كيف تضع حدوداً في علاقتك بالآخرين؟

المنسي

الاعضاء
كيف تضع حدوداً في علاقتك بالآخرين؟




أحياناً يفشل الإنسان في التركيز على أهدافه وطموحاته، لأنه يركز طاقته في محاولة التعرف على الطريقة المثلى للتعامل مع الآخرين دون إدراك ذلك على أرض الواقع.

وقد يكون اختيار الرجل التعامل مع المحيطين به بنوع من التساهل والود الزائد، سبباً في حدوث مشكلات عدة، أقلها ضرراً شعوره بعدم الرضا عن ذاته، وقد يصل الأمر إلى شعوره بأن كرامته قد أهينت.

من خلال هذا الموضوع سنبحث معاً عن الطريقة المثلى لكي يتمكن كل شخص من وضع حدود في تعامله مع الآخرين، مع الاحتفاظ بنوع من الود والاحترام المتبادل.

لماذا عليك أن تضع حدوداً في علاقتك بالآخرين؟

1- حتى يمكنك السيطرة على كيفية تعامل الآخرين معك، وأن تفرض احترامك عليهم، وحتى يمكنك أن تعيش حياتك وفقاً لما رسمته لنفسك، وليس وفقاً لما يسمح الآخرون لك به.

2- حتى تساعد الآخرين على التعرف على ما يرتكبونه من خطأ تجاه الآخرين، وأن تعلمهم أن لأفعالهم نتائج وتبعات لابد لهم من تحملها، وأن تصرفاتهم السيئة حيال الآخرين ستضرهم كما ستضر الآخرين.

كيف تقوم بالمواجهة؟

البعض قد يقبلون تدخل الآخرين في حياتهم أو إساءتهم لهم، أو فرض مجموعة من الاختيارات عليهم خوفاً من المواجهة أو الدخول في صراع.

غير أن الصراع في حد ذاته قد يكون إيجابياً، ويأتي بالنفع عليك، ولا نقصد بالصراع هنا أن تدخل في مشاجرة مع الآخرين من أجل إثبات وجهة نظرك، بل عليك أن تكون واضحاً في كلامك مع الآخر وأن تكون متأكداً أنه قد تفهم كلامك جيداً.

إذا كنت تحب نفسك حقاً، فعليك ألا تتجنب الصراع أبداً للوصول إلى هدفك. خض هذا التحدي، حتى تنضج شخصيتك وتتعلم كيفية التعامل مع من حولك.

لكن، عليك أن تدرك جيداً أن الهدف من المواجهة ليس أن تجبر الآخرين على الاعتراف بأن رؤيتك للأمور هي الصحيحة، بل الهدف الحقيقي هو أن تصل معهم لأرضية مشتركة يمكنكما من خلالها إيجاد طريقة أفضل للتعامل دون إجحاف من جانب أي طرف، حتى إذا ظل كل طرف مصمماً على رأيه السابق.

الاستسلام يحرم الجميع من التطور

التسليم بالأمر الواقع وتقبل الطريقة التي يعاملك الآخرون بها، سيحرمك ويحرمهم من تطوير شخصياتكم، لأن كل مواجهة مع الآخر تنمي جانباً جديداً في شخصيتكما، كما أنها تقدم لك معطيات جديدة تجعلك أكثر ثقة في قرارك بوضع حدود للتعامل معهم.

وتأكد أن استسلامك للأمر سيجرحك ويجرح الطرف الآخر، وسيمنعكما من إيجاد طريقة مثلى للتعامل باحترام وود.

ولكي تتجنب الوقوع في فخ الجفاء والنفور، عليك أن تتعلم أن تهتم بالآخرين حقاً، وألا تمتنع عن إظهار جانبك المتعاطف، فقط احرص على خلق مسافة معينة بينكما يغلفها الاحترام المتبادل.

افرض على الآخرين احترامك

إذا كنت تعمل تحت قيادة مديرك، ولاحظت أنه قد أساء إليك بشكل شخصي في أحد المواقف، فلا تتقبل الأمر، عليك مواجهته والتحدث معه أن هذه الطريقة في التعامل لا تليق به كمدير كما أنك لن تتقبلها في المستقبل.

الأمر لا ينطوي على التهديد بأن تشكوه إلى "الموارد البشرية" أو السخرية من طريقة تعامله مع الموظفين، إو إحراجه وإظهار عدم كفاءته، بل وضع حدود تريح الجميع وتضمن سير العمل بشكل منظم يقوم على الود والاحترام المتبادل.

أما إذا كنت مديراً، فعليك ألا تتقرب من مرءوسيك بشكل مبالغ فيه، بحيث تختفي الحدود بينكما، ويصبح الأمر وكأنكما صديقان في نزهة.

أياً كان موقعك، فعليك أن تبتعد عن الأنانية، ونقصد بالأنانية هنا.. أن تحرم الآخرين من رأي صادق أو نصيحة مخلصة قد يكونا سبباً في تجنب صراع محتمل أو علاج مشكلة طارئة، فهذا يعني أنك لا تهتم للآخرين ولست متعاطفاً معهم، بل يغمرك حب الذات والنرجسية وتريد أن يعاملك الآخرون وفقاً لما تراه صحيحاً من وجهة نظرك.

 
تسلم حبيبيي خالد كلك زوق

0039.gif

 
الوسوم
بالآخرين؟ تضع حدوداً علاقتك في كيف
عودة
أعلى