روايه بعد الغياااب


الجزء الثالث والثلاثون




يوم جديد...

عبدالله في القاهرة يستعد للعودة ..

ونوف وجواهر لأول مرة يروحون مع بعض للجامعة
نوف كانت بتجن من الوناسة.. كان اليوم عندها يوم خاص جدا

وداهم أفضل، اللي أول ماشاف جواهر ركبت معه.. خنقته العبرة.. جواهر ما كانت عارفته.. كبر كثير في السن.. وماخطر ببالها إنه ممكن بعده يشتغل عند عبدالله..

أول ماركبت، فوجئت بالسواق يقول لها بلهجته المحببة اللي مو غريبة عليها: هيا الله أم ئبدالئزيز (حيا الله أم عبدالعزيز)

جواهر بشوي استغراب: حياك الله..

أفضل بمودة كبيرة: أشلونك ؟؟ واشلون ئبدالئزيز، وئمي بو فهد؟؟

جواهر ابتسمت: أفضل؟؟

نوف بمودة: أبو محمد يمه.. عمي ابو محمد ماشاء الله عنده عيال وايد.. أكبرهم محمد.. اللي سماه على اسم جدي الله يرحمه..

جواهر طلعت محفظتها وطلعت منه مبلغ غير بسيط، وحطته بظرف.. وجاوبته: كلهم تمام والله؟؟ أنت أشلونك واشلون عيالك؟؟

أفضل بصدق ولطف: كلهم تيبين في خير أبو ئبدالئزيز..

جواهر بمرح: وانت وين أختفيت قبل 17 سنة؟؟

أفضل أنلسع وخنقته العبرة جد: سامهيني يا أم ئبدالئزيز انا ئبد مأمور.. والله أنا جيت أدوركم لما رجع ئبدالله من أمريكا قبل خمس سنين، بس أنا ما هصلت بيتكم والله..

جواهر بمودة: أمزح معك يا بو محمد الله يخلي لك محمد وأخوانه.. خلاص المهم إن عيالي بحضني الحين..

ظلوا يتحاورون شوي وجواهر تسأله عن عدد عياله وأسمائهم.. لحد ماوصلوا الجامعة..

لما وصلوا.. عطته جواهر الظرف اللي رفضه بإصرار كبير
بس جواهر أصرت عليه أكثر.. وقالت: هذا هدية لمحمد وأخوانه..
وقالت له إنه مايرجع عليهم يجيبهم.. لأنها بترجع بسيارتها اللي موقفة في المواقف..

أفضل كان متردد: أخاف أبو ئبدالئزيز ما يرزى..(يرضى)

جواهر بثقة: لا تخاف أنا سنين صار لي أسوق.. خوش دريوله..


****************


سعود ما قدر ينام من البارح لليوم إلا ساعات معدودة...
أول مارجع البارح.. وشافته أمه راجع بروحه تخرعت.. وسألته عن زوجته.. سعود كان محرج وتعبان ومتضايق.. بس جاوبها بالصدق..

أمه بقلق :"عروس تسخن وتدخل المستشفى ثاني يوم عرسها.. وش ذا الفال الشين؟"

سعود اللي كان متوتر.. طلع لغرفته.. دخلها يتسحب..كأنها بعدها موجودة فيها..

كل اللي قضته في الغرفة ليلة ماقالت فيها غير كلمات معدودة، ليش حاسس كأن الغرفة من غيرها فاضية كأنها قبر..

" تدري يا سعود إنك أنت منت بوجه حريم.. من أول ليلة خقيتها.. هذا وأنت تكرهها.. أجل لو تحبها وش كان سويت؟؟ كان انتحرت وراها"

شنطتها بعدها موجودة في مكانها، ملابسها اللي خلعتها البارح محطوطة على الكنبة..

إحساسه بوجود أنثى كانت معه في غرفته بأغراضها الأنثوية..
ومو أي أنثى.. هذي كانت دانة..
كان إحساس مثير.. وغريب.. وموجع

دخل لغرفته.. شبشبها بجنب السرير، وفوطتها بعدها على السرير، مسك الفوطة لقاها بعدها مبلولة، خذها معاه للحمام وعلقها هناك..
لقى بيجامتها البنفسجية معلقة بالحمام..

البيجامة اللي فتنته تفاصيل جسدها من خلالها.. غصبا عنه لقى نفسه يقرب من البيجامه ويقربها من وجهه ويأخذ نفس عميق من رائحة عطرها الناعم..
انتفض سعود وهو يستحقر تفكيره وين وصله..

" الله يخسك يا سعود شكلك استخفيت.. إثقل يارجال إثقل"

توظأ وصلى ركعتين وتمدد على سريره.. بس النوم ماجاه إلا بعد وقت طويل.. كان كل شوي يبي يتصل بخالد يسأله عن دانة بس كان يتراجع..

من بعد صلاة الصبح ماقدر ينام.. ماصدق إن الساعة تجي ست ونص.. عشان يروح المستشفى..

أول ماوصل السرير اللي كانت دانة فيه في قسم الطوارئ، لقى عليه مريض ثاني.. سأل الممرضة المسؤولة عنها..

الممرضة بدون اهتمام: طلعت..

سعود باهتمام: وين لغرفة فوق، أو للبيت..

الممرضة بذات النبرة الباردة: للطابق السادس/ العناية المركزة..


*******يتبع********
 

عبدالله في مطار القاهرة، طيارته بعد ساعتين..
كان فيه شعور واحد يسيطر عليه...
الأســـــــــــــى

كان الأسى يعبي روحه.. أقسى شيء على روح رجل حر إنه يضطر يعيش مع امرأة يعرف إنها تشعر بالقرف منه...

كل ما يتذكر عبدالله كلامها: وإنها قرفانة منه لدرجة إنها تستفرغ اللي في بطنها... يحس إنه هو اللي يبي يستفرغ اللي في بطنه..

"الله يعينك يا عبدالله على الجاي من حياتك، الظاهر إن عقاب ربك على اللي سويته فيها جاك وعلى يدها"

موب طايق يشوفها أو يسمع كلامها..
كل ما يتذكرها يحس بكآبة حادة.. وحزن حاد..
بالتأكيد هو ما كرهها ولا يكرهها ولا يقدر يكرهها..

لكن نفسه أصبحت ترفضها وبقوة..
ولولا عياله كان نهائيا مافكر يرجعها.. عقب الكلام الجارح اللي هي قالته له.. "لا وكان عندها كلام أكثر بس ماحبت تجرحني قال.. شنو أكثر من اللي أنت قلتيه يا جواهر شنو"

تذكر عبدالله شيء.. خذ نفس عميق واتصل:

-هلا عبدالعزيز.. صباح الخير..
...............................
عسى ماصحيتك من النوم؟؟
......................
في الدوام.. زين.. تقدر تستأذن و تجيني اليوم المطار على الساعة 12 ونص..
.....................
تسلم يابو منصور.. مشكور
........................
مع السلامة ..الله يحفظك


***************


سعود لما سمع الخبر.. حس إن رجوله مو قادرة تشيله.. سخونة وانفلونزا.. تستدعي العناية المركزة؟؟

تمالك نفسه وطلع ركض للطابق السادس على الدرج بدون تفكير باستعمال المصعد..

لما وصل عرف مكان غرفتها من التجمهر اللي قدامها/ عايلة عمه بالكامل.. عمه وخالد وأم خالد ومزنة وغالية..

سعود أشر لخالد اللي جا له
سعود بلهجة قلق حاول يغلفها بالبرود بس ما قدر.. وفشل فشل ذريع فخرج صوته مليان قلق ولهفة:
خالد دانة وش اللي صار لها لدرجة إنها تدخل العناية؟؟ البارح لما تركتها كانت حالتها مستقرة..

خالد بحزن كبير: درجة حرارتها قربت لل42 ، وماعادت قادرة تنفس..

الدكتورة أصرت إنها تنقل للعناية فورا، عشان يتركب عليها جهاز لتبريد الدماغ، لأن الحرارة العالية هذي خطرة تسبب تلف بالدماغ... بس الحين صارت أحسن الحمدلله.. درجة حرارتها الحين 39..

سعود حس إنه بيختنق.. وغصبا عنه حس بالذنب
"كل شيء بأذن الله.. بس لو تركتها عند أهلها ما كان صار لها شيء من هذا.."

سعود بصوت مخنوق: ممكن أشوفها..

خالد بمودة نسته زعله من سعود: أكيد تقدر تشوفها
خالد رفع صوته: يا بنات درب.. خلو سعود يروح يشوف هله..

وقف سعود على باب غرفتها، خذ كمام ولبسه، وطهر يديه بالسائل المطهر اللي عند الباب، كان خايف يضرها بأي شيء..

دخل بشويش..
حس قلبه يتفتت لألف شظية وهو يشوف منظرها موصلة بالأجهزة والابر منغرزة في إيديها..

هذي الفتنة اللي كانت نايمة قبل أمس في غلالة سحر بنفسجية؟؟ اليوم تكون بهذا الشحوب في لباس المستشفى الكئيب؟؟

سعود حس إنه تعبان..
تعبان لأبعد حد من إدعاء القوة والبرود وقسوة القلب..
قرب منها.. سحب كرسي ووجلس..

مسك يدها اللي كانت مزرقة من محاولات إدخال الأبر الفاشلة..
مسح على أصابعها أصبع أصبع بكل حنان.. وبكل خفة يخاف يؤلمها بأي صورة..

سحب كمامة للاسفل ونزل راسه وهو يقبل أصابعها كل واحد على حدة.. وهو يحس إن روحة تذوب مع كل قبلة..

"شنو هذا يا سعود؟؟ أنت وش قاعد تسوي؟؟ تجننت؟؟"

"اسكت مني.. ما أبي أسمعك.. أنا أحبها أحبها أحبها"

" معقولة تكون تحبها ذا الحب كله، وخلال يوم واحد........
مافيه حب بذا العمق يا سعود يجي بين يوم وليل.."

" وليش ما تعترف بالحقيقة يا سعود اللي أنت خبيتها حتى على روحك ودفنتها في أعمق نقطة في كيانك...

إن دانة كانت حب حياتك اللي أنت حاولت تنكره من أيام طفولتك بإدعاءات الكره والصراع والمعارك الطفولية..

ليش ما تعترف إنك كنت بتجن عليها من الغيرة والخوف لما راحت تدرس، الدراسة اللي أنت اتخذتها عذر أخير، عشان تخنق مشاعرك العميقة لدانة وتطمرها تحت برودك وقسوتك..

القسوة اللي أعتقدت إنها بتكون وسيلتك للصمود بعد وفاة أبوك. إنها بتكون سلاحك لمواصلة المسير والحفاظ على هلك..

القسوة اللي كانت بتضيع دانة منك...

دانة.. آآآآآه يادانة.. تكفين.. تكفين عشاني.... لا مهوب عشاني أدري مالي خاطر عندش.. عشان عمي أبو خالد وأمش وأخوانش..

تكفين أصحي.. لو صار لش شيء.. أنا والله أموت .. أنا ما أقدر أعيش من غير حسش في الدنيا من بعد مالقيتش..

أشلون فكرت في حياة ومستقبل أنتي ماكنتي شريكتي فيها؟؟ انا كنت غبي غبي سامحيني.. تكفين اصحي..تكفين"

كانت هذه الحقائق الصادمة تتوارد لبال سعود لتثقل روحه المثقلة..
وهو مازال يمسك بيد دانة ويغرقها بقبلاته الناعمة الشفافة اللي يخاف أنها تجرح رقة أناملها..
انتفضت يدها بين يديه.. ارتعب، لكن يدها عادت للاستكانة في يده..

دخلت عليه الممرضة وطلبت منه يطلع.. كان وده يرفض ويظل جنبها لحد ما تصحا..
لكن كل الظروف ضده..
خجله...
وصورته الباردة المعروفة عند الكل..
وجود أهل عمه.. .
فأضطر إنه يطلع..

مر على عمه أول شيء وحب خشمه.. وقال بلهجة حاول إنها تكون هادئة: مالها شر الدانة ياعمي..

عمه اللي رفع عيونه له صدمه منظرها الغائم وهو يقول بصوت مرتعش: تكفى يا ولدي طلبتك..

سعود انتفض من الحمية وقال بنبرة رجولية: أطلب عزك يا عمي..

أبو خالد بنفس الصوت المرتعش: دانة إذا طلعت من المستشفى، أبيها ترجع لبيتي..
 
الجزء الرابع والثلاثون




كان عبدالله جالس في صالة الدرجة الأولى في مطار القاهرة

كان جالس يشرب قهوته كأنه يشرب هم صافي....

سمع نداء رحلته..
النداء أشعل شيء خطير في أعماقه

بعدها قطب عبدالله جبينه..

وموال جديد ينرسم في رأسه..

(أنا ماراح أرجع لعيالي بهالحزن والكآبة.. بأنسى الحزن والكآبة هنا.. على هالطاولة في مطار القاهرة..
وبأرجع أنا عبدالله اللي ما حد يقدر عليه
طيب جواهر تبيني احلج من حقي الشرعي.. أبركها من ساعة.. فكة..
بس في غيرها أنا اللي بأوريج"


*******************


عمه اللي رفع عيونه له صدمه منظرها الغائم وهو يقول بصوت مرتعش: تكفى يا ولدي طلبتك..

سعود انتفض من الحمية وقال بنبرة رجولية: أطلب عزك يا عمي..

أبو خالد بنفس الصوت المرتعش: دانة إذا طلعت من المستشفى أبيها ترجع لبيتي..

سعود حس كأن حد شق صدره بوحشية.. وأنتزع قلبه من مكانه بكل قسوة..

"يبون يأخذون دانة مني عقب مالقيتها..
إذا خذوا روحي أشلون أعيش بدون روح...
قل لي أنت ياعمي..
أشلون ممكن أعيش بدون روحي اللي بين جوانحي..
وانفاسي اللي تردد في صدري..
وقلبي اللي ينبض بين ضلوعي..
قل يا عمي أشلون؟؟ أشلون؟؟
ليتها خلت خالد يذبحني.. كان مت بدون ما أتعذب.. قبل ما أكتشف أسطورة حبها اللي تغلغت في قلبي من سنين طويلة..
كان مت مرة وحدة قبل ما يجي عمي يبي يذبحني بالتدريج"

هذا كان كلام سعود بينه وبين نفسه، لكن اللي هو قاله لعمه بصوت متماسك: أنت تأمر يا عمي، ما تطلب..

بس عمه ما أكتفى
رجع ينظر لسعود نظرة كلها ألم ورجاء: ولو كانت دانة تبغي الطلاق.. تكفى إنك تطلقها..
بنتي بغت تروح مني يا أبيك..
هذي الدانة يا سعود.. الدانة عصابة رأسي..
وانت الله بيكتب لك أحسن منها.. بس أنا لو راحت مني وش بيعوضني عنها..

سعود حس إنه ممكن ينهار في أي لحظة، عمره ماحس إنه ضعيف مثل هذي اللحظة

"ليش يا عمي ليش؟؟؟!!
.. كان وافقت على الرجّال اللي جاك يخطب دانة، ومارديت الشور علي
كان حب دانة ظل مطمور في عقلي الباطن
لكن بعد ما قربها مني فجر كل مشاعري المدفونة مثل بركان.. تبغيني أطلقها؟؟

... ومن قال إني أبغي غيرها.. ليتني قعدت أعمى، وتزوجت فاطمة وإلا غيرها..
زواج هادئ بدون طوفان المشاعر اللي ماعدت قادر أتحمله..
إذا الدانة عصابة رأسك.. فالدانة عندي هي أنا..
أنا خلاص ما أقدر أكون سعود من غير دانة.. تبيني أطلقها؟؟..
حرام عليك ياعمي تذبحني بذا الطريقة.. أنا ولد أخيك.. منيب عدوك.. "

سعود رد بهدوء ظاهري رغم إنه كان يتمزق وينهار من الداخل: يصير خير يا عمي.. خل دانة تطلع من المستشفى أول.. واللي هي تبيه يصير..

لكن عمه ما تركه، مسك في يده برجاء وقوة: لا.. أبيك تعطيني وجهك.. إنك تطلقها لو هي بغت الطلاق..

"يا عمي حرام عليك.. أتق الله فيني.. تذبحني بذا الطريقة"

سعود رد بهدوء المذبوح: لك وجهي ياعمي..

عمه حس براحة.. في الوقت اللي سعود رجوله خلاص مو قادرة تشيله، فجلس جنب عمه.. والف عذاب يحز في قلبه مثل سكاكين حامية..


*************


عبدالله يصل على متن رحلة الخطوط القطرية القادمة من القاهرة...

وعبدالعزيز اللي كان يسمع نداء الوصول وهو داخل للمطار، كان ينتظر طلعة عبدالله عليه...

بعد أقل من 10 دقايق كان عبدالله يطلع عليه بدون تأخير.. لأنه ماكان معه شحن.. بس شنطته اللي في يده..

كان طالع ببنطلون أسود و تيشرت أبيض عليه جاكيت شمواه أسود.. كان شكله متعب جدا.. وكان لابس نظارته الشمسية، مع إنه كان بعده داخل المطار..

سلم كل واحد منهم على الثاني بحرارة شديدة.. وطلعوا مع بعض.. لسيارة عبدالعزيز الواقفة في المواقف..

عبدالعزيز دفع ثمن الموقف، وطلعوا خارج المطار، في الوقت اللي كانوا خلصوا السلامات التقليدية والسؤال عن الصحة والحال..

بعدها ألتفت عبدالله ناحية عبدالعزيز.. وخلع نظارته الشمسية..
عبدالعزيز ارتعب لما شافه:.. وش فيك يا بو عبدالعزيز؟؟ شكلك تعبان وايد.. وش هالهالات كلها؟؟

عبدالله بابتسامة مغتصبة: مانمت من يوم تركت الدوحة..

عبدالعزيز بقلق: أنت أكيد منت صاحي.. خل أمر الصيدلية.. نأخذ لك بنادول نايت.. لازم ترتاح شوي شكلك بتنهار..

عبدالله بهدوء: فيه موضوع لازم أخلصه أول..

عبدالعزيز بود: حاضرين يابو عزوز..

عبدالله بجمود حاول إخفاءه ببرود: أنا يشرفني أطلب منك يد جواهر..

عبدالعزيز بابتسامة دافية: يا حليلكم والله.. خلاص تخطبها من ولدها مو مني.. جواهر كانت عطتني خبر بس هي تتمنى إنك تطلبها من خالي أبو فهد.. تقديرا له ولمكانته عندنا..

عبدالله بذات البرود: خلنا نروح له الحين..

عبدالعزيز بمرح: أصبر شوي على شنو متسرع.. العصر نروح له..

عبدالله بلهجة غامضة: أنا تعبان وايد.. وأبي أحط رأسي أنام.. وعيالي لو رجعت وأنا ماسويت اللي في رأسهم.. مستحيل يخلوني أرتاح.. تكفى عبدالعزيز خلنا نروح لأبوفهد الحين.. ونخلص..

عبدالعزيز بمرح: وبتروح تخطب وأنت متفرنج كذا بذا البدلة..

عبدالله بتعب: عادي يا ابن الحلال.. أبو فهد داري إني راجع من السفر.. خلني أسلم عليه.. واطلب جواهر بالمرة..

عبدالعزيز يغير طريقه من بيت عبدالله لبيت أبوفهد: حاضرين يابو عزوز..نروح لأبوفهد عشان تخطب أم عزوز..


******يتبع******
 
في مكتب جواهر ونجلاء..

نوف قاعدة عند أمها.. ونجلاء تسألها وتأخذ علومها..
وبينهم ثلاثتهم جو حميم جدا...

جواهر: شاخبار بو حمد؟؟ أكيد كان مستانس إنه خلص منج ومن حنتج أسبوعين كاملين..

نجلاء بحب: لا والله.. خنت حيلي.. كان نحفان وايد.. وكملت بعيارة: من شوقه لي..

جواهر بعيارة: يمكن من شوقه لحمودي.. لكن أنتي أشك في ذلك.. لشنو يشتاق لغثاج وبربرتج..

نجلاء بابتسامة: يجي لج يوم أستلمج فيه..

نوف ببراءة: قريب خالتي نجلاء قريب تستلمينها..

جواهر خزت بنتها بتأنيب، ونوف حست بالخجل..

نجلاء بعيارة: نعنبو.. خرعتي البنية.. ماعليج منها، بنخلي أبوج يأدبها على كيف كيفه..

نوف ابتسمت، في الوقت اللي جواهر كحت، ونجلاء ماتت من الضحك

انطق الباب، لقتها جواهر فرصة تتهرب من الموضوع وقالت بصوت هادئ: تفضل..

دخلوا مها ومنيرة وفاطمة..
وتوجهوا لجواهر وسلموا عليها: أسفين جدا على الأزعاج ..بس إحنا والله بس انشغل بالنا عشان غبتي يومين .. والبارح جينا نبي نتطمن من دكتورة نجلاء لقيناها في المحاضرة..

جواهر بمودة صادقة: شكرا على الاهتمام والسؤال... وخلوني أعرفكم على بنتي.. هذي بنتي نوف.. نوف هذولاء 3 من أفضل طالباتي وأكثرهم أدب مها وفاطمة ومنيرة..

البنات انصدموا وهم يشوفون نوف اللي قامت تسلم عليهم بمودة..معقول دكتورة جواهر عندها بنت هالكبر..

في الوقت اللي فاطمة ضربت كل وحدة منهم كوع وهي تقول بصوت واطي: مو قلت لكم .. موقلت لكم..

جواهر بمودة: وش فيكم بنات؟؟

فاطمة بأدب: بنتج شفتها قبل كم يوم في النشاط الطلابي.. وكنت أقول لمها ومنيرة، شوفوا هالبنية تشابه دكتورة جواهر.. بس هم قالوا لا..

نوف وهي تبتسم: الله يبشرج بالخير إذا أنا أشبه أمي..

جواهر اضطرب قلبها.. لذا الدرجة كانت بنتها قريبة منها.. وبينهم ناس مشتركين.. و كان من الممكن إنها ما تشوفها أبد...

نجلاء بعيارة ذربة: أفا يا بنات السلام بس لدكتورتكم.. ودكتورة نجلاء مالها سلام..

البنات بحرج: لا والله سامحينا..... بس ماقدروا يرقعونها..

جواهر بود: وشفيج على بناتي خجلتيهم..

منيرة باحترام ود كبيرين: دكتورة إحنا نبي رقم تلفونس، عشان نكلمس عليه لو صار مثل هالموقف...

جواهر بود: إن شاء الله حاضرة.. بس الرقم لكم أنتم الثلاثة بس.. ما تعطونه حد غيركم..

البنات: اكيد دكتورة

******يتبع****
 
مها لقتها فرصة تنتقم من منيرة على سالفة شاي الريجيم اللي صارت الاسبوع اللي طاف..

مها بخبث: بعد منيرة بالذات تبي رقم تلفونش عشان تعزمش على عرسها متى ماحددوه..

منيرة كان ودها تموت.. تنتهي.. الارض تنشق وتبلعها من الحرج..

جواهر بابتسامة ودودة: صدق منيرة.. إلا سعيد الحظ وش اسمه؟؟

منيرة وصوتها طالع من قبر: سالم

جواهر بود: الله يوفقج أنتي وسالم ويجمع بينكم في خير يارب.. وأكيد ياقلبي متى ماحددتي موعد زواجج.. بلغيني وأنا بأحاول أجي..

منيرة كانت بس تبي تطلع عشان تفش حرتها في مها..

لكن مها اللي كانت خبيرة في ذا الحركات.. أستأذنت قبلهم..

البنات ودعوا الدكتورة جواهر اللي وصتهم يذاكرون زين، وخصوصا إنها ماعاد فيه محاضرات خلاص لموعد الامتحانات

منيرة طلعت بسرعة تدور مها اللي كانت فص ملح وذاب.. .. وتتصل على موبايلها ماترد....

جاها بس مسج:

"تستاهلين
وهاردلك
يا ام شاهي الريجيم"


****************


الساعة 2 الظهر..

عبدالله راجع من بيت أبو فهد.. بعد ما أنهى مهمته اللي حسها ثقيلة جدا على قلبه..

عبدالعزيز وصله.. ورجع للبيت ينتظر جواهر عشان يبلغ جواهر بالأخبار..
حب يخبرها مباشرة مو عن طريق الموبايل..

في الوقت اللي كانت جواهر راجعة هي وبنتها..
كانت تبي توصل نوف لبيت أبوها عشان تسلم عليه لأنها عرفت من تحرقص نوف اللي كانت مشتاقة له إنه وصل.. في الوقت اللي كانت جواهر تبي ترجع لبيتها..

عبدالله دخل وراح لغرفة عبدالعزيز اللي كان قاعد على النت..
خلع جاكيته وحطه على سرير عزوز وقعد بالتيشرت النص كم..
وجاء يمشي بشويش من وراء عزوز اللي تفاجأ و انبسط وايد بشوفه أبوه ..
وطبعا عبدالله بشره بالتطورات الجديدة.. اللي أهتز لها عبدالعزيز بعنف وفرح خرافي لا حدود لها..
ونط يحضن أبوه بقوة، الشيء اللي استغرب له عبدالله بشدة،

عبدالعزيز بفرح مجنون: والله ماراح تندم أبد يبه.. أمي مره مافيه مثلها.. كأنكم انخلقتم لبعض..

عبدالله بحزن في نفسه: بلاك ماتدري إن امك عندها لسان سم حية..



عبدالله وهو نازل : الساعة صارت 2 وربع المفروض تكون نوف على وصول..

اتصل عبدالله على أفضل: هلا أبو محمد
..............
الله يسلمك.. وينكم الحين؟؟
..............
أنت في البيت... ونوف وينها؟؟ (عبدالله برعب)
............
شنو؟؟ شنو؟؟ وأشلون أنت توافق؟ (عبدالله بغضب ناري)
..............
خلاص خلاص هذا صوت سيارة توصل..

مع وقفة السيارة..
كانت نوف تنزل..
وعبدالله يفتح باب البيت بعنف..
نوف نطت تحضن أبوها: الحمدلله على السلامة..
عبدالله بحنية غاصبة: الله يسلمك..

في الوقت اللي جواهر كانت تشوفه واقف.. ماكانت تبي تعطيه فرصة يتكلم معها، فقررت إنها تمشي وتستغل إنه لاهي يسلم على بنته..

لكن جواهر فوجئت إنه يفلت نوف..ويلف ويوقف قدام السيارة اللي كانت على وشك التحرك.. ويخبط بكفه على كبوت السيارة الأمامي بكل قوة...

جواهر ماكانت مستوعبة هو وش الجنون اللي هو قاعد يسويه..
لكن جنونه في رأيها وصل حده.. لما لف عليها وفتح بابها بكل قوة وهو يمد يده، ويقول بلهجة حازمة: عطيني المفتاح؟؟

جواهر اللي بعدها مو مستوعبة هو شيقول: أي مفتاح؟؟

عبدالله بحزم: مفتاح المرسيدس الفضية اللي حضرتج قاعدة تسوقينها الحين..

جواهر ببرود: وأشلون أرجع البيت يادكتور عبدالله؟؟

نوف بعدها واقفة مو فاهمة شيء من اللي يصير

عبدالله بحزم أكبر: أنا بأرجعج...

جواهر بغضب: نعم.. وليه ترجعني؟؟ سيارتي معي وبارجع بروحي..

عبدالله بغضب: السيارة هذي ماراح تسوقينها عقب اليوم.. ولا أي سيارة ثانية

عبدالله قال كلمته وقرب منها أكثر
انحنى ومد يده من قدامها.. وطفى السيارة وسحب مفتاحها بكل مهارة وخفة
جواهر لما شافته مد ذراعه، ارتعبت،رجعت ورا بكل قوتها ولصقت ظهرها في السيت..
يده كانت على بعد ستيمترات من صدرها..

عبدالله خذ المفتاح.. وتراجع ورا خطوة

في الوقت اللي جواهر نزلت
وتوجهت ناحيته وهي تمد يدها لها وتقول بغضب: عبدالله عطني مفتاح سيارتي.. أنت مالك حق لي..

عبدالله قرب منها وهمس بصوت حرص إن نوف ما تسمعه: في اتفاق زواجنا.. أنا تنازلت عن حق واحد من حقوقي.. لكن حقوقي الثانية ماراح أتنازل عن ولا واحد منها...

وبعدها كمل بصوت اعتيادي بارد: وأول حق إنج تطيعيني.. وانا ما أرضى إن زوجتي تسوق سيارة..

جواهر ولعت من الغضب: عبدالله أنا مابعد صرت زوجتك، أجل فرد عضلاتك علي لين أصير..

عبدالله ببرود : اليوم ما يفرق من بكرة، وبكرة بعد العصر ملكتنا وزواجنا خلاص

 
الجزء الخامس والثلاثون



عبدالله قرب منها وهمس بصوت حرص إن نوف ما تسمعه: في اتفاق زواجنا.. أنا تنازلت عن حق واحد من حقوقي.. لكن حقوقي الثانية ماراح أتنازل عن ولا واحد منها...

وبعدها كمل بصوت اعتيادي بارد: وأول حق إنج تطيعيني.. وانا ما أرضى إن زوجتي تسوق سيارة..

جواهر ولعت من الغضب: عبدالله أنا مابعد صرت زوجتك، أجل فرد عضلاتك علي لين أصير..

عبدالله برود : اليوم ما يفرق من بكرة، وبكرة بعد العصر ملكتنا وزواجنا خلاص

جواهر اللي خلاص مو قادرة تمسك أعصابها ولا تجاري عبدالله في لعبة البرود أشرت لنوف... وقالت: نوف روحي ادخلي داخل..

نوف دخلت مع إنها تموت و تعرف وش اللي خلاهم شابين كذا..

جواهر ألتفت على عبدالله وقالت له بعصبية مولعة: أنت أشلون تسمح لنفسك تحدد مواعيد.. كأني جارية عندك.. ولا لي شور ولا أهل..

عبدالله ببرود: والله هذا قرار خالج موب كلامي..

جواهر بصدمة: نعم؟؟ خالي؟؟

عبدالله بهدوء وهو يحس بانتصاره عليها: إيه خالج يا دكتورة...
اليوم خطبتج منه.. وكان يبي يتصل فيج..
بس أخوج عبدالعزيز قال مافيه داعي لأنج عطيتيه موافقتج خلاص...
فخالج هو اللي قرر إن الملكة تكون بكرة بعد العصر.. وعشاء عائلي بالليل.. ونخلص من ذا الفيلم.. وتجين لبيتي..

صحيج جواهر كانت متوقعة ذا كله، بس مو بهالسرعة.. يعني خلاص بكرة بتصير زوجة عبدالله....
وع من التسمية (زوجة عبدالله) جاتها حالة الإحساس إنها تبي ترجع اللي في بطنها..

جواهر حاولت تسيطر نفسها وهي تسأله: وقبل مايصير أي شيء.. بعدك على الإتفاق والكلام اللي قلته لي؟؟؟...
أنا وحدة مصلية ياعبدالله.. وكله ولا غضب ربي علي.. إذا أنت متنازل عن حقك برضاك وتحلني منه أمام رب العالمين أو قل لي وإحنا بعدنا على البر؟؟

عبدالله بقرف: أنا ما أتراجع في كلمتي..
بس بعدها لقاها فرصة يشفي غليله منه..
فكمل بخبث: إلا لو أنتي بغيتيني أتراجع ماعندي مانع..

جواهر ولع وجهها.. وكان نفسها تخبطه بالشنطة اللي بيدها..

قالت بهدوء تحته ألف انفعال: زين عبدالله اتفقنا.. زواجنا بكرة.. مثل ما تبون.. وعلى الاتفاق اللي بيننا.. بس طبعا أنا ما أبي عيالي يحسون بشيء..

عبدالله يأكد على كلامها، على نقطة اتفاقهم الوحيدة ..عيالهم: أكيد وبدون ما تقولين.. أنا اللي أرجوج إنه ما يبين منج أي شيء يحسس العيال إنه الحياة بيننا غير طبيعية.. إحنا مارجعنا لبعض إلا عشانهم.. مانبيهم يعيشون حياة متوترة بين أب وأمهم بينهم خناق على طول..

عبدالله تنحنح وكمل ببرود مع إنه كان يحترق من الداخل: وشيء ثاني؟؟

جواهر باستفسار: شنو؟؟

عبدالله ببرود تحته نار: أنتي ماقصرتي عرفتيني مكانتي عندج.. وأنتي أشلون قرفانة مني..
بس اللي أتمناه.. إنه مافيه داعي تذكريني بهذا الموضوع كل شوي.. خلي الاحترام بيننا ومافيه داعي للتجريح..

جواهر وهي منحرجة: اتفقنا... اللي تبيه يصير.. ويالله عطني مفتاحي.. عبدالعزيز اكيد قاعد ينطرني الحين..

عبدالله ببرود: أنتي مفكرتني ألعب، وإلا أقول كلام ما أقصده.. سواقه بعد اليوم مافيه... تبين ترجعين رجعتج أنا..

جواهر بهدوء مشتعل: أعتقد إن الكلام في القرارات الخطيرة اللي مثل هذي سابق لأوانه يا دكتور عبدالله.. عطني مفتاحي، أو بأظل واقفة هنا.. لين تعطيني إياه..

عبدالله لف وهو يبي يدخل داخل ..رد عليها ببرود : عادي اقعدي براحتج البيت أصلا صار بيتج.. وأحسن خليج هنا من اليوم ليش ننطر لبكرة..

جواهر اللي وصلت أخرها من طريقته في فرض نفسه وقراراته، مسكت عضد عبدالله العاري تبي توقفه وهي تقول من بين أسنانها: أنت يا أخ؟؟ وين رايح..؟؟ هات مفتاحي..

جواهر بنفس الثانية اللي مسكت فيها عضده فكته.. وهي تنفض يدها وترجع خطوة للورا، وعبدالله التفت عليها بحدة..
كلاهما انلسع.. وبقوة..

جواهر صدمها صلابة ملمس عضلات عضده المشدودة

وهو صدمه نعومة أصابعها ورقتها ودفئها..

جواهر في نفسها: "كذا تخلينه ينتصر عليج ويستفزج لهالدرجة.. لهالدرجة.. إنج تمسكين في جسم رجّال غريب"

جواهر بنبرة غامضة وهي مو قادرة تحط عينها بعينه من الخجل اللي اجتاحها غصبا عنها: بأتصل بعبدالعزيز يجيني.. أشبع بالسيارة والمفتاح..

عبدالله اللي بعده محافظ على بروده رغم التوتر اللي بعثته لمستها الخاطفة فيه، رجع لسيارتها وركب مكان السواق وشغل السيارة، وقال لها ببرود: اركبي، بأوصلج، وبأخلي سيارتك في بيتكم، وبأخلي أفضل يجيني هناك..

جواهر لما شافته ركب السيارة، دخلت داخل البيت، عبدالله طفا السيارة.. وخذ المفتاح.. ولحقها داخل
وبدأ يفقد سيطرته على أعصابه من تجاهلها له.. كانت وصلت الدرج: عبدالله ببرود: أشلون تتركيني وأنا أكلمج؟؟

جواهر اللي حاولت تمسك أعصابها.. ردت عليه ببرود شديد: بأطلع لبنتي بعد إذن حضرة جنابك وسموك.. خلاص ما أبي أروح للبيت.. بعد صلاة العصر بنخلي أفضل يوديني أنا وياها لبيتي.. إلا لو عندك مانع بعد..

عبدالله ببرود مع إنه مولع من تكسيرها لكلامه: بكيفكم.. أنا بأطلع أنام..

وتجاوزها طالع لفوق.. وهو يلوح بمفتاحها قاصد يحرق أعصابها.. في الوقت اللي جواهر ابتسمت من تحت نقابها ابتسامة خبث
كانت تطالع عبدالله وهو يطلع الدرج وهي بعدها واقفة عند أول درجة..
لما غاب عن عينها.. فتحت شنطتها.. طلعت سبير المفتاح.. وتوجهت لسيارتها.. ركبتها وحركت..

**********يتبع**********
 

العصر
مستشفى حمد/ الطابق السادس/قسم العناية المركزة

سعود طالع يسحب رجله، ماكان يبي يفارق دانة ولا دقيقة.. خايف يصير لحالتها أي تطورات وهو مو موجود نفس ماصار البارحة وهو في البيت..

بس لما أذن الظهر راح يصلي الظهر هو عمه اللي طلب منه يوصله للبيت.. وعقب حلف عليه يتغدى معه..

سعود ماكان يبي غدا ولا شيء.. من دخلة دانة للمستشفى وهو ما يتذكر انه أكل شيء.. نفسه مسدودة عن كل شيء..

بعد غدا عمه.. اللي تأخر رجع للبيت.. تحمم وبدل ملابسه.. صلى العصر وبسرعة جا للمستشفى

وصل لغرفة دانة: مالقى قدامها أحد.. استغرب، طل فيها لقى السرير فاضي..

سعود حس إن قلبه مات
وروحه فارقته..
وينها؟؟
وينها؟؟
لاااااااااا.. لااااااااااااا
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

وأغمي عليه


*************


عبدالله قبل يروح ينام..
مر على عياله اللي كانوا مجتمعين في غرفة عبدالعزيز..

يظهر نوف ماصبرت راحت على طول لعبدالعزيز تقول له على الأكشن اللي صار بين أمها وأبوها..

نوف بحماسة: واااااااو.. عزوز.. يغار عليها .. يجننون.. يجننون..

عبدالعزيز يضحك: الله يرجج أكثر منتي مرجوجة..

وهم يسولفون..

دخل أبوهم مبتسم: دايم هالضحك يارب.. نوف عندي لج خبر..

نوف بفضول: شنو يبه؟؟

عبدالله بهدوء: بكرة أمج بتكون عندكم..

عبدالعزيز طبعا كان عنده خبر ابتسم بفرحة صافية، بس ونوف نطت واقفة: صدق يبه صدق.. الله لا يحرمنا منكم اثنينكم

عبدالله يكمل بذات الهدوء: بكرة العصر الملكة، وفي الليل بنسوي عشاء عائلي للحريم في بيت أمكم.. وللرجال في بيت خالكم..وعقب أمكم تجي عندكم..
وعلى طاري أمكم... نوف أمج ترا راحت لغرفتج..

نوف نطت رايحة لغرفتها.. وعبدالله قعد يسولف شوي مع عبدالعزيز لين يأذن العصر اللي مابقى عليه شيء..

شوي رجعت نوف وتقول لابوها بمرح: يبه وينها امي؟؟ تبي عزوز في سالفة ما تبيني أسمعها.. عادي قل لي وأروح مافيه داعي تسوي فيلم وحركات.... مو عوايدك يعني.

عبدالله وهو متفاجئ: والله راحت لغرفتك، هي بنفسها قالت لي واحنا تحت..

نوف باستفسار: أنت شفتها تدخل غرفتي؟؟

عبدالله بتشكك: لا

ونزل بخطوات سريعه على الدرج.. وعياله وراه..

عبدالله ألتفت حواليه في الصالات.. وطرا له شيء.. فتح باب البيت يبي يشوف سيارتها.. لقى مكانها فاضي..
الغضب وصل عنده حده الأعلى: يعني سوتها وكسرت كلامي... بس اشلون المفتاح كاهو بعده بيدي..

نوف ضحكت بصوت مكتوم.. وهي تقول: يبه اليوم كنت أفتش في شنطة أمي أبي كلينكس..
لقيت مفتاح سيارة سألتها عنده، قالت لي إنه السبير.. وإنها ما تطلع من غيره استعدادا لأي طارئ.. مثل إنها تقفل السيارة والمفتاح داخل...
وبعدين ميل عبدالعزيز على أذنها وقال بصوت واطي: أو رجّال غيور يأخذ مفتاح سيارتها منها..

نوف وعزوز انفجروا من الضحك، في الوقت اللي عبدالله كان يطالعهم بغضب
طلع الدرج ويدق على موبايل جواهر اللي لقاه مسكر..

"زين يا جواهر.. خلي العداد يحسب.. كل شيء مردود لج"


**********يتبع**********


 

سعود لما أغمي عليه..
الممرضين والممرضات شالوه ودخلوه الغرفة اللي كانت دانة فيها.. وحاولوا فيه يفوقونه

وعطوه شراب أملاح.. لما قدر يتمالك أعصابه، سألهم بصوت ميت متدمر: وين راحت؟؟ وين راحت؟؟

الممرضة: أنت يقصد دكتورة دانة؟؟

سعود بنفس الصوت الميت وهو ينطر الإجابة اللي حاس إنها بتقتله: إيه؟؟

الممرضة بود: ينزل تحت غرفة عادية غرفة رقم الطابق الخامس..

سعود حس مثل النسيم البارد هب على روحه الملتهبة.. كان وده يقوم يبوس الممرضة.. ينط.. يرقص.. يغني..
أي شيء مجنون ممكن يعبر عن السعادة الخيالية اللي هو حاس فيها..
لكن سعود البارد أو المتبارد، ماسوى غير إنه قال لها ببرود: شكرا نيرس..


***************


سعود نزل من الطابق السادس للأول ركض يحاول يفرغ طاقة الفرح اللي عنده..

راح لمحل لاريسا اللي تحت.. أختار أكبر بوكيه ورد موجود واكبر سلة شيكولت.. طلب منهم يطلعونها لغرفة دانة..

البياعة: تفضل اختار الكرت..
سعود رجعت له حالة صورته الجامدة: طلعوها بدون كرت..

وطلع برا المستشفى متوجه لسيارته...

في سيارته جالس..
قرر يتصل بمها.. عشان يروحون للدانة.. ويتطمن عنها بطريق غير مباشر..

سعود ببروده المعتاد اللي بدأ يهتز داخليا وبعنف: هلا مها.. مانتو برايحين للدانة بنت عمي؟؟ (ماقدر يقول زوجتي)
.................
(سعود ارتعش غصبا عنه) لكنه كمل بصوت بارد: أنتو عندها الحين؟؟ من متى؟؟
...................
من ساعة..تنحنح: وهي أشلونها؟؟
..................
الحمدلله (سعود بصوت بارد يشتعل من الداخل لأن ردود مها عليه كانت باختصار)
.................
طيب مع السلامة..

"سعود يا غبي.. أنت وش تبي تسوي بروحك؟؟ تبي تضيعها منك بجمودك اللي يقتل؟؟ ليش ما طلبت تكلمها؟ أو طلعت لها تزورها؟ هذا أنت قاعد في سيارتك مقابل المستشفى مثل الطوفة...

ما أقدر ما أقدر... أهلي عندها وأهلها أكيد.. ويمكن عندها نسوان الجماعة بعد.. خلها وقت ثاني

طيب كلمها بس.. قل لها الحمدلله على السلامة بس.. زوجتك هذي ياللي ماعندك مشاعر..

ما أقدر ما أقدر... لما كانت مهيب حاسة فيني.. كنت حاس إني ممكن أقول لها كل شيء... بس الحين هي وعت.. وأعرف إنها تكرهني كره العمى.. اخاف أكلمها تقول طلقني"

سعود صار له ساعتين قاعد في سيارته اللي واقفة في مواقف المستشفى.. فكرة توديه وفكرة تجيبه.. والهم محاصره بكل عنف.. لحد ما أذن المغرب.. حرك سيارته.. وطلع لأقرب مسجد


****************


قبل المغرب
عبدالله نايم بغرفته في بيته
جواهر نايمة في غرفتها في بيتها
الليلة راح تكون الليلة الأخيرة لحرية كل منهم

وعيالهم بدوا بالمخططات لبكرة وخصوصا نوف اللي اتصلت بحصة وبلغتها.. وأتفقوا على كل شيء يسونه بكره..
اتصالات لا تحصى سوتها نوف وعبدالعزيز قاعد جنبها ميت من الضحك وكل شوي يقول: الحمدلله والشكر.. العقل زينة.. وش ذا كله؟؟

نوف بحماس: يعني أمي وأبوي بيتزوجون بعض كل يوم.. أنت ووجهك.. كلها مرة وحدة..

نوف خطر ببالها أهم شيء، ونطت تمسك في ذراع عزوز: صدق إني غبية كنت بأنسى أهم شيء... تذكر الشغلة اللي اشتريتها الصيف هذا من باريس.. وأنت ما كنت راضي.. وشرايك موب هذا وقتها..؟؟

عبدالعزيز باستنكار مرح: لا لا لا حرام عليج.. اتقي الله في أبوي تبين تجلطينه .
 
الجزء السادس والثلاثون




الليلة الأخيرة من حياة عزوبية اثنين لم يمر أي منهما بحياة زوجية حقيقية..
ومقبلين على حياة زوجية غير حقيقية..

عبدالله بعده نايم.. رغم أنه أولاده حاولو يصحونه كثير للصلاة.. بس بدون فايدة.. كان ماكل 3 حبات بنادول نايت.. وهو أصلا كان منتهي من التعب..

الوقت صار بعد العشا وهو بعده نايم.. نوف بتجن.. تبي فلوس منه...: ( زين ياعبدالله ارقد براحتك.. خلاص الحين كل شيء بيسكر.. بس إذا ما استلمتك من الصبح ما أكون بنتك نوف بنت عبدالله)

جواهر صحت على صلاة المغرب.. وهي حاسة بهم كبير كاسر ظهرها.. قلبها مقبوض.. وخاطرها ضيق..

صلت المغرب بإيمان كبير.. ودعت الله سبحانه يشرح صدرها ويفرج همها..

عملت شوي اتصالات مهمة وضرورية لعدد من الناس اللي يهمها معرفتهم بزواجها بكرة: رئيس قسمها، نجلاء، موزة بنت خالها..وأم فهد..
رغم إن موزة وأم فهد كانوا يعرفون بالخبر.. بس هي حبت أنهم يسمعون منها.. ماحبت حد يشك إن رجعتها لعبدالله كانت غصبا عنها..

جلست جواهرفي غرفتها والهواجس تطحنها..
وبنتها نوف كل شوي تتصل عليها.. في راسها ألف مخطط..

جواهر حتى ما كانت منتبهة بنتها وش تقول وراسها عورها من حنتها.. كانت تبي ترضيها وبس....

قالت لها جواهر: أهم شيء ما تعزمين حد.. بس أبي يكون موجود بيت خالي ونجلاء وأنتي وبس.. وغير كذا سوي اللي تبينه بدون ما تستشيريني..

نوف بحماس: أكيد مامي.. موب عقب تسوين لي سالفة

جواهر بحب: ماراح أسوي لج شي

(في قلبها: أنا مارجعت لأكره إنسان على وجه الأرض الا عشانكم..فأي شي بتسوينه ويكون بيفرحج سويه)


******************


الساعة 9 مساء..

سارة تترك منيرة جالسة مع أمهم تحت.. وتطلع تتسحب لغرفتها وتقفل الباب عليها بالمفتاح.. وتتصل بصديقتها وضحى...

بعد السلامات المعتادة..

سارة بعيارة حزينة: وضحى أنا أبيس تعرسين..

وضحى كحت: وشفيس يالمجنونة؟؟ وش عرسه ذا... توني تملكت الشهر اللي طاف..

سارة: يالغبية أبيس تمثلين أنس بتعرسين..

وضحى اللي مو فاهمة شيء: روحي نامي شكلس تخرفين..

سارة: يالغبية: تذكرين في ملكتس، لما مالقيتي فستان تلبسينه.. خذتي فستان أختي مناري حق عرس ولد خالتي وكان يجنن عليس..

وضحى: وطيب؟؟

سارة: أبيس بكرة تروحين معي أنا ومناري.. على أساس أنس تبين نروح معس، تاجرين فستان أو تشترين حسب المتوافر لأن عرسس تحدد بسرعة وما عندس وقت تسوين فستان.. وإنس تبين مناري هي اللي تقيس الفستان عشان تشوفينه عليها.. وتقررين..

والفستان اللي أنا بأحس إنه دخل مزاج مناري..بأشر لس عليه.. وأنتي صممي إنس تبغينه مهما كان سعره..

وضحى بدهشة: وليش ذا كله..

سارة بحزن: أنا باقولس..


*********يتبع********
 

الساعة صارت 11 بالليل..

سعود واقف بسيارته في مواقف المستشفى..

سعود صلى المغرب ورجع وقف في المواقف ، صلى العشا ورجع للمواقف.. على أساس إنه بيتشجع وينزل يزور الدانة..

كان واقف..كأن فيه مغناطيس يشده لذا المكان..
موب قادر يبعد عنه..
تلقى عشرات الاتصالات.. من ربعه..من أمه..من محمد.. الكل يسأل عنه.. وينه مختفي..
قال لهم في الشغل.. مع أنه في إجازة لمدة أسبوعين..

وهو غارق في التفكير: سمع حد يدق على شباك سيارته، ألتفت كان من أمن المستشفى، اللي قاله بنبرة احترام لكن بنظرة شك: يا أخوي.. صار لك ساعة واقف.. والزيارة انتهت من زمان.. ياليت تحرك سيارتك..

سعود ببروده الاعتيادي: مادريت أن الوقفة في ملك الحكومة ممنوع..

الأمن اللي ارتبك شوي من برود سعود: حرك حرك يا أخوي..

سعود كان في خاطره يفرغ التوتر اللي فيه في السكيورتي..
لكنه تنهد وقال في نفسه: وذا المسكين وش ذنبه..

حرك سيارته للبيت.. ولغرفته اللي صار يحسها قبر موحش بدون دانة، وخصوصا إن أغراض دانة القليلة المتناثرة في غرفته.. تثير في داخله جرح شديد العمق..


**************


جواهر موب قادرة تنام... الهم محاصرها.. متوترة وحاسة بجرح كبير في روحها..

عبدالله بعده نايم...

نوف وحصة ما وقفت الاتصالات بينهم.. رغم إن الوقت تاخر..

عبدالعزيز الصغير هو الوحيد اللي كان ينام بعمق وسعادة بعد ماسوى اللي في رأسه..


****************


الساعة 4 الصبح

عبدالله صحا مفزوع وهو يطالع الساعة: أعوذ بالله منك يا أبليس فاتني المغرب والعشا.. خلني أصلي قبل الفجر..

صلى الصلوات الفايته..

وعقب راح صحى عبدالعزيز وراح وياه المسجد.. كان ناسي موبايله في البيت بس ما أهتم..( مين اللي بيتصل فيني ذا الوقت يعني؟؟)..

رجع للبيت وهو يحس بنشاط كبير بعد ماخذ نوم كفاية..

الموبايل بعده مرمي عالكوميدينو.. ما أهتم..

لبس تريننغ رياضة.. وراح يركض حوالين البيت كعادته بعد صلاته الفجر.. ويحاول يفرغ من التوتر اللي هو حاس به للحدث اللي بيصير اليوم.. وحاسه هم كبير كل ما يتذكر كلام جواهر اللي مثل السم

رجع للبيت على الساعة ست.. دخل للحمام يأخذ شاور.. والموبايل بعده مرمي على الكوميدينو..

أول ما طلع من الحمام وهو بعده بالفوطة الملفوفة على خصره..ضرب عينه على الكوميدينو.. شاف موبايله يولع ويطفي دليل إن حد يتصل فيه..

استغرب من اللي بيتصل هالحزة..

مشى ناحيته وتناوله بقلق.. بس كان الاتصال سكت..

لينصدم عبدالله بعدد الاتصالات التي لم يرد عليها...

68 مكالمة لم يرد عليها..

59 اتصال من رقم واحد.. وهو الرقم اللي كان يدق أخر شيء

و9 اتصالات من أرقام مختلفة..


59 اتصال من شخص واحد / من ماجد..


********يتبع*********
 
عبدالله يتصل بسرعة بماجد قلبه انشغل عليه، أو ماوصله صوت ماجد اللي يقول بلهفة : ألو..

رد عليه عبدالله بقلق كبير: عسى ماشر يا بو فيصل؟؟ اشغلتني..

ماجد بلهجة غامضة: أبي أشوفك الحين..

عبدالله رغم استغرابه رد بترحيب كبير: هلا والله تفضل في المجلس الخارجي، بأنتظرك هناك...

عبدالله سكر من ماجد، اتصل في المقهوين اللي في المجلس الخارجي، وطلب منهم يجهزون القهوة..
وباله مشغول على ماجد..


****************


الساعة 7 صباحا: عبدالله وماجد في المجلس..

ماجد جالس يفرك ايديه ببعض.. شكله مهموم.. داخل على عبدالله متلطم.. بدون عقال..

عبدالله اللي حس بهم من منظر ماجد: أبو فيصل وش فيك جعلني ما خلا منك..

ماجد بلهجة حزينة: تذكر ياعبدالله قبل 18 سنة وإحنا على الجبهة..

عبدالله بنبرة رجولية فيها اعتزاز وكثير من الحزن: ومن ينسى ياماجد من ينسى؟؟


قبل 18 سنة

كانوا خمسة متطوعين على مدرعة عسكرية.. ينقلون مؤن للمعسكر..

عبدالله هو اللي كان يسوق، وماجد جنبه..
و3 ورا مع المؤن..

عبدالله وماجد كانت بدت تربط بينهم علاقة حميمة زادها كونهم من بلد واحد ومن عمر متقارب..

لكن الثلاثة اللي ورا كانوا أول مرة يشوفونهم ماجد وعبدالله..
وهم يعبرون منطقة صحراوية للوصول للمخيم المعزول في الصحراء..

انضربت المدرعة بصاروخ.. الصاروخ ضرب الجزء الخلفي من المدرعة..

الثلاثة اللي ورا استشهدوا فورا، عليهم رحمة الله وغفرانه..

عبدالله تصوب إصابة شديدة في رجله..وجروح مختلفة.. ماجد كان مصاب بعدة شظايا.. ووضعه غير معروف..

عبدالله ما فقد الوعي مثل ماجد..
فزحف خارج المدرعة
وسحب ماجد برا ومدده بعد ما تطمن إنه حي..

ثم توجه يبي يشوف اللي ورا.. تألم ألم عمره.. لما شافهم ثلاثتهم استشهدوا..
ما كان يعرفهم.. لكن الحرب والجرح.. تقرب الناس لدرجة تلاصق الأرواح..

سحبهم عبدالله برا المدرعة.. و رجله المكسورة تئن بألم خرافي..
لكنه كان يتحامل على رجله السليمة لحد ما طلعهم كلهم..

راح يبي يشوف ماجد ويتأكد من وضعه.. لكن ماجد توعى بروحه.. وكانت إصاباته بسيطة مجرد رضوض..

ماجد وعبدالله تساعدوا يسحبون الجثث لمكان بعيد من المدرعة، لأنهم كانوا عارفين إن النار إذا وصلت خزان الوقود.. بتنفجر المدرعة..

وفعلا خلال دقايق انفجرت المدرعة انفجار مدوي..

عبدالله خلاص كان منتهي ونزف كثير.. وبدأ يفقد وعيه..

عبدالله نزع شارته اللي عليها اسمه عن صدره.. وعطاها عبدالله لماجد مع شارات الشهداء الثلاثة... وقال له بصوت ضعيف لكن حازم: سلم الشارات للقائد، عشان يبلغون أهلنا.. وأرجوك يا ماجد ادفننا.. لا تخلينا كذا تأكلنا الطيور والذيابة..

ماجد رد بحزم: أنت واحد مجنون وماينرد عليك.. إحنا يا نعيش سوا يا نموت سوا..

قام ماجد وحفر 3 قبور، ودفن الشهداء فيهم..
وحاول يحط عليها علامات واضحة.. على اساس إن أهلهم يمكن يرجعون يبون يدفنونهم في اماكن ثانية..

بعدها سمى ماجد بسم الله..
وحمل عبدالله اللي كان فاقد الوعي على كتفه..
عبدالله كان أطول منه ، بس وقتها كان نحيف كثير..

ماجد شال عبدالله على كتفه.. ورجع يتبع أثار عجلات المدرعة..
وسار به لساعات.. وهو شوي يمشي.. وشوي يطيح.. وشوي يسحبه.. وشوي يشيله..

لحد ماوصل للشارع العام.... كان ماجد اللي يحركه الباقي من حلاوة الروح.. فأول ما وصل الشارع انهار بالكامل..

شافوهم سواقين السيارات اللي شالوهم للمستشفى.. والاثنين كان حالتهم صعبة..
بس ماجد تشافى أسرع.. لأنه كان اللي فيه رضوض وإرهاق..
بينما عبدالله رجله مكسورة ونزف كثير..

أول مافتح عبدالله عينه شاف ماجد، سأل بصوت ضعيف: أنا وين؟؟

ماجد بمرح: لا تستانس ما بعد رحت الجنة.. عادك في الدنيا لا وأنا معك.. تبي تخلص مني بس مافيه فكة..

عبدالله بضعف واستغراب: أشلون احنا كنا بعيد عن الطريق والمخيم بعده بعيد..

ماجد بنفس المرح: نعنبو خلعت كتفي.. شال نخلة موب آدمي..

عبدالله وقتها من التاثر حضن ماجد وبكى، كانت هذي من المرات القليلة جدا اللي بكى عبدالله فيها..


عبدالله بضعف وحزم ورجولة: جميلك يا ماجد في رقبتي.. أنت كان ممكن تخليني أنا كنت شبه جثة وماكان حد بيلومك.. في الحرب يا كثر الضحايا.. جميلك في رقبتي لأخر يوم في عمري.. ووعد علي أرده لك ولو على قطع رقبتي..

ماجد بمرح: خلك من البربرة أنت ووعودك.. أنا ماسويت كذا عشان ترده لي..

لكن عبدالله كان مصر.. و18 سنة وهو دايم يكرر الموضوع على ماجد.. اللي ما عمره فكر يطلب من عبدالله شيء.. لحد اليوم..

ماجد بصوت ميت: عبدالله أنت مستعد ترد لي ديني اللي أنت بنفسك كنت مصر ترده..

عبدالله بحزم كبير ورجولة بالغة: لو تبي روحي ماتغلى عليك..

ماجد بنفس اللهجة الميتة: ما أبي روحك.. أبيك تنسى سالفة الزواج من جواهر بالكامل..
 
الجزء السابع والثلاثون




مستشفى حمد/ غرفة في الطابق الخامس

الصبح..الوقت كان بعده بدري بدري
مزنة تناول دانة اللي تحسنت صحتها كثير كأس عصير...

دانة تأشر بيدها ما أبي.. وهي تلف وجهها بحزن..

مزنة بتأثر: يا قلبي يادانة من لما طلعوش من العناية أمس لليوم ما كلتي شي.. ما يصير.. لازم تاكلين.. لازم

دانة بهدوء: والله ما أبي فديتش.. لا تغصبيني..

وبعدين ابتسمت وكملت بمرح حزين: وإلا أنتو كل شيء عندكم يا عايلة أبو خالد غصيبة، الملكة غصيبة والعرس غصيبة وحتى الأكل غصيبة..

مزنة بتأثر أكبر: دانة يا قلبي بلاها توجعين قلبش..

دانة بحزن: هو أبوخالد وسعود بقوا لي قلب عشان أوجعه.. نحروني مثل الشاه..

مزنة بحزن مماثل: حرام عليش.. يعني سعود رجّال والنعم فيه.. أنتي بنفسش كنتي تقولين أشلون كان سعود مهتم فيش.. وماتركش لحد إحنا ما جينا..

دانة بأسى: باين الاهتمام.. لا طل ولا حتى سأل.. ما صدق تجون أفكه من شري.. على الاقل يا مزنة قدام الناس.. أنا أصلا ما ابيه ولا أبي شوفته... بس بما إنه صار اسمه رجّالي.. يحترمني قدام الناس..

مزنة بدفاع: حرام عليش..أمس الصبح جاء عندش في العناية .. وقعد مع أبي للظهر...........

دانة قاطعتها باستنكار حزين: خلينا من سيرته.. جا أو ما جا الموضوع كله ما يهمني.. عطيتي خالد إجازتي المرضية.. يوصلها للدكتور سعد رئيس قسمي..

مزنة بمرح: وعقد زواجش بعد.. يمكن يعطونش شهر على كذا..

قاطع حديثهم رنين تلفون الغرفة، مزنة بتساءل: من تعتقدين يدق بدري كذا؟؟

دانة بثقة: أكيد أمي تقول تبون شيء أجيبه معي..

مزنة خذت السماعة وردت: ألو..
..........
مزنة بخجل :هلا والله.. حياك الله
............
مزنة بصدمة: تقول عند باب الغرفة.....زين.. دقيقة بس.. وانا بأدخلك..

مزنة نطت تلبس عبايتها ونقابها..

دانة اللي كانت قاعدة تطالعها مصدومة: من اللي عند الباب؟؟

مزنة في كلمة واحدة حادة: سعود

****************


ماجد بصوت ميت: عبدالله أنت مستعد ترد لي ديني اللي أنت بنفسك كنت مصر ترده..

عبدالله بحزم كبير ورجولة بالغة: لو تبي روحي ماتغلى عليك..

ماجد بنفس اللهجة الميتة: ما أبي روحك.. أبيك تنسى سالفة الزواج من جواهر بالكامل..

عبدالله اللي كان مصدوم وموقادر يجمع أفكاره
لو عليه هو، هو خلاص نفسه عافت جواهر، بس هو عشان عياله مستعد يسوي المستحيل..
أشلون يجي ماجد الحين عقب ما تقرر كل شيء ويطلب منه هالطلب..
أشلون يواجه العالم.. والأهم أشلون يواجه عياله...

عبدالله بصوت خالي من المشاعر ومحايد: ماجد أنا لو علي.. وربك اللي جمعنا قبل 18 وجمعنا الحين.. إني ما أبي جواهر.. ولا أبي طاري العرس كله.. بس عشان عيالي يا أبو فيصل.. وأنت عارف غلا عيالي عندي..
عيالي هم الشيء اللي أنا عايش عشانه في ذا الدنيا.. عيالي مصممين علي أرجع أمهم..

ماجد بيأس: تكفى ياعبدالله.. ما عمري طلبتك غير ذا الشيء.. تكفى لا تقهرني.. قهر الرياجيل شين..

عبدالله نط واقف وقال بحزم ورجولة وأخوة: يخسا اللي يقهرك يا أبو فيصل.. يخسا..ماعاش ولا كان.. أبشر بعزك..

بعدها كمل عبدالله بتوتر: توكل على الله يا أبو فيصل ومايصير خاطرك الا طيب.. خلاص النصيب انقطع بيني وبين أم عبدالعزيز.. مثل ما أنقطع قبل 17 سنة....

ماجد حضن عبدالله بنفس روح الأخوة وتوحد الارواح اللي جمعت بينهم قبل 18 سنة..


*******************
 
دانة اللي كانت قاعدة تطالعها مصدومة: من اللي عند الباب؟؟

مزنة في كلمة واحدة حادة: سعود

دانة بتوتر: عطيني جلال أحطه على رأسي..

مزنة بتوتر: أنتي وذا الجلال.. رجالش هذا مهوب غريب.. وانا ماني متفرغة أدور لش.. الرجال برا.. بادخله وبانتظر في الممر..

دانة برعب: مزنة لا تخليني معه بروحي..

بس مزنة ماردت عليها.. لأنها كانت طلعت برا..

بعد ثواني سعود دخل بخطوات مترددة.. دانة عيونها في حضنها وتفرك اصابعها بتوتر..

سعود بصوت هادئ وهو يحس إنه كان بيموت من شوقه لشوفتها: السلام عليكم..

دانة ردت بصوت واطي :وعليكم السلام..و رفعت عينها تطالعه..

غصبا عنها حست بخجل كبير من شكلها (أكيد شكلي مبهدل وشعري منكوش).. كان نفسها لو أنها تعدلت قبل يدخل.. لانها حست إن شكلها ولاشيء لما شافت أناقته الصاعقة..

الثوب الشتوي الأسود المنساب على جسده المتناسق بدقة.. غترة الشال الأنيقة..
وشكله كأنه توه جاي من الحلاق.. العوارض مرتبة.. والسوالف محددة باستقامة..
وريحة عطره سابقته.. رغم إنها مازالت تعاني من البرد.. وماتشم زين..

رجعت دانة توطي راسها بخجل ما تعرف سببها.. يمكن نظرة سعود المتفحصة..... أو المختلفة!!!

سعود من ناحيته كان واقف بعيد شوي ويدقق نظره فيها.. كانت في نظره أحلى واعذب من أي شافه بعمره كله..

شعرها كان مرفوع ومتناثر منه خصل طفولية عنيدة على وجهها..وتلبس قميص نوم قطن لونه زهري كمه دانتيل طويل.. وله رقبة طويلة تربط بأزرار على كامل عنقها..


كان نفسه يقترب
يحضنها بقوة.. يقبلها ألف قبلة.. يسوي أي شيء ممكن يعبر عن مشاعره الملتهبة ناحيتها.. وفرحته بسلامتها..

بس هو ظل واقف بمكانه كأن أقدامه مثبته في الأرض بمسامير، وقال بنبرته الباردة المعتادة: الحمدلله على سلامتش..

دانة بهدوء وهي تنظر في حضنها، في الوقت اللي سعود بيموت يبيها تطالع فيه يشبع من تأمل وجهها: الله يسلمك..

سعود بذات نبرته المعتادة: أشلونش الحين.. إن شاء الله أحسن..؟؟

دانة وهي ترفع وجهها مرة ثانية وتطالعه: الحمدلله.. احسن بكثير

سعود كان مبسوط برفعها لوجهها، تقدم نص خطوة، لكنه رجع وتراجع خطوة، وقال ببرود تحته نار لاهبة: تبين شيء؟ قاصرش شيء؟؟

دانة وهي تهز رأسها، وخصلات شعرها تتماوج بشقاوة.. الحركة اللي ذوبت قلب سعود الذايب أصلا: لا شكرا..

سعود وهو يستعد للمغادرة: لو احتجتي شيء، دقي علي..

دانة بهدوء: لو أحتجت شيء خالد وابي موجودين..

سعود اللي كان على وشك الخروج، رجع عليها وفي عيونه نظرة عتب حنون.. دانة لما شافته رجع.. انكمشت.. وحطت يدها على وجهها بخوف غصبا عنها..

سعود لما شاف حركتها هذي حس قلبه انكسر مليون قطعة..

طلع فورا بدون ما يقول شيء..

مزنة دخلت بعد طلعته على طول: وش فيه الأخ طالع مشوت؟؟

دانة بنبرة محايدة: ما أدري..


******************
 
اليوم مافيه جامعة...

البنات يدرسون في البيت استعداد لامتحانات نهاية الفصل الأول اللي خلاص باقي عليها أيام بس..

غرفة منيرة وسارة..

سارة بلهجة غامضة: منيرة ممكن تجين معاي أنا ووضحى اليوم العصر.. وضحى تبي تختار لها ثوب لعرسها...

منيرة وهي تضحك: نعنبو العرب وش فيهم هبوا في العرس المستعجل..وضحى مهيب توها متملكة الشهر اللي طاف..
بس أكيد بطل أسرع عرس سعود أخو مها..مستحيل حد يكسر رقمه القياسي.. تملك وخذها لبيته على طول..

سارة اللي كانت مهمومة، ماكانت قادرة تجاري مرح منيرة وضحكها.. سارة حاسة بالذنب (بس شأسوي؟؟) : المهم تجين معنا..؟؟؟

منيرة تهز رأسها: نو نو.. روحي انتي ورفيقتس أنا وش دخلي.. هذا أولا.. ثانيا : أبي أدرس..

سارة وهي تتنهد: تكفين لا تفشليني فيها.. هي تبي تشوف الفستان عليس لأنكم نفس المقاس.. وأنا قلت لها إنس بتجين..

منيرة بنفي: أستحي أقاوس فستان عرس.. والله استحي..

سارة تحاول تدعي العيارة: بروفة يا بنت الحلال.. عشان عرسس

منيرة برعب: بسم الله علي..

سارة خلاص تحطمت: تكفين منيرة عشاني، وإلا اختس سويره مالها خاطر..

منيرة بتأفف: يا كثر حنتس.. زين بأروح معكم


********************



عبدالله ركبه هم جديد.. أشلون بيوصل الخبر لعياله.. أو الأصح أشلون يكسر قلوب عياله..

(آه ياماجد آآآآآه.. مالقيت تطلب مني الا ذا الطلب..

الحين العيال وش باسوي فيهم.. معي وإلا مع أمهم؟؟..

معقول أقدر أنام في البيت وهم موب موجودين.. أشلون أقدر أقعد فيه وحسهم ما يملاه.. أشلون أقدر أعيش الباقي من حياتي وهم مقسمين بيني وبين أمهم..

بس ماجد ما أقدر أرده.. كله ولا ماجد
ياااارب.. يارب أعني على الجاي.. حاس أن الجاي أكبر مني.. يالله عفوك ومعونتك..)

عبدالله موب عارف من وين يبدأ تنفيذ مخطط إلغاء الزواج اللي كان مقرر له يكون اليوم..

حس أن أول اتصال لازم يكون لجواهر لأنها صاحبة الشأن، اتصل بها وهو متوجه لمبنى البنك..

جواهر بصوت متعب: نعم عبدالله (كانت في نفسها تقول هذا يعني موب ناطر لين أصير مرته عشان ينكد علي.. بيبدأ من الحين)

عبدالله بصوت متوتر: جواهر عندي لج خبر..
 
الجزء الثامن والثلاثون



عبدالله بصوت متوتر: جواهر عندي لج خبر..

جواهر اللي ارتفع مستوى الأدرينالين إلى أعلى مستوياته، نطت واقفة: عيالي حد منهم فيه شيء..

عبدالله بنفي: لا والله كلهم طيبين

جواهر وهي تحس كأنه انصب ماي بارد على لهيبها: الحمدلله.. زين وش عندك..؟؟

عبدالله وهو يبلع ريعه.. والكلمات تخرج متناثرة منه: أنا ما أقدر أتمم زواجنا..

جواهر باستفسار: تبي تأجله يعني؟؟

عبدالله بتوتر: لا.. أبي ألغي الفكرة نهائيا..

جواهر انفجرت فيه كطوفان هادر: يالخسيس النذل.. طول عمرك بتظل خسيس نذل..
يعني عقب ماقلت للناس.. ورئيس قسمي أكيد إنه بلغ السكرتارية اليوم.. والخبر انتشر في الجامعة.. وخالي وهله والناس اللي عرفوا..
تبي تصغرني قدامهم يالنذل تبي تبين إنك مثل مارميتني قبل 17 سنة تقدر ترميني مرة ثانية.. نذل وحقير وجبان مثل ما كنت طول عمرك ولا عمرك بتغيير..
وقبل أي شيء.. وأهم من أي شيء.. عيالي وعيالك.. أشلون وضعهم عندك..؟؟ وإلا تبي تنتقم منهم بعد..وتقهرهم..؟؟

عبدالله كان قاعد يسمعها والكلام القاسي ينهمر من بين شفايفها مثل رشاش مدفعي..
ظلت تسب وتتكلم وتتكلم.. لما تعبت من الكلام سكتت..

عبدالله باستفسار حزين: خلصتي؟؟

جواهر بقهر: تعبت من الكلام.. الكلام أصلا معك ضايع.. الكلام يكون مع إنسان عنده مشاعر أو قلب أو أحساس، مو مع واحد بدون إحساس مثلك

عبدالله بيأس: جواهر اسمعيني مثل ماسمعتك.. واسمعي وش عندي..

جواهر بقهر بالغ: وش عندك يعني؟؟ ووش بتقول؟؟

عبدالله اللي كان وصل موقفه الخاص في مواقف البنك: طفا سيارته، وتنهد وقال: جواهر بأحكي لج حكاية صارت معي أيام الجبهة..اسمعيها..

عبدالله حكى لها حكايته كلها لحد ماجاه ماجد اليوم والطلب اللي طلبه..

جواهر كانت مشاعرها متضاربة، لكنها حاولت تتماسك وقالت بهدوء: عبدالله صديقك أنت وياه بكيفكم..
رد له جميله على كيفكم.. بس بعيد عني وعن عيالي.. أنا إنسانة لها كيان وشخصية مستقلة.. ماني بكورة بينكم.. أنت ترميني وهو يتلقفني.. كاني مالي شور أو رأي

أنا لو أبي ماجد كان خذته من زمان.. والعرس كله فكرة أنا كنت رافضتها.. ولولا عيالي أنا كان مستحيل أوافق عليك.. (وكملت بحزم) وعشان عيالي زواجنا بيتم اليوم مثل ماهو مخطط له..

عبدالله بحزن: جواهر ما أقدر.. أنا وعدت ماجد خلاص..

جواهر بنبرة غامضة: ولو ماجد نفسه كلمك وحلك من الوعد..

عبدالله بثقة: نتزوج فورا..

جواهر بثقة: إجراءات الزواج بنستمر فيها مثل الاتفاق..وأنت انتظر اتصال من ماجد.. أكيد..


**************
 
عبدالله اللي كان توه واصل مكتبه..الساعة 8 صباحا
موبايله يرن..
كانت بنته نوف..

عبدالله بهدوء: هلا حبيبتي..

نوف بصوت مليان فرحة: عبدالله ياحلو أنت.. طالع تتسحب من البيت هربان مني.. مافيه فكة..

عبدالله بابتسامه رغم الهم اللي ماليه (الله لا يحرمني من دلعها): والحلوة وش تبي من عبدالله المسكين؟

نوف: أفا يبه، أنت ناسي وإلا شنو؟؟

عبدالله باستفسار: ناسي شنو؟؟

نوف بفرح مجنون: أفا.. عرسك يبه..

عبدالله كح: عرس مرة وحدة..

نوف بحماس: يبه أنا ماعندي وقت.. أبي فلوس..

عبدالله باهتمام : أنتي عارفة سياستي في هالموضوع.. مافيه فلوس خارج مصروفكم.. لو تبين تشترين شيء.. أنا اوديج تشترين..

نوف بنفاذ صبر:يبه فديتك مافيه وقت.. الملكة العصر والعشا بالليل.. وأنت ماراح تجي من البنك قبل 2.. فيه أشياء وااااااايد أبي أشتريها وأسويها..

عبدالله اللي كان يبي يقول لبنته لا تسوي شيء لأن السالفة كلها يمكن ما تتم، بس ماحب يكسر بخاطرها ويخنق فرحتها اللي كان باين إنها من غير حدود: طيب كم تبين؟؟

نوف بصوت متخوف: وايد..

عبدالله بهدوء: وايد كم يعني؟؟؟

نوف بتخوف شديد: ما أدري، مابين 20 ل50 ألف..

عبدالله بعصبية: نعم.. تبيني أعطيج المبلغ هذا كله في يدج..؟؟

نوف بتحرقص: أعرف سياستك إنه فلوس في يد المراهق فساد.. بس اليوم غير.. لا تخاف ماراح أفسد اليوم.. ما عندي وقت.. بأفسد في يوم ثاني..

عبدالله بابتسامة (ياحبي لها) : اسمعيني بارسل لج الفيزا مع أفضل.. وافضل بيكون معج خطوة بخطوة لحد ما ترجعين البطاقة له.. وابي فواتير بكل شيء بتشترينه أو تسوينه.. مفهوم.؟؟. ريال واحد انصرف من البطاقة.. وماكان مسجل في الفواتير... أنتي عارفة اللي بيصير..

نوف بحماس: أعرف أعرف.. بانحرم من مصروف الشهر الجاي.. هذي مشكلة اللي أبوهم مع دكتوراة اقتصاد.. الله يعين عليك.. خلني أشوف أمي إذا ما روضتك شوي..

عبدالله في نفسه: الله يعيني على لسانها بس... وإلا الترويض بيكون مهمتي أنا..

نوف بحماس زايد: زين يبه لا تنسى شبكة أمي ودلبتها اليوم..

عبدالله باستفسار : أي شبكة؟؟

نوف بمرح: أفا.. أنت تبي تتزوج أمي بدون شبكة وبدون دبلة..؟؟
إذا طلعت من الدوام روح جيبهم.. واسمعني عدل.. الطقم يكون ألماس وأبي فيه زمرد أخضر..وأبي أشوف ذوق عبدالله الحلو..توصى

أبوها بابتسامة: وش معنى أخضر..

نوف بغموض: بتعرف بعدين... والدبلة امي قياسها 12,5.. لا تنسى..

عبدالله با بتسامة: حاضر أي أوامر ثانية..

نوف بمرح: لا إذا تذكرت أوامر كلمتك.. وخل عمي أبو محمد يستعجل علي.. أنا والشغالة قاعدين ننطره.. بسرعة فديتك..

عبدالله حس في روحه بجرح عميق.. وهو يحس بفرحة بنته الكبيرة..
أشلون بيقدر يذبح هالفرحة.. لو ما كلمه ماجد.. وحله من وعده له.. مستحيل يتمم الزواج..

ياربي.. وش أسوي؟؟ وش أسوي؟؟


******************
 
سعود في سيارته في مواقف المستشفى (شكل المواقف بتصير بيته الثاني!!!)

قلبه مليان حزن عميق وحاد وموجع (لهالدرجة زرعت في قلبها خوف مني، أشلون ممكن نكمل حياتنا مع بعض، وهي خايفة إنه أقل نقاش بيننا.. يمكن ينتهي بضربها)

"وأنت يا أخ مصدق من الأساس.. أنكم ممكن تكملون حياتكم مع بعض... أنت ناسي طلب أبوها منك

دانة بتطلع من المستشفى لبيت أهلها.. ويمكن.. إلا أكيد أنها تبي الطلاق منك..
استعد من الحين لحياتك الباردة الموحشة والوحيدة"

سعود اللي كان حاس إنه مخنوق لأبعد حد، اتصل بصديقه جابر:
- جابر وينك؟؟
- ............
- في المخيم من البارحة.. تمام.. أنا أصلا كنت أبي اقول لك خل نروح للمخيم.. متضايق حدي.. أنا جايك..

المخيم مسويه سعود ومجموعة من ربعه في الثكنة قريب من روضة راشد، متقاطين فيه.. ويتجمعون فيه متى ماحصلوا فرصة.. ومخلين فيه 2 هنود عشان يحرسونه وينظفونه، ويخدمون الشباب متى ماجاووا..


***************


بعد صلاة الظهر...

جواهر صلت وجلست في غرفتها مهمومة.. هم رجعتها لعبدالله اللي هي مو طايقته.. وهم ماجد اللي طلع عشان يخرب عليها فرحتها بعيالها..

عبدالعزيز دخل عليها: في عيونه فرحة وحزن.. فرحة لان لم جواهر انلم شملها مع عيالها.. وحزن عميق لأن جواهر بتخليه وتروح لبيت عبدالله..

جواهر كانت أخت عبدالعزيز وأمه وصديقته .. أشلون يقدر يقعد في البيت من غيرها.. أشلون البيت ينطاق من غير صوتها وخطواتها وأنفاسها.. حس قلبه يبكي حزن ووحشة وألم..

جواهر من دخل عليها ومن غير ما يتكلم حست بكل اللي فيه، رمت نفسها على صدره وبكت، عزوز بحزن حاول يخفيه بصوت مرح: أفا العروس ليش تبكي؟؟

جواهر بحزن: أحاتيك يا قلبي.. ومشتاقة لك من الحين.. تكفى تجيني كل يوم.. كل يوم..

عبدالعزيز يحضنها بحب: لا تخافين.. مامني فكة.. كل يوم بتشوفيني ناط عندكم...

جواهر بابتسامة: خلني أخليك أنت ونورة تاخذون راحتكم..

عبدالعزيز بعيارة: ووينها نورة .. طاري بدون شوف..

جواهر بحب وبمودة: بتصير شوف وعندك في بيتك عقب ست أسابيع بس..

عبدالعزيز يضحك: خوش مزحة ذي..

جواهر بجدية: والله أتكلم جد.. لما انصدمت أمس إنه خالي وعبدالله حددوا الملكة اليوم.. وأني بأخليك.. كلمت خالي وأم فهد.. وقلت لهم أبي زواجك قريب.. قالوا ماعندهم مانع..
وأمس العصر.. موزة راحت وحجزت الصالة حبت تكفيني..وخلاص يا عريس 6 أسابيع وتدخل القفص..

عبدالعزيز اللي كان في راسه مخطط خطير، رد بشوي زعل: مو المفروض تقولون لي قبل ما تحدوون الموعد..

جواهر بحب: أنتي ياحبيبي بنفسك قايل لي اختاروا الوقت اللي يناسبكم..

تفكير يدور في رأس عبدالعزيز.. المشروع اللي راسي ممكن أسويه قبل موعد الزواج.. مو مشكلة..


***************


العصر قرب يأذن..

جواهر على أعصابها.. عبدالله ما كلمها..يبلغها لو كان ماجد اتصل فيه أو لا...

وهي اتصلت في نجلاء من بدري وبلغتها كلام تبلغه لماجد.. نجلاء موبايلها مسكر.. وجواهر مخها بدا يودي ويجيب..

رغبة كبيرة إنه زواجها من عبدالله ما يتم..عشان نفسها

ورغبة أكبر بكثير بكثير إنه يتم عشان عيالها

دخلت للحمام تتوضأ لصلاة العصر..

مع طلعتها تفاجأت إن نوف وحصة في غرفتها وعلى السرير أكياس لا حصر لها..

البنات نطو يبوسون فيها.. وهي حست بسعادة صافية لشوفة الثنتين مع بعض..

هي كانت خايفة جدا إن حصة تغار نوف.. وتعتقدها خذت مكانها عند جواهر..
وكانت خايفة إنه بنتها تغار لما تشوفها تهتم ببنت ثانيه غيرها.. لكن العجيب إن الثنتين ربطت بينهم مودة غريبة..

جواهر وهي تطالع سريرها: بنات شنو هذا كله؟؟

نوف بحماس: أغراضج وأغراضنا..

جواهر باستفسار : أغراضكم وفهمتها أغراضي أنا ليه؟؟

نوف اللي طالعت حصة بخبث وابتسمت: مامي تكفين غمضي عيونج..

جواهر اللي ماكان لها أخلاق لحركات البنات، غمضت عشان ماتخرب على نوف مفاجأتها المفترضة..

نوف بحماس كبير: مامي بطلي عيونج..
 
الجزء التاسع والثلاثون



جواهر فتحت عيونها..

كانت نوف ماسكة في يدها فستان سهرة أخضر قصير موديله ماسك على الصدر بدون حمالات..
وقماشه خليط من الحرير والدانتيل بدون أي قصات أو خياطات.. فقط فستان ضيق منساب.. كان باين عليه الرقي الشديد والفخامة..

جواهر طالعته بتمعن، وبعدين ألتفت على نوف وقالت لها بهدوء: حلو وايد.. بس حبيبتي أولا ما يناسب سنج.. ثانيا عاري وايد.. اسمحي لي ما اقدر أخليج تلبسينه..

نوف بمرح: ومن قال إنه لي، هذا فستانج مامي اللي بتلبسينه الليلة..

جواهر بصدمة: مستحيل مستحيل.. مستحيل ألبس كذا..

نوف بحزن: يمه الفستان هذا له ذكرى عندي.. وصدقيني أني اشتريته من كم شهر عشانج أنتي وبس..

جواهر بصدمة: عشاني..

نوف كملت بحزن: الصيف اللي فات كنت أنا وعزوز في شارع أفينو مونتان في باريس..
شفت الفستان هذا معروض على المانيكان في الواجهة ومعاه شوزه.. أنا شفته قعدت قدامه موب قادرة أتحرك..

عزوز قال لي مستحيل أخليج تشترينه.. مايناسب سنج وعاري وايد نفس ما أنتي قلتي..
قلت أنا: تكفى عزوز الفستان هذا ماراح ألبسه بس خلني أخليه في دولابي..
عزوز ماكان راضي.. قال لي تشترين فستان بالقيمة عشان تحطينه في الدولاب..
قلت له: والله إنه هالفستان يناديني.. ماراح أخليه..

دخلت للمحل.. طلبته هو وشوزه كان قطعة وحدة بس ما انعمل غيرها.. وخليتهم يحطونه في الأكياس.. وطلبت من أبوي اللي كان في المحل اللي جنبنا يجي يدفع.. عشان مايشوفه..

جواهر باستنكار: ليه أبوكم معودكم يعطيكم فلوس وايد..

نوف بنفي: أبوي مايقصر علينا.. بس هو اللي لازم يدفع.. مستحيل يعطينا فلوس في إيدينا تتجاوز المصروف الشهري اللي ينحط في حسابنا..
ولو واحد منا طلب فلوس زيادة بيسوي لنا سالفة.. وبيسحب كشف الحساب وبيحاسبنا بالريال.. كلمة أبوي الشهيرة: مراهق وفلوس بيده يعني فساد..

جواهر باطمئنان: زين أنا كنت أحاتي وايد هالناحية..

نوف بتحرقص: خلينا من هالسالفة كفاية أبوي الصبح..
المهم الفستان.. تدرين مامي لما شفتج أول مرة بالبلوزة الخضراء عرفت ليش حسيت هالفستان كان يناديني.. كان يقول لي أنا ما أنخلقت إلا لأمج.. تعالي أخذيني..

حصة كانت قاعدة تسمع وتضحك، وجواهر ردت عليها بهدوء: يابنتي هذا عاري وايد.. شيقولون الناس علي؟؟

حصة نطت: في عرس طلال قبل كم شهر.. لبستي فستان قصة صدره نفس هذي..

جواهر بهدوء: بس ماكان قصير.. ولا مفتوح بذا الطريقة

نوف نطت ترفع جلابية أمها: يمه خليني أشوف رجولج..

نوف طالعت رجول أمها بأعجاب كبير:
وااااو مامي حد عنده مثل هالسيقان ويخبيهم.
لو عندي سيقان نفسهم.. كان في كل مناسبة لبست قصير عشان أحر العالم..
تدرين على هالسيقان الناعمة يمه يمكن ثنتين من اللي جايبتهم مالهم داعي..

أمها توطي جلابيتها على رجولها وتقول لنوف: استحي يا بنت.. وأي ثنتينه بعد..؟؟

نوف توجهت للباب فتحت الباب وهي تقول: تفضلوا come in


**************
 
سعود في المخيم هو وجابر بعد ما صلوا العصر..

سعود ولع النار وجلس قبالها يترنم بأشعار قديمه حزينة بطريقته المميزة في الإلقاء..

جابر اللي قرب وجلس جنب سعود وقال له بأخوة صادقة: ولعت الضو وتعوبل.. أجل متهيض.. وش فيك ؟؟
(يعوبل: يجر القصيد بصوت حزين) (متهيض: درجة خاصة من الحزن حين يكون مكتوم ووصل أقصاه)

سعود بنبرته الاعتيادية: متضايق شوي بس

جابر بلهجة مساندة: أفا ياذا العلم.. أبو سعيد يقول إنه متضايق.. أعرفك لو أنت بتموت ماتقول أنا متضايق .. فدامك تعترف وتقول متضايق شوي، تكون السالفة كايدة..

سعود وعيونه مركزة على النار اللي يحركها بعصا في يده: تكفى ياجابر خلني براحتي أنا ماجيت هنا إلا أبي أنسى..

جابر بمودة: يا أخي توك عريس مالك يومين.. وش لحق ينكد عليك؟؟

سعود سكت مارد عليه.. وجابر احترم صمته..

والثنين جلسوا يطالعون النار..

بعدها رجع سعود يجر القصيد بذات الطريقة الموجعة..


**************


جواهر صلت العصر وهي بعدها مفولة على بنتها نوف

قامت وهي تطالع في الطاقم اللي مكون من ست خبيرات.. يلبسون بالطوات بيضاء.. وعلى صدورهم شعار مركز تجميل شهير جدا.. وقدام كل وحدة منهم شنطة ضخمة فيها عدتها..

جواهر بغضب: نوف.. 6 أنا وش أبي فيهم..؟؟

نوف بحزن: يمه لو أدري إنج بتعصبين كذا كان ماجبتهم.. أنا أسفة.. تبين ارجعهم الحين رجعتهم..

جواهر حست إن عيالها صاروا يعرفون يمسكونها من يدها اللي توجعها : ما أقصد يا يمه.. بس 6 وايد.. وحدة أو ثنتين يكفون..

نوف نطت بحماس: لا يمه ما يكفون.. هذا لو أن زواجج كان بعد كم يوم.. ولحقتي تخلصين .. بس الحين ماقدامنا إلا كم ساعة قبل الليل.. يالله الست يلحقون يخلصون
ثنتين للواكس
وحدة للحمام المغربي
وحدة مونيكير وبوديكير
وحدة مكياج
وحدة شعر..

جواهر حست روحها بتطلع، هي الحين مو عارفة الزواج بيتم أو لا.. وحتى لو تم.. ماتبي تحسس عبدالله إنها تعدلت عشانه.. أو سوت شيء عشانه..

نوف برجاء: هاه يمه يبدون؟؟

جواهر اللي حاسة أنها مقهورة من سواة بنتها: خلهم يبدون..

نوف نطت تأشر لهم كأنها هي أم العروس.. و سحبت حصة وقالت: يمه إحنا بننزل تحت أكمل الترتيبات اللي تحت..

جواهر بخوف في نفسها: المجنونة ذي وش سوت بعد.. ليتني ماقلت لها سوي اللي في خاطرج..


********************


 

سيارة خالد
دوار مستشفى حمد..

دانة ومزنة على الكرسي اللي ورا.. مزنة مسندة لدانة..

خالد بقلق: يوم أنتي عادش تعبانة ليه تخلينهم يطلعونش..؟؟

دانة بلهجة هادية: والله أني أحسن.. وقعدتي في المستشفى مالها داعي.. كل السالفة الحين شوي إرهاق بيروح ..

خالد بنبرة حب: إيه خلي أبيش يرتاح قلبه.. إذا شافش عنده.. صرعنا عليش.. كنش أنتي اللي بنته.. وحن عيال الشارع..

دانة بهدوء: ومن قال لك إني بأرجع معك لبيت أبي..

خالد بصدمة: ليه وين تبين تروحين؟؟

دانة بنفس النبرة الهادية: لبيت رجّالي..

خالد اللي بدأ يترفز: بس أبي قال لسعود إنش بتجين عندنا.. أشلون الحين تروحين له.. أنتي تبين ترخصين نفسش يعني..

دانة بذات الهدوء: خالد أعتقد أني أنا اللي أختك الكبيرة.. وأنا ابي أروح لبيت رجّالي..

خالد سكت مقهور وهو يوجه السيارة لبيت سعود..

مزنة همست في أذن الدانة: وش عندش، مهوب أنتي اللي تقولين لي إنه أنتي وسعود مستحيل تتوافقون.. وأنش تبين تتطلقين منه.

دانة بهمس عشان خالد ما يسمعهم: وأنا عادني عند نفس كلامي..

مزنة باستغراب بنفس الصوت الواطي: زين ليه تروحين لبيته..؟؟

دانة بهمس: أنتي تبين الناس يأكلون وجهي.. طلعت من بيته للمستشفى لبيت هلي.. وش بيقولون؟؟ خليني أرجع لبيت سعود.. وبعد كم يوم باجيكم ..


*************


قبل المغرب بحوالي ساعة...

عبدالله يلعن الساعة اللي وافق جواهر على اقتراحها..
هذا هو قاعد في مجلس أبو فهد هو وعبدالعزيز ولده وعبدالعزيز الكبير.. وأبوفهد وولده فهد..
اللي قاعدين ينطرون الشيخ اللي راح طلال يجيبه..

حس عبدالله بضيق كبير..

(أنا غلطان اللي أصدق مرة.. كانت تبي تصغرني قدام الرياجيل.. لو من الصبح ألغيت السالفة، كان ما أضطريت أقابل أبو فهد وعبدالعزيز واقولها في وجيهم..

بس هذا اللي كانت جواهر تبيه.. تبي تجيبني في مجلس خالها.. وتهينني.. لما أطلع رجال ماني بقد كلمتي..)

كان عبدالله يطالع في وجه ولده عبدالعزيز.. اللي كان وجهه ينطق بسعادة صافية.. وكأن قلبه يحلق بين جوانحه..
فيحس إنه مخنوق، مو قادر يتنفس..

(حرام عليج يا جواهر.. حرام عليج.. لو خليتني الغي اليوم الصبح.. كان الألم اهون علي وعلى عيالج وعلى خالج وأخوج.. ليه سويتي فينا كذا؟؟؟؟.. ليه؟؟؟..)

عبدالله يطالع وجه أبو فهد الوقور السمح.. ويقول: الحين أشلون أهين الشايب في مجلسه ؟؟

رجع يطالع في عبدالعزيز الكبير اللي له معزة خاصة في قلبه: مستحيل عبدالعزيز يسامحني.. وبينقطع اللي بيني وبينه..

الحزن كان معبي قلب عبدالله وروحه.. كل دقيقة تمر تزيده توتر وقلق ويأس..

وهو غارق في أفكاره، صوت طلال: تفضل يا شيخ تفضل..

عبدالله حس قلبه نط لبلعومه.."الشيخ هنا.. وش ذا البلشة؟"

الشيخ جلس بعد ماسلم : لو سمحتوا بطاقات الشهود..

فهد وطلال عطوه بطاقاتهم..

عبدالله خلاص حس إنه صار لازم يتصرف.. مستحيل يخلف وعده لماجد.. حتى لو صغر في عين الكل.. حتى لو أحتقره الكل..

وقف عبدالله فجأة..

الوقفة اللي تفاجأ منها الكل..

وقال بحدة وصوت جهوري: وقف يا شيخ لا تكتب شيء.. الملكة ذي ما أقدر أتممها...
 
الوسوم
منتديات. شبكة. العربية. العامة
عودة
أعلى