روايه بعد الغياااب


الجزء المئة وثلاثة وعشرون




فاطمة وهي تلف ناحية أمها وتقول بدلال مرح: واي ماماتي لا تزودينها.. هذا من شكة الدبوس اللي ليلة خطوبتي..


ومع ألتفافها طاحت عينها على أخر شخص في العالم كانت تتمنى أنها تشوفه في هذي اللحظة بالذات...جالس على الكرسي المقابل


ثاني


اللي كان جالس كان في عيونه نظرة مرعبة

نظرة خليط من

الغضب والحنان والتساؤل والقسوة

فاطمة نطت من حضن أمها وهي تاخذ عبايتها وتلبسها بدون ماتلبس الشيلة.. وشعرها الكستنائي متناثر على سواد العبايه..

(هذا أشلون ما انتبهت له
صدق أني غبية.. غبية)

وأمها بالها مشغول بشيء ثاني وهي تمسك يد فاطمة وتقول بقلق: وشكة الدبوس تسوي كذا؟!!

فاطمة بارتباك وخجل وهي ماتقدر ترفع عينها من الأرض : خلاص يمه فديتج اليوم أصلا احسن من اليومين اللي فاتوا..

أم صالح قامت وهي تقول بتعب: خلاص بكيفج.. اقعدي مع ريلج.. باروح أقول للخدامة تجيب لكم فوالة..

فاطمة مسكت في يد أمها برجاء وهي تقول: اقعدي يمه أنا باروح..

أم صالح تبتسم: ثاني يبي يقعد معاج مو معاي..

وثاني لحد الحين مانطق بكلمة.. وفاطمة مستغربة..
وحاسة إنه ساكت على مصيبة..

فاطمة سكتت ورجعت تجلس في أبعد مكان عن ثاني..

بعد دقيقة صمت.. ثاني ببرود غاضب: ممكن أعرف أنتي أشلون تطلعين من البيت بلبس مثل اللي أنتي لابسته..؟؟

فاطمة كانت في غاية الخجل تبي ترد عليه ببرود بس ماقدرت.. فقالت بصوت واطي: الجامعة حر.. وبعدين شوفة عينك عبايتي مسكرة وواسعة.. ولبسي نهائي موب مبين من تحتها..

ثاني بنفس الغضب المغلف بالبرود: ياسلام.. خوش عذر..

فاطمة تماسكت شوي فردت عليه ببرود: ثاني أنت وش تبي؟؟.. غيران يعني؟؟ ما أعتقد.. وهالتمثيلية موب لايقة عليك..

ثاني بحزم قاسي: اسمعيني عدل
وكلامي ما أثنيه ولا أعيده.. تحت العبايه فوق العبايه.. تلبسين لبس محتشم هذا أولا..
ثاني شيء وجهج تغطينه.. ياويلج لو شفتج طالعة وإلا داخلة وجهج مكشوف...

فاطمة بغضب: والله أنت خذتني ووجهي مكشوف.. بتجي تحكم فيني الحين..

ثاني ببرود: أمج تقول أنج مصلية.. والفرض مايفوتج.. وحتى قيام الليل تصلينه... الوحدة المصلية يوم يأمرها زوجها بشيء ترد عليه بعشر.. وإلا تطيعه؟؟

فاطمة انقهرت.. عرف يمسكها من يدها اللي توجعها.. ماتقدر تعصاه وهي عارفة أن عصيانه عصيان لربها..

ردت من بين أسنانها: زين ثاني.. بأغطي وجهي دام اسم إنك زوجك.. بس لا طلقتني رجعت أكشفه..

ثاني ضحك ضحكة قصيرة وقال لها بقسوة: ياحليلج ياشاطرة.. ألفتي السالفة وصدقتيها..
طلاق مافيه.. والعرس خلاص بنحدده بداية الإجازة الصيفية لأني سألت أمج وقالت لي هذي أخر سنة لج في الجامعة..
وعقب كمل بأمر حازم: وقومي الحين افسخي عبايتج ووريني الجرح اللي في خصرج لأني ماشفته عدل..

فاطمة بحرج: ثاني أنت عليك يني اسمه افسخي ووريني الجرح... أسفة اسمح لي...

ثاني ببرود: الحين أنا توني شايفه.. وأنا ماقلت لج افسخي ملابسج كلها.. أقول ارفعي طرف التيشرت عن الجرح بس خليني أشوفه..

فاطمة بحرج وخجل: أرجوك ثاني اسمح لي ما أقدر.. وبعدين أنت وش تبي فيه تشوفه؟؟

ثاني ببروده: أظني قلت لج السبب.. الجرح في خصرج.. مثل خدش في سيارتي.. نشيك عليه ليس إلا..

فاطمة ببرود: عندك سالفة غير هذي أو اسمح لي أطلع.. أبي ألحق أخذ شاور قبل صلاة المغرب..

ثاني ببروده المعتاد: أنا بعد باروح أصلي في المسجد القريب من بيتكم.. وعقب بارجع عشان أطلع أنا وياج..

فاطمة برعب: وين نطلع؟؟

ثاني بسخرية: نطلع مثل ماكل الناس المخطوبين يطلعون.. أنا أستأذنت أبوج خلاص..

فاطمة تنهدت: والله هذولاك المخطوبين العاديين.. موب اللي بينهم حرب داحس والغبراء..

ثاني ببرود وسخرية: يعني ماتبين تطلعين معي.. وأبوج اللي استأذنته وش أقول له؟؟ انج زعلانة؟!!

فاطمة ببرود: لا تستخدم ذا الأسلوب معي.. وابوي قل له اللي تبي.. مايهمني.. طلعة معك ماني بطالعة..

قالت كلمتها ووقفت.. تبي تطلع فوق.. عطته ظهرها
لكنها فوجئت باليد القاسية اللي تطبق على عضدها وتلفها وترجعها مكانها بقسوة
وهي تشوف وجه ثاني قريب منها تموج عليه عشرات الانفعالات..

نزلت رأسها بخجل.. لكنها صعقت بيد ثاني اللي دخلها في شعرها وهو يشده لأسفل ويرفع وجهها ناحيته ويقول بقسوة: إياني وياج تسوينها مرة ثانية.... تعطيني ظهرج وأنا أكلمج
أنا زوجج وغصبا عنج تحترميني
المرة ذي باعديها لج..
بس سويها مرة ثانية.. وشوفي اللي بيصير لج..

قال كلمته ثم دفها الكنبة اللي كانت جالسة عليها
وطلع...

أمها رجعت بعد دقايق..
لقت فاطمة جالسة بصمت على الكنبة..
وثاني مو موجود

أمها باستفسار: وين راح ثاني؟؟

فاطمة بجمود: راح يصلي المغرب...


*****************
 
بعد دقايق ثاني في سيارته..
حاسس بتوتر كبير وقلق يجتاحه..
ومشاعر الغضب الغريبة الممزوجة بالحنان الأغرب
تتصارع في نفسه..

(كان المفروض أني عطيتها كف على وجهها
عشان تتجرأ ثاني مرة إنها تعطيني ظهرها وأنا اكلمها)

(هذي أخرتها ثاني
تبي تنزل نفسك لدرجة أنك تضرب مرة)

(جننتني ذا الفاطمة!!
جننتني..
لما أشوفها أحس بكل الرغبات المتضادة تتصارع فيني
يصير نفسي أخانقها
وفي نفس الوقت أحضنها
يصير نفسي أعطيها كف على وجهها
وفي نفس الوقت أغمر ذا الوجه بقبلاتي
يصير نفسي أنفيها خارج حياتي
وفي نفس الوقت احبسها داخل قلبي وروحي
جننتني
جننتني
عمري ماكنت محتار كذا!!)

وثاني في أفكاره الهائجة المضطربة والمتشابكة
شاف أبو صالح جاي ناحية البيت يتسند على ولد جيرانهم..

ثاني نط من سيارته برعب وهو يركض لأبو صالح..
سأل الولد: وش فيه؟؟

الولد بقلق: كان يتقهوى مع أبوي وتعب وقال لي أجيبه للبيت..

ثاني قال للولد: خلاص روح.. مشكور..

وسند هو أبو صالح لين وصله سيارته..

أبو صالح بضعف: وين بنروح؟؟

ثاني بحزم: بنروح للمستشفى..

أبو صالح بتعب: مافيه داعي يا أبوك.. أبي ارتاح شوي بس..

ثاني بحزم أكبر: مايضر ياعمي.. خل نروح نتطمن عليك..

ثاني ركبه جنبه.. ثم ركب وحرك بسرعة..

أبوصالح كان يسكر عيونه ويفتحها.. ويقول كلام غير مفهوم.. ويبتسم.. وقلب ثاني بدأ يرقع بقوة.. وهو يحس بألم عميق ومر

الحالة هذي ماهي بغريبة عليه.. يذكرها عدل قبل حوالي عشر سنين..

لحظات أبوه الأخيرة..

ثاني تنهد بعمق وهو يقول بحزن حز في قلبه لابعد حد: يبه..
قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله..

أبو صالح فتح عينه وابتسم بوهن: قلت لي يبه.. طول عمري تمنيت ولد.. والله مارزقني غير فاطمة.. وفاطمة عندي بألف ولد

ثاني بألم مر: وأنت والله العظيم أبوي.. طالبك قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله..

أبو صالح رجع يبتسم وهو يقول بصوت خافت واهن عميق:
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

ثاني حس الحزن يخنق روحه.. ودمعته الغالية تخر من عينه..
مافيه شيء يهز غرور الإنسان وجبروته وطغيانه مثل لحظة الموت.. يرحل الإنسان عن الدنيا عاري مثل مادخلها عاري وغرور الدنيا يبقى في الدنيا..


أبو صالح مسك يد ثاني اللي كانت على قير السيارة وقال له بوهن شديد: تكفى يا ابوك وصاتك فاطمة وأمها.. وصاتك فاطمة وامها.. تراهم من رقبتي في رقبتك..
أم صالح أنا عارف إنها ماعادها بمطولة عقبي..
بس فاطمة أمنتك الله ماتقهرها يوم..
فاطمة ماعرفت غير الدلال.. طالبك ماتغير عليها ولا تحسسها إنها فقدتني..

ثاني بصوت واثق لكن مخنوق بعبراته: ربي يشهد علي أنه فاطمة وامها في رقبتي وأنهم ماينضامون وأنا حي..
وفاطمة في قلبي وعيني.. أنا أبوها وأخوها وزوجها..

ثاني كان يسوق بسرعة صاروخية متوجه لطوارئ مستشفى حمد..
كان متأكد إن أبو صالح في النزع الأخير..
لكن الأمل في قلب الإنسان كان يدفعه للتكذيب..
كان يبي يكذب نفسه.. ويحاول ينقذه من قدره..
بس المكتوب مامنه مهروب
والقدر لازم ينفذ..
وسبحان الدائم الحي الذي لا يموت..

مع وقوفه قدام بوابة الطوارئ كان أبو صالح يشهق ويتشهد
ويرتعش ارتعاشته الأخيرة..

 
الجزء المئة وأربعة وعشرون





بعد حوالي 3 ساعات..
في بيت أبو صالح..

فاطمة وأمها كانوا منتهين من القلق..
كانوا يدقون على أبو صالح وموبايله مقفول..
المستشفى عطوا ثاني أغراضه كلها
وحطوه في الثلاجة استعدادا لدفنه ثاني يوم الصبح
خذ موبايله وقفله..
وأتصل في رياجيل خوات أبو صالح وخوات أم صالح اللي كان خذ ارقام بعضهم يوم عشاء الملكة..
عشان يبلغون زوجاتهم.. ويروحون لفاطمة وأمها يبلغونهم ويهدونهم..

ثاني كره أنه هو اللي يبلغهم أو يشوف لحظة انهيارهم..
لكنه في نفس الوقت حس إنهم مسؤوليته وانه من مسؤوليته أنه يطمن قلوبهم ويهديهم..

ثاني توجه لبيت أبو صالح..
كان متوقع إنه بيلاقي الناس عندهم..
لكنه مالقى حد.. خوات أبو صالح وأم صالح كلهم كانوا متحطمين.. وماكان حد منهم يبي يكون في وجه المدفع لما فاطمة وأمها يعرفون بالخبر..
ثاني اتصل بزوج أكبر وحدة في خوات أبو صالح وهو اللي بلغه إن زوجته منهارة من الخبر وموب مستعدة انها هي اللي تبلغ فاطمة وأم صالح

ثاني سمى بسم الله الرحمن الرحيم.. تنهد بعمق
وفتح باب الصالة ودخل وهو حاس إن داخله يذوب حزن وتوتر..

لقى أم صالح وفاطمة قاعدين في الصالة متوترين
أول ما انفتح الباب نطوا يحسبونه أبو صالح..

أول ماشافوا وجه ثاني المتغير
ما احتاجوا حد يقول لهم إن وراه مصيبة

فاطمة نطت لثاني وهي تقول بصوت مخنوق مكتوم مرعوب من القادم ومن المجهول: ثاني وين أبوي؟؟ وين أبوي؟؟

ثاني بصوت مطمئن: "قل يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية.. فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"
أبشركم بحسن خاتمته..

أم صالح رجعت تجلس وهي تقول بهدوء وإيمان كبير: إنما الصبر عند الصدمة الأولى
إنّا لله وإنّا إليه راجعون
اللهم أجرنا في مصيبتنا وتجاوز عنه واخلفه خيرا منا..

ثاني كانت عينه على فاطمة ينتظر ردة فعلها بتوتر وقلق وحزن
فاطمة سكتت دقايق مثل تمثال سُحبت منه الروح..
مخلوق جامد لا تبدو عليه أي بوادر للحياة

ثم توسعت عيونها وهي تصرخ برعب موجع مر هادر:

يـــــــــــبــــــــــــــــــــــه..
يـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــ ـــــــه
يــــــــــــــــــــــــــــــــــــبــــــــــــ ـــــــــــــــــــــه
وين رحت وخليتني يبه..
وين رحت وخليتني؟؟؟


ورفعت يديها لوجهها تبي تلطمه..
لكن ثاني تحرك بسرعة وكتف ايديها وهو يقول بحزم:
إلا اللطم والعويل.. إلا اللطم والعويل..
ابكي بس لا تلطمين ولا تعولين..

فاطمة رفست ورفست وهي تصارخ:
خلني.. مالك شغل فيني..
خلني.. أنا أكرهك.. اكرهك
اطلع من بيتنا.. اطلع..
فكني.. فكني..
أكرهك.. أكرهك
فكني..فكني

وثاني مستمر بتكتيفها
وأمها تطالعها بدموعها الصامتة وهي تكرر جملة واحدة
" إنّا لله وإنّا إليه راجعون"

فاطمة بدت تهدأ وصراخها يتحول لرجاءات موجعة:
تكفى ثاني هدني.. خلاص..
تكفى.. هدني

ثاني هدها ولفها ناحيته
فاطمة رمت نفسها على صدره وهي تبكي بكاء خافت موجع..

ثاني سحبها وجلسها على الكنبة وهو حاضنها وهي حاضنته من خصره بقوة.. وهو يهمس لها بحنان وحزن: ابكي.. وعبري عن حزنج.. بس أوعديني لا تلطمين ولا تعولين عليه.. أطلبي له الرحمة.. هذا اللي هو يبيه منكم
ولا تحاتين شيء أنتي وأمي .. أنتو في ذمتي أنا
وأنا مكان أبوج.. لا تشيلين هم الدنيا وأنا راسي يشم الهوا..

فاطمة شددت احتضانها لخصره وهي تبكي أكثر..
وثاني يحضنها بقوة أكبر وحنان أكبر وأكبر..


*********************


خلصت أيام العزاء الثلاثة
وأصبحنا بعد وفاة أبو صالح بأسبوع

خلال أيام العزاء بيت أبو صالح مافضا من الناس.. مها ومنيرة ماتركوا فاطمة دقيقة وحدة حتى كانوا ينامون عندها..
منيرة رجعت لبيتها بعد أيام العزاء.. بس مها بعدها تنام عندها لحد الحين.. وحتى خالاتها وعماتها وبناتهم بعدهم ينامون عندهم لحد الحين
ماكانوا حابين يتركونهم للهواجس والأحزان..

الكل جاء وعزا..

حتى جواهر اللي كانت بعدها نفاس..
جات خلال أيام العزاء الثلاثة..
وحضورها وكلامها المطمئن كان له تأثيره البالغ على فاطمة
لأن مافيه حد ذاق الفقد والوجع مثل جواهر
وصبرت على كل شيء مرت فيه..

ثاني ماشافته من عقب أول يوم..
ثاني هو اللي قام بعزاء الرجال كامل كأنه هو فعلا ولد ابوصالح..

لكنه بعدها ماظهر في بيت أبوصالح ولا حتى اتصل..
كان يسأل عنهم عائشة اللي كانت تطمنه انهم متصبرين ومحتسبين مصيبتهم عند الله سبحانه..

بعد أسبوع..
ثاني اتصل على فاطمة..
وطلب منها تجيه في المقلط..
فاطمة في داخلها كانت ماخذها على خاطرها شوي
إنه له أسبوع لا سأل ولا طل..

فاطمة دخلت بتردد للمقلط بعبايتها وشيلتها..
ثاني كان قاعد على الكنبة..
لما شافها دخلت.. وقف..
مضت لحظات وكل واحد منهم يسبر ملامح الثاني..

فاطمة حست بألم غير مفهوم.. وهي تشوف لحيته نامية وغير مشذبة.. وشكله باين عليه التعب..

وهو حس بألم أكبر وهو يشوف وجهها المرهق بآثار البكاء والسهر الطويل عليه..

 
ما احتاجوا يتكلمون او يتعاتبون..
ثاني فتح ذراعيه لها وهي استجابت لدعوته.. ورمت نفسها على صدره
حضنها بحنان وهي بدت دموعها تنسكب بصمت..

فلتها بالراحة وهو يطالع في وجهها
مسح دموعها بكفوفه بكل حنان
وهمس لها: أشلونج حبيبتي؟؟

"حبيبتي!"

(يا الله.. ما أعذب ذا الكلمة من بين شفايفه)

ردت عليه بوجع: الحمدلله على كل حال..

ثاني بحنان: أمي أشلونها؟؟

فاطمة حست بالتأثر يجتاحها وهو يقول أمي فردت بنفس تأثرها: الله يخليها لي.. زينة الحمدلله..

ثاني بهدوء: يخليها لنا كلنا..
ثم كمل بحنان مخلوط بالحزم: فاطمة أي شيء تحتاجونه.. أنتي وإلا الوالدة تطلبونه مني أنا... لو دريت أنكم طلبتم أي شيء حتى لو كان بسيط من غيري بأزعل..
وأعتقد أنج شفتي إن زعلي شين..

فاطمة بابتسامة دامعة: شفته.. الله يكفينا شره..

ثاني تأثر من ابتسامتها العذبة رفع سبابته ولمس فيها شفايفها
ثم قبل سبابته برقة..

فاطمة انتفضت بعنف وتراجعت..
لكن ثاني تراجع
وانسحب للخارج..


**********************


بعد أقل من شهر...

زواج سعود ودانة باقي عليه أيام بس..
دانة أنهت كل تجهيزها..
واختارت فستانها..
لكنها متوترة جدا..
وسعود مازال محجوز في المعسكر..


فاطمة بدأت بالتأقلم على غياب والدها
ولكن الحزن يظل بالقلب
كانت تبي تترك الجامعة وتعتذر عن الفصل الحالي
لكن ثاني رفض..
وهي ماتقدر تعصي ثاني..
وخصوصا إن مشاعرها ناحية أبوها وطاعتها له
تحولت بشكل عنيف لثاني اللي أصبح رب أسرتهم بالمعنى الكامل
كان يزورهم بشكل دائم.. ويجيب أغراض البيت..
لكنه مايحب يختلي بفاطمة أو يجلس معها بروحهم
كان يفضل إن أم صالح تكون متواجدة طول الوقت..
ينتظر إن أم صالح تفك الحداد عشان يحدد موعد جديد للعرس
وطبعا قرر إن أم صالح تنتقل للسكن في بيته بعد زواجه من فاطمة..


سارة حرم الأستاذ حمد بن راشد.. تحدد موعد عرسهم في الإجازة الصيفية
ومازال حمد يمارس سلطته ورقابته عليها في الشغل
لكنها ماعادت تضايقها بقدر ما تحسسها بحبه وغيرته عليها..


البقية مازال الحال على ماهو عليه بالنسبة للكل
الحوامل كلهم صحتهم تمام بين وحم نورة واستقرار وضع منيرة وقرب موعد ولادة دلال..


عبدالله وجواهر

عبدالله من قد ماهو يعد للاربعين تخلص... نسى عدد الأيام ودخلت الأيام في بعضها عنده مع انشغاله بعياله وبيته وشركته ومسؤوليات البنك...


الصبح بدري..

اليوم جواهر تخلص الأربعين..
أمس راحت الصالون رتبت قصة شعرها بس بدون ماتقصره أبدا
حفاظا على رغبة عبدالله أنه يكون طويل
وخلصت كل شغلها في الصالون أمس
وعبدالله اللي كان مشغول جدا اليومين اللي فاتو في مؤتمر للبنك ما انتبه لغيابها.. وهي كانت مبسوطة عشان تفاجئه..

وهي قاعدة تغير لماجد.. رن موبايلها

جواهر بود: هلا والله بأم حمودي..

نجلاء بنفس الود: يحيج ويبقيج... عندج حد؟؟

جواهر بابتسامة: داقة الساعة 8 الصبح تقولين عندج حد.. لا ماعندي حد انا ومجود بس..

نجلاء بمرح: زين درب درب.. انا عند الباب..

جواهر مستغربة من موعد زيارة نجلاء لكنها قالت بترحيب صادق: تفضلي البيت بيتج..

شوي الا نجلاء داخلة بأكياس كثيرة.. وساحبة لها سيدة هندية مليانة شوي وراها...

جواهر قامت وسلمت وهمست لنجلاء: من هذي اللي أنت جايبتها؟؟

نجلاء ضحكت: معقولة ماتعرفين زبيدة؟؟

جواهر ضحكت: والله أعرف زبيدة شغالتي القديمة اللي عند بيت عبدالعزيز الحين..

نجلاء بعيارة: بلاج مسبهه كالعادة.. حد مايعرف زبيدة؟؟
هذي شهرتها في الدوحة... مثل شهرة بريتني سبيرز في أمريكا..

نجلاء أشرت لزبيدة التي كانت شايلة شنطة سوداء في يدها: تعالي زبيدة هذي عروستنا..

زبيدة ابتسمت وهي تطالع جواهر باعجاب: ماشاء الله.. هلو واجد واجد.. سيم سيم كمر..

جواهر وهي تضحك: نجلاء انتي وش أنتي مهببة.. وش عروسته بعد؟؟

نجلاء وهي تضحك: انتي الواحد لو يوكنج على روحج مامنج فرج...
يوم زواجج لولا بنتج نوف والا كان فشلتينا في عبدالله
والحين في تطلوعج لولاي والا كان فشلتينا في عبدالله بعد..

جواهر تضحك: والله اني خلصت شغلي كله والبارح توني جيت من الصالون..

نجلاء بمرح: خلصي علينا مدي رجولج وايديج خلي زبيدة تشتغل..

جواهر بصدمة: حناء؟؟ تدرين ما أواطنه..

نجلاء بابتسامة: موب لازم تواطينه.. بس بتحنين غصبا عنج...
انتي عارفة عشان أطلع زبيدة من محلها وأجيبها عندج كم دافعة لها.؟؟.. تبين تخسريني على الفاضي

جواهر بابتسامة رغم غيظها من نجلاء: والله ماحد قال لج تدقين الصدر وتصرفين من رأسج كني أصغر عيالج..

نجلاء بود: جيجي حبيبتي.. عمري في حياتي ماشفتج بحناء..
وبعدين عبدالله حرام 8 شهور في العراق انلعن في المعتقل
رجع ولدتي عليه على طول..
يعني فوق 9 شهور المسكين محروم.. حسسيه انج محتفلة فيه..

جواهر كحت بحرج: انتي ماتخلين سوالفج البطالية.. وش دخلج بيني وبين عبدالله.؟؟..

زبيدة بنفاذ صبر: سنو مسكلة.. انا يبي كلاص هينا.. ئسان يرجء مهل..

نجلاء بمرح: مافيه مشكلة عمتي زبيدة يالله ابدي..

جواهر غصبا عنها مدت رجولها عشان تبدأ فيهم زبيدة ونجلاء تقول لها: لا تحاتين أنا قاعدة عندج وبأشوف مجودي لين ينشف الحناء وتغسلينه...

جواهر تبتسم: زين والأكياس وش فيهم.. لا تكونين جبتي لي بعد فستان أخضر نفس نوف...

نجلاء بخبث: لا أنا جايبة أشياء ثانية..


**********************


الحنا نشف وجواهر غسلته.. لونه مابعد غمق..
لكنه كان آيه على لون ونعومة بشرة جواهر المخملية..

نجلاء طبعا أصرت أنها تحنيها حناء عروس..
السيقان لحد تحت الركبة بشوي
واليدين لحد تحت الكوع بشوي
مع أسوارة حنا على العضد..

جواهر بدت ترتب مكانها واغراضها وأغراض ماجد
وترجعهم لغرفتها هي والخدامات..

عبدالله اتصل وقال انه مايقدر يرجع على الغداء.. لأن فعاليات المؤتمر مستمرة في الفندق.. وماعنده وقت يرجع للبيت
فهو بيرتاح شوي في غرفته اللي هو حاجزها في نفس الفندق عشان يكون قريب من المؤتمر.. خصوصا أن اليوم اليوم الختامي..

نوف وعبدالعزيز على الغداء مع أمهم..

نوف بمرح: واو مامي.. يجنن الحناء عليج..

عزوز بابتسامة: ماشاء الله عروس يمه..

جواهر ماتت من الحرج من عيالها وحبت تغير السالفة: عزوز شأخبار درووس السواقة؟؟

عزوز بهدوء: خلاص يمه الأسبوع هذا بأخلص
الأسبوع الجاي بأسوي التراي في المرور والرخصة إن شاء الله.. وأول مشوار في سيارتي أنتي ومجود وبس .. (ورص على كلمة بس وهو يطالع نوف بابتسامة)

نوف وهي تضحك: ليه بايعة عمري أركب مع دريول درجة ثانية..

عزوز يضحك: زين نشوف لاجيتي ترجيني أوديج مكان.. وانا أعطيج أشكل..

نوف بمرح: أمانة أمانة عطني أشكل معتبر لاجيت وترجيتك.. لأني مستحيل أترجاك إلا إذا كان صابني شي في مخي..
 
الجزء المئة وخمسة وعشرون





عبدالله وصل بيته متأخر..
بعد ماودع كل الوفود اللي كانت مشاركة في المؤتمر..

راح أول شيء للغرفة اللي جواهر فيها تحت
لقى أنوارها كلها مسكرة..
تنهد: مالي نصيب أشوفهم..شكلهم نايمين..و أنا بعد تأخرت الليلة بزيادة..
بس زين عندي يومين إجازة عقب المؤتمر
أقعد مع عيالي وجواهر شوي..


طلع لغرفته..

أول شيء صدمه فيها كان ريحة عطر هو مفتقده بشدة وبوجع يحز في أعماقه..
ريحة عطر تحتفظ كل خلاياه بذكريات عذبة له..
عطرها المميز والمثير والمختلف والدافئ


لكن طبعا كانت الصدمة الأكبر هي صاحبة العطر اللي كانت تنتظره..

اتسعت ابتسامته الرجولية الساحرة وهو يشوفها
وهي وقفت لما شافته دخل..

"مستحيل تكون فيه مخلوقة بهذا الحسن الموجع الشفاف!!"

كانت واقفة قدامه بطقمها الحرير السماوي
وكأنها نجمة تشع في السماء
كانت التنورة قصيرة لتحت ركبتها
والتوب كورساج بأكمام جابونيز
نقشات الحناء اللي غمق لونها كانت شيء أكثر من مثير

مكياجها الناعم الخفيف.. الروج الوردي الفاتح على شفايفها المبهرة..يكاد يسيل من عذوبتها

أما الشعر كان حكاية غرام عبدالله الجديدة
كثافته وتدرجاته وسواده ونعومته أصبحت حكاية موجعة مع طوله الجديد..
الليل الهادر اللي يبي يتوه بين أمواجه
الليل اللي تمنى أنه ماينتهي امتداده وضياعه بين ثناياه..

جواهر ابتسمت
وعبدالله قرب..
مسك ايديها بوله كاسح وشوق عارم
رفعها لشفايفه وهو يتتبع نقشات الحناء
بقبلاته الشفافة المشتاقة الدافئة بدء من أصابع يدها مرورا بكفها لذراعها لعضدها
حينها رفع رأسه
وهمس في عمق أذنها بكلمة واحدة بنبرته العميقة الرجولية الخاصة جدا

"وحشتيني"


*********************



الليلة السابقة لزواج سعود

سعود طلع من الحجز العسكري
رجع للبيت العصر..
فوجئ بمظاهرة تستقبله
كان محمد ومتعب وخالد ينتظرونه..


ويقولون له: مافيه وقت اطلع معنا الحين..

سعود مستغرب: وين أروح؟؟ خلوني أسلم على أمي وأخذ لي شاور أول..

متعب بحماس: روح سلم على خالتي والشاور خله بعدين..


سعود مادرى وش السالفة.. بس راح سلم على أمه وخواته ورجع لهم..

خذوه معهم للسيارة..

متعب يسوق وسعود جنبه.. ومحمد وخالد ورا..

سعود بتعب: أنتو يالمخبل.. وين رايحين فيني..؟؟

متعب بابتسامة: أصبر على رزقك..

أول شيء طلعوا لسوق واقف..

محمد بمرح: أنا رحت لسوق الحسا أمس وشريت لك بشت أسود ورجعت في نفس اليوم.. وخليناه هنا عند شيبتنا يضبطه.. بس لازم يقيس عليك الاول..

سعود بهدوء: وش له البشت الله يهداك.. تدري عندي كم واحد..

محمد بابتسامة: لا بشت العرس غير.. بعدين أنت كل يوم تعرس.. المرة اللي فاتت ما عرست.. وخلاص عقب ذا المرة مانسمح لك تكررها..

سعود نزل غصبا عنه: راح لمحل البشوت وقاسوا عليه... وقال لهم محمد أنه بيرجع يأخذه بكرة..

سعود بتعب: وين بنروح بعد..؟؟

متعب بمرح: ذا المرة دوري...
الصالون الأزرق..
حجزت لك الجوتي الأسود وأنتو كرامة والغترة.. وأدري عندك جواتي سود كل الماركات.. بس بعد جوتي العرس غير..
ولا تسوي لي سالفة هناك.. لأني دفعت ثمنهم خلاص..
وعقب كمل بعيارة: ولاتنسون كلكم أن عرسي عقب شهر ونص.. وماعندي مانع ترجعون جمايلي لي..

خلصوا من الصالون الأزرق.. وخذوا الأغراض معهم..

سعود زهق منهم بس مبتسم وسعيد بإحساسه إنه عريس فعلا أحبابه تعبوا له ومعه..

خالد بابتسامة: الحين دوري.. على الانتركونتنال.. حجزت لك سويت تريح الليلة وتدلل.. واحنا طبعا فوق رأسك..
وبكرة حجزنا الحلاق وسيارة اللموزين اللي بنزفك عليها..


*****************


في الليل متأخر..
دانة متوترة.. ومتوترة أكثر لأن سعود ما أتصل فيها
هي عارفة إنه طلع من الحجز اليوم
ليش ما أتصل فيها..

سعود كان بيموت يبي يسمع صوتها
بس ماقدر يتصل والشباب ماخلوه دقيقة وحدة
محمد ومتعب وخالد وجبر وجابر وسالم
كانوا كلهم معاه وعنده..
محمد رجع للبيت عشان مايقدر يترك هله ماعندهم حد
بس خالد ومتعب باتوا مع سعود في الفندق
وسعود كان خلاص منهار يبي ينام وبس


*****************



 
ثاني يوم قبل الظهر

ثاني في شركته..
رن موبايله..
ابتسم ورد: هلا والله

فاطمة بابتسامة: تريقت وإلا لأ؟؟

ثاني بهدوء: الحين صرنا الظهر وش ريوقه؟؟

فاطمة بمرح: الصبح كلمتك قلت لي تو الناس على الريوق..
والظهر تقول خلاص غداء.. أنت متى بتأكل؟؟

ثاني بعمق: إذا جيتي بيتي إن شاء الله

فاطمة سكتت محرجة.. وعقب تنحنحت وقالت بصوت واطي: الليلة عرس أخو صديقتي.. وأبي أطلع من الجامعة.. أمر محل شيكولت.. اشتري ورد و شيكولت عشان يروح للقاعة..

ثاني بهدوء: مافيه داعي تتعبين روحج .. أنا بالتلفون بأكلم أكبر محل ورد وشيكولت يرسلون اللي تبينه وباسمج.. تدللي..

فاطمة بخجل: أنا مكلمة أستأذنك... مو عشان انت ترسل..

ثاني بعتب: ليه بيننا فرق يعني؟!!

فاطمة بهدوء: لا .. بس..

ثاني بحنان: مافيه بس.. قولي لي شاللي تبينه.. واسم القاعة.. واللي تبينه ينكتب على الكروت.. وأنتي ارجعي للبيت دايركت أول ماتخلصين محاضرات لا تخلين أمي بروحها..


*******************


العصر
في القاعة
مها والجازي ومزنة وغالية والعروس كلهم موجودين
وكل واحدة لاهية بشغلة
اللي تحط منيكير.. واللي الكوافيرة تشتغل لها بشعرها
واللي تسوي الميكب..
والأجواء الاحتفالية الصاخبة والمزحومة تلف الأجواء..

مها بعيارة: جعل يسقى عقب شهر ونص بس..

مزنة تضحك: أنتي ماتستحين..

مها وهي تضحك: على قولة أخي محمد.. مايودي في داهية إلا كتمان المشاعر.. الواحد لازم يعبر عن مشاعره لا ينفجر

مزنة في نفسها (ايه طبعا والأخ فالها..مايخلي شيء من التعبير عن المشاعر في خاطره)

الجازي تسألهم بحيرة: وش أسوي في شعري.. كيرلي وإلا ويفي وإلا أرفعه وإلا أسوي بف؟؟

غالية تضحك: يا أختي اتركي هذا السؤال للكشة اللي مثلي.. أنتي أي شي بتسوينه في شعرش بيطلع حلو... عشان الأرضية تساعد...

دانة بتوتر: غالية أنتي ليه ماتخلين الجازي في حالها..

غالية تبتسم: لحول.. ايه الحين غلاها بزود.. اخت حبيب القلب..

مزنة رجعت وقفت جنب دانة اللي كانت الخبيرة تسوي لشعرها السيشوار وهي تهمس لها: حبيبتي هدي أعصابش شوي.. أنا أبي أعرف سبب توترش.. سعود ومعاشرته ورجّالش وتحبينه.. يعني لاهو غريب.. ولاهي أول مرة.. فليه التوتر؟؟

دانة سكتت.. ماحد قادر يحس فيها..
طوفان مشاعرها العالي خلف سدودها على وشك أن يحطم أضلاعها
الأضلاع التي أصابها الوهن لطول ماحجزت هذه المشاعر
المشاعر التي تتوق للانسكاب بين يدي سعود ومن أجله..
المشاعر التي تتأججت طوال سنوات من أجل سعود
المشاعر التي أصبح سعود يعلم بها ولكنه لم يسمعها من بين شفتيها..
الشفايف اللي تتوق للهمس بهذه المشاعر في أذن سعود
لينهار كل حاجز فصل بينهما ويتمازجان التمازج الكامل..


*******************


بعد صلاة المغرب...

خبيرة التجميل تطلع من بيت سالم..

وسالم جاي من المسجد يبي يطلع لعرس سعود..

سالم طلع لغرفته.. مالقى منيرة..

ناداها..

ردت عليه من غرفة الملابس..

كان سالم يلبس بسرعة وهو يسألها: تبين أرجع أوديس؟؟

منيرة من ورا باب غرفة الملابس: لا حبيبي.. أمي وسارة بيمروني ونروح سوا..

سالم باستفسار: بس مهوب كنكم رايحين بدري...

منيرة بهدوء: لا بدري ولا شيء.. حن مانعد روحنا معازيم.. أمي وام سعود صحبة سنين..
وعقب كملت بمرح: ولعلمك يوم عرس مها عقب شهر ونص تراني بأكون عندها من قبلها بليلة..

سالم بنبرة زعل مصطنعة: ياسلام.. وأنا من اللي عندي؟؟

منيرة بابتسامة: مايخليك ربي...

سالم باستعجال: زين أنا خلصت وبأطلع.... اطلعي خليني أشوف شكلس..

منيرة : دقيقة بس..

فتحت الباب منيرة وطلعت..

كانت لابسة فستان أصفر ببروش وزم خفيف من عند الصدر عشان يخبي بطنها اللي صار مبين...
وشعرها سوته كيرلي..

سالم بإعجاب: ياسلام.. أحلى حامل شافتها عيني..

منيرة تبتسم: ايه.. تمسخر علي أنا وكرشي..

سالم قرب وحط يده على بطنها بحنان: الله يتمم عليس يا قلبي..
عقب كمل بمرح: خاطري أحضنس بس خايف أحوسس وإلا أنتي تلطخين ثوبي الأبيض بالمكياج..
 
الجزء المئة وستة وعشرون




الساعة 10 بالضبط..

زفة دانة..

اطفئت أنوار القاعة بالكامل.. واُشعلت الشموع..

تركزت الكشافات على البوابة اللي بتدخل منها دانة..

بدت موسيقى الزفة الناعمة..

وانفتحت البوابة..

وظهرت دانة تتهادى بفستانها الأبيض من الدانتيل الأبيض المخلوط بحرير فضي بتصميمه على الطريقة المغربية بطريقة مبتكرة جدا وفخمة.. الكم دانتيل فخم ضيق وماسك من العضد لكنه يتوسع من الكوع حتى يصل للأرض.. والطرحة الدانتيل بقطع الحرير الفضي هي عبارة عن غطاء الرأس المغربي الواسع المشبوك في ظهر الفستان
المسكة كانت ورد أبيض بشرايط حرير فضية..

دانة كانت تتهادى مثل الأميرة..
مثل بجعة بيضاء على بحيرتها الملكية
لكنها في داخلها كانت تذوب توتر وخجل..

الكاميرات تتابع تحركاتها بدقة وتنقلها لشاشات العرض الضخمة الموزعة في أركان القاعة..

وصلت أخيرا للكوشة.. اللي كانت خليط من الأبيض والفضي الملكي
مثلها مثل كل تنسيق القاعة والطاولات وصواني التقديم وطاقم الضيافة اللي كان اختيار مشترك بين دانة ومزنة ومها..

بعد وقفة التصوير المنفردة.. بدأوا المعازيم والبنات بالسلام على دانة...
تهاني قربت منها وحضنتها وقالت بحب: أحلى عروس شفتها.. وما الحب إلا للحبيب الأولي... مبروك ياقلبي..
تدرين أنا حتى في أعراس أخواني مارقصت.. بس الليلة بارقص في عرسج..

بعد حوالي ساعة إلا ربع.. محمد اتصل على مها.. وقال لها إنهم واقفين على باب القاعة...

الشباب كلهم مشوا بسياراتهم ورا السيارة اللي زفت سعود..
لكن بعدين رجعوا كلهم.. وظل معه أبو خالد وخالد ومحمد..

مزنة لبست عبايتها ثم لبست دانة العباية البيضاء على أساس إن محمد بيدخل وهي تهمس لها وتبتسم: خلي ولد عمنا البصباص يقز الحريم على كيف كيفه.. عنز وطاحت في المريس.. من قده الليلة..

لكن اللي هم تفاجأوا فيه إن محمد وصل سعود بس لأول القاعة وهو منزل رأسه وطلع على طول...
واللي كمل مع سعود خالد وأبو خالد..
مزنة شالت عباية دانة مستغلة إن الكاميرات والعيون مركزة على العريس.. تأكدت من شكل دانة.. ثم نزلت وقعدت مع تهاني على طاولتها..
تهاني همست لمزنة وعينها على سعود اللي مابعد وصل لدانة: من هذا اللي دخل مع المعرس ورجع من عند الباب؟؟

مزنة وهي مستغربة من سؤال تهاني: محمد أخ سعود..

تهاني ابتسمت: ياحليله حياوي.. صحيح سعود أطول وأعرض بس هو أحلى..

مزنة غصبا عنها تضايقت (نعنبو متى لحقت تقزه ذي.. يعني هو ماطالع الحريم ولاحتى دخل.. بس هم ماخلوه في حاله)

سعود وصل لدانة..
وأخيرا..

وهو بعده يمشي جاي من بعيد..
ماكان يشوف شي في القاعة كلها عدا البهاء الأبيض
اللي سيطر على كل مشاعره وأحاسيسه..
ماكان حاس بالعالم ولا العيون اللي تعلقت بطوله وطلته..
احساسه بأميرته وبس..

قبل ماتنزل مزنة.. وقفتها وراحت..
ومن لما وقفتها وعينها في الأرض
ماقدرت ترفعها.. وقلبها يفقز قفزات مجنونة متسارعة..

وصلها سعود..
مع الكعب العالي اللي هي لابسته..
بعده أطول منها
وطى من عليائه وباس جبينها بحنان وشوق
وكانه يوقع بقبلته وعده بحياتهم الجديدة
كان يتمنى بوجع إنه يشوف عيونها في هذي اللحظة
لكنها كانت موطية عيونها بخجل
سعود تنهد في داخله..وهمس في أذنها باعجاب رقيق: أحلى أميرة
ثم وخر ووقف جنبها
عشان أبوها وخالد يسلمون عليها..
خالد بالذات حضنها بشدة وهو يهمس في أذنها: مبروك ياقلبي..

صوروا معها وعقب نزل خالد وابوه طالعين برا..
ينتظرون سعود في السيارات..
عشان يزفونهم للفندق..
سعود مسك يدها المرتعشة.. همس في اذنها بقلق ممزوج بالحنان: انتي ليش ترتعشين كذا؟؟
ماردت عليه..

مها والجازي خلعوا عباياتهم وطلعوا لسعود وسلموا عليه.. وصوروا معه..
والجازي خربت مكياجها وسيحت الدنيا وهي تبكي وهي تسلم على سعود اللي حضنها بحنان وهو يقول: يالهندية أنتي كل شيء عندش دموع.. ماعندش تعبير بوسايل ثانية..

بعد حوالي خمس دقايق.. أشر سعود لمها وطلب منها تتصل بمحمد أنهم بيطلعون الحين..

عقب سعود وقف دانة... وبدت موسيقى توديع العروسين..

مها خذت عباية الدانة...

لحد ماطلعت برا القاعة الرئيسية لقاعة المدخل.. لبستها إياها..

سعود مسك يد دانة وهو قلق من ارتعاشها الغير طبيعي..

ركب هو إياها سيارة الليموزين الطويلة اللي احتضنت ثوبها الضخم بكل اتساع وفخامة

قدام كان محمد وخالد...

محمد بابتسامة: مبروك يابنت هادي... الله الله في أبو سعيد..

دانة بصوت مرتعش: الله يبارك فيك..

محمد وخالد بدت النقرة بينهم.. وسعود همس في أذن دانة بقلق حقيقي: حبيبتي ليش ترتعشين كذا؟؟ خوفتيني عليش..

كان رد دانة عليه إنها احتضنت يده بحنان وقوة

سعود مسك كفها الناعمة المطرزة بنقشات الحناء.. وحضنها بيديه الثنتين.. واحترم صمتها..

(لو تصمتين العمر كله.. يكفيني إنش جنبي.. ما أبي شيء اكثر..ولا أطالبش بشيء أكثر.. خلاص حرمت وحفظت الدرس)


طول الطريق وسعود ماسك يدها..
الشباب يقطون عليه نغزات ويقطون على بعض
وهو أحيانا يرد وأحيانا يصمت..
وباله مشغول بالأنامل المرتعشة بين ييديه..

وصلوا الريتز..
محمد قعد في السيارة..
وخالد طلع معهم لحد ماوصلهم لباب جناحهم ونزل بسرعة..

ملابس دانة جابتها مزنة اليوم الصبح هي وخالد..
لأن سعود ودانة مسافرين الفجر وبيطلعون من الفندق للمطار مباشرة..
مزنة طلعت لها غيارات وأغراض ليلة وحدة وخلت الباقي مرتب في الشنط..


سعود فتح الباب وقال لدانة بحنان ومرح: تفضلي.. سمي وادخلي برجلش اليمين..

دانة دخلت بخطوات مترددة..

سعود سحبها من يدها.. وجلسها على الكنبة
وجلس جنبها..
وقال بهدوء وجدية مخلوطة بحنان فياض: يالله قولي لي ليش متوترة كذا؟؟ متوترة مني او من حياتنا مع بعض أو من أيش؟؟

دانة رفعت عيونها له.. وتعلقت في ملامحه بوله هادر..
وهي تقول بهمس: متوترة من شيء ثاني..

سعود بقلق: اللي هو؟؟

دانة حطت يدها على خده..وسعود مسك يدها وطبع في باطنها قبلة عميقة جدا نفث فيها عبق روحه ودفء مشاعره..
ودانة تقول بعذوبة وعمق: متوترة من ضغط مشاعري اللي ماعدت قادرة اتحمله..

سعود ابتسم باشراق روحي عميق وهو يقول بعمق صميمي: ومشاعرش وش تقول؟؟

دانة بعمق عذب موجع شفاف: أحبك.. وأحبك.. وأحبك
حتى كلمة أحبك ماتعبر عن الشيء الكاسح اللي أحسه في قلبي ناحيتك
الحب والغرام والهيام والعشق والوله وكل مصطلحات الغرام والله العظيم ماتعبر عن قطرة وحدة في بحر الطوفان الهائل من المشاعر اللي في أعماقي لك..

حبيبي...سامحني على كل دقيقة خليتك فيها تحس إني مابادلتك حبك بحب..
سامحني على كل مشاعرك اللي أنت غرقتني فيها.. في الوقت اللي انا جبنت اني أعبر لك لو عن شوي من مشاعري..
سامحني على كل لحظة حزن عشتها وأنت تظن إن حبك كان مهدور وماله مقابل..



سعود حس بالطعنة العذبة اللذيذة الشفافة الموجعة تخترق عمق عمق روحه الملتاعة المشتاقة لحرف واحد من بين شفتيها
فكيف بكل هذه الكلمات النازفة حبا لا مثيل له..

مسك وجهها بحنان بين كفيه وهو يقول بعمق: وانا أحبش أكثر وأكثر واكثر.. وياترى أنتي بتسامحيني؟؟ أنتي قلتي سامحني.. لكن أنا مالي حق أطلب.. أنا أتساءل بوجع.. ياترى يجي يوم وتسامحيني على الجنون اللي أنا سويته؟؟ ياترى..............


كان رد دانة عليه إنها حطت أطراف أناملها على شفايفه تسكته
ثم تقبل أطراف أصابعها الساكنة على شفتيه..
بينما سعود سحب يدها للأسفل لينسحب حاجز أناملها امام تمازج شفتيهما


*********************
 
بعد حوالي 3 أسابيع..
الساعة 3 الفجر...

جواهر كانت نايمة.. سمعت صوت موبايلها يرن..
استغربت من اللي بيدق هالحزة..
كانت تبي ترد قبل الرنين يصحي عبدالله وماجد من النوم..
وخرت بحنان ذراع عبدالله الغافية على خصرها
وردت بعد ماشافت الاسم برعب وبصوت مكتوم: عسى ماشر نجلاء؟؟

صوت نجلاء المحلق من الفرحة: أبشرج أبشرج.. ماجد جاله ولد... أبوفيصل جاب فيصل أخيرا

جواهر بفرحة حقيقية: مبروك ياعميمة ألف ألف مبروك...

نجلاء بنفس الفرحة: تدرين أنهم قايلين لها في السونار إن اللي ببطنها بنت... المسكينة اشترت كل شيء وردي
الحين أنا رايحة للسوق أول مايفتح اشتري له..

جواهر بحنان: لا تشترين شيء... ماجد نوف اشترت له الدنيا من غير الهدايا اللي مالها عدد اللي وصلته.. 3 أرباع ملابسه مالبسها.. وصغرت عليه.. الحين باقوم ارتبها وبأرسلها لكم مع محيي الدين..

نجلاء بحب: الله لا يحرمني منج.. بس على العموم ريحتيني أول الأيام بس عقب إلا لازم اشتري له... هذا ولد ماجد.. ولد ماجد ياجواهر..

جواهر بحنان فياض: ألف مبروك ياقلبي الله يتمه يارب...أول ماتطلع غرفة أرسلي لي رقمها .. وباجيكم الصبح ان شاء الله..

جواهر جات بتقوم حست بيد قوية حانية تسحبها وترجعها تمددها قرب أنفاسه.. بصوت نعسان وهو مسكر عيونه: وين بتروحين حبيبتي؟؟

جواهر قربت من وجهه وطبعت قبلاتها على جفونه وهي تقول بفرحة عذبة: عطني البشارة؟؟

عبدالله فتح عيونه بالراحة وهو يقول بترقب: كلي لج..

جواهر قامت جالسة وطبعت قبلة ثانية على عضده العاري: وعقبك ما أبي شي... أبشر بفيصل على أبو فيصل..

عبدالله نط قاعد وهو يقول بفرح غامر: والله والله.. هو قال لي إن مرته حامل ببنت...

جواهر بعذوبة: ماشاء الله.. شكله مايدس عليك شيء..

عبدالله لقط موبايله من جنبه: لقى عشر اتصالات من ماجد.. اتصل عليه وهو يقول بفرحة هائلة: مبروك يا أبو فيصل مبروك فيصل..

ماجد بفرحة عميقة عميقة: الله يبارك فيك.. الله يبارك فيك ما تخيل فرحتي.. انصدمت فعلا.. أنا والله بنت وولد كلهم عندي نفس الشيء.. بس المفاجأة فرحتني.. وتراني باسميه عبدالله جهز السماوة...

عبدالله بحزم: لا والله ماتسميه إلا فيصل يابو فيصل.. والسماوة جاتك..

ماجد بود أخوي غامر: يعني ماتبي اسم ولدي...

عبدالله بنفس الود: سم الثاني علي... هذا الحين أنا بأسميه وأنا سميته فيصل.. أشلون أبو فيصل من غير فيصل..

عبدالله خلص الاتصال تلفت مالقى جواهر.. دورها لقاها في غرفة الملابس مجهزة شنطة وتحط فيها ملابس..

عبدالله بحنان: وش تسوين ياقلبي؟؟

جواهر وهي لاهية في الشغل: احط ملابس ماجد اللي مالبسهم لولد ماجد.. لأنهم مجهزين له ملابس بنت..

عبدالله بخبث: خليها لمحمد.. مجود يقول متملل.. يقول لج الست شهور فترة السماح اللي بعد العملية القيصرية.. وعقبها 9 شهور يبي حمود يجي يلعب معه..

جواهر ابتسمت: تدري أنك متفرغ عبدالله.. يالله روح توضأ تصلي قيامك..
 
الجزء المئة وسبعة وعشرون







ثاني يوم في المستشفى..
غرفة دلال..

دلال قاعدة على سريرها
عندها عمتها أم جاسم.. ونجلاء وولدها حمودي.. وجواهر..
نجلاء طايرة بالولد..

دلال بتعب: مشكورة أم عبدالعزيز.. لولاج ماعرفت وش كان لبست فيصل..

جواهر بحنان:والله موب قدركم عندنا.. وترى هذي موب هدية فيصل.. هديته محفوظة..
ثم كملت باستفسار: قولي لي وش إحساسج لما قالوا لج ولد؟؟

دلال بإيمان: سبحان الله وفق كل ذي علم عليم.. يعني الله سبحانه يثبت لنا عظم قدرته... سويت أكثر من سونار
وكلهم قالوا بنت.. وأنا متاكدة إنها بنت واشتريت كل شيء وردي.. والبنت والولد كلهم رزق من الله.. لكن أنا تفكيري صار في البنت خلاص..
في الولادة لما دفعت الدفعة الأخيرة ونزل الولد.. الممرضة رفعته قدامي قبل تقص سرته وهي تقول: ماشاء الله.. واد واد..
وأنا أقول لها: مستحيل.. أنا في بطني بنت..

فهي قالت لي وهي تضحك: والبتاتيع دي بتاعت واد وإلا بت..
تدرين قعدت أضحك.. والممرضة انفجعت مني: بلاش تضحكي والنبي..

جواهر ضحكت بنعومة وهي تقول: الحمدلله على عطاه.. كلهم نعمة ربي..


********************


في بيت سعود...
قبل المغرب بشوي

دانة وسعود رجعوا قبل كم يوم من رحلة شهر عسلهم اللي كانت شي فوق الخيال..

الليلة سعود بيبات في المعسكر.. دانة أستأذنته تبات في بيت أهلها وأذن لها...
والحين هي طالعة لاخوها خالد اللي ينتظرها برا في حوش البيت...
محمد كان يسولف مع خالد.. لما شاف دانة طالعة مع باب الصالة الخارجية.. ترك خالد وتوجه ناحيتها.. بيدخل البيت..

سلم بدون مايطالع ناحيتها: مساش الله بالخير

دانة بود أخوي: مساك أخير.. أشلونك محمد واشلون شغلك؟؟..

محمد باحترام وعينه في الارض: يسرش الحال.. يسلم غاليش..

دانة هزت كتوفها وهي تقول في نفسها(الولد عرفته المرة اللي فاتت زواجي الاول من سعود والمرة ذي عمري ماشفته يرفع عينه في مره.. لا فيني ولا في غيري.. مزون أشلون تقول انه مايستحي ما أدري)
عقب قالت باحترام: رخص لنا طال عمرك..

محمد بتردد: بنت هادي..

دانة وقفت وردت باحترام: سم..

محمد بنفس التردد: ممكن أسألش عن شيء؟؟

دانة: اكيد طال عمرك..

محمد بأدب وعينه مازالت مثبتة في الأرض: انا ادري ان العرس قسمة ونصيب.. بس الرفض دايما له سبب... ممكن اعرف وش سبب مزنة لما رفضتني؟؟

دانة بحرج: ممكن تعفيني..

محمد بحزن: دامش قلتي ممكن تعفيني.. أجل السالفة كايدة ولاني بمعفيش..

خالد رفع صوته عليه بمرح: انتو خلصوا القمة المنعقدة قدام انزل لكم طرف ثالث..

دانة أشرت له بأجي وهي تقول لمحمد بحنان أخوي: محمد يا أختك.. أحيانا الجهل بالشيء يكون نعمة..

محمد بحزم: بس انا متنازل عن ذا النعمة.. وإذا أنا اخيش فعلا تقولين لي..

دانة بتردد قالت له السبب بصراحة لكن بأفضل لهجة ملطفة لقتها..

محمد حس بألم بالغ إنه يكون هذا ظن مزنة فيه.. تماسك وقال لدانة بحزم: انا بأحملش أمانة وصليها لمزنة.. والأمانة ثقيلة
وصلي كلامي بالحرف

قولي لها الشرهة مهيب عليها الشرهة على العين اللي ماشافت من جنس الحريم غيرها.. ولاعمرها ارتفعت إلا لها وعشانها

وقولي لها الشرهة مهيب على قلبها لأنها ماعندها قلب.. الشرهة على قلبي اللي لازم نحاسبه على طيبته ومحبته لها ولربعي وناسي.. لأنه لازم يكون قلب منزوع المشاعر عشان يعجب حضرة جنابها..

وقولي لها شعري كنت ماني بناوي أرجع أطوله ومن يوم حلقته كنت أقصه كل ماطال شوي... لكن الحين بأرجع أطوله
دامها تكره الشعر الطويل..ما أبي شيء يزيني في عينها
خليني مكروه مثل ما انا بشعري وقلبي..
لكن نظرة عيني.. خليها تطمن.. يحرم علي أرفع عيني فيها حتى لو جاء وجهها في وجهي..

دانة تنهدت بحزن من كلام محمد العميق الموجع
وتوجهت لخالد..
بينما محمد دخل داخل...


*******************


 

بعد المغرب
في غرفة دانة..

قاعدة هي ومزنة وغالية...

دانة قالت لغالية بحنان: غلاي مشتهية كرك من يدش الحلوة..

غالية نطت وحضنتها وهي تقول: أبشري كم دندون عندي.. ونطت تنزل تحت...

مزنة بابتسامة: شكلها تصريفة لغالية..

دانة بحزم: ايه عندي أمانة أوصلها لش..

مزنة بتوتر: وش أمانته..؟؟

دانة بنفس الحزم: كلام موجع شوي من محمد.. مستعدة تسمعينه..؟؟

مزنة بقلق: ومحمد ليش يوجه لي كلام موجع..؟؟

دانة بهدوء: رد على رفضش له..

مزنة برعب: أنتي قلتي له؟؟

دانة بهدوء: سألني ولزّم علي أقول له السبب

مزنة بتوتر حزين: تقومين تقولين له؟؟

دانة بحزم: أما أنش غريبة!!!... أنتي رفضتيه..وش يهمش إنه يعرف السبب وإلا لأ؟!!
وحقه إنه يعرف... ومثل ماهو استوجع من رفضش له.. حقه الحين إنش تستوجعين من رده على هذا الرفض..

مزنة قامت بتروح وهي تقول بتوتر: دانة تكفين.. ما أبي أسمع شيء بأروح.. سالفة وانتهت وش تبين بها ترجعينها؟؟

دانة بحزم أكبر: والله ماتقومين.. والله إن قد تقعدين وتسمعين... الكلام اللي هو حملني أمانة مهوب لعبة..
ودام تقولين سالفة وانتهت... اسمعيني واعتبرينها عقب سالفة وانتهت..

مزنة رجعت وقعدت غصبا عنها تنفيذا لحلف دانة عليها

ودانة نقلت لها كلام محمد بالحرف بالواحد بدون زيادة أو نقصان..
ومع كل جملة جديدة كانت دانة تقولها كان وجه مزنة يتغير أكثر وأكثر...

دانة خلصت كلامها.. ومزنة ظلت ساكتة ووجهها غائم..

مزنة قالت بنبرة غامضة ماينعرف شنو الانفعال اللي يمور تحتها: بما أنش خلصتي نقل امانتش.. تسمحين لي أروح؟؟

دانة وهي حاسة بحزن إنها اضطرت تجرح مزنة بهذي الطريقة القاسية: تفضلي روحي.. بس بنرجع نتكلم..

مزنة قامت وقفت وهي تصد بوجهها عشان ماتحط عينها في عين دانة: يصير خير..

مزنة انسحبت..
ودانة حاسة بحزن عميق يغزو مشاعرها النبيلة... لأنها تعرف عزة نفس مزنة.. وإنها ما يبكيها إلا شيء كبير.. وهي عارفة إنها ماطلبت إنها تختلي بنفسها إلا لأنها تبي تبكي..

دانة دقت على سعود.. سعود خلاص صار مرايتها ومايريح روحها إلا انسكاب احاسيسها ونبض مشاعرها بين حناياه

-هلا والله حبيبتي
- هلا حبيبي.. أشلونك ياقلبي؟؟
- وش فيش ياقلبي؟؟ (سعود خلاص مو محتاج إنها تصرح عشان يفهم تأرجح نبرات صوتها ويحس بها قبل تعبر)
- متضايقة شوي حبيبي؟؟ (نبرة حزن صافية)
- أفا .. دندونتي تتضايق وأنا موجود (سعود بحنان فياض)

دانة حكت له باختصار اللي صار بس طلبت طبعا أنه يظل سر بينهم...

سعود بعتب: وليش ماقلتي لي قبل على سالفة إن محمد كان يرفع عينه في مزنة؟؟

دانة بخجل: استحيت.. وبعدين كنت عارفة إنك ماراح تعديها لمحمد وبتلاغيه..

سعود بحزم: لأنه يستاهل من يلاغيه.. مهما كان عيب عليه يرفع عينه في أي مره فكيف ببنت عمه وفي بيته...

دانة بعذوبة: حبيبي مو كل الناس عندهم قدرة على السيطرة على مشاعرهم مثلك.. وانا أمنتك ماتقول لمحمد شيء
كفاية اللي هو حاسس فيه..

سعود بتساءل متأثر: والحل؟؟

دانة بهدوء: مالنا دخل يا سعود.. هذا شيء خاص بالاثنين.. كل واحد منهم خلص حقه من الثاني.. ومشاعرهم حق لهم..


******************


قبل امتحانات منتصف الفصل بأيام...

التوتر يتصاعد..
بنات الجامعة كلهم يعانون توتر الامتحانات نوف وحصة ومنيرة وفاطمة ومها

أكثرهم توتر مها اللي عرسها عقب الاختبارت على طول
خلصت تجهيز كل شيء
باقي الصالونات اللي هي حجزت جلساتهم قبل العرس بيومين وبس..

بنات الثانوية العامة الجازي وغالية هلكوا نفسهم في المذاكرة

مزنة من بعد كلام محمد اللي وصلها انكسر شي في نفسها ماتدري شنهو..

دانة تروح لشغلها في الصحة المدرسية.. وسعود تقبل شغلها برضى تام..


الشباب كلهم الحال كماهو عليه لهم كلهم بدون تغيير


*****************


اليوم يصادف مرور ذكرى سنة على زواج عبدالله وجواهر
ولكن الحظ صدف إن عبدالله اضطر يسافر من أسبوع
في رحلة عمل بتستغرق 3 أسابيع بيمر فيها على عدد من فروع البنك في عدة دول..

الساعة 12 نص الليل

رن موبايل جواهر اللي كانت توها بدلت لماجد ورضعته ونيمته في سريره..

قبل ماتشوف الاسم.. ابتسمت كانت عارفة من اللي ممكن يتصل عليها ذا الحزة..

شالت الموبايل وتمددت على السرير وهي تقول بعذوبة: هلا حبيبي..

عبدالله بوله: هلا والله بقلبي.. هلا والله بنبضي.. هلا والله بأنفاسي

جواهر بحب: وش سويت من عقب صلاة العشاء اخر مرة كلمتك لين الحين؟؟...

عبدالله بعيارة: شغل غيرة ذا والا مخابرات؟؟

جواهر بابتسامة: اعتبره مثل ماتبي..

عبدالله: ابد.. تعشيت أنا ومدير الفرع ورؤوساء الادارات.. وتوني راجع الفندق..

جواهر برقة: ورؤوساء الادرات كلهم رجّال؟؟

عبدالله يضحك: حلو السؤال ومتعوب عليه.. لا فيهم حرمتين..

جواهر ضحكت: حرمت عليهم عيشتهم.. وأكيد قعدوا يخزونك كعادة النسوان كل ماشافوك..

عبدالله بعمق رجولي متسع: فديت الضحكة اللي تسطلني وفديت اللي يغار علي.. واللي عيوني ماتشوف غيره.. أنا فدوة عيونه.. وفدوة خدوده.. وفدوة شفايفه..
وعقبال ميه سنة أقضيها وأنا جنبه أرتشف من روحه وحنانه وقلبه..
مثل اليوم قبل سنة كان تاريخ ميلادي الجديد
أنا قبلج ولا شيء وعقبج ولا شيء..
أنتي اللي تكمليني.. وأنتي اللي تحييني.. وأنتي اللي تموتيني
أحبج جواهر.. ولأخر يوم في عمري أحبج
ما أحتاج يوم عشان أتذكر حبج.. لأنه حبج هو كل أيامي.. حبج في شراييني ومع أنفاسي..

جواهر كانت تتنهد بعمق وهي تسمع حروف عبدالله المنثالة من بين شفايفه بصوته الموجع في عذوبته وبهائه ورجولته

وكمل بمرح: وخفي علي من التنهدات تعرفيني ما استحمل.. تلاقيني بكرة مخلي الشغل يضرب في بعضه وراجع لج..

جواهر بوله: الله لا يحرمني منك حبيبي. أنا في كل صلاة أشكر ربي اللي أرسلك لي.. أنا ماعرفت طعم الحياة إلا معك.. أنت أعظم نعمة الله أنعم بها علي..

عبدالله بهيام: بعد روحي والله.. قولي لي وش تبين هدية أجيب لج معي؟؟

جواهر بحنان: أبي أشوفك قدامي في أسرع وقت وبس..

عبدالله بعذوبة: وغيره؟؟

جواهر بهمس: ولا شيء..

عبدالله بعمق وبهمس مشابه: أنتي همستي.. أجل خلاص أنا رحت وطي..
 
الجزء المئة وثمانية وعشرون





يوم زواج مها..

البنات كلهم نجحوا...
وبنات الثانوية جابوا نسب ممتازة..


منيرة عند مها من الليلة اللي قبلها.. فاطمة زارتها.. بس طبعا ماتقدر تبات وتخلي أمها.. ولا تقدر تحضر العرس طبعا وامها في الحداد..
لكنها كانت مع مها باتصلاتها ومشاعرها..

دانة راحت دوامها.. على أساس إنها تستاذن بدري وترجع..

سعود كان في مكان حفل الرجّال يشرف على ترتيب العمال للحفل..

خالد ومحمد مع متعب في الفندق..

والبنات كلهم عند مها في البيت على أساس يروحون الظهر كلهم للقاعة..

رن موبايل سعود.. شاف الاسم: هلا والله بقلبي..

صوت غير صوت دانة تنحنح على الطرف الثاني: صباح الخير يا أبو سعيد...

سعود طاح قلبه في رجوله.. الصوت هذا يحمل ذكرى من أسوأ ذكريات حياته (تسقيط دانة).. رد برعب: أم تركي.. دانة وش فيها..؟؟

تهاني تبتسم : مافيها إلا العافية.. بس أنا اللي حلفت مايبشرك إلا أنا.. عقب ماخرعتك المرة اللي فاتت...
دانة حامل.. بس تراها تعبانة شوي.. من لما جات وهي ترجع.. تعال خذها..

سعود حس بالفرحة الصافية تخترقه (اللهم لك الحمد والشكر.. اللهم لك الحمد والشكر) بفرحة هادرة: والله يابشارتش إن قد تجيش يا أم تركي.. قولي لدانة أني جايها الحين...


خلال نص ساعة كان سعود يوقف قدام الصحة المدرسية

أرسل مسج لدانة "أنا واقف برا"

كان يبي يسمع صوتها لما يشوفها..

أول ماركبت دانة قالت له بصوت متعب لكن مطرز بالفرحة العميقة: السلام عليكم حبيبي..


كان رد سعود إنه مسك كفها وطبع عليها قبلة عميقة جدا..
دانة تلفتت بحرج لا يكون حد يشوفهم.. مو عوايد سعود يعبر عن مشاعره علني..
لكن فرحة سعود اليوم غير.. تجاوزت كل شيء.. كل شيء..

رفع رأسه عن كفها وهو يحضن كفها بين ايديه بحنان وقوة ويقول بفرحة وحنان مختلفين: مبروك ياقلبي.. الله يتم عليش ويقومش بالسلامة يارب..

دانة بعذوبة: مبروك لنا كلنا.. الحمدلله اللي عوضنا...

سعود بعمق ونبرة الفرح الخاصة: يا الله.. لو مهما أقول لش أني فرحان والله ما أقدر أعبر...الله لا يحرمني منش يامصدر سعادتي أنتي

دانة برقة وحب هادر: ولا يحرمني منك...
وعقب كملت بهدوء: تراني قدمت على إجازة سنة بدون راتب اليوم..

سعود بهدوء رغم سعادته الكبيرة بالخبر: بس أنا ماطلبت منش شيء.. وشغلش قراراته أنتي اللي تحددينها..

دانة بعذوبة: والقرار أنا اللي خذته.. أنا عقب تسقيطي المرة اللي فاتت مرعوبة... خلاص أنا صار لي تقريبا سنة في الصحة المدرسية.. وثبتت أقدامي عدل عندهم..
بأرجع لما يكون عمر البيبي تقريبا 4 شهور.. وأمك وأمي بيحطون بالهم عليه..


*****************


الليلة
عرس مها ومتعب..

وعبدالله بيرجع من السفر الليلة لكن في الليل متأخر..


******************


دانة رجعت للبيت
نزلها سعود ورجع لموقع الحفل يرتبه..
على أساس يرجع العصر ويتحمم ويلبس

دانة دخلت لغرفة مها
لقت خواتها ومها والجازي قاعدين يتخانقون
ومنيرة تضحك عليهم...

دانة ابتسمت وهم ألتفتوا لما شافوها دخلت
قالت بمرح وعذوبة وهي تأشر على بطنها: الله يعين ولدي اللي أنتو خالاته وعماته

البنات توسعت عيونهم من الدهشة والفرحة
ونطوا واقفين يحضنون الدانة.. والجازي ومزنة يبكون: صحيح يادانة صحيح.. أخيرا بيصير عندنا بيبي صغير؟!!

دانة بابتسامة صافية: يعني بألف عليكم..

دانة قعدت معهم شوي وعقبه استاذنت وقالت بارهاق: أنا تعبانة شوي بأصلي الظهر وأنام..
وخلاص الكوافيرة قلت لها تجيني هنا
وبأجيكم على المغرب
فأنتوا روحوا لا تنطروني
سعود بيجيبني أو خالد..


*****************


بعد صلاة الظهر
أم سعود مع أختها أم متعب في القاعة
يشرفون على الترتيب..
اتصلت أم خالد في أم سعود تبي ترسل لهم أغراض
أم سعود قالت لها ترسلها للبيت.. لأن البنات هناك مابعد جاو..وهم بيجبونها معهم..

خالد كان توه راجع من الفندق من عند متعب مر صلى الظهر.. والحين يبي يرقد شوي لين العصر..

مسكته أمه.. وعطته الأغراض يوديها بيت عمه..
لأن السواق راح يجيب أغراض البنات وصوه عليها
خالد طفشان وتعبان.. بس مايقدر ماينفذ القرارات العسكرية

خالد وصل.. وقعد يضرب هرن السيارة بطفش يبي الشغالات يطلعون عليه يأخذون السلات والصواني..
بس الشغالات كلهم مع أم سعود في القاعة
فماحد طلع عليه.. لما طولوا عليه وهو يبي يروح..نزل سلات الشيكولت وبدأ يصفهم عند باب الصالة الخارجية..

وقتها البنات فوق سمعوا هرن سيارة خالد
بس كل وحدة منهم كانت مشغولة بشيء
الوحيدة الفاضية كانت الجازي
لبست عبايتها ونقابها ونزلت بعفوية تشوف من..

وخالد ينزل أخر سلة ويحطها على الأرض
رفع عينه اللي انصدمت في طرف العبايه السوداء
ارتعش قلبه بعنف
ودقات قلبه الشفاف تتعالى

(يارب ماتكون هي.. يارب ماتكون هي
لو كانت هي بيعتفس حالي
وأنا تعبان وابي أنام)

بس دعواته ما استجيبت
وعينه ترتفع وهو يوقف لحد ماوصلت للعيون المبتسمة الظاهرة من فتحات النقاب
خالد تراجع بعنف..

والجازي تقول بمرح: بسم الله عليك شايف جني.. صحيح كشتي محترقة.. بس مهوب لدرجة أني اروع يعني.. حطمتني صراحة..

خالد بخجل وهو ينزل عينه (شكلها ولا عمرها بتنسى): هلا يابنت سعيد...

الجازي بعفويتها: الله يرضى عليك وش بنت سعيد ذي.. تحسسني أني كبر جدتي.. بدل ما تستخدم كلمتين استخدم كلمة وحدة وقول الجازي..

خالد يبي يقول الجازي.. حس حنجرته ناشفة والكلمة ماترضى تطلع..

بس الجازي كملت بعذوبة: مشكور تعبت روحك.. خلاص أنا بأدخلهم داخل..

خالد انتفض: لا والله ماتشيلينهم وانا واقف.. خلاص.. وخري وأنا باشيلهم..

خالد دخل السلات وحدة وحدة لعند الباب من داخل.. وهو يحاول مايرفع عينه في الجازي اللي وقفت على جنب..

قال لها وهو يدخل الأغراض بنبرة احترام: مبروك النجاح والنسبة اللي جبتيها.. عقبال أخر السنة إن شاء الله

الجازي بمرح وبراءة: مبروك بلوشي مايصير.. لازم معها هديتي

خالد اللي خلص تدخيل الأغراض.. وقف وشد قامته وهو يقول بعمق وصدق: عيوني لش (وهو يقصد فعلا الكلمة اللي طلعت من أقصى أعماق قلبه)

الجازي خذتها على ظاهرها وردت بأدب رقيق: تسلم عيونك.. ومشكور تعبناك معنا الله لا يهينك

خالد (آه ياقلبي) ورد بأدب وهو يطلع: مع السلامة..

قعد في سيارته دقايق وهو يحاول يتماسك
وتيار الجازي العنيف يجتاحه بعذوبة وشفافية وعمق

(يعني لازم كل ما أشوفها أعتفس
الله يصبرني بس ذا الأربع شهور اللي بتجي
لين تطلع نتيجة الثانوية بس
والله ثم والله ما أنتظر دقيقة وحدة عقبها)

تنهد بعمق وهو يحرك سيارته
يرجع لمتعب في الفندق
بعد ماطار النعاس
وطار قلبه وتفكيره معهم..


**********************


قبل العصر
البنات كلهم راحوا للقاعة..

مزنة تأخرت وهي تتسبح في الحمام..

مها قالت لهم: خلاص انتوا روحوا.. وخذو أغراضنا معكم
وخل السواق يرجع علينا اذا وصلكم

راحو الجازي وغالية ومعهم منيرة

ومها قعدت تنطر مزنة تخلص شاورها


******************


العصر..
بيت أبو علي...

سارة تنتظر الماكييرة اللي بتجيها ..

رن موبايلها رقم غريب... بالعادة ماترد على أرقام غريبة
لكنها ردت لأنها خافت إنها تكون الخبيرة مادلت البيت وتتصل من رقم ثاني غير المسيف عند سارة..

سارة بنبرة عادية: ألو..

صوت رجولي بنبرته العميقة: هلا والله..

سارة بجدية: شكلك غلطان يا أخ..

نفس الصوت اللي بدا لها مألوف جدا يقول بهمس عذب: حد يدق على قلبه ويكون غلطان؟!!

سارة بارتباك وخجل اجتاحها: حمد !! من وين جبت رقمي؟!

حمد بهدوء فيه رنة خبث: اذا كنتي نسيتي إني رجلس.. فاحنا في إدارة وحدة.. وإني اجيب الرقم شيء من أسهل مايكون..

سارة بخجل عارم: طيب تبي شيء؟؟

حمد بحنان: أبي أعتذر أني عصبت عليس اليوم يوم شفتس مودية أوراق للطباع..

سارة كحت من الحرج: ماصار إلا الخير.. تعودنا..

حمد برقة: أفا .. تعودنا!!... تعودنا هذي توحي أنس شايلة في قلبس علي..

سارة صارت تهف على روحها من احساسها بالحر مع أنه احنا في نهاية شهر يناير.. أبرد وقت خلال العام في الدوحة
كانت لابسة ملفع صوف رمته على سريرها من لما عرفت إن المتصل حمد.. وضرب الخجل بعرق الحرارة في راسها

سارة بتوتر: مافي قلبي الا كل خير.. ويالله رخص لي..

حمد ابتسم وهو يتجاوز الشطر الثاني من جملتها ويرجع للشطر الأول: إذا مافيه الا كل خير.. ممكن أعرف شوي من الخير اللي فيه..

سارة (لحول شكله مهوب خالص علي) ردت بخجل: تكفى حمد ما أبي أسكر في وجهك.. فخلاص مع السلامة..

حمد رجع يبتسم: الحين أنا وأنتي في إدارة وحدة وكل يوم أشوفس وأكلمس.. ليه الحين مرتبكة لا وحاس إنس تنافضين بعد..

سارة بحرج: في الشغل أعاملك كزميل.. بس الحين بأي صفة أتعامل معك؟؟..

حمد بعمق: بصفتي الأحب على قلبي.. رجلس..
سكت شوي وكمل بعمق أكبر مقصود: حبيبس..

سارة خلاص وجهها ورم من الخجل (صدق مايستحي)
سكرت الخط في وجهه..

حمد ابتسم وهو يطالع موبايله
طبع مسج وأرسله

" أحبس
والله العظيم
أحبس
خفي على قلبي شوي"

المسج وصل سارة..
قرته..
رمت الموبايل من يدها كأنه لسعها شوط كهرباء

وقعدت جالسة على سريرها مثل التمثال حتى عيونها ماترمش

أمها دخلت عليها وهي تقول بعصبية: سويرة وصمخ قطاوة.. ساعة أناديس ماتردين علي..
قومي المره اللي بتزينس جات.. انزلي لها..

سارة شهقت ثم تنهدت وهي تقول: إن شاء الله...يمه
 
الجزء المئة وتسعة وعشرون






العصر..

البنات لما وصلوا القاعة..
طفت السيارة ومارضت تشتغل..

مها اتصلت في محمد عشان يجي يوديها ويشوف السيارة وش فيها..

محمد بمرح: حاضر تامر عروستنا امر.. خلاص حدش الليلة ندلعش وعقبه قطي غثاش على الدب..

مها شهقت.. وهي تقول: ليه هو بعده دب.. خواته يقولون سوا ريجيم وصار جسمه رياضي تمام..

محمد بعيارة: يزينون أخيهم في عينش.. بتشوفين بروحش.. زايد الدبل.. الله يستر بس لا يأكلش إذا جاع..

مها بعيارة: لو هو زايد التربل.. بعد حلو في عيني..

محمد يضحك: اقطع ياذي.. ماعندها وقت..
زين أنا صرت تحت انزلي أنتي وهذرتش اللي ماتخلص.. الله يعين متعب عليش..

مزنة كانت تلبس وما انتبهت هي من كلمت..

مها: يالله يامزنة تأخرنا ومحمد يتنانا تحت..

مزنة شهقت: محمد.. وعقب كملت بحرج: لا خلاص ماني برايحة معكم.. باكلم سواقنا وإلا أخي خالد..

مها بهدوء: مزنة فديتش.. مهوب أي وحدة تعيي من واحد.. لازم يصير بينهم قطيعة.. محمد ولد عمش.. واليوم عندنا ظرف خاص..

مزنة غصبا عنها نزلت.. ماحبت تبين إنها متاثرة من الموضوع.. حبت تبين إنها عادي جدا بالنسبة لها..

(لكن هل هو عادي جدا يامزنة؟!)


محمد تفاجئ إنه فيه وحدة ثانية مع مها..
وما أحتاج إنه يثني النظرة عشان يعرفها..
صد عنها بحدة.. ومزنة مافاتتها حركته..

مها ركبت قدام
ومزنة فتحت الباب اللي ورا مها تفاجأت إن السيت عليه كراتين تمر.. استحت تقعد تحركهم عشان إنها ماتبي تقعد ورا محمد..
سكرت الباب ولفت الناحية الثانية وركبت ورا محمد مباشرة
وهي بتذوب من الخجل...

مها أول ماركبت سلمت..
ومحمد رد السلام ببرود
والبرود ماكان لمها لكن كان لغيرها..

مها بمرح: منت بمسلم على مزنة؟؟

محمد سكت.. لكنه عقب قال في نفسه (لو ماسلمت بتبين إني قاصدها.. خلها تدري إنها صارت شيء عادي.. مجرد بنت عمي..)

"لكن هل هي بالفعل صارت شيء عادي يامحمد؟!"

قال ببرود: مساش الله بالخير يابنت هادي..

مزنة ردت عليه بارتباك: الله يمسيك بالنور
وغصبا عنها ارتفعت عينها للمرايه اللي قدامه..
لكنه كان مثبت نظره على الطريق

الصمت حضر بينهم طول الطريق
مها التوتر بدأ يحضر عندها.. وهي تشوف إنها قربت من القاعة

محمد ومزنة كان صمتهم من نوع ثاني
أعمق وأكثر وجع..
ومزنة خلاص حاسة إنها موب مستحملة التوتر اللي هي حاسة فيه
وهي تشوف حركة يد محمد قدامها..
وحاسته قريب لدرجة إنها صارت تشم ريحة عطره بوضوح..

أول ماوصلوا مها نطت ونزلت..

مزنة تبي تفتح الباب تنزل بسرعة
بس الباب ما انفتح
حاولت وحاولت بس ما انفتح
عبرتها نطت بحلقها وهي تشوف مها دخلت القاعة خلاص
بدون ماتلتفت عليها..

محمد استغرب إن مزنة مانزلت..
مو استغرب بس إلا كان شيء أقرب للصدمة منه للاستغراب

قال بهدوء بارد: مزنة انزلي لو سمحتي..

مزنة عبرتها بحلقها ماخلت صوتها يطلع.. وخصوصا إنها ماتبي محمد يسمع صوتها مخنوق ببكاها في كل مرة يشوفها فيها..

محمد بصوت أعلى: انزلي يا بنت الحلال احنا وصلنا.. خليني أروح أشوف سالفة سيارة البيت

مزنة بصوت مخنوق ومتقطع وهي تمنى الأرض تنشق وتبلعها من الحرج: الـ ـبـ ـاب مـ ــا انـ ـفـ ـتـ ـح...

محمد دق على رأسه وصوتها المخنوق يذبحه..
تذكر إن جبر خذ سيارته البارحة عشان يودي عيال أخته للنقيان.. وأكيد إنه قفل السيفتي حق البيبان.. عشان مايفتحونها.. ونسى يفتحه..

نزل محمد وفتح لها بابها.. وخر عن الباب وهو منزل عينه
غصبا عنه لقى نفسه يقول لها بحنان وعينه بعدها في الارض: أنا أسف.. والله ماكنت أدري إن السيفتي مقفل..

مزنة بنبرة باكية عذبة وعميقة: وأنا بعد آسفة..

وتجاوزت محمد متوجهة للقاعة..

وتساءل عذب يدور في مخيلة محمد

(ليه اعتذرت؟؟)


***************


بعد صلاة العصر
بيت ماجد...

عمر فيصل صار 3 أسابيع
خذ قلب أبوه...
ماجد حاس إنه مافيه دور يليق به في الحياة مثل دور الأب
أغلب وقته يقضيه مع فيصل
مبهور بهذا المخلوق الصغير اللي يبعث إشعاع سعادة غير طبيعية في المكان حوله


ماجد من البداية ودلال بعدها حامل مارضى إنها عقب ولادتها تروح لبيتها أو بيت عمتها..
فهي رتبت لها غرفة في بيتها.. وعمتها أم جاسم جات عندها..

ماجد راجع من صلاة العصر
مشتاق لدلال وفيصل
ويبي يلاعب فصولي اللي صار مصدر بهجته في الحياة ..

دخل مالقى أم جاسم
ابتسم و وقرب وهو يبوس رأس دلال ثم يقول لها بصوت واطي: وينها مارجريت تاتشر؟؟

دلال بضحكت بنعومة: عندها موعد في العيادة المسائية..

ماجد بطريقة المسلسلات: أحمدك يارب...

دلال تبتسم: حرام عليك.. عمتي وش مسوية لك.؟؟.

ماجد وهو يقعد جنب دلال ويمسك يديها ويطبع عليها قبلاته العميقة ويقول بعيارة: مسوية فيني إنها حارمتني أسوي كذا مثلا
كل مادخلت لقيتها قاعدة برج مراقبة.. ياليت عندها موعد كل يوم..

وعقب كمل بحنان: عطيني حبيب قلب أبوه..

دلال شالت فيصل بحنان وعطته لماجد اللي أشرق وجهه بنور خاص شديد العذوبة وهو يقبل إيدين فيصل الصغيرة..


*******************

بعد صلاة العصر
بيت سعود


سعود راجع من الصلاة..
يبي يأخذ له شاور ويلبس ويرجع لمكان حفل الرجال..

دخل غرفته لقى غرفته معتمة..
دانة بعدها نايمة وفوطتها على شعرها...

كالعادة نومها ثقيل..
ابتسم سعود..

دخل للحمام خذ شاور سريع وطلع..
تمدد جنب دانة..
هزها بشويش : حبيبتي قومي اصحي..

دانة فتحت عيونها بالراحة وابتسمت..
حطت كفها على صدره العاري وهي تقول: الله يهداك الجو بارد.. قوم ألبس بسرعة..

سعود مسك يدها اللي على صدره.. وحضنها وهو يقول: شأخبارش الحين بعد تعب الصبح؟؟..

دانة ابتسمت وهي بعدها على وضعية التمدد.. وهي تقول بعذوبة وصدق شفاف: أحلى تعب.. كفاية أني حاسة أنه جزء منك ينبض فيني..

سعود ابتسم من أعماقة: الله لا يحرمني منش ولا منه..


********************


في بيت أبو فهد
بعد صلاة المغرب..

موزة داخلة بيت أهلها هي وبناتها..

سلمت على أمها وحصة والتفتت..

لقت نورة قاعدة متمددة على الكنبة وجنبها زبالة صغيرة..
كل شوي تتفل فيها..

موزة بقرف: الله يقرف عدوج.. وش ذا القرف..

نورة بعيارتها رغم تعبها: عدال.. نسينا ماكلينا.. مرتين وأنتي كل مرة القرف العالمي.. لا وتجين تقرفينا.. غنوم له الحلا والزين واحنا لنا الوحام والقرف..

موزة بعيارة: زين وانتي وش جابج عند أمي؟؟ مو أنتي اللي مادة لسانج ذا الطول.. ما ابي حد غير عزوزي!!

نورة تبتسم: وه.. فديت الطاري.. عزوز قلبي في مصر.. لو هو موجود وش أبي فيكم أقابلكم.. ثم ألتفتت لامها وهي تقول: الحشيمة لج يا ام فهد.. الكلام موجه لبناتج..

أمها تبتسم: ماعليج شرهة يا امج من زمان.. بأشره عليج الحين!!

موزة مدت لسانها: لقطي وجهج يالنوري..

رن موبايل نورة.. شافت الاسم وابتسمت..
جات بتقوم.. مسكت فيها موزة بعيارة: والله ماتقومين.. كلميه قدامنا..من متى السحا يعني؟؟

نورة تبتسم بعيارة: يابنت الحلال زوجي مسافر وانا مشتاقة له.. يمكن اخورها قدام الآنسات..

موزة اشرت لحصة: حصوص فزي لغرفتج.. مرت عزوز اليوم موب قايمة لو تقوم الحرب العالمية الثالثة..

أم فهد بزعل: ماكن لي حشيمة.. موزة هدي البنت خليها تكلم عبدالعزيز.. وانتي اقعدي ياحصة

موزة فكت نورة اللي رقصت لها حواجبها.. وموزة وتأشر لها بيدها: أوريج..

نورة دخلت لمقلط الحريم وهي ترد بحب: هلا حبيبي..

عبدالعزيز بحنان: وش فيج ياقلبي تأخرتي لين رديتي؟؟

نورة بابتسامة: تأخر عارض بسبب مرت غنوم..

عبدالعزيز بحنان فياض: وأشلون صحتج الحين؟؟ والله ماكنت ابي اسافر واخليج وانتي تعبانة..

نورة بعذوبة: لا تحاتيني حبيبي.. والله اني زينة..
وعقب كملت: اشتقت لك ياقلبي.. متى بترجع؟؟

عبدالعزيز بهدوء: بكرة إن شاء الله.. خلصت شغلي بسرعة وراجع...

نورة بفرحة كبيرة: صدق حبيبي؟؟

عبدالعزيز بحنان وحب: إن شاء الله.. انطريني بس..

 
الجزء المئة وثلاثون





الساعة 9 مساء..

أم صالح اتصلت في ثاني وطلبت منه يجي..

ثاني جاء وهو قلق ومستغرب من اتصال أم صالح..

أول مافتحت له أم صالح الباب سلم وسألها: عسى ماشر يمه؟؟

أم صالح بحزن: فاطمة لها ساعتين قافلة على روحها باب غرفتها وتبكي.. حاولت فيها تطلع أو أهديها بس بدون فايدة
وكل ماسألتها وش فيها: تقول متضايقة شوي ولا قالت لي السبب
أنا اسفة يأمك لو أزعجتك.. بس مالنا غيرك..

ثاني بحزم: أفا عليج يمه.. ولو ماكلمتيني كان زعلت..
ناديها لي لو سمحتي..

ثاني جلس بالصالة..
وبعد خمس دقايق نزلت عليه فاطمة بشكلها المعتاد اللي تعودت تنزل له فيه.. جلابية وشيلة على رأسها.. بس المرة ذي كان وجهها فعلا وارم من البكاء..

جلست بعيد عنه شوي..

ثاني سألها بحزم لطيف: ممكن أعرف ليش تبكين؟؟

فاطمة بنبرة حون عميقة: متضايقة شوي..

ثاني بلطف: مافيه ضيقة بدون سبب..

فاطمة بصدق شفاف لطيف: عشان زواج مها الليلة..

ثاني ابتسم: وإذا صديقتج تزوجت المفروض تفرحين لها..

فاطمة دموعها بدت تتساقط بغزارة صامتة: ماعاد لي حد غير مها.. منيرة عقب ماتزوجت لهت بسالم.. وابوي راح.. وأمي لاهية في حزنها عني.. الوحيدة اللي كانت حاسة فيني هي مها..والحين بتلهى في متعب وتنساني..

ثاني ابتسم وهو يحس بحنان عميق يجتاحه ناحية طفولتها وبراءتها وعذوبتها...
قام من مكانه وجلس جنبها.. وحضنها بحنان
حطت رأسها على صدرة وبكت وبكت وطلعت اللي في خاطرها كله..

عقب ثاني قال لها وهو يمسح على رأسها من فوق شيلتها: لو الناس كلهم راحوا وإلا انشغلوا.. أنا لأاخر يوم في عمري لج ومعج..

لكن فاجأته فاطمة بالسؤال وهي ترفع رأسها عن صدره: تحبني ياثاني؟؟

ثاني ابتسم: وليش تسألين هالسؤال في هذا الوقت بالذات..

فاطمة وهي تتماسك من بكاها وتسألها بجدية: لأنك بداية تزوجتني تحدي.. ثم كملت معاي شفقة..

ثاني وقف بغضب.. وفاطمة انتفضت من ردة فعله

ثاني بحزم: أنا ما أسوي شيء أنا ماني مقتنع فيه..
وما أسمح لج تشككين في مشاعري أو تقللين من قيمتها..

فاطمة بابتسامة حنونة: انت كل شيء عندك خناق حتى المشاعر..

ثاني رجع يجلس مكانه وغضبه يتبخر وهو يتأمل في عيونها بحب عميق: ممكن أسمح لج تشكين في أي شيء إلا في حبي لج..

فاطمة تبتسم وترد عليه بعمق مماثل: وأنا والله العظيم أحبك.. ثاني.. أحبك


*****************


زفة مها..

مها بطبيعتها الغير تقليدية.. سوت شيء غير تقليدي بالمرة..

أولا فستانها كان لونه ذهبي.. هذا شيء اعتيادي.. ولكن غير الاعتيادي أنه جعلت المصمم يصنعه على طريقة خطوط جلد النمر.. خطوط ذهبية فاتحة وذهبية غامقة أقرب للبرونز..
وكانت أفكار العرس والفستان من تصميم المصممة المبتدئة أنفاس قطر.. اللي حبت مها تعطيها فرصة للتعبير عن أفكارها المجنونة..

كان الفستان ماسك على الصدر بدون حمالات.. أو بمعنى أصح له حمالة واحدة هي ذيل النمر اللي كان منكوس.. كان رأسه يبدأ من أعلى الورك.. ليرتفع بشكل مائل حتى الصدر.. وتخرج جزء من أقدامه على حافة ديكولتيه الفستان ويلتف ذيله على ناحية واحد من العنق لينتهي الذيل في منتصف الظهر

والنمر كانت خطوطه ذهبي فاتح وغامق وتحديده بالبني الفاتح..والفستان منفوخ من أسفل الورك..

الفستان كان تحفة على جسم مها اللي فعلا صار ملفوف ومثير باقتدار..

الفستان كان بدون طرحة.. فقط رُبط رأس مها بعصابة مربوطة على الجبين رُبطت من الجنب ليتدلى طرفيها غير المشذبين على الصدر العاري..

نفس العصابة بنفس الطريقة رُبطت على عضدها اليمين.. وعلى معصمها اليسار..

لم تتحنا ولكنها وضعت على كفيها ويديها بطريقة عشوائية تاتو صُمم خصيصا لها عبارة عن نمور باللونين الذهبي والبني الفاتح..

المسكة ورود صبغت باللون الذهبي وتتدلى منها شرائط وسلاسل برونزية..

المكياج طبعا كان برونزي وذهبي.. غريب جدا لعروس لكن مبهر ومختلف..

البنات كلهم كانت فساتينهم عبارة عن حرير جلد النمر..دانة ومزنة وغالية والجازي ومنيرة واختها سارة وخوات متعب.. حتى فاطمة كان فستانها خالص بس طبعا ماحضرت
كل وحدة منهم كان لها حرية تصميم فستانها وفق أي موديل تبيه.. لكن كلهم حرير جلد النمر..

ديزاين القاعة والتزيين والطاولات صُمم وفقا لأجواء الأدغال الاستوائية مع غلبة طاغية لألوان جلد النمر..

الساعة 10..

بدأت موسيقي الزفة اللي كانت عبارة عن أصوات العصافير الاستوائية.. تلاها زئير أسود.. ثم موسيقى الطبول الاستوائية.. غالبية المعازيم استهجنوا الموسيقى.. لكنهم ماقدروا ينكرون استغرابهم لاختلافها..

انفتحت البوابة عشان تدخل العروس الغريبة بطلتها الأغرب والمثيرة لأبعد حد..

لتصل لكوشتها اللي تميزت بغرابتها بحضور ألوان جلد النمر وتدرجات الذهبي..

بعد حوالي ساعة.. وصل متعب اللي كان معه سعود..

مها العروس الجريئة اللي كانت تبتسم وتسولف
أول ماسمعت موسيقى زفة العريس..
صابتها حالة رعشة غير طبيعية..ورعب وتوتر وخوف كاسح

متعب وسعود خطفوا الانظار بطولهم.. وعرضهم..

أول ماوصل متعب كان محتاس مو عارف وش يسوي.. همس له سعود: وش قلت لك..

ارتبك متعب من شكلها اللي كان أكثر أكثر من مثير لكنه تماسك وحب رأسها.. ووقف جنبها..
سعود حب راسها وهمس في أذنها بغضب مكتوم: الله يهداش وش ذا التفسخ كله..

مها ذابت من الخجل والتوتر.. لكن متعب اللي سمعه همس له بعيارة: وأنت وش دخلك.. ياشين اللقافة.. مرتي ولابسة لي.. ماعاد لك شغل فيها..

مها ماتت في ثيابها من الحرج (لحول ليتني سترت الفستان شوي... وبعدين محيميد الكذاب يقول لي ان متعب ماضعف.. حرام شكله كان عايش مجاعة )

سعود طلع.. ومتعب قعد شوي وعقبه طلع هو وعروسه للفندق..

وهم في السيارة اللي كان يسوقها محمد اللي سلم على مها عند السيارة..

مها همست لمتعب بخجل: أنا أسفة لو كان فستاني ماعجبك..

متعب وهو يشد على يدها ويقول بوله هامس: مهوب عجبني وبس.. إلا ذوبني ودوخني.. واللي عجبني أكثر ودوخني أكثر وأكثر الصاروخ اللي لابس الفستان..


*********************


جواهر حضرت عرس مها.. باركت لها ورجعت بسرعة
لأنها عارفة إنه عبدالله بيرجع الليلة..

والليلة ليلة خاصة جدا عندها...


عبدالله وصل البيت نص الليل الساعة 12 بالضبط..

مع دقات الساعة الأثني عشر كان يصعد درجات السلم..

مر نوف وعزوز أول..

عزوز كان نايم..

ونوف كانت متمددة على سريرها تقرأ في كتاب استعداد للنوم..

سلم عليها بحنانه وشوقه الفياض وانسحب لغرفته..


وهو متوجه لغرفته كان يشعر بترقب غير طبيعي
ترقب هو مو عارف سببه
ترقب لذيذ عذب شهي بهي..
ودقات قلبه تعلن تمردها على تماسكه المعتاد..

وقف على باب غرفته.. شد قامته..
تنهد بعمق..
وفتح الباب بيد غصبا عنه كانت ترتعش..

دخل..

مالقى حد.. استغرب..
طل في سرير ماجد لقاه نايم..
باسه بحنان ورقة وهو في سريره..

التفت يبي يشوف وين جواهر..

لقاه واقفة وراه..

عبدالله شهق بعذوبة..
وهو يفتح عيونه ويسكرها..
كأن عيونه عاجزة عن احتمال بهاء طلتها المذهلة..
عاجزة عن احتمال وطأة الذكرى واثارتها..
وهو يطيل التحديق في البهاء الأخضر الموجع..

مبهرة واسطورية مثل ماكانت قبل سنة
لكنها الليلة أقرب من روحه وأكثر إثارة وشفافية ووجع..
بفستانها الأخضر الاستثنائي المصنوع لليالي استثنائية فقط..
هذه المرة كان شعرها الأسود الطويل حر في استرساله على كتفيها يعانق مشاعر عبدالله وولعه..

وأمامها كان عبدالله يقف بملابس السفر..
كما هو على الدوام وسامته الموجعة
حضوره الطاغي..
عبق رجولته المؤلم حتى النخاع..

اقترب منها بوله كاسح وشوق هادر..
مسك يديها..
همست له بعذوبتها المصفاة: الحمدلله على سلامتك..حبيبي

همس لها: الله يسلمك.. اشتقت لج

ردت همسه بهمس مشابه: مو قد شوقي ياقلبي..

ابتعد عنها شوي وهو يملأ عينه منها مرة ثانية ثم اقترب ويقول بهمس رجولي خاص في إذنها: المرة هذي أحلى ألف مرة من اللي فاتت..
وفي كل مرة أنتي في عيني أحلى وأحلى..
مهما كبرتي... أو تغيرتي.. بنظل سوا.. وأنتي في عيني الأحلى والأعذب والأجمل
آسرتي الأبدية وأسطورتي الخالدة اللي انخلقت عشاني وانخلقت أنا عشانها..

جواهر رفعت رأسها له وهي تمسح حاجبه بطرف أصبعها..
عبدالله مسك أصبعها وطبع على طرفها قبلة عميقة مشتاقة..

مسكها وهو يجلس على السرير
ثم جلسها في حضنه..
وهي تهمس في أذنه وهي تحتضن عنقه بحب خرافي هادر كاسح عميق:

أحبك عبدالله..

عبدالله قرب وجهها منه
وهو يطبع قبلة عميقة دافئة شفافة على شفتيها العذبتين
أودعها خالص مشاعره الأسطورية:

وأنا أحبج ياجواهر..

تمت بحمد الله أيام بعد الغياب ولياليه

 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى