روايه بعد الغياااب

كانت دانة جالسة مع مزنة في غرفتها..

ومزنة فاتحة معها تحقيق: شأخبار سعود معش؟؟

دانة بهدوء: زين..

مزنة بفضول: شنو زين ذي..؟؟ عطيني تفاصيل..

دانة بشوي توتر: ما أدري شأقول لش..يتعامل معي بلطف.. عليه حركات غريبة وتخوف.. بس بشكل عام لطيف..

مزنة بأمل: يعني فيه أمل؟؟؟؟؟؟؟

دانة بنفي: ما أعتقد.. لأنه شيء بدأ غلط لازم ينتهي غلط..
أنا انغصبت على سعود وماخذته برضاي..
حتى لو تجاوزنا ذا النقطة.. أنا عنيدة وسعود عصبي.. والطبعين هذولاء لا يمكن يتوافقون..

ودانة تتكلم مع مزنة رنة مسج وصل موبايلها..

فتحته..طلعت عيونها وكحت لما قرته.. كان من سعود:

" اشتقت لك..
ممكن أقولها
وإلا خويلد بينط في حلقي بعد"

مزنة اللي شافت وجه الدانة ألوانه تتغير.. سألتها بفضول: ممن من المسج؟؟

دانة ماردت عليها لأنها كانت تكتب مسج.. (طيب يا سعود، تبي تلاعبني يعني؟؟)

بعد ثواني كان فيه مسج يوصل سعود اللي كان متكي جنب النار.. فتحه سعود بلهفة:

" تدري إنه فيه شيء أكتشفته اليوم؟؟"

مسج سعود " اللي هو ؟؟"

مسج دانة " أنهم مسمينك الذيب من قد ما نومك خفيف"

سعود لما قرأ المسج انفجر من الضحك.. لأنه عرف إنه تقصد إنها كشفته اليوم..

جابر اللي واقف عند سيارته: يكلم سعود من بعيد: وشفيك استخفيت؟؟ تضحك بروحك..
سعود رد عليه: مهوب شغلك يالملقوف..

كتب لها سعود مسج " وتدرين إنه فيه شيء أكتشفته اليوم؟؟"

دانة ردت عليه نفس رده " اللي هو؟؟"

مسج سعود " إن ريحتك حلوة وتجنن وتطير العقل
أنا عقلي طاير من الظهر لحد الحين
الريحة عذبتني
فكيف بصاحبتها"

دانة وصلها المسج لون وجهها قلب أحمر دم.. ومزنة قاعدة تطالع اختها وتضحك..

دانة ما قدرت ترد ( وش يعني.. سكتني كذا.. ما أقدر أرد عليه؟؟)

سعود أكثر من خمس دقايق ينطر رد منها ..
عرف إنه خلاص حكرها في الزاواية.. واتسعت ابتسامته..

لكن بعد دقيقة وصله مسج منها:
" شنو يعني؟
كلب بوليسي حضرتك"

(طيب يا دانة)

بعد ثواني وصل رد سعود

اللي لما وصل دانة شهقت شهقة عنيفة منتزعة من أقصى أعماق روحها..
وبعدها خنقتها العبرة..
وبعدها ما قدرت..
صارت تبكي بهستيرية مريرة..
 

الجزء الخمسون




شابتان مقبلتان على حياتهما الجديدة
تتلقيان صدمة عمرهما..
يفقدان التوازن..
تتفجر المشاعر..
لتغرق كل ماحولها..



سارة رجعت من المطبخ معاها الكابتشينو..
حطته على الطاولة وألتفتت على منيرة
وقالت بمرح: كابتشينو إنما أيه.. يستاهـ .......

الكلمة ماتت على لسان سارة وهي تشوف أختها قاعدة على سريرة عيونها مبققة ومليانة دموع..
وكتبها وموبايلها مرميين على ألارض..

سارة نطت جنب منيرة، وقالت بقلق لاحدود له: مناري حبيبتي وش فيس؟؟ ردي علي فديتس.. حرام عليس لا تسوين فيني كذا.. منيرة .. منيرة.. ردي علي..

منيرة بعد فترة صمت طويلة.. ورجاءات كثيرة من سارة
قالت بصوت ميت مرعب خاوي من الحياة: سارة أنا عرسي بعد حوالي 25 يوم..؟؟؟؟؟

سارة عبرتها نطت في بلعومها.. ما قدرت تقول شيء غير إنها هزت رأسها..

منيرة اللي شافت اهتزاز رأس سارة.. حسبته زلزال في قلبها..
وصارت تصيح صيحات مرعبة وهي تلطم وجهها بقوة بكل وتصيح : ليه ؟؟ ليه ؟؟
لــــــــــــــــيـــــــــــــــه؟؟
لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــ ـــــــه؟؟
لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــيــــــه؟؟


.. وبعدها هجمت على كتبها ومزعتها..
وموبايلها وخبطته في الطوفة بكل قوتها..
واستمرت تصيح بهستيرية وهي تكسر كل شيء في الغرفة.. وتصيح:
ليه؟؟
لـــــــــــيه؟؟
لـــــــــــــــــــــــــيه؟؟
لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيه؟؟


ثم أغمي عليها


********************


مزنة اللي شافت دانة أنكبت على سريرها.. وهي تبكي بشكل هستيري..
أنخلع قلبها من مكانه.. عمرها كله ماشافت دانة (اللي كانت دايما قوية قدامهم) تبكي كذا..

عرفت أن سبب بكاها.. مسج وصلها..
لأنها كانت تقرأ وتكتب مسجات قبل حالة البكاء الغير طبيعية اللي اجتاحتها..

مزنة دورت على موبايل دانة..
كانت دانة ماسكته بكل قوة..
مزنة فلتت بالراحة أصابع دانة اللي كانت شادة على الموبايل..

وقرت المسج اللي كان سبب بكاء دانة الهستيري واللي عمر مزنة ماشافت دانة تبكيه في حياتها:

" وليه ما تقولين
عاشق ولهان
متيم
مغرم
مجنون
يعشق كل شيء فيك
من ريحتك
لابتسامتك
لصدى اسمه على شفايفك

أحبك
والله أحبك
ومن زمان
زمـــــــــان
قبل ما نولد حتى
لأن حبك الأسطوري اخترقني من الوريد للوريد
حبك أعاد تشكيلي
وإطلاق الإنسان في داخلي

هل فيه أمل أنه في يوم
بتستقبلني جنة حبك في أحضانها؟؟؟"


***************


جواهر حلفت على أم فهد وبناتها يقعدون للعشاء..
فكان عشاء نسائي بحت..
الكل كان منخرط في الحديث
نوف وحصة ونورة مع بعض..

أم فهد وعائشة وموزة وجواهر مع بعض..

وديمة قاعدة لحالها..

حصة تهمس لنوف: إلا بنت خالتج هذي ليش كاشة وقاعدة بروحها..؟؟

نوف بنفس الهمس: ديمة لها أجواءها الخاصة..

نورة بعيارتها: موب منها إلا من لبسها اللي كنه وجهها..
فيه بنت أنثى مخلوق ناعم وحساس.. تلبس تيشرت عليه جمجمة يسيل منها دم.. وامها أشلون مخليتها على كيفها؟

نوف بشوي حرج: ديمة عنيدة شوي.. وخالتي عائشة تعتبر اللبس حرية شخصية.. عشان كذا ما تشدد معها عليه

نورة بمرح: حرية شخصية؟؟ لو أنها قد ذاقت العقال على مقفاها كان نست أبو الحرية الشخصية وأمها..


على الجهة الأخرى كانت جواهر تميل على أذن عائشة: أم ديمة.. ليش ما تسوين لديمة نظارة أصغر من هذي واكشخ شوي..
حرام هذي بنت صغيرة.. هالنظارة ماكلة نص وجهها.. وستايلها قديم شويتين..

عائشة تتنهد: ومن قال لج إن ديمة محتاجة نظارة.. ديمة نظرها 6 على 6..

جواهر بدهشة: زين ليش تلبس نظارة؟؟

عائشة تتنهد تنهيدة طويلة: أول شيء كانت تبي تقلد ولدج عبدالعزيز..
جننتني تبي نظارة من يوم عمرها 8 سنين..فصلت لها نظارة حماية عشان تنبسط..
وحسبتها يوم ويومين وتخليها.. بس هي أصرت عليها بشكل..
وهذي النظارة هي اللي فصلتها بنفسها من 3 سنين واصرت تلبسها..
على فكرة جواهر.. ديمة حلوة وايد.. بس هي نهائي موب مقتنعة إنها حلوة..

جواهر تنهدت: طيب وموضوع ثاني: ليش للحين تاركتها بمدرسة مختلطة..؟؟ البنت صارت كبيرة.. ومايصير تدرس مع صبيان..

عائشة بهم: أنا حاولت بس هي موب راضية تترك مدرستها.. تقول خايفة علي من الأولاد؟؟.. لاتخافين.. لا هم يطالعوني ولا أنا أطالعهم..

جواهر بدهشة: هذي بنت صغيرة ما تعرف مصلحتها.. إذا هي أصرت على شيء تخلينها تسويه..

عائشة بتردد: أنا لأني مقصرة بحقها .. أعترف أني أحاول أعوضها بطرق ثانية..

جواهر بحكمة: بس أنتي عارفة إنه هذا غلط.. وأنتي مهما ماوصلتي من نجاح في شغلج.. بنتج المفروض تكون في المقام الأول..
اهتمي فيها أكثر.. وقربي منها أكثر.. بنتج محتاجتج وايد.. لو صار لبنتج شيء.. كل نجاح الدنيا.. ماراح يعوض دمعة وحدة من عينها..

عائشة برعب: بسم الله عليها.. ديمه هي الشيء الوحيد اللي أنا طلعت به من الدنيا..
بس يا جواهر أنا والله احس بمسئولية كبيرة.. اقول كم جراح أعصاب عندنا في قطر..؟؟ معدودين.. أحيان كثيرة أندم أني درست هالتخصص الدقيق اللي خذني من بنتي.. بس شاسوي؟؟ شاسوي؟؟


****************
 

عبدالله تعشى مع عبدالعزيز الكبير وعبدالعزيز الصغير في المجلس..

عبدالعزيز الكبير كان جاي يسلم على جواهر اللي جات وجلست معاهم شوي قبل ترجع للحريم

عبدالعزيز أستأذن بدري لأنه متواعد هو وراشد.. عشان يستشيره في المشروع الخطير اللي هو مقبل عليه..واللي ماحد بيعرف عنه غير راشد.. ثم عبدالله بعدين..

عبدالله وولده كل واحد منهم طلع لغرفته..

عبدالله خذ شاور.. وجلس يسمع الأخبار..

عبدالعزيز في غرفته وباله مشغول بشيء


****************


سارة جالسة جنب أختها اللي صحت من غيبوبتها... لكنها كانت صامتة جامدة بدون كلمة..

سارة اعتقدت إن صدمة منيرة هي صدمة وقتية.. وإنها بكرة بتروق وتتقبل نصيبها..

منيرة ماردت على سارة بكلمة
وتمددت على السرير.. وتغطت حتى رأسها كله


*****************


دانة اللي هدت هي الأخرى..
واللي مارضت تقول لمزنة عن السبب اللي خلاها تبكي كل هالبكاء لما قرت المسج..
والحين دانة خايفة ما تبي ترجع مع سعود لبيته..

كانت مطمئنة له وهي تعرف إنه يكرهها..
بس بعد ماعرفت إنه يحبها..
صارت مرعوبة.. مرعوبة.. مرعوبة لأسباب تتعلق فيها أكثر ما تتعلق بسعود..

موبايلها رن.. رقع قلبها لما شافت اسم سعود.. تركته يرن لحد ما قطع.. بعدها بعثت مسج لسعود:

"سعود تكفى
خلني الليلة هنا
بكرة أنا بأرجع بنفسي"

بعد ثواني وصلها المسج:

" أنا صرت واقف تحت خلاص
إذا أنتي حابة تصغريني
وتحرجيني قدام هلش
براحتش"

دانة انحرجت.. وغصبا عنها.. قامت تلبس عبايتها


**************


الساعة قربت على 11 ..في بيت عبدالله

العشاء خلص على خير..

أستأذنت أم فهد وبناتها قبل حوالي نص ساعة..

باقي عائشة وديمه

جواهر جات وقعدت جنب ديمة..

جواهر بود ورقة: أنتي أي صف الحين؟؟ (مع إن جواهر تعرف بس تبي تفتح باب للحوار)

ديمه بثقة ممزوجة بحياء: Grade10

جواهر قربت من ديمة بحنية وسحبت النظارة عن عيونها..
ديمه حاولت تمسك نظارتها.. بس استحت وتراجعت لما شافتها خلاص بيد جواهر..

جواهر فعلا تعجبت من جمال ديمه اللي كان متخبي بالكامل ورا النظارة الكبيرة والبشعة التصميم..

وأكثر شيء تعجبت منه لون عيونها الغريب وطول رموشها..

جواهر بحنان: اللي عندها هالجمال كله تخبيه ورا نظارة مثل هذي؟؟

ديمه بحرج: أنا ما أقدر أشوف من غيرها..

جواهر ماقالت إنها تعرف إن نظرها مافيه شيء: لبس النظارة شيء اعتيادي وما يخبي جمال الحلوة.. بس لما تكون النظارة متناسبة مع الوجه..
أشرايج أروح أنا وانتي ونوف بكرة ونسوي لج نظارة جديدة.. ومنها تتمشون شوي وتشترون لكم شوي أغراض جديدة..

ديمه بحرج: مافيه داعي خالتي..

جواهر وجهت كلامها لعائشة: عائشة بعد أذنج ممكن بكرة العصر أمر ديمة نروح السيتي سنتر.. تفصل نظارة جديدة.. ونشتري كلنا شوي ملابس جديدة..

عائشة بابتسامة: أكيد ما عندي مانع.. خصوصا بكرة عندي عمليات من الصبح لليل..

ديمه حست انها انحكرت في زواية.. وصار لازم تروح معهم


****************


سعود ودانة في غرفتهم..

دانة طول الطريق وهي ساكتة..

وسعود محرج وساكت.. (معقول لهالدرجة تضايقت من تعبيري عن مشاعري)

دخلوا ساكتين..
بدلوا ملابسهم ساكتين..

دانة دورت أبشع بيجامة بين بيجامتها.. ماكانت تبي تحسس سعود إنها تحاول تعجبه أو تغريه بأي صورة..

بس المشكلة إنه أي شيء تلبسه أو تسويه كان في عيون سعود أحلى شيء وأعذب شيء..

دانة كان توترها واصل حده.. وسعود كان ترقبه واصل حده..

ساعتين كاملة وهم جالسين في الصالة ساكتين..

سعود يفرفر في القنوات.. وهو اصلا مو مركز في أي كلمة ..
كل تركيزه مع المخلوقة اللي قاعدة مقابله تفرك إيديها بتوتر وهي سرحانة..

سعود لما تعب من الانتظار.. قرر إنه يقوم بواحد من مخططاته..
قام متوجه لغرفته.. وهو قايم مسوي نفسه رايح..
ألتفت على دانة وسألها بلهجة حاول إنه يدفع فيها أكبر قدر من عدم الاهتمام: إلا دانة كنت أبي أسألش عن شي؟؟

دانة اللي انتزعها صوته من عالم السرحان اللي كانت فيه: هاه سعود؟؟

سعود بهدوء مدروس : أقول كنت أبي أسالش عن شيء؟

دانة بهدوء متوتر: هلا

سعود ببرود تحته عيارة خارقة: البارحة لما كنتي ترتبين في الصالة.. ماسمعتي أصوات غريبة؟؟

دانة با ستغراب: لا

سعود ببرود تحته بيموت من الضحك: زين الحمدلله..

دانة اللي بدأ يتسرب لها الخوف: لا.. قل: أي أصواته؟

سعود مسوي حاله يبي يسكر الموضوع: خلاص يا بنت الحلال دامش ماسمعتي شي.. خلاص انسي السؤال... يالله تصبحين على خير..

دانة اللي نطت من مكانها قالت بتوتر ونبرة خوف: لا سعود مو تقول لي كلمة وتروح .. أصوات شنو؟؟

سعود بلعانة: يعني صوت بزر يبكي.. قطوة .. عنز.. كلب.. أحيانا ضحك.. أصوات مختلفة..

دانة رجعت تنط وهي تنفض ملابسها: بسم الله الرحمن الرحيم.. بسم الله الرحمن الرحيم.. ليه غرفتك فيها شيء..؟؟

سعود بخبث: يا بنت الحلال مافيها شيء.. أنا بس كنت أسأل.. يالله تصبحين على خير..

ودخل سعود لغرفته.. عقب ما سوى اللي يبيه.. ودخل رعب غير طبيعي في قلب دانة الخوافة..
 
الجزء الحادي والخمسين




سعود دخل وتمدد على سريره..

ودانة برا.. قاعدة فوق الكنبة ضامة رجولها لصدرها.. خايفة يطلع شيء من تحت الكنبة يمسكها..

(يمه.. يمه.. خلاص بكرة بارجع بيت هلي.. هو يخوف.. وغرفته تخوف.. ليتني مارجعت معه.. ليتني قعدت في بيت هلي)

دانة خلاص موب قادرة تستحمل ..كل شوي تتخيل شيء.. نادت سعود وهي في الصالة، وهو داخل: سعود.. سعود..

سعود اللي متمدد على سريرة وبيموت من الضحك.. رد عليها بصوت مكتوم: نعم دانة؟؟

دانة بارتباك: تعال.. فيه فيلم حلو في التلفزيون.. تعال تفرج معي..

سعود اللي عرف إن مخططه نجح نجاح هائل رغم إنه ماثقل العيار عليها: لا دانة ..تعبان وأبي أنام..

خلال أقل من دقيقة، كانت دانة واقفة فوق رأسه، وبرجاء تقول له: سعود تكفى.. تعال أقعد معي..

سعود بخبث: ليه؟؟

دانة وهي تحاول تجاوب بثقة: عادي.. أبي أسولف عليك..

سعود ببرود تحته انفعالات حادة: تعالي سولفي هنا..

دانة كحت: وين هنا؟؟

سعود ببرود: تعالي جنبي وسولفي علي..

دانة بارتباك: لا خلاص.. بأرجع مكاني..
وعطته ظهرها استعداد للردة لمكانها

سعود بنفس النبرة: كيفش..وكمل بلعانة: لو سمعتي شيء صحيني..

دانة اللي رقع قلبها من الخوف..
رجعت بخطوات مترددة.. وراحت لطرف السرير الثاني بشويش..
وقعدت على طرف طرف السرير بدون حتى ما تقرب جنب الغطاء.. وهي بتموت من الخجل..

سعود اللي رفع راسه وسنده على كفه ووجهه ناحيتها، قال بابتسامة: والله العظيم أنا ما أعض.. مخلوق مسالم..

دانة اللي عضت على شفايفها: بس أنا خايفة..

سعود اللي انلسع من كلمتها، جلس على حيله.. وقرب من دانة.. ومسك يدها..وقال بثقة وحنان ورجولة: أرجوش دانة إنش ما تخافين مني.. أنا أوعدش أنه عمري ما أمد يدي عليش مرة ثانية.. تنقص يدي لو أسويها..

دانة اللي هزها بعنف احتضان يده ليدها، جاوبت وعبرتها خانقتها: ومن قال إني خايفة منك...

وبدت دانة تبكي بكاء هستيري..


*********************


جواهر اللي دخلت على عبدالله الساعة 12..
كان متمدد على سريره يقرأ كتاب..
لما شافها ترك الكتاب من يده وابتسم: ماشاء الله طولوا الحريم عندكم..

جواهر بإرهاق: شوي..

عبدالله بابتسامة: إلا قولي شويتين..

(ياحلو ابتسامتك) جواهر هزت رأسها تنفض الفكرة عن رأسها وهي تقول: تعبانة والله من طول الوقفة.. أحس رجولي مو قادرة تشيلني

عبدالله بمرح: تعالي أسوي لج مساج.. أو اهمزج على قولت الشيبان..

جواهر كحت: لا شكرا.. بأخذ الحين شاور وأنام..

عبدالله ابتسم ورجع يقرأ في كتابه

جواهر طلعت لها بيجامة من الدولاب علقتها في غرفة الملابس.. وتوجهت للحمام..

****************

سعود انخلع قلبه لما شاف دانة انكبت على المخدة تبكي..وخبت وجهها فيها..

قرب منها لحد مالصق فيها.. ويده تمسح على ظهرها بحنان، ويقول لها برقة: دانة حبيبتي ليش تبكين؟؟

دانة وهي تبكي ووجهها في المخدة.. تقول بصوت مكتوم: لا تقول حبيبتي..

سعود بنبرة تذوب حب وحنان: لا بقول حبيبتي وقلبي وعمري وروحي وكل شيء بحياتي..
دانة أنتي شاكة أني أقول لش كلام أنا ما أقصده.. أحبش والله العظيم أحبش.. أنتي وبس.. والقلب والله ما نبض لغيرش..
حرام اللي تسوينه فيني وفي نفسش.. قومي كلميني..

دانة ماردت عليه.. ومستمرة في البكي..

سعود مسكها وقعدها بالقوة.. خذ كلينكس ومسح وجهها.. وصب لها ماي وعطاها تشرب.. هدت شوي..

سألها بحنان: ليش تبكين؟؟

دانة وهي تتحاول تتماسك: ماعليه سعود.. أحب أحتفظ بالسبب لنفسي..

سعود يمسح على شعرها بحنان: براحتش يا قلبي.. المهم توعديني أني ما أشوف ذا الدموع الغالية مرة ثانية..

دانة بصوت واطي: أحاول..


*************


جواهر طلعت من الحمام.. بعد ما نشفت شعرها بالسيشوار اللي في الحمام..
ولبست بيجامتها اللي كانت بينتاكور سودا بدون أكمام..
جواهر حست إنه شكلها ملفت في ذا البيجامة تحسست شوي.. وقالت: وش بيقول علي عبدالله؟؟ قاعدة تشتغل لي شغل إغراء..

بس المفاجأة اللي صدمتها إن عبدالله كان نايم لما طلعت..
حست جواهر بضيقة غصبا عنها.. كان نفسها تسولف معه قبل تنام شوي..

راحت جواهر لبست ثوب الصلاة.. وصلت التهجد.. وعقب
جات تمددت جنبه بشويش خايفة تزعجه بأي شكل من الأشكال..

بس اللي هي مو عارفته..
إنه عبدالله صاحي.. بس هو مثل النوم..
لانه حس إنه شوفتها في هالوقت بالذات بتشكل ضغط نفسي لا يحتمل عليه..
وقبل ما توصل جواهر وتمدد على السرير.. كانت ريحة عطرها المثير سابقتها.. (يالله صبرني)


***********
 
دانة كانت متمددة على أقصى طرف السرير، وسعود كان قاعد براحته على الناحية الثانية..

دانة اللي كانت هدت تمام.. كانت مستمعتة جدا بحديث سعود..
اللي طوال أكثر من ساعتين.. ماخلى شيء ماسولف لها عنه.. المعسكر.. أيام الكلية العسكرية.. القنص وأيام البر.. سفراته..

سعود بحنان: هاه.. شأخبارك الحين؟؟

دانة بابتسامة واسعة: تمام والله تمام..

سعود بخبث: ويوم أنتي تمام.. ليه كاشة لطرف السرير؟؟.. قلت لش أنا والله ما أعض..

دانة قربت شوي بس.. وهي متوترة..

سعود بخبث: ماسويتي شيء.. قربي بعد..

دانة بخجل: لا خلاص مكاني زين..

سعود شد دانة من خصرها بيد وحدة ولصقها فيه، وقال بنعومة: كذا مكانش أزين

دانة اللي حست بانفعالات سعود تجتاحها.. قالت بنبرة منفعلة: سعود واللي يخليك أصبر علي..

سعود بنبرة عميقة: أنا أنتظرتش عمري كله.. أحس مافيني أقدر أصبر دقيقة بعد.. أنتي ليش متوترة كذا..
( وكمل ويده تعبث بخصلات شعرها بنبرة أعمق وأخفت): أنتي بس هدي.. والله العظيم ما أغصبش على شيء أنتي ما تبينه..
وعلى فكرة الغرفة عمري ما سمعت فيها صوت حد غيري


***************


عبدالله ما قدر ينام..
بينما جواهر نامت بعد ما تمددت بشوي..

قام عبدالله وجلس.. شغل الأباجورة اللي جنبه يبي يشوف جواهر صاحية وإلا نايمة..

كانت جواهر رايحة في النوم.. وشكلها وهي نايمة في الأسود اللي مبرز صفاء بشرتها.. كان مصدر تعذيب حاد لعبدالله..

عبدالله قرر يقوم ويطلع من البيت كله.. يروح للمجلس الخارجي يتمدد هناك لصلاة الفجر..

عبدالله كل طاقة المقاومة اللي عنده خلصها أمس.. ليلة زواجهم..
كان يعتبر نفسه إنه قام بمجهود خرافي اللي ماخق وأنهار وسلم من يوم شاف الاخضر..

مثل البرود حتى على نفسه..وخدع روحه شوي..

لكن خلاص خلاص ماعاد قادر.. وفي نفس الوقت مستحيل يقدم على أي خطوة.. وهو يعرف إنها قرفانة منه..
والاهم إنه وعدها.. ومستحيل يخلف وعده..

المشكلة إنها صايرة لطيفة.. يعني لو أنها تعامله بتحدي أو قسوة.. كان نفر منها.. بس كل شيء فيها يجذبه.. بعنف..

حتى المجلس ماقدر يرتاح فيه..
قرر يرجع للبيت.. ويروح لغرفة الرياضة اللي تحتل صالة واسعة تحت..

ظل يرفع أثقال ويستخدم جهاز الجري بالتناوب وبعنف لأكثر من ساعة..
لحد ماحس خلاص إنه أنهد وغرق عرق..
عقبها ما قدر حتي يطلع فوق.. نام على أقرب كنبة..

جواهر اللي صحت لصلاة الفجر مالقت عبدالله.. استغربت: وين راح ذا؟؟

راحت صحت عيالها للصلاة..
عزوز سال عن أبوه.. قال بمرح: أمس عذرناه قلنا عريس جديد.. بس اليوم بعد موب رايح معي للصلاة..

جواهر بحرج: أبوك سبقك للمسجد..

عزوز هز كتوفه: غريبة بالعادة ينطرني..


******************


سعود اللي كان يلبس ملابسه.. ودانة توها تطلع من الحمام بروبها وفوطتها..

دانة برقة: سعود تكفى لا تطلع للمسجد وشعرك مبلول كذا.. والله بتمرض.. تعال أنشفه لك بالسيشوار..

سعود بعيارة: وينها اللي قبل كم يوم تقول لي قلعتك..الحين خايفة علي أمرض

دانة بخجل: مشكلة الناس الحقودين ما ينسون..

سعود وهو يلبس غترته: لا تخافين على الناس الحقودين.. بأتلطم..

سعود طلع يبي يمر على غرفة محمد يصحيه للصلاة..
لقى محمد على باب غرفته معه شنطته والسليب باق..


سعود برعب: وينك رايح؟؟

محمد بابتسامة وهو يحب خشم سعود: بلاك عريس جديد ماعاد دريت عن العالم..
أنا رايح النعيرية.. ومعي خالد وسالم وجبر..

سعود بغضب: أشلون تروح بدون حتى ما تعطيني خبر..؟؟

محمد بابتسامة: طال عمرك.. عطيتك خبر قبل كم يوم..
وأمس اتصلت عليك وقلت لك أبي أقول لك شيء..
قلت لي أنا مشغول الحين وباكلمك ولا كلمتني..
يعني أنا مالي ذنب..

سعود تذكر إن محمد فعلا كلمه.. بس وقتها كان مشغول بإرسال المسجات لدانة..

سعود بود: زين الله يحفظك..

وطلع سعود فلوس وحطها في جيب محمد..

محمد جا بيرجعها: معي فلوس طال عمرك.. كله من خيرك يا أبو سعيد..

سعود مسك يد محمد على جيبه: زيادة الخير خيرين..
وبعدين كمل بمرح وهو يمسك أذن محمد: ودرس السفر مع الرياجيل متذكره وإلا لا؟؟

محمد يفرك أذنه ويقول وهو يضحك: أفا عليك هذا درس ما ينسى:
أولا : ماحد يباشر علي وانا اللي أباشر على الرياجيل (يباشر: يدفع.. تستخدم مثلا لما واحد يدفع عن غيره)
ثانيا: سيد القوم خادمهم..
ثالثا: الصلاة أولا وأخيرا..

سعود وهو يضحك: عفية عليك.. ويالله أمش نلحق الصلاة


***************



جواهر اللي كانت خلصت صلاة ..

فوجئت بعبدالعزيز يدخل عليها معصب: يمه ممكن أعرف شاللي صار بينج وبين أبوي؟؟
 
الجزء الثاني والخمسين




جواهر اللي كانت خلصت صلاة .. فوجئت بعبدالعزيز يدخل عليها معصب: يمه ممكن أعرف شاللي صار بينج وبين أبوي؟؟

جواهر فوجئت بعبدالله يدخل ورا عبدالعزيز.. ويتوجه ناحيتها.. ويحضنها من كتفها ..ويحب راسها

ويقول بمودة: أشفيك تتفول علينا يا ابن الحلال تونا مالنا يومين..

عبدالعزيز بخجل: اسمح لي يبه أنا ما أبي أتدخل بينكم..
بس لما أشوفك نايم تحت على كنبة وبدون غطا في ذا البرد.. أكيد لازم أشك أنه فيه شيء غير طبيعي.. وخصوصا أنه عمرك ماسويتها..

جواهر صارت في نص ثيابها..
ودها الارض تنشق وتبلعها، مع أنها ما سوت شي.. ولا زعلت عبدالله حتى.. عشان يشك ولدها إنها سوت لأبوه شيء..
بس الموقف كله كان محرج.. وخصوصا يد عبدالله اللي على كتفها.. كانت حاسة إنها تحرق كتفها بنار لاهبة..

عبدالله وهو يشدد من قبضته على كتف جواهر ويرجع يحب رأسها: يا ابن الحلال كنك أنت إللي أبوي..
أنا نايم أمس بدري.. صحيت قبل الفجر سويت شوي رياضة.. حسيت أني تعبان فنمت على الكنبة.. هذي كل السالفة..

عبدالعزيز بحرج شديد: أنا أسف يمه.. أنا أسف يبه..

وانسحب فورا برا.. وقفل الباب وراه..


عبدالله فلت جواهر بالراحة.. وقال بهدوء وتعب: سامحيني أني مسكتج وانا معرق كذا.. بس كان لازم اتصرف كذا قدام عزوز..

جواهر ما شمت ريحة عرق مطلقا.. كل اللي هي شمته ريحة رجولية عميقة وعذبة جدا.. حركت مشاعر دافئة وساكنة بأعماقها..

جواهر حاولت تتماسك وقالت لعبدالله بهدوء: والكلام اللي قلته لعبدالعزيز صحيح أو لا؟؟

عبدالله بجدية مصطنعة: صحيح جدا.. وكمل: والحين اسمحي لي اخذ شاور وألحق أصلي..


****************


مر يومين
الخميس والجمعة.. وصرنا في يوم السبت

خلال اليومين اللي فاتت

سعود ودانة..
كناري الحب..
في غاية السعادة والانسجام..
سعود بيموت بيموت بيموت ويسمع من دانة كلمة " أحبك"..
لكنه ما يبي يستعجلها.. لحد ما يحس إنها تقصدها.. وأنها فعلا طالعة من قلبها

ينتظر محمد يرجع عشان يسافر هو ودانة يقضون الباقي من إجازتهم في أي مكان تختاره دانة

دانة شرطت عليه عشان يكملون حياتهم سوا.. أنه ما يمنعها من شغلها..
سعود وافق عشان مايزعلها أو يخسرها.. رغم أنه داخليا كان رافض لشغلها..


منيرة
مازالت منهارة.. ترفض تأكل أو تتكلم مع أحد..

أبوها حاس بذنب كبير.. أولا لأنه ضغط عليها توافق..رغم إنه عارف تمسك ولد اخيه ببيته..
(إذا كان أنا الشايب اللي عمري 50 سنة ما أقدر أدخل ذاك البيت.. أشلون بنية عمرها 20.. طاوعني قلبي أحكم عليها تعيش في بيت مثله.. وين قلبي وقبله وين عقلي)

فالح (أبو علي) قرر أنه أول مايرجع سالم من النعيرية، إنه يطلب منه يطلق منيرة..
وكان قراره هذا قرار نهائي لا رجعة فيه..
لأنه البنية مستحيل تأخذه..
وحتى لو حاول ابوها يجبرها موب بعيد إنها تستخف.. اللي جاتها هالحالة.. من موعد العرس.. أشلون العرس نفسه..؟؟
أكيد إنها بتستخف بتستخف..
هذا إذا كانت ما أستخفت أصلا

(أنا ماني بايعن بنتي وخايفن من عقوبة ربي على اللي سويته فيها.. والعذاب اللي تعذبته طول فترة ملكتها..
ياربي سامحني في اللي سويته في ذا الشوفه..
وسالم رجّال مهوب قاصره شيء.. يأخذ بدل الوحدة أربع)

علي أخ منيرة
كان مولع من الغضب على أبوه وعلى ساره بالذات : ( يوم أنتو عارفين إن البنية ما تبغيه من البداية.. ليه تجبرونها..؟؟
وأنتي ياسارة ليه ما علمتيني.. ؟؟
سالم مستحيل يأخذ وحدة يدري إنها ما تبغيه..
يعني لو أنتو قايلين له من أولها ما كان صار شي من ذا كله...
الحين منيرة يمكنها استخفت..
يمكن الا أكيد..
هذي حالة وحدة صاحيه. الحين ارتحتو يوم جننتوها.. ارتحتوا..
وأنتي ياسارة ارتحتي يوم قدمتي اختس ذبيحة لأخوس سالم)

سارة كانت حاسة بذنب فضيع فضيع يقطعها من داخل ألآف القطع..وخصوصا أن منيرة رفضت تدرس وشققت كل كتبها..

مها وفاطمة عرفوا باللي صار لمنيرة
وكل يوم كانوا عندها من الصبح لليل..
بس هي ما كانت ترد على حد.. كانوا يدرسون عندها ويحاولون يقنعونها تدرس معهم.. لكنها ما كانت تستجيب لأحد..

فقرروا مها وفاطمة يقدمون لها الامتحانات (غير مكتمل) على أساس تقدمها مع بداية الفصل الدراسي الجديد..
عشان مايروح عليها الفصل اللي كان خلص خلاص..


عبدالله وجواهر

الحكاية المستعصية

الثنين يصحون الصبح بدري غالبا..
يطلعون سوا على سيارة عبدالله الجديدة لكزس فورويل.. سيارة عائلية على قولته
بعد ماترك سيارته مع سواقها الجديد لجواهر اللي تقبلتها غصبا عنها ..


 
يتمشون شوي.. يتقهون بكوفي.. يمشون على الكورنيش

كانوا يقضون وقتهم يسولفون بانسجام كبير..
بينهم توافق مدهش في الأفكار.. وحديث شيق.. واستمتاع كل واحد منهم بصحبة الثاني وكلامه..

عبدالله وجواهر كانوا مستمعين جدا بحياتهم الجديدة
كصديقين حميمين..
كأب وأم يشوفون الفرحة في عيون أولادهم..


لكن كزوج وزوجة
كرجل وامرأة
الأثنين كانوا أتعس مخلوقين في البشرية

جواهربدت تحس بتبدل مشاعر سريع وثوري وجذري ناحية عبدالله..
كانت تحاول انها تمنع سيل مشاعرها الانثوية اللي عانت الكبت لسنين طويلة من الاندفاع ناحية عبدالله..
لكنها عجزت وفشلت..
يمكن لوكانت طباع عبدالله غير.. يمكن كان لقت لها عذر تستمر على كراهيتها لعبدالله..
بس عبدالله كان غاية في اللطف والرقة والحنان مع الكل..

وكان عبق رجولته الصارخة يغرق المكان من حوله..
الرجولة اللي تدير رأس أعتى امرأة.. وبسهولة

من ناحية ثانية: سبب كرهها له.. أولادها..

لما شافت حبه لأولاده وحرصه عليهم وعلى تربيتهم..
ما قدرت انها ما تحس بفضله..
وخصوصا انه رباهم تربية ممتازة رغم انه كان وحيد في زمن يصعب فيه السيطرة على المراهقين..
صحيح نوف دلوعة شوي.. وعزوز حساس شوي..
بس هذا ما يعتبر عيب..
وعدا ذلك الثنين اخلاقهم وتربيتهم رفيعة جدا..
وكل هذا كان بفضل الله ثم عبدالله اللي قدر يحمي عياله ويحاوطهم برعايته وحرصه


جواهر غزتها مشاعر الانثى بحدة وعنفوان..
قرب عبدالله منها فجر مشاعرها المدفونة تحت الرماد..


عبدالله اللي اصبح شبه عاشق وشبه متيم..
كان يقضي طول اليوم يسولف مع جواهر الصديقة وام عياله.. كعبدالله الصديق وابو العيال

لكن لما يأتي الليل بسحره وتقليبه للمواجع..
يحضر عبدالله الرجل المفعم بالرجولة والعنفوان.. اللي مايشوف قدامه غير جواهر الانثى..

مايصدق ان جواهر تحط رأسها.. حتى ينط لغرفة الرياضة يهلك نفسه تمارين حتى ينهد ويرجع يرمي نفسه جنبها بدون ما يحس بنفسه..

لكن جواهر اللي من بعد اول ليلة راح وماعرفت وين..
صارت تحس فيه كل ليلة وهو يقوم ويغيب ساعة عشان يرجع مهدود تفوح منه ريحته الرجولية اللي دوختها.. وينام مثل القتيل...

جواهر ماكانت متأكدة هو ليه يسوي كذا
لأنه كان يعاملها باحترام كبير يصل احيانا لدرجة البرود.. وعمرها ما حست في نظراته برغبة او شوق.. او حتى انه شايف قدامه انثى من أساسه..

هذا الشيء كان يجرح جواهر بعمق.. ويشككها في أنوثتها
(معقولة يكون مريض.. او يعاني من مشاكل..(جواهر مثل اللي انضربت على رأسها بمطرقة) ممكن يكون في هذا تفسير لبروده.. وانه قعد طول هالسنين بدون زواج..
والا رجال في عز شبابه اشلون بيصبر هالعمر كله بدون مره..؟؟
وعشان كذا سالفة التنازل عن الحق الشرعي عجبته.. لأنه بتخلي سره محفوظ)

جواهر لما وصل تفكيرها لهذه النقطة.. حست بطعنة حادة في قلبها.. (معقولة..؟؟ معقولة؟؟)

ونطت تتصل بنجلاء تفرغ بعض توترها
لكن طبعا بدون مايخطر ببالها إنها تقول لها عن شكوكها في عبدالله.

نجلاء بعيارة: هلا والله بعصفورة الحب..

جواهر بتحسر: والله انج متفرغة..

نجلاء بمرح: افا.. الحلو زعلان.. عبدالله مزعلج في شيء؟؟؟

جواهر بصوت عميق: بالعكس عبدالله ما باقي الا يحطني فوق رأسه..

نجلاء باهتمام: زين ليش زعلانة؟

جواهر بود: موب زعلانة.. متصلة أسولف معج..

نجلاء بحب: إلا زعلانة.. وخليني أنا أسهل عليج.. شأخبار خرابيط الحق الشرعي؟؟

جواهر تنهدت بعمق لتفهم نجلاء لها: الوضع على ماهو عليه..

نجلاء بصدمة: من جدج؟؟

جواهر بحرج: ليش مستغربة؟؟

نجلاء بدهشة: إلا ليش ما أستغرب؟؟ (وبعدين كملت بعيارة) وبعدين ليش زعلانة؟؟ مو انتي اللي تبين كذا؟؟..
وقرفانة منك...!! وارجع اللي في بطني إذا فكرت فيك..!!
فيه وحدة تقول كذا لزوجها.. زين ماهج برا البيت من أول ليلة..

جواهر بتموت من الحرج: نجلاء..عاد اللي صار..
وكلام الواحد على البر.. غير إحساسه وهو في المعمعة..
أنا ما توقعت أن وجود عبدالله جنبي ممكن يفجر أحاسيسي بهذا الشكل..

نجلاء بعيارة: شنو هذا؟؟ حب؟؟

جواهر بعمق شديد: ما ادري هو هو حب أو شوق لماضي تمنيته وماعشته.. عبدالله كان الرجّال الوحيد اللي انا عرفته، وبعده سكرت قلبي وعيني...(جواهر سكتت لأنها ماحبت تسترسل في هذا الموضوع بالذات، ثم كملت ببعض انفعال) المشكلة نجلاء أنه كأنه يشوف أخته قدامه..
محترم زيادة عن اللزوم.. لطيف زيادة عن اللزوم..
يمكن مرت أوقات حط يده على كتفي.. حط رأسه في حضني.. باس رأسي..
بس كنت أحس أنه يسويها معي مثل لو كنت أخته.. مو زوجته.. وأنثى قدامه..
في الوقت اللي كنت أنا أحس أني بأذوب لقربي منه..

نجلاء باهتمام: طيب هل مشاعرج كانت واضحة بالنسبة له..؟؟

جواهر باستنكار: طبعا لا..

نجلاء بتفهم: وليش هو مايكون نفس الشيء؟؟

جواهر بشك: ما أعتقد.. الرجّال ما يقدر يكتم مشاعره مثل المره...

(وطبعا جواهر مستحيل تقول لها عن إنها شاكة أنه مريض.. لأنه لو كان فعلا مريض مستحيل تخلي حد يعرف عن الموضوع)

نجلاء بعيارة: أكتشفي بنفسج..

جواهر باستفهام: أشلون؟؟

نجلاء بخبث: أنا اللي بأقولج يعني؟؟؟ أغريه.. الإغراء لعبة تفنن فيها الزوجة.. وبعدين هذا زوجج.. حلالج..

جواهر كحت: أنا أغريه.. ومن؟ عبدالله؟ لا لا مستحيل..

نجلاء بعيارة: أنا قلت لج نطي في حضنه.. كل السالفة قميص نوم مغري.. وهو بيفهم بروحه إنج تعطينه القرين لاين..

جواهر باستنكار: لا لا مستحيل اللي أكون أبدأ بالخطوة الأولى.. هو اللي لازم يبدأ..

نجلاء بمرح: زين كل واحد منكم خله يقعد على كرامته اللي ذابحته.. وخلوها تنفعكم


***************


في الوقت اللي كانت نجلاء تكلم جواهر..

كان جاسم داخل على أمه جاي من برا.. دنق على رأس أمه بحب واحترام..

أمه كانت قاعدة مهمومة ، جاسم بحب: أفا.. أم جاسم شكلها ضايقة.. قومي أروح أنا وياج سوق واقف.. نفر شوي

أم جاسم بهم: همي مايوديه كل أسواق الدنيا..

جاسم برعب : أفا يمه.. لاعاش من يضيق خاطرك.. وش مزعلج..؟؟

كان جاسم في أواسط الثلاثينيات.. مربوع وملامحه طفولية جدا..
وقلبه أشبه مايكون بقلب طفل من قد ماهو طيب ونظيف..
متزوج نجلاء من حوالي خمس سنين.. لكنهم قعدوا ثلاث سنين لحد ماحملت نجلاء بحمد..

أمه بصوت حزين وعميق: يمه جاسم أنت عارف إن نجلاء غلاها من غلا خواتك والله العظيم..

جاسم بخوف: يمه نجلاء مضايقتج في شيء..؟؟

أم جاسم بحب: حاشاها أم حمد.. والله إنها تعاملني مثل أمها وأكثر..

جاسم اللي تنفس براحة: زين وش فيج؟؟

أم جاسم بقلق: دلال.. بنت خالك أحمد

جاسم بحذر: وش فيها؟؟

أم جاسم بتردد: فكت حدادها من كم يوم..

جاسم وهو مو فاهم شيء: وطيب؟؟

أم جاسم مثل اللي تلقي قنبلة: أبيك تتزوجها..
 
الجزء الثالث والخمسون





هند قاعدة في الصالة تشوف التلفزيون..

فايز اللي جاي من برا.. جاء وقعد جنبها..

سألها: وين أمي؟؟

هند بدون اهتمام: ما أدري.. عند خالتي.. عند الجيران.. في السوق.. هي أمك تقعد يعني..؟؟

فايز باستفسار غاضب: ووين الرقم اللي قلت لج جيبيه؟؟

هند بطفش: أتصل بنوف موبايلها مقفول..
تدري؟؟... السالفة ذي كلها أقرفتني.. ومالي مخ لها..

فايز بحدة: بس أنا لي مخ.. ورقم جواهر لازم تجيبينه لي..

هند ألتفتت عليه بحدة: من وين يعني؟؟ من مخباي؟؟

فايز بحدة أكبر: قومي ألبسي أوديج.. وخذي معاج ورد على أساس أنج جايه تسلمين وتباركين.. وجيبي لي الرقم..

هند بعصبية: فايز.. اعتقني من شوفة عجوز النار.. تركبني العفاريت لاشفتها..

فايز اللي فاهم أخته.. قال بخبث: يعني عشان شفت حد أحلى منج انطبقت الدنيا..
عشر دقايق وتكونين جاهزة.. انا ناطرج في السيارة..


***************



جاسم دخل على نجلاء وهو مهموم..

نجلاء من يوم شافت وجهه.. أعتفست..
جاسم ما يعرف يخبي مشاعره أو اللي داخله..
كان دائما بالنسبه لها زجاج شفاف تستطيع قراءة انعكاسات مشاعره وانفعالاته خلفه..

نجلاء قربت من جاسم اللي سلم
وقعد على السرير سرحان.. خذت غترته من فوق رأسه وعلقتها..

ورجعت قعدت جنبه.. وقالت برقة: حبيبي وش فيك..؟؟

جاسم ألتفت عليها برقة....
وقال لها: مافيني شيء يا قلبي..لا تشغلين بالج..

نجلاء بالها أنشغل.. جاسم عمره ماخبا عليها..
وقالت بقلق: حبيبي تخبي علي؟؟

جاسم بتعب.. وهو يتمدد على السرير بثوبه: تكفين نجلاء ..لا تلحين علي.. أبي أنام شوي واللي يخليج..


****************
 
هند وصلت لبيت عبدالله بدون ما تعطيهم خبر

دخلتها الفلبينية لمجلس الحريم بعد ماخذت الورد منها.. وطلعت تبلغ ربة البيت الجديدة..

جواهر وقتها كانت توها مخلصة لبس..
لبس جديد اشترته قبل أمس هي والبنات من السيتي سنتر..

كان فستان شيفون قصير لتحت الركبة بشوي صدره وأكمامه الجابونيز مزمومة.. ولبست معه صندل واطي مرصع بالكرستال.. وعملت شعرها كيرلي

كانت تبي عبدالله اللي على وشك الرجوع من المؤسسة يشوفها بطلتها الجديدة..
إحساسها الانثوي حضر بحدة صارخة مؤلمة..

نزلت للضيفة اللي مادرت من هي لحد ماشافتها..
رحبت فيها بمودة.. رغم إنها ما كانت تبي تشوفها..

وهند ولعت لما شافت منظر جواهر الخيالي..
وقالت من تحت أضراسها: ألف مبروك خالتي..
وأمي بعد تبي تبارك لج.. ياليت تعطيني رقمج عشان تبارك لج بنفسها..

جواهر اللي ما تدري بشيء، وحسن النية رائدها.. قالت بود: إن شاء الله حبيبتي..

وعقب ماخذت هند رقم جواهر، قالت بود مصطنع: وينها نوف؟؟

جواهر ما كانت تبي بنتها تقابلها.. وخصوصا إن نوف عندها امتحان وتدرس
فقالت لها بود : سامحيني يا قلبي بس نوف عندها امتحان بكرة.. وتدرس.. انتي ما عندج؟؟

هند بمياعة: عندي.. بس درست وخلصت..

وقتها دخلت الشغالة..
وخبرت جواهر إن عبدالله وصل ويبيها برا

جواهر أستأذنت من هند : دقايق حبيبتي وراجعة لج..

هند ولعت ( نعنبو.. موقادر يصبر على بعدها دقايق..)

ودقت تتصل على فايز اللي كان أصلا بعده ينتظرها تحت

عبدالله وهو داخل شاف سيارة فايز واقفة تحت..
نزل عليه.. وسلم.. وحلف عليه ينزل يتقهوى..
بس فايز الل كان قاعد يتميلح عند عبدالله مارضى وقال مستعجل..
وهو يشوف بحقد عبدالله بطوله ووسامته منافس يتجاوز فايز رغم وسامته بمراحل كثيرة..

عبدالله دخل .. وطلب من الفلبينية تنادي له جواهر..
رغم انه ماكان يبي شيء... بس يبي يشوفها..

هذه الأيام عبدالله يشعر وهو في مشاويره برا البيت..
أن يسار قفصه الصدري شديد الخواء.. لين يشوفها

فيشعر حينها أن هذا اليسار امتلأ إلى حد الانفجار..
إلى حد العجز عن الاحتمال..
شعور غاية في الروعة.. غاية في الوجع إلى حد الانتهاء


عبدالله لما شاف طلة جواهر المختلفة.. حس قلبه بيطلع من مكانه لوعة ولهفة وإعجاب..

(حرام عليج يا جواهر خفي علي.. أنتي شكلج تبين تجلطيني)

جواهر قربت منه مبتسمة وهي بتموت تسمع كلمة إعجاب وحدة.. وحدة بس..
تحسسها أن تعبها في التأنق له.. ولهفتها الحادة عليه.. ماراحوا خسارة

بس عبدالله كتم مشاعره المتأججة المحرقة في داخله..
عشان ما يبين قدام جواهر إنه يخلف بوعده الغبي لها..

ابتسم وقال: حيا الله أم عزوز.. عندكم ضيوف؟؟

جواهر بابتسامة: فيه رفيقة نوف..

عبدالله بود: زين رفيقة نوف خليها مع نوف.. وانا وأنتي خلينا نطلع نتعشى برا..

جواهر بنفس الود: ما أقدر.. نوف عندها امتحان وتدرس..
وعلى كل الأحوال ما أقدر أخلي نوف وهي تدرس.. لازم أظل قريب منها..

عبدالله بابتسامته العذبة: الله لا يحرمكم من بعض..

وكانت جواهر تبي تستأذنه وترجع لهند
لكنها تفاجأت بهند تطلع عليهم، وتمر عليهم
وتقول بطريقتها المايعة: عن أذنج خالتي.. أخوي مستعجل..بأروح..

عبدالله لما شاف البنية طلعت
نزل عينه، وكان يبي يروح..

لكن هند وقفته لما قالت: عمي بو عبدالعزيز.. مساء الخير

ومدت يدها لعبدالله... عبدالله كان أصلا ما يصافح حريم.. لكن شاف البنت مدت يدها..
قال في نفسه: حرام هذي مثل بنتي.. وماني مفشلها..

فمد يده.. جاء يبي يفك يدها بسرعة.. بس هند ظلت شادة على يده..

وهي تقول بمياعة: الف مبروك عمي.. منك المال ومنها العيال.. إذا كان بعدها خالتي تقدر تجيب عيال..

جواهر هنا حست إنها خلاص على وشك الانفجار لشظايا محرقة مدمرة
وعرفت إن عبدالله خلاص اقتحم أخر حصونها اللي كانت تحاول بضعف الاحتماء خلفها من طوفان مشاعرها ناحية عبدالله..
لأن الغيرة كانت دليل صارخ على حبها لعبدالله وشعورها أنه ملكها هي وبس.

واللي كانت جواهر تحسه ماكان (مجرد) غيرة ..
كانت حاسة بنار محرقة قاتلة مرعبة تلتهم بوحشية قلبها واعصابها وأحشائها..
نار مستعرة ممكن تحرق كل شي قدامها بلمح البصر..

وخصوصا إن هند كانت بنت حلوة وجذابة جدا..
وجواهر اعتقدت أن عبدالله هو اللي طول وهو ماسك يد هند..

عبدالله في الأخير شد يده بقوة
وقال بشوي حدة: يا بنتي تأخرتي على أخوج اللي قاعد ينطرج..

هند بمياعة وهي تطالع عبدالله بنظرة خاصة: مع السلامة عبدالله..
والتفت على جواهر وقالت بملل: مع السلامة خالتي..

هند أصلا كانت قررت إنها ما ترجع لذا البيت..
عبدالله مستحيل يكون لها معه فرصة وهو عنده زوجة مثل هذي...
ونوف أصلا تحسها أفكارها طفولية بالنسبة لأفكار هند الشيطانية..

لكنها قررت إنها تترك لهم ذكرى صغيرة..


وتركتها..


****************
 
الشباب طالعين من النعيرية متوجهين للدوحة
محمد يسوق.. سالم جنبه
وجبر وخالد ورا..

محمد بنبرته المرحة: هاه يا جبير.. عادك بتخاوينا؟؟

جبر يضحك: لا حرمت.. ذبحنا البرد يا أخوك..

محمد يضحك: مهوب حولك.. الاسبوع الجاي احتفالا بامتحاناتي اللي بأخلصها.. بنرجع.. وبنخيم أسبوع وكلكم معي..

سالم بابتسامة: أنا اسمحوا لي..

خالد بعيارة: إيه المعرس.. ما يبي يبعد من الدوحة.. ما يبي يبعد عن ريحة الحبايب

سالم بضحك: نعنبو.. انتو تبون الواحد يذبح هله.. والا يذبح روحه عشان يخلص من تعليقاتكم..

محمد بعيارة: المهم يالربع.. تراني نسيت أقول لكم:
ترا سالم عازمنا كلنا نخاويه لشهر العسل..
وبعد المداولات ولأنه ما يصير مره معنا واحنا كلنا شباب.. فإحنا بناخذ سويلم مربط معنا
وبنخلي المدام تقعد في ربوع الدوحة تستانس بروحها.. وسالم يستانس معنا..

سالم يضحك: مهوب حولي.. أنا أصلا قبل عرسي بأسبوع بأعين بودي جارد معي.. أخاف تخطفوني. محيميد ذا يسويها.. وينكبني..

محمد بعيارة: يمكن أبي أنقذك..

جبر بمرح: عقبال ما تنقذني أنا..

خالد يضحك: وانا مالي نصيب في الانقاذ.. خاطري تنقذوني بعد..

محمد يضحك: أنت عادك بزر.. خلوهم لين يفطمونك من المرضاعة..


********************


نجلاء نزلت شايلة حمودي عشان تقعد مع أم جاسم..
وبالها مشغول مع جاسم اللي تركته نايم في الغرفة.. مع أنه عمره ماسواها ونام هالحزة..

أم جاسم كانت قاعدة مهمومة.. لما جات نجلاء.. دنقت على رأسها.. وسلمت.. وقعدت جنبها..

أم جاسم بهم كبير: نجلاء أنتي عارفة بغلاج عندي والله الشاهد..

نجلاء قلبها رقع (وش ذا المقدمة): أكيد يمه.. مافيه شك..

أم جاسم تكمل بذات النبرة المهمومة الجادة: أنتي تدرين أن دلال بنت أحمد فكت حدادها..؟؟

نجلاء بمودة: والله..؟؟ لازم أتصل فيها واسلم عليها...
زين والله.. عشان ترجع لشغلها المسكينة.. أكيد بتموت من قعدة البيت..

أم جاسم بتردد: وهذا هو الموضوع.. أنتي تدرين ان دلال كانت وحيدة أهلها.. وأمها توفت وهي صغيرة.. وأبوها توفى عقب عرسها بسنة..
وتعرفين إن دلال مسكينة لا تهش ولا تنش.. قعدت عند رجلها 6 سنين وماجابت عيال..
والحين مايصير تقعد بروحها.. البنية حلوة وصغيرة وينخاف عليها..

نجلاء عبرتها نطت ببلعومها وكأنها فهمت عمتها وش تبي: طيب يمه؟؟

أم جاسم بهم : أنا أبي جاسم يتزوجها.. أدري أنه الموضوع صعب عليج.. وما ألومج..
بس هالبنية نخليها لمن..؟؟
أخوي أحمد وصاني أنا وجاسم عليها.. مايصير تقعد في بيتها لحالها..
أدري ان المره مستحيل تقبل ضره.. بس دلال تعرفينها.. مافيه أطيب من قلبها..


نجلاء اللي حست إنها انذبحت بكل معنى الكلمة
وكأنها تشوف دمها يجري نهر ثائر أمامها يضرب ضفتيه بقسوة محمومة
( مره تشاركها في جاسم... ولا.. من بين كل الحريم.. دلال.. دلال عاد!!!!!!!)

نجلاء بنبرة مذبوحة: يمه تكفين بأخلي حمود عندج
وجاسم لو سأل عني.. قولي له طلعت مع ماجد شوي.. وبأرجع..

نجلاء قامت..وهي تطلع الدرج تبي تجيب عبايتها
اتصلت بماجد.. بصوت ميت: ماجد تعال ابيك الحين..
حاسة أني باموت والله بأموت.. أبي أطلع من البيت الحين.. تعال خذني.. تكفي يابو فيصل..

ماجد حس قلبه نُزع من مكانه بكل وحشية: 5 دقايق واكون عندج..


****************



جواهر بعدها واقفة حاسة بنار تحرقها .. تحرق كل خلية فيها وتحيلها لرماد.. نار تصهر جسدها وروحها وأعصابها ومشاعرها..

وعبدالله كان واقف محرج: أشفيج جواهر؟؟

جواهر اللي خلاص واصلة اخرها: لا تكلمني.. ما أبي أسمعك ولا أسمع صوتك..

وطلعت بحدة لغرفتها

ماوصلت غرفتها إلا عبدالله وراها..
يمسكها من عضدها ويشدها ويلفها ناحيته بقوة..
وأصابع كفه تضغط بقسوة على عضدها
ويسألها بحدة: ممكن أعرف سبب الكلام السخيف والحركة الأسخف اللي أنتي سويتيها.. أنا ماني بأصغر عيالج.. أنا رجلج..

جواهر اللي خلاص الغيرة والغضب اعموها: مبين رجلي.. ويا عيني على الرجولة.. أنت والطوفة واحد..

عبدالله اللي كان يحاول يمسك نفسه، عشان مايمد يده عليها..
رد عليها بغضب رجولي هادر: جواهر أنا رجّال وغصبا عنج..
ومن قبل تجيبج أمج رجّال..
ومنتي باللي تجين الحين تعلميني الرجولة..
ولا تستفزيني.. يصير شيء مايرضيج

جواهر بغضب أكبر: وإن استفزيتك..
أصلا أنت منت برجّال ولا عندك إحساس..
كيس ثلج لا تحس.. ولا تراعي مشاعر الناس اللي عندك..
 
الجزء الرابع والخمسون





جواهر اللي خلاص الغيرة والغضب اعموها: مبين رجلي.. ويا عيني على الرجولة.. أنت والطوفة واحد..

عبدالله اللي كان يحاول يمسك نفسه.. عشان مايمد يده عليها
رد عليها بغضب رجولي هادر: جواهر أنا رجّال وغصبا عنج..
ومن قبل تجيبج أمج رجّال..
ومنتي اللي بتجين الحين وتعلميني الرجولة..
ولا تستفزيني.. يصير شيء مايرضيج

جواهر بغضب أكبر: وإن استفزيتك..
أصلا أنت منت برجال ولا عندك إحساس..
كيس ثلج لا تحس ولا تراعي مشاعر الناس اللي عندك..

عبدالله اللي خذ غترته ورماها على الأرض.. دف جواهر على السرير.. وقال لها وعيونه تطق شرار:يعني أنا في عينج ماني برجال؟؟ تبين تتأكدين؟؟

جواهر ما كانت مستوعبة اللي يصير.. شافت عبدالله يروح يقفل باب الغرفة.. ويرجع عليها وهو يفتح ازرار ثوبه.. كاشف عن عضلات أعلى صدره النافرة وعروق رقبته البارزة بقوة من شدة الانفعال..

جواهر نطت واقفة
عبدالله بغضب وهو يدفها مرة ثانية على السرير: أنا ما قلت لج قومي.. أنتي ما تبين تتأكدين من رجولتي..؟؟
خل نعطيج درس يأكد لج.. إذا كنتي نسيتي الدرس اللي قبل 18 سنة..

جواهر حست إنها مشلولة، وتفكيرها مشلول (وش سويت بروحي يارب؟) ..
لكنها كانت تحاول تقاومه بعنف.. بس ماقدرت على قوة عبدالله الجسدية الهائلة..
كانت ايدين عبدالله تثبت ايديها بقوة.. ووجهه مدفون في شعرها.. وانفاسه الحارة تكاد تحرق رقبتها.. وريحته الرجولية العميقة تحتويها بسحر موجع

حست قلبها بيوقف.. والاضطراب يهزها بعنف مدمر..
وكانت على وشك إنها تنهي مقاومتها.. اللي حست إنها تمثيلية مالها معنى..

لولا إن عبدالله بنفسه فلتها
و نط واقف..

وهو يقول بانفاسه الطايرة وصوته المرتعش: أنا آسف جواهر آسف.. سامحيني..

بعد عن السرير شوي..
في الوقت اللي جواهر رجعت لرأس السرير.. ولصقت ظهرها فيه.. وهي تضم نفسها.. وتوطي أطراف فستانها القصير على سيقانها.. وترتعش بعنف قاتل مثل عصفور مبلل

عبدالله بحزن وهو يتناول شنطة صغيرة فاضية من تحت السرير: ما أنكر أني كنت أتمنى لو أني استمريت للأخر.. وأني والله العظيم بذلت جهد خارق وقاتل ومؤلم وموجع عشان أوقف نفسي..
لأني مستحيل أغلط الغلطة هذي معج..
أنا حلمت كثير باللحظة اللي بتكونين فيها لي...
بس كان الحلم دايما مشترك..

أخذ الشنطة وبدا يحط فيها ترينغات رياضة وملابس داخلية

وكمل بانفعال يهزه هز: جواهر خلاص أنا ماعاد فيني صبر.. تعبت من التمثيل وكبت مشاعري..
وانتي منتي بحاسة فيني أبد.. ومربطة يدي بإحساسج بالقرف مني اللي ما اقدر أتجاوزه..

تدرين جواهر لو القضية مجرد شهوة ورغبة جسدية، كان شيء مقدور عليه..

لأني تعودت طول عمري على كبت رغباتي (وكمل بمرارة ممزوجة بحزن قاتل) لكن الأمر عندي يتجاوز هذا بكثير.. بكثير..

(بتردد حزين) روحي اللي تعبت من الوحدة والغربة والوجع تذوب والله تذوب بكل معنى الكلمة..
تذوب شوق ولهفة ووله لروحج.. ورغبة في الامتزاج بها ومعها وفيها..


جواهر لحد الحين مو قادرة تستوعب اللي هو يسويه
لأن مشاعرها كلها مع كلامه اللي كان يهزها هز: أنا باروح كم يوم للشاليه اللي في الخور.. عشان ترتاحين مني.. وانا اريح أعصابي اللي على وشك إنها تنفجر..

وإذا رجعت بأخذ وحدة من غرف الضيوف وأنقل أغراضي فيها..
انا ما أقدر أقعد معج في غرفة وحدة خلاص.. ما أقدر استحمل..

جواهر كان نفسها تنط.. وتوقفه..
وهي تشوفه يسكر شنطته..
ويسكر أزرار ثوبه..
ويتناول غترته وعقاله من الأرض..

بس ماسوت شيء غير إنها ظلت تراقبه..
لحد ماطلع وسكر الباب وراه
وغاب عن عيونها


*******************



ماجد خذ أخته اللي من لما ركبت معه وهي تبكي بهستيرية ووداها لبيته..

تركها تبكي براحتها على كتفه.. لحد ما شبعت.. لما بدت تهدأ، سألها بحنان: نجولتي الغالية ليش تبكي؟؟

نجلاء بصوتها الباكي: عمتي أم جاسم تبي تزوج جاسم..

ماجد بغضب نط واقف: وليه ؟؟

نجلاء بتأثر: تبي تزوجه بنت أخوها اللي توها فكت حدادها..

ماجد بتفهم: بس إذا هي تبي.. مو معنى كذا إن جاسم بيطيعها.. ليش سويتيها سالفة.. وخصوصا ان جاسم يموت عليج..

نجلاء رجعت تبكي: بس البنية أبوها وصى جاسم عليها، وساكنة في بيت بروحها ومالها حد.. يعني الواجب يقول إن جاسم ملزوم فيها..

ماجد بعيارة يبغي يفرفشها: حتى لو تزوجها جاسم.. بتصير هي سكند كلاس.. وأنتي الفرست..

نجلاء بانهيار: بلاك ماشفتها.. والله جاسم لو يتزوجها أصير أنا ثيرد كلاس.. حتى سكند ما أحصل..

ماجد اللي كانت جواهر حركت احساسه نحو الجنس الآخر: ليه لذا الدرجة حلوة؟؟

نجلاء بتاثر والتفكير الأنثوي يشل قدرتها على التفكير المنطقي: أنا أعرف أن جاسم يحبني وايد..
بس أنا أعرف أني عادية.. دلال أصغر مني وأحلى بوايد..
وعليها بياض ونعومة تفلق الصخر..
أشلون أقدر أنافسها ذي..؟؟
ممكن جاسم يظل وفي لي شهر والا شهرين..
بس عقب الا يذوب.. وخصوصا إنها طيبة ومسكينة والحق يقال..
يعني لو حلوة وأخلاقها شرسة كان قلت لي أمل..

ماجد بجدية: دام مواصفتها كذا أكيد بتحصل لها زوج..بعيد عن زوجج..

نجلاء بحزن: وهم يعني بيقعدون ينطرون لين حد يخطبها.. وخصوصا إنها كانت متزوجة 6 سنين وماجابت عيال.. يعني أي حد بيخطبها بيخاف إنها ماتجيب عيال..

ماجد مثل اللي يلقي خبر قنبلة: طيب ولو أنا خطبتها.. توافق علي؟؟


**************
 
جواهر اللي كانت بعدها قاعدة على سريرها مو قادرة تسيطر على أعصابها..
فوجئت بنوف تدخل عليها.. مثل الأعصار..
" يمه صدق أبوي رايح يقعد في شاليهنا اللي في الخور؟"

جواهر حاولت تمسك أعصابها وردت بهدوء: وهي تمسح على شعر نوف: إيه حبيبتي؟؟

نوف بحزن: ليه ياربي.. أنا متعودة على وجوده أيام امتحاناتي.. أحس ما أقدر أدرس من غير طلته كل شوي علي..

جواهر حست بطعنة قاسية في قلبها.. وهي تشعر إن زواجها من عبدالله بدل ما يدعم نفسية عيالها ويدفعهم لقدام، بدأ يأثر على نفسيتهم

هذاك اليوم عزوز زعل من نومة أبوه تحت، واليوم نوف حزينة أنه راح وقت امتحاناتها..

جواهر ردت بهدوء: هو عازم رياجيل هناك.. وبيرجع بكرة ان شاء الله..

نوف بتشكك: بس هو قال بيقعد كم يوم؟؟

جواهر بثقة: بيرجع بكرة يا قلبي.. المهم أنتي تركزين في دراستك.. وامتحانج اللي بكرة..

نوف اللي ابتسمت: أكيد مامي..

جواهر بحب: أكيد يا قلبي.. ويالله روحي كملي دراستج وأنا جايتج بعد شوي..

جواهر اللي كانت معتزة بكرامتها جدا.. لكن توصل لحد مصلحة عيالها ولا.. أرسلت مسج لعبدالله:

" نوف
متأثرة وايد من غيابك..
أنا قلت لها أنك عازم رياجيل
و بترجع بكرة
أتمنى ما تطلعني كذابة قدامها..
ومشاكلنا أعتقد أنه ممكن نحلها بيننا
بدون ما يحسون عيالنا"


بعد دقايق وصلها رد عبدالله

" جواهر
أنا تعبان حدي ما أقدر أرجع بكرة
عطيني كم يوم
واللي يرحم والديج
دوري لنوف عذر"

جواهر تربطت يدها.. ما تقدر تهين نفسها وتترجاه أكثر من كذا..


****************


منيرة في غرفتها قاعدة على سريرها
عيونها شاردة..
أهلها أصبحوا شبه متاكدين أنها أصبحت مجنونة..
إلا سارة..
اللي كانت دموعها ما تنشف
وإحساسها بالذنب يقتلها..

أبو علي
دخل غرفة بناته بالراحة
لما شاف منيرة بعدها على قعدتها
وعيونها خالية من الحياة..
حس ألف رمح يطعنون قلبه بكل قسوة الدنيا

قرر يريح ضميره
ويقول لها شيء يمكن ينتزعها من حالة الجنون
رغم أنهم أصبحوا يشكون أنه فيه شيء ممكن يرجع منيرة المجنونة اليوم.. لمنيرة المرحة المليانة حياة أمس

قرب منها وجلس جنبها.. وقال لها بحنان كبير:
" منيرة يا أبوس
سالم بيوصل الليلة من السفر
وبكرة إن شاء الله من الصبح
بأروح أنا وياه المحكمة وأخليه يطلقس"

منيرة من سمعت كلام أبوها
حست كأن الحياة رجعت لروحها اليابسة كأرض جرداء أغرقتها أمطار الخصب

نطت تسأل أبوها بحماس :صدق يبه صدق
مع أنه لها 3 أيام ما تكلمت بكلمة

أبوها بصدق وحب وفرحة خرافية: اللهم لك الحمد والشكر.. لو أدري أن الكلمة ذي بتونسس كان قلتها لس من أول يوم
صدق يا أبوس صدق..بكرة بأخلي سالم يطلقس
وسالم الله بيرزقه "

سارة اللي غرد قلبها من الفرحة لرجوع منيرة لهم...ماكانت مصدقة اللي قاعد يصير قدامها..
وخصوصا أن منيرة نطت تحضن أبوها وتبوسه: يبه تكفى أرسل السواق لبيت مها.. خله يصور لي أوراق امتحان بكرة... أبي أدرس.. ويالله الوقت يكفيني

أبوها بحب وسعادة وهو طالع: إن شاء الله يا أبوس.. إن شاء الله..

سارة قربت بفرحة مجنونة تبي تحضن منيرة
لكن منيرة وقفتها بيدها.. وقالت بحقد : سارة أنا عمري ماراح انسى انس خدعتيني.. وبديتي سالم علي..
أنتي مو بس خدعيتيني.. أنتي طعنتيني أقسى طعنة ممكن أخت تتلقاها من أختها..
وضحى تبي فستان لعرسها؟؟ هاه ؟؟ لذا الدرجة هنت عليس؟ لذا الدرجة

سارة حست إن قلبها مات وروحها انطفت.. وتراجعت وهي تحس قلبها ينزف دمع ودم..


******************
 

نجلاء المصدومة طالعت في ماجد: أنت من جدك؟؟

ماجد بثقة: أكيد..

نجلاء بدهشة: يعني عقب ماصرعتنا على جواهر.. وكنت حتى بتخرب زواجها من عبدالله..
جاي بهالسرعة تبي وحدة غيرها.. ما تدخل في الرأس ذي..


ماجد بلهجة جادة: أنا قبل كنت رافض فكرة الزواج بالكامل.. وتدخل أي مره في حياتي..
بس بعد جواهر صرت مقتنع بالفكرة..
ولما جواهر صار نصيبها مع غيري.. ليش أنا بعد ما أشوف نصيبي مع وحدة تنسيني إياها..

نجلاء بتحذير: بس دلال موب نفس مستوى جمال جواهر..

ماجد بتحسر: وجواهر من مثلها.. بس خلاص صارت نصيب عبدالله أول وتالي

وكمل باستفسار: أنتي مو بنت خال زوجج ذي تقولين حلوة وأخلاقها زينة؟؟

نجلاء بثقة: إلا حلوة ونص.. وأخلاقها فوق ما تتصور.. بس (كملت بحذر) بس أخاف إنها يكون عندها مشكلة في الانجاب..

ماجد بإيمان: ويمكن كانت المشكلة من زوجها... أنا نفسي انشرحت لذا البنية خلاص..

نجلاء بخوف: أخاف جاسم يقول أنتي دزيتي أخوج عشان يخلصج من بنت خالي..

ماجد بثقة: ماعليج من جاسم وأم جاسم.. خليهم علي..
وانتي طمني نفسج على جاسم اللي بيقعد من أملاكج الحصرية..


***************



دانة نايمة على ذراع سعود.. وسعود يلعب بشعرها
القعدة اللي أصبحت قعدة سعود المفضلة..
ويسولفون..

رن موبايل سعود..

(غريبة من بيدق ذا الحزة؟؟)

تناول موبايله بيد.. ويده الثانية تحت رأس دانة وشاف اسم محمد

سعود بشوي غضب: محمد مو كنك تأخرت..

سعود انتزع يده بعنف من تحت رأس دانة
ونط بعنف وهو يسمع محمد يصيح في التلفون بكل ألم الدنيا ووجيعته:

" ألحقنا يا سعود ألحقنا.. أفزع لنا تكفى ..................................................
 
الجزء الخامس والخمسون





سعود رمي موبايله على السرير
ونط يفتح أدراج التسريحة بسرعة وتوتر وجنون..
كأنه أصيب بما يشبه ماس كهربائي ينفض جسده بأقسى درجات الرعشة..

دانة اللي ارتعبت من شكل سعود اللي تغير 180 درجة
نطت وهي تسأل سعود بقلق: سعود انت ايش تدور؟؟ ومحمد بعيد الشر فيه شيء؟؟

سعود المتوتر والقلق والحزين واللي ضايع في انفعالاته: أدور جوازي.. وين راح؟؟ بأروح الحسا الحين..

دانة مثل اللي انضربت على رأسها صاحت برعب وهي تطيح على الأرض: خالد مع محمد.. العيال فيهم شيء سعود..؟؟ تكفى يا سعود علمني..

سعود طلع جوازه ورجع مكان مادانة طايحة على الارض ووقفها بقوة ..
وركز في عيونها مباشرة وايديه على أكتافها.. وهو يقول بتوتر وجدية: العيال إن شاء الله أنهم بخير..

اسمعيني يا دانة عدل.. أمي وخواتي أمانة في رقبتش لين نرجع..
عمرنا ماخليناهم انا محمد بروحهم.. لازم حد منا موجود..
والحين حتى خالد اللي كان ممكن أوصيه عليهم مهوب موجود..

أبي أحس أني وراي رجال في البيت لا تشغلين بالي عليكم
(سعود كان يتكلم في الوقت اللي عشرات الانفعالات تخطف دانة ووجهها وقلبها)

تكفين.. أمي لا تدري بشيء: أنا في الزام.. ومحمد عجبه الوضع في النعيرية وبيقعد يومين..

وعقب التفت سعود على موبايل دانة المحطوط على التسريحة
خذه ودقه شوي وعقب قال بنفس لهجته الجادة المليانة توتر: أنا سيفت رقم سواقنا سيد علي عندش، والحين أنا باعطيه فلوس وأنا طالع

أي شيء تبونه وصوه عليه.. هو رجال كبير وله سنين عندنا، أنا بأوصيه يقفل بيبان البيت الخارجية من برا.. قبل ينام.. ويفتحها الصبح

بس انتي تاكدي أنش قفلتي كل البيبان من داخل كل ليلة..

دانة برعب: سعود لا تخوفني عليكم.. وش السالفة؟؟ أنتم مطولين..؟؟

سعود باستعجال: إن شاء الله ماحنا بمطولين.. بس انا للحين ما اعرف الوضع هناك.. و هذي مجرد تنبيهات عادية..

وعقب طلع سعود بطاقة فيزا من محفظته وقال بجدية: خذي يا دانة، ولا تخلين شيء يقصركم لين اجي، بارسل لش رقمها السري مسج الحين..

دانة رجعت البطاقة وهي تقول بألم جارح: الخير واجد يا سعود
انت ليش تسوي كذا.. كانكم بتغيبون سنة
حرام عليك اللي تسويه فيني.. موتت قلبي والله العظيم

سعود بلهجة حزن وهو يفتح يد دانة ويسكر على البطاقة فيها: دانة تكفين ماعندي وقت للكلام..
مثل ماقلت لش.. انا تارك وراي رجال في البيت
خلي بالش من نفسش وامي وخواتي..
وما ابي حد يعرف عن أي شيء لحد ما اتصل فيش..

بعدها حب رأسها وطلع، وهو على الباب
قالت له دانة بحزن بلهفة بوجع: لا إله إلا الله..

سعود بحزن: محمد رسول الله..


****************
 
ماجد رجع أخته لبيتها..
وطلب يتكلم مع أم جاسم شوي..

أم جاسم لبست برقعها وجلالها، وقالت لنجلاء: خليه يتفضل..

كانت أم جاسم محرجة جدا ، كانت متوقعة إن ماجد يبي يعاتبها
وهي ما تقدر تلومه، مافيه رجال حر يرضى الضيم على أخته..

ماجد دخل وسلم، وقعد على الكرسي المقابل لام جاسم..
في الوقت اللي نجلاء انسحبت تشوف زوجها وولدها النايمين..

ماجد باحترام: أم جاسم طال عمر غاليج، وش تقولين فيني؟؟

أم جاسم بحرج: والنعم والسبعة أنعام.. ليت كل الرياجيل مثلك..

ماجد بنفس النبرة الجدية: يعني لو خطبت عندكم.. تزوجوني؟؟

أم جاسم باستغراب: بس ياولدي أنا ماعندي إلا بنتين كلهم متزوجات..

ماجد بلهجة خاصة: وبنت أخوج أحمد...

أم جاسم كحت: إذا أنت جاي تسوي ذا الحركة عشان أختك، ترى دلال ما تستاهل كذا.. دلال تستاهل رجّال شاريها..

ماجد بثقة: وانا شاري..
يعني يا أم جاسم.. أنا الرجّال العزابي اللي ماني بشاري
وجاسم الرجّال المعرس اللي يحب زوجته وعندهم ولد هو اللي شاري..

وربي اللي خلقني يا ام جاسم، أنه من مدح نجلاء لبنت أخوج أني نفسي انفتحت لها.. وتمنيتها صدق تصير مرتي..
إلا لو أنتي شايفتني ماني بكفو نسبكم..

أم جاسم باستنكار: إلا كفو ونص.. ودلال وين تلاقي مثلك..
بس يا ولدي عشان تكون على بينة، البنت لها 6 سنين متزوجة ماجابت عيال..
وماحد يدري العيب فيها أو في رجلها الله يرحمه..

ماجد بجدية: نجلاء قالت لي.. وانا قلت لج إني شاري..
أسألي البنت، لو وافقت علي.. مهرها في نفس اليوم عندكم.. وموعد العرس براحتكم..

أم جاسم بجدية: الموافقة إن شاء الله إنها بتوافق..
بس العرس على طول تتملكها وتأخذها لبيتك..
لأني أصلا ما أصريت أزوجها جاسم إلا لاني خايفة عليها من القعدة بروحها..
وإذا إن شاء الله كتب لكم نصيب مع بعض.. عرفت ليش أنا خايفة عليها كذا..

ماجد بتوتر(لحول وش ذا البلشة.. ما أسرع) : زين يا أم ماجد اللي تشوفونه..

نادي لي ولا عليج أمر على جاسم أتكلم معه بشكل رسمي


***************


نوف وعبدالعزيز ما ناموا إلا بعد ما اتصلوا في أبوهم عشرين اتصال..
عبدالله طمنهم عنه بس ماقدر يقول لهم كم يوم بيقعد..

في الوقت اللي جواهر كانت بتموت تبي تسمع صوته..
تبي تتأكد إن نبرة الحزن اللي غرقت أخر كلماته لها قبل يطلع واللي ذبحتها من الوريد للوريد تغيرت..

بتموت تبي تطمن عنه.. تشوف وضعه أشلون..

كانت على اعصابها وهي عارفة انه بيسوق هالمسافة كلها ووضعه النفسي على الحال اللي هو طلع بها..
ارتاحت شوي.. لما أكدت لها نوف إنه وصل بالسلامة..

جواهر متمددة على سريرها.. والنوم مجافيها..

الحزن يغزو قلبها من كل ناحية، ماتوقعت إن الوضع بينها وبين عبدالله ممكن يوصل لهذا الحال من التأزم وبعد ايام بس من زواجهم..

(لو كان حد قال لي قبل 5 ايام.. انه أنتي وعبدالله بيصير بينكم خلاف بيخليه يطلع من البيت، كان قلت: أبركها من ساعة، فكة منه ومن وجهه..

أشلون الحين حاسة كأن روحي فارغة وجرداء كصحراء قاحلة مثل الغرفة بدون حسه.. وصوته ورائحته..)

جواهر قامت من السرير، على الشماعة باقي غترة لعبدالله معلقة مابعد انغسلت..

خذتها جواهر بحنان.. ورجعت للسرير، لكن للناحية الي كان عبدالله ينام عليها، فرشت الغترة على مخدته، وحطت رأسها عليها...

خذت نفس عميق جدا من أعمق أعماق روحها وماضيها ومراهقتها وشبابها.. والباقي من عمرها..


وبكت..


***************
 

عبدالله على شاطئ الخور..
يجلس مقابل الشاليه على الشاطئ مباشرة..
الجو شديد الرودة.. يحمل نسائم بدايات يناير الصقيعية..

أشبه مايكون في جلسته بـ(مارس) رمز الحرب عند الرومان..

مارس الأسطورة.. محرك الحروب.. وآسر الحسناوات

يجلس على مقعده يبث شكواه الأسطورية للبحر، عل شقيقه اليوناني بوسايدون رمز البحر يرسل حورياته لانتزاع الحزن من قلبه..

عبدالله كان أسطورة حقيقية بوسامة أسطورية.. رماها حظها العاثر في حبائل أنثى أسطورية بحسن أسطوري..

وحينما تتواجه الأسطورتان ..
يحضر حزن أسطوري بنفس مستواهما.. بنفس عمقهما.. بنفس يأسهما..

عبدالله يجلس بلبس خفيف دون أن يخطر بباله انه يرجع للداخل لارتداء جاكيت يصد عن جسده العاري لسعات البرد القارصة..

(البرد سكن قلبي.. وش فيها لو سكن جلدي بعد!!!)

(تعبت ياعبدالله والله تعبت.. والله وجابت رأسك جواهر..
آه ياجواهر على قسوتك..
لهالدرجة قلبك أسود..
ماسمعتي: ارحموا عزيز قوم ذل..
هذا أنا وانتي..
حبك داس على كرامتي..
وأنتي تطاولتي على رجولتي..
والشرخ بيننا اتسع
ومسامحتك لي اصبحت حلم بعيد المنال
بعد الجنون اللي أنا سويته)


***************


الوقت قرب صلاة الفجر
سعود قرب من الأحساء
دانة نهائي ماتركته
تقريبا كانت تكلمه طول الطريق
وهو عشان كذا
ركب سماعة البلوتوث في أذنه
عشان يقدر يكلمها وينتبه للطريق..

سعود حاس بضيق نفسي غير طبيعي..حاس بثقل في روحه المرهقة من الخوف والقلق والفزع
يتصل على جوال محمد اللي يعطيه مغلق.. ومع كل اتصال لا رد عليه.. تزداد حالة سعود سوء على سوء
والرعب والقلق أتلفوا أعصابه اللي أصبحت مثل شعرة رفيعة على حد سكين مشحوذة بحدة..

رغم أن الفرق بينه وبين محمد 3 سنوات بس.. لكنه يحس أن محمد ليس مجرد أخوه.. لكن ولده.. مثل ما يحس إن الجازي ومها بناته..

وصل مستشفى الملك فهد بالأحساء.. وقف سيارته مايدري حتى وين وقفها..

ونط يركض بدون إحساس للطوارئ..
بعد ماقفل تلفونه اللي كان اصلا شحنه خالص..
مايبي دانة توتره لين يتأكد من وضع الشباب أشلون..

أول مادخل مع باب الطوارئ..

شاف محمد قاعد على الكراسي دافن وجهه بين إيديه..
وثيابه غرقانه دم..

وقتها سعود ماقدر يكمل..


انهار


وطاح على ركبه على بلاط المستشفى البارد..
 
الجزء السادس والخمسون




سعود لما شاف محمد والدم مغرقه.. ماقدر يستحمل..

حس رجوله أصبحت مادة هلامية غير قادرة على احتمال ثقل جسده

محمد اللي انتبه للرجّال اللي طاح عرف بقلبه قبل عينه أنه سعود..
قام يركض له وهو يسحب رجله والممرضين وراه برعب..

محمد بعمق حزين قاتل ساكن كسكون الموت: سعود أنا بخير.. قم جعلني فداك..

سعود تسند على يد الممرض اللي قومه وقال له بقلق: لا يا أخويا.. الأستاز مش بخير خالص..
عنده أصابات مختلفة في مختلف نواحي جسمه ونزف كثير.. واعتقد أنه يمكن عنده التواء في الكاحل.. إزا ماكنش كسر..

بس هو معند.. ما يتعالجش إلا لما يتأكد أن التلاتة اللي معاه كلهم كويسين..

سعود بلهجة قلق قاتل: والثلاثة الباقيين أشلونهم؟؟

الممرض: اتنين وضعهم مستقر وحالتهم أحسن حتى من حالة الأستاز اللي مش راضي يتعالج.. بس التالت حالته صعبة خالص وتحت رحمة ربنا


**************


جواهر صحت بدري.. مع أنها ما نامت إلا بعد ماصلت الفجر..

كانت تبي تتطمن على نوف ودراستها.. وخصوصا أن امتحان نوف بعد ساعتين..

بدلت وجات تبي تطلع، رن موبايلها، رقع قلبها لهفة ووجع
مافيه حد بيتصل بدري كذا إلا لو كان عبدالله..

لكن المتصل كان أخوها عبدالعزيز يخبرها عن العرض الخيري اللي مسويه راشد وزملائه في فيلاجيو لجمع التبرعات لأهالي غزة..
ويطلب منها تبلغ كل الناس اللي تعرفهم..

جواهر ردت عليه بود: إن شاء الله ياقلبي، وانا راجعة أنا ونوف من الجامعة بنمر عليه شوي.. عشان نوف لازم ترجع تدرس امتحانها اللي بعد بكرة..

لما قفلت من عبدالعزيز، فوجئت بثمان مسجات ماانفتحت

فتحتهم

وصعقت..

السبعة الأولى مسجات حب وغزل ساخنة جدا.. في كل مسج اسمها هي..

(شكت بأمل ضعيف دامي أنها ممكن تكون من عبدالله)

حتى وصلت للمسج الأخير فيهم

" جواهر ياروحي أنتي
والله أنه مايعرف قيمتك
ولا يستاهل تراب رجولك
أنتي قاعدة في البيت
بس هو وين الحين؟؟
ومع من؟؟
وفي حضن من؟؟
إذا هو ماعارف النعمة اللي عنده
والله غيره عارفها
إذا هو يرفس النعمة
غيره بيموت يبيها "


جواهر توترت.. وتوترت بشدة.. (من هذا؟؟ وأشلون عرف إن عبدالله موب في البيت...)

(يكون ماجد؟؟
لا لا مستحيل.. ماجد رجّال فيه خير ومايسويها..)


جواهر كانت تبي تتصل في أخوها عبدالعزيز.. تعطيه الرقم.. عشان يتصرف..
بس عقب قالت لروحها: عبدالعزيز بيستغرب ليه أقول له، وما أقول لعبدالله...
أنا بأنتظر شوي.. لو تكررت المسجات تصرفت..

وعقب مسحت المسجات كلها


****************


عبدالله مانام نهائيا..
كان مرهق جسديا ونفسيا
ومستنزف روحيا..
قعدته هنا ماريحته ولا حتى شوي..
وهو قلق على نوف وامتحاناتها..
بس مايبي يرجع
العذاب بعيد عن جواهر أهون من العذاب جنبها

(الحين أبي أنام
واذا صحيت
يحلها الحلال)

خذ حبتين منوم.. مع أنه أصبح يكره اضطراره لاستخدام المنومات عشان يخدر روحه قبل جسده..


******************


أم جاسم عند بنت أخوها دلال في بيتها..دلال كانت ساكتة وحزن حاد يعصرها..

أم جاسم بود: هاه يا بنتي وش قلتي؟؟

دلال بحزن: يمه تكفين.. أنا جربت نصيبي في العرس.. الله يرحمه ما أبي أتكلم عليه.. بس كرهني في الزواج والرياجيل..
ويوم الله رحمني منه.. تجين تبين ترجعيني لذا الدوامة مرة ثانية..

أم جاسم بحب: يادلال أنا مربيتج مع بناتي.. وأنتي والله العظيم أغلى على قلبي منهم..
تعتقدين أني بارميج على واحد ممكن يعذبج..؟؟

دلال بحزن غامر: مثل ما أبوي رماني.. مع أن أبوي كان يحبني أكثر من روحه وعيونه..

أم جاسم بحزن: أبوج أنغش فيه.. وأنتي عارفة أني ما كنت راضية بالمرحوم.. بس ماجد غير والله غير يا بنتي..

دلال بحزم حزين: ما أبيه يمه.. يمكن أنتي بعد منغشة فيه مثل ماكان أبوي منغش في المرحوم.. وأنا ما أبي أتزوج خلاص لا ماجد هذا ولاغيره.. أنا اكتفيت من جنس الرياجيل كله

أم جاسم بحزم: يا تاخذين ماجد.. يا تأخذين جاسم.. وبما أنه أنتي خايفة من ماجد لأنج ما تعرفينه.. فأكيد ماراح تخافين من جاسم لأنج تعرفينه عدل..



****************
 

فاطمة ومها ومنيرة..
توهم خلصوا امتحانهم..

منيرة حزينة لابعد حد، والبنات قاعدين جنبها ويواسونها

منيرة بحزن: زين لو نجحت على الحفة، عقب ما كنت متوقعة أجيب في المادة هذي أ..
الله يأخذك ياسالم الله يأخذك.. كله سبايبك..

مها برعب: حرام عليش تدعين عليه كذا.. لا ومن قلبش بعد..

منيرة بحقد: الله يوريني فيه عقوبته.. مثل ماخرب حياتي..

فاطمة برعب هي الثانية: حرام عليج منتي بصاحية.. ليش تدعين على الولد كذا.. خلاص طلاق بيطلقج.. وش تبين فيه تدعين عليه..؟؟

منيرة اللي قلبها انحرق وصار أسود: زين وطلقني..؟؟ وأيام العذاب اللي أنا شفتها وعانيتها تعدي كذا.. مايعاقبه ربي عليها..؟؟

مها بعمق: بس سالم ماله ذنب.. لا تصيرين حقودة كذا..
لا تحطين حقدش على هلش فيه.. يعني لأنش ماتقدرين تدعين عليهم.. تدعين على ذا المسكين..

منيرة بقهر: خلي الله ياخذه.. من اللي بيحزن عليه يعني..؟؟ لا أم ولا أخوان



*************


جواهر ونوف راجعين من الجامعة..
جواهر طلبت من أفضل يوديهم فيلاجيو..

نوف بتوتر: يمه أبوي بيرجع اليوم؟؟

جواهر بنبرة هادئة خلفها ألف انفعال: إن شاء الله حبيبتي..

جواهر كان فيه ألف هم يتنازعون في قلبها...

غياب عبدالله اللي هي بتموت قلق عليه وشوق له..

والمسجات الوقحة اللي ما وقفت من صبح..
واللي مع كل مسج تزداد حراراتها ووقاحتها.. ونبرة التحريض على عبدالله والتشكيك فيه.. وأنه صاحب علاقات نسائية متعددة..

جواهر أخر شيء هداها بالها، إن موضوع المسجات خطير وما ينسكت عليه..
ولو سكتت عليه ممكن يخرب بيتها..
قررت أنها تقول لعبدالله عنها.. لأنه هذا هو الحل الصحيح
حتى لا تدخل نفسها في دوامات بعد كذا..

اتصلت في عبدالله مرتين بس مارد عليها..
جواهر حست بألم.. (مايبي يرد علي)

جواهر كانت كرامتها تحاول إنها تقنعها أنها خلاص ما تقول لعبدالله شيء.. وبكيفه..

بس عقلها قال لها: لا تتهورين في موضوع خطير مثل هذا..

فارسلت لعبدالله مسج:
" عبدالله اتصل لي
أبيك في موضوع ضروري"

لكن عبدالله (اللي كان رايح في النوم) مارد عليها..

أخر شيء قررت جواهر انها تجيبها له على (بلاطة) وبكل حدة جارحة :

" عبدالله
فيه واحد مستلمني مسجات وقحة
من لما أنت طلعت من البيت
أنا حبيت ابري ذمتي
بما أنه اسمك زوجي"

بس عبدالله بعد مارد عليها.. جواهر ولعت (صدق مافيه نخوة ولا مروة ولا غيرة)

قررت تلعب على الحبل الاخير..

" عبدالله استلم كم مسج من المسجات اللي جاتني"

بس بعد عبدالله مارد عليها..

حست قلبها مات بكل معنى الكلمة (معقول لهالدرجة أنا بدون قيمة عنده؟!!)

لكن قبل ما تنهار الانهيار الأخير..
قررت تقوم بمحاولة أخيرة
خذت نفس عميق: نوف دقي على أبوج..

نوف اللي دقت مارد عليها أبوها، فقررت تتصل على حارس الشاليه
اللي قال لها أنه راح جاب لعبدالله بنادول نايت.. وإنه نايم الحين..

جواهر اللي قلبها رجع يتنفس من جديد والحياة تدب فيه.. ارتعبت (يا ويلي.. ليتني ما أرسلت له المسجات اللي جاتني.. الحين وش بيفكني منه؟)


******************


دانة من لما طلع سعود من عندها..
أصبحت مثل جسد بدون روح..

حاسة بقلق خرافي..بل رعب قاتل..

طول اليوم وهو تدور في البيت.. موبايل سعود مقفول
وتتصل من أمس على موبايل خالد اللي مغلق هو بعد..
أصبحت متأكدة إن الشباب صار عليهم شيء كايد
والرعب عندها ارتفعت وتيرته لأقصى حد...

وهي صارت مثل حارس للبيت.. كل شوي تطل على البنات وأم سعود..
مها من لما راحت الجامعة لحد مارجعت وهي كل شوي تتصل عليها..
والجازي ما أرتاحت لحد مارجعت من المدرسة..

مها تقول لها بعيارة: يعني عشان سعود في الزام.. تخنقيننا كذا.. وإلا هذا من تأثير الشوق له.. تحطين الحرة فينا


**************


سعود متمدد تعبان على سرير جنب سرير محمد اللي كان مخدر.. رايح في النوم

سعود طلب من الدكاترة والممرضين أنهم يساعدونه يمسك محمد بالغضب.. ويبنجونه عشان يشوفون وضعه الصحي..

محمد كان مصمم بجنون أنه مايخلي حد يقرب منه لحد مايصحا سالم ويتطمن عليه..
بعد ما تطمن على خالد وجبر..
وكان ينط على رجله المكسورة.. قدام غرفة العناية اللي سالم مرقد فيها..

سعود جاه من وراه وكتفه.. سعود كان أطول من محمد وأعرض وبنيته أقوى..
في الوقت اللي محمد أصلا كان منتهي ونازف كثير.. فماقدر يقاوم كثير..
رغم أنه كان يصيح بألم ووجيعة وقهر: تكفى يا سعود..تكفى خلني.. تكفى خلني لحد ما أتطمن على سالم أول..

سعود أصر ما ينقل لمحمد دم غير دمه هو.. فسحبو دم كثير من سعود.. لحد مابدأ سعود يفقد وعيه..

الحين سعود وضعه أحسن شوي
بس بعده مرهق لأبعد حد.. كان يبي يتصل بدانة يطمنها ويتطمن عليها وعلى أمه وخواته..

بس كان مو قادر يقوم من التعب..
والموبايل فاصل شحنه.. ومايدري من وين يشحنه..

كان سعود يطالع محمد بحنان..
يبي يتأكد للمرة الألف انه حي وبخير..

محمد كان في جسمه إصابات مختلفة من شظايا زجاج السيارة اللي تحطم من قوة ارتطامهم بالشاحنة اللي كانت واقفة في نص الطريق بس محمد ما أنتبه لها.. عدا عن كسر مضاعف في رجله اليسار..

قد ماكان سعود فرحان لسلامة محمد وخالد وحتى جبر..
كان حزين بذات العمق على وضع سالم الخطير..

سعود كان يحس ناحية سالم بمودة خاصة..
لأنه كان يحس وبعمق أخوي إنساني كبير بأحاسيس سالم اللي تيتم من كل ناحية..
ومع كذا ماخلى الحياة تهزمه.. لكنه حاول يهزمها..

لكن الحياة الحين طلعت لسانها لسالم..
وقالت له: نجيت أول مرة من الحريق مع هلك؟؟ ياترى بتنجى الحين؟؟


******************


 


جواهر ونوف في فيلاجيو..

نوف بتوتر: يمه أخاف أبوي يرجع البيت ما يلاقينا.. وانا أبي أدرس.. خلينا نروح..

جواهر بحب: يا حبيبتي بس أروح للعرض الخيري.. أتبرع هناك.. واعطيهم تبرعات القسم.. ونشجع راشد شوي..

نوف بطفش: ومن راشد بعد؟؟

جواهر بنبرة احترام ودية: هذا ولد والله العظيم انه يمثل نموذح مثالي للشباب.. الله يحفظه.. أعرفه من يومه صغير.. هله جيران بيت خالي..

وصلت جواهر لمكان التبرع..
وشافت راشد واقف يوزع البورشورات..
جواهر اتجهت ناحيته: السلام عليكم..


راشد اللي عرف صوتها، قال وعينه في الأرض: هلا والله بأم عبدالعزيز.. الحمدلله على سلامة عيالج.. عبدالعزيز قال لي.. وقلت له يوصل لج سلامي..

جواهر بود راقي: وهو بلغني.. وهذا أنا وبنتي جايين اليوم نسلمكم تبرعات باسم قسمي في الجامعة..

راشد رفع رأسه باحترام وود، وشاف البنت اللي ملامحها طفولية جنب جواهر ولابسة عباية مسكرة وشيلتها مثبتتها عدل على رأسها : ياحليلها بنتج..الله يخليها لج.. زين تسترينها كذا من وهي صغيرة..
ووجه كلامها لنوف: أي صف يالشاطرة؟؟

نوف ضحكت وقالت بعيارة محترمة: صف أولى جامعة يا عمي..

راشد تمنى الأرض تنشق وتبلعه من الاحراج
وجواهر عصبت على نوف لابعد حد..
بس كتمت عصبيتها.. وقالت لراشد: تفضل.. واسمح لي أهنيك على تفانيكم في خدمة قضايا الأمة.. الله يكثر من أمثالك..

راشد خذ الفلوس وهو موقادر يرفع عينه من الأرض: مشكورة يا أم عبدالعزيز والله يكثر من أمثالك بعد..

ثم انسحبت وهي تشد نوف من يدها

نوف بتوتر: يمه وش فيج علي؟؟

لما وصلوا السيارة، جواهر بحزم: عقب اليوم ما تطلعين من البيت إلا لابسة النقاب اللي عطيتج.. حجتج المتكررة أنج صغيرة خلاص ما أبي أسمعها..

نوف برجاء: يمه فديتج توني على النقاب..

جواهر بحزم أكبر: أنا قلت كلمتي وخلاص .. إلا لو تبين تسمعينها من أبوج بعد..
نعنبو.. الولد استحى وانتي ما استحيتي..

نوف باستسلام: خلاص يمه خلاص اللي تبينه..


********************


جواهر .. انتظرت اتصال من عبدالله
طول فترة المساء لحد ماجات الساعة وحدة بالليل
بدون مايتصل

جواهر بحزن وتوتر: خلاص .. أكيد ماراح يتصل الليلة ولا يجي..

وتمددت جواهر بنفس وضعيتها البارحة..
على غترة عبدالله.. وفي مكانه..
وهي تحس إن ريحة عطره الدافئة اللي معبية غترته تهدي شوي من وجيب قلبها المضطرب.. وتسكن أعصابها المنهارة


*****************


عبدالله صحا من النوم تقريبا على الساعة 12 ونصف..

قبل مايسوي أي شيء
توضأ وصلى صلواته الفايته.. وهو يلعن الشيطان.. وهو عاتب جدا على نفسه..

(ماذي بحالة يا عبدالله .. عمرك مامرت عليك ذا الحالة.. تفوتك كم صلاة ورا بعض من سبة النوم)

عقب سوى له كأس شاي عشان يصحصح.. وخذ التلفون يبي يتصل بماجد.. يفضفض شوي ويسولف..

فوجئ بالاتصالات..
لكن انصرع واحترق وانذبح من المسجات..

عبدالله حس أنه ولع.. احترق.. انتهى من الغضب..
حس بالنار تجتاحه من أطراف أصابعه لأخر أطراف شعره.. وهو يتخيل مجرد تخيل (مجرد تخيل) إن جواهر قرت ذا المسجات.. فكيف وهي قرتها حقيقة
(لا وهذي بعضها.. عجل الباقي أشلون..)

بدون تفكير .. وحتى بدون مايبدل ملابسه الرياضية.. ركب سيارته وهو راكبه الف عفريت..


*******************


الساعة 2 ونصف صباحا..

جواهر نايمة بغرفتها..
عبدالله وصل للبيت
مايعرف أصلا أشلون وصل
لأنه ماكان يشوف الطريق من الغضب والحرة والعصبية اللي كانت معميته..

أشلون قطع الطريق من الخور لبيته في الدوحة في 40 دقيقة.. مايعرف..
كم رادار قطع.. مايعرف..
أشلون ربي ستر عليه طول الطريق.. مايعرف

رأسه فيه هدف واحد بس
مثل علامة استفهام ضخمة تلتهم أفكاره.. ثم تعيد نسفها

هدف واحد بس



جواهر
 
الجزء السابع والخمسون




جواهر كانت مستغرقة في النوم
تحتضن تحت رأسها مخدة عبدالله المغلفة بغترته...

عبدالله المجنون الثائر الغاضب المحترق غيرة وغضب

يقتحم الغرفة بصوت مدوي وهو يصفق الباب بعنف وراه وهو يغلقه..

جواهر فزعت من الصوت
وكانت على وشك أنها تفتح عينها في نفس اللحظة اللي حست بملمس أصابع نارية تمسك عضدها العاري بعنف..
وتنتزعها من فراشها بقسوة
وصوته العميق الغاضب الثائر يصرخ بعمق وحشي: عطيني موبايلج بسرعة..

عبدالله ما انتبه لمكان نوم جواهر المتغير ومخدتها الحمراء المخططة.. لأن الغضب كان معميه..

في الوقت اللي جواهر كانت تحس بحرج شديد ومو قادرة تحط عينها بعينه..

وهي تدعو ربها وتتمنى أن عبدالله ما ينتبه هي أشلون كانت نايمة..



لكن دعواتها ما اُستجيبت.. وعبدالله انتبه..


ومع انتباهته المفاجئة: فلت يدها كأنما لسعته نار محرقة.. وتراجع بحدة..
وهو يشوف إن جواهر كانت نايمه على مخدته وغترته..

حس بألم حاد شديد العذوبة والجمال يغزو مشاعره.. يخترق قلبه كرمح سعادة مسنون.. ينسف مشاعره الثائرة في فضاءات من البهجة المتلاحقة

في الوقت اللي جواهر كانت تتمنى الأرض تنشق وتبلعها..
كانت تفرك إيديها بتوتر حاد قاتل.. وخجل أكثر حدة وقسوة..
وهي تشعر بنفسها كطفل قُبض عليه بالجرم المشهود.. طفل على وشك البكاء خجلا وألما عجز قلبه الصغير عن احتماله..

هل سبق لك أن مررت بلحظة شعرت فيها أنه لفرط تدفق مشاعرك وانفعالك.. تفضل أن تعتصم بالصمت
حتى لا تخونك مشاعرك وكلماتك وانفعالك؟؟
لأن كلمات الدنيا كلها بكل اللغات وكل القواميس لن تكفي للتعبير حتى عن جزء بسيط مما تشعر به..

هكذا كان عبدالله وجواهر..


جواهر لبست روبها وقررت تطلع من الغرفة..

عبدالله كان واقف في نفس مكانه كتمثال عظيم سُلبت منه الحياة ولكن لم تُسلب منه العظمة..
بصوت شديد العمق: جواهر وين بتروحين؟؟

جواهر وهي معطية ظهرها لعبدالله مو قادرة تطالعه من خجلها، بصوت خافت: عبدالله أنا محرجة بمافيه الكفاية.. خليني أطلع لا تحرجني زيادة..

جواهر طلعت..


في الوقت اللي عبدالله رجع يجلس على السرير مكان ماكانت جواهر نايمة، وهو يمسح مكانها بوجع حنون..

ومشاعر كثيفة تجتاحه بعنف.. مشاعر هو عاجز عن احتمالها أو تخيلها أو استيعابها..
مشاعر تهديه لاول مرة الفرحة بعد طول حرمان.. وهو من تعودت روحه على الحرمان الموجع


*****************



أذان الفجر أذن
عبدالله بعده قاعد في غرفته على نفس جلسته..
جواهر مارجعت..

والمشاعر العاتية تغتال عبدالله وتجرفه في دوامات عنيفة من الانفعالات العميقه..

عبدالله راح لغرفة عزوز يصحيه للصلاة..
ومر على نوف اللي كانت بتجن من الفرحة لشوفته..
ومالقى جواهر في غرفة أي واحد منهم..!!!

عبدالله وعزوز رجعوا من الصلاة.. كل واحد منهم راح لغرفته..

عبدالله كان يتمنى بوجع قاتل أنه يشوف جواهر
وفعلا لقاها في الغرفة تصلي..

في الوقت اللي جواهر كانت جات للغرفة عشان سجادتها وثوب صلاتها
وكانت تبي تصلي وتطلع قبل يجي عبدالله..
لأنها ماتبي تواجهه وهي متوترة من الاحراج بهذه الطريقة..
وهي حاسة بتيار مشاعر قوي يضغط عليها لدرجة الانهيار.. ولّده بعنف وشدة عاتية عودة عبدالله اللي أضناها الشوق له

جواهر سلمت من صلاتها.. وهي بتموت من الحرج أن عبدالله وصل قبل هي تطلع..

شالت سجادتها وثوب الصلاة معاها وجات تبي تطلع..

عبدالله مسك يدها بحزم حنون: جواهر وين بتروحين؟؟

جواهر وعينها في الأرض: بأروح لغرفة الضيوف الكبيرة بأنام هناك..

عبدالله بعمق آسر: وممكن أعرف السبب؟؟

جواهر بحرج: أنت عارف السبب..

عبدالله شد جواهر من يدها: تعالي.. خلينا نتكلم شوي..

جواهر غصبا عنها لقت نفسها تنجر لجلسة التلفزيون..
وعبدالله يجلسها بالقوة على الكنبة..
في الوقت اللي هو جلس على الكرسي اللي مقابلها

وقال بصوت عميق جدا: لهالدرجة تشوفين مشاعرج تجاهي شيء مخجل ومحرج لدرجة أنج تتهربين من مجرد النظر في عيني..؟؟؟
طالعيني جواهر..

جواهر اللي ماحبت عبدالله يحسها ضعيفة لذا الدرجة، رفعت عينها بتردد
لتغرق نظراتها الخجولة التائهة في نظرات عبدالله العميقة الوالهة..

عبدالله بذات العمق: أنا مازلت أنتظر جواب لسؤالي..

جواهر بصوت خافت: ماعندي جواب..

عبدالله برقة حازمة: ماعندج جواب الحين.. أو ماعندج جواب بالمرة؟؟

جواهر بخجل هادئ: عبدالله أنت أذكى من أنك تنتظر جواب على شيء أنت شفته بعينك..

عبدالله حس بإنفعالات حادة مثل بركان يلقي عبر فوهات روحه حمما متزايدة من السعادة الصافية اللي غمرت أحاسيسه المرهقة..

أحس كأنه كان مثل مسافر مبحر في لجة عميقة لا تنتهي من المحيطات المتصلة ...
مسافر وحيد على مركبه الموحش في رحلة مضنية استغرقت سنوات وسنوات
طالت رحلته القاسية بدون أن يلقى ميناء يرسو عليه..
فإذا به يفاجئ بأجمل موانئ الدنيا يبزغ فجأة أمام عينيه ويفتح ذراعيه له.. بعد أن يأس من النجاة.. واستعد لاستقبال الموت..

عبدالله قام من مكانه، وجلس جنبها وألف انفعال يهزه بكل عنفوان..
مسك يدها بحنان فياض/حنان يشبهه هو فقط..
وطبع في باطن كفها قبلة عميقة جدا.. أودعها كل لهفته ووجعه وشوقه وهو يقول بأمل موجع: يعني أصدق اللي شافته عيني؟؟

جواهر كل خلية في جسدها كانت ترتعش بعنف وانفعالاتها تجتاحها بلا هوادة، ويدها التي تعطرت بأنفاس عبدالله يرجعها لتعود للاستكانة بوداعة في كفه
كطفل رضيع عاد لاحضان أمه بعد طول غياب: صدق اللي أكثر منه بعد.. اللي أكثر بكثير


******************
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى