العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )

  • تاريخ البدء
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 1 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
الأسباب المؤدية إلى ظهور الفساد متنوعة ومتعددة ، وتتداخل فيما بينها . فمن أسباب داخلية تتعلق بطبيعة الأنظمة والبنية الاجتماعية و الأوضاع الاقتصادية , إلى أسباب خارجية مرتبطة بالدول المتقدمة و شركاتها التي تحاول إفساد النسق السوي - الذي يفترض أن يسود أي مجتمع سوي - من أجل تعزيز مصالحها و تحقيق غاياتها و مآربها , وهنا يأخذ الفساد بعداً دولياً عابراً للحدود مطلقاً على نفسه تسمية الفساد الدولي أو الفساد العابر للحدود .
منذ فترة طويلة والغرب الاستعماري الامبريالي لا يملّ ولا يكلّ من تصدير سلبياته من الأفكار الهدامة ، ومن أخطرها الفكرة التي تشير الى أن الفساد ( لا ضير بالقليل منه ) فهو كالشحم ( الزيت ) الذي يساعد في إدارة المكائن . ومن المستغرب أن هناك العديد من المفكرين الغرب قد تبنوا مثل هذه الفكرة و منهم ( صموئيل هنغتون ) صاحب كتاب صراع الحضارات الذي أيد هذه الفكرة وساندها . وهنا فإن الفساد أصبح سلعة تصدر من قبل الدول المتقدمة إلى الدول النامية و منها الدول العربية , فيكون الغرب قد ساعد في وجود وانتشار ونمو الفساد في هذه الدول النامية , فظهر المال الذي لا يتورع عن شراء ذمم الناس من أجل تمرير غاياته .
ويعدّ هذا النوع من الفساد من أخطر أنواع الفساد ، نظراً للارتباط الوثيق بينه وبين الفساد المحلي فهو مغذ و مسبب له أيضا , و ما يقوي الرابطة بينهما الممارسات الفاسدة المفسدة لبعض الذين يعملون دائما على تقديم مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار وغير آبهين بمصالح الناس ولا بالدين والأخلاق والقيم .
وممّا ساعد على وجود وانتشار ونمو الفساد الدولي العابر للحدود أن حالة التخلف الفكري والاجتماعي والتكنلوجي هي السائدة في بعض الدول النامية وترزح تحت طائلتها ممّا أدى إلى جعل هذه الدول دولاً مستهلكة للخبرات والتكنلوجيا المتقدمة ومستوردة لها من الدول الغربية . ومن نتائج ذلك ان العديد من الشركات العالمية الكبرى صارت تمارس العديد من السلوكيات و الوسائل اللامشروعة كاللجوء للضغط على الحكومات من أجل فتح الأسواق لمنتجاتها أو من أجل الحصول على عقود امتياز لاستغلال الموارد الطبيعية أو مشاريع البنية التحتية أو عقود الشراء الضخمة , حيث تشكل النفقات الحكومية على العقود الانشائية وغيرها من عقود التجهيز والمشتريات جزءاً كبيراً من الميزانية العامة للدولة , لذا فهي تشكل مبالغ ضخمة جداً تسعى الكثير من الشركات العالمية من أجل الظفربها ومهما كلف الامر حتى ولو كان ذلك بالطرق الملتوية من خلال محاولة التأثير على قرارات بعض الدول النامية في منح العقود من خلال منح المكافآت والاكراميات وتقديم المغريات والامتيازات المادية ( الرشاوى ) للمسؤولين عن تلك العقود و التي تزيد في أصغر وأقلّ عملية أو صفقة عن المرتب المشروع لهذا المسؤول وجميع أقاربه مدى الحياة , وذلك من أجل الفوز بتلك العطاءات حتى و لو لم تقدم أقل الاسعار ولا أفضل المواصفات ومن أجل تسهيل الإجراءات الروتينية و القفز على البيروقراطية الوظيفية التي صارت من أهم العوامل المساعدة على استشراء الفساد في بعض الدول النامية . و بعد أن تحصل تلك الشركات الكبيرة على تلك العقود تبدأ بعد ذلك بمنح بعض العقود الى شركات أصغر ( بعضها محلية ومملوكة لبعض المسؤولين أيضا ) وبمبالغ لا تتجاوز جزءاً بسيطاً جدا من قيمة العقد والمبالغ المخصصة للمشروع .
المبالغ التي ترتبط بها هذه العقود هي مبالغ ضخمة جداً ، لذا فإن الإغراءات المادية المقدمة للمسؤولين من أجل الفوز بمثل هذه العطاءات سوف تكون شديدة وبخاصّة حين تكون المساءلة القانونية المترتبة على أخذ الرشوة معدومة حين يكون المسؤولين عن مثل هذه العقود هم من الذين لا يسألهم أحد عن ما يفعلون . لذا فإن صفقات الشراء الضخمة ومشاريع بناء المرافق العامة وغيرها من مشاريع البنية التحتية الضخمة صارت من أكثر القطاعات التي ينخر فيها الفساد . وبالنظر لارتباط هذه المشاريع بحياة البشر فإن نخر الفساد فيها وتلطخ الرشوة بها سوف يؤدي إلى نتائج سلبية لا تحمد عقباها على الصحة وعلى البيئة وعلى حياة الناس وسلامتهم , اذ ان انخفاض الإنفاق ( الفعلي ) على هذه المشاريع وغض النظر عن بعض الفقرات الموجودة في بنود العقد واستخدام مواد رديئة سوف يؤدي إلى جعل هذه المشاريع غير مطابقة للمواصفات المنصوص عليها في العقد وبالتالي رفع نفقات التشغيل للبنية التحتية والتقليل من جودة تلك الخدمات وبالتالي نتائج سلبية عامة ، فتكون النتيجة ضريبة مرتفعة تنوء بحملها الشعوب نظراً للتكاليف الباهضة التي تتطلبها أعمال الصيانة والإصلاح .
كما أن هناك - دائما - مجموعة من المسؤولين في أكثر من دولة نامية يستلمون مرتبات وعمولات منتظمة من الشركات العالمية مقابل تقديم خدمات لتلك الشركات حسب منظمة الشفافية العالمية .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 2 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
للإسلام ، وللإصلاح الإسلامي ، دور كبير في محاربة الفساد والإفساد والفاسدين والمفسدين .
وحسب بعض العلماء وأساتذة الاقتصاد الإسلامي فإن الفساد الاقتصادي معناه ضياع الحقوق والمصالح ، بسبب مخالفة ما أمر به الله ورسوله ، أي الاعتداء على حقوق الله وحقوق الأفراد والمجتمعات وعدم الالتزام بما أمرنا به الله ورسوله ، ويترتب على ذلك هلاك وضياع ومحق للبركات وحياة ضنك وضيق ، وهذا هو ما أكّدته الشريعة الإسلامية في الكتاب والسنة .
وبسبب مخالفة ما أمر به الله ورسوله ، أي الاعتداء على حقوق الله وحقوق الأفراد والمجتمعات وعدم الالتزام بما أمرنا به الله ورسوله ، يظهر الفساد بكل صوره الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية . وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى ذلك في قوله : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ، كما أشار رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلى ذلك ، وحذرانا من الخصال التي تؤدي إلى الفساد ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
( يا معشر المهاجرين ، خصال خمس ، إذا ابتليتم بهن ، ونزلن بكم ، وأعوذ بالله أن تدركوهن :
لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها ، إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ،
ولم ينقصوا المكيال والميزان ، إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ،
ولم يمنعوا زكاة أموالهم ، إلا مُنعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يُمطروا ،
ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله ، إلا سلط عليهم عدوًّا من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم ،
وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ، إلا جعل بأسهم بينهم ) .
ودائما ، يتحقق مايقوله الله ورسوله : تظهر البلايا والنكبات والمصائب وتمحق البركات بسبب ذنوب الناس ومعاصيهم وبعدهم عن تطبيق شرع الله عز وجل وعدم حكم حكّامهم بكتاب الله . قال الله تعالى : ( لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ، أي يتوبون إلى الله عما هم عليه من الظلم والفساد والمعاصي والآثام .
وبسبب مخالفة ما أمر به الله ورسوله ، أي الاعتداء على حقوق الله وحقوق الأفراد والمجتمعات وعدم الالتزام بما أمرنا به الله ورسوله ، وطالما لا نطبق ما جاءت به الشريعة ، يكون الفساد في المجتمع قائمًا لا محالة في الواقع العملي .
ذكر الله سبحانه وتعالى أمثلة من الفساد والإفساد والفاسدين والمفسدين . ومن الأمثلة المذكورة في القرآن الكريم قوم شعيب الذين كانوا يطفِّفون المكيال والميزان في المعاملات ، وقد وصفهم الله تعالى بأنهم من المفسدين في الأرض ، وكذلك قارون الذي بغى بماله وقال : ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ) وامتنع عن أداء الزكاة والصدقات فنصحه قومه وقالوا له كما ورد في القرآن الكريم : ( وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) ، وكذلك أصحاب الجنة الذين أقسموا بألا يعطوا الفقراء حقوقهم وقد وصف الله أصحاب هذه الجنّة بأنهم كانوا ظالمين طاغين .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 3 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
للفساد أكثر من صورة ومثال .
من صور الفساد : السرقة ، والاختلاس ، والرشوة ، والابتزاز ، والتربُّح من الوظيفة ، واستغلال الجاه والسلطان و ( شبهة ) الحصانة والنفوذ ، وغيرها من صور خيانة الأمانة في سائر المعاملات .
ومن صور الفساد : الإهمال ، والتقصير ، والتعدِّي على لوازم العمل ، وعدم الإتقان ، وعدم الانضباط والالتزام بنظم العمل وأوقاته ، والمحسوبية ، وعدم توزيع الفرص والأجور بعدالة بين المرؤوسين ، وبخس العامل حقوقه .
ومن صور الفساد: الغش ، والتدليس ، والغرر ، والغبن ، والبخس ، والنجش ، والمماطلة في أداء الحقوق ، والاحتكار . وقد يجتمع ذلك كلّه . ويضاف إليه المعاملات الوهمية المخادعة ، ومنه مايقوم به البعض في سوق المال ( سوق الأسهم ) للتغرير بالناس وسلبهم مدخراتهم البسيطة بعد إغرائهم ، ويتم ذلك غالبا ممّن يعتقدون انّهم فوق المراقبة والحساب والعقاب ، وينتج عنه نتائج كارثية كما حصل عندما تمّت سرقة مدّخرات المسلمين عام 2006 في سوق الأسهم والتي نتج عنها إفلاس معظم المسلمين وإفقارهم وتشريدهم بعد سرقة مااجتهدوا في جمعه وادخاره في عشرات السنين .
الإسلام دين العدالة والصدق والوضوح والحقوق والصلاح والإصلاح . وقد حرّم الإسلام كل صور الفساد بأدلة من الكتاب والسنة ، كما تناولها العلماء من جميع المذاهب بالتفصيل وبيان العلل من تحريمها أو الحكمة من تحريمها ، ومن تلك العلل أوالحكم أنها تؤدي إلى ضياع الحقوق وهلاك المال والأعيان والموارد ، وكل هذا يقود إلى التخلُّف والفقر والبطالة والتشرّد ( والتشرّد هو كون الإنسان لا يستطيع أن يملك منزلا ملائما ) والحياة الضنك والأحقاد والبغضاء والفتن والاضطرابات .
للفساد أسبابه الخفيّة والظاهره . ويمكن أن نعرف باستقراء مظاهر الفساد وصورة المعاصرة أن أهمّ أسبابه هو عدم تطبيق ما أمر الله ورسوله به وعدم الانتهاء عما نهى الله ورسوله عنه ، أي عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية بصفة عامة ، وفي مجال المعاملات بصفة خاصة . هذا هو السبب الأصل ومنه تتفرّع أسباب فرعية أخرى منها :
الإستهتار وعدم الشعور بالمسؤولية النابعان من : ضعف الإيمان ، وعدم الخشية والخوف من الله ، وانعدام المراقبة والمحاسبة الذاتية ، ونسيان المحاسبة الأخروية أمام الله سبحانه وتعالى يوم يسأل المرء عن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟
وضعف التقوى والأخلاق الإيمانية ، وانتشار الأخلاق الفاسدة ك : الكذب ، والنفاق ، والرياء ، والغلظة ، وسوء الظن ، وعدم الوفاء بالعهود والعقود ، وخيانة الأمانة ، والرشوة ، والمحسوبية ، والاحتيال .
وغلبة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ، وضعف السلوكيات الطيبة ، وضعف القناعة والرضى بما قسمه الله تعالى ، وانتشار القناعات المادية والغيرة والحسد والتنافس والتكاثر بين الناس ، وتفكُّك عرى التكافل والتضامن الاجتماعي ، وانتشار الأنانية والحقد والكراهية .
ومحاربة الله ورسوله والسعي في الأرض فسادا ، ومن ذلك : التسلط على الناس وأكل حقوقهم بالحرابة والقوّة والقهر والشوكة والغلبة ، ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .

من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 4 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
الشيطان والإنسان هما من يفسد ويفسد ، وهما أساس الفساد الاقتصادي وغيره من الفساد .
إذا فسد الناس فسد الإقتصاد والمال وفسدت المعاملات .
وبناء على هذه الحقائق وغيرها يقدّم الإسلام العلاج لإصلاح الفساد الاقتصادي وغيره . ومن هذا العلاج :
التقوى ، والإيمان ، والمراقبة والمحاسبة الذاتية .
والرجوع إلى شريعة الله عز وجل وهدي رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فهما أساس الإصلاح .
وتطبيق الأحكام والحدود الواردة في الشريعة الإسلامية ضد جميع مرتكبي الجرائم الاقتصادية ، فذلك تأكيدٌ لسلطان الدين والأخلاق والحكم بما أنزل الله . يقول بعض العلماء : إصلاح الناس بالإيمان ، وإصلاح الدولة بالشريعة .
وحسن اختيار العاملين على أساس القيم الإيمانية والأخلاقية ومنها العدالة والمعرفة والكفاءة والنزاهة ، لأن ذلك من موجبات الوقاية من الفساد قبل وقوعه ، وقد طبِّق ذلك في فترات نادرة من التاريخ الإسلامي .
ووجود القدوة الحسنة الورعة التقيّة الصالحة المصلحة العادلة النزيهة ، والملتزمة بتطبيق أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية . فإذا صلح الراعي صلحت الرعية . ومن سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وخلفائه ومن تبعهم بإحسان نستطيع أن نتعرّف على النماذج المشرّفة لولاة الأموال والممثلة لدورهم الإيجابي في منع الفساد الاقتصادي وغيره من الفساد .
وقد أجمع قضاة وقانونيون واقتصاديون ، تحدثوا في ندوة نظمتها صحيفة الوطن عن جهود مكافحة الفساد ، على أنّ الغموض والقصور في بعض الأنظمة يعدان من أبرز الأدوات المحرضة على الفساد ، وعدَّد هؤلاء أشكالاً من الفساد من بينها نهب المال العام عن طريق الصفقات الوهمية وتحويل ممتلكات عامة لخاصة ، وهذا بالطبع كله صحيح . والحل إذن هو في تنقيح الأنظمة بل وإعادة وضع بعضها بحيث تكون واضحة ، ولا تفتح أبوابا للاجتهاد . وتبقى بعد ذلك الواسطة ، وهذه داء مستعص وبخاصة إذا كانت تنهض على الإقليمية أو المناطقية أو العصبية العنصرية ، إذ قد يعين شخص في منصب مهم ويفضل على غيره ، لا لأنه الأفضل بل لأنه من نفس منطقة أو أسرة من بيده القرار ، وهذه يجب أن نبذل كل جهودنا لمحاربتها .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 5 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ولا يزال بعض الناس يسأل بعض الناس : ما هو الفساد ؟
وتختلف التعريفات باختلاف العقائد والأفكار والثقافات والتوجهات والقناعات .
وفي تعريف الفساد ، هناك من يعرف الفساد بأنه : خروج عن القانون والنظام ( عدم الالتزام بهما ) أو استغلال غيابهما من أجل تحقيق مصالح اقتصادية أو اجتماعية للفرد أو لجماعة معينة . فالفساد سلوك يخالف الواجبات الرسمية للمنصب العام تطلعا إلى تحقيق مكاسب خاصة مادية أو معنوية .
ولكن يبدو أن هناك بعض الاتفاق الدولي على تعريف الفساد كما حددته منظمة الشفافية الدولية بأنه : كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو جماعته .
وفي كلّ الأحوال ، وبشكل عام ، وبالنتيجة ، فإن الفساد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالمصلحة العامة .
وللفساد مظاهر يمكن ملاحظتها بالالتفات إلى ماحولنا ، فما هي مظاهر الفساد هذه ؟
قد تتمثّل ظاهرة الفساد بمجموعة من السلوكيات التي يقوم بها بعض من يتولون المناصب العامة ، وتتداخل وتتشابه هذه السلوكيات ، ويمكن الإشارة إلى بعضها ، منها :
الرشوة : أي الحصول على أموال أو أية منافع أخرى من أجل تنفيذ عمل أو الامتناع عن تنفيذه مخالفةً للأصول .
والمحسوبية : أي تنفيذ أعمال أو تقديم خدمة لصالح فرد أو جهة ينتمي لها الشخص المستفيد مثل عائلة أو منطقة…الخ ، دون أن يكونوا مستحقين لها أو في وجود من هم أولى بذلك منهم .
والمحاباة : أي تفضيل جهة على أخرى في الخدمة أو أي أمر آخر بغير حق ولا عدالة .
والواسطة : أي التدخل لصالح فرد ما، أو جماعة ما ، دون الالتزام بأصول المنافسة الشريفة العادلة ، مثل تعيين شخص في منصب معين لأسباب تتعلق بالقرابة أو الانتماء رغم كونه غير كفؤ ولا مستحق أو في وجود من هو أولى منه .
ونهب المال العام : أي الحصول على أموال الدولة والتصرف بها من غير وجه حق تحت مسميات مختلفة .
والابتزاز : أي الحصول على أموال أو أمور أخرى من طرف معين ، باستغلال ظروفه والضغط عليه ، مقابل تنفيذ مصالح مرتبطة بوظيفة الشخص المتصف بالفساد .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 6 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
للفساد مظاهر وصور وأشكال ، فما هي مظاهر وصور وأشكال الفساد ؟
للفساد مظاهر وصور وأشكال وأقنعة أيضا ، تتعدّد ولا يمكن حصرها . والحديث عنها بشكل كامل ودقيق يعتمد على ، ويختلف باختلاف ، الجهة التي تمارسها أو المصلحة التي يتم السعي لتحقيقها .
قد يمارس الفساد فرد أو أسرة أو جماعة أو مؤسسة خاصة أو مؤسسة رسمية أو أهلية . وقد يهدف الفاسد لتحقيق منفعة مادية أو مكسب اجتماعي .
وقد يكون الفساد فردي يمارسه الفرد بمبادرة شخصية ودون تنسيق مع أفراد أو جهات أخرى .
وقد تمارس الفساد مجموعات بشكل منظم ومنسق ( شبيهة بالمافيا ، العصابة ) ، ويشكل ذلك أخطر أنواع الفساد فهو يتغلغل في كافة بنيان المجتمع ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا .
وقد يشمل الفساد الموظفين العموميين بمختلف درجاتهم . وكلّما ارتفعت درجة المسؤول العمومي كلّما كان نصيبه أكبر بكثير من مجرّد الرشوة المالية .
ومن مظاهر وصور الفساد وأشكاله :
إستخدام المنصب العام من قبل بعض الشخصيات المتنفذة وبعض الوزراء والوكلاء والمستشارين …الخ ، للحصول على امتيازات خاصة كالاحتكارات المتعلقة بالخدمات العامة ومشاريع البنية التحتية ورخص التصدير والاستيراد وإدارة المفاوضات لبعض الصفقات الضخمة جدا والوكالات التجارية للمواد الأساسية ، أوللحصول من آخرين على العمولات مقابل تسهيل حصولهم على هذه الامتيازات دون وجه حق .
وغياب العدالة والنزاهة والشفافية في طرح العطاءات الحكومية ، كإحالة عطاءات بطرق غير شرعية على شركات ذات علاقة بالمسؤولين أو بأفراد عائلاتهم ، أو إحالة العطاءات الحكومية على شركات معينة دون اتباع الإجراءات القانونية المطلوبة كالإعلان عنها أو فتح المجال للتنافس الحقيقي عليها أو ضمان تكافؤ الفرص للجميع .
والمحسوبية والمحاباة والوساطة في التعيينات الحكومية ، كقيام بعض المسؤولين بتعيين أشخاص في الوظائف العامة على أسس القرابة أو الولاء أو بهدف تعزيز نفوذهم الشخصي ، وذلك على حساب العدالة والكفاءة والمساواة في الفرص .
و قيام بعض المسؤولين بتوزيع الأراضي العامة أو المساعدات العينية أو المبالغ المالية من المال العام على فئات معينة أو مناطق جغرافية محددة على أسس عشائرية أو مناطقية أو بهدف تحقيق ولاءات ومكاسب شخصية .
وتبذير المال العام من خلال منح تراخيص أو إعفاءات ضريبية أو جمركية لأشخاص أو شركات بدون وجه حق بهدف استرضاء بعض الشخصيات في المجتمع أو لتحقيق مصالح متبادلة أو مقابل رشوة ، مما يؤدي إلى حرمان الخزينة العامة من أهم مواردها .
واستغلال المنصب العام لتحقيق مصالح شخصية تلحق الأذى بمجموعة من الأفراد والجماعات .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .

من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 7 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعداللحيدان .
يكثر الحديث - في الإسلام - عن الفساد والإفساد . ومصدر التشريع الأول في الإسلام هو القرآن . فما معنى وما هو مفهوم الفساد والإفساد في القرآن الكريم ؟
مصداقية الإنسان رهينة بالانسجام التام بين معتقداته وسلوكه . وكل تعارض أو تضارب بين ما يعتقده الإنسان وما يترجم اعتقاده من سلوك يفقده المصداقية ، ويسقطه في الانفصام أو النفاق . ويعيش كثير من الناس هذا النوع من الانفصام أو النفاق الذي يجعل الهوة سحيقة بين ما يعتقدون وما يفعلون . وكثيرة هي مواقف الانفصام أو النفاق التي تفقد بعض الناس انسجامهم مع ذواتهم ومع الآخرين وتسلب منهم مصداقيتهم . مثلا : يحاول البعض التوفيق بالتلفيق بين الإسلام وبدائل أخرى ، ويزعم أنه يستطيع الجمع بينه وبينها بالرغم من اختلافها واختلاف منطلقاتها وغاياتها وأسسها العقدية .
فمن ينادي بالإفطار في رمضان ، مثلا ، ويدعي أنه ليس ضد الإسلام ، وإنما هو ضد فصل من فصول القانون المجرم للإفطار في رمضان ، موقفه يعكس انفصاما جليا إذ لا يحصل انسجام مع الذات في حالة الإقرار بالإسلام الملزم بركن الصيام ، وفي الوقت نفسه هو ينقض هذا الركن إجرائيا . وعند تأمل ذريعتة نجدها واهية لا تستقيم نقلا ولا عقلا ، ذلك أن مصدر تعزير المفطر المتعمد في رمضان عبارة عن إجراء إسلامي كباقي الإجراءات التعزيرية التي أقرها الإسلام عندما يحاول البعض تقويض أركانه ، وليس مجرد فصل من فصول القانون الوضعي . فالإسلام أقر عقوبات الزنا والسرقة وشرب الخمروالقذف ، وغيرها من المخالفات غير المنسجمة مع الأحكام والقناعات الإسلامية . وتعطيل ركن الصيام كتعطيل باقي الأركان يعاقب معطله شرعا حيث يستتاب تارك الصلاة قبل أن يعاقب ، و يستتاب مانع الزكاة قبل أن يعاقب ، ويستتاب المفطر المتعمد قبل أن يعاقب . ولا يمكن أن يزعم أحد أن العقوبات التي توعد بها الله عز وجل المعطلين لأركان الإسلام في الآخرة هي العقوبات الوحيدة دون وجود عقوبات معجلة شرعت أصلا لصيانة المجتمع المسلم من الفوضى والتفكك والاضمحلال تماما كما تصون المجتمعات العلمانية كياناتها بقوانين تمنع تقويضها بما يناقضها من معتقدات وما يترجم تلك المعتقدات من سلوكات .وظاهرة الانفصام أو النفاق في الدين ـ وهي التناقض بين المعتقد والسلوك ـ إنما يسوق لها البعض في مجتمعنا الإسلامي من الذين تستهويهم العلمانية ، ولكنهم لا يجرؤون على التنكر للإسلام صراحة لهذا يجدون الحل في انفصامهم ونفاقهم ، ويحاولون التبرير بالحجج الواهية ، وهي ظاهرة تحدث عنها القرآن أثناء نزوله للكشف عن ظاهرة الانفصام والنفاق في الدين ، يقول الله تعالى : ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا * مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ) . والانفصام في الدين هو النفاق بالتعبير القرآني الدقيق ، علما بأن النفاق من فعل نفق ينفق نفاقا اليربوع إذا خرج من نافقائه وهي إحدى جحرته يكتمها ويظهرغيرها بغرض التمويه على تحركاته المريبة . ويقاس على سلوك اليربوع سلوك الإنسان الذي يظهر الإسلام ويبطن غيره ، ويحاول أن يموه على نافقائه أو نفاقه أو انفصامه الديني . وعلى غرار هذه النافقاء وغيرها ينظر إلى نافقاء تاركي الصلاة ومانعي الزكاة وشاربي الخمر والزناة ، والفاسدين المفسدين الذين قد يظهرون الصلاح ويبطنون الفساد والإفساد . لأنه لا انفصام في الإسلام بين الاعتقاد والفعل المترجم له في الواقع ، ولا يمكن أن يدعي الإنسان الانتماء للإسلام اعتقادا في حين تناقض ممارسته العملية أو الفعلية اعتقاده .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .

من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 8 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعداللحيدان .
المؤمن والمسلم الصادق المنسجم مع ذاته ، الحريص على مصداقيته ، يرتبط بالضرورة بكتاب الله عز وجل وبالسنة ومنهما ينهل مفاهيمه وتصوراته في كل ما يعرض له في حياته . فإذا ما أردنا معرفة معنى ومفهوم الفساد ، وهو مفهوم يكثر رواجه اليوم بيننا ، ألزمنا انتماؤنا للإسلام بالتماسه في كتاب الله عز وجل وفي السنة عوض التعريفات المتعددة المتداخلة التي تعج بها الساحة والتي تقف وراءها خلفيات قد لا يكون لها صلة بالإسلام . وعندما نعود إلى كتاب الله عز وجل لتعريف الفساد نقرأ قوله عز من قائل : ( والله يعلم المفسد من المصلح ) فبموجب هذا النص القرآني لا يمكن أن يزايد أحد على معرفة الله عز وجل بالفساد وتحديده دون غيره ، وهو ما يعني تتبع الآيات القرآنية التي عرفت الفساد على اعتبار أن الله عز وجل هو العارف به معرفة فوق معرفة خلقه . ويكشف الله تعالى عن السر الكامن وراء وجود الفساد في الأرض ، وهو فساد مصدره الإنسان ، لأن الله تعالى خلق الأرض صالحة ومنع الناس من إفسادها بقوله تعالى : ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) . وفساد الناس في الأرض إنما يحصل بما تكسبه أيديهم ، قال الله تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) ، وهذا ما جعل الملائكة الكرام يرفضون فساد الإنسان في الأرض بعدما أخبرهم الله تعالى بطبيعته الفاسدة المفسدة وعن هذا الإنكار يقول الله تعالى : ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ) . والفساد كإجراء بشري في الأرض يسبقه التنظير الفاسد الذي قال عنه الله عز وجل : ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ) . والأهواء إنما هي مشاعر وقناعات تنبثق عنها شرائع تسمى شرائع الأهواء المقابلة لشرع الله عز وجل المنزه عن الهوى ، لأنه شرع خالق خلق كل شيء بحق ودون عبث لقوله تعالى : ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين * بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ) . وليس من قبيل الصدف أن يطلق العرب على اللعب واللهو اسم الفساد لأن اللعب واللهو باطل ، والباطل فساد . وينبهنا القرآن الكريم إلى أن اختلاف المعتقدات قد يفضي بالضرورة إلى اختلاف استخدام الفساد ، لهذا لا نستغرب أن يتظاهر الفاسدون والمفسدون بأنّهم ضدّ الفساد ، كما كان شأن رمز الفساد في الأرض فرعون موسى الذي قال عنه الله تعالى في كتابه الكريم : ( وفرعون ذي الأوتاد * الذين طغوا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد ) فهذا الفاسد المفسد المكثر بشهادة خالقه يتهم نبي الله عز وجل موسى عليه السلام بالفساد كما شهد بذلك القرآن الكريم في قوله تعالى : ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أوأن يظهر في الأرض الفساد ) ، وفي قوله تعالى : ( وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك ) ففي هذين النصين دليل على أن المفسدين والفاسدين لهم أيضا وسائلهم الماكرة والخبيثة في ادعاء مكافحة الفساد ، فهم يلصقون تهمة الفساد بكلّ ما يناقض فسادهم الواضح والمعروف والمشهور والمعلن على رؤوس الأشهاد حتى ولو كان صلاح نبي مرسل تقي نقي عابد عارف مجاهد . والله تعالى يميز بين المصلح والمفسد في الأرض لقوله تعالى : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) وفي هذا النص القرآني رسم لبعض الحدود الفاصلة بين هذا الصلاح وهذا الفساد ، ذلك أن الله عز وجل قصر الصلاح - هنا - على الإيمان به المصحوب بالعمل الصالح أي الاعتقاد المترجم إلى إجراء ، أي غياب الانفصام بين الاعتقاد والعمل أو الإجراء ، أو غياب النفاق أي الانسجام بين الاعتقاد والإجراء ، وهو بالمصطلح القرآني الأقوال والأعمال المناقضة للفجور .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 9 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
حاول قوم موسى عليه السلام شرعنة الانفصام ( والازدواجية ، والنفاق ) في الدين من خلال الخلط بين الإيمان بالله عز وجل وبين اتخاذ العجل إلها، وهو ما سماه موسى عليه السلام فسادا في قوله تعالى : ( وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ) وما سبيل المفسدين سوى العجل الذي أخرجه السامري لقوم موسى لإفساد عقيدتهم .
والله تعالى يتحدث في كتابه الكريم عن أنواع شتى من الفساد ، ومنها محاربة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، قال تعالى : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ) ففي هذا النص القرآني اقتران بين محاربة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه و وسلم وبين السعي في الأرض فسادا .
ولقد انتدب الله عز وجل لمهمة الدعوة إلى الصلاح والإصلاح والنهي عن الفساد والإفساد أمة من خلقه ، قال تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) وما الدعوة إلى الخير والأمر بهذا المعروف الذي سمي معروفا لمعرفة الناس به سوى إقرار الصلاح والإصلاح ، وما النهي عن المنكر الذي سمي كذلك لأن الناس تنكره سوى إسقاط أو محاربة الفساد والإفساد ، ولا يتأتى ذلك إلا بتحكيم شرع الله تعالى ومدافعة شرائع الأهواء به صيانة لصلاح الأرض وما فيها ومن فيها .
وما حازت الأمة الإسلامية مرتبة الخيرية بين العالمين إلا بسبب الأمر بالصلاح والإصلاح والنهي عن الفساد والإفساد ، لهذا قال الله تعالى في حقها : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) وواضح من هذا النص القرآني أن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تستقيم دون إيمان بالله عز وجل ، أي لا تستقيم مع وجود انفصام بين المعتقد والفعل أو الإجراء المنسجم معه ، أي لا تستقيم مع النفاق ومداهنة الفاسدين والمفسدين ومجاملتهم والتغاضي عن فسادهم وإفسادهم .
وعن الفساد المتمثل في محاربة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أيضا ، وهو فساد محاربة شرعه سبحانه ، تتفرع أنواع الفساد المختلفة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم من قبيل قوله تعالى : ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) ففي هذا النص القرآني اقترن الفساد بجريمة إزهاق الأرواح على اختلاف أنواعها بدءا بالإجهاض وانتهاء بالإبادة الجماعية ومرورا بحوادث السير المتعمدة وعمليات القتل الفردية . وفي هذا النص يتأكد أن الفساد جريمة ضد الإنسانية ، وهو يعدل قتل الناس جميعا .
ومما اقترن بالفساد أيضا إيقاد نيران الحروب لقوله تعالى في وصف أمة الحروب اليهود : ( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين ) ففي هذا النص اقترن الفساد بإشعال نار الحروب مهما كانت طبيعة هذا الإشعال بدءا بالتحريض عليها وزرع الفتن ، وانتهاء بما تخلفه من دمار ، وما بين ذلك من تمويل وتخطيط ودعم للأطراف المتحاربة.
ومما اقترن بالفساد أيضا نقض عهد الله عز وجل وقطع الأرحام لقوله تعالى : ( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض ) ففي هذا النص القرآني اقترن الفساد بنقض عهد الله عز وجل ، وبقطع الأرحام . وما نقض عهد الله عز وجل سوى استبدال شرعه بشرائع الأهواء البشرية ، وما قطع الأرحام سوى التفريق بين الناس بشرائع الأهواء ، ويتراوح هذا بين القطيعة المعروفة بين الأقارب ، وبين القطيعة التي يخلقها المفسدون بين سائر الناس ، وما بينهما من أنواع القطيعة المختلفة .
ومن أسباب الفساد وأنواعه وآثاره ، أيضا ، غياب النصرة والولاء بين المسلمين ، لهذا حذر الله تعالى من غياب هذا الولاء في سياق الحديث عنه بقوله تعالى : ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ففي هذا النص القرآني اقترن ذكر الفساد بتعطيل الولاء بين المسلمين ، وهو تعطيل يتراوح بين المواقف السلبية عندما يصاب المسلمون بأذى الكفار ، وبين مشاركة المسلمين الكفار في الحاق الأذى بغيرهم من المسلمين ، وما بين ذلك من أنواع الولاء للكفار .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 10 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ومن أنواع الفساد أيضا الفساد الاقتصادي ، الذي تحدث عنه الله عز وجل في سياق قصة نبيه الكريم شعيب عليه السلام في قوله تعالى : ( ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) ففي هذا النص القرآني اقترن الفساد بل العثو فيه وهو الإمعان والمبالغة فيه ببخس الناس أشياءهم وبالغش في المكيال والميزان ، وهو فساد يتراوح بين الجرائم الاقتصادية الكبرى التي تمارسها القوى العظمى وبين أصغر عملية غش اقتصادي وما بين ذلك من أنواع الغش والتدليس .
وجعل الله تعالى عاقبة سيئة للفساد بكل أنواعه وللفاسدين والفسدين ، قال الله تعالى : ( وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين ) وهذا النص يؤكد هذه العاقبة لأن الله عز وجل توعد المفسدين بالخيبة والفشل والدمار ، قال سبحانه وتعالى : ( إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) .
وهذا النص القرآني جاء ليؤكد للفاسدين أن الله لن يهملهم ، وأن الله تعالى يبطل فسادهم ، وهو سبحانه يبطل كل أنواع الفساد المترتبة عن تحكيم شرائع الأهواء البشرية عوض تحكيم شرعه أيضا ، وهذا يعني أنه لا مكان للفساد في الأرض مهما علا وطغى وتجبر .
وللفساد ، ولكل نوع من الفساد ، تعريفاته المتعدّدة ، وحسب العلم والاتجاه الذي ينظر إليه منه .
مثلا : من الملاحظ عدم وجود تعريف موحد للفساد ، مما يعني وجود إشكالية حقيقية لدى الباحثين في تصوير هذا المصطلح والتعبير عنه بطريقة متماثلة ، ويمكن إرجاع هذا الأمر إلى أسباب منها :
عدم وجود منهج موحد لدراسة هذه الظاهرة وبحثها ، فمعظم الأشخاص والجهات المهتمة بدراستها ينتمون إلى حقول معرفية مختلفة ، مثل الدينية والسياسة و الاجتماعية والاقتصادية والإدارية ولذا فإن كل جهة منها قد تبحث القضية من خلال المنهج الخاص بها .
واختلاف المرجعية القانونية أو التشريعية أو الثقافية التي تعتمد لوضع معايير لتميز الفعل الفاسد عن غيره ، فأي تعريف للفساد لا بد أن يبرز معايير محددة تقاس على ضوئها أفعال الناس وتقيم ، ففي الوقت الذي تعتمد بعض التعريفات معيار النصّ نجد تعريفات أخرى تعتمد معيار الرأي ، وفي الوقت الذي نجد تعريفا يعتمد مناقضة المصلحة العامة مثلاً نجد تعريفًا آخريعتمد معيار الرأي العام ، وهكذا .
واختلاف مفهومه ومضمونه بين ما يراه الباحثون المتخصصون وبين ما يراه عامة الناس ، فلا يتحتم أن تتماشى التعريفات دائمًا مع مشاعر الجماهير ، أو أن تعاصر قضية الإصلاح ، بل إنه حتى في المجتمعات التي حسمت فيها مفاهيم الفساد القانونية والاجتماعية وأصبحت إلى حد ما متوافقة ، ما زال في معظم التعريفات التحليلية جانب كبير من الغموض في الأفعال التي تعد في نظر الكثيرين فساداً .
واختلاف مفهومه بين بيئة ثقافية وأخرى ، فما تراه ثقافة صالحة فسادًا أخلاقيا مثلا ، قد تراه ثقافة فاسدة صلاحا أو مباحا .
وتعدد الأشكال والمظاهر التي يتخذها الفساد في المجتمعات المختلفة ، وظهور صور جديدة منه باستمرار ، حتى أن التعريفات التي تصدر في فترة زمنية معينة قد تصبح غير كافية مع مرور الزمن .
وتعدد مجالات النشاط الإنساني التي يمكن للفساد أن يستشري فيها وتشابكها ، فهناك الفساد الإداري ، والفساد المالي ، والفساد الاقتصادي ، والفساد الاجتماعي . وعليه فقد يعمد أحد الباحثين إلى تعريف الفساد بشكل عام لاعتقاده أن الفساد هو الفساد أينما وجد ، فلا حاجة لتخصيصه بمجال دون غيره ، في حين يرى باحث آخر غير هذا الرأي فيعمد إلى تعريف الفساد ضمن دائرة معينة من دوائر النشاط الإنساني .
واختلاف الأسلوب العلمي المعتمد لصياغة التعريف ، فبعض الباحثين يفضل الالتزام بشروط الحد المقتبسة من علم المنطق ، أو على الأقل الاستفادة منها ، في حين يرى غيرهم التعبير باللغة المعتادة بعيدًا عن تلك الشروط ، وقد نجد فريقًا ثالثًا يكثر من الأمثلة في تعريفه وآخر لا يتطرق إليها مطلقًا ، إلى غير ذلك .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .

من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 11 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
لأن الحصول على تعريف موحّد ( للفساد بعامة ، وللفساد الإداري بخاصّة ) بين الجميع ، يحتاج إلى اتفاق جميع من يتحدث عن الفساد والفساد الإداري عليه ، يمكن اللجوء إلى عوامل مساعدة في محاولة للإحاطة بالموضوع ، ومن هذه العوامل التي تحظى بشبه إجماع : المعايير .
فعلى الرغم من تعدد الأسباب التي حالت دون وضع تعريف موحد للفساد والفساد الإداري ، ورغم تعدد التعريفات التي نشأت عن هذه الأسباب ، فإنه يمكن تصنيف اتجاهات الباحثين عن تصور محدد للفساد والفساد الإداري بحسب المعيار المعتمد للحكم على السلوك الفاسد . إذ مهما اختلفت أشكال التعريف التي توضع إزاء هذا المصطلح ، فلابد في نهاية الأمر من اعتماد معيار ما يتم على أساسه الحكم على تصرف من التصرفات أو حالة من الحالات الإدارية أو غيرها بأنها فساد .
من المعايير التي تحظى بشبه إجماع :
المعيار القيمي : يقصد من اعتماد هذا المعيار اعتبار الفساد والفساد الإداري شكلاً من أشكال الخروج على القيم السائدة في المجتمع ضمن الإطار الوظيفي ، باعتبار هذه القيم مما يجب الالتزام به ، وعادة ما يكون هذا الانحراف لتحقيق مصلحة شخصية .
المعيار المصلحي : يقصد من اعتماد هذا المعيار اعتبار الفساد والفساد الإداري في حقيقته تقديمًا للمصلحة الخاصة على المصلحة العامة ، يقوم به شخص أنيطت به رسميًا مهمة الحفاظ على المصلحة العامة . وما لا يمكن إغفاله هنا هو الفساد الإداري الذي يمكن أن يحدث في المؤسسات الخاصة التي ترعى مصالح خاصة لأصحابها ، فالموظف الذي يتعاطى في مؤسسة خاصة رشوة مالية للقيام بعمل يتعارض مع مصالح هذه المؤسسة يكون قد قدم مصلحته الخاصة على مصلحة أصحاب المؤسسة وهي مصلحة خاصة أيضًا ، وطبقًا لهذا المعيار لا يعد فاسدًا عاما لعدم إهداره أية مصلحة عامة ولكنه خائن للأمانة وفاسد في إطار المؤسسة التي يعمل فيها .
المعيار القانوني ( التشريعي ) : هذا المعيار يقوم على مبدأ يتمثل بحصر الفساد الإداري في خرق القوانين والأنظمة والتعليمات التي يجب مراعاتها وظيفيًا ، هذا الخرق الذي يقترن عادة بالسعي وراء منفعة شخصية .
إلا أن القانون ذاته يمكن أن يكون موضوعًا لإضفاء الشرعية على بعض التصرفات الفاسدة ، وقد ضرب أحد الباحثين على ذلك مثالا بفرديناند ماركوس الذي أعاد صياغة أقسام من الدستور الفلبيني ليضفي شرعية على نهبه ثروات شعبه .
هذا بالإضافة إلى وجود أنواع من السلوك المنحرف الذي لا ينتهك قانونًا بشكل صريح ، أو يمكن لصاحبه أن يراوغ ويتخلص من الوقوع تحت طائلة القانون .
ثم ماذا عن وجود بعض الأفعال التي يمكن الدفاع عنها أخلاقيًا أو معنويًا مع أنها مدانة قانونيًا ، فهل دفع رشوة للإفلات من معسكر اعتقال جائر أو من قبضة دولة ظالمة يعد فسادًا ؟
معيار الرأي العام : يعد هذا المعيار من المعايير الحديثة نسبيًا ، وقد قصد من اعتماده تجنب الانتقادات التي وجهت إلى المعايير الأخرى للفساد الإداري ، وذلك باللجوء إلى الرأي العام ليحدد بطريقته ما يراه فاسدًا من تصرفات الإداريين وما لا يراه كذلك .
فهل تكون النتيجة بعد ذلك أن الفساد أنواع ، ولكل منها تعريفه الخاص ، مثل :
الفساد الأسود وهو ذلك السلوك الذي يتفق الشعب على إدانته وضرورة معاقبة مرتكبيه .
الفساد الأبيض وهو ذلك السلوك الذي يتغاضى عنه الشعب ولا يميلون إلى معاقبة مرتكبيه .
الفساد الرمادي المتوسط بين النوعين السابقين ، ويكون هذا في الحالات التي تطالب فيها عناصر معينة من المجتمع إدانة مرتكبيه ، في حين يبقى الرأي العام مترددًا في ذلك .
ومع أن السعي في اعتماد هذا المعيار جاء لتجنب الانتقادات التي وجهت إلى غيره ، إلا أنه انتقد هو الآخر من قبل بعض الباحثين ، ومن ذلك : أن الرأي العام يتذبذب في كثير من الأحيان ، فعند انكشاف فضيحة من فضائح الفساد نجد أن الرأي العام يتشدد ويقوى ، ولكنه قد يضعف مع مرور الوقت ، وربما يتسامح أخيرًا ، ثم إن هناك إشكالية في تحديد الأشخاص الذين يجب اعتماد رأيهم بوصفهم يشكلون عموم المجتمع ، هل هم الراشدون ؟ أم المعارضون للسلطة ؟ أم السلطة ؟ أم العينة الخاضعة للاستبانة ؟ أم غير هؤلاء ؟ وهل يمكن صيانة الرأي العام من العبث والتزييف ( التزوير ) والتأثير والتخويف ؟
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز

من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 12 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
أهم تعريفات الفساد الإداري ، بالنسبة لي ، تعريف الفساد الإداري في التشريع الإسلامي .
والفساد الإداري في التشريع الإسلامي هو : الإخلال بالسلطات الممنوحة بموجب ولاية شرعية عامة ، بتجاوز حدودها المشروعة قصدًا أواستعمالها بما يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية .
فالفساد في حكم الشرع هو الإخلال في أمر من الأمور ، أي العدول به عن الاستقامة ، تلك الاستقامة التي تحصل بالتزام أوامر الكتاب والسنة ونواهيهما ، ولذا كان الأمر منوطًا أولا وأخيرًا بالشرع ، فكان من الضروري إبراز هذا المعنى في التعريف ككل ، وجعل الإخلال جنسًا في التعريف ليتبين وجه المناسبة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي والمفهوم الشرعي العام .
وجوهر الإدارة في نظر التشريع الإسلامي هو ممارسة السلطات التي تمنح لمتولي الإدارة في تدبير شؤون الأمر الذي كلف برعايته ، فممارسة الإدارة في المجتمع السياسي ، هي ممارسة للسلطة على المجتمع ، من قبل الشخص المتولي للسلطة .
أما مجالات الإدارة في التشريع الإسلامي فهي المجالات التي تقام عليها الولاية بأنواعها ، لذا نجد من يقول في تعريف الولاية : هي سلطة شرعية لشخص في إدارة شأن من الشؤون وتنفيذ إرادته فيه على الغير من فرد أو جماعة . غير أنها لما كانت تتسع لتشمل معظم القضايا العامة والخاصة ، ولا تنحصر في الشؤون العامة وما يتعلق بها ، كان من الضروري تخصيصها بالولاية العامة التي تصدق على الوظائف على اختلاف مجالاتها ودرجاتها .
من خلال هذا التعريف يمكن التمييز بين مفهوم الفساد الإداري وغيره من المفاهيم ذات الصلة ، مثل :
الخطأ الإداري : وهو ذلك التصرف الذي يتضمن تجاوزًا غير مقصود لحدود الولاية العامة ، وتم التحرز عن هذا المفهوم بالقيد المضاف إلى التجاوز وهو القصد .
والفساد التشريعي : الناشئ عن سن القوانين والأنظمة التي تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية ، ولذا اشترط في التعريف - هنا - أن تكون السلطة محل الخلل سلطة شرعية ابتداء ليقال : إن ثمة فسادًا إداريًا وقع فيها .
ولا يعني إخراج هذين النوعين من جملة مسمى الفساد الإداري إهمالهما ، أو التغاضي عن تبعاتهما ، فقد عالج الفقه الإسلامي هذين الأمرين بصورهما المتعددة ضمن سياقات تشريعية أخرى .
وهذا التعريف يظهر المعايير التي يحكم من خلالها شرعًا على تصرف من التصرفات بأنه فساد إداري ، وهي : الإهمال ، و تجاوز الحدود الموضوعة للسلطات الإدارية أواستعمالها بما يتنافى مع أحكام الشريعة .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 13 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
للإسلام وسائله الحاسمة في القضاء على الفساد والإفساد والفاسدين والمفسدين .
ولأن بعض المسلمين لا يلتزمون بالإسلام حقيقة ، فإن بعض المجتمعات العربية والإسلامية تعاني من ظاهرة خطيرة في بنية تكوينها الإداري والاجتماعي ، هذه الظاهرة هي استشراء كثير من أنواع الفساد والنهب المنظم لثروات الأمة وتهريب الأموال إلى خارج البلاد والمجاملات في التعيين للمناصب القيادية .. إلخ
ولأن بعض المسلمين لا يلتزمون بالإسلام حقيقة ، ينتج عن هذه الظاهرة الخطيرة نتائج أكثر خطورة ، حيث يعيش غالبية الناس في فقر ومرض وبطالة وتشرّد ( والتشرّد هو كون الإنسان لا يستطيع أن يملك منزلا ملائما ) . لأن الأموال التي كان يفترض أن تنفق عليهم لتحسين أحوالهم المعيشية قد استولى عليها وسرقها قوم من معدومي الضمير والدين ، كما أن الوظيفة التي يستحقها الأكفاء قد تم إهداؤها إلى المحاسيب غير الشرفاء وغير الأكفاء .
و الفساد ظاهرة ترتبط باستغلال صلاحية تدبير الشأن العام لخدمة الصالح الخاص ، وانصراف العمل إلى خدمة فئة محددة أو شخص معين لا إلى جماعة تتصف بالعموم هي الشعب .
ومن أوضح تعريفات الفساد التعريف الذي ورد في موسوعة العلوم الاجتماعية ، بأنه ( إساءة استخدام السلطة العامة ؛ لتحقيق كسب خاص ) . ورغم أن هذا التعريف قد يخصّ الفساد الذي يقوم به المسؤولون العاملون بالحكومات ، إلا أن هناك فسادًا يتمّ بالكامل في نطاق القطاع الخاص ، وأيضًا هناك فساد متعدد الجنسيات يتم بين طرفين من دولتين أو أكثر .
و الفساد فرع من ظاهرة شخصنة الشأن العام . لذلك فإنه من أجل مواجهته ، لابد من إحاطة النشاط الفردي بالضمانات اللازمة حتى لا يتضخم وينأى بنفسه عن مراقبة كافة المؤسسات والهيئات وحسابها .
ويحدد الخبراء والقانونيون عدة ضمانات تحول دون تضخم دور شاغلي الوظائف العامة ، وبالتالي ارتكابهم للفساد . ومن هذه الضمانات أن يكون التشريع أوالقرار في الدولة جماعي ، أي أن يصدر عن جماعة تتجاوز ذاتيتها ويتخلص الفرد فيها من خصوصياته ، ليعبر عن المصلحة العامة .
ولا بد من التعدّدية الحقيقية ، ولا بد من تعدد الهيئات وتعدد جهات الرقابة وفاعليتها ، ولا بد من إقرار وتفعيل مبدأ التوازن بين الهيئات المتعددة ، ولا بد من تلافي تبعية مؤسسات لأخرى فلا بدّ من الاستقلالية التامّة ، ولا بد من قدرتها على التشكيل وتحديد الاختصاصات وبالتالي شرعية الإلغاء أو الحل لتحل محلها مؤسسات أخرى ، وعليه فتفعيل هذا المبدأ يقوم على تمتع كل هيئة بإمكانيات مقابلة ومساوية للأخرى وخاصة من حيث ممارسة الرقابة .
كما أن غياب الشفافية فيما يتعلق بالأعمال العامة للدولة من أهم أسباب وجود وانتشار الفساد ، لأن المطلوب من النظم الإسلامية أن توفر آلية لمنع الفساد حيث تكون هناك جهة رقابية خارج سيطرة السلطة التنفيذية تستطيع محاسبة المسؤولين الحكوميين عن أي تجاوزات مالية وإدارية .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .

من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 14 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
قال الله تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) .
القيام بالقسط وإقامة العدل ومحو الظلم وإصلاح العباد والبلاد كانت المهمة الأساسية للرسل والأنبياء .
وكان الأنبياء والرسل دعاة إصلاح وحربًا على جميع أنواع الظلم والفساد ، كما عملوا على نشر الفضيلة وقيم الخير في مواجهة الرذيلة وقيم الشرّ التي يأتي على رأسها الظلم والفساد .
ودعوا ، وقاوموا ، وحاربوا ، وصولاً إلى تقديم النموذج المضاد للظلم والفساد ، والذي يكفل للبشرية أسس العيش الكريم .
ومن هنا أيضا انطلقت المعركة بين قيم الخير والعدل ، وبين قيم الفساد والإفساد التي أراد الفاسدون والمفسدون حمايتها بما يضمن مصالحهم .
حارب الإسلام الإفساد والفساد والمفسدين والفاسدين ، وتشدّد الإسلام في مواجهة هؤلاء الذين أرادوا تعميم الفساد من خلال سعيهم الدائب لتجهيل الأمة لصرفها عن التفكير في وضع الخطط لإسقاط الواقع الفاسد .
وأكّد الإسلام أن الجهل يساوي الموت ، وأن العلم رديف الحياة ، وأن ثقافة التجهيل تهدف - من ضمن ما تهدف - إلى تبرير الفساد والقبول بالأمر الواقع الذي أنتجه والذي جمّد حركات الإصلاح لحساب الفاسدين الظالمين .
قال الله تعالى : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ) ، فالإنسان في نظر الإسلام هو محور الفساد ، كما هو أساس الإصلاح .
أرسل الله الرسل بعامّة ، وجاء الإسلام بخاصّة ، وفي أولى الأولويات مكافحة الفساد وملاحقة المفسدين ، فالله لا يحب الفساد ولا يصلح عمل المفسدين ، والدار الآخرة هي من نصيب الصالحين المصلحين : ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَة نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .
أكّد الله ورسوله في القرآن والسنة على سوء عاقبة الفاسدين والمفسدين ، وتشدّد الإسلام في معاقبة الفاسدين والمفسدين ؛ لإعادة الحق إلى أصحابه أولاً ، ولمنع حركة الفساد من أن تتوسع وتمتد .
وفساد المسؤولين والخاصّة يؤدي إلى فساد عامة الناس .
لذلك ، فإن أهم أهداف العاملين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحتسبين ، يجب أن تتمثل في ملاحقة الفاسدين والمفسدين وكشف خدعهم وفضح خططهم والتصدي لهم .
قال الله تعالى : ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴾ .
وقال تعالى : ( ولتكن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون ) .
لذلك ، فإن على المصلحين أن يتحركوا دائمًا ، لمواجهة جميع أنواع الفساد والإفساد وجميع الفاسدين والمفسدين ، بما يعيد الثقة للناس بإمكان وصول الصلاح والإصلاح إلى الأهداف الإسلاميّة العظيمة .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 15 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
نماذج الفساد بعامّة ، والفساد الإداري والاقتصادي بخاصّة ، عديدة ، منها :
السرقة ، والاختلاس ، والرشوة ، والتربح من الوظيفة ، واستغلال الجاه والسلطان ، والمضاربات الوهمية بهدف الإيقاع بالناس في براثن ( الهوامير ) ، والقمار ، ومنع الزكاة ، وجميع أنواع ومستويات خيانة الأمانة في المعاملات المالية .
وللفساد أسبابه ، ومنها : عدم تطبيق ما أمر به الله ورسوله ، وعدم الانتهاء عمَّا نهى عنه الله ورسوله ، أي عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية بصفة بعامة ، وفى مجال المعاملات الاقتصادية بخاصة .
كما ان جميع أنواع ومستويات الفساد ترجع إلى أسباب منها : ضعف الإيمان ، وعدم الخشية والخوف من الله ، وانعدام المراقبة والمحاسبة الذاتية ، وغياب القدوة الحسنة الصالحة ، ونسيان المحاسبة الأخروية أمام الله سبحانه وتعالى يوم يسأل المرء عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ .
وتتداخل أسباب الفساد مع مظاهره وأنواعه وآثاره أحيانا ، مثل : انتشار الأخلاق والممارسات الفاسدة ك : الكذب ، والنفاق ، والرياء ، والغلظة ، وقسوة القلب ، وسوء الظن ، وعدم الوفاء بالعهود والعقود ، وخيانة الأمانة ، والرشوة ، والمحسوبية ، والاحتيال .
وتتداخل كلّها مع : ضعف السلوكيات الطيبة ، وانتشار المادية بين الناس ، وتفكك عرى التكافل والتضامن الاجتماعي ، وانتشار الأنانية والحقد والكراهية .
وتتداخل كلّها أيضا مع : التسلط على الناس وأكل حقوقهم .
وللإسلام وسائله في القضاء على الفساد والإفساد والفاسدين والمفسدين ، ومنها : غرس وتقوية التقوى والإيمان والمراقبة والمحاسبة الذاتية ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ، والرجوع إلى شريعة الله عز وجل وهدي رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فهما أساس الإصلاح ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ) ، والحكم بما أنزل الله ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) و ( الظالمون ) و ( الفاسقون ) ، وتطبيق الأحكام والحدود الشرعية ضد مرتكبي الفساد ، واستخدام كلّ سلاح فعال لمواجهة الفساد ، والحرص على حسن اختيار العاملين على أساس القيم الإيمانية والأخلاقية ؛ ولأن ذلك من موجبات الوقاية من الفساد قبل وقوعه .
ومن المعروف عند الجميع أن القدوة هي الأساس دائما وأبدا في تطبيق الشريعة وسيادة الفضيلة ، فإذا صلح الراعي صلحت الرعية ، ودور المسؤول في منع الفساد ومراقبة ومحاسبة ومعاقبة الفاسدين والمفسدين أساسي ، ولو رتع الراعي في الفساد لرتعت الرعية .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .

من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 16 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
خير وأفضل وأصدق وأدقّ من يحدّد المفاهيم ، ومنها مفهوم الفساد ، هو القران الكريم .
وخير وأفضل وأصدق وأدقّ من يحدّد الأخطار ، ومنها أخطار الفساد ، هو القرآن الكريم .
مع القرآن الكريم لا يختلف اثنان على مدى خطورة الفساد وأثره في الحياة فكراً وسلوكاً .
وقد تعددت صور الفساد وأنواعه ، وتعدد مرتكبوه .
وقد استشرى الفساد حتى عم أركان الوجود .
وقد كثر الحديث عن الفساد بعد الثورات العربية الأخيرة ( ثورات الربيع العربي ) ، حيث كان الإصلاح ومحاربة الفساد ومحاسبة ومعاقبة الفاسدين والمفسدين من أبرز الشعارات المرفوعة في الثورات العربية , لذا كان لا بد للمهتمين والعاملين للإصلاح من سبر واقع الفساد وبيان كيفية معالجته من خلال القاعدة الفكرية للأمة الإسلامية .
والقرآن الكريم هو أساس القاعدة الفكرية للأمة الإسلامية .
ومن يقرأ ويفهم القرآن الكريم يجده قد تطرق إلى مفهوم الفساد مبينا واقعه وتعدّد أشكاله حيث ورد ذكر الفساد كثيرا : فساد العقائد والمفاهيم والأفكار ، والفساد الاجتماعي والمالي والإداري والاقتصادي ، والإفساد في الأرض .
ومن يقرأ ويفهم الآيات التي ذكر فيها الفساد يجدها تشمل فساد المفاهيم والأفكار دلالة من القرآن الكريم على شمول مفهوم الفساد لفساد الاعتقاد حيث قال تعالى في محكم التنزيل : ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) ، أي لو كان في الوجود آلهة إلا الله الخالق الواحد لفسد الوجود لما يترتب على هذا التعدد من فساد في مفهوم الإله وصفاته ولعلا بعضهم على بعض بالغلبة والحروب وهذا لا يمكن حتى تصور وجوده . ومن هنا نجد أن القرآن الكريم قد ضرب فكرة تعدد الآلهة وبين فساد أثرها على الوجود ، وإذا ثبت فساد أصل القاعدة الفكرية فلا شك في فساد كل التفاصيل التابعة من باب أولى ، لذا كان على المهتمين بيان فساد الأصل وعدم الاقتصارعلى فساد الفروع إلا من باب التمثيل وبيان الآثار المترتبة على فساد الأصل .
وقال الله تعالى : ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ... ) . والأهواء رغبات وميول لدى أصحابها لا تقوم على أساس ، وهو - هنا - فساد التشريع لمن له هوى في التشريع ، إذ الحق لا يلتقي مع الهوى لأن المشرع قد تدفعه نفسه تبعا لهواه إضافة إلى محدودية التفكير والتأثر بالبيئة حيث تكون الأحكام عرضة للتناقض والاختلاف والتبديل والتغيير فلا يجوز أن يكون التشريع إلا لله . وهنا أيضا بين القرآن الكريم فكرة كون التشريع من غير الله فاسدا وجعله هوى يترتب عليه فساد السماوات والأرض . ولذا لا ينبغي على المؤمنين بيان تفاصيل الـقوانين البشرية وعدم صلاحيتها للإنسان فقط بل يجب عليهم ضرب مفهوم التشريع من قبل البشر كفكرة .
و القرآن الكريم قد أطلق الفساد على المفاهيم والأفكار ( المبدأ ، القاعدة الفكرية ) ومنها الآية التي فيها إدعاء فرعون للالوهية ، و بين القرآن استحالة تعدد الآلهة ، وأن التشريع لا يكون إلا للخالق العظيم كما في الآية الأخرى .
و تعريف الفساد شمل - وهو الأصل - فساد الأفكار والمفاهيم والقاعدة الفكرية والتي إذا ثبت فسادها ثبت فساد الفروع من باب أولى . ولا يحق لنا أن ننظر إلى فساد الفروع فقط مع إغفال فساد الأصل أو أن نطالب بإصلاح بعض الفروع ( القوانين والتشريعات ) فقط كما يطالب البعض ويرفع في ثورات العالم العربي ، لأن الأصل الفاسد يلزم تغييره بأصل آخر ثبتت صحته قطعا ، ولأن المطالبة ببعض الإصلاحات مع فساد الأصل هي في حقيقتها محافظة على أصل الفساد ودوران في فلك دائرة الفساد ، لذلك كانت ( المناداة ببعض الإصلاحات ) وترك أصل الفساد وهو النظام الرأسمالي المطبق في بعض بلاد المسلمين مضيعة للوقت وللجهد وبناء على الرمال , حيث الانهيار ولو بعد حين ، قال تعالى : ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ ) وهذه القاعدة ملزمة شرعا ومقنعة عقلا .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .

من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 17 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
و تعريف الفساد شمل - وهو الأصل - فساد الأفكار والمفاهيم والقاعدة الفكرية والتي إذا ثبت فسادها ثبت فساد الفروع من باب أولى . ولا يحق لنا أن ننظر إلى فساد الفروع فقط مع إغفال فساد الأصل أو أن نطالب بإصلاح بعض الفروع ( القوانين والتشريعات ) فقط كما يطالب البعض ويرفع في ثورات العالم العربي ، لأن الأصل الفاسد يلزم تغييره بأصل آخر ثبتت صحته قطعا ، ولأن المطالبة ببعض الإصلاحات مع فساد الأصل هي في حقيقتها محافظة على أصل الفساد ودوران في فلك دائرة الفساد ، لذلك كانت ( المناداة ببعض الإصلاحات ) وترك أصل الفساد وهو النظام الرأسمالي المطبق في بعض بلاد المسلمين مضيعة للوقت وللجهد وبناء على الرمال , حيث الانهيار ولو بعد حين ، قال تعالى : ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ ) وهذه القاعدة ملزمة شرعا ومقنعة عقلا .
من الواضح فساد النظرة الرأسمالية ، ومن الملاحظ قيام المجتمعات في بلاد العالم الرأسمالي على الفكر الرأسمالي الفاسد ، ومن الملاحظ أيضا غزو هذا الفكر الرأسمالي الفاسد لبعض بلاد المسلمين ، لذلك من الواجب على المسلمين أن يعملوا على تغيير النظام الرأسمالي الامبريالي الاستعماري من أصله واقتلاعه من جذوره وإيجاد القاعدة الفكرية الإسلامية الصحيحة حتما وإعادة بناء المجتمعات على أساس الإسلام عقيدة ونظاما بدل الاقتصار على محاربة بعض التشريعات والممارسات والمناداة ببعض الإصلاحات .
النظام الرأسمالي فاسد الأصل والفرع ، بل امتلأت الأرض بفساده حتى عمّ جميع تفاصيل الحياة ، مما أجبر بعض رجاله على الاعتراف بفساد الأسس التي قام عليها النظام الرأسمالي حيث نادى ساركوزي بإعادة النظر في أسسه وألقى خطبة في مدينة تولوز في نهاية شهر أيلول 2011م قال فيها : اقتصاد السوق وهم ، ومبدأ ( دعه يعمل دعه يمر ) ، و ( السوق كلية الجبروت ) ، التي كانت دائماً على حق، انتهت أيضاً ، ومن الضروري إعادة بناء كامل النظام التمويلي والمالي من الأسفل إلى الأعلى ، على غرار ما جرى في بريتون وودز بعد الحرب العالمية الثانية .
وذكر تقرير للأمم المتحدة ماآلت إليه الأوضاع في ظل النظام الرأسمالي .
وقالت اللجنة ، التي قدمت 56 توصية لتحقيق التنمية المستدامة للأخذ بها في السياسات الاقتصادية في أسرع وقت ممكن ، إن هناك حاجة إلى اقتصاد سياسي جديد .
فهل لا زال البعض يطالب وينادي بإصلاح جثة ميتة أزكمت رائحتها الأنوف .
و في حق النظام الاقتصادي الصحيح قال تعالى :
( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين )
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 18 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
حارب الإسلام الفساد والإفساد والفاسدين والمفسدين والظلم والظالمين بالعدل .
حارب الإسلام الفساد والإفساد والظلم والاستئثار بالعدل والعدالة الاجتماعية والصلاح والإصلاح .
ودعا الإسلام إلى العدالة الاجتماعية ، التى تمتع بها الإسلام ، وفرضها منذ اليوم الأول ، وكانت أهم أركان ودعائم الدولة الإسلامية الناشئة بالمدينة المنورة ، في ظل حقول من ألغام الفساد والظلم المحيطة بالمدينة وكثرة الأخطار التى تتهددها .
استطاعت مجموعة من الرجال قليلة العدد فرت من مكة معظمهم من الفقراء وبعضهم من العبيد أن تنشئ دولة عظيمة في عشر سنوات من الزمان ، دولة قائمة على العدل والعدالة والصلاح والإصلاح ، وقد كان لابد من صمام أمان لهذه الأمة حتى يشتد عودها وقد كانت العدالة الاجتماعية جزءا أساسيا من هذا الصمام .
من أهم وظائف الرسل والأنبياء الأساسية إصلاح الأرض بعد إفسادها ، فكانوا حربًا على الفساد بكل أنواعه وأشكاله ، وعملوا على نشر العدل والفضيلة وقيم الخير في مواجهة الظلم والفساد .
وحرص الرسل والأنبياء على تقديم النموذج المضاد للظلم والفساد ، والذي يكفل للبشرية أسس العيش الكريم .
و انطلقت المعارك ، ولاتزال قائمة ، بين قيم الخير والعدل والإصلاح التي أرادت النبوّات تركيزها وبين قيم الشرّ والظلم والإفساد والتي أراد الفاسدون والمفسدون حمايتها بما يضمن مصالحهم .
ولم يقف الإسلام صامتا ، ولم يقف المسلمون عاجزين ، أمام كلّ من أراد تعميم الشرّ والظلم والفساد ، والحرب لاتزال تدور بين المعسكرين ، والنصر المؤكّد والمؤزّر سيكون لله ولعباده المؤمنين .
وعبر التاريخ ، لم يملّ الفاسدون والمفسدون من سعيهم ومحاولاتهم لتجهيل الأمة لصرفها عن التفكير في الحقيقة والواقع والمستقبل وما ينبغي ومالا ينبغي .
الفساد قديم قدم البشرية . والفساد ظاهرة متأصلة في بعض المجتمعات التي تم حرفها عن الطريق المستقيم .
ولا يكاد يخلو عصر من العصور ولا مجتمع من المجتمعات من ظاهرة الفساد , ولكن تختلف الدرجة من حيث الكثرة والقوّة والانتشار .
والفساد سبب أساسي في كل تخلف يصيب الأمم والمجتمعات والأفراد . والفساد سبب لكل ما يتلوه من أمراض وكوارث تطيح بأحلام الأمم والمجتمعات والأفراد .
والفساد سبب ومظهر ونتيجة للظلم وخير معين للظلمة والفاسدين .
وأينما وجد الظلم والفساد وجد التخلف ، والعكس صحيح .
وأينما وجد الظلم وجد الفساد ، والعكس أيضا صحيح .
والظلم والفساد من أخطر الأمراض التي تجعل الأمم والمجتمعات المصابة بها في ذيل الأمم والمجتمعات .
وبسبب الظلم والفساد صارت بعض المجتمعات الإسلامية من أكثر الناس تخلفا بعد أن كان المسلمون قادة العالم , وصارت من أضعف الناس وأهون الناس وأرذل الناس بعد أن كان المسلمون سادة العالم , وعلى الرغم من أن ديننا الإسلامي الحنيف يحارب الظلم والفساد بكل صورهما ويقتلع أسبابهما وجذورهما .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 19 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ولا يزال الحديث متواصلا عن الظلم والظالمين والفساد والفاسدين والمفسدين .
كثرت تعريفات الفساد . ومعظم تعريفات الفساد تشترك في وصفه بأنه إساءة استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة في سبيل تحقيق كسب خاص .
مثلا : يعرف معجم أوكسفورد الإنكليزي الفساد بأنه ( انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة ) .
وتعرف منظمة الشفافية الدولية الفساد بأنه ( كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو جماعته ) .
ويعرف البنك الدولي الفساد بأنه ( إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص ) .
وتعريفات الفساد كثيرة ، وتتنوع تبعا لتنوع البيئة المتواجد فيها والثقافة التي يحكم عليه من خلالها .
وتتنوع وتختلف أيضا أسباب الفساد من بيئة لأخرى وحسب الثقافة السائدة . ولكن هناك أسباب أساسية للفساد متواجدة في معظم المجتمعات الفاسدة .
من الأسباب الأساسية للفساد :
عدم وجود أوغياب القدوة الحسنة الصالحة .
ومن الأسباب الأساسية للفساد :
ضعف الإيمان والوازع الدينى والأخلاقي , فالنفس الخاوية من الإيمان والأخلاق والتى لا تخشى الله ولا تستحي من الناس , لا تبالي بارتكاب المحرمات ولا تخشى من العقاب على الفساد في الأرض ولا تشعر بالضيق ولا بالهم الذى يشعر به المؤمن في حال اقترافه الفساد , بل يزين لها الشيطان سوء عملها ويسمى لها الأشياء بغير مسمياتها , فتراها بعد فترة لا تخشى من ارتكاب أعظم الفساد ولا تستتر من الناس , فيصير الفساد - عندها - معروفا والصلاح منكرا .
ومن الأسباب الأساسية للفساد :
اتباع الهوى ، وانتشار الأخلاق والممارسات الفاسدة والتعوّد عليها مثل : الكذب ، والنفاق ، والرياء ، والغلظة ، وسوء الظن ، وعدم الوفاء بالعهود والعقود ، وخيانة الأمانة ، والرشوة ، والمحسوبية ، والاحتيال .
والفساد من اتباع الهوى . والهوى ميل في النفس إلى الشيء . واتباع الهوى مذمة لما يؤدى إليه من معاص ومفاسد . ويقال انه إنما سمى الهوى لأنه يهوى بصاحبه , فلذلك لم يذكر الله تعالى الهوى في كتابه إلا ذمّه ، وكذلك في السنة لم يذكر إلا مذموماً إلا ما جاء منه مقيداً بما يخرج معناه عن الذم كقولهم : هوى حسن , وهوى موافق للصواب .
ومن الأسباب الأساسية للفساد :
ضعف السلوكيات الطيبة ، وانتشار المادية بين الناس ، وتفكُّك عرى التكافل والتضامن الاجتماعي ، وانتشار الأنانية والحقد والكراهية .
ومن الأسباب الأساسية للفساد :
فقدان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب أو عدم فاعليتها أوكون وجودها مثل عدمها ، وهي تعتبر صمام أمان للمجتمع من الفساد فإذا غاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب فشا الفساد وانتشر .
ومن الأسباب الأساسية للفساد :
القدرة على التسلط على الناس وأكل حقوقهم .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .

من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 10 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 20 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وللفساد أسبابه ومظاهره وآثاره المختلفة حسب البيئة والظروف والثقافة ، ومنها :
تمسك الفاسدين بمواقعهم وامتيازاتهم , ومحاولاتهم المستميتة للحفاظ على المصالح أبد الحياة . فهم في سبيل ذلك يفعلون أي شيء ، فيعملون على نشر الفساد في كلّ مكان حتى يقيدوا الناس بقيود من الفساد فلا يجرؤ الناس على التفكير بشيء من الإصلاح .
وشعور الناس أن الشرع والقانون والنظام قد لا يطبق إلا على الفقراء والضعفاء والبسطاء منهم , بينما كبار الفاسدين والمفسدين قد لا يقترب أحد منهم .
وضعف المجتمع الديني والمدني ، وتهميش أو انعدام دور المؤسسات الدينية والمدنية المستقلة في مواجهة الفساد والتصدي له.
والتفاوت العظيم في الأجور والامتيازات والعطاءات بين المواطنين ، بشكل يثير الحنق والغضب لدى الفقراء والضعفاء والبسطاء والمهمّشين .
وشعور عامة الناس أنهم غرباء أو مواطنون من الدرجة الثانية ومستضعفون ومهمّشون ، لأنهم لا يتمتعون بأبسط حقوقهم الآدمية في المسكن والعلاج والتعليم والعمل .
وتغلب علاقة النسب والقربى والصداقة والشراكة والولاء على غيرها من المعايير العادلة في سائر المعاملات في سائر مجالات الحياة ، كالحصول على فرصة لامتلاك أرض سكنية صغيرة أو منزل متواضع أو فرصة للعمل أو التعليم أو العلاج أو فرصة للبدء في أي عمل تجاري أو صناعي .
وانتشار مظاهر الجهل ونقص المعرفة بالحقوق والواجبات .
وضعف الرقابة على الأداء الحكومي . وفي بعض الأحيان يطال الفساد أجهزة الرقابة أيضا , وهذا ينتشر بصورة ملحوظة في بعض دول العالم الثالث ، وبخاصة عندما تكون أجهزة الرقابة خاضعة وتابعة وغير مستقلة .
وغياب أو ضعف التشريعات والقوانين والأنظمة التي تكافح الفساد , أو وجود تشريعات قاصرة في تعريفها لمفهوم الفساد وكون رؤيتها جزئية أو منحرفة للفساد ووسائل محاربته .
وقوة ترابط وتعاون وتكاتف وهيمنة ونفوذ الفاسدين والمفسدين ودقة تنظيمهم واتساع نطاقهم داخل البلاد وخارجها .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .

بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه : العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 

مواضيع ذات صلة

الوسوم
10 2 الإسلام العدل في ميزان والظلم
عودة
أعلى