بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أُســــــــــ ولكــــــن ـــــــــــرت
إنها قلوب أُسرت .. وبالأغلال قُيدت .. قلوب بغير الله تعلقت ..
وعن الإيمان حادت وظلت .. وعن محبة الرحمن تخلت ..
أتعلمين أُختاه
مــــا هـــذه القلوب ..؟؟
ولمـــاذا أُسرت وقُيدت ..؟؟
الحقيقة إنها قلوب فتيات تعلقن بغيرهن من بنات جنسهن ..
فأسر الشيطان قلوبهن .. وعذب الرحمن أرواحهن ..
وزاغت أبصارهن .. وضاقت صدورهن ...
فأصبحت الفتاة منهن لا تذكر إلا مُحبتها ..
ولا تُفكر إلا فيها .. ولا تتحدث إلا عنها..
لا تُرضي غيرها .. ولا تهتم إلا بها ..
حينها ,,, أصبح قلبها خالياً من محبة الله ..
ولسانها فاتراً عن ذِكر الله ..
وجوارحها عاجزة عن ارضا الله ..
وضميرها خاوياً من خشية الله ..
وعقلها مُنشغلاً بغير الله ..
فأي حياة هذه ..!!
وأي قيمة لهذه الحياة بلا حُب لله ..!!
ومما يُدمي القلب .. ويُؤلم النفس ..
أن الفتاة منهن إذا نُصحت وذُكرت ..
أجابت إجابة الواثقة من النفس ..!!
إنها ,,, محبة في الله .. وأخوة في الدين ..
فأي محبة هذه .. وأي خداع هذا ..!!
ألم تعلم أن الله عز وجل يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور ..
فلماذا هذا التحايل على علام الغيوب ..!!
ألم تعلم أن جوارحها سوف تشهد عليها يوم العرض والنشور ..
فلماذا تكون هذه الجوارح وسيلة لغضب الله عز وجل ومرضاة غيره ..!!
حيث تتفوه بما يُغضب الجبار باللسان ..
وتكتب باليد ما يخل بكرامة الإنسان ..
والأدهى والأمّر من ذلك أن بعضهن يحملن أسماء الصحابيات ولا يقتدن بهن ..
(الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ )
أختاه .. نحن في زمن كثرت فيه الشهوات .. وانتشرت فيه الشُبهات .. وانشغل بعض الناس بالمنكرات ..
فلابد علينا .. أن نتمسك بديننا .. و نعتز بإسلامنا .. و نُجاهد أنفسنا .. ونرضي أولاً وأخيراً ربنا ..
أختاه .. تأملي معي حال الصالحين .. وعلاقات المخلصين .. كانت محبتهم لله .. وخوفهم وخشيتهم من الله ..
لا رياء ولا سُمعة .. لا نزوة ولا شُبهة .. قلوبهم متعلقة بالحبيب .. وألسنتهم بالمُناجاة تطيب ..
لا يغفلون عنه لحظة .. ولا يتكلمون في غيره بلفظة .. ولا يحيدون عن منهجه ثانيه ..
فكان جزاؤهم أن نطقوا الشهادة .. عندما أخلصوا العبادة ..
همسة
أختاه .. يا من أكرمك الله بالإسلام .. وأسبغ عليك نعمه الظاهرة والباطنة ..
اصحبي رفيقات الفضيلة .. واهجري مواطن الرذيلة.. تعيشي سعيدة ..
ومضة
لا تزال خطوات الشيطان تأسرنا بحب غير الله والتعلق به .. وحب الدنيا والإنشغال بها عن الآخرة ..
وحب الجاه والمنصب والولد .. وحب الذات وإنكار الآخرين ..
وحب أهل اللهو والطرب وإبغاض أهل الدين والتُقى ..
فلا بد لنا من وقفة مع النفس صادقة لتجميع بقايا أشلاء قلوبنا ..
وتضميد جراحها وتخفيف آلامها بالقرب من مولانا ..
نعم ,,, أُسرت ولكن لم تذق حلاوة الإيمان وحُب الرحمن ..!!
فمـــا أجمـــل الحيـــاة
حينما ,,, يستولي حُب الله على القلب .. وتتعلق النفس بالشوق إلى رؤية الرب ..