع فيه..
وعقب كملت وهي تمصمص: مشتهية ليمون جواهر فديتج.. دقي الجرس اللي جنبج خلي وحده من الشاينيز اللي عندج تجيب لي صحن فيه ليمون مقطع..

جواهر ضحكت برقة: ان شاء الله عمتي.. نخل الشاينيز يجيبون لج ليمون..
وعقب كملت باستفهام: الا انتي وش فيج على الليمون.. كل يوم تبين ليمون..

نورة وهي لاهية تلاعب ماجد: ما أدري مشتهيته..

جواهر ماحبت تعطي نورة أمل على خلفية إنها مشتهية ليمون بس..
سألتها بطريقة عادية: متى اخر دورة شهرية جاتج نورة..؟؟

نورة وعقلها مع ماجد: المفروض ذا الايام تجي تتأخر يوم.. تتقدم يومين.. خلاص على وصول..

جواهر لما جاتها الشغالة.. طلبت منها تجيب الليمون وشيء ثاني من حمامها اللي فوق..

بعد دقايق الخدامة جابت الشغلتين..
حطت الليمون على الطاولة قدام نورة..
وعطت الشغلة الثانية لجواهر..

جواهر لنورة اللي حطت ماجد في كرسيه وبدت تمص الليمون: نورة قومي هاج..

نورة وهي لاهية في الليمون: شنو هاني؟؟

جواهر برقة ومساندة: تيست حمل..


******************


دانة وتهاني في استراحة الاطباء
تهاني مددت انتدابها للصحة المدرسية سنة زيادة

دانة تشرب قهوتها وتسأل تهاني برقة: وش اخبار مرضاش اليوم...؟؟

تهاني تضحك: الله يقلع دارهم ذا البزارين.. جننوني.. اللي يبكي واللي يضرب.. وكله كوم واللي سواها علينا اليوم كوم..

دانة تضحك: من جدش؟؟

تهاني وهي ميتة من الضحك: والله العظيم.. المسكين كان مرعوب.. ماشفت إلا السيول اللي غرقت الكرسي..

دانة بتعاطف: حرام.. أكيد انحرج ياقلبي عليه..

تهاني بابتسامة: ايه والله انحرج المسكين..

دانة قامت تحط كوبها على الطاولة.. ثم رجعت تجلس..

سألتها تهاني بنبرة خاصة: ماغيرتي رايج؟؟

دانة بنبرة عادية: في شنو؟؟

تهاني باهتمام: في دكتور سعد؟؟

دانة بضيق: تهاني حبيبتي قلت لش ألف مرة سكري ذا الموضوع..

تهاني هزت كتوفها: بكيفج.. بس حبيت أقول لج.. ان دكتور سعد عنده امل أنج تغيرين رايج


******************


في بيت أبو صالح...
فاطمة نازلة من فوق....

اليوم ماعندها الا محاضرة وحدة.. والدكتور معتذر
فاليوم قاعدة في البيت

أبو صالح وأم صالح قاعدين تحت يتقهون..
أبو صالح خلص سؤال عن ثاني
ماخلى حد ما سأله..
وطلب من ناس ثانين يسألون له بعد..
الكل مدح فيه.. ومدحوا حفاظه على صلاته وقوة شخصيته
وإنه عنده خير كثير
لكنهم بعد قالوا لهم أنه شايف حاله شوي وأنه هذا هو عيبه الوحيد..

أبو صالح ما اعتبر هذا عيب لأنه شافه نوع من الثقة بالنفس
وخصوصا أنه جلس مع ثاني بنفسه
وشاف إن اعتداده بنفسه شيء ينبع من طبيعته
لاهو مستقبح ولا مبالغ فيه..
وقعدته وسوالفه تدل على رجولته ومافيه عذروب..
وحتى أم صالح صارت مقتنعة بأفكار زوجها


هذي كانت أفكار أبو صالح.. وقت ماوصلته فاطمة وحبت رأسه ورأس أمها وهي تقول: صباح الخير باباتي.. صباح الخير ماماتي..

أبو صالح طالع فاطمة بحنان: فطوم.. تعالي اقعدى يمي يبه..

فاطمة جلست جنب أبوها وهي تحضن ذراعه وتحط رأسها على عضده..

أبو صالح وهو يمسح شعرها: فطوم ياج معرس خوش ريال والله.. ريال الله أرسله لنا من السماء

فاطمة تصلبت يدها على يد أبوها وردت بسرعة مفاجئة.. رد أشبه بقنبلة انفجرت وسط السكون: أنا موافقة..

أبو صالح ابتسم وهو مستغرب موافقتها السريعة بدون حتى ماتعرف من هو..
وماعرف الأفكار اللي دارت في عقل فاطمة خلال ثانية واحدة...

فاطمة لما سمعت أبوها يقول إنه جاها رجّال فيه خير قررت توافق بسرعة عشان تسكر الباب على ثاني

" إذا اتصلت أخت الشيخ ثاني بن ناصر مرة ثانية عطيتها رقم أبوي... خل الحقير يتفاجأ أني مخطوبة إذا يا .. وأبرد حرتي فيه شوي"

وماعرفت فطومة الأمورة "إن من هرب من شيء ماذبحه إلا هو" مثل مايقول مثلنا..

أبوها بتردد: توافقين كذا حتى بدون تعرفين من هو..

فاطمة بثقة: مو أنت تقول إنه ريال فيه خير.. وأنت موافق عليه..

أبوها بثقة: أنا أشهد أنه فيه خير.. وريال مامنه اثنين.. وأنا فعلا موافق عليه..

فاطمة بثقة ونعومة: وأنا عقب رأيك مالي رأي...

أبو صالح بود: يعني نحدد يوم للملجة؟؟

فاطمة قامت تطلع وهي تقول بخجل: كيفك يبه..


**************


بعد دقايق.. فاطمة كانت تسوي مكالمة جماعية شبكت فيها مها ومنيرة..

فاطمة بمرح مخلوط بالخجل: العانس بتلحق بركبكم.. أنا انخطبت..

منيرة بصدمة: من؟؟ اللي شفناه عند باب الدكتورة جواهر في المستشفى؟؟

فاطمة بعصبية: يخسى هو وويهه.. ماعاد إلا ذاك الوقح الحقير..ليه خلصوا ريايل الدوحة..

مها بفرح: زين وش اسمه؟؟ واشلون؟؟

فاطمة بارتباك: تصدقون ما اعرف اسمه..

منيرة باستغراب: أشلون تجي ذي؟؟ تنخطبين لواحد ماتعرفين اسمه..

فاطمة ببراءة: ماطر ببالي أسال.. أبوي قال لي ياج ريال فيه خير...
قلت موافقة عشان أقطع الطريج على الحقير إذا يا...
أبيه يي يخطب يقول له أبوي أني انخطبت.. أبي أهينه مثل ماهانني..

مها وهي تضحك: شكلش مكثرة من شوفة الأفلام يالخبلة
فيه وحدة توافق على العرس عشان تحر واحد ماشافته إلا مرة وحدة...
هذي حياتش يالمرجوجة.. مايصير تقررينها بذا الطريقة..

فاطمة تبتسم: خليني أضرب عصفورين بحجر...
بانخطب لواحد فيه خير وأبوي مقتنع فيه..
وفي نفس الوقت أبرد حرتي في ثاني الكلب...
وبعدين أبوي كان يرفض ناس وايد بدون مايقول لي..
وهذيه أول مرة يقول لي.... معناته أنه هذا أحسن واحد ياه..

وعقب كملت بخجل: تدرون ودي أعرف اسمه.. بس استحي أروح لأبوي أسأله..
 
الجزء المئة وأربعة عشر..


جواهر ماكانت قادرة تجلس من الترقب
ونورة داخل في الحمام.. وتأخرت كثير
التيست يبي له 3 دقايق
ونورة صار لها ربع ساعة...

بعد دقايق طلعت نورة
وجواهر نطت لها
كانت نورة صامتة بشكل مرعب
عيونها مليانة دموع..
وهي ماسكة التيست الطويل وتفره ناحية جواهر
عشان توريها الخطين المتوازين
خط في كل فتحة من فتحات التيست الثنتين..


**************



عبدالعزيز في دوامه في بيت الزكاة..

رن موبايله..
شاف الاسم ابتسم: هلا والله بالغالية... حيا الله أم عزوز

جواهر بفرحة غامرة: البشارة.. البشارة..

عبدالعزيز بتوتر وتوجس وترقب قاتل: جاتج.. بس على شنو..

جواهر بحنان وفرحة وعذوبة: نورة حامل.. نورة حامل.. منصور جاي في الطريق يابو منصور... منصور جاي..

عبدالعزيز سكت.. الفرحة ربطت لسانه.. حس بفرحة صافية تخترق جوانحه وتحلق بقلبه..

جواهر بنبرة فرح واضحة: وين رحت يابو منصور؟؟

عبدالعزيز بابتسامة كبيرة: اللهم لك الحمد والشكر.. اللهم لك الحمد والشكر..
وعقب كمل بحب واضح: نورة عندج؟؟

كان رد جواهر عليه هو صوت نورة الباكي: هلا عبدالعزيز..

عبدالعزيز بحنان مصفى: مبروك ياقلبي مبروك..

نوره وسط عبراتها: الله يبارك فيك..

عبدالعزيز بعذوبة: حبيبتي ليش البكاء ياقلبي؟؟ اللي يشوف يقول لج 10 سنين تنطرين.. كلها 8 شهور من يوم تزوجنا..

نورة بعبرة وفرح: يا الله..... ياعبدالعزيز.. كنت شفقانة شفقانة.. اللهم لك الحمد والشكر..الحمدلله على نعمته..

عبدالعزيز بحب: الله يتمم عليج.. ويرزقنا الذرية الصالحة


****************


أبوصالح كلم ثاني وبلغه موافقتهم.. وانه يحدد الموعد اللي يناسبهم لعقد القران..

ثاني ابتسم بغرور وقال في نفسه : كنت عارف إن بربرتها على الفاضي.. وإلا أنا فيه وحدة ممكن تتجرأ وترفضني..
كلهم سوا.. بس هي أمها أكيد داعية لها..

قال لابو صالح باحترام: الخميس الجاي زين... أجيب المملك عقب المغرب.. وألبس العروس ونسوي الخطبة
وموعد العرس على راحتكم.. تحددونه..
وأنا بأمر العصر بأعطيك المهر..

أبو صالح بهدوء: وليش مستعجل على المهر يا أبوك.. خله يوم الملجة مرة وحدة..

ثاني بثقة: اليوم أحسن.. عشان العروس ترتب لخطوبتها على راحتها..


*****************
 
محمد رجع ينخرط في حياته.. شغله وربعه..
وهو يحاول يتناسى رفض مزنة له..

(عمر الحياة ماتوقف عشان مرة رفضت رجّال!!)



على جبهة الخطبة الأخرى
راشد ونوف..
عبدالعزيز كلم عبدالله بينه وبينه..
كان رد عبدالله عليه مباشرة: أنه نوف بعدها صغيرة.. ومستحيل يفكر يزوجها الحين...

عبدالعزيز وهو يحاول يقنع عبدالله: بس راشد ما ينرفض ياعبدالله.. حرام تضيعه على نوف..

عبدالله بثقة: أنا شفته راشد بنفسي كم مرة.. وأنا أشهد أنه رجّال وجاز لي.. بس يابو منصور بنتي صغيرة.. وماني بمستعجل عليها..


****************


العصر
في بيت أبو علي....
منيرة متمددة على سرير سارة..
وسارة متمددة جنبها وحاطها إذنها على بطن منيرة: وش فيه ولدس الغبي ساكت..؟؟

منيرة تضحك: والله يقول خالتي ذي أذوة وما أبغي أحاكيها..

سارة بلهفة وهي تقوم تجلس: يالله وش كثر مشتاقة لذا الصغير... ولدس وولد سالم.. أنا أشهد أن غلاه ما ينلحق..

منيرة بحب: جعلني ماخلا منس ومن عينس..
وعقب كملت باستفهام: إلا ماقلتي لي وش أخبار شغلك الجديد في الوزارة اللي أنتي فيه؟؟

سارة بلهجة اعتيادية: زين لو أن الله يفكنا من شر حمد..

منيرة باستفسار: من حمد ذا؟؟

سارة بنفس اللهجة الاعتيادية: واحد من جماعتنا.. حمد ولد راشد بن فهد اللي خواته وضحى ونورة.. عرفتيهم؟؟؟

رماني حظي أكون معه في نفس الأدارة.. ناشب في بلعومي
الحين تدرين أنه احنا بنات كلنا مع بعض بس أحيانا نحتاج أوراق من السكرتير أو الطباع..
شكله مسوي رقابة على مكتبنا.. مايشوفني طلعت إلا وينط لي: وش مطلعس من مكتبس؟؟
يكون خاطري أقول له: أنت وش دخلك يالملقوف...
بس أقول له: أبي كذا وإلا أبي كذا

يقول لي بلقافته: ارجعي.. وانا باخلي المراسل يجيب لس اللي تبين...
حُميّد الملقوف ذا وأشلون يعرفني وانا بالعباة والنقاب من بين عشر موظفات معاي بالقسم ما أدري...
خنقني.. خنقني.... بصراحة ودي أشتكي عليه...لأنه متجاوز صلاحياته بواجد...بس عشانه من جماعتنا حاشمته..

منيرة باستفسار: ليه هو قل حياه عليس؟؟

سارة باستنكار: لا والله ظليمته شينه.. مؤدب.. بس لو أنه يخلي منه اللقافة.. والتدخل في اللي مايخصه..


*****************


بعد المغرب
أبو صالح نادى فاطمة تجي عنده..
فاطمة جات له وحبت رأسه وعقب جلست

أبوصالح بحنان: يبه فطوم.. ملجتج وخطوبتج الخميس إن شاء الله

فاطمة بصدمة: يبه فديتك مافيه وقت.. عقب 3 أيام بس..

أبو صالح بنفس الحنان: يبه هذي ملجة.. العرس حدديه براحتج.. وعلى فكرة ترا مهرج حطيته بحسابج خلاص

فاطمة بتوتر: مو جنه مستعيل شوي..

أبو صالح بحنان صافي: يقول عشان تجهزين لخطوبتج اللي تبينه...




بعد دقايق المكالمة الجماعية المعتادة

فاطمة بتوتر: خطوبتي وملجتي يوم الخميس

منيرة تضحك: ماشاء الله حامي حامي... أنتي وش فيهم الرياجيل عليس... هذاك اللي اسمه ثاني كان يبي يخطبس على طول
وهذا اللي مانعرف اسمه يبي يتملك على طول...

فاطمة بتوتر: خلينا من البربرة.. كنت أبي أسال أبوي عن اسمه... قال لي على الملجة ارتعبت... ما أدري وش أسوي

مها بنبرة مساندة صادقة: ولا يهمش بأرتب معش كل شي..بما إن المضلع الثالث مضلع منفوخ وتعبان..
بس أهم شيء اتصلي الحين احجزي لش كوافيرة... وبكرة بنروح الستي السنتر ندور لش فستان ونكمل اكسسوارته..


******************


راشد وعبدالعزيز طالعين من المسجد عقب صلاة العشاء
وراجعين مشي لبيوتهم

راشد بهدوء: أبو منصور وش صار على الموضوع اللي قلت لك عليه؟؟

عبدالعزيز بهدوء ممزوج بنبرة حزن: عبدالله يقول بنته صغيرة..

راشد حس بحزن عميق يغتال قلبه الرقيق: يعني موب مزوجني؟؟

عبدالعزيز بمساندة وهو يحط يده على كتف راشد: راشد يا أخوي إذا أنت مستعجل على العرس.. بنات الأجواد كثير
إذا مستعد تنطر شوي.. بأرجع أكلم عبدالله عقب فترة

راشد بحزن ونبرة غامضة: يصير خير يابو منصور.. يصير خير..


********************



بعد العشاء في مجلس سالم...

كانوا الشباب متجمعين عنده
جبر وخالد ومحمد وسعود.. ومعهم عمه فالح وولده علي..

السوالف كانت تدور بينهم..

خالد اتصلوا فيه هله.. غالية كانت تبي لها ملازم من المكتبة
خالد خلص مكالمته بصوت واطي..
وقام يستأذن..

كان أبو علي قريب منه وجنبه سعود
والأثنين يسولفون..
بينهم علاقة متينة جدا من عقب حادث سالم..
ووخالد قايم سمع أبو علي يقول لسعود: أنت منت بناوي تعرس يا أبوك؟؟

سعود رد عليه بمرح: ليه عندك مرة لي؟؟

أبو علي بنفس المرح: أفا عليك.. إذا مازوجتك من أزوج.. أزوج مندوبك لو جاني..

سعود بتقدير: وأنا أشهد أن نسبك يشترى بالذهب يابو علي..

خالد ماسمع باقي الكلام.. وطلع وهو معصب وماحد انتبه له.. لأنه أصلا كان مستأذن يطلع

(كذا يا سعيّد.. تبي تعرس وأختي قاعدة على ذكراك.. مالت عليها من ذكرى)


الكلام كان مستمر بعد خالد.....

سعود بتقدير: وأنا أشهد أن نسبك يشترى بالذهب يابو علي..
بس حد يأخذ أخته... بناتك خواتي...

أبو علي بتقدير أكبر: وأنا أشهد أنك ولدي وأنهم خواتك.. الله يكبر قدرك


**********************


خالد جاب لغالية الملازم.. وداها لها في غرفتها..
وعقب راح لدانة في غرفتها
كان يبي يفضي شوي حرته من سعود..

دخل على دانة لقى مزنة عندها...

خالد بنبرة غامضة: مزنة لو سمحتي روحي لغرفتش..

مزنة بابتسامة: ياسلام على الاسرار يعني مايصير أسمع لي كلمتين على الطاير..

دانة ظنت أن خالد يبي يقول لها عن الموضوع اللي هو كلمها عنه قبل ..موضوع حبه الغامض..
وجهت كلامها لمزنة برقة: مزنة ماعليه لو سمحتي... روحي خليني أنا وخالد شوي

مزنة تطلع وتسكر الباب: لنا الله.. ياأهل الاسرار..
 

الجزء المئة وخمسة عشر




خالد جاب لغالية الملازم.. وداها لها في غرفتها..
وعقب راح لدانة في غرفتها
كان يبي يفضي شوي حرته من سعود..

دخل على دانة لقى مزنة عندها...

خالد بنبرة غامضة: مزنة لو سمحتي روحي لغرفتش..

مزنة بابتسامة: ياسلام على الاسرار يعني مايصير أسمع لي كلمتين على الطاير..

دانة ظنت أن خالد يبي يقول لها عن الموضوع اللي هو كلمها عنه قبل ..موضوع حبه الغامض..
وجهت كلامها لمزنة برقة: مزنة ماعليه لو سمحتي... روحي خليني أنا وخالد شوي

مزنة تطلع وتسكر الباب: لنا الله.. ياأهل الاسرار..

دانة ألتفت على خالد وقالت له بحنان: وش عندك حبيبي؟؟

خالد اللي كان يروح ويجي.. قال لها في جملة واحدة حادة: سعود بيتزوج..

دانة شهقت بعنف..شهقة حادة مرعبة..

خالد ارتعب من شهقتها الغير طبيعية وهو يقرب منها ويحط يده على كتفها: بسم الله عليش.. بسم الله عليش

دانة كانت مستمرة في الشهقات العنيفة المتتابعة.. ووجهها يتحول للون الأحمر دلالة عجزها عن التنفس..

خالد احتاس (أنا وش سويت؟؟ وش سويت؟؟)
طلع يركض لمزنة.. وسحبها سحب وهو يركض راجع لغرفة دانة
اللي كانت بعدها جالسة وتشهق.. ووجهها يقلب من الأحمر للازرق دلالة الاختناق.. مزنة بسرعة خذت كأس الماي اللي كان على الكوميدنيو... ورشته بشكل مباشر على وجه دانة..

دانة شهقت شهقة طويلة.. وعقبه رجعت تتنفس.. ووجهها يرجع للونه..
لكنها لأول مرة من طلاقها تعبر عن مشاعرها بصراحة قدام أخوانها لأنها بدت تبكي بهستيرية
خلاص ماعادت مستحملة.. طاقة التحمل انتهت..
انتهت..
انتهت..

"هذي أخرتها ياسعود..
هذي أخرتها
تبي تتزوج"

مزنة ألتفت على خالد بغضب: أنت وش قلت لها؟؟

خالد بارتباك وعينه في الأرض : قلت لها إن سعود بيتزوج.. هو حتى يوم طلقها مابكت كذا..

خالد ألتفت على دانة اللي كانت تبكي بشكل هستيري وهو يقول بحنان: أنا أسف يادانة سامحيني.. ماعرفت إنش بتتضايقين كذا

مزنة بغضب: ماعليه خالد لو سمحت اطلع برا..

خالد بحزن: بس..

مزنة قاطعته بحدة: لو سمحت خالد خلنا بروحنا

مزنة طلعت خالد وقفلت الباب
و رجعت تبي تشوف دانة وتهديها

فوجئت إن دانة ماسكة موبايلها وتكلم بصوت متماسك وهي تدفن كل مشاعرها داخلها وتطمرها طمر: تهاني...قولي لدكتور سعد يجيب المملك بكرة.. أنا موافقة عليه..
وأبي الملكة بكرة... بكرة مهوب أي يوم ثاني


*****************


في الليل متأخر.. عائشة تدخل جناح ثاني..
لقته في الحمام يأخذ له شاور..
جلست تنطره.. لحد ماطلع..

ثاني أول ماطلع وشاف عائشة جالسة ابتسم: شنو الشيء المهم اللي ماخلي حضرة الدكتورة تنطر لحد ما ألبس على الأقل شيء يسترنا..

عائشة بمرح: عدال على الجسم بس..

ثاني وهو يطالع جسده العاري في المرايه ويمشط شعره: بذمتج ليه شفتي حد عنده عضلات مرتبة مثل عضلاتي..

كانت عائشة بتتكلم لكن ثاني قاطعها بابتسامة: غير حبيب القلب عبدالله... هذا مالنا مجال ننافسه عندج

وعقب كمل وهو يرش الديودرانت بكثافة على كل جسمه: المهم شنو سبب تشريف جناحنا بالزيارة الكريمة؟؟

عائشة باستفسار: أشلون قدرت تقنع فاطمة وأهلها بالموافقة مع إن البنية كانت رافضة بالمرة يوم كلمتها

ثاني مارد عليها راح لغرفة الملابس.. لبس ثم رجع عليها وهو يقول بثقة: ليه وأنتي تصدقين أنه فيه وحدة ترفضني... هذي مابعد جابتها أمها

عائشة بتردد: بس ثاني...

ثاني بثقة وهو يتناول سجادته يبي يصلي له ركعتين قبل ينام: مافيه بس.. خلاص ملكتي وخطوبتي يوم الخميس.. وش أنتي متشككة فيه يعني..؟!!
فاطمة ذي تحب يدها مقلوبة بس..وتسجد كل ليلة سجدتين شكر لربي اللي أرسلني لها..


*******************


السهرة شكلها مطولة في غرفة دانة..
دانة تعتصم بسكون مرعب الآن..
من بعد ماسكرت من تهاني..
ماتكلمت إلا مع تهاني اللي رجعت كلمتها بعد أقل من 10 دقايق.. وتقول لها خلاص د سعد جاي بكرة بالمملك عقب صلاة العصر...

دانة نزلت لأبوها وقالت له...
أبو خالد ثار ثورة هائلة.. وكان ماسك نفسه لا يضرب دانة
على تصرفها من وراه
لكن دانة صارت تعرف تمسكه من يده اللي توجعه: جبرتني على ولد أخيك.. وأخرتها طلقني.. خلني الحين أختار اللي انا مقتنعة فيه.... وبعدين د سعد أنت كنت مقتنع فيه لما جاء
وإلا يعني عشان أنا وافقت صار شين..
يعني مايرضيك إلا أني أكون مجبورة كل مرة

أبو خالد وافق غصبا عنه... لازم يحسس الرجّال إن الموافقة جات برضاه حفاظا على ماء وجهه..


مزنة كانت تحاول تقنع دانة إنها تتمهل شوي..

لكن دانة خلاص صابتها حالة تصميم وعند غير طبيعية من لما عرفت إن سعود يبي يتزوج:

ماعاد باقي لي الا كرامتي يامزنة
سعود داس على كل شيء
داس على قلبي
داس على طموحاتي
داس على مشاعري
داس حتى على انسانيتي...
ماعاد باقي إلا شوي ذا الكرامة هي اللي رابطتني بالحياة
أنا لازم أتزوج قبل ماهو يتزوج


مزنة وهي تحاول تهديها: بس هذي حياتش.. مايصير تقررين تتزوجين واحد عشان تقهرين واحد ثاني...

دانة بنفس سكونها المرعب: أنا ماأبي أقهر سعود.. لأنه لو كان بينقهر ماكان فكر يتزوج... سعود خلاص قرر يقطع كل اللي بيننا.... ومن باعنا بعناه لو كان غالي...


*******************
 

ثاني يوم..

مها وفاطمة راحوا السيتي سنتر يدورون لفاطمة فستان...
حصلوا لهم فستان راقي جدا وناعم لونه اورانج فاتح مع أخضر..
اشتروا معاه صندل ذهبي.. وكملوا باقي اكسسوارته
ورجعوا لبيت منيرة عشان منيرة اللي كانت تعبانة شوي تشوفه..

بس قبل بيت منيرة مروا حجزوا التصوير وكوشة ناعمة والضيافة والعشاء كله من محل واحد عشان يريحون رووسهم..


*******************


سارة في مقر شغلها...
كان فيه شوي أوراق تبي تصورهم..

طلعت من مكتبها تبي تروح لغرفة الطباعة...

فوجئت بحمد واقف في وجهها.. وهو يقول بحزم وهو منزل رأسه: وين بتروحين يا بنت فالح؟؟

سارة بحرة (وش بنت فالح ذي نكون قاعدين عند خيام هله)
لكنها ردت بصوت واطي وهي تبعد عنه: بأروح مكتب التصوير... عندي أوراق أبي أصورهم..

حمد وهو منزل عينه: عطيني إياهم.. بأخلى المراسل يصورهم ويجيبهم لباب مكتبكم..

سارة بحرج: مشكور.. أنا بأسوي شغلي بروحي..

حمد بحزم: ماعليه لو سمحتي عطيني إياهم..

سارة بحزم وهي ترفع رأسها غصبا عنها وتحط عينها بعينه: لو سمحت أستاذ حمد.. حنا في مكان عمل.. مافيه داعي تجاملني أو أجاملك..

كلاهما انلسع وبشدة.. هو من حدة نظرتها... وهي من اهتمام نظرته..

سارة ارتبكت وحمر وجهها وولع تحت نقابها.. تجاوزت حمد.. وتركته واقف مرتبك في الممر وتوجهت لمكتب التصوير..


***************


خالد من لما عرف باللي دانة سوته
وإنها قررت تتزوج سعد
عشان بلغها إن سعود بيتزوج رغم أنه مو متأكد من الخبر
وهو حاس بذنب عظيم...
سعد هذا بنظاراته وثقل دمه مادخل مزاجه
شافه مايستاهل أخته.. مع انه عجب أبو خالد
وشافه رجال ثقيل وتكانة ويملأ العين برزانته وكلامه الموزون..

خالد اتصل في محمد وقال: له بامرك عقب الدوام في بيتكم..

قال له محمد بمودة ومرح: تعال تغدى معي.. سعود اليوم في الزام ومهوب طالع إلا بكرة.. وماعندي حد يتغدى معي.. البنات يسوون ريجيم.. وامي ماتاكل من أكلنا..



في مجلس أبو سعود الخارجي
الشباب قاعدين عقب الغداء
خالد متوتر...
ومحمد مريح ومتكي على المساند ويقول بنعاس: تدري خويلد أنت ووجهك أن وقتك غلط.. رأسي ثقيل وأبي أنام عقب ذا الغدا الثقيل.. أنا بأغط لي شوي..

خالد بنفس التوتر: محمد صحيح أن سعود بيتزوج؟؟؟

محمد ضحك ضحكة قصيرة نعسانة: مهوب حوله.. حضرة النقيب عايش على أطلال ذكرى أختك.. ومستحيل يتزوج.. حاب يعذب نفسه ويعيش فيلم هندي..

خالد شهق وقال برعب: والبارحة يوم قال له أبو علي أنه بيزوجه.. وهو قال له أنه نسبك ينشرى...

محمد اللي نط من شهقة خالد: سوالف مزح.. أبو علي وسعود ربع.. وسعود قال لأبوعلي عقب منت طلعت: وهو حد يأخذ خواته..

خالد بتوتر وانفعال: لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله... وش سويت أنا.. وش سويت؟!!

محمد تحفزت مشاعره وقفز انفعاله للذورة: خويلد أنت وش أنت مهبب؟؟

خالد حكى لمحمد باختصار اللي صار...

محمد عصب لأبعد حد : دانة مستحيل تأخذ حد غير سعود مستحيل... وأنت ياخويلد دواك عندي بس مهوب ذا الحين
ما تخاف الله تكذب على سعود.. مالقيت تكذب الا على سعود..

خالد توتر وارتبك.. محمد بالذات مايقدر يزعل منه ولا يحبه يزعل عليه...

موعد الملكة ماعاد عليه الا حوالي ساعتين ومحمد يتصل على سعود في المعسكر وجواله مسكر..
اتصل عليه 20 الف اتصال وجواله مسكر....

محمد صار مثل الأسد الحبيس مو عارف أشلون يتصرف
أخرتها هداه باله يتصل على جابر

- جابر وينك؟؟ (بدون أي سلامات)
- في البيت... (بتوتر)
- تكفى ياجابر تكفى طالبك ( رجاء حاد موجع)
- أبشر بسعدك (برجولة واعتزاز)
- أنا أتصل بسعود وجواله مقفول....
- قاطعه جابر: اليوم عندنا استعراض عسكري مهم.. حتى أنا المفروض هناك... بس أصبع يدي انكسرت في تدريبات أمس فأعفوني اليوم..
- جابر تكفى.. روح لسعود في المعسكر وقل له أنه لازم يكلمني الحين... فيه مصيبة بتصير عقب صلاة العصر لازم يجي يمنعها..
- لحول وشي مصيبته (جابر بقلق)
- تكفى ياجابر مافيه وقت.. لازم تروح له الحين.. انا ماابي ابعد من الدوحة والا كان رحت له بنفسي.. عدا انهم مهوب مخليني ادخل المعسكر..
- ابشر.. ابشر (قالها جابر وهو ينط لسيارته)


خلال 40 دقيقة كان جابر يوصل المعسكر
وينزل ركض لسعود...
سعود لما شافه ابتسم: غريبة أنت مهوب معفى اليوم..

جابر بنفس مقطوع: هاك جوالي كلم محمد..

سعود برعب: ليه حد من هلي فيه شيء؟؟

جابر وهو مو قادر يتنفس: كلمه واسمع منه...

سعود دق على محمد بسرعة... ومحمد فجعه بالخبر اللي ذبحه

(ملكة دانة بعد حوالي ساعة)

سعود تعطل مخه عن التفكير.. متى؟؟ وليه؟؟ وكيف؟؟ وأشلون؟؟

مخه فيه شيء واحد

دانة وبس

دانة وبس

دانة وبس


توجه ركض للقائد يستأذنه في الخروج..

كان جواب القائد بحزم عسكري شديد:

مستحيل.. مستحيل..
اليوم عندنا استعراض عسكري أمام قائد القوات المسلحة
ومستحيل نأذن لأي ضابط داخل في الاستعراض
وخصوصا أنك أنت بيكون لك مشاركة خاصة في الرماية

يعني
مستحيل أأذن لك..
ولو فكرت أنك تسويها وتطلع أنت عارف العواقب..
والالتزام العسكري موب لعبة..
 
الجزء المئة وستة عشر




قبل صلاة العصر بشوي..

عزوز خلص محاضراته.. وطالع للمواقف ومعاه صديقه الجديد سلطان..

سلطان بود: أنا بأوصلك..

عزوز بنفس الود: جعلك سالم... عمي أبو محمد ينطرني في المواقف..

سلطان ابتسم: تدري أنك أغرب شاب قطري..!!
فيه قطري يوصل 18 سنة مايعرف يسوق سيارة.. أنا خذت رخصتي وأنا عمري 16 سنة استثنائي..

عزوز بابتسامة وهم يمشون: أنا حالة خاصة.. !!
وعلى العموم أبوي أول مارجع ودرا أني صرت في الجامعة.. ياهو تفاجأ وانبسط..
أول شيء سواه شرا لي سيارة.. وسجلني في مدرسة سواقة..

السيارة واقفة في الحوش.. ومدارس السواقة خبرك زحمة... بس خلاص حصلت لي موعد مبكر
وبأبدأ الحصص من الأسبوع الجاي...


سلطان باستغراب: أشلون يوم أبوك درا أنك في الجامعة ؟؟.. ليه هو ماكان يدري؟؟

عزوز بهدوء: وش فيك سلطان؟؟ أنت كنت تدري أن أبوي كان مفقود في العراق وتوه رجع..
وهو يوم راح أنا في grade11 مادرا أني قدمت البكلوريا وسجلت جامعة..

سلطان دق على رأسه: صدق أني مسبه...

عزوز بود: زين لا تنسى تحضر أنت والوالد وأخوانك عشاء أبوي الأسبوع الجاي في الشيراتون..

سلطان بنفس الود: أكيد ولا يهمك.. احنا نعزم.. مااحنا بضيوف...

وعقب كمل باستفسار: إلا تعال عبدالعزيز... ليه ماجيت البارح.. حفل التعارف والتكريم اللي المدينة التعليمية سوته لكل جامعاتها؟؟

عزوز بابتسامة: يا ابن الحلال أنا أي وقت فاضي عندي أبي أقعده مع مجود.. خذ قلبي ذا الولد.. القعدة معه تسوى عندي ألف حفل..

سلطان يضحك: يوم أنك تحب البزران ذا الكثر.. تعال خذ لك شوي من الشواذي والسيابيل اللي عندنا..
عيال أخواني وخواتي.. إذا تجمعوا عندنا سوا لنا مستشفى مجانين...

بس جد الحفل البارح فاتك.. كان شيء..
شنو تنظيم .. وشنو فعاليات..
اعرضوا لنا نماذج من أعمال الطلاب في مختلف الجامعات
أما طلاب فرجينيا كومنولث بدعوا أمس...

تخيل فيه طالبة عندهم عمرها 16 سنة بس.. مصممة برنامج تصميم ثوري على الكمبيوتر.. يقولون إن شركات الكمبيوتر العالمية تتنافس عليه: مايكروسوفت والماكنتوش..
بس هي مارضت تبيعه وسلمته للمدينة الجامعية تتصرف فيه..
ماشاء الله تبارك الله... هذا المخ موب مخي..
هذي 16 سوت كذا على الثلاثين وش بتسوي؟؟

عزوز حس بألم غير مفهوم في قلبه.. لأنه عرف سلطان عن من يتكلم..

سأل سلطان: والبنت هذي حضرت بنفسها؟؟ وإلا بس عرضوا تصميمها؟؟

سلطان بلهجة اعتيادية: لا حضرت نفسها.. بس سبحان الله مخ مختلف وشكل مختلف..

سلطان قال كذا وسكت.. لأنه أصلا مايحب يتكلم في أشكال البنات..

بس عزوز فهم هو وش يقصد.. والفهم هذا بعث ألم حاد في روحه...ألم شديد الوطأة والقسوة والمرارة..

كانوا وصلوا للمواقف خلاص... سلموا على بعض وتفرقوا..

عزوز في السيارة جنب أفضل ساكت..

أفضل بود: ئزوز .. وش فيك ساكت؟؟

عزوز بهدوء: مافيني شيء عمي.. تعبان شوي بس...

عزوز موب مستحمل لازم يطلع اللي في خاطره...بيموت من احساس الغيرة على ديمة اللي اجتاحه بعنف

" بس هو ماله حق يفرض على ديمة شيء!!"

(لا أنا لي ألف حق!!)

طبع مسج وأرسله:

" ديمة لو سمحتي
تجمع مفتوح مثل التجمع اللي في احتفال أمس
لا عاد تحضرينهم"

بعد دقيقة الرد:

" أنا ممكن أعرف أنت لمتى
وأنت تفرض قراراتك علي؟"

تنهد عزوز وكتب:

" هالمرة أنا ما افرض
أنا أطلب وأقول لو سمحتي"

رد ديمة

" وممكن أعرف السبب؟؟"

رجع عزوز يتنهد وكتب

" عشان خاطري ديمة
لو لي خاطر عندج"

رد ديمة

" إن شاء الله.. تم"

خلاص عزوز أكتفى وفهم وابتسم..
مازال عند وعده أنه مايتجاوز حدوده..
بس اللي في القلب في القلب..
وباقي سنوات مو قليلة لين يكون له حق أنه يظهر مشاعره بصورة مقبولة للمجتمع...
لأنه مستحيل يكون فيه علاقة مقبولة اجتماعيا
بين شاب في الـ18
وبنت في الـ16

" بأصبر ياديمة
بأصبر..
صبرت سنين وكتمت وأنا مراهق
يعني ماني بقادر أصبر كم سنة بعد وأنا رجّال"


********************



سعود دق على محمد بسرعة... ومحمد فجعه بالخبر اللي ذبحه

(ملكة دانة بعد حوالي ساعة)

سعود تعطل مخه عن التفكير.. متى؟؟ وليه؟؟ وكيف؟؟ وأشلون؟؟

مخه فيه شيء واحد

دانة وبس

دانة وبس

دانة وبس


توجه ركض للقائد يستأذنه في الخروج..

كان جواب القائد بحزم عسكري شديد:

مستحيل.. مستحيل..
اليوم عندنا استعراض عسكري أمام قائد القوات المسلحة
ومستحيل نأذن لأي ضابط داخل في الاستعراض
وخصوصا أنك أنت بيكون لك مشاركة خاصة في الرماية

يعني
مستحيل أأذن لك..
ولو فكرت أنك تسويها وتطلع أنت عارف العواقب..
والالتزام العسكري موب لعبة..


سعود تنهد وشد قامته بالوقفة العسكرية وقال بحزم واحترام: إذن اسمح لي سيدي أقدم استقالتي فورا..

القائد بدهشة حادة: كذا ياحضرة النقيب.. هذي أخرتها
العلاقة بيني وبينك أكبر من مجرد علاقة بين قائد وضابط عنده..
أنا درستك في الكلية... وأنا طلبتك أنت بالذات عشان تتعين في كتيبتي.. وأنا اللي رفعت لك ترقياتك كلها استثنائيا
علاقتنا لها 12 سنة.. 4 في الكلية.. و8 في الكتيبة..
تكون هذي أخرتها...

سعود باحترام: اسمح لي سيدي.. بس الموضوع عندي حياة وموت.. وأنا مستحيل أخلي شيء يقهرني..
وأنت علمتنا إن اللي يخلي المستحيل يوقف في وجهه.. مايستحق شرف العسكرية

وقتها تنحنح جابر اللي كان واقف ساكت على جنب.. وقال باحترام:
سيدي اسمح لي أدخل بدل سعود في الاستعراض
الكسر في أصبع يدي اليسار الصغير.. ماله علاقة بشيل الرشاش...
وأنا أصلا تدربت مع الشباب على الاستعراض لحد أمس..
صحيح أنا ماني بمثل سعود في الرماية
بس أوعدك أبيض وجهك..

القائد كان ينقل بصره بين وجه جابر المرتسم عليه الرجاء.. ووجه سعود الغامض اللي يمور بالانفعالات... ابتسم وقال: روح ياسعود.. وانت ياجابر تجهز تدخل مكان سعود

وعقب كمل بحزم: بس حط في بالك ياسعود.. إنك بترجع بكرة الساعة 6 الصبح للمعسكر وأنك مُعاقب ومحجوز حجز عسكري لمدة شهر ماراح تطلع فيه..

سعود وهو يدق التحية العسكرية: احجزني سنة... بس خلني أطلع الحين...

وطلع سعود يركض لسيارته وهو بلبسه العسكري الكامل.. لبس الاستعراض..


********************


عبدالله نازل من الطابق الثاني متوضي يبي يروح لصلاة العصر..

مر أول على جواهر: حبيبتي وش فيهم العيال تأخروا اليوم؟؟

جواهر وهي ترضع ماجد وترد برقة: نوف عندها اليوم دورة في الجامعة بتخلص المغرب..
وعزوز على وصول.. توه مكلمني.. بس قال بينزل في المسجد يصلي وعقب بيجي للبيت..

عبدالله بحزم: عزوز خلاص باواجهه في المسجد... بس نوف أنا ما أحب إنها تقعد في الجامعة للمغرب..

جواهر بعذوبة: حبيبي.. الدورات والمحاضرات موب على كيفها... وبعدين بنت خالي حصة معها.. وبتجيبهم أم فهد..

عبدالله بنفس الحزم: ماعليه جواهر.. ماتقعد للمغرب إلا للضرورة القصوى.. ويكون عندي خبر قبلها عشان أنا اللي اجيبها..

جواهر وهي تبتسم: إن شاء الله حبيبي ولايهمك..

عبدالله بحزم رقيق: أنا ما أبي أكون متحجر وإلا قاسي.. بس أنتي تسمعين بلاوي.. والبنات تربيتهم موب سهلة.. ونوف في سن حرجة.. ولازم نكون منتبهين لكل شيء..

جواهر بتقدير كبير وحب أكبر: وأنا أشهد أنك ماقصرت في تربيتها..

عقب عبدالله ابتسم: عشان تشوفين أن تربيتي تجيب نتائج مبكرة.... بنتج صارت تنخطب!!!

جواهر بصدمة: من جدك؟؟

عبدالله وهو يستعد يطلع: والله العظيم..

جواهر باستفسار: ومن اللي خطبها؟؟

عبدالله بلهجة اعتيادية: راشد رفيق عبدالعزيز.. عبدالعزيز هو اللي فتح معاي الموضوع

جواهر بحذر: وأنت وش قلت؟؟

عبدالله: رفضت طبعا.. نوف بعدها صغيرة..

جواهر بنفس الحذر: نوف فعلا بعدها صغيرة.. بس راشد أنا أعرفه من وهو صغير... شاب ما ينرفض..

عبدالله بهدوء: يعني وش كنتي تبيني أرد عليه... تعال أزوجك..

جواهر بهدوء: لا طبعا.. بس كان وعدته خير.. لين تخلص نوف جامعتها..

عبدالله بمنطقية: نوف تبي لها 3 سنين لين تخلص الجامعة... تبين نربط ولد الناس واحنا موب عارفين وين النصيب..

جواهر تبتسم: الله تقوله تم حبيبي... ماعقب رايك راي
 
الجزء المئة وسبعة عشر



عقب صلاة العصر
مجلس أبو خالد

الدكتور سعد وصل ومعاه المملك..

محمد قاعد برا بيت عمه في سيارته
وخالد يروح ويجي ويدخل ويطلع وكان في غاية التوتر و الهم بيكسر ظهره..
حاسس بنار محرقة تحرق أطرافه..عقله..مشاعره..وخلاياه


وسعود مابعد بين ولا طل.. لأنه حرك من المعسكر من ربع ساعة بس..


في نفس الوقت
وفي مكان ثاني في بيت أبو خالد
في غرفة دانة

دانة كانت تبي بكاء مر موجع يائس عميق
لم يكن مجرد بكاء.. كان شيئا يتجاوز البكاء
شيء أشبه بالأنين الحاد المؤلم المنتزع من عمق روح مدمرة لبقايا حطام إنسان..

مزنة اللي كانت بطبعها دمعتها بعيدة.. بدت تبكي من تأثرها من بكاء دانة المؤلم: دانة حبيبتي ليش تبكين الحين؟؟ مهوب سويتي اللي في راسش؟؟

دانة من بين عبراتها وأنينها: خليني أبكي على خسارة سعود قبل أصير حلال غيره..
خليني استغل الدقايق الأخيرة أبكي عليه قبل يصير حرام علي أفكر فيه وأخون الرجّال اللي بأصير مرته..
خليني أبكي في هالدقايق بكاء لو بكيته عمري كله ماكفاني..

مزنة برجاء باكي: تكفين دانة.. تقدرين تتراجعين... حرام اللي تسوينه في روحش.. حرام

دانة بوجع: خلاص مزنة.. ماعاد للحكي فايدة...خلاص



في المجلس
فتح الشيخ دفتره.. وقال للدكتور سعد اللي كان معه أخوانه الاثنين: عطوني بطاقة المعرس.. وبطاقات الشهود..

سعد عطاه بطاقته..
ثم واحد من أخوانه طلع بطاقته...
وتوقعوا إن خالد بيطلع بطاقته.. عشان يعني من باب الذوق
واحد من هنا وواحد من هنا
لكنهم شافوا إن خالد كان سرحان في ملكوت ثاني...
فطلع أخوه الثاني بطاقته وحطها على دفتر الشيخ..

الشيخ بوقار: بسم الله الرحمن الرحيم.. توكلنا على الله..
وكان على وشك يطلب بطاقة دانة


صوت حاد حازم : وقف ياشيخ لا تكتب شيء


الكل ألتفتوا ناحية الصوت...
وأبو خالد تغيّر وجهه من الغضب
وهو يلتفت ناحية خالد اللي كان واقف فوق رأس الشيخ بحزم ويقول: أقول يادكتور سعد..
مالك مرة عندنا توكل على الله..

سعد بغضب: ليه أنتوا شايفيني لعبة عندكم..

خالد بحزم وبرود: أقول توكل على الله.. لا تتأخر على العيادة المسائية..

أبو خالد بغضب: خويلد ياللي ماتستحي.. ماكن لك كبير.. ولا كن لي قدر ولا حشيمة...

خالد بنفس بروده رغم أنه يذوب توتر في داخله: يوم ملكة دانة الأولية.. طلعت الرشاش بس ماسيحت دم حد...
ترا ماعندي مانع أطلع أجيبه.. ونسيح لنا دم ذا المرة بحق وحقيق..

أبو خالد بغضب: خويلد...

خالد بحدة وعيونه تنقلب من الغضب وبروده كله يتبخر: شوف يابو خالد... ذا الشنب على مره.. كن ذا الرجال خذ الدانة.. خله يقوم يتوكل على الله.. قدام نتذابح..

سعد وأخوانه نطوا واقفين واطلعوا من الزعل برا لسياراتهم اللي كانت واقفة قدام البيت..

وأبو خالد يلتفت بغضب حاد على خالد..
وخالد يقول له بحدة أكبر وقبل مايقول أبوه شيء: لا تقول شيء.. وإلا والله ماعاد تشوف رقعة وجهي لين أموت

في خلال ثواني كان محمد اللي كان واقف برا يدخل عليهم ونفسه متقطع..ووجهه أحمر.. وقلبه بيوقف من الانفعال


محمد لما شاف الرياجيل طلعوا... حسب أن الملكة تمت
لأنه كان قايل لخالد انه واقف برا..
واذا سعود ماقدر يجي على الوقت.. محمد بيدخل ويحير دانة هو لين يجي سعود..

محمد برعب بأنفاسه المتقطعة وكلماته المتناثرة: دانة تملكت خلاص..؟؟

خالد بنبرة غامضة: لا..

الشيخ قاطعهم وهو يقول بارتباك: زين اسمحوا لي أنا بأروح..

خالد بحدة وغضب هادر: اقعد ياشيخ..
أنت جيت تملك اليوم.. ومنت بطالع إلا وأنت مملك..
سعود بياتي.. وبنقعد ننتظره إن شاء الله مايأتي إلا بكرة الصبح..

خالد كان مولع.. ويتنافض من الانفعال.. وماكان حد يقدر يكلمه..

محمد قعد جنب عمه.. وهمس له: وش اللي صار؟؟
ابو خالد حكى لمحمد كل شيء من بين اسنانه وبغضب مكتوم.. وابتسامة محمد تتسع ويقول في نفسه (كفو يابو هادي.. كفو)

بعد دقايق كان سعود يدخل عليهم مثل الاعصار الكاسح..
مالقى في المجلس إلا عمه وأخوه وولد عمه ومعهم الشيخ.. مادرا وش اللي صار.. هل الملكة صارت؟؟
وإلا الرياجيل مابعد جاو؟؟

حس إن روحه تتأرجح على حد سكين محمي..
إن الباقي من حياته كلها يتوقف على الكلمة اللي بيسمعها
من الناس اللي جالسين قدامه


بنفس مقطوع: شاللي صار؟؟

خالد بنفس حدته وغضبه الكاسح: سعود هات بطاقتك..

سعود مو فاهم: شالسالفة؟؟

خالد بحدة مرعبة: أنت تبي مرتك وإلا ماتبيها؟؟
تراكم أقرفتونا بذا السالفة..
تبيها أخلص وهات بطاقتك... ماتبيها اطلع ولا عاد أشوف وجهك في بيتنا..

سعود بغضب: خويلد احشم اللي اكبر منك..

محمد نط واقف عشان يقطع العراك اللي شكله بيبدأ..
وهو يطلع بطاقته ويحطها على دفتر الشيخ ويقول: الشاهد الأول

ثم ألتفت على سعود وهو يقول بهدوء: أبو سعيد... خالد اليوم رايته بيضا.. خلّص وحط بطاقتك...

سعود طلع بطاقته وحطها

وخالد طلع بطاقته وحطها على دفتر الشيخ وهو يقول: الشاهد الثاني..

الشيخ قال: بسم الله الرحمن الرحيم.. توكلنا على الله.. وين بطاقة العروس؟؟

طلعها أبو خالد من جيبه وعطاها الشيخ..

أبو خالد مو فاهم شيء...بس حاسس بسعادة عميقة مايعرف سببها

سبحان الله على قد ماكان حاسس بالضيق وهو يبي يطلع بطاقة دانة يوم كان سعد قاعد...
على قد ماهو مبسوط الحين وهو يطلعها عشان ترجع لسعود مرة ثانية..

الشيخ خلص تسجيل البيانات: ودوني للعروس أخذ موافقتها..

الشيخ دخل للمقلط.. وخالد دخل داخل البيت
وطلع لدانة في غرفتها.. لقى وجهها متنفخ من البكاء.. وشكلها على وشك الانهيار.. مثل عود يابس خالي من الحياة ينتظر أقل هزة عشان عشان ينحني وينهي رحلته..

لما شافها حس إن كل الحدة اللي بداخله تبخرت مثل قطعة ثلج على صفيح ساخن وهو يشوف شكلها المعذب المحطم..
همس بصوت واطي حنون: دانة..

دانة وقفت بتعب وكأنها ماتقدر تحمل جسدها من الارهاق
ورمت نفسها على صدره وبكت بكاء مكتوم حزين..
تركها خالد تبكي شوي وهو حاضنها بحنان فياض
ثم قال لها بحنان: ألبسي عباتش
لبست بآليه مريرة..
ثم مسك يدها
ونزل فيها تحت..بدون مايقول لها شيء..

دانة سارت معه.. مثل الذبيحة اللي تُقاد للمسلخ..
نحّت كل مشاعرها جانبا وهي تقرر إنها تعيش بعقلها
وتدفن قلبها وكل مشاعرها من هذي اللحظة..

وصلت المقلط.. وهي تحس إن روحها في مكان ثاني..
وإنه فقط جسدها هو المتواجد هنا..

سألها الشيخ: توافقين يا بنتي على سعود بن سعيد الـ

دانة حتى الاسم ماكانت تسمعه.. ماكانت تسمع شيء..
روحها موجوعة.. ومشاعرها ثكلى..
وألمها كتم كل أنفاسها بمرارته..
كانت تبي تهرب من كل شيء
من هذا المكان.. ومن نفسها.. ومن ضعفها..
(مستحيل أوافق.. مستحيل!! أنا وش كنت ناوية أسوي بروحي)

خالد بحنان: دانة الشيخ يقول موافقة على سعود..

دانة وهي تنتفض بحدة (الظاهر أني استخفيت.. يتهيأ لي إن اسم سعد صار سعود) : وش تقول؟؟

الشيخ بهدوء: أقول يا بنتي توافقين على سعود بن سعيد الــ؟؟

دانة شهقت بعنف..
وخالد برعب: تكفين دانة مهوب وقته تشاهقين علينا... تبين سعود وإلا ماتبينه؟؟

دانة مو قادرة تتكلم.. والصدمة العذبة غير المتوقعة تشل تفكيرها

وسعود ذبحه التوتر داخل المجلس (وش فيهم تأخروا؟)


دانة بخفوت: بس أشلون خالد أشلون؟؟

خالد برجاء مخلوط بالحدة: تكفين دانة خلاص..
خلصوا ذا الفيلم الهندي..
أنتي ذايبة هنا.. وهو ذايب هناك.. خلصونا
وسالفة إنه بيعرس مهيب صحيحة أنا اللي فهمت السالفة غلط..

دانة تنهدت بعمق وهي تقول من أعماقها الموجوعة: موافقة ياشيخ..

أشر لها الشيخ توقع.. وقعت وهي ترتعش.. وعقب ماقدرت توقف ورجولها ماتحتمل ثقل جسدها
فجلست..


 
والشيخ رجع داخل..
وخالد قعد مع دانة..

سعود أول ماشاف الشيخ نط واقف
وقلبه فيه طبول حرب مجنونة..
الشيخ ابتسم وهو يقول: بارك الله لكما وبارك عليكما.. وجمع بينكما في خير..

محمد حضن سعود بقوة.. وسعود همس له: لا تقصر في الشيخ..

عقب ألتفت على عمه وحب خشمه.. وعمه يقول بابتسامة: مبروك ياولدي.. سبحان الله.. سبحان الله.. اللي فرقكم بدون سبب.. ورجعكم بدون موعد..

سعود باحترام: يبه أبي أشوف دانة..

سعود بيموت يبي يشوفها.. يبي بس يملأ عينه منها
(يالله وش كثر اشتقت لها.. يالله..!!)

يبي يتأكد أنه فعلا الدانة رجعت له
صار حقه يشوفها.. ويمسك يدها
ويعبر عن شوقه المر الهادر لها
(وأخيرا يادانة وأخيرا)

أبو خالد بتردد: بس يا أبيك..

سعود برجاء: يبه دانة مرتي أول وتالي..

أبو خالد دق على خالد.. وخالد قال له أنه هو ودانة بعدهم قاعدين في المقلط.. قال له أبوه: تعال أنت وخل دانة في المقلط..


***************


بيت سالم...

منيرة قاعدة تدرس..

وسالم في الحمام يأخذ له شاور.. عشان يطلع لشركته..

رن موبايلها.. طالعت الاسم وابتسمت: هلا بخالة الشيخ مبارك..

سارة تبتسم: عدال على ذا البروك.. يكون ويليام ولد تشارلز وديانا.. كله بروك ولد منور وسويلم

منيرة تضحك: بسم الله على ولدي تشبهينه بذا الكافر..

سارة تضحك: الزبدة.. بتجينا الليلة وإلا لا؟؟

منيرة برقة: ما أعتقد... عندي دراسة.. وبعدين ذا اليومين مشغولة بخطوبة فاطمة..

سارة بتحسر: كنت أبي أسولف معس شوي..

منيرة بعيارة: ماعاد عندس من السوالف إلا حمد وشغلس..

سارة بمرح: ياختي اذكري شيء عدل مالقيتي إلا حُميّد.. الله يقرفه..

منيرة باستفسار ليه وش سوى اليوم؟؟

سارة بلهجة اعتيادية: اليوم وعلى غير العادة مر بسلامة بدون لقافته المعتادة.. انا بصراحة كنت مستغربة..
بس طبعا مستحيل يخلص اليوم ماغثني..
خلص الدوام..
وقفت برا أنطر عليان يجيني..
الأخ قاعد في سيارته مسوي رقابة علي..
جاء واحد من الموظفين بس شكله في ادارة ثانية
ووقف سيارته مقابلي..
أنا كنت بأرجع داخل لين يجي عليان..
فوجئت بالاستاذ حمد ينط من سيارته ويتهاد مع اللي موقف سيارته يقول له: المواقف كلها فاضية مالقيت موقف غير هذا..

وعقب كملت سارة بعصبية:

خلاني في نص هدومي..
الرجّال الثاني ماحب يزودها مع حمد المجنون فحرك سيارته وراح...
والشيخ حمد رجع علي يقول بعصبية: لاعاد تنزلين من مكتبس لين يصير علي تحت..

قلت له بعصبية: مالك دخل يأخ أنت..

تخيلي الوقح وش قال لي؟؟ قال ببرود: إلا لي دخل ونص..
حرق أعصابي الله يحرق أعصابه..


منيرة ماتت من الضحك.. وسارة ضحكت من ضحكها: أحر ماعندي أبرد ماعندس..

منيرة بعيارة: صحيح أنتي أختي الكبيرة.. بس غبائس منقطع النظير واسمحي لي أقولها..

سارة بمرح: ليه ياعبقرية زمانس؟؟

منيرة بمرح: حمد ذايب في هواس وانتي تستهبلين..

سارة بغضب: عيب منور.. وش ذا الكلام؟؟ احشميني ياقليلة الحيا.. حتى لو كنتي مرة معرسة.. انا اختس الكبيرة..

منيرة بهدوء: زين خلاص لا تزعلين.. اكلمس بعدين
سالم طلع من الحمام..

وفعلا كان سالم طالع من الحمام..

ابتسم لما شاف منيرة تبتسم له..
قرب منها وهي جالسة على مكتبها وجاء من وراها
وقبل كتفها برقة: شأخبار الدراسة؟؟

منيرة بعذوبة: لا تحاتي.. ذيبة مرت ذيب أم ذيب..

سالم ضحك: الله يستر من ذا العايلة.. شكلها عايلة متوحشة..

منيرة برقة: مطول الليلة في الشركة؟؟

سالم بود: لا حبيبتي.. ساعتين وراجع... بس أنتي لا عاد تتعبين روحس واللي يرحم والديك.. وبلاها النزلة والطلعة كل شوي..
 
الجزء المئة وثمانية عشر





دانة كانت قاعدة في المقلط حاسة إنها مو قادرة تمسك أعصابها من هول المفاجأة

(مرت سعود للمرة الثانية!!
معقولة!!
معقولة!!)

ما انتبهت إن خالد طلع من عندها عقب ما تلقى اتصال..

كانت جالسة على الكرسي بعد ماخلعت نقابها.. باقي عليها شيلتها وعبايتها..

دخل سعود عليها

ما انتبهت..
كانت سارحة في عوالمها..

سعود حس بتيار هادر يجتاحه بعنف..
ظل واقف متخشب دقايق مايدري عن حسابها
دقايق غير محسوبة من عمر الزمن
دقايق خاصة كخصوصية مشاعرهم المشبعة بالشجن المؤلم
دقايق حفرت في قلبه الوجع والفرحة
وهو يتأمل دانة الصامتة السرحانة..

حس بالالم يجتاحه بقسوة وهو يشوف وجهها اللي كان باين عليه آثار التعب والبكاء الطويل..

قرب منها بشويش..

لم تنتبه بعد..
أعادها لعالم الواقع الجميل ملمس يدين دافئتين على عضديها
يدان أنهكها الألم والوجع واستنزفاها اشتياقا للمساتهما
شعرت بالخجل والارتباك والتوتر والانفعال يغزو قلبها بمرارة
وسعود ينهضها بقوة وحنان
والعين تعانق العين بوجع ساحر
والرمش يحكي حكاية السهد واليأس وليالي السهر للرمش
وارتعاشة الجفن تشتكي حسرة البعد والقهر والشوق الهادر

دانة أنزلت رأسها بخجل وهي مصعوقة: كيف دخل سعود..؟؟


لم يسمح لها سعود أن تحرمه من عناق عينيها التي اشتاق بعنف لحنانهما ودفئهما وسحرهما..
رفع رأسها إليه..
وهو ينزل شيلتها على كتفيها
و يدخل كفيه في خصل شعرها
ويمسك برأسها من ناحيتي صدغيها
ويقرب وجهها منه..
دانة انتفضت بوجل.. وهي تشعر بأنفاسه الحارة على وجهها
ووجل أكبر حينما شعرت بهذه الانفاس تخترقها
وسعود يلصق شفتيه بشفتيها في عناق طويل مشتاق..
حاولت دانة أن تخلص نفسها رغم أنها كانت أكثر اشتياقا له
ولكن خجلها الحاد خنقها..
لم يفلتها سعود حتى شعر أنه أروى الحد الأدنى من غليله..وشوقه.. ووجعه

حينها تركها بصمت..
وعاد من حيث أتى..

لتنهار دانة جالسة على نفس الكرسي
الذي كانت تجلس عليه قبل دخول سعود العاصف المثير الموجع الناعم عليها..


******************


بعدها بدقائق في مجلس أبو خالد

سعود احتاج دقائق حتى استطاع التماسك من ثقل الأحاسيس
التي دغدغت قلبه المتيم ودانة بين ذراعيه..
وشفتيها ترتعش بين شفتيه..

ألتفت على عمه وهو يقول باحترام: بكرة محمد بيحط مهر دانة في حسابها.. وذا المرة بأعوض دانة وبأسوي لها عرس كبير..
بأدور أقرب حجز وبأحجز..
يعني عقب شهر بالكثير..
خلها تتجهز بسرعة..
وكل شيء صار موجود جاهز بالسوق...


وفعلا طلع سعود من بيت عمه
حجز لموعد عرسه
بعد شهر بالضبط
ثاني يوم خروجه من الحجز العسكري


***************


في المساء
في غرفة دانة..
دانة صامتة.. صمت المحلقين..
على شفايفها ابتسامة ناعمة صافية.. وهي متمددة نصف تمدد على سريرها..

مزنة تبتسم: ياحرم حضرة النقيب.. عطينا وجه..
صار لي ساعة أسحب الكلام منش
خالد يقول إن سعود طلب يشوفش
وش قال لش؟؟

دانة تبتسم وتقول بنبرة حالمة وهي تلمس شفايفها: ولا شيء..

مزنة تضحك: البنت استخفت.. أشلون ولا شيء.. يعني شافش وبس..؟؟

دانة بنفس النبرة الحالمة وهي سرحانة: وبس..



في نفس الوقت
في مجلس سعود
سعود مسوي عشاء لملكته..
الشباب متجمعين عنده... بعد ماراحوا الرياجيل اللي كانوا عنده...

دخل عليهم متعب مثل الاعصار المرح وهو بلبسه العسكري: تعشيتوا؟؟ وإلا خالي جيّد؟؟

محمد بمرح: لا والله خالك مهوب جيّد الليلة.. تعشينا.. أنت تأخرت واجد...

متعب بمرح: توني خلصت زامي الحين.. جايكم قبل أبدل..

سلم على الكل.. وحضن سعود بشدة وهو يبارك له ويهمس له: رديت حبيبة القلب.. مابغيت..

متعب وسعود أصدقاء مقربين.. بينهم فرق سنة وحدة.. سعود الأكبر..
متعب ملازم ثاني بس في الدفاع المدني..
والدورة اللي توه رجع منها اللي كانت في استراليا
كانت في فن إدارة الأزمات..
تدربوا بكثافة على التعامل مع الكوارث الطبيعية..
اقتحام الحرائق.. الغوص .. والقفز بالمظلات على المناطق السكنية
وهذا النوع من القفز يعتبر أخطر أنواع القفز كما هو معروف
لأن القفز بالمظلات يكون النزول على أرض خالية.. صحراء سهل أو حتى بحر
بينما النزول على المباني.. يكون خطير جدا
لأن المظلي مهما كان درجة تحكمه بنفسه
لا يستطيع التحكم بحركة الرياح التي قد تصدمه بالمباني لتتحطم عظامه من هذا الاصتدام..

سعود ومتعب تقريبا نفس الطول.. لكن متعب أعرض شوي..
قبل كان أعرض بكثير لكنه استغل وجوده في استراليا لعمل ريجيم قاسي..
مثل مها.. اللي استغلت غيابه لعمل ريجيم قاسي..

سعود رد على متعب وهو حاضنه بهمس: مابغينا..

وقعدوا جنب بعض.. يسولفون

وعقب الشباب بدوا يلعبون بيلوت..
متعب ومحمد ضد خالد وجبر

وسعود قعد في الزاوية البعيدة مع أفكاره


ودانة على الطرف الثاني غارقة في أفكارها لوحدها
بعد ماتعبت مزنة منها..
وقامت لغرفتها عشان تحضر لحصصها بكرة..

رنة مسج.. فتحته بدون اهتمام
شهقت ونطت قاعدة على حيلها من تمددها

" لو اتصلت
تردين علي؟؟"

وصله الرد في ثواني

"لا.."

سعود ابتسم وهو يتكي على المساند ويطالع الشباب
اللي كانوا صوتهم طالع من خلافاتهم حول البيلوت
وكتب..

"بس أنا بأتصل
مشتاق..
مشتاق..
مشتاق لصوتك
إذا قلبك يطاوعك تسفهيني
براحتك"

دانة توترت ونطت واقفة
كانت تبي تكتب له: لا تتصل
كانت غير مستعدة للمواجهة
وخصوصا عقب اللي صار اليوم عقب الملكة
واللي رفع درجة خجلها منه
صحيح إنها كانت زوجته ورجعت زوجته.. والخجل هذا يمكن يكون غير منطقي
بس غصبا عنها
احساس الخجل يلفها بشدة

لكنها فوجئت بموبايلها يرن
وقلبها ينط من مكانه
واسم سعود يلمع على الشاشة

ماكانت تبي ترد
الخجل يجتاحها بعنف

لكنها تشجعت وردت
لأنها شافت بنفسها إن ترددها في التعبير عن مشاعرها
ضيع منها سعود المرة الأولى
وهي مستحيل تسمح أنه يضيع منها مرة ثانية

بتردد وخجل: ألو..

سعود بنبرة شديدة الدفء: اشتقت لش..ميت من شوقي
والله حتى مليون كلمة اشتقت لش ماتعبر حتى عن واحد من مليون من شوقي

صمت على الطرف الثاني.. فقط صوت أنفاسها السريعة المتلاحقة..

سعود بنفس الدفء: صوت النفس اللي ذوبني يقول أنه فيه حد على الخط بس هو مابعد تعطف علينا وسمعنا صوته..

مافيه رد.. بس الأنفاس يتزايد تسارعها..

سعود بحنان: دانة..

دانة بخجل: لبيه..

سعود بوله: يالبيه أنا.. ومن أقصاي لبيه..

دانة بتذوب من خجلها..
ثمان شهور عايشة في قحط عاطفي.. وعقبه الفيضان هذا.. مو قادرة تستحمل.. هي أصلا تستحي.. والحين وجهها ورم من الخجل..

دانة بخجل كبير: هذا أنا رديت عليك.. ممكن أسكر خلاص..

سعود بعذوبة: ليه أنتي تعتبرين الكلمتين اللي قلتيهم كلام؟؟

الشباب ألتفتوا على سعود وبدوا يقطون نغزات..
متعب: سعيّد من أنت تكلم يالمغازلجي؟؟ القعدة ذي مالي بها.. قعدة مغازل بجدارة..

سعود بصوت عالي.. ودانة بعدها معه على الخط: وش سعيّد ذي يامتيعب الدب.. 15 سنة ماحد قالها لي؟؟
احشمني قدام أغير رأيي في الموعد اللي عقب شهرين ونص وأخليه عقب سنة..

متعب بخوف مصطنع مرح: لا تكفى خلاص حرمت يالشيخ ياعمي سعود...

وذا المرة نط خالد وقال بمرح: وأنت سكر ذا الاتصال اللي ما ادري وشو قايل.. قدام أغير رأيي في الموعد اللي عقب شهر وأحطه عقب سنتين..

سعود ابتسم: والله حتى البزارين طلع لهم لسان..

محمد يبتسم: والله البزارين هم اللي زوجوك اليوم.. حط أبو هادي على يمناك..

دانة كانت تسمع النقاش وتبتسم بخجل.. تبي تسكر.. بس تبي سعود لين يسكر من خاطره..

خالد طرأ عليه شي..
رن على دانة لقى معها خط ثاني..
ابتسم وأرسل لها مسج..

"فضحتينا أنتي ورجّالش
ماعندكم صبر
كلها شهر وتصيرين في بيته
واهذروا على كيفكم"

دانة فتحت المسج وهي تنطر سعود لين يخلص خناقه مع الشباب.. اللي كل واحد يستلمه شوي..
دانة حمر وجهها من الحرج من خالد..

الشباب رجعوا يلعبون دور ثاني
وسعود رجع يكلم دانة..

دانة بارتباك: ماعليه سعود اسمح لي.. خالد أرسل لي مسج يقول سكري..

سعود رفع صوته: خويلد.. على شحم..

خالد يضحك: ليه.. عسى ماشر؟؟ (مع أنه فاهم!!)

سعود ببرود: أنت عارف.. ولاعاد تدخل في اللي مايخصك..

سعود بنبرته الدافية رجع يوجه كلامه لدانه بصوت واطي: باسكر الحين بس بارجع أتصل قبل أنام.. بتتنيني وإلا لا؟؟

دانة سكتت..

سعود ابتسم: معناها بأتصل



في الليل متأخر شوي..
الشباب تأخروا في السهرة عند سعود
خصوصا لما عرفوا أنه معاقب
وبينحجز شهر ماراح يطلع فيهم من المعسكر إلا قبل عرسه بيوم

الدانة غفت وهي تنتظر اتصال سعود
لأنها لها يومين مانامت
من لما اتصلت في تهاني وقالت لها خلي سعد يجيب المملك
أولا كانت طول الليل صامتة
ثم بدت تبكي من لما طلع النهار لحد موعد الملكة

سعود في غرفته
توضأ وصلى
ثم تمدد وخذ موبايله ودق

انتفضت دانة وهي تسمع رنين الموبايل يمزق سكونها
بصوت نعسان: ألو

سعود بحنان: نمتي؟؟

دانة بخجل: شوي.. غطيت وأنا أنتظرك

سعود بوله: أسف حبيبتي.. بس كان لازم أسمع صوتش لو شوي..
أنا عقب صلاة الصبح لازم أسلم نفسي في المعسكر عندي حجز عسكري شهر.. حتى موبايلي بيأخذونه مني..

دانة برعب: ليه؟؟

سعود برقة: خلاص مهوب مهم.. أنا كان عادي عندي انحجز 10 سنين بس ما تروحين مني حبيبتي..
عقب كمل بحزم عذب: ترا موعد العرس عقب شهر بالضبط.. جهزي اللي تبين بسرعة..وبكرة محمد بيحط المهر في حسابش..
وعقب همس بنبرة خاصة عميقة: وذا المرة لازم تلبسين فستان أبيض مثل أي عروس.. يمكن الله راد انه احنا نتفرق عشان أرجع أعوضش عن المرة اللي فاتت

دانة بخجل قاتل: سعود الله يهداك شنو فستان ومهر.. مهري اللي فات والله ماانصرف منه شيء.. وفستان ماله داعي..

سعود بغضب: شنو ذا الكلام يادانة.. هذا عقد جديد بمهر جديد.. والمهر اللي فات خلاص..
وعقب كمل بهمس: والفستان حق لش تلبسينه وحق لي أشوفه حبيبتي..

دانة بهمس: إن شاء الله سعود..

سعود بحب ومرح: ومافيه حبيبي يعني؟؟

دانة بخجل: إذا شفتك عقب شهر قلتها لك وجه لوجه..

سعود بعمق: يا متى بيخلص الشهر بس.. بأعده بالدقايق والثواني...

 
الجزء المئة وتسعة عشر





ثاني يوم .. صباح يوم الأربعاء

مكان شغل سارة...

سارة من البارحة من عقب مكالمتها مع منيرة.. وهي حاسة بخجل حاد يجتاحها..

يعني لما كانت شايفة أنه اهتمام حمد مجرد اهتمام رجّال شهم بوحدة من بنات جماعته.. كان احساسها فيه عادي جدا..

بس عقب مادخلت منيرة في رأسها سالفة أنه ممكن يكون يحمل ناحيتها مشاعر خاصة.. وهي حاسة بالارتباك وماتبي تشوفه..

(كله منس يامنور كله منس.. يالله ياكريم يضربس سويلم نعلة ثانية على راسس المخرف)

من لما وصلت الصبح وهي في مكتبها ماطلعت نهائي..

الحين باقي شوي على صلاة الظهر وهي ماطلعت نهائي...

كانت جالسة تتلهى في أوراق في يدها ترتبهم من جديد للمرة الثالثة بعد ماخلصت كل شغلها..

جات وحدة من زميلاتها من برا وجلست جنبها: الأستاز حمد بيسأل عليكي؟؟

سارة بحرج: وليه يسأل عني؟؟ فيه شغل لي عنده؟؟

داليا هزت أكتافها: لأ... بس هو بيسأل أنتي جيتي النهارده وإلا لأ.. عشان هو ماشافكيش النهاردة...

سارة في نفسها (الله يفضحك ياحُميّد.. بتفضحني في كل الإدارة) وعقب كملت بصوت واطي: تسأل عنه العافية... يسأل عشان احنا قرايب (جعل أمحق قرابة جمعتنا)

سارة قررت شيء في رأسها..
توجهت للموظفة المسئولة.. وقدمت طلب عندها...
المسئولة استغربت: توج سارة مالج شهر ونص تقدمين طلب نقل لإدارة ثانية... فيه شيء ضايقج في إدارتنا؟؟

سارة بثقة: لا والله.. بس أنا حابة أغير..

المسؤولة بحذر: أنا بأرفع طلبج لرئيس القسم.. بس أنبهج إن هذا موب من مصلحتج.. بعدين تطلع عليج سمعة إنج ماتحبين الشغل وتتمللين بسرعة.. مع أني شايفتج موظفة نشيطة ماشاء الله..

سارة بود واحترام: أنتي ارفعيه وأنا والله شاكرة اهتمامس..


******************


منيرة ومها وفاطمة طالعين من الجامعة
متوجهين للصالون..
عشان فاطمة تخلص شغلها وتصبغ شعرها وتقصه
والبنات قرروا يترتبون معاها عشان الصور بكرة طبعا

صبغت فاطمة صبغة كستنائي فاتح كانت تجنن مع لون بشرتها وتدويرة وجهها وقصة المدرجات الكثيفة..

مها بعيارة: أخونا اللي مانعرف اسمه بيجيه جلطة إذا شافش بكرة..

فاطمة بخجل: بس مهاوي تحشمي..

مها تضحك: فديت متعب بس.. ليته بس ينجلط إذا شافني.. ياخوفي بس يقول عرفتش دبة.. ورجعت وانتي دبة..

منيرة تضحك: مها حرام عليس... والله جسمس صار يجنن الحين.. ملفوفة تمام...

مها تضحك: أعرفكم يالبدوان أنتم واذواقكم... الدبة تقولون ملفوفة... خلينا نسال الجبهة الثانية
توتي وشرايج في جسمي الحين؟؟

فاطمة بعيارة: دبة..

مها تضحك وتقول لمنيرة: شفتي..!!

فاطمة تضحك: لا والله أمزح معاج... الصدق تبين بس يمكن 5 كيلو بعد وتصيرين موب تمام إلا فوق التمام..

مها بمرح: الله يجزاش خير.. 5 كيلو بس.. خلاص هانت..
ويالله على الحناء.. لازم تتحنين مافيه مهرب..



*****************
 

سارة طالعة من دوامها..
تتسحب وتتلفت ماتبي تشوف حمد..

وصلت تحت.. بس ماطلعت تنتظر علي يجيها..
فوجئت باللي وقف قدامها كأنه ظهر من العدم
وفي يده ورقة يمدها لها..

سارة انصدمت بعنف وهو يقول لها بحزم: ممكن أعرف ليش طلبتي نقل؟؟

سارة بحدة وهي تتراجع: مهوب شغلك.. وصراحة أنت تجاوزت كل الحدود.. لو تعرضت لي مرة ثانية أو تكلمت معي.. بأقدم ضدك شكوى رسمية..
أنا حشمتك ليش أنك من الجماعة... بس أنت ماتستاهل الحشيمة

حمد قال بهدوء وهو يمدلها الورقة مرة ثانية: يعني مثل ما أنا متوقع..
قدمتى نقل عشان ماعاد تشوفيني..
على العموم أنا سحبت الطلب.. تفضلي.. وأنتي بتشوفيني كل يوم برضاس وإلا غصبا عنس..

سارة عصبت لأبعد حد: أنت بأي حق وبأي صفة تسحب طلبي؟؟

حمد بنبرة خاصة: بصفتي خطيبس.. ماينفع؟؟

سارة بغضب وثورة لكن بصوت واطي: عمري ماشفت وقاحة كذا.. وتبي تطلع على سمعة في الوزارة بعد.. وتكذب علي..

حمد بهدوء: أنا ما كذبت.. أنا خطبتس البارحة من عمي فالح.. ليه هو ماقال لس؟؟

سارة بغضب كاسح: عمت عينك.. قول آمين..

حمد ابتسم: ياحلو الغزل منس.. ينقط سكر من بين شفاياس..

سارة صارت ترتعش بحدة من الغضب لكنها سكتت وهي تشوف سيارة علي توقف وطلعت عليه...

أول ماركبت مع علي ألتفت عليها بغضب وهو يقول من بين أسنانه: مهوب ذا حمد بن راشد اللي كان واقف معس؟؟

سارة بتوتر: إيه...

علي بغضب حاد: زين خليه لين يصير رجلس.. وعقب وقفي تكلمي معه قدام العالم ياللي ما تستحين..

سارة بتوتر: والله العظيم أنه هو اللي وقفني وتكلم معي.. يبي يعطيني ورقة للشغل..
وعقب كملت بحدة: ورجلي مهوب صاير رجلي.. ليه خلصوا الرياجيل أخذه..

علي تحول غضبه لناحية ثانية: ليه وش أنتي راده فيه بعد؟؟ رجّال والنعم فيه..

سارة ماكانت شايفة فيه عيب.. بالعكس هي معجبة فيه ومن أول يوم شافته في الشغل وعرفت هو من..... بس العند أبعدكم الله عنه ودلع البنات..

سارة بحدة: راده فيه اني ما أبيه... مايكفي..؟؟

علي وهو يبي يسكر الموضوع: انتظري لين يكلمس أبوس رسمي.. وعقب عيي على كيفس.. أربه يكسر راسس اليابس..



*****************



بعد صلاة العصر..
جواهر كانت تمشي شوي في البيت..
لأنها تعبت من القعدة..

نوف قاعدة عند مجود اللي مفكك على السرير تلاعبه وتبوس فيه..

رن موبايل أمها..
شالته بدون اهتمام وطالعت الاسم..
كان اسم راشد الــ يلمع على الشاشة
جواهر سيفته لما أتصل فيها أخر مرة..
حست نوف بحرج شديد.. ليش ماتدري..
رجعت الموبايل مكانه..
بعد دقايق.. رجع راشد يتصل..
(وش عنده ذا ملزم؟!!)

لكنها تركته يرن..

لما رجعت جواهر.. قالت لأمها وهي تحاول تبين إنها غير مهتمة: يمه موبايلج رن كم مرة..

شالت جواهر موبايلها.. وطالعت الاسم الذي لم يرد عليه..

استغربت.. لكنها شبه توقعت السبب..
ألتفتت على نوف وقالت برقة: يمه نوف أطلعي جيبي لي ملابس داخلية من غرفتي من فوق.. أبي أخذ لي شاور..

نوف باستغراب: يمه الدولاب هنا مليان ملابس داخلية.. أنا شايفتهم قبل شوي..

جواهر بحزم: قلت لج روحي جيبي لي.. تروحين بدون نقاش..

نوف بعذوبة: ياشينج ياجيجي لا حمقتي.. إن شاء الله رايحة

جواهر جلست جنب ولدها على السرير
واتصلت في راشد..

راشد باحترام: السلام عليكم.. هلا أم عبدالعزيز

جواهر بنفس الاحترام: وعليكم السلام حياك الله راشد

- الحمد لله على سلامة أبو عبدالعزيز.. وعلى البركة المولود.. رزقك الله رضا الواهب وبر الموهوب..
- الله يسلمك ويكبر قدرك
- أم عبدالعزيز أنا أسف لو كانت أتجاوز حدودي.. بس أنتي عودتينا أنج اختنا الكبيرة (راشد بتردد وارتباك)
- أكيد راشد مافيه شك.. غلاك من غلا عبدالعزيز والله الشاهد... (جواهر بذوق وصدق)
- وأكيد أنج عندج خبر بخطبتي لكريمتكم..
- عندي.. ومثلك والله العظيم مايرد.. بس نوف بعدها صغيرة ياراشد..
- أنا والله العظيم ما أبي أتجاوز أبو عبدالعزيز.. بس المكالمة ذي أبيها بيننا.. لو أنتي أكدتي لي أنه لو أنا أنتظرت نوف أنكم بتزوجوني.. أنا مستعد أنطر لين تخلص.. (راشد برجاء عذب) أنا شاريها يا أم عبدالعزيز.. لو أني ماني بشاريها ماكان رجعت أكلمج عقب ماردني أبو عبدالعزيز...
أنا والله ما أبي وعد قاطع.. بس عطيني أمل... وانا أكثر واحد عارف إن الزواج قسمة ونصيب.. يعني ختى لو ماصار نصيب يكفيني الامل الحين..
- توكل على الله (جواهر بحنان وهي تبتسم)
- يعني؟؟ (راشد بفرحة صافية)
- يعني مايصير خاطرك إلا طيب (جواهر بعذوبة)
- مشكورة يا أم عبدالعزيز مشكورة (راشد بفرحة محلقة)

جواهر ابتسمت وهي تحس بفرح ممزوج بالحزن.. لفت ماجد وحطته في سريره..

قامت طلعت لها ملابس.. وجلست تنطر نوف لين تجي عند ماجد عشان تاخذ شاور...

أول ماجات نوف بالملابس الداخلية.. جواهر وقفت وابتسمت وهي تقرص خد نوف وتقول بحنان صافي: والله وصرتي مرة..
وعقب كملت بحنان وهي تشيل ملابسها وتدخل الحمام: خليج عند أخوج بأقوم أخذ شاور

جواهر تجاوزت نوف.. ونوف تقول لها مستغربة: والملابس اللي أنا جبتهم؟!!

جواهر ماردت عليها.. ودخلت الحمام..
ونوف تهز كتوفها و تضحك.. وترجع تشيل ماجد وتحطه على السرير.. وتفك لفته عشان تلاعبه وتبوس إيديه ورجليه..



******************


في بيت أبو علي..
أبو علي نادى سارة..
تجي عنده في الصالة الرئيسية...
سارة نزلت وهي مترددة ومتوترة وخايفة
لأنها كانت عارفة أبوها وش يبي فيها..

نزلت لأبوها حبت رأسه.. ثم جلست على جنب وهي تقول: سم يبه...

أبوعلي بهدوء: سم الله عدوس..
وعقب سكت شوي وقلب سارة صار يرقع بشدة لدرجة انها خافت إن أبوها يسمع دقات قلبها

كمل أبوها: سارة يا أبوس.. فيه رجّال فيه خير جاء يخطبس

سارة كحت بحرج: ما ابي أعرس يبه..

أبو علي بحنان: مافيه يا أبوس بنت ماتبي العرس...
وهذا حمد بن راشد رجّال فيه خير ومن عربن أجواد..
رجّال مايعيبه شيء عشان نرده...
والرسول صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"
وحمد ماعليه قاصر دين ولا أخلاق ولا مال.. فليش نرده..

سارة تنهدت وقامت وهي تقول لأبوها بخجل ومنطقية: خلاص يبه الرأي رأيك..
 
الجزء المئة والعشرون




يوم الخميس..
يوم ملكة وخطوبة ثاني وفاطمة...

الشهود تقرر أنهم يكونون عبدالله وولده عبدالعزيز اللي قرر أنه يحتفل بأنه كمل 18 سنة بشهادته على عقد زواج خال أبوه..

اللي بيحضر الخطوبة بيكونون من طرف ثاني أخته عائشة وبنتها ديمة ونوف بس
اعزموا نورة وخواتها بنات أبو فهد.. بس اعتذروا ووعدوهم يوقفون معهم في العرس..
ومن طرف فاطمة.. صديقاتها مها ومنيرة.. وخالاتها وعماتها وبناتهم..

الظهر...
فاطمة متوترة بشكل مرعب.. وإحساس غريب يجتاحها..
إحساس إنها تسرعت زيادة عن اللزوم..
إحساس مر بالندم..حاسه بمرارته تؤلمها حتى النخاع

(حتى اسمه ما أعرفه... شنو هالعرس؟؟
هذا كله عشان أقهر واحد ما أعرفه)

(بس الواحد هذا هزج..
وهز أعماقج بشكل عمره ماصار لج
حرك مكان في قلبج ماحد وصله)

(وش هالكلام الغبي السخيف؟؟
يخسى هو وويهه؟؟)

أبو صالح متمدد في غرفته..
وأم صالح تشرف على ترتيب العمال للحفل
فاطمة تسحبت ودخلت على أبوها..
حست بحنان عظيم وهي تشوف ضعف أبوها
وشعره اللي صار أبيض كله..

سمعت صوته يقول بحنان وهو مغمض عيونه: تعالي يمي يبه..

فاطمة تمددت جنبه وحطت رأسها على عضده
ودفنت رأسها في صدره..
أبو صالح حضنها بحنان وهي بدت تبكي بخفوت..

أبو صالح بحنان وحزن: ليش تبكين يبه؟؟

فاطمة بين عبراتها الخافتة: ماأبي أتزوج يبه.. خلاص..أبي أقعد عندكم

أبوصالح بحنان: يبه البنت مالها إلا بيت ريلها.. أنا عايش لج اليوم.. ماني بعايش لج بكرة.. خليني أروح وأنا مطمن عليج..

فاطمة بكت اكثر وابوها يحضنها أكثر: تكفين يأبوج.. لا تقطعين قلبي عليج.. أبي أحس أنج مبسوطة اليوم
ثاني ريال مامنه اثنين..

فاطمة تصلب جسدها في حضن أبوها وهي تسمع اسم ثاني..
وأبوها حس بتصلب جسدها..
قام قاعد..
وفاطمة تقعد على السرير وتنزل رجولها وهي تعطيه ظهرها عشان ماتحط عينها بعينه وهي تقول بنبرة غامضة: وش قلت اسمه يبه؟؟

أبو صالح بنبرة اعتيادية: ثاني يأبوج.. ليه انا ماقلت لج..؟؟ ثاني بن ناصر الـ

فاطمة حست إن الاسم ينزل على رأسها مثل قنبلة ذرية فتت خلايا مخها إلى ملايين الذرات..
حست بصداع مؤلم.. وهي تغمض عيونها وتسكرها عاجزة عن الاستيعاب..

(عشان كذا مارجعت أخته تتصل..
وأنا اللي كنت أنتظرها تتصل
عشان يي يخطبني ويتفاجأ أني مخطوبة
أتاريني مخطوبة له هو
له هو ...
له هو..
ثاني الحقير
المغرور
الحشرة..
الذنب كله ذنبي..
كله ذنبي!!
وإلا فيه وحدة توافق تتزوج واحد بدون ماتعرف اسمه
يمكن الله راد أني ما أعرف اسمه
عشان ثاني يكسب ذا الجولة
بس هذي مجرد جولة في معركة
والحرب بعدها في أولها...
وإذا أنت مفكر ياثاني أني فاطمة الدلوعة و لقمة سهلة
شكلك ماعرفت إن لحمي مر"

فاطمة تنهدت بعزم وعشرات الأفكار الغريبة المتشابكة تتزاحم في مخيلتها اللي أثقلتها وطأة المفاجأة..

قالت لأبوها بنبرة خاصة: يبه ممكن أخذ تلفونك أكلم شوي..

أبوها وهو يرجع يتمدد: اخذيه.. وسكري الباب أريح شوي قبل صلاة العصر..

فاطمة خذت تلفون أبوها وطلعت لغرفتها وقفلت الباب عليها
دورت في الأسماء الواردة والصادرة
أكيد أنه من أخر من أتصل في أبوها
أو أبوها اتصل فيه..
وفعلا لقت اسمه (ثاني بن ناصر)

(ياثقل الطينة!! أكيد هو اللي مسيف اسمه بنفسه
يخاف حد يغلط في اسم حضرة جنابه
وإلا يختلط مع اسماء عامة الشعب)

فاطمة قررت إنها ترد الكف لثاني..
(وخلنا نلعب... ليش لا؟؟)

وقتها كان ثاني مخلص اجتماع في شركته
ومعصب على موظفينه
وخصوصا أنه ملكته بعد ساعات
وهو متوتر ليش مايدري

(وخير ياطير ياملكتي
يكون حفل تخرجي من هارفرد والا ساندهيرست
كله الا ورقة
ومرة تصير حلالي
مثلها مثل أي سيارة اشتريها)


دقت فاطمة عليه..
تفاجأت بالصوت الرجولي الفخم اللي رد باحترام: هلا عمي..

ضحكت ضحكة ناعمة صعقت ثاني على الطرف الثاني: يعني تعرف ترد باحترام!!
تصدق حسبتك ماتعرف تتكلم مثل الأوادم لما يكلمون أوادم مثلهم..

ثاني تماسك بسرعة ورد برود: والله الاحترام لأهل الاحترام..
وعقب كمل بخبث: وأنتي يعني متصلة عشان تشوفين أشلون بأرد على أبوج..؟؟!!
وإلا خلاص ماعاد تقدرين تصبرين لين بعد المغرب؟!

فاطمة قررت تحط أعصابها في ثلاجة.. وماتسمح له يهز شعرة فيها: عدال منهو ذا اللي ما أقدر أصبر عشانه... ماجابته أمه بعد..

ثاني بغروره المعتاد: إلا جابته أمه ونص.. اللي خلاج ماصدقتي أنه تقدم لج..و ثاني يوم كنتي موافقة.. وأنتي بتموتين على روحج من الفرحة..

فاطمة ضحكت ضحكتها الناعمة وقالت: ياحليلك ياثاني ياولد أبوك ناصر.. كيوت.. والله كيوت.. مافيه مثلك أحجام صغيرة أعلقهم في ميدالية مفاتيحي..

ثاني بدأ يفول عليها لكنه كان متماسك وهو يقول لها ببرود: أخلصي علي... وش تبين داقة..؟؟

فاطمة بثقة قهرته: أبي أقول.. ماعليه الملجة تصير الليلة بما أنه الناس كلهم صار عندهم خبر..
بس حط في بالك عقب تطلقني.. ومهرك ما أنصرف منه ريال
ولو تبي عليه قده مرتين..أو ثلاث أو حتى عشر.. ترا احنا حاضرين
لأن الخلاص من شكلك الغلط شيء مايقدر بثمن عندي..

ثاني ببرود مع انه صار يغلي مثل قدر ماي يفور وبخاره بدأ يطلع.. وكأن الدخان بدأ يطلع من أذانيه من الحرة: وليش وافقتي علي يوم أن حضرتج ماتبيني..؟؟ نلعب احنا؟؟

فاطمة ببرود مثلج: كيفي.. ألعب.. عندك مانع..

ثاني بنفس برودها: وأنا بعد بكيفي.. مثل ما تقولين خل الملكة تصير الليلة.. بس اللي أنا أقوله إن الطلاق حلم احلمي فيه بس
لأنه مستحيل يصير.. أنا بأتزوجج وأخليج خدامة تحت رجولي
وكل كلمة قلتيها لي بتدفعين ثمنها غالي ياحلوة..

فاطمة بنفس بروده: تخسى.. ماعاش ولا كان اللي يخليني خدامة له.. ونشوف ياثاني أنا وإلا أنت..

وعقب سكرت الخط في وجهه... وهي حاسة براحة عميقة أنها بردت حرتها فيه.. وماعرفت بالنار اللي أشعلتها في جوانح ثاني

اللي صار يدور في مكتبه مثل المجنون

" أنا وحدة تافهة تسوي فيني كذا
أنا ثاني بن ناصر
أخرتها تجي وحدة ماتسوي تراب نعالي
وتهيني وتسبني وعقبها تقفل الخط بوجهي
زين يافطوم زين
وأنا اللي كنت ناوي احشمج عشان أبوج الشايب
دواج عندي
إن ماخليتج تمنين الموت ولا تطولينه
ما أكون ولد أبوي"

ثاني صار يطالع ساعته كل دقيقتين وهو يحس إن الوقت مايمشي
كان يبي المغرب يجي بسرعة
كان يبي يملكها ويحطها في يده
يبي يسجلها باسمه
عشان يعرف يقص لسانها

(زين يافطوم .. هانت.. هانت.. كلها كم ساعة
وتصيرين ملكي
وخل نشوف لسانج الطويل عقب)



*******************
 
عقب المغرب..
في بيت أبو صالح

الملكة تمت على خير
ثاني مزاجه مقلوب..
لكنه ماسمح إن هذا المزاج يظهر للناس
كان محتفظ ببروده
وراسم نفسه قدام الموجودين بابتسامة مرسومة بحرفنة..
ابتسامة ثقيلة متناسبة مع غروره

عبدالله قاعد جنبه ويهمس له: مبروك ياخال.. وأخيرا.. مابغيت..

ثاني ابتسم: كل واحد ينطر نصيبه.. هذا أنت قعدت 17 سنة تنطر نفس النصيب..

عبدالله بعيارة: فديت عيون نصيبي بس..

ثاني بابتسامة: تحشم ياولد قدام خالك..

عبدالله بابتسامة: يخسأ خالي طال عمرك.. الخال ذا بيني وبينه فرق 10 سنين.. خله هو يحشمني..

ثاني ابتسم: لحول منكم يا أهل الأقتصاد كل شيء تحسبونه بالأرقام.. مافيه اعتبارات معنوية يعني؟؟

عبدالله بمرح: لا.. جعلني ماخلا منك.. مافيه اعتبارت معنوية في عوالم البنوك..
وعقب كمل باهتمام: إلا ثاني.. العرس متى إن شاء الله؟؟..

هز ثاني أكتافه بدون اهتمام: بأحدد عقب..



*******************



بعد صلاة المغرب شوي
وقبل صلاة العشاء

دلال قاعدة تجهز مراجعة لطالباتها ثاني يوم
نزل عليها ماجد بكامل أناقته..

دلال رفعت عينها لما شمت ريحة عطره اللي كانت بزيادة ذا المرة..: واو.. وين رايح بذا الكشخة من وراي؟؟

ماجد ميل عليها وطبع قبلته الحانية على خدها وفي نفس الوقت سكر اللابتوب اللي في حضنها وقال بحنان: بس ارحمي روحج شوي.. بطنج قدامج واللابتوب بعد
وأنا رايح لبيت ثاني خال عبدالله مسوي عشاء لملكته الليلة..

دلال باستفسار: هذا أخو الدكتورة عائشة؟؟ ليه هي عندها اخوان شباب؟؟

ماجد بهدوء: إيه توه.. عمره 30 أو 31.. بس كان لاهي في شغله عن العرس
وعقب كمل بعيارة: أو توه لقى له وحدة تشلع قلبه مثل مادلولتي شلعت قلبي..

وعقب كمل بنبرة فيه لمحة حزن: بس زين لحق على روحه قبل مايطوف الأربعين.. ويلاقي نفسه خايف يصير له شيء ويترك عياله صغار..

دلال انتفضت بعنف ونزلت اللاب جنبها وقامت وقفت: ماجد وش هالكلام؟؟ الواحد ممكن يجيب عياله في العشرين ولا يلحق يربيهم.. وغيره يجيبهم في الأربعين ويشوف عيال عيالهم..و أنت إنسان مؤمن..

ماجد ابتسم وحط يده على خدها بحب: جد أمي داعية لي اللي الله أرسلج لي.. كاملة والكامل وجه الله...

وعقب ميل قبل جبينها: يالله حبيبتي رخصي لي

دلال بابتسامة: لا لا وقف خلني أقرأ عليك شوي.. لا يطسونك بعين.. وإلا يحسبونك أنت المعرس
 
الجزء المئة وواحد وعشرون






بعد صلاة العشاء
الرياجيل توجهوا لبيت ثاني
وعبدالله هو اللي راح يستقبلهم هناك
لين يجي ثاني اللي بيلبس عروسه ثم بيجيهم هناك..


فاطمة داخل ومها ومنيرة عندها
ماطلعت على الحريم بعد
كانت متوترة جدا
وحاسة إنها دخلت نفسها في شيء أكبر منها

(الله يلعنك يا أبليس
وش أبي بذا السالفة كلها
جان قلت له اليوم لما كلمته
ما أبي العرس وخلاص)

لما ناداها أبوها للشيخ كانت تبي تقول ما أبيه
لكنها شافت فرحة أبوها وماحبت تكسر بخاطره
وتفضح نفسها في العالم اللي عارفين إن ملكتها اليوم

مها بمرح وهي تطالع فاطمة: ماشاء الله تبارك الله.. إذا ما أنسطل اللي ما أعرف وش اسمه اليوم ما أكون مهاوي بنت سعيد..

منيرة بمرح مشابه: إلا هو وش أسمه..؟؟ خلاص أكيد صرتي تعرفين

فاطمة بجمود: ثاني.. ثاني بن ناصر..

مها ومنيرة تبادلوا نظرات دهشة حادة
وعقب الثنتين فقعوا يضحكون بهستيرية...

مها وهي تضحك: بس خلاص يا بطني... مكياجي بيخرب..

فاطمة بغضب وهي تطالعهم ثنتينهم: إيه وش عليكم.. اضحكوا وانا اللي طاحت في رأسي.. صج شر البلية مايضحك..

منيرة وهي تتماسك من الضحك: الخيرة فيما اختاره الله يا بنت الحلال.. وهذي خيرتس..
ماكان فيه وحدة عايفة اللي هي بتأخذه مثل ماكنت أنا عايفة سالم.. وهذا أنتي شايفة بعينس أشلون صرت الحين..

فاطمة بتوتر: بس مو كل مرة تسلم الجرة.. وموب لازم إن كل وحدة بتكون نفسج أنتي وسالم...

مها بحنان مخلوط بالعيارة: توكلي على الله.. الولد يطيح الطير من السما... صحيح مهوب ذابحه الزين... بس عليه رزة ماشفتها على مخلوق..

فاطمة بحرة: مالت عليه هو ورزته..

وهم يتكلمون دخلت عليهم أم صالح اللي كانت لابسة دراعة خمرية.. الطراز الأبدي لدراريع العجايز: فطوم يمه الحريم برا يتحرونج.. خالاتج وعماتج وأخت المعرس وبنتها وبنت ولد أخته.. اطلعي سلمي قبل يجي ثاني..

فاطمة سمعت اسمه حست إن قلبها بيوقف من الرعب وشعور آخر مختلف.. شعور أشبه بالكراهية والتحدي.. قلنا أشبه!!!!!

مها نزلت قبل.. وطلبت من الدي جي إنها تشغل الأغنية اللي اختاروها لنزلة فاطمة على الدرج..

الحريم كانوا جالسين في صالة البيت الرئيسية اللي كانت صالة واسعة انحط في زاويتها الرئيسية كوشة ناعمة راقية

فاطمة نزلت بشويش وراها مها ومنيرة وهي حاسة باضطراب غير طبيعي..وحاسة إنها بتختنق
وروحها ترتعش بعنف بين أضلاعها
كأن هذه الاضلاع سجن تتوق روحها للانعتاق من بين قضبانه..

الكل يسمي ويذكر الله عليها..
جات وجلست..
والكل سلم عليها...نوف انبسطت كثير لأنها حبت البنات من أول مرة شافتهم عند أمها في مكتبها..
الكل كان متجهز لدخلة ثاني.. والحريم حاطين عبيهم جنبهم عشان يلبسونها...

الأستاند الضخم المكون من الورد والشيكولاته اللي كان عليه الشبكة والدبلة كان محطوط جنب الكوشة...

عائشة أتصلت على ثاني وكلمته بصوت واطي: ثاني خلاص تعال عشان تلبس عروسك..

المجلس ماعاد باقي فيه الا ثاني وأبو صالح.. اللي ينطر ثاني يلبس فاطمة.. عشان يروحون للعشاء في بيته..

ثاني قال ببرود وهو يوقف ويطلع برا المجلس عشان أبوصالح مايسمعه: عطيني أكلم فاطمة أول..

عائشة بعصبية بس بصوت واطي: ثاني وش تكلمها، تعال لبسها وكلمها على راحتك..

ثاني بحزم وبنبرته الجادة الباردة: عائشة أقول عطيني فاطمة أول.. أو ماراح أدخل..

عائشة قامت وهي منحرجة.. وجلست جنب فاطمة على كرسي الكوشة الطويل وقال بصوت واطي: خذي كلمي ثاني.. يبي يكلمج قبل يدخل..

فاطمة نط قلبها في بلعومها (وش يبي ذا؟؟) ردت بصوت واطي والخجل ذابحها: ألو..

ثاني ببرود قاسي: وين صوتج الطويل اللي اليوم الظهر؟؟

فاطمة بصوت واطي وهي تصر على أسنانها وفي نفس الوقت تحاول ترسم ابتسامة ناعمة على شفايفها: ثاني وش تبي؟؟

ثاني بقسوة: لو مادخلت الحين ورحت لعشاي وطقعت لج.. وش يكون موقفج؟؟

فاطمة ببرود: بأقول أبركها من ساعة.. فكة من ويهك..
(مع إنها في داخلها خايفة إنه يسويها ويفشلها في أهلها)

ثاني ضحك ضحكة ملولة باردة قصيرة وقال ببرود: بس أنا أبي أشوف وجهج..
عطيني عائشة..

فاطمة اشرت لعائشة اللي جات وخذت التلفون وثاني يقول لها: وسعوا لي درب أنا جاي..


*****************
 
عبدالعزيز راجع من صلاة العشاء..
يبي يلبس و يروح لخاله وعياله عشان يروحون مع بعض العشاء في بيت ثاني..

انفجع من المنظر اللي شافه..
لقى نورة راكبة السلم المحمول تنظف الستاير من فوق.. بالمكينة الكهربائية الصغيرة المحمولة...

عبدالعزيز انفجع منها بكل معنى الكلمة..
مايبي يتكلم يخرعها...
لأول مرة يحس عبدالعزيز إنه مفول عليها هي وحبها للتنظيف اللي مايخلص..

(يعني المرة مابغت تحمل.. وجننته تبي الحمال وأخرتها كل شوي تنط من سلم لسلم..!!!)

جاء وجلس.. وهي خلصت الناحية الأولى.. ونزلت تبي تنقل السلم الناحية الثانية وتطلع... شافت عبدالعزيز جالس

ابتسمت: يعني غريبة ماسلمت وخرعتني..

عبدالعزيز بغضب مكتوم وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم: السلام عليكم..

نورة ماكانت محتاجة أنه يتكلم عشان تدري أنه فيه شيء غير طبيعي: حبيبي فيك شيء؟؟

عبدالعزيز يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويتنهد: يانورة ياحبيبتي.. رجاء حار.. السلم ذا لا عاد أشوفج راكبته.. تكفين.. أول كنتي مسؤولة عن روحج بس.. بس الحين أنتي مسؤولة عن روح ثانية لازم تحرصين عليها..

نورة بتوتر: بس

عبدالعزيز بهدوء تحته غضب: إذا أنتي تنظفين عشان زبيدة عجوز وماتقدر تطلع وتسوي اللي تبينه... من بكرة بأقدم لج على خدامة جديدة معها...
بس تكفين طالبج السلم ذا ماتركبينه مرة ثانية.. وتركدي في كل حركتج..

نورة بمرح وهي تحب رأسه: ياشين الزعل عليك.. على خشمي.. بس المهم ورني ابتسامة عزوزي الحلوة..


***************


بيت أبو صالح..
الحريم كلهم تغطوا عدا أم صالح وعائشة وديمة ونوف..
وعائشة طلعت لباب المقلط عشان تدخل ثاني..

فاطمة حست إنها مصابة بحمى.. وأنه جسمها ولع من الحرارة.. كانت تبي تبكي وبعنف
بس مستحيل تبكي و تشمت ثاني فيها..

ثاني دخل بمشيته الواثقة كأنه يتحرك في أملاكه الخاصة..
باناقته الاستثنائية.. وحضوره الطاغي..
وعائشة تمشي جنبه لحد ماوصلته عند فاطمة...

فاطمة قاعدة عينها في حضنها وتفرك أصابعها بتوتر.. أمها شافته دخل.. وقفتها..

ثاني وقف لثواني مذهول.. ثواني ماحد انتبه لها.. هو بس اللي حس فيها..
وقف ضايع ونظراته تبحر في عذوبة ملامحها
للجمال احترامه.. وللموقف رهبته..

كانت تقف أمامه بعذوبة الخجل تلفها
بفستانها الأنيق المنساب بألوانه القوية الأورانج والأخضر الفاتح.. فتحة صدره واسعة أكمامه كت..
ونقشات الحناء ملفوفة على ذراعها بصورة ناعمة متباعدة حتى عضدها.. (مها اللي أصرت عليها تتحنا بذا الطريقة)

مكياجها ناعم..والروج الأورانج كان حكاية مبهرة على شفايفها..

شعرها مرفوع في شينيون راقي بين لون صبغتها بطريقة جذابة..

تماسك ثاني وقرب منها بثقة وهو يقبل جبينها كما جرت العادة...
فاطمة انتفضت بعنف وهي تحس بملمس شفايفه الدافئة على جبينها الملتهب
وثاني نفسه حس بارتعاشتها وابتسم
ثم جلسها وجلس جنبها وهو يهمس لها: تصدقين مادريت أنج تعرفين تستحين مثل الأوادم لما يستحون من الأوادم.. (يرجع لها نفس كلمتها اللي هي قالت له)

عائشة قربت منه وباسته وباركت له هي وديمة ونوف..
ثم جابت له الدبلة أول شيء..
مسك يدها المرتعشة حس إنه انلسع من نعومة أناملها لكنه تجاوز أحاسيسه المربكة في ذات اللحظة..
لبسها الدبلة..
جات عائشة بتجيب طقم الشبكة الماسي لكنه اشر لها: لا..

وقال بهدوء بارد: خلاص الطقم تلبسه براحتها.. أنا تأخرت على الرياجيل اللي في مجلسي..

وعقب همس في اذن فاطمة بصوت واطي: والحقيقة أني انقرفت من تلبيس الدبلة.. أشلون يبوني ألبسج طقم كامل.. ياحبيبتي (ورص على كلمة حبيبتي)

فاطمة ابتسمت وهي تهمس له: قرف متبادل ياحبيبي (ورصت على كلمة حبيبي بسخرية)

عائشة ابتسمت: خلاص بس ارفعوا وجوهكم للصورة..

ثاني حضن فاطمة من خصرها وشدها ناحيته..(موب أملاكي.. كيفي أتصرف فيها!!)
وفاطمة ولعت من تصرفه.. قرصته في خصره من جنب تعبيرا عن اعتراضها..
حست إنها تقرص في حائط من صلابة عضلات جسده..

وكان رد ثاني عليها إنه قرصها في خصرها مكان ماكانت يده..
لكن هو حس أنه أظافره المقصوصة غاصت في جسدها الزبدي.. فاطمة أطلقت آهة آلم كتمتها بسرعة..
لكن ثاني سمعها وحسها لسعت قلبه غصبا عنه
مع أنه ماشدد في قبصته لها

قام يستأذن... وهو يلقي نظرة أخيرة على فاطمة..
وغصبا عنه.. عينه راحت لجنبها مكان ماهو قرصها..
انفجع وهو يشوف بقعة دم صغيرة تلوث الفستان مكان ماقرص..
ألتفت على أم صالح وقال لها باحترام: لو سمحتي يمه.. أقدر أكلم فاطمة على انفراد..

أم صالح بود: أكيد يمه...

ثم ألتفتت على فاطمة وهي تقول: يمه فاطمة قومي مع ريلج للمقلط..

فاطمة كان ودها إنها ترفض (هذا واحنا قدام الناس قطع جلدي.. بروحنا وش بيسوي فيني)
لكنها ماحبت تحرج نفسها قدام الموجودين.. أو تبين لثاني إنها خايفة منه..

ثاني مسك كفها لزوم البرستيج قدام الناس.. وراح فيها للمقلط..

أول ماوصلوا.. فاطمة شدت يدها من يده بعنف
في الوقت اللي ثاني قال لها بحزم: افسخي فستانج..

فاطمة تراجعت بعنف وقلبها ينط في حلقها من الرعب.. وهي تبي تهرب و تفتح باب المقلط..
لكن ثاني وقف على طريقها..

فاطمة وهي مفجوعة منه... لكنها قالت في نفسها البيت مليان ناس مايقدر يسوي لي شيء
ردت عليه بغضب: أنت واحد قليل أدب وحقير.. وخر عني قبل أصيح وألم عليك الناس..

ثاني ببرود: أنتي وين راح بالج؟؟ لا يكون مفكرة أني صعقت من جمالج وماني بقادر أصبر.. لا ياشاطرة.. كان غيرج أشطر
أنا أبي أشوف الجرح اللي في خصرج..

فاطمة تلفتت وانفجعت وهي تشوف الدم اللي غرق فستانها أكثر..لكن البقعة بعدها صغيرة نسبيا لكنها واضحة جدا..: يالمتوحش.. يالهمجي.. ياعل يدك الكسر
أنا فعلا حسيت إن قبصتك طلعت جلدي.. بس ماتوقعت أنها تدمي كذا..

ثاني ببرود: والله أنتي اللي بديتي.. عشان ثاني مرة تفكرين ألف مرة قبل تحطين راسج براسي..
والحين افسخي الفستان خليني أشوف لو محتاجة تروحين مستشفى وديتج..

فاطمة بغضب: ثاني أنت مجنون؟؟ وإلا عقلك على قدك؟؟

ثاني بنفس بروده: ليش يعني؟؟

فاطمة وغضبها يتزايد: وش شايفني عشان أفسخ ملابسي عندك.. توكل على الله..روح لعشاك
ولا تخاف ماني بقايلة لأحد أنه الدم منك.. باقول إنه دبوس كان في الفستان ماشفته.. وانت انتبهت للدم عشان كذا ناديتني

ثاني ببرود مثلج: ليه أنتي تعتقدين انه حد يهمني.. قولي لهم أنه أنا.. واذا حد عنده ريال خله يقطع..
أنا اهتمامي من باب انج صرتي حرم ثاني بن ناصر ومن ممتلكاته..
وممتككات ثاني لازم تكون على أحسن حال
مثلها مثل سيارتي.. نظارتي.. ساعتي.. ما أرضى فيهم خدش حتى لو أنا اللي خدشتهم
لكن أنتي كفاطمة ماتهميني أكثر من الجزمة اللي أنا لابسها في رجلي..

فاطمة حست إنها بتموت من كلامه الحاد الموجع وسيل إهاناته لكنها تماسكت وهي تقول له ببرود: إذا انت تشوفني ممتلكات ثمينة شيء زين صراحة.. يدل على طيبة قلبك الزايدة..
لأني أشوفك بالضبط مثل لعبة... لا ولعبة رخيصة بعد... بألعب فيها شوي ثم بأدوسها وارميها في الزبالة..

ثاني مسك نفسه لا يصفعها.. وكل واحد يعطي الثاني ظهره ويرجع لمكانه..
فاطمة للحريم في الصالة...
وثاني لأبو صالح في المجلس
وكل واحد منهم مجروح من الثاني
مجروح للنخاع
 

الجزء المئة واثنان وعشرون





عائشة مرجعة نوف لبيت عبدالله عقب ماخلص حفل الخطوبة على خير
الحفل اللي كانوا ضحاياه هم المعاريس أنفسهم..
وهم يوقفون كان عبدالله وولده يوقفون جاي من بيت ثاني..

عبدالله وقف عند سيارتهم
وهو يقول بمودة: مبروك عائشة ملكة ثاني.. مابغى..

عائشة بنفس المودة: ايه والله مابغى.. الله يبارك فيك.. عقبال مانفرح بعبدالعزيز إن شاء الله..

عبدالله يبتسم وهو يحط يده على كتف عزوز اللي واقف جنبه: تو الناس.. خليني أفرح بتخرجه أول..

عقب عبدالله ألتفت وسأل عائشة: وديمة وينها موب معكم؟؟

ديمة اللي كانت في الناحية الثانية وموطية رأسها خجلانة من الميكب اللي هي حاطته
لأنها أول مرة في حياتها تحط ميكب كامل مع أنها كانت لابسة عبايتها ومغطية شعرها عدل.. ردت بخجل: أنا هنا بو عبدالعزيز..

عزوز انتفض قلبه بعنف وهو يسمع صوتها.. وكان يبي ينسحب
عبدالله طل عليها في السيارة وهو يقول بمرح: وش هالزين ديومتي.. ماخليتي للبنات شيء..

ديمة بتموت من الخجل: شكرا على المجاملة..

عبدالله بود: لا والله موب مجاملة.. الله يحفظج يا أبوج..

عزوز بيموت يبي يشوفها وهو يسمع أبوه يمدحها.. لكنه قهر نفسه.. وهو يستأذن ويدخل داخل..

وعبدالله حاول فيهم ينزلون.. بس عائشة أصرت يمشون لانهم تعبانين واكيد البيت يبي ترتيب عقب عشاء الرجال اللي فيه..
وتبي تشوف الخدم وش سووا..



قبل دقايق أول مادخلت نوف..
دخلت عند أمها مباشرة وهي تقول بحماس: واو مامي فاتتج الخطوبة
تجنن..تجنن!!
وأحلى شيء خالي ثاني وفاطمة.. كل واحد يقول الزود عندي...
خالي برزته... وهي برقتها... يجننون..

جواهر بحنان: الله يجمع بينهم في خير.... وأنتي حبيبتي تعال إجلسي عند أخوج.. أبي أطلع غرفتي..
فيه بحث رئيس قسمي اتصل يسألني عنه
أبي أروح أجيبه من فوق..

جواهر طلعت فوق..
وعبدالله لما دخل.. مر باس ماجد وحسبها هي في الحمام
طلع يبي يأخذ شاور ويرجع ينزل عليهم..
وخصوصا إن نوف وعزوز كلهم جالسين يتخانقون على ماجد..


دخل غرفته
سمع صوت غريب
ألتفت لجلسة المكتب..
حس بشعور عذب يجتاحه وهو يشوف جواهر معطيته ظهرها.. وتقلب أوراق في يدها..
قرب بشويش.. وحضنها بحب هادر من خلفها وهو يطبع قبلة دافئة على عنقها
جواهر أول شيء انصدمت ثم ارتعشت..
بس عقب ابتسمت وهي تقول: بس عبدالله كفاية عليك كذا..

عبدالله فلتها بالراحة وهو يبتسم: أنتي وش قحط المشاعر اللي عندج؟؟

جواهر بعذوبة وهي تلف ناحيته: هانت كلها أقل من شهر وأخلص الأربعين..

عبدالله بمرح: ياكبرها عند الله.. أنا شكلي بأسافر أي مكان لين تخلصين أربعين العجايز ذي..

جواهر بحنان: مش بوزك أخليك تخطي برا الدوحة خطوة وحدة وأنا ماني بمعك... حرمت..

عبدالله حضنها بحنان هادر: وأنا ما أقدر أبعد عنكم.. خلاص

عقب عبدالله وخرها بالراحة وهو يقول بعمق: تدرين أني ماشفت شعرج من يوم جيت.. كله رافعته.. اشتقت له..

قال كلمته وهو يمد يده للكلبس اللي رافع شعرها ويفكه.. عشان ينهمر شعرها الحريري مثل شلال ليل أسود على كفوفه..

عبدالله شهق بإعجاب كبير وهو يشوف إن شعرها طال كثير عن أخر مرة شافه..

جواهر شافت نظرة الإعجاب الموجعة في عيونه فقالت بخجل: مو أنت اللي قلت لي لا عاد تقصينه.. ماطبه المقص من يوم اختفيت..

عبدالله دخل كفوفه في خصلات شعرها المتناثرة وهو يمرر أصابعه من خلالها.. وانفعال عنيف يجتاحه..

جواهر بخجل وهي تلم شعرها: خلاص عبدالله أنا بأروح..

عبدالله تنهد وهو يتجاوزها: روحي حبيبتي..


****************
 

سالم ومنيرة يدخلون بيتهم
عقب ماسالم جاب منيرة من بيت فاطمة

سالم بود: تاخرتي والله لين كلمتيني..

منيرة برقة: خبرك.. مهوب كل يوم بتنخطب صديقتي..

سالم بخبث: ومهوب كل يوم بتنخطب أختس..

منيرة شهقت وهي كانت تخلع نقابها وتحط شيلتها على كتوفها: وشو؟؟

سالم كان يتمعن فيها بإعجاب: لا لا خليني أملا عيني من ذا الزين شوي... إذا كل يوم بتنخطب فيه صديقتس بتحلوين كذا
أنا مستعد أزوجهم كلهم..

منيرة وهي تمسك في ذراعه وتقول: خلك من العيارة... صدق سويرة انخطبت..

سالم: يس.. انخطبت.. ووافقت بعد

منيرة بحرة: الخايسة ماقالت لي شي..

سالم يبتسم: تلاقينها مستحية... تو عمي قال لي الليلة
وانتي صار لس يومين لاهية مع رفيقتس..
وبكرة أو بعد بكرة الملكة إن شاء الله

منيرة بفضول قاتل: منهو؟؟

سالم بلهجة عادية: حمد ولد راشد بن فهد..

منيرة ماقدرت تمسك روحها من الضحك اللي انتابها كموجة كاسحة..

سالم صار يضحك من ضحكها: ليه تضحكين؟؟

منيرة بين ضحكاتها: مافيه شيء بس طرت علي سالفة!!


**********************


في الليل متاخر..
فاطمة خذت لها شاور..
طالعة من الحمام..
تفتح روبها قدام المراية وتشوف مكان قبصة ثاني المزرقة
(الله يأخذه هو ويده المسمومة..
موب آدمي ذا
مجرم.. مجرم)

(بس أنتي اللي بديتي
فيه مره تمد يدها على ريلها ليلة خطوبتهم)

(خذه ربي من ريل
ياحرتي بس)

فاطمة لبست ثم صلت
جات تبي تنام
مو قادرة تنام من إحساسها بالألم في جنبها

فاطمة كانت ناعمة ومرفهة بزيادة
ممكن قد ينطبق عليهم الوصف
يجرح النسيم خدها

(أنا موب قادرة أنام
والأخ اكيد مكبر وسادته الحين
عقب ماقطع جلدي
ياويله لو ماراح أثر قبصته ذي)


ثاني على الطرف الثاني
مو قادر ينام
محتر منها.. بيولع من تطويلها لسانها عليه
(أنا وحدة تتجرأ وتقول أني لعبة رخيصة
بتلعب فيها ثم ترميها في الزبالة
أنا
أنا ثاني بن ناصر ينقال لي كذا)

شعور هادر بالغضب عليها ومنها يتعاظم في نفسه

وعلى الطرف الآخر وغصبا عنه شعور آخر متعاظم بالحنان
ينمو في صدره ناحيتها..حسها شيء هش قابل للكسر عند أقل هزة.. ومع كذا تدعي الجَلد والقوة

(عمري في حياتي ماتخيلت إنه فيه مره بذا النعومة
حسيت جلدها يذوب في يدي
وإلا نعومة ايديها
شيء فوق الخيال)


فاطمة مو قادرة تنام.. الظهر بردت حرتها فيه من حرة موقف المستشفى
وعقب التلبيس بردت حرتها فيه من كلامه اللي يغث
بس الحين أشلون تبرد حرتها في جلدها اللي تمزع من سواياه..

رقمه.. رقمه كان مميز وسهل الحفظ.. ولصق في مخها..

بسرعة طبعت له مسج وأرسلته..

" ياعل يدك الكسر
أنا موب قادرة أنام من الألم في جنبي
بأقعد أدعي عليك لين انام
بس انت اكيد الحين نايم وتحلم بعد
كوابيس إن شاء الله"

ثاني كان متمدد على سريره لما وصله المسج
فتحه وابتسم
حس بخليط هادر من المشاعر
حسها أنثى مثيرة.. وطفلة.. مجنونة.. وعاقلة
امرأة المتناقضات فعلا
اللي تجلب معها فعلا مشاعر متناقضة
مستحيل تجتمع إلا عشان امرأة مثلها
غضب وشفقة وحنان ورغبة وعطف وحقد

مارد عليها ثاني

(خلها تعتقد أني نمت
وتحترق شوي)


*********************


مر 3 أيام..

دانة بدت تجهز لعرسها مع إحساسها لأول مرة إنها عروس فعلا..

فاطمة وثاني لا شافوا بعض ولا كلموا بعض خلال الأيام اللي فاتت..

سارة اليوم ملكتها...



*********************


بعد صلاة العصر في بيت أبو علي

سارة متوترة لأبعد حد
ومنيرة عند سارة في غرفتها وبدت تقط النغزات المعتادة وهي تضحك: هذا اللي وش نبي بسيرته؟؟ وخل نذكر شيء عدل؟؟ حُميّد الملقوف؟!!

سارة بتوتر: مناري تكفين.. ماني بناقصتس..

منيرة بفضول: بأموت وأشوفه.. أوصفيه لي سويرة..

سارة بخجل: وصفوا لس طوفة تطيح فوق راسس..

منيرة بفضول أكبر: تكفين تكفين السوري..

سارة بتوتر وخجل: رجّال مثل الرياجيل.. وانقلعي لا أهفس بأكبر ماعندي..

دخل عليهم علي: سارة ألبسي عباتس وتعالي..

سارة ماقدرت تحرك رجولها.. حست بشلل تام يشل حركة أطرافها...

علي بعصبية: سويرة خلصي علي.... الشيخ تحت في الصالة..

سارة بدت تبكي.. منيرة وعلي انفجعوا.. سارة شخصيتها قوية مايبكيها إلا شيء كايد...

علي برعب: سارة ماتبينه ترا العرس مهوب جبرية.. عاد حن على البر يا أخوس..

سارة سكتت... ومنيرة ابتسمت وهي تقول لعلي: خلاص أنت انزل وأنا وياها نازلين وراك..

منيرة جابت لسارة عبايتها.. والبسوا كلهم.. ونزلوا تحت للشيخ


****************


قبل المغرب بشوي..

فاطمة داخلة بيتهم جايه من الجامعة..
دخلت للصالة وهي تخلع نظارتها الشمسية.. وعينها على أمها اللي كانت قاعدة مقابلها..

فسخت عبايتها اللي كانت عباية مسكرة واسعة نفس الثوب مستورة وماكان باين تحتها شيء من ملابسها.. رمتها على الكنب هي وشيلتها ونظارتها وشنطتها والكلبس اللي كان رافع شعرها
عشان يبين لبسها اللي كان تحت العباية..
برمودا ابيض قطن واسع... وتيشرت كت وردي قطن خفيف
أمها كانت تأشر لها بس هي ما انتبهت..
باست أمها بوسات كثيرة وعقب رمت نفسها في حضن أمها وتمددت على الكنبة وهي تقول بدلعها الطبيعي: مساء الورد ياحلو... واي ماماتي اليوم حر مووت بغيت أفطس.. أبي لي شاور 3 ساعات... إلا باباتي وينه؟؟

أمها كانت تبي تقول لها شيء مهم..
بس مع تمددها في حضنها.. ارتفع التيشرت شوي..
فبان خصرها واللون البنفسجي المتسع مكان قرصة ثاني

أمها برعب: وش هذا اللي في خصرج؟؟

فاطمة وهي تلف ناحية أمها وتقول بدلال مرح: واي ماماتي لا تزودينها.. هذا من شكة الدبوس اللي ليلة خطوبتي..


ومع التفافها طاحت عينها على أخر شخص في العالم كانت تتمنى أنها تشوفه في هذي اللحظة بالذات.. جالس على الكرسي المقابل



 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى