شرح ابيات قصيدة المساء لخليل مطران

smile

شخصية هامة
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ll قصيدة المسـاء -خليل مطران- ll

{ التحليل }

اللغويات:

1- المنى: كل ما يتمناه المرء ويسعى لتحقيقه والجمع منهأماني أو أمنيات)
2- منفاي: البعد والسفر
3- الخواطر:جمع مفردها: خاطرة ومعناها: كل ما يمر في الذهن والقلب
4- يفتها: يكسرها ويحطمها.
5- تغشى: تغمر وتغطي
6- البرية: مفرد جمعها: برايا ومعناها: الخلق
7- أحشائي: الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان ومفردها: حشا
8- الأفق: الفضاء الخارجي الواسع والجمع منه: آفاق
9- يغضي: يغمض
10- المستهام: المحب العاشق

{ الشرح }

شرح البيت الأول:
في البيت الأول يتحدث الشاعر عن المرض الذي أصابه وحل به ويقول أنه كان يظن بأنه سيشفى منه ولكن هذا المرض تضاعف بسبب بعده عن محبوبته وشوقها لها.

شرح البيت الثاني:
يقول الشاعر بأنه يصبر نفسه ويمنيها بأنه سيشفى من المرض بعد أن نصحه أصحابه بالسفر ليخفف من ألم المرض ولكن كما رأينا أن هذا المرض قد تفاقم بعد سفره.

شرح البيت الثالث:
يقول الشاعر في البيت الثالث أن تنقله من مكان لأخر ليس منه فائدة وإنما هو زاد من مرضه ويقول أن سفره للشفاء سيزيد من ألمه.د
شرح البيت الرابع:
يقول الشاعر أنه أصبح وحيدا يكابد لوعة الشوق والحب ولا أحد يشاركه حزنه وقد أنهكه التعب.

شرح البيت الخامس:
في هذا البيت يشكو الشاعر للبحر مشاعره المضطربة وكل ما يجول في خاطره منتظرا الإجابة التي تريحه وتريح باله ويقول الشاعر أن الإجابة وصلته عن طريق الرياح الشديدة وهذا يدلنا على أن البحر أيضا كان مضطربا.

شرح البيت السادس:
هنا يقول الشاعر أنه جالس على صخرة صماء صلبه جدا وأنه يتمنى أن يكون مثلها حتى لا يشعر بالألم ولوعة الفراق ولكنه لم يعلم أن هذه الصخرة الصلبة أيضا تعاني كما يعاني هو.

شرح البيت السابع:
في هذا البيت لاحظ الشاعر أن الصخرة أيضا تعاني من البحر الهائج الذي يأتي بشده ليفتتها ويحطمها بالرغم من صلابتها ويشبه حال الصخرة بحاله عندما تفتت الأسقام والأمراض جسده.

شرح البيت الثامن:
يقول الشاعر أن البحر أيضا مضطرب وضائق وكله حزن ويشبه الشاعر حاله عندما يكون حزينا ومتضائقا وقد خص الشاعر هنا وقت المساء لأنه يكون الوقت الذي يعم بالهدوء والسكينة.

شرح البيت التاسع:
يقول الشاعر أن السواد الذي يغطي الناس تصاعد من أحشائه ليظهر في عيناه وقد خص العينين لأنهما محط أنظار الناس.

شرح البيت العاشر:
في هذا البيت يشبه الشاعر غروب الشمس والشفق بالعين القريحة التي يكون لونها أحمر بفعل الشوائب التي تغطيها.

شرح البيت الحادي عشر:
هنا يتعجب الشاعر من الأثر الذي يتركه منظر الغروب من عبرة في نفوس المحبين والناظرين .

شرح البيت الثاني عشر:
يقر الشاعر بأن منظر الغروب يوحي إليه بموت الشمس فكأن الشمس جنازة تشيعها الأضواء.

شرح البيت الثالث عشر:
يقول الشاعر لمحبوبته أنه ذكرها عندما رأى منظر الغروب ورأى بأن النهار أخذ يودع ليحل المساء محله حيث أن قلبه في ذلك الوقت كان خائف ومليء بالرجاء.

شرح البيت الرابع عشر:
يقول الشاعر أن مشاعره وخواطره أصبحت جريحة كالسحاب الذي تعلوه حمرة الشفق.

شرح البيت الخامس عشر:
يقول الشاعر أن الدمع ظل ينهمر من عينيه ويصف هذا الدمع بأنه كان مشعا مثل الشعاع الآخذ في الزوال مع غروب الشمس.

شرح البيت السادس عشر:
يقول الشاعر أن هناك شيء عجيب يصور له عند غروب الشمس فيقول أن هناك أشعة ذهبية تتراءى له من منظر الغروب وراء هذه الأشعة شفق في حمرة العقيق وهناك أيضا مرتفعات تدنو منها خيوط سوداء وهي خيوط الظلام.

شرح البيت السابع عشر:
هنا يقول الشاعر أن الشمس مرت وسط سحابتين وكأنها دمعة حمراء يذرفها الكون لوداع النهار.

شرح البيت الثامن عشر:
يقول الشاعر أنه بهذه المناظر كلها يصور نفسه وحاله ويرثيها لأنه بكل هذه المناظر يتذكر محبوبته التي تركها.

شرح البيت التاسع عشر:
يقول الشاعر بأنه أحس أن هذا اليوم هو آخر يوم في حياته وأن كل الذي تصوره انعكس على الطبيعة كالمرآة التي تعكس صورة الشخص.

{ الافكار }

(1-5) الألم الذي ألم بالشاعر من جراء بعده وغربته.
(6-10) شكوى الشاعر للبحر همومه وأحزانه.
(11-19) نظرة الشاعر للغروب.

{ الجماليات }

1- (أقمت – غربة) بينهما طباق إيجاب
2- (شقائي – برحائي) بينهما طباق إيجاب
3- (صبابتي – كآبتي – عنائي) بينهما سجع
4- تكرار كلمة (متفرد) تفيد التوكيد
5- في البيت السادس أسلوب تمني حيث تمنى الشاعر أن يكون له قلب صلب كالصخرة الصماء الصلبة التي لا تحس ولا تتأثر.
6- في البيت السابع شبه الشاعر ما تعانيه الصخرة من تحطيم الأمواج لها بالآلام والأسقام التي تفتت جسده.

{ التقويم }

1- هجر محبوبته.

2- لينسى ما يعتلج صدره من حب.

3- لا – لأنه لم ينسى محبوبته.

4- أجابه برياحه الهوجاء.

5- أن يكون قلبه كالصخرة الصماء

6- شكواه من آلام الطبيعة
مشاركة الطبيعة للشاعر وما يعانيه من ألم وحزن.

7- لجأ الشاعر للتكرار لتأكيد المعنى وإقراره في ذهن السامع.

8- التجسيم من خلال تشبيه اضطراب الخواطر بالشيء الذي يهتز ويتحرك.
- محاورته للبحر حيث (جسم البحر) فجعله إنسانا يتكلم.
- تشبيه السحاب بالإنسان المجروح الذي ينزف دما.

9- البيت السادس ، البيت الثامن ، البيت التاسع ، البيت الرابع عشر ، البيت الخامس عشر ، البيت الثامن عشر ، البيت التاسع عشر.

10- التجديد:
- المذهب الرومانسي
- الوحدة العضوية والموضوعية في القصيدة
- التقليد:
-البحر العروضي الذي إلتزمه
- الالتزام بالقافية وحرف الروي

11-
أ- تعجب
ب- كره الناس

12-
-(والنهار مودع) حال جملة اسمية.
- (مشعشعا) حال مفردة.
- (تحدرا) حال مفردة.
 
اكمـال لشرح الابيات - تفسير اكثر - }


داء ألمَّ فخلْتُ فيه شفائي من صبوتي فتضاعفت برحائي

مامعنى الصبوة ؟ إنها شدة الشوق والحبّ والبرحاء : إنها اشتداد المرض .
تُرى هل يرتاح أحدنا للمرض يصيبه ؟ كما فعل شاعرنا . أجل يرتاح عندما يخيل إليه أنّ ألم الجسد سيخفف
عنه ويسليه عن ألم القلب المكتوي بجوى الحب . وهل صدق ظنّ الشاعر فارتاح ؟ لا لم يرتح بل على الع[filtered]ازدادت آلامه باجتماع ألم الجسد وأوجاع القلب . وإذا حاولنا شرحاً للبيت نجد :
أصاب المرض جسدي فظننت أن آلامه ستنسيني نار قلبي لكن هذا لم يحدث فبتَّ أعاني آلام الجسد وعذاب القلب فازدادت عليّ شدة الأيام .
سنعمل على إضاءة معنى البيتين الثاني والثالث موضحين استبداد القلب والجسد بالشاعر فلعلكم تقولون : إنّه
يعاني في قلبه وفي جسده فماذا تبقى ؟ ! إن الشاعر له آماله وتطلعاته البعيدة ، له روحه الوثابة ونفسه
الطامحة فهل يستطيع إنسان أن يحقّق آماله ويصل إلى ماتسمو إليه روحه إذا كان ضعيف الجسم مشغوف الفؤاد ، وأنتم تعرفون شرود المحبّ وقعود الهمة بالمريض ؟!

إنّي أقمت ُ على التعلّة بالمنى - في غُربةٍ قالوا : تكون دوائي

بماذا ننصح من كثرت عليه الهموم ؟ ننصحه بتغيير جوه المحيط به
ترى هل ارتاحت نفس الشاعر لهذه النصيحة ؟ أجل فأخذ يأمل ان الابتعاد ينفعه .
إن معنى البيت كاملاً :
شعاع أمل براحة النفس مرّ بي عندما نُصحت بتغيير مايحيط بي من أجواء بأن أسافر .

شاكٍ إلى البحر اضطرابَ خواطري - فيجيبني برياحه الهوجاء

مامعنى اضطرابَ الخواطر ؟ إنها النفس عندما لاتعرف استقراراً ولايجد الهدوء سبيلاً إليها لشدة مايحيط بها
من معاناة ، أمّا وصف شاعرنا نفسه بالشاكي فلايصل أحدنا إلى الشكوى إلا عندما تزعزعه الأيام .
وإن أردنا المعنى التام فهو :
ها أنذا أقف أمام البحر بكل مافيه من روعة وجلال ، أبثّه أشجاني و قلق نفسي ، فاسمع في هدير أمواجه
وعصف رياحه صدى توتر نفسي المعذبة .

ثاوٍ على صخرٍ أصمَّ وليت لي - قلباً كهذي الصخرة الصماء

إن معنى ثوى : أقام ولطول جلوس الشاعر على الصخرة الصماء قبالة البحر استعمل كلمة ثاوٍ ، لكن أيعقل
أن يفرغ قلب الإنسان من العواطف والأحاسيس !؟ طبعاً لا ، لذلك يستعمل الشاعر هنا (ليت) في تمنيه ، وكلنّا نعلم أن ليت تفيد تمني مستحيل الوقوع فكيف يصبح معنى البيت ؟
أما في البيت السابع حيث يقول متعجباً :

ياللغروب ومابه من عَبرةٍ- للمستهام وعِبرةٍ للرائي

فكم يحسن استخدام الجناس الناقص بين العَبرة وهي الدمعة والعِبرة وعي العِظة !
لكن مامعنى المستهام ؟ إننا عندما نردها إلى أصلها الثلاثي نجدها : هامَ : وان يهيم الإنسان أي أن يفصله الحبّ عما حوله في كثير من ساعات حياته اليومية . والهيام درجة متقدمة من الحبّ فهل من الغريب أن يصبح معنى البيت كاملاَ كمايلي :
كم يقف المحبّ المولّه أمام مشهد الغروب وسيطرته على النفس . فيثير فيه كوامن شجنه وتستدر دموعه ، وكم ينظر إليه المتأمل فيستخلص منها دروساً وعبراً .
ولننتقل الآن إلى الشاعر وهو يصبغ الطبيعة من حوله بألوان نفسه المعذبة في البيت الثامن إذ يقول :

والشمس في شفقٍ يسيلُ نضارّهُ- فوق العقيق على ذرا سوداء

ماالنُضار ؟ إنه الذهب . وما العقيق ؟ إنه حجر كريم مائل اللون إلى الحمرة
حاول أن تقف ملياً أمام شلال من أشعة الشمس الذهبية الغاربة ينسكب على الغيوم ثم نشرح البيت بعد استحضار لون الغيوم والسماء أمام ناظريك ساعة الغروب .

مَرّت خلال غمامتين تحدّرا- وتقطرت كالدمعة الحمراء

إننا لانستطيع أن نتابع قرص الشمس خلال ساعات النهار . لكننا نتابعها عندما تميل للغروب بتأمل شجيٍّ
أيضاً فلنستحضر منظر الغروب عند الشرح . ولنحاول استعارة أحزان الشاعر عندما رأى الشمس دمعة .
ودمعة من تراها تكون ؟

فكأنّ آخر دمعة للكون قد- مزجت بآخر أدمعي لرثائي

وكأننّي آنست يومي زائلاَ - فرأيت في المرآة كيف مسائي

لنحاول أن نضيء بعض مافي البيتين : إن الدمعة هي دمعة الكون كلّه فلقد أحس بمعاناة الشاعر فبكى من أجله . ولنتخيل الشمس الغاربة تقابل بلونها الأحمر نظرة الشاعر وتختلط أشعتها الحمراء بدموعه وإثر ذلك نسأل أنفسنا : أدموعه تذرفها عيونه أم ينزفها قلبه ؟ ولنبنِ على غروب شمس يوم ما غروب الحياة فنعرف مايعيشه الشاعر من آلام .


{ الفكر }

بعد أن شرحنا النص ننتقل إلى تحديد فِكره ، مع أن تحديد فكر نصّ عزفَ الشاعر لحنه على أوتار
قلبه المعنّى عمل غير مستحب إلا أننا نلجأ إليه تسهيلاً للدراسة .
1ـ معاناة الشاعر في قلبه وفي جسده في الأبيات 1- 2 - 3
2ـ شيء من الأمل في البيت الرابع
3ـ امتزاجه بالطبيعة وإحساسها بمايعانيه في الأبيات 5- 9 - 10
4ـ استسلامه لليأس والحزن في البيتين 6- 11
5ـ صورة الغروب من خلال معاناة الشاعر في البيتين 7 - 8

{ الاسلوب اللفظي }

الألفاظ :
ماقولنا في ألفاظ مثل : صبوة ، برحاء ، تعلّة ، آنست ؟ إنها ألفاظ تميل بشدة إلى أصالة اللغة وقديمها الدقيق جداً في قدرته على إبراز المعنى فألفاظه جاءت مشبعة بمشاعره وبمعانيه فعندما اضطربت نفسه جاءت الألفاظ مثل : شاكٍ ، اضطراب ، هوجاء ، وإن سهلت الألفاظ فقد حافظت على فصاحة رائعة في مثل قوله : ثاو ٍ ، ..... ، ...... ،
التراكيب :
لقد اعتمد التركيب العربي الأصيل في أسره وقوته وطاقته التعبيرية ، ألا يذكرنا قوله :
( وكأنني آنست يومي .... بالآية الكريمة . ( إني آنست ناراً ) وكذلك قوله : إني أقمت ....
وما أمتن استعماله اسم الفاعل العامل عمل فعله في قوله : ( شاك اضطراب ) !
- ترى ماحجم التركيب الذي يناسب بثه شجو نفسه في أكثر الأبيات مثل : 1 - 5 - 8
- وعندما يقول : داء ٌ ألمّ ، إني أقمت ، شاكٍ ، ثاوٍ ، وكأنني .... أتراه يخبر أم ينشئ ؟
إنه يخبر ويؤكد الخبر .

{ عاطفة الشاعر }

نوع العاطفة :
إنّ النصّ بوح نفسي خالص عن معاناة الشاعر وعدم استقرار نفسه وعذابات روحه فالعاطفة ذاتية .
المشاعر :
1ـ إنّ الحزن يلفّ النصّ كلّه ومن التعسف أن نتتبع ذلك بالتفصيل ، فالأبيات الثلاثة الأولى أظهرت معاناته التي ستترسخ حتى تصل به إلى التشاؤم واليأس في البيتين السادس والحادي عشر .
2ـ إن شيئاً من الشعور بالأمل والتفاؤل من خلال الاغتراب في البيت الرابع لايعني شيئاً وهذا يفسره عودته في البيت الخامس إلى شعور .... الذي توضحه الكلمة الاولى في البيت
3ـ ماذا نسمي شعوره نحو الغروب إنه إعجاب بلا شك إنه غرق بسحر الغروب لكنه أغرق الغروب معه
بدموعه وعذابات روحه في البيتين 7 - 8
 
الوسوم
ابيات المساء خليل شرح قصيدة مطران
عودة
أعلى