عبدالله سعد اللحيدان
الاعضاء
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 13 )
( بين العدل والظلم ) الأملاك والأموال العامّة والخاصّة في الإسلام
( بين العدل والظلم ) الأملاك والأموال العامّة والخاصّة في الإسلام ( 1 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
للأملاك والأموال العامّة والخاصّة في الإسلام عصمة وحرمة ، وأهميّة كبيرة ، وقيمة ماديّة ومعنوية ، ومصادر مشروعة ، ووسائل اكتساب وإدارة مشروعة ، وطرق وغايات إنفاق مشروعة أيضا .
ولكل إنسان في الإسلام - مسلم أو غير مسلم - حقّ في أن يملك المال المنقول وغير المنقول .
وكلّ ما يمكن للإنسان أن يملكه يمكن أن يسمّى مالا .
ويجب أن يكون هذا المال المكتسب حلالا في ذاته ، وقد تمّ اكتسابه عن طريق الحلال ، ويتم إنفاقه في مصارف حلال .
وبطريقة تعريفية تحديدية : الملك : هو الشيء الذي يملكه الإنسان ، ويأتي بمعنى : المملوك . والمال : هو ذلك الشيء الذي يكون لدى الانسان ذا قيمة استهلاكية مباشرة أو غير مباشرة ، ويطلق أحيانا اسم كل واحد منهما على الآخر .
المال : إسم شائع في كل ما يملكه الإنسان وينتفع به على وجه مشروع ، ضروريا كان أو حاجيا أو كماليا أو تحسينيا .
والمال : هو كل ما يقتنى ويحوزه الإنسان بالفعل ، سواء أكان عينا أم منفعة ، كذهب أو فضة أو نبات أو دار أو لباس أو ركوب سيارة ، أما ما لا يحوزه الإنسان فلا يسمى مالا كالطير في الهواء والسمك في الماء .
والمال : ما يصح تملكه شرعا من كل شيء ، وكل ما يمكن حيازتة وإحرازة وينتفع به عادة ، وكل شيء له قيمة بين الناس .
وكلّ ما لا يملكه الإنسان منفردا أو مع جماعة محدودة معيّنة ، أي كلّ ما ليس له مالك معيّن معروف بالإسم ، فهو ملك لجميع المسلمين في بلاد الإسلام ، وهو ملك لجميع الناس إذا كان في بلاد متعددة الأديان .
والملكية في الإسلام : علاقة اجتماعية اعتبارية تعاقدية بين شخص أو مجموعة أشخاص وبين شيء ما تدل على شرعية تصرف المالك بملكه وتعطيه الحق في منع الآخرين من التصرف به أو العدوان عليه . وليست الملكية مسألة عينية فيزيائية بل هي مسألة عينية اجتماعية ، والعينية الفيزيائية تعني كون الشيء ذا حقيقة واقعة حتى لو لم يكن هناك أي ذهن وصاحب ذهن ولا أي انسان أو حيوان أو ملك ولا أي صاحب ادراك ووعي ، فالشجرة موجودة مثلا على جانب الطريق ، وعلى هذا فإن وجود الشجرة على جانب الطريق حقيقة فيزيائية وطبيعية وخارجية ، سواء كان هناك متصور في هذا العالم أو لم يكن ، فان هذه المسألة حقيقة خارجية وعينية ، والحقائق الاعتبارية التي تشكل عامة الحقائق الاجتماعية عبارة عن أشياء ذات حقيقة واقعة ولكن شريطة وجود من يعطيها الاعتبار ووجود أصحاب أذهان في العالم ، والملكية أيضا من هذا النوع من الحقائق ، فاذا قيل إن هذا الكتاب لفلان فان ذلك يكون حين يوجد اعتبار اجتماعي ، وفي هذه الحال يقضي الحكم بعدم استعمال هذا الكتاب إلا برخصة من فلان .
كما ان الملكية مسألة اعتبارية تبرز في الحياة الاجتماعية ، فلو كان في العالم انسان واحد فقط لما توفرت له أرضية الفكرة التي تجعله يقول : إنني أملك شيئاً ما ، ولكن حين يعيش الناس مع بعضهم تبرز بينهم مجموعة من الأمور المتفق عليها . ولا يجب هنا أن يجلس شخصان أو مجموعتان ليبرما بينهما اتفاقا بهذا الشأن ، بل إن الاتفاقات تحدث من ذاتها أحيانا .
والملكية علاقة اعتبارية واجتماعية وتعاقدية بين المالك وملكه . وقد يكون المالك شخصا أو مجموعة أشخاص . ولنأخذ مثلا كتابا يتعلق الآن بشخص معين فهناك علاقة بين هذا الشخص وذلك الكتاب وهذه العلاقة ستتبدل بعد موت الشخص إلى علاقة جماعية أي ان ما كان ملكا لذلك الشخص يصير ملكا لمجموعة تتألف من الزوجة والأبناء والأب والأم مثلا. وقد تتفق مجموعة من الناس على شراء شيء معين فيكون مشتركا بينهم . وهناك أشياء يملكها المجتمع أوالأمة . وهذه العلاقة تبين أن للمالك حق التصرف بملكه بمختلف الأشكال ، ويحق له أيضا أن يمنع الآخرين من التصرف به ، أي أنها تبين شرعية هذا الأمر . وهذه الشرعية نسبية وتتفاوت بين المجتمعات المختلفة والموارد المختلفة ، ففي بعض الأنظمة يتحدّد حق تصرف الانسان بملكه - مع كونه مالكا له - ، ويتحدد كذلك حقه في منع الآخرين من التصرف . ومن الطبيعي أن الصفة الأولية في الملكية تتمثل في أنها تعطي للمالك حقا مطلقا في التصرف ، ولكن هناك تحديدات لهذا الحق في الأنظمة المختلفة .
والملك : هو الشيء الذي يملكه الانسان ، ويأتي بمعنى : المملوك . والمال : هو ذلك الشيء الذي يكون لدى الانسان ذا قيمة استهلاكية مباشرة أو غير مباشرة ، ويطلق أحيانا اسم كل واحد منهما على الآخر .
والقيمة الاستهلاكية هي ان أي شيء أو عمل يستفيد منه الإنسان ( أي يمكنه أن يؤمن - بصورة مباشرة أو غير مباشرة - إحدى رغباته وحاجاته ) فهو يمثّل بالنسبة له قيمة استهلاكية أي ( قابلية للاستهلاك ) .
وتجب معرفة القيمة الاستهلاكية وفق ما تحمله من معنى واسع في علم الاقتصاد .
وعلاقة المال بالقيمة الاستهلاكية قد وردت في أقوال بعض العلماء القدامى ، ومع أنها لم تذكر مصطلح القيمة الاستهلاكية إلّا ان معنى هذا المصطلح قد ورد فيها ، كما ورد حول شرائط المبيع مثلا : يشترط كون المبيع مما يُملك ، أي يقبل الملك شرعا ، فلا يصح بيع الحُرّ والخمر والخنزير وما لا نفع فيه كبعض الحشرات . و البيع ، لغة ، هو مبادلة مال بمال .
وحين يكون الحديث عن الاستهلاك لا ينبغي التفكير فورا بالأكل والشرب ، فالمقصود بالاستهلاك هنا أوسع من ذلك ، وعليه فإنه قد يكون لمعظم الخدمات والسلع قيمة استهلاكية بالنسبة لنا .
بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان
( بين العدل والظلم ) الأملاك والأموال العامّة والخاصّة في الإسلام
( بين العدل والظلم ) الأملاك والأموال العامّة والخاصّة في الإسلام ( 1 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
للأملاك والأموال العامّة والخاصّة في الإسلام عصمة وحرمة ، وأهميّة كبيرة ، وقيمة ماديّة ومعنوية ، ومصادر مشروعة ، ووسائل اكتساب وإدارة مشروعة ، وطرق وغايات إنفاق مشروعة أيضا .
ولكل إنسان في الإسلام - مسلم أو غير مسلم - حقّ في أن يملك المال المنقول وغير المنقول .
وكلّ ما يمكن للإنسان أن يملكه يمكن أن يسمّى مالا .
ويجب أن يكون هذا المال المكتسب حلالا في ذاته ، وقد تمّ اكتسابه عن طريق الحلال ، ويتم إنفاقه في مصارف حلال .
وبطريقة تعريفية تحديدية : الملك : هو الشيء الذي يملكه الإنسان ، ويأتي بمعنى : المملوك . والمال : هو ذلك الشيء الذي يكون لدى الانسان ذا قيمة استهلاكية مباشرة أو غير مباشرة ، ويطلق أحيانا اسم كل واحد منهما على الآخر .
المال : إسم شائع في كل ما يملكه الإنسان وينتفع به على وجه مشروع ، ضروريا كان أو حاجيا أو كماليا أو تحسينيا .
والمال : هو كل ما يقتنى ويحوزه الإنسان بالفعل ، سواء أكان عينا أم منفعة ، كذهب أو فضة أو نبات أو دار أو لباس أو ركوب سيارة ، أما ما لا يحوزه الإنسان فلا يسمى مالا كالطير في الهواء والسمك في الماء .
والمال : ما يصح تملكه شرعا من كل شيء ، وكل ما يمكن حيازتة وإحرازة وينتفع به عادة ، وكل شيء له قيمة بين الناس .
وكلّ ما لا يملكه الإنسان منفردا أو مع جماعة محدودة معيّنة ، أي كلّ ما ليس له مالك معيّن معروف بالإسم ، فهو ملك لجميع المسلمين في بلاد الإسلام ، وهو ملك لجميع الناس إذا كان في بلاد متعددة الأديان .
والملكية في الإسلام : علاقة اجتماعية اعتبارية تعاقدية بين شخص أو مجموعة أشخاص وبين شيء ما تدل على شرعية تصرف المالك بملكه وتعطيه الحق في منع الآخرين من التصرف به أو العدوان عليه . وليست الملكية مسألة عينية فيزيائية بل هي مسألة عينية اجتماعية ، والعينية الفيزيائية تعني كون الشيء ذا حقيقة واقعة حتى لو لم يكن هناك أي ذهن وصاحب ذهن ولا أي انسان أو حيوان أو ملك ولا أي صاحب ادراك ووعي ، فالشجرة موجودة مثلا على جانب الطريق ، وعلى هذا فإن وجود الشجرة على جانب الطريق حقيقة فيزيائية وطبيعية وخارجية ، سواء كان هناك متصور في هذا العالم أو لم يكن ، فان هذه المسألة حقيقة خارجية وعينية ، والحقائق الاعتبارية التي تشكل عامة الحقائق الاجتماعية عبارة عن أشياء ذات حقيقة واقعة ولكن شريطة وجود من يعطيها الاعتبار ووجود أصحاب أذهان في العالم ، والملكية أيضا من هذا النوع من الحقائق ، فاذا قيل إن هذا الكتاب لفلان فان ذلك يكون حين يوجد اعتبار اجتماعي ، وفي هذه الحال يقضي الحكم بعدم استعمال هذا الكتاب إلا برخصة من فلان .
كما ان الملكية مسألة اعتبارية تبرز في الحياة الاجتماعية ، فلو كان في العالم انسان واحد فقط لما توفرت له أرضية الفكرة التي تجعله يقول : إنني أملك شيئاً ما ، ولكن حين يعيش الناس مع بعضهم تبرز بينهم مجموعة من الأمور المتفق عليها . ولا يجب هنا أن يجلس شخصان أو مجموعتان ليبرما بينهما اتفاقا بهذا الشأن ، بل إن الاتفاقات تحدث من ذاتها أحيانا .
والملكية علاقة اعتبارية واجتماعية وتعاقدية بين المالك وملكه . وقد يكون المالك شخصا أو مجموعة أشخاص . ولنأخذ مثلا كتابا يتعلق الآن بشخص معين فهناك علاقة بين هذا الشخص وذلك الكتاب وهذه العلاقة ستتبدل بعد موت الشخص إلى علاقة جماعية أي ان ما كان ملكا لذلك الشخص يصير ملكا لمجموعة تتألف من الزوجة والأبناء والأب والأم مثلا. وقد تتفق مجموعة من الناس على شراء شيء معين فيكون مشتركا بينهم . وهناك أشياء يملكها المجتمع أوالأمة . وهذه العلاقة تبين أن للمالك حق التصرف بملكه بمختلف الأشكال ، ويحق له أيضا أن يمنع الآخرين من التصرف به ، أي أنها تبين شرعية هذا الأمر . وهذه الشرعية نسبية وتتفاوت بين المجتمعات المختلفة والموارد المختلفة ، ففي بعض الأنظمة يتحدّد حق تصرف الانسان بملكه - مع كونه مالكا له - ، ويتحدد كذلك حقه في منع الآخرين من التصرف . ومن الطبيعي أن الصفة الأولية في الملكية تتمثل في أنها تعطي للمالك حقا مطلقا في التصرف ، ولكن هناك تحديدات لهذا الحق في الأنظمة المختلفة .
والملك : هو الشيء الذي يملكه الانسان ، ويأتي بمعنى : المملوك . والمال : هو ذلك الشيء الذي يكون لدى الانسان ذا قيمة استهلاكية مباشرة أو غير مباشرة ، ويطلق أحيانا اسم كل واحد منهما على الآخر .
والقيمة الاستهلاكية هي ان أي شيء أو عمل يستفيد منه الإنسان ( أي يمكنه أن يؤمن - بصورة مباشرة أو غير مباشرة - إحدى رغباته وحاجاته ) فهو يمثّل بالنسبة له قيمة استهلاكية أي ( قابلية للاستهلاك ) .
وتجب معرفة القيمة الاستهلاكية وفق ما تحمله من معنى واسع في علم الاقتصاد .
وعلاقة المال بالقيمة الاستهلاكية قد وردت في أقوال بعض العلماء القدامى ، ومع أنها لم تذكر مصطلح القيمة الاستهلاكية إلّا ان معنى هذا المصطلح قد ورد فيها ، كما ورد حول شرائط المبيع مثلا : يشترط كون المبيع مما يُملك ، أي يقبل الملك شرعا ، فلا يصح بيع الحُرّ والخمر والخنزير وما لا نفع فيه كبعض الحشرات . و البيع ، لغة ، هو مبادلة مال بمال .
وحين يكون الحديث عن الاستهلاك لا ينبغي التفكير فورا بالأكل والشرب ، فالمقصود بالاستهلاك هنا أوسع من ذلك ، وعليه فإنه قد يكون لمعظم الخدمات والسلع قيمة استهلاكية بالنسبة لنا .
بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان