- إنهم في الطائرة المروحية . و أخشى أن " ديمون " قد يسحب فرقته حتى يجعل منك طعما سهلا .
احتجت " داميتا " وهي ترتدي ملابسها في نفس الوقت .
- لقد ظننت أن لديه نية حمايتي .
- من الأفضل أن نظل على حذر . إن " ديمون " خارج عن شعوره و هو ما قد يدفعه للتصرف بطريقة آلية دون أن يفكر حقا فيما يفعل . و عندما تعرفين أنه ممن يعبدون حب التملك و الإنتقام فإنك ستفهمين تماما من هو و ما يمكن أن تتوقعيه من تصرفات منه .
ثم إن التهذيب الذي أدخلته الثقافة الفرنسية على سلوكه لم تغير في الحقيقة طبيعته القبلية و لسوء حظه أن " بيلستروب " ضربه في مقتل و لا أتمنى أن أكون مكان ذلك اللعين ...
اتجه " كلايتون " نحو باب الخروج و فتحه . التفت وهو على عتبة الباب صائحا :
- اللعنه .. اللعنه
صفق ضلفة الباب بعنف و اندفع نحو الشابة و أخذها بوحشية بين ذراعية . حتى أوشك أن يخنقها
- يا إلهي ! إنني لا أريد أن أبتعد عنك أبدا .... لم أكن أريد أن تتعرضي لكل هذا ... بعد ذلك ابتعد عنها تدريجيا و ترك يدها ثم أصابعها .
صاح " كلايتون " وهو يحدق في " ديمون " غير مصدق :
- كيف يحدث هذا ؟ مشاكل ميكانيكية ؟ منذ متى تتعرض طائراتكم للمشاكل الميكانيكية ؟ ألأ يراعي موظفوك صيانة الطائرات ضمن مهمتهم المقدسة ؟
- إن قطع الغيار يحدث لها أن تستهلك و لكن يمكن استبدالها بسرعة هيا استرح في قاعة الانتظار أنت و " داميتا " و يمكنك مراقبة الطائرة النفاثة .
- إن هذة القصة لا قيمة لها يا " ديمون " .
- ألا تثق بي ؟ هل سبق أن خنت ثقتك يا " كلايتون " يا صديقي و ابن عمي ؟
- إنني أثق بأنك لن تنفذ إلا ما في رأسك . لقد رأيتك في خليج " نصف القمر " تتآمر مع فريقك قبل أن تقلع الهليوكوبتر . لقد تكالبوا حولك و هم يطنون كخلية نحل . م الذي حكوه لك ؟
- تصور أن " يسلستروب " وضع رجالا في الخليج في أماكن ممتازة و مع ذلك اطمئن لم يعد هناك ما تخشاه منهم .
تدخلت " داميتا " :
- ما الذي فعلته بهم ؟
عندما رأت الابتسامه المخيفة على وجه " ديمون " فضلت ألا تعيد السؤال و تكتفي باسئلة أخرى .
- إن " كلايتون " على حق . أنا كذلك لا أثق بك . إن عمالك أمامهم ربع الساعة حتى يصلحوا العطب . و إذا تجاوزوا هذة المهلة فسنتجه ألى خطوط الطيران الأخرى المنتظمة حيث طائراتها تقلع في مواعيدها و في حالة ممتازة . قالت هذا و أدارت له ظهرها متجهة إلى مبنى المطار الصغير . لمعت عينا " ديمون " ببريق الدهشة الذي سرعان ما حل محله بريق الإعجاب و الاحترام .
- حسنا أيتها الزعيمة . سأنقل إنذارك للرجال .
- " ديمون " ؟
- نعم يا " كلايتون " .
- رتب أمورك بحيث لا نتعرض لأي خطر .
- أوه . إن الأخطار دائما ما تكون غير متوقعة . يجب أن تتعلم التأقلم مع هذا يا عزيزي " كلايتون "
ابتعد " ديمون " بعد ذلك نحو طائرة جميلة نفاثة بيضاء كتب عليها بحروف التاج بالذهب " القبيلة " همهم " كلايتون " الذي لحق بــ" داميتا " عند المحطة .
- لدي فكرة أنه يعرف تماما من أين سيأتي الهجوم . أما بالنسبة لنا فإنني أفضل أن أتصل في الحال بشركة الطيران لأعرف إن كان بإمكاننا إعادة حجز أماكننا .
- و لكني فكرت في ذلك . إنهم لن يسمحوا لي بالرحيل مرة ثانية من " استراليا "
- لماذا يا " داميتا " ؟
- لأن " ديمون " هو الذي معه جواز سفري . لقد أخذه مني في نصف القمر . إنه أدعى أنه سيسهل إجراءات رحيلي في مكتب الجمارك . ألم يطلب جوازك ؟
- لا . إنه يعرف تماما أنني أستطيع أن أكشف تلاعبه .
- و بيلستروب . ما الذي سيحدث لنا ؟
- انتظريني هنا . و سأقول له كلمتين . أقصد لــ" ديمون " و سأعود بجواز سفرك حتى لو اضطررت لقتله حتى أحصل عليه . و أنت لا تتحركي .
صاح " ديمون " في غضب و الذي ظهر رأسه من باب الطائرة النفاثة :
- عد بسرعه إلى صالة الانتظار يا " كلايتون " و إلا أفسدت كل شئ .
- إنني أطالبك بأن ترد جواز سفر " داميتا " أما مبرراتك فلا تهمني ولا أعتقد أنها سليمة .
- إذهب عليك اللعنه . لقد رتبت كل شئ حتى أدق التفاصيل بحيث تبقى " داميتا " على قيد الحياة . و لن أغفر لك لو أفسدت كل شئ .
- أنا ؟ أسبب لها الضيق ؟ الأحرى هو أنك توشك أن تدفعها إلى المقصلة .
هز " ديمون " كتفيه دليلا على أنه سمع الإهانه و لكنها لا تهمه .
- إذا كنت قد استفدت من الموقف فإن ذلك لم يكن إلا من أجل الإيقاع بــ "بيلستروب " حتى يكشف نفسه .
- كيف هذا ؟
- لقد كشف رجالي هؤلاء الذين وضعهم " بيلستروب " ليخبروه أنهم عثروا على " داميتا " هنا و لكن لا تفزع . إن المطار تم تفتيشه كما أن الدغل و السقيفة وضعا تحت الحراسة المشددة. و دورك يا " كلايتون " هو بالضبط أن تحميها .
- إذن أنت تركتها بمفردها .
- أيها المجنون .
جرى " كلايتون " كالمجنون و عيناه مركزتان على زجاج المطار. رأى خلاله " داميتا " و هي ثابتة و عنقها مشدود بطريقة غريبة و عيناها مركزتان على شئ لم يحدده . دفع " كلايتون " باب المبنى بقدمه . صرخت " داميتا " هادرة و هي تدير رأسها نحوه .
- لا اذهب يا " كلايتون " بسرعه .
قال له الرجل الجالس وراء مكتب الاستقبال وهو يوجه مسدسه نحوه :
- ادخل يا سيد " بانور " ولا تستمع إلى كلام هذة الشابة . إنني سعيد أن أراك . لقد سببت لنا خلال الشهرين الماضيين الكثير من المتاعب و سيسعدني أن أسبب لك مثلها .
كان الصوت لزجا رنانا و تشوبه لكنه أبناء المدارس العامة البريطانية الراقية ، صاح " كلايتون "
- " بيلستروب " .
- نعم . لقد صدق حدسك .
قالت له " داميتا "
- لقد كان مختبئا في إحدى دورات المياه بالطار .
قال " كلايتون " منهمكا :
- إن المكان يناسب أخلاق من كان يشغله
زمجر الرجل :
- إلى الأمام و لا داعي أية حركة مفاجئة . سأقودكما إلى مكان تستطيع الفاتنة " شاهنسي " الاتصال منه بأمها الرهيبة .
احتجت " داميتا " :
- إنني حتى لا أعرف مكانها .
- بالضبط . ولكنها لنن تتأخر في الاتصال بك . إنها لن تستطيع الانضمام إليك و بذلك ستفهم أنك تعانين متاعب .
قال " كلايتون " و هو يتقدم خطوة :
- إن خطتك لن تنجح يا " بيلستروب "
وجه مسدسه نحو " كلايتون " :
- قف مكانك في هدوء يا سيد " بانور "
قالت له " داميتا " :
- إنني أتوسل إليك ألا تتحرك يا " كلايتون " . أنت لست في حاجة إليه يا " بيلستروب " فدعه يرحل . قال لها " كلايتون " :
- كفى يا " داميتا " . ثم إنك لن تذهبي إلى أي مكان بدوني .
- كيف تقول لي أن أكف ؟ إنها حياتي المعرضة للخطر و الموضوع يخصني . ابتعد ... هيا بنا يا " بيلستروب " .
كانت الشابة تتحدث بقوة و قد توهجت عيناها من شدة الغضب .
- لا شك في أن هذة الفتاة لديها جرأة " لولا " و طباعها . إن الوقت الذي سنقضيه معا يبشر بأنه سيكون ممتعا على عكس ما تصورت . وربما وصل الامر بي إلى أن أحاول التحقق مما إذا كانت هي أيضا لديها مواهب أمها الخاصة جدا . لقد قضينا ساعات لذيذة معا قبل أن تخونني .
قاطعته " داميتا " :
- بعد " لولا " لا توجد متع مشابهة . و إذا كانت ذاكرتي لم تخني فإنها قالت عنك ياله من ممل .
حبس " كلايتون " أنفاسه . ولكن " بيلستروب " اكتفى بأن دفعهما نحو الباب للخروج . كان " كلايتون " يواصل الدعاء . أما " داميتا " فقد عاودت الهجوم .
- لن أتبعك يا " بيلستروب " إلا إذا أطلقت سراح " كلايتون " .
شاهد " كلايتون " يد " بيلستروب " تتوتر على المسدس حتى طن أنه سيضغط على الزناد . اندفع نحو الشابة و دفعها إلى الخارج وهو يصيح :
- سنذهب معا .
أحس " بيلستروب " بالسرور و هو يتبعهما على الممر و صاح :
- مباشرة إلى السور .. ولا داعي للمغامرة .
سمع صوت رصاصة . وصرخ " كلايتون " يناديها و لكن " داميتا " نظرت إليه في جنون . لم يبد عليها أنها أصيبت و كانت تحدق فيه في قلق شديد . دار " كلايتون " على عقبيه و رأى " ديمون " على الأسفلت مشتبكا مع " بيلستروب "
صرخ " ديمون " :
- أمسكه و ثبته لأنني لا أستطيع التخلص من قبضته .
في ثلاث قفزات كان " كلايتون " فوق المتعاركين و بسيف كفه ضرب " بيلستروب " على عنقه الذي يشبه عنق الثور . كانت هذة الحركة من حركات الكاراتيه كافية لأن تفقد " بيلستروب " الحركة و الصواب . انهار على الأسفلت كالجوال و ظل بلا حراك كانت " داميتا " سليمة معافاة . مال " كلايتون " على صديقه وابن عمه و تهكم عليه – أين هم أهل بلدك و عصابتك من صعاليك قبيلتك ؟
- لقد تبعتك منذ لحظات و عندما رأيت " بيلستروب " يهددكما قدرت أن الهجوم الفردي أمامه فرصة أكبر للنجاح . إنني لم أرد أن تحدث مجزرة .
اقتربت منهما " داميتا " ثم صاحت :
- إنه مصاب يا " كلايتون " و قد يكون الجرح خطيرا .
- ولكن لا .. يا عزيزتي تذكري أن الجرح سيشفى بمجرد طرقعة أصابعه .
و مع ذلك فقد " ديمون " وعيه بينما بقعة الدماء على صدر قميصه الأبيض الناصع أخذت تتسع .
انتهى الفصل التاسع