عبدالله سعد اللحيدان
الاعضاء
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 9 )
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 21 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ويأخذ الفساد ، الذي ينتشر إلى حدّ الفضيحة في بعض الدول النامية ، أشكالاً متعددة يأتي في مقدمتها :
استغلال المنصب العام : يلجأ بعض أصحاب المناصب الرفيعة والعليا في بعض الدول النامية إلى استغلال مناصبهم لتحقيق مكاسب مادية . وهؤلاء يتحولون مع مرور الوقت إلى رجال أعمال أو شركاء في تجارة إلى جانب كونهم مسؤولين حكوميين ، ويصرفون جل اهتمامهم في البحث عن طرق وأساليب تمكنهم من زيادة حجم ثرواتهم الخاصة ، ويتم ذلك دائماعلى حساب الاهتمام ببرامج التنمية وتحقيق قدر من الرفاه الاجتماعي للمواطنين .
الاعتداء على المال العام أو الخاص : غالباً ما يقوم بهذا السلوك الفاسد بعض المسؤولين الحكوميين في بعض الدول النامية ، كسحب قروض من البنوك المملوكة للدولة ، أوالحصول على قروض ضخمة من البنوك الخاصة ، وعدم سدادها وإرغام البنوك على إلغائها ، وتسهيل حصول رجال الأعمال من القطاع الخاص على قروض بفوائد منخفضة وبدون ضمانات مقابل حصول المسؤول الحكومي على جزء من القرض على سبيل الرشوة أو العمولة ، أوالاستيلاء على بعض الممتلكات العامة كالأراضي الشاسعة والشواطئ الكبيرة وغيرها عن طريق الاحتلال بالقوّة ووضع اليد أوالحصول عليها عن طريق المنح والإقطاع المجاني من الدولة أوالتزوير في الأوراق الرسمية أواستئجارها لفترة زمنية طويلة بمبالغ زهيدة وغير حقيقية .
التهرب الضريبي والجمركي : ويقوم بمثل هذا السلوك الفاسد رجال الأعمال من القطاع الخاص ، فهؤلاء يدفعون الرشاوي لبعض المسؤولين الحكوميين في بعض الدول النامية بغية حصولهم على تخفيض ضريبي أو إعفاء ضريبي لفترة طويلة نسبياً أو تخفيض الرسوم الجمركية أو إعفائهم من دفع الرسوم وفق استثناء أو تجاوز للقوانين . وفي بعض الأحيان يقوم المسؤولون الحكوميون بمساعدة التجار على تغير مواصفات السلع المستوردة على الورق لتخفيض حجم الرسوم الجمركية الواجب دفعها لخزينة الدولة أو التغاضي عن تلاعب وتزوير التجار مقابل حصولهم على رشاوٍ من المستورد وهذا بحد ذاته احتيال وتزوير وتجاوز للقوانين ونهب للمال العام .
الرشوة المحلية والدولية :هذا النوع من الرشوة يدفع لبعض المسؤولين في بعض الدول النامية. فالحكومات تقوم بشراء مواد ومستلزمات من السوق الدولية أوالمحلية بكميات كبيرة ، وتطرح الدولة عدداً من المشاريع للتنفيذ وذلك عبر مناقصات يتقدم لها القطاع الخاص الدولي أوالمحلي ، والتنافس على مثل هذه المناقصات يدفع بالقطاع الخاص لدفع رشوة لبعض المسؤولين الحكوميين للحصول على مثل هذه المناقصات ، ويترتب على مثل هذا السلوك الفاسد للمسؤول الحكومي زيادة في أسعار المواد والسلع الموردة وزيادة في القيمة الإجمالية للمشاريع الاقتصادية والخدمية المتوسطة والكبيرة ، حيث يقوم القطاع الخاص بإضافة الرشاوي والعمولات إلى التكاليف مما يؤدي إلى تحميل الدولة نفقات إضافية تصل إلى نسب كبيرة جدا من قيمة العقود والمشاريع . و في بعض الدول النامية قد يكون المشروع وهميا ولا يتم تنفيذه أبدا ويتقاسم المسؤول الحكومي مع الشركة الخاصة قيمة العقد أوتكون الشركات الخاصة المتقدمة للمشاريع الحكومية مملوكة للمسؤول الحكومي أو يكون شريكا فيها وإن لم يظهر اسمه في دفاترها بشكل علني .
تهريب الأموال : يقوم بعض المسؤولين الحكوميين في بعض الدول النامية بتهريب الأموال التي حصلوا عليها بطرق غير قانونية وغير شرعية إلى مصارف و أسواق المال في الدول الأجنبية و بخاصة أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية لاستثمارها على شكل ودائع في بنوك تلك الدول لقاء فوائد ربوية ، أو بشراء أسهم في شركات أجنبية ، أو شراء عقارات ، وفي محاولة لإخفاء ما نهبوه وسرقوه من ثروات .
وبالإضافة إلى ما ذكرنا ، يقوم بعض المسؤولين في بعض الدول النامية بتحويل جزء لا يستهان به من قيمة المبيعات الخارجية للثروة والموارد الوطنية إلى حسابات مصرفية خارجية خاصّة بهم ، بدلاً من إدخالها إلى حسابات الدولة ، وغالباً ما تكون هذه الحسابات بأسماء زوجاتهم أوأبنائهم أو أشخاص تربطهم بالمسؤول الحكومي صلة قرابة أو من الشركاء أو من المقربين . وهذا الاختلاس هو من أسوأ أنواع الاختلاسات نظراً لضرره المضاعف على اقتصادات هذه الدول النامية.
والفساد ليس ظاهرة حديثة ، ولا هو مقتصر على البلدان النامية دون المتقدمة ، ولكنه هو السائد في بعض الدول النامية .
ومن الصعب - في ظلّ سيطرة بعض الفاسدين على بعض المعلومات وبعض وسائل الرقابة والمحاسبة - معرفة مدى انتشار الفساد بشكل دقيق في منطقة ومقارنتها بأخرى ، و إنما يتم ذلك في الغالب بشكل تقريبي ، فمعظم أعمال الفساد تتم بسرية ، ونادراً ما يتم الكشف عن مثل هذه العمليات وخاصة منها تلك التي تتم في الأوساط العليا ، فهذه الأوساط تشكل فيما بينها شبكة ( مافيا سرية منظمة ، عصابات سرية منظمة ) تقوم من خلالها بأعمال الفساد وتحيط أعمالها بالسرية التامة ونادراً ما يتم كشفها أو معرفة تفاصيلها .
والفساد يختلف من حيث القوّة والنوع ، وتختلف الأسباب التي تؤدي إلى نمو الفساد وانتشاره ، في الدول النامية عنها في الدول المتقدمة .
العوامل التي تساعد الفساد على النمو في الدول النامية تختلف إلى حد كبير عن العوامل المساعدة على نموه في الدول المتقدمة ، إلا أن طرق ممارسة الفساد متشابهة إلى حد كبير ، وعلاوة على ذلك فإن قدراً كبيراً من الفساد في بعض الدول النامية تشارك فيه شركات أجنبية بصور مختلفة .
مثلا : التنافس بين الشركات الكبرى المتمركزة في غالبيتها في الدول المتقدمة على صفقات الأعمال الدولية ، يدفع بهذه الشركات إلى دفع رشاوي ضخمة لبعض المسؤولين الحكوميين في بعض الدول النامية للفوز بهذه الصفقات . وحيث لاوجود لرقابة ولا حساب ولا عقاب ولا سياسات تعمل على احترام العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان في هذه الدول النامية فلا يمكن التخفيف من نمو ظاهرة الفساد بل على العكس .
كل ّ شيء في بعض الدول النامية يساعد على نمو الفساد بل ويشجّع عليه . ومن أسباب ذلك : عدم حدوث تطوير في الرقابة والمحاسبة والقوانين والأنظمة والإجراءات المعمول بها في تلك الدول وخاصة منها التي تمنع المسؤولين الحكوميين العموميين من الحصول على رشاوي نظير منح الشركات ( من داخل الدولة أو خارجها ) عقودا حكومية أو تسهيلات أو امتيازات داخل الدولة أو منح استثناءات و امتيازات لأشخاص من الدولة ذاتها أو أي نوع من أنواع الفساد .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .
بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام
( بين العدل والظلم ) ، الفساد ، الفساد في ميزان الإسلام ( 21 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ويأخذ الفساد ، الذي ينتشر إلى حدّ الفضيحة في بعض الدول النامية ، أشكالاً متعددة يأتي في مقدمتها :
استغلال المنصب العام : يلجأ بعض أصحاب المناصب الرفيعة والعليا في بعض الدول النامية إلى استغلال مناصبهم لتحقيق مكاسب مادية . وهؤلاء يتحولون مع مرور الوقت إلى رجال أعمال أو شركاء في تجارة إلى جانب كونهم مسؤولين حكوميين ، ويصرفون جل اهتمامهم في البحث عن طرق وأساليب تمكنهم من زيادة حجم ثرواتهم الخاصة ، ويتم ذلك دائماعلى حساب الاهتمام ببرامج التنمية وتحقيق قدر من الرفاه الاجتماعي للمواطنين .
الاعتداء على المال العام أو الخاص : غالباً ما يقوم بهذا السلوك الفاسد بعض المسؤولين الحكوميين في بعض الدول النامية ، كسحب قروض من البنوك المملوكة للدولة ، أوالحصول على قروض ضخمة من البنوك الخاصة ، وعدم سدادها وإرغام البنوك على إلغائها ، وتسهيل حصول رجال الأعمال من القطاع الخاص على قروض بفوائد منخفضة وبدون ضمانات مقابل حصول المسؤول الحكومي على جزء من القرض على سبيل الرشوة أو العمولة ، أوالاستيلاء على بعض الممتلكات العامة كالأراضي الشاسعة والشواطئ الكبيرة وغيرها عن طريق الاحتلال بالقوّة ووضع اليد أوالحصول عليها عن طريق المنح والإقطاع المجاني من الدولة أوالتزوير في الأوراق الرسمية أواستئجارها لفترة زمنية طويلة بمبالغ زهيدة وغير حقيقية .
التهرب الضريبي والجمركي : ويقوم بمثل هذا السلوك الفاسد رجال الأعمال من القطاع الخاص ، فهؤلاء يدفعون الرشاوي لبعض المسؤولين الحكوميين في بعض الدول النامية بغية حصولهم على تخفيض ضريبي أو إعفاء ضريبي لفترة طويلة نسبياً أو تخفيض الرسوم الجمركية أو إعفائهم من دفع الرسوم وفق استثناء أو تجاوز للقوانين . وفي بعض الأحيان يقوم المسؤولون الحكوميون بمساعدة التجار على تغير مواصفات السلع المستوردة على الورق لتخفيض حجم الرسوم الجمركية الواجب دفعها لخزينة الدولة أو التغاضي عن تلاعب وتزوير التجار مقابل حصولهم على رشاوٍ من المستورد وهذا بحد ذاته احتيال وتزوير وتجاوز للقوانين ونهب للمال العام .
الرشوة المحلية والدولية :هذا النوع من الرشوة يدفع لبعض المسؤولين في بعض الدول النامية. فالحكومات تقوم بشراء مواد ومستلزمات من السوق الدولية أوالمحلية بكميات كبيرة ، وتطرح الدولة عدداً من المشاريع للتنفيذ وذلك عبر مناقصات يتقدم لها القطاع الخاص الدولي أوالمحلي ، والتنافس على مثل هذه المناقصات يدفع بالقطاع الخاص لدفع رشوة لبعض المسؤولين الحكوميين للحصول على مثل هذه المناقصات ، ويترتب على مثل هذا السلوك الفاسد للمسؤول الحكومي زيادة في أسعار المواد والسلع الموردة وزيادة في القيمة الإجمالية للمشاريع الاقتصادية والخدمية المتوسطة والكبيرة ، حيث يقوم القطاع الخاص بإضافة الرشاوي والعمولات إلى التكاليف مما يؤدي إلى تحميل الدولة نفقات إضافية تصل إلى نسب كبيرة جدا من قيمة العقود والمشاريع . و في بعض الدول النامية قد يكون المشروع وهميا ولا يتم تنفيذه أبدا ويتقاسم المسؤول الحكومي مع الشركة الخاصة قيمة العقد أوتكون الشركات الخاصة المتقدمة للمشاريع الحكومية مملوكة للمسؤول الحكومي أو يكون شريكا فيها وإن لم يظهر اسمه في دفاترها بشكل علني .
تهريب الأموال : يقوم بعض المسؤولين الحكوميين في بعض الدول النامية بتهريب الأموال التي حصلوا عليها بطرق غير قانونية وغير شرعية إلى مصارف و أسواق المال في الدول الأجنبية و بخاصة أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية لاستثمارها على شكل ودائع في بنوك تلك الدول لقاء فوائد ربوية ، أو بشراء أسهم في شركات أجنبية ، أو شراء عقارات ، وفي محاولة لإخفاء ما نهبوه وسرقوه من ثروات .
وبالإضافة إلى ما ذكرنا ، يقوم بعض المسؤولين في بعض الدول النامية بتحويل جزء لا يستهان به من قيمة المبيعات الخارجية للثروة والموارد الوطنية إلى حسابات مصرفية خارجية خاصّة بهم ، بدلاً من إدخالها إلى حسابات الدولة ، وغالباً ما تكون هذه الحسابات بأسماء زوجاتهم أوأبنائهم أو أشخاص تربطهم بالمسؤول الحكومي صلة قرابة أو من الشركاء أو من المقربين . وهذا الاختلاس هو من أسوأ أنواع الاختلاسات نظراً لضرره المضاعف على اقتصادات هذه الدول النامية.
والفساد ليس ظاهرة حديثة ، ولا هو مقتصر على البلدان النامية دون المتقدمة ، ولكنه هو السائد في بعض الدول النامية .
ومن الصعب - في ظلّ سيطرة بعض الفاسدين على بعض المعلومات وبعض وسائل الرقابة والمحاسبة - معرفة مدى انتشار الفساد بشكل دقيق في منطقة ومقارنتها بأخرى ، و إنما يتم ذلك في الغالب بشكل تقريبي ، فمعظم أعمال الفساد تتم بسرية ، ونادراً ما يتم الكشف عن مثل هذه العمليات وخاصة منها تلك التي تتم في الأوساط العليا ، فهذه الأوساط تشكل فيما بينها شبكة ( مافيا سرية منظمة ، عصابات سرية منظمة ) تقوم من خلالها بأعمال الفساد وتحيط أعمالها بالسرية التامة ونادراً ما يتم كشفها أو معرفة تفاصيلها .
والفساد يختلف من حيث القوّة والنوع ، وتختلف الأسباب التي تؤدي إلى نمو الفساد وانتشاره ، في الدول النامية عنها في الدول المتقدمة .
العوامل التي تساعد الفساد على النمو في الدول النامية تختلف إلى حد كبير عن العوامل المساعدة على نموه في الدول المتقدمة ، إلا أن طرق ممارسة الفساد متشابهة إلى حد كبير ، وعلاوة على ذلك فإن قدراً كبيراً من الفساد في بعض الدول النامية تشارك فيه شركات أجنبية بصور مختلفة .
مثلا : التنافس بين الشركات الكبرى المتمركزة في غالبيتها في الدول المتقدمة على صفقات الأعمال الدولية ، يدفع بهذه الشركات إلى دفع رشاوي ضخمة لبعض المسؤولين الحكوميين في بعض الدول النامية للفوز بهذه الصفقات . وحيث لاوجود لرقابة ولا حساب ولا عقاب ولا سياسات تعمل على احترام العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان في هذه الدول النامية فلا يمكن التخفيف من نمو ظاهرة الفساد بل على العكس .
كل ّ شيء في بعض الدول النامية يساعد على نمو الفساد بل ويشجّع عليه . ومن أسباب ذلك : عدم حدوث تطوير في الرقابة والمحاسبة والقوانين والأنظمة والإجراءات المعمول بها في تلك الدول وخاصة منها التي تمنع المسؤولين الحكوميين العموميين من الحصول على رشاوي نظير منح الشركات ( من داخل الدولة أو خارجها ) عقودا حكومية أو تسهيلات أو امتيازات داخل الدولة أو منح استثناءات و امتيازات لأشخاص من الدولة ذاتها أو أي نوع من أنواع الفساد .
قال الله تعالى : ( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) .
الفساد ضد الصلاح ، والفساد هو الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة وعن الشريعة والقانون والنظام وعدم الالتزام بها أو استغلال غيابها أو السيطرة عليها من أجل تحقيق مصالح سياسية أواقتصادية أواجتماعية للفرد أو لجماعة معينة .
والفساد هو إظهار معصية الله تعالى والانحراف عن هديه وشرائعه . والفساد مصطلح يشير بصفة عامّة إلى حالات انتهاك مبدأ الصلاح والنزاهة . والفساد هو التعفّن والتحلّل . والفساد لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الدين والدنيا وكافة مظاهر الحياة . والفساد هو انتشار الفوضى وضياع الحقوق والمصالح بسبب عدم الالتزام بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين والأنظمة أو التهاون أو المحاباة في تطبيقها . والفساد ضد الصلاح وخصمه ونقيضه . وأفسد الشيئ أي أساء استعماله أو أتلفه . والفساد هو إساءة البعض استخدام السلطة الرسمية الممنوحة لهم سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو العلاقات . والفساد هو المحاباة أو الرشوة أو الاختلاس . والفساد هو كلّ ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد . والفساد هو تغليب المصلحة الشخصية . والفساد هو الاستئثار بالثروة والفرص والامتيازات . والفساد عمل لا أخلاقي في استعمال السلطة أو الموقع الوظيفي بحيث يعطي للبعض أفضلية على الآخرين . والفساد هو انتهاك شيء من حقوق الناس أو دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم . والفساد هو إفساد الأمة أو الدولة أو الحكومة أو المجتمع أو الأفراد . والفساد هو سوء استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة . والفساد هو أخذ أو منح المال أو الفرصة أو الامتياز ظلماً من دون وجه حق . والفساد هو غياب التشريعات والظروف التي توفّر للجميع الحق والعدالة والمساواة في الوصول إلى الثروة والفرص والمعلومات . والفساد هو قيام أصحاب السلطة وصناع القرار بالتصرف منفردين وعلى هواهم والسماح لهم بذلك من دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقاب . والمفسد خلاف المصلح . والفساد سبب أساسي في الثورات وانهيار المجتمعات والحكومات والدول والأمم . و ( اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) و ( اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) و ( اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) . والفساد محرّم ومنبوذ ومنهي عنه في جميع الشرائع السماوية والقوانين والأنظمة البشرية . ومنبع الفساد هو الجهل بأوامر ونواهي الله ورسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبالقوانين والأنظمة أو تجاهلها وعدم احترامها ، وعدم إدراك - أو تجاهل - الفاسد أو المفسد للعقوبات الإلهية التي لا مفر منها دنيويا أو أخرويا إضافة إلى العقوبات الشرعية والقانونية البشرية المترتبة عليه في الدنيا .
وللفساد أسبابه وأنواعه ومظاهرة وطرق علاجه .
ويعتبر الفساد ، ومنه السرقة والرشوة والاختلاس والمحاباة والاستئثار ، آفة وظاهرة وبائية خطيرة انتشرت في كثير من المجتمعات انتشار النار في الهشيم ، نتيجة للظروف التي يعيشها المجتمع أو نتيجه لتراكمات عاشها المجتمع بسبب ابتعاده عن الدين وضعف وازعه الديني والأخلاقي أو بسبب غياب القدوة الحسنة الصالحة ولأسباب أخرى سوف أقوم بذكرها .
بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .