روايه بعد الغياااب

الجزء الأربعون




وقف عبدالله فجأة..

الوقفة اللي تفاجأ منها الكل..

وقال بحدة وصوت جهوري: وقف يا شيخ لا تكتب شيء.. الملكة ذي ما أقدر أتممها...

صوت مرح ورا عبدالله يكمل جملته: لأنه مافيه ملكة تتم بدون شاهد العقد الرئيسي..

سامحوني ياوجيه الخير على التأخير.. منكم العذر والسموحة..


كان الصوت صوت ماجد اللي دخل عليهم بكامل أناقته..

واللي لما شافه عبدالله حس بشيء يشبه الطعنة العذبة..

عمركم سمعتوا بهذه الطعنة.. ؟؟؟؟

الألم الجميل اللذيذ العميق اللي يهز الروح بعمق إنساني غير مسبوق..

هكذا كان إحساس عبدالله..

حس ماجد أقرب له من أي وقت.. أقرب حتى من أنفاسه..

يمكن عبدالله في جزء كبير من ذاته كان يتمنى إن هذا الزواج مايتم..
لكن في جزء أكبر واعمق واكثر غموض كان يتمنى إنه يتم.. وجاء ماجد ليحقق الرغبة الأغلى..

دخل ماجد بمرح ليحتضن عبدالله بعنف..
عنف الاثنين فقط كانوا يعرفون سببه..
ماجد همس في أذن عبدالله بتأثر: كفيت ووفيت يا بوعبدالعزيز.. خلاص عرفت قدري عندك وهذا يكفيني.. يكفيني إنك بديتني حتى على نفسك وعيالك..

عبدالله بذات التأثر في أذن ماجد: أنت راعي الأوله يابو فيصل.. وراعي الأولة ما ينلحق..

ماجد يفلت عبدالله.... ويتجاوزه عشان يطلع بطاقته الشخصية ويحطها على دفتر الشيخ : سامحوني يا شباب.. بس أنا الشاهد الأول.. الثاني بكيفكم..

طلال بمودة سحب بطاقته وترك بطاقة فهد..
في الوقت اللي ماجد ألتفت على الرياجيل اللي في المجلس وسلم عليهم واحد واحد..

أبو فهد وفهد وطلال وعبدالعزيز كلهم يعرفون كم مرة ماجد خطب جواهر..تأثروا كثير من حضوره.. وإصراره إنه هو اللي يكون شاهد العقد..

الشيخ بعد ماخلص: ياعيالي......... حد يوديني للعروس أسالها وتوقع على العقد..

جواهر اللي ما كانت تدري عن شيء.. لأنه كان ينعمل لها واكس غصبا عنها.. وتقريبا كانت خلصت لما رن موبايلها شافت اسم عبدالعزيز..

بذهن خالي تماما: هلا يا قلبي..

عبدالعزيز بصوت واطي: جواهر الشيخ معي طالعين من مجلس خالي، جاينج في البيت.. أنزلي في الصالة بسرعة..

جواهر قلبها طاح في رجولها..ماحد حتى بلغها إن الشيخ حضر.. وفي داخلها كان شعور يتمنى إن هالزواج مايتم.. شاللي صار؟؟ ماجد اتصل يعني في عبدالله؟؟

جواهر وهي حاسة إنها مو قادرة توقف.. وجسمها يتلزق من الواكس.. والشيخ تحت..

بسرعة راحت تغسل يدها على الأقل.. ولبست عبايتها ونقابها.. في الوقت اللي كانت نوف وحصة كانوا يدخلون عليها بسرعة..
نوف بحماس: يمه بسرعة خالي تحت معه الشيخ.. بسرعة بسرعة..

جواهر حاسة إنها مو قادرة تتنفس.. ماردت عليهم.. نزلت.. كانت ترتعش..
عبدالعزيز شافها تتسند على الدرابزين.. راح لها بسرعة وبقلق سألها: وش فيج؟؟

جواهر بصوت حاولت إنه يكون ثابت: مافيني شيء.. يومي قبل يومك..

الشيخ سألها بود واحترام: موافقة يا بنتي على عبدالله بن محمد الـ.....؟؟

جواهر لما سمعت اسمه، حست إنها تبي ترجع كل اللي في بطنها.. الشعور المستمر معها...

ردت بهدوء تتمزق معه احشاءها: موافقة..

الشيخ بذات النبرة: عندج شروط؟؟

جواهر بذات نبرتها: لا..

الشيخ وقعي تحت اسمك يا بنتي..

جواهر وقعت مكان ما أشر لها الشيخ وهي حاسة إنها ما تشوف الورق..

حست إنها توقع على قرار إعدام روحها وإنسانيتها.. بس عشان عيالها كل شيء يهون..


**************
 
بعد المغرب..

محمد داخل بيتهم.. مار بالصالة بيطلع فوق لغرفته.. شاف مها جايه من المطبخ الخارجي شايله كاسات عصير..

محمد اللي خذ من الصينية كأس وشربه: من اللي عندكم؟؟

مها محترة عليه: الحين لازم أرجع اصب كأس بدل اللي أنت زطيته..

محمد بابتسامة: علي بالعافية.. من حلالش شيء.. جعل عمر أبو سعيد طويل.. إلا هو وينه مهوب مبين ذا الأيام..؟؟

مها بنفاذ صبر: ماني بفاضية لك.. بنات عمي داخل..

محمد بلهفة: من من بنات عمي..؟؟

مها اللي تبي تخلص منه: الدانة ومزنة..

محمد بطريقة مسرحية.. وهو يحط يده على قلبه: مزنة يا قلبي.. فديت الطاري..

مها ولع وجهها من الحيا: أنت ما تستحي ولا تنتخي.. عيب عليك يا قليل الحيا..

محمد وهو يضحك: هذي مشكلتكم يا عيال سعيد كتم المشاعر اللي موديكم في داهية وجايب لكم كآبة..
أنتي مثلا مشتحنة لمتيعب الدب.. ومن الشحنة كل مالش تمتنين..
واخيش العود ما ينعرف وش اللي وراه شكله عايش قصة حب مكسيكية مع المدام ولا حد درا عنه.. (الشحنة: الشوق)

مها خلاص وجهها صار يضرب يقلب: تدري أنت الواحد أصلا مايتكلم معك..

رجعت للمطبخ عشان تجيب عصير ثاني..

في الوقت اللي محمد طلع لغرفته وهو يضحك...


**********


العشاء قرب..

البنات نوف وحصة كل وحدة منهم تستشور شعر الثانية..

في الوقت اللي جواهر كانوا يبدون لها في المكياج بعد ماخلصوا السيشوار والبديكور والمنيكور...
وقبله الحمام المغربي والواكس.. اللي تحممت عقبها..

باقي خبيرة الشعر واقفة.. تنتظر المكياج يخلص عشان جواهر تلبس فستانها وعقب تسوي لها الشنيون...
والباقيات كلهم رجعوا للمركز..

جواهر مو حاسة بشيء.. كانت بس تبي تفرح بنتها.. وافقت على كل اللي كانت نوف تقرره في اللبس والمكياج والشعر..

لما خلصت المكياج .. قامت لبست الفستان المشكلة اللي هي ما كانت راضية تلبسه.. بس ماحبت تكسر بخاطر نوف وقصة الفستان الرومانسية ..

نوف شافتها لبست الفستان.. نطت تجيب الشوز..

جواهر مثل الذبيحة اللي تُساق للمسلخ.. تبي ذا الليلة الكابوس تخلص على خير وبس..


***************


 

دانة في غرفة سعود هي وأختها مزنة..

مزنة تتلفت في الغرفة : والله ذوقه كلاس وراقي.. تبي شوي لمسات أنثوية وتصير روعة..

دانة بتأفف: وع هو و ذوقه.. صدق غرفة عسكري.. جامدة مثل راعيها.. أمانة روحي شوفي الحمام.. وشوفي التقشف اللي فيه..

مزنة راحت تطل داخل الحمام: أمممممممم يبي شوي لمسات بعد.. بس فخم.. أنتي اللي تنتقدين بس..

تدرين فيه شغلات رحت قبل أمس الصبح شريتها لش..
وكنت أبي أجيبها في الوقت اللي اتصل فيه سعود على وروعني..
أنا باتصل في خالد وبأروح للجمعية بأشتري لش شوي شغلات..
وعقب بأرجع للبيت وبأخلي السواق يجيب الأغراض كلها..
مع باقي ملابسش وعطورش ومكياجش وشغلة سبيشل انا حطيتها لش ببرواز.. بتلقينها مدعوسة داخل الشنطة الكبيرة

دانة بحزن: وش ذا الاغراض كلها انتي بعد، كلها كم يوم وراجعة لكم..

مزنة تبتسم بخبث: ماتدرين يمكن يعجبش الوضع.. ؟!!
وبعدين أنتي تبين تحرميني من إحساسي إني عندي أخت عروس..

مزنة قالت لها هالكلام وهي تلبس نقابها بتنزل..
مع وصولها للدرج، انفتح باب أقرب غرفة للدرج
كان محمد طالع من غرفته
غترته بيد وتلفونه بيد... يكلم بصوته العالي المرح: زين نعنبو.. مافيكم صبر.. جايكم جايكم..

مزنة وجهها انكسر.. مادرت وين تروح؟؟ ترجع وإلا تنزل..
محمد اللي جات عينه في عينها.. وعرفها.. يقول في خاطره: فديت الزول والله..

لو عليه كان قعد يناظر للصبح.. بس ماحب يحرجها.. فرجع لغرفته وقفل الباب عليه..

في الوقت اللي مزنة تأخذ نفس عميق وتنزل الدرج بسرعة طالعة لخالد... وهي تقول في نفسها: نعنبو هو... وش ذا الشعر كله.. شعر بنية.. مالت عليه هو وشعره..


***************


نجلاء أول الواصلين بعد صلاة العشاء على طول..
كانت تنتظر اتصال من ماجد يأكد لها إن الملكة صارت..

كانت خايفة إن ماجد يسوي حركة نذالة ومايتصل في عبدالله عشان يبلغه إنه يحله من وعده له..

نجلاء حاست على ماجد بالاتصالات من الصبح، موبايله مقفول.. وعقب هي بنفسها قفلت موبايلها لحد ما تلقى ماجد.. خايفة تتصل فيها جواهر وهي ما بعد لقته..

راحت له في بيته.. مالقته.. جلست تنتظره لحد صلاة العصر.. لما دخل عليها بشكله المرهق المبهدل..

نجلاء تأثرت وايد من شكله.. حست بحزن عميق على الحال اللي وصل له أخوها الكبير.. نطت نجلاء تحضنه، ماجد حضنها وهو منهار ..

نجلاء بحب: ماجد فديتك حرام اللي تسويه في روحك..وفي الناس.. يعني أنت تبي تتعذب وتعذب عبدالله وجواهر وعيالهم معك..

ماجد بحزن: ليه يعني؟؟

نجلاء بحزن: لا تسوي روحك ما تعرف.. الوعد اللي انت طلبته من عبدالله.. حرام عليك.. جواهر طلبت مني اقول لك كلمتين:
" عبدالله حرمني من عيالي قبل 17 سنة.. وانت تجي تبي تحرمني منهم بطريقة ثانية الباقي من عمري.. أتق الله أنت وصديقك فيني.. أنا ماني لعبة في إيديكم.. اتق الله ياماجد"

وأنا أقول لك وش بتستفيد إذا منعت عبدالله ياخذ جواهر.. جواهر على كل الأحوال مستحيل توافق عليك.. وأنت بتخسر محبة عيال صديقك نوف وعبدالعزيز اللي أنت بنفسك تقول أنهم يحبونك..

وأنت ما تدري يمكن الله سبحانه شايل لك نصيب أحسن


***********


نجلاء لقت البنات حصة ونوف قاعدين تحت.. الثنتين مطقمين لابسين فساتين ناعمة لونها زهري.. مع مكياج خفيف بدرجات الزهر..

نجلاء سلمت وقالت: وين جواهر؟؟

البنات: فوق بغرفتها..

نجلاء طلعت بهدواة لفوق، وفتحت الباب بشويش على جواهر..
عشان تنصدم وبعنف من شكل جواهر الخيالي..
رغم إنها شافت جواهر بفساتين سهرة وفي مناسبات عديدة.. كانت دايما أحلى الحاضرات.. بس الليلة غير..
غير.. غــــــــــــــــــــــير..

غــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير. .
 

الجزء الحادي والاربعون



لما شافت جواهر نجلاء وقفت.. نجلاء وقفت مدهوشة وبشدة..

كانت جواهر واقفة بفستانها الأخضر اللي طوله واصل تحت ركبتها بشوي و اللي لونه الأخضر العشبي كأنه مخلوق عشان يليق على لون بشرتها المخملية..

نحرها وصدرها وأكتافها وذرعانها كانت تلمع بنعومة وشفافية أبرزها امتزاجهم مع حدود اللون الأخضر..


الصندل الأخضر العالي الكعب كان لاف شرايطه الحرير بنعومة وفخامة على سيقانها لحد تحت طرف الفستان بشوي..


مكياجها كان ناعم ومثير في ذات الوقت..
الشدو السموكي اللي دخل فيه اللون الأخضر بنعومة..
الروج المشمشي الناعم المرصع بغلوس بغليتر يكاد يذوب رقة وإغراء على شفايفها الرقيقة المكتنزة..


التسريحة الستينية
الشينيون العالي بغرة تنساب على الجانبين ومثبته أطرافها تحت الشريطة الحرير الخضراء المثبته بطريقة الستينيات على الرأس وأطراف الأذنين العليا..


نجلاء شهقت: وسمت بالرحمن وكبرت.. وقرأت ايات كثيرة من القرآن على جواهر: والله أخاف عليج من العين..

جواهر تبتسم: مافيه حد غريب.. أهل خالي وبس.. وانتي ونوف..

نجلاء بانبهار: حتى ولو.. أخاف عليج من عيني أنا شخصيا...


جواهر بمودة: يا حبج للمبالغة..


نجلاء بنفس لهجة الانبهار: ليه أنتي ما طالعتي روحج في المراية..

وبعدين كملت بنبرة خبث: ووين اللي متفقة مع زوجها إنه متنازل عن حقه الشرعي..
شكلج غيرتي رأيج وتبينه يغير رأيه إذا شافج كذا..
لانه إذا ما غير رأيه و180 درجة.. يكون أكيد عنده مشكلة في رجولته وقبلها في مخه..

نجلاء هي الوحيدة اللي تعرف عن سالفة الاتفاق

جواهر ولع وجهها خجل من كلام نجلاء: صدق إنج ما تستحين.. والله هذي فعايل نوف.. وماحبيت أكسر بخاطرها..

نجلاء وهي تلف حوالين جواهر: صراحة بنتج مذوقة.. مو بس مذوقة.. إلا ذوقها صاروح أرض جو بحر ..


*************
 

أغراض دانة وصلت..

دانة تتصل بمزنة وتعاتبها: شنو هالأغراض كلها.. تركتي شيء في السوق..؟؟؟

مزنة وهي تضحك: بلاش ما تدرين..

دانة: بشنو؟؟

مزنة بمرح: الظرف اللي خليتيه على سريرش.. يسلم عليش..

دانة بصدمة: صرفتيه كله مستحيل..

مزنة بنفي: شنو أصرفه كله.. لمعلوماتش المبلغ اللي في الظرف كبير واجد.. أنا خذت جزء بسيط جدا منه.. والباقي حطيته بحسابش..

دانة بحزن: زين ماصرفتي منه إلا شوي.. لأني ابي ارجعه لسعود..

مزنة باستنكار: أنتي مجنونة كالعادة.. المهم.. تدرين أنا بنية أستحي.. ماقدرت أشتري شغلاتكم يالمتزوجات.. بس جبت لش شوي بجامات جديدة كل وحدة تقول الزود عندي..

دانة اللي حاسة بحب أختها لها مابغت تخرب عليها: جعلني ما ابكيش يا قلبي..

سكرت منها وهي تطالع في الأغراض والشنط اللي مالية الغرفة..

ثم ابتسمت..
(تدرين مزون أحسن.. خلني أطفش سعود.. يجي يلاقيني محتلة غرفته بالكامل ومغيرتها على ذوقي)

وبدت في ترتيب الاغراض.. وتغيير مفرش السرير.. ونثر أغراضها الأنثوية في كل أنحاء الغرفة.. عطورها ومكياجها على التسريحة..

نقلت ملابس سعود بعناية لناحية من الدولاب بعد مارتبتهم من جديد وبعناية شديدة.. (عشان مايقول إني قليلة ذوق مثله)

رتبت ملابسها في الناحية الثانية..

الحمام... عشرات العلب عبت الحمام.. طقم حمام كامل بأرواب وفوط مطرزة مختلفة الأحجام..

واستمرت دانة في الترتيب اللي خذ منها ساعات وساعات
رغم إنها كانت بعدها تعبانة ومرهقة من أثر المرض اللي جاها


***************


في بيت جواهر..

بيت خالها كلهم موجودين.. الكل يسمي على جواهر ويذكر اسم الله عليها..

أم فهد اللي جلست جنبها: مو كأن ثوبج يأمج متفسخ شوي..

جواهر ماتت من الحرج من أم فهد ( أنا الغلطانة اللي أرد على بزر)

نوف ماخلت شيء ما سوته..
عشاء من الانتركونتنتال.. ضيافة من فوشون.. شيكولت من باتشي.. مع طاقم مضيفات خدمة فندقية فايف ستارز..
مصورتين على أرقى مستوى.. وحدة فيديو والثانية فوتغراف..
دي جي مع خبيرة محترفة..


الرياجيل تعشوا خلاص.. عزوز كلم أخته وقال لها..

نوف كلمت أبوها بحماس: مبروك يا معرس..

عبدالله اللي حاس بضيق كبير كاتم على روحه، رد عليها بصوت حنون: الله يبارك فيج يا قلبي..

نوف بذات الحماس: جبت الأغراض اللي أنا قلت لك..

عبدالله باستسلام: أكيد وأنا أقدر.. تاركهم في السيارة..

نوف: زين روح جيبهم وتعال أنت وعزوز.. عشان تلبسهم أمي..

عبدالله بصدمة: مافيه داعي يا أبوج..

نوف بحزن: ليه يبه؟؟ مايصير.. فيه عريس مايبلس عروسه شبكتها ودبلتها.. والا أمي ما تستاهل..

عبدالله في نفسه( لحول وش ذا البلشة؟؟) :
زين بأجي بس بشرط.. قدام حريم ماراح أقعد.. أنتي وعزوز بس..
(أصلا أنا ماخذت لسان الحية إلا عشانج أنتي وعزوز، ومايهمني الا فرحتكم)

نوف بفرح: زين يبه، لا صرت واقف برا.. أنا بافتح لك باب المجلس.. والحريم بيكونون في الصالة..

عبدالله راح وجاب علبة الطقم والدبلة من سيارته
ولأنه مايدل... عزوز دخله البيت.. ووقفوا في الحوش مقابل مدخل البيت اللي فيه بابين: باب الصالة في الوجه، وباب المجلس على جنب..

عزوز اتصل على نوف: نوف بسرعة.. أنا وأبوي واقفين برا..

نوف جات بسرعة.. وشدت أمها من يدها: يمه قومي بسرعة أبوي واقف برا.. تعالي للمجلس..

جواهر من سمعت اسم عبدالله، حست رجولها مو قادرة تشيلها.. وأنفاسها كأنها غادرتها.. وإحساسها إنها بترجع يرجع لها بعنف..
قامت مع نوف وهي حاسة إنها ممكن تنهار بأي لحظة..

البنات موزة ونورة وحصة ومعهم نجلاء.. من سمعوا إن عبدالله واقف برا..
نطوا بسرعة راحوا يطلون عليه من الدريشة بدون ما ينتبه..

عبدالله كان واقف باستقامة بكامل أناقته وحضوره المتميز مايعرف عن العيون المتلصصة

موزة بانبهار: نعنبو.. وين طاحت جواهر على ذا.. إيه الحين ما ألومها قعدت 17 سنة تنطره.. كل شيء فيه مركب تركيب

نورة تكمل بعيارة: تركيب فول فول فول اوبشنز..

موزة تكمل عليها: لا والله هذا أبو الأبشنز وأمه..

نجلاء وهي تضحك: وينه غانم يسمعج..

موزة وهي تضحك: إن الله جميل يحب الجمال..

أم فهد تنادينهم: أنتو ما تستحون؟؟ نعنبو.. بتأكلون الرجّال بعيونكم يا علها البط..

البنات لاصقين على الدريشة يقزون عبدالله من فوق لتحت ويعلقون.. لحد نوف مانادت أبوها يدخل للمجلس..

جواهر كانت جالسة مكان ماجلستها نوف.. جواهر كانت حاسة بخجل غير طبيعي.. مو من عبدالله لكن من اللبس اللي هي لابسته.. كانت عيونها بحضنها

كان عبدالعزيز أول من جاها.. وحبها على راسها.. وبارك لها وتراجع شوي..

جواهر حست قلبها بيوقف وهي تطالع في طرف الثوب الأبيض اللي صار خلاص واقف جنبها..

نوف بمرح: يبه وش فيك واقف؟؟ اقعد جنب المدام..
 
الجزء الثاني والأربعون



عبدالله دخل المجلس بخطوات مترددة..
كانت نوف تسحبه من يده.. لو عليه كان وده يعطي نوف العلب.. ويرجع..

ماكان يبي يشوف جواهر عقب ماصارت زوجته.. شوفتها تذكره بكلامها الجارح المر..

كانت نوف تشده من يده تبي تجلسه..
شاف خيال أخضر جالس على الكنبة، لكن الحرقة في قلبه كانت تمنعه من التركيز..

جلس على الطرف الاخر من الكنبة..
وعينه في الأرض..
غصبا عنه ورغم محاولاته لعدم الالتفات ناحية جواهر: عينه طاحت بدايةً على قدمين لامعتين مغلفين بخطوط حرير خضراء.. طالعها ببرود مصطنع

بدءً من اظافرها الناعمة اللي معمول لها فرنش منيكور، وعلى طرف الظفر وردة خضراء صغيرة..

ارتفعت عينه شوي..لسيقانها
وهو لحد الحين مو قادر يستوعب الصورة البالغة الفاتنة والروعة والبهاء اللي بدأ باكتشافها جزءا جزءا

سيقان مصقولة.. مشدودة.. خالية من أي شائبة كأنها سبيكتين من ذهب صافي.. وخيوط الحرير الخضراء الملفوفة بنعومة عليها تبين لونهما الاستثائي بشكل بالغ الأثارة..

عيونه ترتفع أكثر.. وببرود أكثر..
ليديها المثبتة في حضنها.. يديها مازالت ذكراها حاضرة من أول مرة شافها فيها..
لكنها اليوم أنعم واكثر إثارة بالفرنش منيكور وبتلات الورد الأخضر المتناثرة بعشوائية على أظافر يدها المقصوصة كالعادة.. ولكن أظافرها نفسها طويلة في امتدادها داخل أناملها..

عيونه المتفحصة المدعية للبرود ترتفع أكثر لخصرها الملفوف.. لصدرها النافر.. (شنو هالمره كل شيء فيها مرسوم بدقة ومحدد بمثالية .. ولكن حتى ولو.. النفس عافتها خلاص.. ومن عافنا عفناه ولو كان غالي)

وصلت عينه لحد تلاقي شاطئ الفستان الأخضر بساحل المخمل الأبيض.. امتداد نحرها المبهر في تلاقيه مع عنقها المرتفع بشموخ..

عينه مازالت تكمل رحلتها بذات البرود اللي حاول التمترس والاختباء خلفه: وصل لذقنها الناعم..
ثم..
لشفايفها..
حاول يكمل رحلته.. بس لقى نفسه مجبر غصبا عنه على التوقف عند هذي المحطة..

شفايفها :الجليد والنار.. إلتقاء اليأس والأمل.. انفراجة الحسن والاغراء.. حس كأن شفايفها من رقتها ممكن تذوب في أي لحظة.. ومن إغرائها ممكن تشعل حرائق لاهبة في قلب أي حد يوقعه حظه الحسن أو ربما العاثر في أسرها ( لكن موب أنا.. موب أنا)

كمل رحلته بعد ما سيطر على أعصابه ورجع أعصابه تحت جليد جرح كرامته المهدورة
لأنفها الناعم المنساب برقة حادة..

لعيونها... اللي سحرته من أول مرة شافهم عبر فتحات النقاب، (لكني اليوم خلاص محصن ضد السحر)

مايعرف ليش عيونها بعثت في أوصاله رعشة قاتلة.. لكنها لم تتجاوز أعماقه لتظهر على محياه..
عيونها هالمرة كانت أكثر سحر وفتنة من أي شيء أرضي أو معقول أو متخيل..
شيء يتجاوز حدود أي خيال..
وكانت لتوها تتجرأ وتقدر ترفع عينها لعبدالله.. لتلقي عيونها بعيونه في عناق طويل.. طويل

عيونه فيها برود قاتل مصطنع خلفه قلب يحترق..
وعيونها فيها يأس قاتل حقيقي خلفه قلب يرتعش..

كان عبدالله يطالع بذات بروده المصطنع في شكلها الكامل..
شعرها الأسود مثل ليل معتم يحتضن بدر مكتمل البهاء..

عبدالله حس بما يشبه وخزة الألم الحادة في قلبه وهو يطالع حسنها الغير طبيعي..
عبدالله في نفسه يقول: (صحيح عمري ماشفت مره بهذي الفتنة والجمال والسحر..وخلف الجمال شيء يشدني بعنف لروحها.. لكن قلتها قبل يا جواهر.. كله ولا كرامتي)

جواهر كانت خايفة ومرتبكة.. لكنها كانت تتسلح بثقة زائفة، وهي تحاول ترفع رأسها بشموخ وتحط عينها بعيون عبدالله..
عبدالله الساحر المؤلم الجارح.. الموغل في رجولته وعنفوانه وهيبته.. بنظرة عينيه الآسرة.. وهالة الضوء غير المفهومة التي تحيط به

عبدالعزيز بمرح: شنو ياعرسان بتقعدون ساكتين؟؟

نوف بمرح: يبه قرب شوي من أمي كانك خايف منها.. عشان التصوير يطلع حلو..

عبدالله باهتمام: وأنتي بتخلين المصورة تطلع بصوركم؟؟

نوف بنفي: لا لا تحاتي صور مرتك المزيونة
بيعطوني السيدي، والميموري كارد قبل يروحون، وأنا بأظهر الصور على طابعتي..
يالله حبيبي قرب مامي.. عشان تلبسها الدبلة والطقم..

عبدالله قرب منها شوي ببرود.. كل هدفه يحرجها شوي دامه حصل غطا هو أوامر عياله له.. وربما يخفي حتى عن نفسه أهداف أخرى..

نوف فتحت علبة الدبلة : واو يبه، صراحة رووووعة..

كانت الدبلة دبلة من الألماس غاية في الفخامة والرقي والنعومة في ذات الوقت..

نوف بحماس: يالله يبه في بنصر اليد الشمال..

عبدالله مسك ببروده المعتاد يد جواهر
اللي كان إحساسها إنها بترجع اللي ببطنها كان يهاجمها..
كانت تحاول إنها تتماسك.. بس غصبا عنها لما حست بيده الدافئة تمسك يدها الصقيعية المرتعشة.. ارتعشت يدها بعنف أكبر..
عبدالله اللي كان حاس بارتعاشة يدها كمل مهمته ببرود يستحق عليه جائزة الاوسكار لإجادته لتمثيل دور البرود بينما هو يكاد يذوب احتراقا.. يكاد لفرط النار في أحشائه أن يشعل نارا قد تلتهم كل ماحوله
وفي الوقت اللي كان يلبسها الدبلة، نوف ميلت على أذنه وقالت له شيء..
هو تنفيذا لأوامرها.. بعد مالبس جواهر الدبلة شال يدها وطبع عليها قبلة باردة ظاهريا محرقة داخليا..
جواهر لما شافته يرفع يدها لشفايفه.. حست إنها خلاص بترجع.. لكنها تماسكت، وهي تدعي ربها ما يفشلها في عيالها ويكسر فرحتهم..

نوف بفرح: واو باباتي.. شاطر.. يالله الطقم..

جواهر اللي كانت اول مرة تتكلم من دخلة عبدالله عليهم، قالت بصوت مبحوح حاولت تبث فيه أكبر قدر من الثقة: خلاص نوف لا تلحين على أبوج.. (وهي تتمنى إن ربي يعتقها من تلبيس عبدالله الطقم لها)

نوف بخيبة أمل: يبه .. ما تبي تلبس مامي طقمها..

عبدالله ببرود خبيث وهو يطالع جواهر اللي وجهها كان إشارة مرور: لا حبيبتي أنا يسعدني ألبس مامي طقمها (وشدد على كلمة مامي)..

عبدالعزيز كان يطالع بهدوء وهو حاس بسعادة حقيقية وهو يطالع أمه وأبوه ويقول في نفسه(فعلا انخلقوا لبعض)

نوف تفتح الطقم، تهتف بانبهار: جد بابي واو واااااااو وااااااااو... مذوق يابو عزوز..

كان طقم ألماس وزمرد مبهر وحصري في تشكيله، العقد ناعم، لكن الأسوارة عريضة، الحلق ناعم وطويل، والخاتم فخم ومتوسط الحجم..

عبدالله وهو يطالع جواهر بنظرة خاصة: الحين عرفت ليش أصريتي على طقم يكون فيه زمرد اخضر.. وعندج حق..

أول شيء ناولته نوف الخاتم، لبسها إياه في يدها اليمين... وبعدين الأسوارة لبسها إياه في معصمها اليمين.. ومع مسكه لمعصمها كانت جواهر تحس بتوترها يتعالى... في الوقت اللي عبدالله كان يتعامل مع الوضع ببرود شديد البراعة..

 
جاء دور العقد، قرب عبدالله أكثر واكثر منها..
في الوقت اللي حنت جواهر عنقها له.. وهي تلعن الساعة اللي خلتها توافق على فكرة تلبيس الطقم هذي..
كان عبدالله قريب منها كثير.. كانت أنفاسه الدافئة المعطرة تصدم بعنقها الطويل في الوقت اللي جبينها يكاد يلاصق كتفه..
طول عبدالله بتقصد غير مقصود ظاهريا وهو يلبسها الطقم واصابعه تلامس بنعومة عنقها.. لحد ما نجحت مهمته ولبسها ..

يالله بابي الحلق.. (نوف بحماس)

جواهر حاسة خلاص إنها انتهت: ماما نوف خلاص الحلق بألبسه بنفسي..

عبدالله ببرود يقتل: أنا أحب أكمل مهمتي بنفسي..

بدأ بالفردة اليمين.. جواهر لما حست بأصابعها على شحمة إذنها.. توترت وإحساس الترجيع واصل حده
وحمدت ربها إنها ماكلت شيء من البارحة، او كان سوتها ورجعت على ثوب عبدالله..
الفردة الشمال.. وانتهت مهمته

وجواهر تنهدت براحة لخلاص العذاب هذا.. وكانت تبي تنط تقوم..

لولا إن نوف قالت بفضول: بابا فيه علبة ثالثة ..وش فيها..؟؟

عبدالله بحب لبنته: افتحيها.. هذي هديتي أنا لمامي على قولتج..

فتحت نوف العلبة بسرعة: كانت ساعة ستايل جدا مرصعة كلها بالألماس.. وفيها زمرد أخضر ناعم جدا..

نوب بانبهار: واو بابي تجنن.. والله كلك ذوق..

عبدالله بهدوء: أنا شفتها حسيتها تلبق وايد مع الطقم.. وأمج تستاهل أكثر.. قالها وهو يطالع جواهر بنظرة غامضة..

عقب عبدالله خذ الساعة ولبسها جواهر في معصمها اليسار..

ورجعت جواهر تبي تنط.. على أساس أن التعذيب خلص

بس نوف وقفتها وهي تهتف بحماس: يالله يا بابا خلصت التلبيس.. يالله البوسة عشان الصورة...

وصارت تصفق وتقول : بوسه هوهوه. بوسة.. هوهوه

وعبدالعزيز أخوها يضحك على خبال أخته..

جواهر سمعت طارئ البوسة ، توترت.. وش بوسته بعد؟؟

بس لأنها تعرف إن البوسة اللي بعد تلبيس الطقم، تكون على الرأس.. فما اهتمت وايد.. (خله يبوسني على رأسي ونخلص من ذا السالفة.. وذا البنت اللي جننتني)

جواهر قالت كذا ودنقت شوي.. على أساس تتيح لعبدالله فرصة يقبل رأسها..

لكنها فوجئت بأصبع عبدالله تمتد برقة/بقوة تحت ذقنها.. وترفع وجهها، وعينها تجي بعينه
وعيونه فيها نظرة غامضة وعميقة
قبل ما تستوعب أي شيء

كانت تحس بملمس شفايفه على شفايفها، في قبلة عميقة.. ناعمة.. ومستحوذة..

عبدالعزيز كح.. وصد عنهم..

نوف قالت بتوتر في الوقت اللي كان عبدالله يسحب شفايفه بهدوء عن شفايف جواهر: يبه الله يهداك البوسة هذي في غرفتكم مو قدامنا.. المفروض تبوسها على رأسها

عبدالله ببرود.. تحته بعض خجل لم يظهره للعلن.. وكثير من الانفعال اللي تركه احساسه بملمس شفايف جواهر الملهب:
يا أبوج أنتي اللي صجتينا بوسة بوسة وماحددتي لي مكان..
وأنا أعرف الرجّال يبوس مرته كذا..
هي موب جدتي عشان أتوقع إنج تبيني أبوسها على راسها..

جواهر كانت في عالم ثاني.. كانت بتموت من الحرج من عيالها، وخصوصا من ولدها..
(الله يوريني فيك يوم ياعبدالله.. كذا تسويني فيني قدام عيالي)

جواهر وجهت كلامها لنوف اللي كانت مشغولة مع المصورات تطلب منهم يمسحون المشهد والصورة اللي قبل شوي: يمه خلاص نروح داخل؟؟

عبدالله مسك ذراعها بقوة مستحوذة /برقة صارخة: أنتظري شوي.. أبي أقول لج شيء..

جواهر حست بلسعة نار من ملمس يده على ذراعها العاري

بعدين وجه كلامه لعياله: عبدالعزيز انطرني برا، وأنتي يا نوف روحي داخل..


*************
 

الجزء الثالث والأربعون




أول ماطلعوا عيالهم
جواهر ألتفت على عبدالله بغضب ناري: ممكن أعرف أيش معنى الحركة السخيفة اللي أنت سويتها..؟؟

عبدالله قام من جنبها
وجلس على كرسي لوحده.. ورد عليها ببرود مثلج: مافيه داعي تسوين فيلم.. سوء تفاهم غير مقصود...
المرة الجاية أجيب ماجلان او غارمن متخصص بتحديد مواقع القبلات وفق للأفكار النسائية..
وانا أيش عرفني بخرابيطكم؟؟..
ولا تخافين على الشرف الغالي.. محفوظ....... أنتي عندي مثلج مثل الكرسي اللي أنتي قاعدة عليه..

جواهر بغضب: إحنا موب اتفقنا على عدم التجريح..

عبدالله بهدوء مثلج: عشان نحط النقاط على الحروف
أنا ما أضمن لج إنه موقف مثل هذا أو غيره ما يتكرر عشان أبين لعيالنا إنه حياتنا حياة أزواج عادية.. مو كل مايصير شي بتسوين لي فيلم..

جواهر بقرف: وهذا اللي انت جلستني عشان تقوله..

عبدالله ببرود: لا

جواهر ببرود أكبر: وطيب؟؟

عبدالله بنفس اللهجة الباردة: لبس مثل اللي أنتي لابسته ما تلبسينه مرة ثانية قدام الناس.. يعني ماباقي شيء ما طلعتيه.. باقي تتفسخين..

جواهر اللي ولع وجهها من الاحراج، لكنها ردت ببرود: هذي غيرة.. أو مجرد فرض سيطرة..

عبدالله ببرود: اعتبريه مثل ما تبغين.. المهم تنفذين..

عبدالله وهو بيطلع... فوجئ بنوف وهي داخلة عليهم ساحبة المصورة الفوتوغرافية: يبه.. يمه.. باقي صورة وأنتو واقفين جنب بعض..

جواهر طفشت خلاص.. وتبي تخلص من عبدالله.. لكن عبدالله اللي كان مستمتع بإحراجها، قال: حاضرين

وجذب جواهر بقوة حانية من خصرها ناحيته.. لصقها فيه ويده على خصرها..

كان طولها مع الكعب يتجاوز كتفه بسنتمتر واحد بس..
جواهر حست بيده على خصرها مثل نار تحرقها..

ماصدقت تخلص الصور عشان تدخل لداخل..
وعبدالله يطلع لولده اللي ينطره في الحوش..


************


أول مادخلت جواهر
البنات كلهم نطوا..
عشان يشوفون طقمها ودبلتها والساعة اللي كانت مفاجأة لهم.. وسط صيحات الإعجاب والانبهار والاستحسان

بعدها جواهر جلست.. نجلاء نطت تجلس جنبها وهي تهمس في أذنها: والله مذوق أبو الشباب... إلا شأخباره؟؟

جواهر بغضب مكتوم وصوت واطي: الله يأخذه ابو الشباب.. قولي أمين..

نجلاء باستنكار : لا حرام عليج.. خلاص صار ريلج مايصير تدعين عليه..

جواهر بحقد: قهرني واحرجني بشكل ما تتخيلنه..

نجلاء بمودة: لا تلومينه.. من يشوف هالزين ومايخبط المخ عنده...

جواهر بصوت واطي: لا من هالناحية لا تهتمين، كان ثلاجة فريزر.. وأنا عنده مثل الكرسي على حد قوله..

نجلاء بعيارة: لا تصدقينه يخرط عليج..
وبعدين شنو هالرجّال يا جيجي.. إحنا قعدنا نطالعه من الدريشة.. صراحة ما أقدر أقول شيء غير مسكت.. مســــــــــــــــــكـــــــــــــت.. والله حتى مسكت شوي عليه.. هذا القاموس كله ما يكفي لوصفه..

جواهر بعيارة: أنتي جاسم مارجع؟؟

نجلاء بحب: بلى فديت روحه رجع..

جواهر وهي حابة تفرفش وتنسى الهم شوي: زين هذاك اليوم في البنك عديتها لج... عشان جاسم موب موجود.. اليوم حدج ما تقربين صوب عبودي الله يأخذه ويرحيني منه..

نجلاء وهي تضحك: على قولت بنت خالج موزة يوم شافته: إن الله جميل يحب الجمال.. وعبدالله يا أختي شيء فوق الجمال بمراحل وايد..

جواهر تضحك: موزة عطته عين.. خلاص راح الدكتور فيها..

موزة اللي نطت جنبهم: سامعة اسمي... الله لا يبيح منكم... لو كنتو جبتو سيرتي بشيء ..
إلا تعالي جيجي.. هالرجّال من وين جبتيه؟؟..
أنا خلاص راحت علي.. أخليهم يسوون لبناتي 2 مثله.. خلي بناتي يعيشون..
وبعدين ميلت على أذن جواهر وقالت شيء..

جواهر ولع وجهها منها: أنتي من يوم خذتي غانم وأنتي مضيعة السنع... قومي... قومي من جنبي..

موزة تضحك: عدال.. زين دواج عندي..
ورجعت تميل على أذن جواهر..
وقتها جواهر عصبت.. و قبصتها في ذراعها..

موزة ماسكة ذراعها وتضحك: ول قبصتها والقبر.. بس والله ما خليها لج.. إذا ما استلمتج.. ما أكون بنت أبوي


*************
 

الساعة 3 الصبح

سعود داخل بيتهم الهم ماليه..
ماكان يبي يرجع.. هو عارف إن دانة طلعت من اليوم المستشفى.. وأكيد راحت بيت أبوها..

لولا المطر اللي جاء ودخل عليهم في الخيمة، ماكان رجع..
الدوحة بكبرها حاس بضيقه ذابحته منها..

فتح الباب بدون اهتمام..
أول شيء صدمه الريحة اللي هبت عليه أول مافتح الباب..

كانت ريحه بخور مختلطة مع زيوت عطرية..ريحة عذبة ونفاذة..

استغرب من اللي بيبخر غرفته.. وعقب عصب مين اللي تجرأ ودخل غرفته وبخرها بدون ما يستأذنه..

ولع النور اللي كان مطفي..ودخل

وهو داخل حس إن الغرفة فيها تغيير كبير..
كوشيات ملونة مرمية على الكنبات.. صحن كرستال فيه ورد مجفف على الطاولة.. مفارش حرير وشنتون هندي على التلفزيون والطاولات..

والأهم الأهم الأهم
الأهـــــــــــــــــــــم

المخلوق اللي نايم على الكنبة..

حس سعود إن قلبه بيوقف..
وفعلا رجوله ماكانت قادرة تشيله.. فجلس على الكرسي المقابل للكنبة وهو يطالع في دانة اللي كانت مستغرقة في نوم عميق.. ومتغطية موب باين منها إلا وجهها..

جلس سعود وقت طويل..
زمن طويل ما ينحسب بالدقايق أو الساعات..زمن مسروق من عمر الفرحة اللي هزته بعمق..
كان متخيل أي شيء أي شيء.. إلا أنه يلاقيها قدامه..

"لا وأنا اللي ما كنت أبي ارجع"

جلس يتأمل وجهها يبي يشبع منه.. بس كان كل ما يطالع فيها أكثر.. كل ما يحس إن شوقه لها أكبر واكبر..

أخر شيء قرر يسحب نفسه ويقوم.. عشان يأخذ شاور ويبدل ملابسه..

دخل غرفته وكانت صدمته أكبر.. وأكبر..

المفرش الراقي المفروش على السرير مع العديد من المخدات بمختلف الأحجام..

الأغراض المرتبة على التسريحة.. عطورها ومكياجها على جنب، وتركت عطوره على جنب صغير جدا بعد ما تعبت التسريحة بعلب لا حصر لها ..

وأهم شيء على التسريحة: صورة لها في برواز..
حس قلبه بيوقف وهو يطالع الصورة
كانت صورتها في مناسبة بفستان سهرة.. حس في قلبه بعذاب صارخ لمنظرها اللي هزه بعنف..

كان سعود مستمتع وهو يسكتشف أغراضها اللي أعطت للغرفة زخم أنثوي حميم..

راح للدولاب عشان يطلع فوطته وملابسه.. فوجئ بملابسها تحتل الدولاب..
عصب: "وملابسي وينها؟؟"

فتح الناحية الثانية من الدولاب.. لقى ملابسه الداخلية مصفطة ومرتبة بتنظيم شديد ، وثيابه وغتره وبدله العسكرية معلقة بنظام..

حس سعود بألم عميق في قلبه مايعرف له سبب...
ورجع يفتح الدولاب اللي فيه ملابسها..
يتلمسها بحنان وهو ومايعرف سبب الحزن الغريب اللي غزا قلبه..

حط بيجامته على السرير.. وخذ فوطته ودخل الحمام.. اعتقد إنه يدخل حمام غير حمامه..

طقم الحمام الراقي بذوق أنثوي بأكسسوراته الكثيرة على المغسله... وفوطه، وسجاجيده الصغيرة المفروشة على أرض الحمام..وسلة الغسيل.. وسلة المهملات..

بقرب المغطس الكثير من علب الشامبو والكريمات والجل والغسول ..أشياء عمره ماشافها ولا اهتم فيها..

سعود في داخله تساؤل محموم ومؤلم: بما إنه جابت أغراضها كلها.. ونثرتها بهذه الطريقة في كل الغرفة، هل معنى هذا إنها قررت إنها تقعد معي؟؟

الأمل في قلب سعود كان كبير.. لكنه ماحب إنه يخلي هذا الأمل مفتوح.. لأنه يعرف عناد دانة، ومايعرف شاللي ممكن يدور في رأسها..


*****************


قبل ذلك
حوالي الساعة 12
في بيت جواهر..

أم فهد استاذنت.. وموزة عشان عيالها.. ونجلاء عشان حمودي..
وشمسة والعنود اتصلوا فيهم فهد وطلال وكانوا يطلعون..
وحصة ونورة بعد ماشافوا الكل بيروح.. قرروا يستاذنون..

جواهر متوترة لأقصى حد..

نوف اتصلت في أبوها: يالله باباتي.. نمشي؟؟؟ الكل راح..

جواهر من سمعتها تكلم أبوها قلبها وقف..
طلعت تغير ملابسها.. قبل يجي عبدالعزيز.. لبست تايور أخضر لونه مناسب لتسريحتها ومكياجها..

كانت تبي عبدالعزيز يشوفها متأنقة ومتألقة.. عشان يحس إنها مبسوطة.. وما يحاتيها..

نزلت جواهر عبايتها على يدها.. كان عبدالله وعياله وأخوها قاعدين تحت ينطرونها.. نوف صارت لابسة عبايتها..

كانت تنزل بثقة رغم إن داخلها يذوب توتر واضطراب ماتعرف أشلون تسيطر عليه..

غصبا عنها كان نظرها وهي تنزل مركز على عبدالله اللي كان يطالعها ببرود..
أول ما وصلت نط عبدالعزيز يحضنها.. ويبارك لها..

كان نفسها تبكي في حضن عبدالعزيز.. لكنها مستحيل تسويها قدام عبدالله..

عبدالعزيز يوجه كلامه لعبدالله بتاثر: عبدالله تكفى.. وصاتك أم عبدالعزيز..

عبدالله بمودة وثقة: في عيوني يا بو منصور..

نوف لأخوها: عزوز قوم جيب شنطة أمي من فوق..

سيارة عبدالله البنتلي واقفة في الحوش قدام باب البيت على طول..

جواهر لبست عبايتها ورجعت تحضن عبدالعزيز.. وقتها ما قدرت خلاص..
بكت وبعنف : حبيبي فديتك لا تنسى تتسحر الأيام اللي تصوم فيها.. ولا تاكل حبوب بنادول وايد.. ولازم أشوفك كل يوم..

عبدالله اللي تأثر بشكل كبير.. طلع عشان يخليهم على راحتهم.. وراح لسيارته وشغلها ينتظرهم..

بعد دقايق طلعت جواهر وعيالها..

نوف فتحت الباب اللي ورا وركبت.. وعبدالعزيز جاء بيركب جنبها.. بس أمه مسكته من يده : يمه مايصير أنت الرجّال تركب ورا.. اركب جنب ابوك..

عبدالعزيز بحب: أنتي اليوم عرسان مايصير نخرب عليكم..

بس جواهر أصرت وركبت ورا.. ركبوا كلهم.. وعبدالله حرك سيارته..

في الوقت اللي كان عبدالعزيز الكبير.. يطالعهم مع الدريشة
وحزن كبير وعميق يغتال مشاعره

يتبع
 
الجزء الرابع والأربعون




هذه الليلة
رجلان.. حياتهما كانت جافة دون وجود لمسة أنثوية.. يغتالهما الوجود الأنثوي فجأة.. وبكل الزخم..
أحدهما يذوب شوقا حقيقيا ..
والأخر يتجمد برودا مصطنعا ..



عائلة عبدالله بعضوها الجديد تصل لبيت عبدالله..

نوف أول مادخلت: واي مامي تعبانة موووووت... أبي أروح أنام.. عشان أصحا الصبح أدرس شوي..

قالتها نوف وهي تطلع الدرج فعلا..

عبدالعزيز وأبوه دخلو وراهم.. وعبدالله شايل شنطة جواهر..

عبدالعزيز أستأذن بعد ماحضن أمه بقوة.. وحبها على راسها وكتفها ويدها: أنا بعد ميت تعب.. أبي أنام.. وخل العرسان يأخذون راحتهم..

جواهر ظلت واقفة متوترة بعبايتها ونقابها..
عبدالله واقف قريب منها والشنطة بجنبه..

تناول الشنطة، وقال لها ببرود: جواهر إحنا صرنا في البيت..

جواهر بحرج خلعت نقابها.. ونزلت شيلتها على كتفها.. وقالت بحرج: عفوا عبدالله على السؤال.. بس أنا وين غرفتي..؟؟

عبدالله بنظرة ساخرة: وين بتكون يعني؟؟ اتبعيني..

عبدالله طلع الدرج وهو يشيل بخفة شنطة جواهر الضخمة..وجواهر وراه..

وصلها عبدالله لغرفته الشاسعة اللي عبارة عن 3 غرف مفتوحة على بعضها.. غرفة نوم.. وجلستين مختلفة

وحدة منهم فيها تلفزيون بشاشة سينمائية
والثانية فيها طاولة كمبيوتر كلها زجاج..عليها كمبيوتر موديل حديث جدا بشاشته البلازمية الضخمة..
حمام ضخم يفتح على صالة التلفزيون.. وغرفة تبديل ملابس واسعة..

جواهر عرفت بنفسها إنه هذي غرفة عبدالله قبل ماهو يقول..

حست إحساس الترجيع يرجع لها وبعنف..
هالمرة خلاص ماقدرت..
لأنها كانت شربت عصير تحت إلحاح نجلاء قبل حوالي ساعة..

يدها على فمها: وين الحمام؟؟

عبدالله وهو مستغرب أشر لها عليه: ركض للحمام وترجيع على طول..

عبدالله المصدوم واقف على باب الحمام المفتوح يسرق عينه المصدومة لها.. وهو يسمع صوتها تكح وترجع.. بيده كأس ماي وفوطة..

طلعت جواهر تناولتها منه بخجل..
وفي عيونه نظرة لوم وحزن..
عبدالله بحزن: لو سمحتي جواهر... اتبعيني..

عبدالله راح وجلس على الكنبة..جواهر جات وجلست مقابله..

عبدالله بحزن عميق حاول يدفنه تحت بروده المعتاد بس ما قدر: جواهر أعتقد إني ومن قبل زواجنا.. بينت لج إني ما ابي منج أي شي من اللي ممكن يدور في بالج..
والله ما أبي شي.. أرجوج جواهر لا تحسسيني إنج قرفانة مني لهالدرجة..
مهما كان أنا أبو عيالج... خلينا نتعامل مع بعض باحترام عشان عيالنا..

جواهر ردت بنبرة محايدة: أحاول.. هذي 17 سنة يا عبدالله كان حقدي عليك فيها يتزايد ويتزايد لحد ماخنق روحي.. لا تتوقع إني ممكن اتقبلك ببساطة..

عبدالله بذات النبرة المحايدة: أنا ماطلبت منج تتقبليني أو تحبيني.. بس احترميني على الأقل.. أنا الحين زوجج وقبلها أبو عيالج

جواهر بذات النبرة: قلت لك عبدالله أحاول والله أحاول..

وبعدها كملت جواهر بصوت واطي: ممكن أخذ شاور الحين لو سمحت لي..

عبدالله بهدوء غريب: تفضلي..


****************


سعود طلع من الحمام..

لبس ملابسه..
صلى ركعتين..

وعقب..راح وجلس على الكرسي المقابل لدانة..

كان يبي يطالعها وبس..
يبي يملا عينه منها.. يبي يعبي روحه من ملامحها..

عمر سعود ما تخيل إنه ممكن يحب.. ويحب بهذا العنف الموجع..
كان بيموت يبي يقرب منها .. يلمس خدها.. يمسك يدها.. يستنشق عبير شعرها..
أي شي ممكن يبرد شوي من نار الشوق المستعرة في أحشاءه..

لكنه أكتفى بالجلوس صامت مكتفي بمتعة مراقبتها


****************


جواهر طلعت من الحمام..
ملتفة بروبها وفوطتها.. وهي تشعر بحرج شديد من عبدالله..

لكنها طلعت فوجئت إنه غير موجود في الغرفة..

جواهر بدلت ولبست بيجامة حرير مشجرة بخطوط جلد النمر.. لبست فوقها ثوب الصلاة..

وصلت التهجد.. وهي تدعي ربها بكل صدق.. إنها تتقبل وجود عبدالله في حياتها عشان عيالها..

خلصت جواهر الصلاة.. وعبدالله بعده مختفي..

باقي على أذان الفجر حوالي نصف ساعة.. قضتها جواهر في قراءة القرآن..
لما أذن الفجر راحت تصحي عيالها للصلاة..

عبدالعزيز راح للمسجد.. ورجع.. وعبدالله بعده مارجع..

جواهر كانت تبي تسأل عبدالعزيز لوكان أبوه معاه في الصلاة.. لأنها عرفت من عبدالعزيز قبل.. إن عبدالله مايفوت أي صلاة في المسجد وخصوصا صلاة الصبح..

بس حست اولا إن السؤال ماله داعي(إن شاء الله مارجع.. أنا وش يهمني؟؟)

ثانيا: ماحبت تقلق عزوز على أبوه..

رجعت جواهر لغرفتها.. تمددت على السرير.. لكن غصبا عنها ماجاها نوم.. وهي مو عارفة عبدالله وين راح..

حست إن الذنب ذنبها.. وكانت تبي تتصل فيه تسأل عن مكانه.. وكانت على وشك إنها تسويها لما سمعت باب الغرفة الرئيسي ينفتح.. (حمدت ربها إنها ماسوتها)

جواهر سوت حالها نامت.. لكنها عقب خطر ببالها شيء خرعها.. (أنا جيت ونمت على السرير.. وما سألت عبدالله وين يبي ينام، ياربي..خلاص الحين ما ينفع.. انا سويت حالي نايمة)

عبدالله اللي قضى الساعات اللي طافت على الكورنيش في هذا البرد.. وصلى في مسجد هناك..
ودار في الشوارع شوي بسيارته..
يحاول يبعد عن تفكيره منظر جواهر وهي ترجع من قرفها منه.. المنظر اللي هزه وجرحه لأبعد حد..

عبدالله دخل وخذ له شاور.. لبس بيجامته.. جا بينام.. لقى جواهر نايمة ومعطيته ظهرها.. جا بيرجع
(بأنام على الكنبة، أخاف تصحا تلقاني جنبها ترجع علي........ وإلا ليش انام عالكنبة.. باظل عمري كله أنام على الكنبة.. بكيفها...... مصيرها غصبا عنها تتعود علي وعلى وجودي)

جواهر اللي حست بحركة على الطرف الأخر من السرير.. حست بتوتر قاتل وخوف غريب.. لكن رغبة الترجيع كانت اختفت بالمرة

(ياربي أشلون أنام الحين.. وهذا قريب مني كذا.. ؟؟

السرير كبير وايد.. نامي يا جواهر أنتي موب مراهقة وهو موب شاب متهور.. عشان تخافين من نومتج معاه بسرير واحد..)

الأثنين قضوا وقت طويل وهم صاحين
كل واحد منهم يعبث به توتره ويأسه.. لكن في الأخير ناموا وإحساس التعب يغلق الأعين الساهرة..


****************
 
دانة صحت قبل أذان الفجر بشوي.. كانت تبي تروح للحمام..

فتحت عيونها فوجئت إن النور مولع رغم إنها طفته امس..
وفوجئت اكثر بل انصدمت: لما شافت سعود نايم وهو جالس على الكرسي قبالها..

(هذا شاللي نيمه هنا؟؟)

كانت تبي تصحيه ينام داخل.. بس استحت..
تركته نايم ودخلت الحمام...

وهي في الحمام سمعت صوت الآذان.. توضت وطلعت برا وهي تنشف وجهها ويديها بالفوطة..

نزلت الفوطة عن وجهها عشان تتفاجأ اكثر بسعود واقف مقابلها يراقبها بتمعن غريب..

استحت دانة غصبا عنها من نظراته.. (وش فيه هذا يخزني كذا؟)

دانة تجاوزته تبي تروح لسجادتها في الصالة..

وقفها صوته العميق وهو يقول :دانة..

دانة بتردد وهي معطيته جنبها: نعم..

سعود بلهجة محايدة: أشلونش الحين..؟؟

دانة: الحمدلله احسن..

لما شافته سكت.. كملت طريقها لسجادتها..

في الوقت اللي سعود تنهد.. ودخل الحمام وهو يقول لنفسه (غبي وبتقعد طول عمرك غبي.. ولا تعرف تتصرف)

توضأ وطلع وهي بعدها تصلي.. لبس ملابسه وراح للصلاة..


**********


دانة ماحبت تواجه سعود وتأجل المواجهه لوقت ثاني.. فقررت إنها تخلص صلاتها وتمدد على كنبتها وتتغطى قبل يجي سعود..

دانة نفذت قراراها بسرعة..

سعود اللي رجع من الصلاة بسرعة.. تفاجأ بدانة متغطية موب باين منها شيء.. لأنها خلت وجهها هو الي ناحية الكنبة

سعود حس بخيبة أمل كبيرة.. (مهيب طايقة تطل في وجهي أو حتى تتكلم معي.......

من زين علومك تتكلم معك.. مابعد نشف الحبر اللي انكتب فيه عقد زواجكم.. كنت معطيها ذاك الكف المحترم..

ويعني الكلام اللي هي قالته ذاك اليوم كلام ينقال يعني..؟؟

ليه حتى تعبيرها عن الرفض مرفوض.. بعد ما غصبوها عليك..؟؟)

سعود المحتار والمتردد والجاهل في طريقة التعامل مع الجنس الآخر.. كان يتمنى يعبر عن مشاعره لدانة..
يحاول يجذبها لناحيته.. ويصفي قلبها المليان حقد عليه.. بس مشكلته..

مـــــــــــــا يـــــــــــــــــعـــــــــــــرف..


***************


الساعة 9 صباحا
غرفة عبدالله

عبدالله صحا من النوم رغم إنه يمكن مانام إلا ساعتين..
بس هو أصلا متعود على قلة النوم والقيام بدري..

صحا من النوم وهو خالي الذهن ناسي الضيف الجديد اللي نايم جنبه..

فتح عيونه وكان وجهه ناحية الكوميدينو... تناول الساعة اللي جنبه يشوف الوقت..

جلس ومدد يديه.. وتلفت ..

تفاجأ بالملاك اللي نايم جنبه ووجهه ناحيته..

أمس اللي كان أول مرة يشوفها.. شافها بالمكياج الكامل.. والشعر المرفوع..

لكن اليوم وجهها خالي تماما من أي مساحيق.. وشعرها الحريري مطلق العنان يعانق وجهها.. الغطاء لخصرها وبيجامتها النمرية تعكس ذوقها الرفيع بتناسقها مع لون بشرتها الصافية..

حاول عبدالله يصد ويفر وجهه
بس ماقدر وغصبا عنه لقى نظراته سجينة ملامحها..

عبدالله رجع يتمدد وهو مسند راسه على كفه..وجهه ناحيتها..
اليوم حس جمالها أكثر من مبهر.. أكثر من موجع ..

(شنو هالأنثى؟؟
معقولة فيه حد بهالجمال.. الفتنة.. البراءة.. والأثارة في نفس الوقت؟

حتى ولو عبدالله.. حتى ولو.. جواهر مو لك.. وانت وهي اللي أتخذتم هذا القرار..

بس إحنا ما أتفقنا إن النظر ممنوع..
مين يقدر يشوف هالجمال نايم جنبه.. ومايطالع.. ارحم نفسك شوي يا بو عبدالعزيز.. مهما كان انت رجّال..)

عيون عبدالله تطوف بملامح جواهر وتمسح ملامحها بدقة متناهية..

وهو غارق في أفكاره اللي تبدأ من جواهر وتنتهي بها..
تذكر منظرها أمس وهي ترجع.. حس جرحه يتجدد.. ووجهه يلف للناحية الثانية..

بعدها عبدالله قام من سريره للحمام.. يأخذ شاوره الصباحي.. رغم ان الشاور اللي قبله ماكمل 3 ساعات..

جواهر صحت بعد دقايق.. عبدالله مو موجود.. لمست مكانه.. (بعده دافئ يعني توه صحا.. أكيد في الحمام).. حمدت ربها أنهم ماصحوا مع بعضهم..

توجهت للصالة وفتحت التلفزيون على أخبار الـbbc تنطر عبدالله يطلع.. عشان تدخل الحمام هي ..

بعد دقايق عبدالله طلع بطوله الفارع وفوطته ملفوفة على خصره وقطرات الماي تنزل من شعره المبلول لتلمع على عضلات صدره وزنوده النافرة..

شاف جواهر جالسة.. قبل مايبدر من جواهر أي تصرف.. عبدالله رجع مرة ثانية للحمام.. وطلع هو لابس روب.. وينشف شعره بالفوطة..

جاء يمشي ناحية جواهر ومنظرها وهي جالسة بيجامتها وشعرها المسترسل على أكتافها.. وبشرتها الخرافية.. شيء أشبه مايكون بالعذاب الموجع لأقصى حد

جاء وجلس على الكرسي الثاني و قال بابتسامة: عشان تعرفين أني مؤدب..... : الروب هذا أول مرة ألبسه..

ابتسامته عذبة.. وحلوة..وأسنانه رائعة

أول مرة تشوف جواهر ابتسامته .. اول مرة من يوم عرفته من 18 سنة.. تذكرت تعليقها وهي نجلاء على الموضوع
فضحكت.. غصبا عنها..

عبدالله سمع ضحكتها..
حس قلبه طاح في رجوله.. وكأنه أصيب بما يشبه الحمى.. وإن حرارته على وشك إنها تتجاوز الـ45...

جواهر بابتسامة وهي تقوم: طيب يا مؤدب.. أنت خلصت شاورك.. خليني أنا بعد أخلص..

عبدالله ماقدر يرد عليها.. حس أعصابه فالته منه..

وجواهر تجاوزته.. ودخلت الحمام.. وهو لما تاكد إنها دخلت.. جلس يهف على روحه من الحرارة اللي هو حاسس إن جسمه ولع منها..
 

الجزء الخامس والأربعون



أم فهد قاعدة في صالتها عند دلالها تتقهوى..
وعندها موزة اللي بناتها ناموا قبل يجي أبوهم البارح.. فخلاهم اليوم على أساس يجيهم الصبح إذا صحو..

أول حد صحا حصة اللي نزلت ووراها نورة..
الثنتين سلموا على أمهم..

وقعدوا
موزة بعيارة: واختكم الكبيرة مالها سلام..

نورة بعيارة: والله أختنا الكبيرة قارفتنا في عيشتنا.. تقعد عندنا اكثر ما تقعد في بيتها.. زين غانم صابر عليج للحين.. وماقال خلاص اقعدي في بيت هلج مرة وحدة..

موزة وهي تضحك: زين خل نشوفج لا عرستي.. لا أجي وألاقيج عند أمي.. طردتج برا البيت..

نورة بعيارتها: ومن قال أصلا بأطل في وجهج أنتي وإلا أمج مع احترامي البالغ للسيدة الفاضلة أم فهد.. ما ابي حد غير عزوزي.. عزوزي وبس..

أم فهد مدت عصاها وخبطت نورة على رجلها: أنتي يا بنت ما تعرفين السحا.. قومي انقلعي فوق.. ما أبي أشوف وجهج..

في الوقت اللي موزة انفجرت تضحك..
وحصة تبتسم بخجل
نورة قامت ونطت جنب أمها تبوس رأسها: أفا يا أم فهودي أفا.. كذا تشمتين مرت غوينم فيني أنا بنتج حبيبتج.. خل الضرب والمضارب إذا راحوا العوازل لبيتهم.. كفخيني على كيف كيفج حلالج..

أم فهد صدت عن نورة اللي أصلا ما تقدر تزعل عليها: موزة يا أمج.. حتى لو رحتي لبيتج.. نبي نروح العصر لجواهر في بيت رجلها نسلم عليها..

نورة وحصة مع بعض: يمه وإحنا بعد نبي نروح بس أنتو يعني اللي تبون تسلمون على جواهر..

أم فهد بعصبية: نعنبو أصبروا على رزقكم.. زين بتروحون راحت روح العدو...

موزة تميل على أذن نورة بصوت واطي: شفتي رجل جواهر البارح؟؟

نورة بعيارة: صراحة شيء خارق للعادة.. كنه شيء موب حقيقي أو بطل في التلفزيون مسوين له خدع سينمائية ومكياج عشان يطلع بذا الشكل
لانه مستحيل رجّال حلو بهالطريقة.. والله حتى اللي في التلفزيون عمري ماشفت حد منهم مثله..

موزة بخبث: على طاري رجل جواهر..ذكريتني بجواهر.. لها دين في رقبتي..

موزة طلعت موبايلها وكتبت مسج وبعثته لجواهر..

جواهر وقتها كانت في الحمام
عبدالله خلص لبس وكان بيطلع يشوف عياله.. رن موبايله على التسريحة رنة مسج..

فتحه بسرعه.. تفاجأ إن المسج من وحدة اسمها موزة ولجواهر.. والكلام اللي فيه كلام ماينقال..
عبدالله غصبا عنه ابتسم واستغرب.. (المسج هذا أشلون وصلني..؟؟)

تفاجأ اكثر لما اكتشف إن الموبايل اللي في يده موب له.. وموبايله بعده على الكوميدينو جنب السرير..

كان موبايله وموبايل جواهر نفس النوع واللون بالضبط..

عبدالله رجع يقرأ المسج.. ابتسم أكثر.. ورجع الموبايل لمكانه..


*************


عبدالله اللي راح ولقى عياله نايمين رايحين في النوم..
نزل تحت وطلب من العمال يغسلون سيارته وينشفونها بسرعة عشان هو يبي يطلع..

لف في الحديقة شوي عشان يشوف أشلون ترتيب العمال واهتمامهم فيها..

وبعد نص ساعة رجع كانت جواهر خلصت لبس.. وتبي تروح تشوف عيالها..

كانت لابسة تايور احمر سادة بنطلون رسمي واسع شوي.. وجاكيت ماسك طويل بدون أكمام أزراه صغيرة ومتراصة تتسكر من الجنب..
تحته بدي ماسك كم طويل هاي نك مشجر باللونين الأبيض والأحمر..وصندل ابيض كعب عالي..
مشطت شعرها.. وحطت روج أحمر بس..
وماكانت محتاجة أصلا لشيء أكثر من هذا

كانت جالسة على التسريحة ووقفت لماشافت عبدالله دخل..

وعبدالله حس قلبه بيوقف لما شافها وقفت..

كل مرة يشوفها يعتقد إنها أحلى من المرة اللي قبلها..
وكل مرة يحس إن شكلها وطلتها وابتسامتها.. مصادر عذاب وتعذيب غير محتمل..
وكله ولا ضحكتها.. كل شيء كوم وضحكتها اللي يوم كوم..

عبدالله تجاوزها .. وحاول يبين إنه مشغول باخذ شيء من الدولاب..

جواهر جات بتطلع، سألها عبدالله كأنه غير مهتم: وين بتروحين؟؟

جواهر بهدوء: باروح أشوف العيال..

عبدالله بهدوء: نايمين توني جيت منهم..

جواهر بخيبة أمل: كنت أبي اشوف لو صاحين جلست معهم..

عبدالله بنبرة عتب خفيفة: وأنا ما أستحق إنج تجلسين معي

جواهر بحرج خفيف: ما قصدت.. بس

عبدالله قاطعها بحماس خفيف: تجين نطلع أريقج في أي فندق تبينه..؟؟

جواهر استحت.. واصلا ماكانت تبي تطلع معه: مافيه داعي عبدالله..

عبدالله يحس إن اسمه من بين شفايفها يكون له طعم وجرس غير: والله جواهر أن قعدتي حلوة.. بشهادة الكل.. مافيه داعي تخلين حساسيتج ناحيتي تحضر كل وقت..
على الأقل خلينا أصحاب..ألبسي عباتج خلينا نطلع.. العيال نايمين ماراح يصحون قبل الظهر..
وأنا ما تعودت أقعد في البيت هالحزة.. البنك معطيني إجازة أسبوع .. والمؤسسة بأروح لها العصر..

جواهر باستفسار: أنت عندك مؤسسة؟؟

عبدالله بابتسامته اللي بدت جواهر تستظرفها كثير: عندي مؤسسها تحتها عدة شركات، أمشي معاي ونمر على مقرها تشوفينها من برا.. وأقول لج كل شيء وإحنا في الطريق..

جواهر ما حبت تعقدها (الرجّال لطيف جدا ومحترم معي، خلينا نطلع نغير جو) : خلاص عطني دقيقة ألبس عبايتي..

عبدالله بتحذير: عباية مسكرة موب مفتوحة ..

جواهر بابتسامة : أكيد مسكرة...

عبدالله : زين أنا ناطرج في السيارة


****************
 
عبدالله في سيارته

جواهر نزلت وطلعت لعبدالله اللي واقف برا..
قربت من السيارة وقفت محرجة شوي وين تركب...
عبدالله فتح الدريشة يكلمها: لا تكونين واقفة تشاورين مخج تركبين ورا.. لمعلوماتج أنا رجلج ماني بسواقج..

جواهر انحرجت وركبت معاه قدام..

عبدالله مبتسم: حيالله ام عبدالعزيز.. تو مانورت سيارتنا المتواضعة..

جواهر وهي تبتسم وتتلفت حواليها: سيارتك ممكن ينقال عنها أي شيء إلا أنها متواضعة.. التواضع في صوب وهي في صوب..

عبدالله بثقة ورجولة: والله إنها جاتج..

جواهر بابتسامة: يعني بتخليني أسوقها..

عبدالله يضحك: لا لا لا تضربين تحت الحزام.. أنا بجيب لج سواق من أحسن سواقين المؤسسة.. والبيت مليان خدامات اختاري اللي تبين منهم ترافقج على طول..

جواهر كانت مفكرته يمزح معها في سالفة إنها عطاها السيارة اللي كانت بنتلي فول أوبشنز أخر موديل... لها شهر واحد فقط عند عبدالله
قالت بمرح : خلاص إذن ما أبي سيارتك.. دام بيسوقها سواق.. خله يسوق سيارتي..

عبدالله با بتسامة: انا ما أرجع هديتي.. من بكرة السيارة وسواقها تحت امرك.. وأنا اليوم بأشتري لي سيارة غيرها..

جواهر كحت بحرج: لا عبدالله لو سمحت.. لا تحرجني.. انا مشيت معك في السالفة أحسبها مزح..

عبدالله بثقة: وأنا ما أمزح.. خلاص الموضوع ما يستاهل.. أنا أصلا كنت أبي اجيب لج سيارة..

جواهر بحرج: بس عبدالله سيارتي جديدة، وبعدين مو تعطيني سيارة مثل سيارتك هذي وبذي القيمة..و لو سوا عليها السواق حادث لاقدر الله..؟؟

عبدالله بود: فدوة لراسج..

جواهر (لحول وش ذا البلشة.. الأخ شكله صدق روحه): مشكور.. بس اسمح لي ما أقدر أقبلها..

عبدالله اللي كنه بدأ يعصب.. بس مازال متماسك: جواهر أنا زوجج.. ويوم أهدي لج شيء.. مو من الذوق إنج تقولين اسمح لي ما أقدر أقبلها..

جواهر بحدة: مو كنك زودتها يا عبدالله.. وصدقت نفسك..

عبدالله تنهد وخذ نفس عميق: تدرين خلينا نأجل النقاش في هالموضوع اللي ما أعرف خلاج تعصبين كذا ليه....
أي فندق تبين تروحين؟؟

جواهر اللي كانت محترة منه.. وكان خاطرها تنزل لو أنها ما كانت السيارة تمشي..: كيفك..

عبدالله: نروح الريتز.. قعدتهم حلوة..


*******************


الساعة 10 ونص

الدانة صحت من النوم..

قامت بشويش.. تتسحب تبي تشوف سعود على الجبهة الثانية نايم أو صاحي..

لقته نايم بس بدون مايخرب المفرش.. نايم عليه ومتغطي بفروته.. (وجه الفقر ما تعود ينام في مفارش مثل العالم والناس... حده سليب باق العسكرية)

جات تبي تشغل السخان عشان تتحمم.. بس لقت السخان مشغل..
غصبا عنها ابتسمت.. وكانت بتضحك.. بس كتمت ضحكتها: يا حليله تأدب من المرة اللي فاتت..

دخلت الحمام روبها وفوطتها في الحمام معلقين من أمس..

سعود اللي نومه خفيف جدا.. صحا من لما سمع صوت باب الحمام ينقفل..
بس ماحب يقوم من السرير لحد هي ما تطلع.. حب إنها تأخذ حريتها شوي..

سعود اللي قاعد متمدد وهو خلاص مافيه نوم..(نعنبو.. ساعة تتسبح.. هذي لا تكون ساحت في الحمام)

دانة طلعت بشويش.. وقفلت باب الحمام بشويش.. وفتحت باب الدولاب بشويش.. وطلعت ملابسها بشويش..

وسعود بيموت من الضحك على شكلها وهي تتسحب عشان ما تصحيه.. وهي مو منتبهة له..

رجعت للحمام ولبست هناك.. تنورة غجرية ستايل وبلوزة بدي ماسك لونهم خليط من البني والذهبي..
جات للتسريحة تبي تمشط شعرها المبلول.. طلعت مكواة السيراميك عشان مالها صوت.. جلست تحط ميكب خفيف تنطر المكواة تسخن..
وبدت تستشور شعرها اللي أصلا كان أقرب للنعومة فخلصت بسرعة.. وسعود مستمتع بمراقبتها وهي مو منتبهة له..

كانت تقريبا خلصت لما سمعت صوت الآذان.. (الآذان أذن والأخ بعده نايم.. خلني أصحيه)

قربت بشويش منه : سعود سعود.. الأذان أذن...

سعود كان بيموت وهو يسمع اسمه منها بهالعذوبة.. فمارد عليها مسوي روحه رايح في النوم..

قربت زيادة وهي تقول: سعود سعود.. أصحا الله يهداك.. الأذان أذن.. الحق الصلاة..

مارد عليها..

دانة وهي تضحك: شكلي لقيت واحد نومه اثقل من نومي..

سعود عجبته الفكرة..في نفسه: (ليش لا.. نومي ثقيل.. خليه ثقيل..)

دانة قربت من سعود: وهزت كتفه بشويش: سعود.. سعود..

سعود اللي قال لروحه: أنا نومي ثقيل.. وهل على النائم حرج..؟؟

مسك يد دانة اللي كانت تهز فيها كتفه.. وسحب دانة من يدها جنبه..


***************


عبدالله وجواهر راجعين..
بعد ما تريقوا في الريتز..
كان بينهم حديث منسجم..

جواهر غصبا عنها.. لقت نفسها مستمتعة جدا بجلسته..
حست نفسها أميرة وهي معه..
يفرض هيبته واحترامه على الكل..
حضوره يفرض نفسه في المكان مثل ماشافت بنفسها من اهتمام الكل فيه..

عنده كاريزما غير طبيعية.. والعين ما تشبع من تكرار النظر له وهو يتكلم..
ألتواء شفايفه وقوة فكه وهو يتكلم شيء أكثر من ساحر..
متحدث لبق جدا لما يكون رايق..
ثقافته واسعة..
تكلموا في أشياء وايد.. في السياسة والاقتصاد..والسياحة والشأن الداخلي..
وفي كل موضوع كان يتكلم بثقة العارف..
غصبا عنها غصبا عنها: بهرها بشخصيته .. اللي كانت اول مرة تتعرف عليها عن هذا القرب..
جواهر لنفسها ( جواهر عادي انعجبي فيه كشخصية.. بس أحفظي حدودج معه كرجل وزوج)

عبدالله على الجانب الأخر..
كان يقول لنفسها: ( مو لسان حية على طول.. يا حلوها وحلو كلامها وهي مروقة...)

أول مرة يحس إنه فيه أنثى ممكن تكون ند له.. ثقافتها حضورها.. لباقتها..
عجبها كثير فلسفتها للاشياء..

بهرها نبره صوتها.. وطريقة كلامها.. وصياغتها لجملها وهي تخوض في كل نقاش بهدوء غريب ناضج..

وصلوا للبيت بدون مايحسون وهم مستمرين في حوارهم ونقاشاتهم..

عبدالله يوقف سيارته عند الباب: تفضلي يا أم عبدالعزيز.. وصلنا بحمد الله ورعايته.. أنا عارف أنه أنتي ماصدقتي نوصل.. تبين تفتكين مني ومن غثاي..

جواهر سكتت.. ماحبت تبين له إنه قدر يتجاوز وبكل سهولة كثير من الحواجز اللي هي كانت حاطتها بينهم..

عبدالله اللي حس بنوع من الحزن لصمتها لأنه اعتقده يؤكد جملته
قال بهدوء: خل ننزل نصحي العيال لو مابعد صحوا.. الظهر أذن..

دخلوا داخل..
عشان يتفاجأون أكبر مفاجأة بالشخص اللي كان قاعد ينتظرهم..
 
الجزء السادس والأربعين



صوت مرح: مشكلة الشيبان إذا عرسوا.. أنا قايلة لنفسي عرسان خلهم ينامون.. عشان كذا ماجيت إلا الظهر..
لقيت العرسان برا..

جواهر شافت وجه عبدالله يشرق إشراقة مذهلة..
وهو يشوف المره اللي كانت تنتظرهم.. ووقفت لما دخلوا: هلا والله وألف مرحبا.. نعنبو دارج 3 أسابيع برا الدوحة.. نسيتي ولد أختج وعياله.. (عبدالله بنبرة فرح غامر)

كانت المره اللي تنتطرهم فاسخة عبايتها ولابسة تايور بيج رسمي.. باين إنها في الأربعينات.. وملامحها ودودة جدا وحنونة..

قرب منها عبدالله وحضنها حضن عميق جدا.. والمره تصيح بمرح: كسرت رقبتي وأنا أطالع فوق يالزرافة..

عبدالله يأشر لجواهر بمرح: تعالي تعالي.. أعرفج على أسوأ دكتورة أعصاب في الشرق الأوسط..

جواهر اللي كانت خلعت نقابها ونزلت شيلتها على أكتافها، كانت عرفت إن المره هي عائشة خالة عبدالله..

قربت جواهر بابتسامة ودودة.. سلموا على بعض بحرارة..

عائشة وهي تطالع جواهر بتمعن وإعجاب
ألتفتت على ولد أختها وقالت له بعيارة: إيه ما ألومك مقاطع جنس الحريم هالسنين كلها..
اللي يشوف زوجتك يحس كل الحريم جنبها تماسيح وأنا أولهم وأكبر تمساح..

جواهر ابتسمت بخجل.. وعبدالله يقرب من جواهر ويضمها من كتفها: تستحق الصبر.. صح؟؟

جواهر كحت من الحرج من حركة عبدالله.. بس ماتقدر تسوي شيء.. وخصوصا إنهم متفقين يكونون طبيعين قدام الناس..

عائشة بمرح: أكيد تستاهل ونص وثلاث أرباع بعد..

عائشة التفت لجواهر تسألها عن صحتها واحوالها السلامات المعتادة..
ردت عليها جواهر.. اللي كانت تقوم بدور سيدة البيت بجدارة.. رحبت بعائشة وجلستها..
وراحت للخدامات تطلب منهم يجيبون الشاي والقهوة والفوالة..

عبدالله كان مبسوط جدا وهو يشوف جواهر تتصرف بحرية وكرم ضيافة كانها في بيتها...
لكنه استاذن منهم عشان يصحي عزوز يلحقون الصلاة..


*****************


دانة قربت من سعود: وهزت كتفه بشويش: سعود.. سعود..

سعود اللي قال لروحه: أنا نومي ثقيل.. وهل على النائم حرج..؟؟

مسك يد دانة اللي كانت تهز فيها كتفه.. وسحبها من يدها جنبه..

سحب يدها تحت رأسه.. ونام على عضدها.. ورأسه مدفون بصدرها..

دانة من شافته سوى كذا أرتعبت/ وحست جسمها كله صابته قشعريرة شديدة وخصوصا لما حست بدفء أنفاسه تلفح صدرها.. حست إنه قلبها بيوقف وممكن تموت في أي لحظة من الخجل.. (لحول هذا طلع بعد يتحرك وهو نايم.. وش ذا البلشة؟؟.. ليتني ماجيت جنبه)

سعود اللي كان ملك البرود والتحكم في الأعصاب، كان مسيطر على نفسه، ومستمتع لأقصى أقصى أقصى حد بقربه الشديد منها

دانة كانت تحاول تخلص يدها من تحت رأسه بس ماقدرت، كانت متحطمة على الآخر وتقول لنفسها: (وش بيقول علي سعود الحين لا صحا ولقى نفسه في حضني كذا... بيقول هذي ما تستحي ولا تعرف العيب.. جايه هاجمة علي في سريري..)

دانة لما وصل تفكيرها لذا النقطة خافت.. والعبرة خنقتها.. وبدت تشهق شهقات خافتة مكتومة..
سعود لما سمعها تشهق.. ارتعب..
خفف ضغطه على يدها .. ولف للناحية الثانية كأنه كان يتقلب..
دانة ماصدقت إنه ربي خلصها.. سحبت نفسها من جنب سعود و ركض للصالة وهي مو قادرة تمسك أعصابها..

كانت تنتفض بعنف.. عمره ماخطر ببالها إنها ممكن تكون بذا القرب الملاصق لسعود
(يمه.. يمه.. قلبي كان بيوقف.. خلاص حرمت أقرب جنبه وهو نايم.. يمه.. يمه)

سعود اللي كانت ابتسامته شاقة.. ويكتم ضحكه عليها في نفسه..
قام من سريره هو يقول: يا حليلها.. ماظنيت دانة تخاف كذا.. أنا توقعت إنها ممكن تعضني.. بس ما توقعت إنها تبكي كذا مثل بزر.. زين يادانة.. زين..


****************


عبدالله وعبدالعزيز رجعوا من الصلاة.. عشان يلاقون جواهر وعائشة منسجمين في الحديث..

عائشة قامت تسلم على عزوز..اللي كان باين عليه الفرحة لشوفتها..

في الوقت اللي جواهر أستاذنتهم تصلي.. وتصحي نوف تصلي..

عائشة بمودة: هلا بعزوز، قرت عينك بشوفة أمك..

عزوز بفرح: تسلمين خالتي.. الحمدلله اللي جمعنا من جديد..

عائشة اللي تاثرت من فرح عزوز اللي كان دايما جامد: الله لا يفرقكم..

عزوز بمودة: أشلونها ديمة؟؟

عائشة بجدية: ديمة زعلانة علي..

عبدالله اللي تدخل في الحديث: أفا.. شيخة البنات زعلانة..

عائشة بحزن: تقول تأخرتي علي وايد هالمرة..

عبدالله بمودة: لا تلومينها.. ديمة مالها غيرج.. وانتي كل شوي فاركة لها.. انتبهي لبنتج شوي..

عائشة بتوتر: هي بروحها صار لها فوق أسبوع في دبي مع خالها..

عبدالله: أدري.. هي بروحها أتصلت وقال لي.. بنتج أذرب منج.. وبعد خالي ثاني قال لي.. شيسوي عطلة بنتج جات وأنتي بعدج ماجيتي.. ماحب يكسر بخاطرها.. وداها مع إنه عنده سفرة للصين عقبها على طول..

عائشة اللي حبت تغير الموضوع: عزوز قل لي شأخبار ديمة في المدرسة..؟؟

عزوز بمودة: ماشاء الله عليها... كلت الكتب أكل.. حتى الامريكان منبهرين منها..

عائشة بفخر: بنتي.. طالعة على أمها..

ديمة بنت عائشة عمرها 15 سنة..
في نفس المدرسة مع عبدالعزيز.. Grade10.. يعني ورا عزوز بسنة..
بنت مؤدبة وشاطرة جدا جدا بس معقدة.. أبوها توفي وعمرها 5 سنين..
وامها من انشغالها في المستشفى والعمليات و من مؤتمر في مؤتمر.. مع إن عائشة حنونة جدا على بنتها.. بس اهتمامها بشغلها مخليها مقصرة في حقها كثير..

عبدالله ماكان راضي إنها تخليها لحد الحين في نفس المدرسة المختلطة..

عبدالله خلى نوف بس سنة وحدة في المدرسة هذي كمرحلة انتقالية بعد رجعتهم من أمريكا.. وبعدها نقلها لمدرسة بنات..


عبدالعزيز أستأذن منهم.. وطلع..

عبدالله بابتسامة وهو يطالع عزوز اللي اختفى: شوفيه ولد أمه.. مو قادر يبعد عنها شوي..

عائشة بابتسامة خبث: والكبير قادر يبعد أو لا؟؟ أحس إنك لاصق 24 ساعة.. وما ألومك..

عبدالله ماحب يشغل عائشة اللي توها وصلت الفجر بمشاكله رغم قربها الكبير من قلبه..

عبدالله بعيارة: تستاهل أم عزوز والله

عائشة بود: على كذا ننطر بعد كم شهر بيبي جديد يجي يخرب على نوف وعزوز دلع 17 سنة..

عبدالله كح: بيبي؟؟

عائشة اللي صبت له كأس ماي وناولته اياه بمحبة: وشفيك تخرعت.. بسم الله عليك..
ايه بيبي.. صحيح انت شايب مخرف.. بس جواهر بعدها صغيرة..
صحيح انا ما احب أتدخل في مواضيع خاصة مثل هذي.. بس أنا أشوف أنكم ما تأجلون موضوع انجاب طفل ابدا.. حتى نوف وعزوز بينبسطون وايد على أخ أو أخت صغار في البيت..

عبدالله اللي راح تفكيره بعيد.. بعيييييد.. لأكثر من بيبي واحد.. وارتسمت على شفايفه ابتسامه واسعة.. رجع يكشر.. وافكاره تعيده لأرض الواقع.. واشمئزاز جواهر منه اللي رجعه لحالة الكآبة..


********************
 

دانة لما سمعت صوت الحمام ينقفل.. ارتعبت.. وولع وجهها خجل.. وهي تتذكر اللي صار من دقايق..

"بس هو كان نايم.. يعني ما يدري عن شيء.. يعني تصرفي كأن شيء ماصار"

"بس أنتي ما كنتي نايمة.. وتدرين باللي صار"

"يمه.. ما أقدر أحط عيني بعينه"

دانة لما وصل تفكيرها لذا النقطة نطت.. وطلعت من الغرفة لغرفة البنات اللي جنبها.. بعد ما حطت على رأسها جلال وغطت فيه وجهها.. تخاف تصدف محمد..

دخلت على البنات..
الجازي كانت تصلي..
ومها تدرس..

فتحت الباب بشويش ونزلت طرف الجلال عن وجهها.. "سلام بنات.."

مها لما شافتها.. نطت مبتسمة: حيا الله عروستنا.. وخر عنها وش ذا الكشخة الصاروخية..

دانة بابتسامه: حيا الله مدام متعب..

مها بعيارة: وه.. فديت الطاري..

دانة بعيارة: اللي يسمع الطاري.. يقول يا شي هناك.. كله متعب أبو كرش..

مها تضحك: أنتي ما نسيتي شتيمته أبد.. والله إنه صار رشيق ذا الحين.. عقبالي يارب..

دانة تضحك: زين ممكن أصلي عندكم..

مها بعيارة: أفا من ذا الحين بدا التشويت.. لا يكون سعود شايتش من الحجرة..
شوفي إذا شايتش بزنوبة لازم ترفعين عليه قضية خلع.. إذا سيزارباشيوتي وإلا أرماني ماعليه ابلعيها..

دانة تضحك: شاتني بفيرزاتشي.. نخلعه وإلا نبلعها؟؟

مها تضحك: لا إبلعيها بالثلث.. ولا ترجعينها عليه.. هاتيها ادسها لتعوبي..

دانة: مالت عليش أنتي وتعوبي حقش.. لهيتيني عن الصلاة..

قالتها دانة وهي تتوجه لسجادة مها، وبعدين خطر ببالها سؤال وهي تلبس ثوب الصلاة.. سألت بشوي إحراج: إلا سعود نومه ثقيل على طول؟؟

مها المصدومة واللي تضحك: نعم نعم.. من اللي نومه ثقيل؟؟

دانة بخجل: سعود..

مها بابتسامة وثقة: سعود هذا يمكن أخف واحد نوم على وجه الأرض.. لو تمر ذبانة وهو نايم صحا..

دانة المصدومة: أنتي متاكدة؟؟

مها تضحك: إلا متأكدة.. محمد مسميه الذيب.. يقول سعود ينام عين مفتوحة وعين مسكرة من قد مانومه خفيف واقل صوت يقومه..

دانة حست إنها مو قادرة توقف..
جلست على سرير مها ووجهها ولع من الخجل لأقصى أقصى حد..

مها بقلق: دانة فيش شيء؟؟

دانة تأشر بيدها: لا مهاوي..بأقوم أصلي الحين..

(يعني كنت صاحي يا سعود.. يا ربي ..هو ليش سوى كذا.. صدق قليل أدب.. الحين أشلون أقدر أرجع أقعد معاه في نفس الغرفة)


*****************


سعود اللي كان راجع من صلاة الظهر.. وقف سيارته في حوش بيته.. وأتصل بخالد..

خالد بنبرة خجل: هلا والله بأبو سعيد

سعود بهدوء: الله يحييك..

خالد بمودة: فيك الخير.. أنا والله كنت أبي أكلمك..

سعود قلبه طاح برجوله، خاف إنه يبي يجي يأخذ دانة، لكنه رد بطريقته الهادئة المعتادة: خير إن شاء الله..

خالد بثقة: أنا كنت أبي أعتذر لك عن الموقف اللي صار يوم ملكتك.. أنا الغضب أعمى بصيرتي..
بس من ناحية ثانية.. مهوب معنى أني أعتذرت لك.. أني ممكن أسمح لك يوم إنك تهين دانة..

سعود بهدوء: أنا ما أحتاج حد يوصيني على دانة، دانة على رأسي وفي عيوني... وأنا أتصلت كنت أبي أسألك عن شيء يخصها..

خالد باهتمام: ويش؟؟

سعود بشوي حرج: دانة خوافة؟؟

خالد ميت من الضحك: مسرع اكتشفت.. مع إن دانة ما تحب تبين خوفها لأحد... دانة غريبة.. تشوفها احيانا تقول هذي أشجع مره في التاريخ.. بينما هي تخاف من ظلها..

سعود في نفسه: (خلاص صدناها).. مشكور خالد مشكور


****************


كانت جواهر تسلم من صلاتها.. لما دخل عليها عبدالله.. وبيده كيس عليه اسم محل مجوهرات شهير..

جواهر خلعت ثوب الصلاة وتعدلت في المراية.. تبي تنزل..

عبدالله اللي كان قاعد على الكنبة ومسكر عيونه، بهدوء: وين رايحة؟؟

جواهر بنفس هدوءه: بانزل لخالتك..

عبدالله فتح عيونه وهو يمد لها الكيس: خالتي تسلم عليج.. راحت لبيتها.. وهذي هديتج منها..

جواهر وهي تأخذ الكيس بخجل.. وتحطه على الطاولة: وليش ماحلفت عليها تقعد للغداء..

عبدالله اللي قعد وهو مبين عليه التعب: والله حاولت فيها بس هي مارضت..تبي تروح لبنتها.. فحلفت عليها تتعشى عندنا

جواهر تعرف عن بنتها من كلام عيالها اللي ماخلو شيء ما خبروها عنه..

عبدالله بهدوء وهو يقطب جبينه: ممكن أطلب منج طلب بس ما تسوين لي سالفة وفيلم هندي..
 

الجزء السابع والاربعين




عبدالله بهدوء وهو يقطب جبينه: ممكن أطلب منج طلب بس ما تسوين لي سالفة وفيلم هندي..؟؟

جواهر قلبها رقع من ذا المقدمة: عسى ماشر عبدالله؟؟

عبدالله بهدوء: اقعدي طيب..

جواهر اللي راحت تبي تجلس على الكرسي المقابل له..

أشر لها تجي تجلس جنبه على نفس الكنبة.. جواهر اللي ماكانت حابة تجلس جنبه.. ماحبت تسوي سالفة على موضوع مثل هذا لين تعرف هو وش يبي منها..

جات وجلست معه على نفس الكنبة بس على الطرف الثاني..

عبدالله حط غترته على على الطاولة اللي قدامه.. وحط رأسه على فخذ جواهر.. جواهر حست بمثل صاعقة البرق تخترقها من أقصاها إلى أقصاها..

عبدالله بهدوء متألم: رأسي بينفجر.. بالعادة نوف هي اللي تدلك لي رأسي.. رحت لها.. طردتني.. قالت لي أنا قدمت استقالتي.. عندك مره الحين.. وأنا أبي أدرس..

جواهر ارتبكت.. وماعرفت أشلون ممكن تتخلص منه، قالت بارتباك: بس أنا ما أعرف..

عبدالله اللي كان فعلا مصدع ورأسه بينفجر من شدة الألم: تكفين أي شيء.. رأسي بينفجر.. والبنادول ماتجيب نتيجة معي..

جواهر طالعت في وجه عبدالله اللي كان نايم على حجرها.. عيونه مسكرة..والألم باين عليه..

لفت جواهر أكثر ناحية عبدالله وطوت فخذها تحت رأسه..وحطت أصابعها السبابتين على صدغ عبدالله والأبهامين على مؤخرة الراس أعلى العنق
وهي حاسة بتوتر وارتباك..وبدت تدلك بالراحة بطريقة دائرية.. شوي شوي بدت ملامح عبدالله تهدأ ..

جواهر تتمعن في ملامح عبدالله لأول مرة براحتها.. بدون إحساسها بنظرته المتحدية أحيانا.. والمتسلطة أحيانا.. والباردة أحيانا..

لاحظت إنه ما تغير كثير عن أول مرة شافته فيها قبل 18 سنة.. نفس الملامح الحادة المرسومة بدقة.. الملامح اللي انحفرت في ذاكرتها ..... واللي..... (جواهر مو كنج خرفتي؟؟ اقلبي الأسطوانة.. قبل توديج أفكارج بعيد)

جواهر حبت تفتح موضوع تتلهى عن الأفكار اللي بدت تتوارد لذهنها.. وهي مستمرة في تدليك رأس عبدالله: عبدالله أنت فحصت على الصداع اللي عندك؟؟

عبدالله بهدوء بنبرته العميقة: فحصت وسويت أشعة مقطعية ومغناطيسية.. مافيه شيء غير طبيعي.. بس هو كثير يجيني..

تفاجأت جواهر إن عبدالله جلس.. ورجع لمكانه في الطرف الثاني من الكنبة، وهو يقول بمودة: شكرا.. الحين أحسن بوايد.. أنا أسف لو كنت ثقلت دمي عليج..

ماتدري ليش تمنت في داخلها أمنية غريبة وغبية ومالها معنى.. ومع عبدالله بالذات..

تمنت إنه ماقام بذا السرعة.. واستمر نايم على فخذها لمدة أطول..


****************


سعود تغدى مع محمد ورجع لغرفته..
دانة مختفية.. مايدري في أي مكان في البيت..

دانة اللي تغدت مع أم سعود والبنات..
ظلت قاعدة في الصالة الداخلية.. أم سعود راحت تقيل شوي.. والبنات طلعوا لغرفتهم يدرسون.. وهي استحت ترجع لغرفة سعود..

"زين لمتى بأقعد هنا خايفة من سعود.. ومواجهة سعود"

"من يوم رجعت من المستشفى وهو صاير رقيق معي.. لو يهادني أو يعصب علي.. كان لقيت لي سبب أسرع أرجع عشانه بيت هلي"

موبايلها يرن.. ردت بدون ما تشوف الرقم..

دانة بهدوء: ألو..
...................
دانة كحت لما عرفت صوته: هلا سعود.. (وش يبي ذا؟)

سعود بهدوء : دانة أنتي وين؟؟

دانة قلبها رقع (وش يبي فيني هذا): تحت في الصالة..

سعود بنفس نبرته الهادئة الباردة: ممكن تطلعين لي شوي لو سمحتي...

دانة بلعت ريقها: ليه فيه شيء..؟؟

سعود ببرود: إذا جيتي عرفتي وش فيه..

دانة برجاء مغلف بالبرود: طيب ممكن تقول لي وش تبي الحين؟؟

سعود بذات بروده: دانة أنا قلت تعالي.. وإذا جيتي بتعرفين أنا وش أبي.. أي جزء من كلامي كان صعب عليش تفهمينه؟؟

دانة كان ودها ترفض وكانت خايفة منه، بس مستحيل تبين له: زين سعود أنا جايه الحين


******************


بعد الغداء الأسري الحميم الأول اللي جمع جواهر وعبدالله وعيالهم

نوف وعبدالعزيز كانوا مبسوطين لأبعد حد.. بوجود امهم وابوهم معهم على نفس السفرة..

جواهر قامت بمهامها كربة بيت وأم وحتى زوجة لعبدالله قدام عيالها على أكمل وجه..

عبدالله اللي كان صداعه خف كثير.. كان فاكهة الوجبة بحديثة الشيق.. بأسئلته الدقيقة لعياله عن دراستهم وهواياتهم..
الشيء اللي كشف لجواهر اهتمامه الكبير فيهم وحرصه على معرفة كل شيء يخصهم

بعدها العيال وابوهم طلعوا لغرفهم..
وجواهر طافت شوي في البيت.. وراحت للمطبخ تشوف شنو اللي ناقص..
تعرفت على الخدامات كلهم.. ومهمة كل وحدة.. وبدت تعيد تنظيم مهامهم من جديد

جواهر بعدها راحت تطل على عيالها ..
نوف كانت تدرس لامتحاناتها.. وعزوز يدرس لامتحان التوفل اللي كان مقرر يقدمه كتجربة أولى بعد حوالي أسبوعين..

قعدت مع كل واحد منهم شوي.. كانت مبسوطة فيهم كثير..وهم مبسوطين بوجودها أكثر..
إحساسها بهم كان أكثر من مبهج.. أكثر من رائع.. أكثر من مرضي لمشاعرها الأمومية..

عيالها الثنين ذكروها بولدها الثالث رغم إنها اتصلت عليه اليوم أكثر من 5 مرات..
كلمت أخوها عبدالعزيز.. وتطمنت إنه تغدى وكان يبي يريح شوي قبل صلاة العصر..

حتى جواهر حست إنها فعلا تعبانة ومحتاجة تنام شوي قبل العصر.. ( أروح انام في وحدة من غرف الضيوف دام عيالي لاهين موب دارين عني؟؟.. بس أنا لازم أبدل التايور اللي علي.. ألبس بيجامة أو قميص أنام فيه... لحول يعني لازم نروح لغرفة عبدالله)

جواهر دخلت الغرفة بالراحة.. غرفة النوم كانت معتمة، معناها عبدالله نايم بعد.. حمدت ربها

جواهر خذت بيجامتها وجات تطلع.. صوت عبدالله اللي معطيها ظهره: تعالي جواهر لو سمحتي .. خلي نسولف شوي لين انام.. لو ماعندك مانع..

جواهر لما يطلب منها بمثل هذه النبرة اللطيفة المهذبة تلاقي إنه صعب عليها إنها ترفض: دقيقة بس ابدل وبأجيك..

جواهر اللي لبست بيجامتها، جات وتمددت على أقصى الطرف الثاني من السرير

عبدالله بصوت هادئ وهو معطيها ظهره: سولفي لي عن أي شيء تبينه.. إن شاء عن نيوتن والجاذبية أو تكوين الذرة.. أي شيء بصوتج..


****************
 

عائشة تدق باب غرفة بنتها ديمة اللي هي مسكرتها عليها

عائشة برجاء حازم: ديمه افتحي لي الباب.. ياماما.. خمس دقايق صار لي أدق عليج.. وش تسوين ذا كله..؟؟

ديمة اللي فتحت الباب بقوة وهي لابسة تريننغ رياضة واسع لونه داكن.. ووقفت على فتحة الباب وهي تطالع أمها بتحدي: غريبة مافيه عمليات اليوم.. أو حد بيموت.. أو مؤتمر طاير من هنا أو هناك (قالتها بسخرية مريرة)

كانت ديمة طويلة بالنسبة لسنها..سمراء وسمارها حلو .. شعرها بني فاتح على شقار خفيف وعيونها عسلي فاتح.. جميلة جمال استثنائي جدا.. لكنها كانت تخبيه بنظارة كبيرة سميكة (رغم إنه نظرها مافيه شيء)..
شعرها كان لكتفها لكنه مقصوص قصة ولادية..

ديمه كان في حياتها مشكلتين وسرين..

المشكلة الأولى: إنها كانت ذكية لدرجة تتجاوز العبقرية..

المشكلة الثانية: إهمال أمها لها.. وتحسسها الشديد من الموضوع.

في الحالات الطبيعية الذكاء لا يعد مشكلة.. ولكنه في حالة ديمة كان مشكلة كبيرة.. وخصوصا إنه أدى لحدوث سرها الأول..

سرها الأول: إن ديمة كانت هكر من أكبر الهكرز على الشبكة العنكبوتية، وإهمال أمها لها.. خلها تصنع شبكة علاقات معقدة مع أكبر الهكرز في العالم عشان تحس بأهميتها..

وهذا السر أصبح يتبعه العديد من الأسرار اللي العقل مستحيل يصدقها

من هذه الأسرار إن الشاب البريطاني اللي اخترق موقع البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) قبل عدة أشهر كان أحد أصدقائها على الشبكة
لكنها بذكائها لما قال لها على اختراقه للبنتاغون.. عرفت إنه خلاص نهايته قربت.. دخلت على جهازه ومسحت كل بياناتها
عشان ماحد يقدر يوصل لها..

ومن أسرار هذا السر مثلا: إن ديمة أصبحت معروفة جدا في عوالم الشبكة الغربية وليست العربية، لانها كانت تحس أن الهكرز العرب أطفال ومبتدئين بالنسبة لها..

كان شغلها على كبير كبير لدرجة إنه صار لها أكثر من سنة، تتلقى عروض مهام من شركات ومؤسسات عالمية لتنفيذ أهداف على الشبكة:

تدمير أو تخريب أو صيانة أو اكتشاف ثغرات أمنية..
وكانت تتلقى مبالغ مهولة ومرعبة على المهام اللي كانت تسويها

المبالغ كانت تتحول لرقم حساب بدون اسم في جزر الكاريبي. كانت ديمه تديره عن طريق الشبكة..
عمرها ما استخدمت هذي المبالغ لنفسها
أولا ماكانت تبي شيء يربطها فيها، ثانيا هي لا مادية ولا طماعة..
هي كانت تسوي كذا عشان تثبت نفسها بس..
ثالثا كل المبالغ كانت تحولها لحسابات اليونيسيف واليونسكو والانروا..
حتى جهات التبرع كانت تختار جهات معروفة.. تتبع الأمم المتحدة.. يصلها ملايين التبرعات من كل انحاء العالم.. حتى يصعب تتبع تحويلات الحساب

الخبر اللي ممكن يسبب الجلطة لمن لا يصدق هذه الأشياء إنه حاليا متوافر بحساب ديمه في الكاريبي حوالي 3 ملايين دولار....
هي فقط ثمن مهمتها الأخيرة اللي كلفتها فيها شركة كمبيوتر شهيرة جدا.. لاكتشاف الثغرات الأمنية في أنظمتهم الحاسوبية..

كان نظامها في عملياتها هذي:
إنها كانت تأخذ نصف المبلغ قبل العملية والنصف الآخر بعدها..
وماكان أحد من الطرفين يقدر يخل بالأتفاق.. لأن كل منهم محتاج للثاني وخايف منه..

الشركات تفكر بمنطق إنها ممكن تحتاج ديمة لمهمة ثانية، هذا أولا........ وثانيا يخافون إنهم ما يعطونها باقي المبلغ، تخرب عليهم مواقعهم..

أما من ناحية ديمة، فهي تحب تحافظ على سمعتها كهكر بروفشنال ينفذ وعوده بمصادقية ودقة...
ومن ناحية ثانية تعرف إنها لو أخلفت وعدها مع هذه الشركات ممكن يجندون كم هكرز لتتبعها رغم إنها صعب تتبعها.. لكنها تحب تكون حذرة..

والاتفاق بينهم كان يتم بواسطة اسمها الحركي المستعار عن طريق شبكة معقدة من الايميلات..يصعب تتبعها

هذا سر ديمة الاول المرعب

وسرها الثاني كان أخطر... أخطر بكثير..

*******يتبع*******
 
الجزء الثامن والأربعين




سر ديمة الثاني المرعب:

إنها كانت مقررة تسوي عملية تحويل لجنسها من ورا أمها.. بس لحد الحين ماتدري أشلون..

هي قامت ببحث عن البلدان والمستشفيات اللي ممكن تسوي مثل هذي العملية..
لكن عائقها هو أنها لم تبلغ السن القانوني..
وماتقدر تسافر بروحها.. وحتى إن سافرت (لأنها تقدر تدخل على كمبيوتر وزارة الداخلية وتطلع تصريح سفر بأسمها يعمم على كل منافذ قطر"وأهلا بالحكومة الإلكترونية") لكن حتى حينها المستشفى بيرفض يجري العملية دون موافقة ولي أمرها.

ديمة لا كانت شاذة ولا مثلية.. كانت بنت مشاعرها طبيعية مثل أي بنت..

لكنها تعاني من عقد عميقة..
وكانت تعتقد إن أمها مهملتها لأنها بنت، وإن أمها تتمنى لو كانت ولد.. عشان ما يكونون ثنتين حريم بروحهم..
عشان كذا كانت تبي تحول نفسها..
كانت تعتقد إنها بهالطريقة ممكن تكسب أمها لصفها.. وخصوصا إن ديمة كانت تعتقد إنها بنت بشعة..
فكانت تقول لحالها: الولد مايضره لو كان قبيح.. بس بنت وقبيحة ما تنبلع..

ديمة المسكينة كانت تعاني من انحرافات حادة في التفكير
وانعدام في ثقتها بنفسها كأنثى.. وغرور كبير بعقلها كهكر،
بدون ما تلاقي اللي يمد يده لها.. وينتشلها من جنونها
اللي بيوديها في أكبر داهية من كل ناحية



أمها بعدها واقفة عند بابها: حبيبتي هلكتيني أدق عليج.. هذا كله على النت.. شكلي أقطعه عن البيت أحسن..

ديمة برعب داخلي وبرود خارجي: واشلون أحل دروسي إذا قطعتيه..؟؟ أو بتعطيني من وقتج الغالي شوي تدرسيني فيهم..؟؟

عائشة اللي حاسة بتقصيرها: عبدالله عازمنا على العشا.. تعالي نطلع أشتري لج طقم لبس جديد تحضرين فيه..

ديمه ببرود: ما أبي أروح.. ولو بغيت اروح.. دولابي مليان ليش نشتري لبس جديد..

عائشة بحنان: أولا لبسج كله بناطيل وتيشرتات.. تعالي نشتري شيء بناتي شوي..
ثانيا: خبر جديد، عبدالله رجع أم عبدالعزيز ونوف وأنا أبيج تروحين تتعرفين عليها..

ديمه بلهفة: عزوز صار عنده أم..؟
وبعدين كملت ببرود مصطنع: زين نروح نسلم عليها.. بس لبس ما أبي..

عائشة باستسلام سريع: زين اللي تبينه..


**************


دانة واقفة على باب غرفة سعود، كانت مرعوبة (يمه.. وش يبي فيني؟؟) .. خذت نفس عميق..

ودخلت

لقت سعود قاعد في الصالة..
قدامه رشاش كلاشينكوف يفككه..
دانة قلبها رقع( لحول هذا وولد عمه والرشاشات.. وش راه هو ورشاشه بعد؟؟)

دانة بصوت واطي: السلام عليكم..

سعود عينه في الرشاش اللي قاعد يفككه..
مع إنه بيموت يبي يرفع عينه يمتعها بشوفتها
وماسوى ذا الفيلم كله.. إلا يبي يشوفها..

سعود بهدوء: وعليكم السلام..
أنا أسف ..بس وانا أبي أنزل رشاشي من فوق الدولاب.. طيحت بعض ملابسش..

دانة تنهدت براحة: (الحمدلله مناديني عشان كذا بس).. وقالت بصوت هادئ: عادي ماصار إلا الخير.. ارتبهم الحين..

ودخلت ترتب الملابس اللي لقتهم واقعين على الأرض (بفعل فاعل مجهول تقصد اسقاطهم مع سبق الاصرار والترصد) ..

وسعود قاعد ينظف الرشاش بعد ما فككه..

سعود فعلا استغرق في الشغلة اللي هو قاعد يسويها باستمتاع.. وهو ينظف الرشاش بدقة.. باستخدام عدة خاصة..

جات دانة وجلست وهو ما انتبه لرجعتها.. كانت تراقبه بفضول.. وهي تشوف دقته واهتمامه..

بعد ماخلص تنظيف.. رجع يركب الكلاشينكوف.. وكان يركبه بمهارة وسرعة..

أول ما خلص، ابتسمت دانة.. وقالت: برافو..

رفع سعود رأسه وهو يبتسم: أنا أسرع واحد في الثكنة يفك كلاشينكوف ويركبه..

دانة كانت مبتسمة وهو يكمل بحماس: من تدريباتنا الاعتيادية.. إنه نفك الكلاشينكوف ونركبه خلال أقل من دقيقة..

دانة بدهشة: لا لا.. ما أصدقك.. دقيقة وحدة تفكه وتركبه؟؟

سعود بحماس وسعادة وهو يشوف تفاعلها معه: تتحديني أفكه وأركبه في 40 ثانية..؟؟؟

دانة اللي تحمست: أتحداك..

سعود وقف ورفع أكمام ثوبه لحد كوعه .. وقال بثقة: خليني أسويها على طريقة المعسكر

شال الرشاش وجا وجلس على الأرض على ركبه قدام دانة..
وبدأ يفك الكلاشينكوف
في الوقت اللي دانة ركزت في ساعة يدها.. عشان تشوف كم الوقت من لما بدأ..

كانت أصابعه تتحرك بسرعة هائلة.. لدرجة عن دانة ماكانت قادرة تلحق على سرعة حركة إيديه..

فك القطع وصفها قدامه وعقب رجع يركبها من جديد..
خلال 38 ثانية كان مخلص..

دانة ابتسمت وقالت له: 45 ثانية.. يعني خسران..

سعود بصدمة: مستحيل.. عمري ما تجاوزت 39 ثانية أصلا..

دانة بعيارة: الساعة تقول مو أنا..

سعود وهو مبتسم: يالساعة مخبطة يا راعيتها مخبطة.. واحد منكم يغش..

سعود اللي كان طاير بالجو الرايق اللي بينه وبين دانة..
رن موبايله.. (من اللي يتصل هالوقت الله يأخذه).... كان جابر صديق سعود..

سعود بهدوء ومودة (وهو وده يزنطه): هلا جابر..
...................
 
سعود بعيارة: زين يا ابن الحلال لا تبكي علينا.. جايك الحين..

دانة كان نفسها تسأل وين بيروح من فضولها.. بس كتمت الفضول في نفسها..

بس سعود أرضى فضولها بدون ما تكلف نفسها: هذا رفيقي جابر.. في مخيمنا اللي بروضة راشد.. وسيارته تعطلت عليه.. بأروح أخذ لي ميكانيكي وأروح له..

دانة بفضول: عندكم مخيم في روضة راشد؟؟

سعود بود كبير: عندنا.. لو تحبين تشوفينه.. وديتش يوم يكون الشباب كلهم في الزام..وعقب ما أنبه عليهم ..

دانة اللي عارفة إنها خلاص مو مطولة في بيت سعود.. ماحبت تكون قليلة أدب قدام عرضه اللطيف، فردت عليه بنبرة لطيفة: إن شاء الله..

سعود دخل الحمام يتوضأ.. لأن أذان العصر ماباقي عليه إلا شوي..

أول ما طلع وهو يبلس غترته
دانة سألته بهدوء: طيب دامك رايح لروضة راشد ويمكن تتأخر.. ممكن أروح لهلي؟؟...
أبو خالد اليوم كلمني أكثر من مرة وشكله مشتاق لي شويتين.. بأتصل بخالد بعد صلاة العصر..

(حتى أنا مشتاق ..ومشتاق على طول.. وبأموت من شوقي.. وش تبين بذا الشيبه اللي قلبي ناغزني منه؟)

سعود كاره طاري روحتها لبيت أهلها، يخاف تروح يمسكها عمه
فسأل بطريقة عادية وقلبه يرقع في انتظار إجابتها: طيب أمرش وأنا راجع من المخيم؟؟

دانة بهدوء: مافيه داعي تتعب نفسك.. خالد بيرجعني..

سعود اللي تنفس بعمق وارتاح: مافيه داعي تتعبين خالد، قومي ألبسي عباتش أنا بأوديش وأنا بأرجعش..


**************


محمد اللي كان متمدد على سريره..
كان يفرفر في الكتب شوي.. استعدادا لامتحاناته..
هو أساسا ماعنده إلا مادتين.. والفصل هذا أخر فصل..بعد سبع سنين قضاها في الجامعة..
الأصح ست سنين ونصف..

طرأ عليه طاري، لقط موبايله: جبير يالعلة.. الوعد بكرة.. ترانا بنمشي عقب صلاة الفجر على طول.. طرف قشك..

جبر يضحك: زين قول السلام عليكم أول..

محمد: وعليكم السلام.. وما أبغي كثرة بربرة.. بكرة موعدنا للنعيرية..

جبر اللي يضحك: بس أنا عندي دوام بكرة..

محمد بابتسامة: فيه شيء اسمه أجازة عارضة.. يعطونك 7 أيام في السنة.. منت بميت إذا خذت يوم عارضة..

جبر اللي ميت ضحك: وامتحانك الاسبوع الجاي

محمد: مهوب طاير... بينتظرني لين أرجع.. يعني بتسوي لي الفالح..
يأخي توك متخرج الفصل اللي طاف عقب ماشابت عيونك في الجامعة..
والنعيرية رايحين رايحين ولا لك عذر..

جبر باستفسار: ومن بيروح معانا..؟؟

محمد بعيارة : معنا معنا.. ريح روحك من الالف الزيادة ذي.. بيروح معنا خويلد وسويلم..


******************



جواهر اللي صحت على منبه تلفونها لصلاة العصر..
صحت وهي مرعوبة..
لأنها قامت لقت نفسها تقريبا لاصقة في عبدالله.. وهي اللي كانت متحركة..
بينما عبدالله كان على نفس الجهة اللي نام عليها..

جواهر نطت واقفة: الحمدلله أني صحيت قبله.. لا يشوفني أنا اللي لاصقة فيه..

جواهر صحت عبدالله على أساس يتوضأ قبلها لأنه بيروح للصلاة في المسجد.. عبدالله المبتسم وهو توه يفتح عيونه: جواهر ولا عليج أمر.. شوفي عزوز توضأ أو لا.. عشان يروح معي المسجد.

ابتسامته صارت تفــــــتنها.. وغصبا عنها..

صدت جواهر تحاول تكسر تأثير سحر ابتسامته عليها.. وطلعت تشوف عيالها


*****************


جواهر بعد ماصلت العصر..
لقت مسج من نجلاء.. ومسج قبله من موزة: غريبة ماشفت مسج موزة قبل، يظهر اني فتحته بدون ما انتبه..

قرت مسج موزة... حست وجهها عطى كل ألوان الطيف من وقاحة المكتوب
( طيب ياموزة.. طيب مردودة)
مسحته ..و دقت على نجلاء..

نجلاء بحب وعيارة: هلا والله بالعروس.. زين تذكرتينا..

جواهر بعيارة: انتي قلتيها.. عروس.. وش أبي فيج؟؟

نجلاء بخبث: أيه اللي نامت بحضن واحد مثل عبدالله.. تنسى العالم كله..

جواهر بحرج كبير: نجلاء عيب يا قليلة الأدب..

نجلاء بمرح: شنو عيب بعد، لا تكونين مفكرتني صدقت خرابيط التنازل عن الحق الشرعي.. والفيلم اللي ماله طعم كله..

جواهر بحرج: والله السالفة جد.. وانتي وحدة فيوز مخج ضاربة..

نجلاء اللي تضحك: والله مافيه حد فيوزه ضاربة غيرج أنتي وعبدالله.. لو كان الكلام اللي تقولينه حقيقة.. مع أني طبعا موب مصدقة..

جواهر بهدوء: وليه يعني موب مصدقة حضرتج..؟؟

نجلاء بهدوء: لأن هذا شيء مخالف الفطرة.. رجل وزوجته مقفول عليهم باب.. وماعندهم مشاكل صحية..
وخصوصا في وضعك أنتي وعبدالله بالذات.. كل واحد منكم يقول للقمر قوم وأقعد محلك..
لا ومحرومين طول عمركم.. يعني حد يلاقي الماي جنبه وهو بيموت من العطش.. ويقول لا ما أبي أشرب.. حدث العاقل بما يعقل..

جواهر كحت من الحرج: نجلاء شكلش استخفيتي.. كأنج منتي بعارفة عبدالله وش سوى فيني..

نجلاء بعيارة: وخري بس.. السبب اللي كانت حاقدة عليه عشانه.. وخلص بح.. عيالج في حضنج..
وش هالكآبة اللي تبين تعيشين روحج فيها.. صدق موب وجه نعمة..
يامره اسمعي الكلام.. عبدالله قبلج حارم روحه لأنه صاك على روحه هو وعياله، ومافيه حد لاصق بوجهه
بس الحين عنده مرة صاروخ مثل القمر.. ما يقدر يحرم نفسه أكثر..
ولو هو يبي يحرم نفسه منج.. صدقيني بيطالع برا.. وعذره معه..

جواهر بدون ما تعرف ليه، حست بضيق غير طبيعي يكتم على قلبها وروحها..
وهي تتخيل إن عبدالله ممكن يطالع مره غيرها .. أو..... أو.... يكون معها...
(لا لا مستحيل يسويها.. عبدالله رجال مصلي.. وسنينه كلها ماسواها يسويها الحين)

نجلاء بعيارة: وين رحتي مدام عبدالله؟؟

جواهر : مدام عبدالله بعينج.. يالله سلمي على أم جاسم.. عندي شغل أبي أسويه..

جواهر نطت لدولابها تبي تلبس..
موب عارفة هي ليه مهتمة بشكلها كذا..وفكرت إنها محتاجة تروح للسوق تشتري لها شوي ملابس..

المهم
طلعت تنورة بيضاء سادة ضيقة طولها لنص الساق
بلوزة شيفون مشجرة بالأسود واسعة وأكمامها واسعة لكنها ضيقة ومزمومة من عند الخصر وأساور الأكمام
ولبست معاها بوت أسود للركبة كعب عالي..
ولبست دبلتها اللي هي خلعتها وهي تتوضأ.. ماتدري ليه صارت تحس يدها ناقصة من غيرها..
مشطت شعرها الحريري.. وتركته منسدل على أكتافها بعد ماحطت ماكياج خفيف..

الباب يدق..
جواهر ارتبكت.. وحطت نفسها مشغولة بشيء في الأدراج.. كانت تحسب إنه عبدالله..
لكنها فوجئت إنه عزوز.. اللي ابتسمت بسعادة حقيقية من أعماق قلبها لما شافته..

عبدالعزيز قرب منها بحب.. حضنها من ظهرها وباسها على كتفها وجواهر حاضنة راسه بحب..

جواهر بحب: تبي شيء.. صح؟؟

عبدالعزيز بحب واضح: خلاص ما عاد استغرب من قدرتك على قراءة أفكاري.. صح أبي شي..

جواهر برقة: عيوني لك..

عزوز بهدوء: الليلة خالتي عائشة بتعشى عندنا.. صح؟؟

جواهر باستفهام: صح.. والمطلوب مني؟؟

عبدالعزيز بجدية: حاولي تقنعين خالتي عائشة تطلع ديمة من مدرستي.. توديها مدرسة بنات..
ثاني شي قولي لها تهتم في ديمه شوي.. ديمة مراهقة و محتاجة أمها جنبها..

جواهر بحب: يعني أنت اللي مو مراهق..؟؟

عبدالعزيز بهدوء: أبوي عمره ما أهملنا.. والحين أنتي معانا.. يعني من اللي مثلنا..
لكن ديمة أبوها متوفي.. وأمها مهملتها.. مع ان خالتي عائشة مافيه مثل قلبها أحد..

جواهر بود وحذر لأنها تتفهم تماما مشاعر المراهقين
وحابة أنها تحتوي أي شي قبل مايستفحل: انا أمك وأحب أنك تكون صريح معي بدون خوف..

اهتمامك بديمه.. هل هو اهتمام عادي أو خاص؟؟
 

الجزء التاسع والأربعين



جواهر بود وحذر لأنها تتفهم تماما مشاعر المراهقين
وحابة أنها تحتوي أي شي قبل مايستفحل: انا أمك وأحب أنك تكون صريح معي بدون خوف..

اهتمامك بديمه.. هل هو اهتمام عادي أو خاص؟؟

عزوز بحرج: ديمة مثل أختي الصغيرة..

جواهر بحب: وبتكون مثل بنتي.. خل بس علاقتي تقوى بعائشة وأنا أوعدك ما يصير الا الخير..

وعقب جواهرسألت بشكل حاولت إنه يكون طبيعي: الا أبوك وينه مارجع معك؟؟

عبدالعزيز بهدوء: راح المؤسسة..

جواهر حست بضيقة إنه راح قبل ماتشوفه ويشوف لبسها..

" صدق ما تستحين.. توج ماكملت يوم من يوم خذتي الرجّال.. بدت مشاعرج تخونج ناحيته"


*************


عبدالله له ساعة من لما وصل المؤسسة..
في البداية كان مشغول جدا.. بس الحين خف الشغل.. فحضر التفكير..

ونتيجة للتفكير اللي مارحمه، تناول موبايله ودقه: مساء الورد أم عزوز..

جواهر على الطرف الثاني كانت حاسة برغبة كبيرة إنها تسمع صوته..
فكانت سعيدة جدا لما شافت إنه أمنيتها تحققت، لكنها ردت بصوت هادئ: هلا عبدالله..

عبدالله بهدوء وبنبرة فيها رقة: أنا خلصت شغلي.. أشرايج أعزمج على كوفي.. قبل موعد خالتي عائشة؟؟

جواهر ضحكت ضحكة ناعمة، عبدالله من سمع رنة ضحكته حس انه ساح على كرسيه: لا عبدالله ما أقدر.. خيرها في غيرها.. خالتي أم فهد وبناتها على وصول..

عبدالله بعيارة: خلاص لنا الله.. أروح أعزم أفضل..

جواهر بود: يستاهل أبو محمد..

عبدالله بود أكبر: زين خلاص أنا أستأذن.. نشوفكم بالليل..


**************


سعود كان متوتر.. ويبي يرجع الدوحة.. وسيارة جابر تأخر تصليحها..

جابر بعيارة: أنت وشفيك تحرقص كأنه راكبك 60 جني..؟؟ تركد يا معرسنا.. العروس مهيب طايرة..

سعود كح من الاحراج: جويبر تحشم.. قدام أخليك تحشم غصب..

جابر يضحك: أنت شوف حالتك أول.. يا أخي طرش لها مسج وإلا مسجين من المسجات الثقيلة.. تجيها تلاقيها مروقة..

جابر خبير بنات سابق.. تائب حاليا..

سعود ابتسم
عمره ماخطر على باله ذا الشيء (صدق إنك عليمي) ..

(دامني أحتاس إذا شفتها ولا أعرف أتصرف.. خل نستخدم أسلوب المسجات)..

وبدأ سعود يرسم مخططه على كبير .. كبير


***************


هند قاعدة في غرفتها تدور من الحرة والعصبية.. من لما عرفت إن عبدالله رجع جواهر..

كانت بنتفجر.. وهي على حالتها دخل عليها توأم الشر حقها: أفا هنودة وش فيها معصبة؟؟

هند بحرة: عبدالله أبو نوف رجع أم نوف..

فايز بتحسر: أفا الغزال طارت..

هند اللي ماكانت تبي فايز يعرف عن مخططها الشخصي
قالت بكذب: الحين ماراح تخليني أكمل مخططك على نوف..

فايز بخبث وبرود واللي مخططه على نوف ماعاد هامه كثير: لكل خطة خطة بديلة.. أنا الحين أبيج تجيبين لي رقم أم نوف.. إلا هي شنو اسمها؟؟

هند بحقد: جواهر..

فايز في نفسه( يالبي الاسم وراعيته): جيبي لي رقم جواهر..

هند باستغراب: وش تبي فيه؟؟

فايز ببرود: موب شغلج.. نفذي وبس..

هند باستفهام: وأشلون أجيبه؟؟

فايز باستحقار: صج غبية.. اتصلي في نوف وقولي أبي أكلم أمج أبارك لها.. عطيني رقمها.. وش الصعب في الموضوع؟؟

هند باستفسار: وممكن أعرف وش تبي بأم نوف؟؟

فايز بعصبية: هند قلت لج موب شغلج..
في نفسه (جواهر هذي شغل خاص جدا..خارج نطاق الحسابات المادية)


********************


منيرة وسارة قاعدين يدرسون..

سارة رفعت رأسها عن الكتاب والتفتت على منيرة: الا انتي متى قلتي بتخلصين..؟؟

منيرة بعيارة: تدرين أنس سألتيني ذا السؤال 20 مرة..
اليوم الأربعاء
وبكرة الخميس
وعقبه الجمعة
السبت عندي امتحان
والاحد امتحان
والثلاثاء امتحانين
وعقبها خلاص... فهمتي والا اعيد..

سارة صايدتها حالة كآبة حادة.. كل ماقرب موعد إخبار منيرة بموعد عرسها..

سارة عارفة باللي بيصير.. وماتقدر تلوم منيرة..
وخايفة أنه اتفاق سارة مع سالم يسبب لها شرخ في علاقتها مع أختها..

سارة حاولت تطلع من الأفكار هذي من رأسها: منيرة تبين كابتشينو.. بأروح أسوي لي..؟؟؟

منيرة اللي كانت مستغرفة في المذاكرة: ليش لا؟؟

وسارة تطلع من الغرفة.. كان موبايل منيرة يدق.. كانت وحدة من بنات جماعتهم..

منيرة بمودة: هلا والله بالقاطعة..
.............................
طيبة الله يسلمس
.................
الله يبارك فيس.. بس على شنو؟؟
...................
منيرة اللي طاح التلفون من يدها وصرخت برعب.. رعب موجع حاد قاتل : شنهو؟؟


*******************
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى