oOoعظمتـــهـ في خلق الم ــــووتoOo

المنسي

الاعضاء
oOoعظمتـــهـ في خلق الم ــــووتoOo




oOoعظمتـــهـ في خلق الم ــــووتoOo



عظمته في خلق الموت:
الموت مخلوق عجيب، شجاع يتسلق الجدران، ويصعد الحيطان، لا يُحتمى منه بقلاع، ولا يُمتنع منه بحصون، "أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ"، زائر لا يستأذن، وليس له وقت معلوم، يدلف في السحر، ويقدم في الظهيرة، لا يرجئ الجائع حتى يشبع، ولا الظامئ حتى يروى، ولا النائم حتى يستيقظ، ولا المسافر حتى يقيم، "فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ" يصيّر الأفراح أتراحاً، والأنس حزناً، إذا اجتمع الوالد بولده وأنست الأم بأبنائها وطاب اللقاء وحصل الوصال إذا بالموت يدخل فجاءة! فيأخذ الأب، ويلتقم الأم، ويحمل الابن ليضعه في حفرة الموت، يأخذ الطفل وفمه في ثدي أمه، تصيح الأم، ينوح الأب، فلا يقف ولا يرجع، يحوز المرء المال فيفرح بتجارته، ويعدد ماله، ظن أن ماله أخلده، فإذا بالموت يضع خده على التراب، وينثر دنانيره، ويمزق أكياسه. إذا استوى الشاب على سوقه، وصلب عوده، وقوي متنه، واهتزت كتفاه، وترنح عطفاه، طرحه الموت أرضاً، هذا هو الموت لا يستحي، ولا من أحد يرعوي، "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ"، احتمى الملوك بالجنود فنجو إلا من الموت، "حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ"، يموت الكل إلا واحد، ويذهب الجميع إلا واحد، نعم، إنه الواحد الأحد أوجد الفناء، ليرث أهل الأرض والسماء، ولا يخلق الموت إلا عظيم ولا عظيم حق إلا العظيم سبحانه، "كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ".


عظمة لا إله إلا الله:
هي البداية والنهاية، هي قصة الحياة، وحديث العمر، لا إله إلا الله لها في القلوب هيبة، وفي النفوس جلال، تفتح بها أبواب علاّم الغيوب، وتغفر بها الذنوب، وتلين عند ذكرها القلوب، إذا قال العبد في الأرض: لا إله إلا الله، قال الله في السماء: صدق عبدي، لا إله إلا أنا، هي فطرة الله التي فطر الناس عليها.
لا إله إلا الله، من أجلها قام سوق الجنة وسوق النار، وبسببها مد الصراط، وتطايرت الصحف، ووضع الميزان، ورفع علم الجهاد، وسقطت جماجم الأبطال، وطارت أرواح الشهداء، ولذّ طعم الموت.
لا إله إلا الله، لو هبطت على جبل لتصدع، ولو نزلت على صخر لتفجع، خير ما قال الأحياء، وأحسن ما ذهب به الأموات.
لا إله إلا الله، جاء بها محمد r فصدقها أبو بكر ليكون صدّيق الأمة، وأيقن بها ليرجح إيمانه بإيمان الأمة كلها، واهتز لها قلب عمر فاهتزت الدنيا بيقينه، وأنصتت المعمورة لصوته، وذاقها عثمان فأنفق من أجلها طارفه وتليده، وتعلمها علي فلبس قميص يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وبآثارها غُسِّل حنظلة بين السماء والأرض، ولأجلها قال أنس إني لأجد ريح الجنة من دون أُحد، ولها أنشد جعفر يا حبذا الجنة واقترابها.
لا إله إلا الله، نافية للشركاء، مثبتة للإلوهية والعبودية لفاطر الأرض والسماء، قال موسى u: "يا رب علمني دعاءًا أدعوك به وأناجيك. قال: يا موسى قل لا إله إلا الله، قال موسى: كل الناس يقولون لا إله إلا الله، قال: يا موسى لو أن السموات السبع والأرضين في كفّة، ولا إله إلا الله في كفّة، لمالت بهن لا إله إلا الله"، وروى الترمذي والنسائي وأحمد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول سمعت رسول الله r يقول: "إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً مثل مدّ البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول: أحضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ قال: فإنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفّة والبطاقة في كفّة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء".


إشارات تدل على عظمة الله:

"قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ".
ويا عجباً كيف يُعصى الإله بل كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
إذا سكن الليل، وهدأت العيون، وغارت النجوم، ذكرنا عظمة الله، "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلا تَسْمَعُونَ".
إذا بزغ الفجر وسطع الضياء، وأشرقت الشمس ذكرنا عظمة الله، "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ".
إذا رأينا الجبال الشاهقة، والأعلام الشامخة، ذكرنا عظمة الله، "وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ".
إذا رأينا مملكة النحل وإبداعها، ومجموعات النمل وأنواعها، وكل ما خلق الله من مخلوقات عجيب، وحيوانات بديعة وهوام ودواب وفراش وزواحف وطيور وسباع وغيرها، ذكرنا عظمة الله.
تأمل سطور الكائنات فإنها من الملك الأعلى إليك رسائل
وقد خطّ فيها لو تأملت خطها ألا كل شيء ما خلا الله باطل
تشير بإثبات الصفات لربها فصامتها يهدي ومن هو قائل
انظر إلى السماء وهيبتها، والنجوم وفتنتها، والشمس وحسنها، والكواكب وروعتها، والبدر وإشراقه، والفضاء برحابته، لترى ورب الكعبة جمالاً لا ينفد، وحسناً لا ينتهي، "فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ".
بل انظر إلى نفسك التي بين جنبيك،فيا سبحان من خلقك، وعلى ما شاء شكلك، وأسمعك وأبصرك، وأضحكك وأبكاك، وأضعفك وقواك، وأصبحك وأمساك، "يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ".

كيف عظّموا الله؟!:
يقول علي بن أبي طالب t: لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا بأكثر الناس صلاة ولا صياماً ولا حجّاً ولا اعتماراً، لكنهم عقلوا عن الله مواعظاً، فوجلت منه قلوبهم، واطمأنت إليه نفوسهم، وخشعت له جوارحهم، فقاموا في الناس بطيب المنزلة، وعلو الدرجة عند الناس في الدنيا، وعند الله في الآخرة.
نعم، هذا هم السلف لهم في جانب التعظيم أخبار وأخبار، أخمصوا البطون عن المطاعم الحرام تعظيماً لله، وأغمضوا الجفون عن مناظر الآثام تعظيماً لله، واجتنبوا قبائح الأفعال والكلام تعظيماً لله، فلله هم، فلله حياتهم، فلله هيبتهم من ربهم.
· هذا أبو بكر الصديق t الرجل الأسيف البكّاء، سبق الأمة بإيمان عميق، وتصديق وثيق، لما حضرته الوفاة قالوا له: ألا ندعوا لك طبيباً؟ قال: إن الطبيب قد رآني، فقال: إني فعّال لما أريد.
· هذا عمر بن الخطاب t وفي وجهه خطّان أسودان من كثرة البكاء، عند وفاته يقول لابنه عبدالله: يا بني ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني، ثم قال بل ويل أمي إن لم يغفر لي، ويل أمي إن لم يغفر لي.
· وهذا سفيان الثوري رحمه الله طاف بالبيت الحرام، وصلى خلف المقام ركعتين ثم رفع رأسه فنظر إلى السماء فوقع مغشيّاً عليه خوفاً وخشيةً وإجلالاً ومهابةً لله، وكان شديد التفكر في عظمة الله وقدرته.
· هذا بلال بن رباح يوم أن عَمَر فؤاده بجلال الله، وعظمة الله، هان لديه كل عظيم.. يوضع في رمضاء مكة الحارقة، توضع الصخور الكبيرة على صدره وهو يهتف بنداء التعظيم أحد.. أحد.
· وهذا محارب بن دثار يقول أحد جيرانه: كنا إذا أظلم الليل، ونامت العيون، نسمع محارب بن دثار وهو يدعو ويرجو ويهتف ويبكي في ظلمة الليل، وهو يقول: يا الله أنا الصغير الذي ربيته فلك الحمد، أنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد، أنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد، أنا الغريب الذي وصيته فلك الحمد، أنا العاري الذي كسوته فلك الحمد، أنا الراجل الذي حملته فلك الحمد، أنا المريض الذي شفيته فلك الحمد، أنا السائل الذي أعطيته فلك الحمد، أنا الداعي الذي أجبته فلك الحمد، فلك الحمد ربنا حمداً كثيراً على حمدٍ لك.
· وهذا عبدالرحمن بن يزيد قال: قلت ليزيد بن مرثد: ما لي أرى عينك لا تجف من البكاء؟ قال يزيد: إن الله عز وجل توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو توعدني أن يسجنني في الحمام كنت حريّاً أن لا يجف لي دمع.


عظمة رحمته وجوده وعفوه:
الله أرحم الراحمين، يعرض رحمته جلّ في علاه على عباده، ويحذرهم من القنوط منها: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل وينادي: هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه.
غفر سبحانه لامرأة بغي من بني إسرائيل لما سقت كلباً يلهث من شدة العطش، وغفر لمن تاب بعدما قتل مائة نفس بغير حق لما علم صدق توجهه، وشكر لرجل وغفر لأنه أزاح غصن شجرة عن طريق الناس، وهو الذي قال وأثبت عن نفسه: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" "رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ".
وكان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله يقول: اللهم إن لم أكن أهلاً أن أبلغ رحمتك، فإن رحمتك أهل أن تبلغني، ورحمتك وسعت كل شيء، وأنا شيء فتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين.
ولما خلق الخلق كتب في كتاب هو عنده فوق العرش "إن رحمتي تغلب غضبي".
روي أن أحد العابدين العارفين حدثت منه بعض الذنوب، فخرج هائماً على وجهه مهموماً حزيناً فرأى في أحد الطرق باباً قد فُتِح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي، وأمه خلفه تطرده حتى خرج، فأغلقت الباب في وجهه ودخلت، فذهب الصبي غير بعيد، ثم وقف مفكراً، فلم يجد مأوى غير البيت الذي أُخرج منه، ولا من يؤويه غير والدته، فرجع مكسور القلب حزيناً، فوجد الباب مغلقاً، فتوسد عتبة الباب ووضع خدّه عليها ونام، فخرجت أمّه، فلما رأته على تلك الحال، لم تملك أن رمت نفسها عليه، وإلتزمته تقبله وتبكي وتقول: يا ولدي، أين تذهب عني؟ ومن يؤويك سواي؟ ألم أقل لك لا تخالفني ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جُبلتُ عليه من الرحمة بك، والشفقة عليك وإرادتي الخير لك؟ ثم أخذته ودخلت.
قارن هذا الحدث ورحمة الأم تلك بقول الحبيب r: "لله أرحم بعباد من الوالدة بولدها"، وما هو الظن عمن هو أرحم بعبده من الوالدة بولدها؟ ما هو الظن إذا فرّ العبد إليه؟ وألقى نفسه طريحاً ببابه، يمرغ خده في ثرى أعتابه، باكياً بين يديه، يقول: يا رب يا رب، ارحم من لا راحم له سواك، ولا ناصر له سواك، ولا مؤوي له سواك، ولا مغيث له سواك، مسكينك وفقيرك، وسائلك ومؤملك ومرجيك، لا ملجأ له ولا منجا له منك إلا إليك، أنت معاذه وبك ملاذه.
يا من ألوذ به فيما أؤمله ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره ولا يهيضون عظماً أنت جابره


عظمته في إجابة الدعاء:
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
الله أكبر إذا سألك الناس عن ربهم وخالقهم ومليكهم، فأخبرهم أنه قريب سميع مجيب، من دعاه لباه، ومن سأله أعطاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن ركن إليه قوّاه، ومن اعتزّ به قرّبه واجتباه، عرفه الأعرابي في فلاته، والسجين في زنزانته، والمبيتلى في بليته، والمكروب في كربته، والفقير في مسألته، والجائع في جوعته، والمظلوم في مظلمته، كل هؤلاء وغيرهم رفعوا إليه أكف الضراعة فإذا بالمجيب يسمع ويرى، ويأتي بالجواب "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ".
يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا وأنت عينك يا قيوم لم تنم
هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي يا من إليه أشار الخلق في الحرم.

 
الوسوم
oooعظمتـــهـ الم خلق في
عودة
أعلى