دور المعلم (المعلمة) في تدريس المادة العلمية

املي بالله

نائبة المدير العام
أن عملية التفكير لم تعد عملية فردية يقوم بها كل فرد بمعزل عن الآخرين بل أصبح من الضروري في ظل المتغيرات والتحديات التي تواجه المجتمعات كافة أن يتعلم الفرد كيف يفكر تفكيراً جماعياً في ظل مجموعة من تخصصات مختلفة . لذا ترى الباحثة بأنه ينبغي أن تتبنى بحوث تنمية التفكير الناقد والقدرة على حل المشكلات في مجال تعليم الأحياء التفكير الناقد الذي اقترحته الباحثة في مقدمة هذه الدراسة . لأن التفكير العلمي وعمليات العلم هما الركيزة الأساسية في إعداد الدول المتقدمة لأفراد مجتمعهم ، وهما الأساس الذي يجب أن تبنى عليه برامج واستراتيجيات إعداد الأفراد والبرامج والأدوات المدرسية المتنوعة، فبناءً على ذلك يجب حث معلمة العلوم بصفة عامة ومعلمة المادة العلمية بصفة خاصة على تحليل محتوى الكتاب المدرسي واستخراج المفاهيم الأساسية لكل موضوع أو وحدة دراسية وتدريب الطالبات على تطبيق العمليات التفكيرية المختلفة عند دراسة المفاهيم في مادة الأحياء .

فمن هنا يبدأ دور المعلمة : إن المعلمة تلعب دوراً أساسياً في تربية وتعليم الأجيال وتزويدهم بالمعلومات والمعارف والمهارات اللازمة التي تمكنهم من الارتقاء بمستواهم العلمي ، والمهني وما لذلك من انعكاسات على المستوى المادي بشكل عام ، وعلى الطالبات بشكل خاص وهذه الأهمية في حد ذاتها ليست كافية ما لم تبادر الجهات المسئولة في تجسيد هذا المفهوم ومن خلال إيجاد المناخ الملائم والظروف المادية والمعنوية المناسبة بحيث تصبح مهنة التدريس مهنة متميزة ومتفردة عن بقية المهن الأخرى وليست مهنة تقليدية .

وتأتي أهمية هذه الدراسة كونها تسهم في معرفة اتجاهات معلمات المرحلة الثانوية في تطوير طرق تدريس مادة الأحياء بتنمية المفاهيم العلمية عن طريق التفكير الناقد الذي يعتبر من أهم مهارات التفكير التي تساعد المتعلم في التعرف على المعلومات الصحيحة والمفيدة والناتجة عن المعلوماتية والتدفق الهائل للمعلومات ، بحيث يستطيع توظيف هذه المعلومات لتحقيق أهدافه وأهداف بيئته ومجتمعه ، فتنمية المهارات أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المؤسسات التعليمية لتحقيقها .

وقد توصل علماء النفس إلى حقيقة مهمة ، وهي أن عمق تفكير المتعلم أثناء عملية التعليم يؤدي إلى إحداث تعلم فعال ، وإن الطالبات ينتفعن من التدريس القائم على خطوات فكرية واضحة لهن في تحديد أهدافهن ، كما أن المعرفة والأفكار التي تكتسبها الطالبات، بهذا الأسلوب تنعكس على تحسين مستوياتهم في عملية التذكر وحل المشكلات .

§ وللمعلمة دور مهم في تنمية التفكير الناقد حيث يمكن أن تهيئ المواقف والمشكلات التي تحتاج إلى تفسير ، وتجعل الطالبات يشعرن بأنهن في حاجة إلى مزيد من البيانات لحل تلك المواقف والمشكلات ، ويقتصر دور المعلمة على التوجيه والإرشاد، وعليها أن تحرص علىأن لا تبعد عن الشواهد والأمثلة الدارجة أثناء شرحها لموضوعات المنهج ، وأن تنمي في الطالبات الاعتماد على المصادر الأصلية ، والتوصل إلى النتائج وتفسيرها في ضوء البيانات المتاحة ، مستعينةً في ذلك بالاستراتيجيات التي ثبت فعاليتها في تنمية مهارات التفكير الناقد.

§ وللمعلمة دور مهم في إكساب مهارة التفكير الناقد ، وذلك من خلال تحديدالأساليب المناسبة لجعل الطالبات يركزن تفكيرهن ، بحيث يصبحن على دراية بالمعلومات الجديدة ، ويسترجعن وتنظمن المعلومات ، وتحللن وتقدمن أفكاراً متطورة ، وتلخصن ، وتقومن بتقييم أعمالهن وأعمال غيرهن .

ويمكن للمعلمة مساعدة الطالبات على تفهم طبيعة المادة ، وعلى البحث في فهم كيفية التفكير ( إدراك ما وراء المعرفة ) علماً بأن تحقيق ذلك يتوقف بدرجة كبيرة على اتجاهات الطلاب ، ونوعية القرارات الدراسية ، والمعرفة الذاتية والقدرة على العمل مع الآخرين .
وعلى المعلمة أن تتبع الخطوات التالية كنموذج لتدريس المادة . أو حل أي مشكلة:

§ تحليل المشكلة لتحديد أبعادها .

§ استكشاف الجوانب المعرفية والخبرات التعليمية السابقة ، ذات العلاقة بموضوع المشكلة.

§ طرح أسئلة جديدة مشوقة لإثارة الدافعية لدراسة المشكلة .

§ مقارنة الجوانب المختلفة للمشكلة ، ونظرياتها في المشكلات المشابهة ، كذلك محاولة الربط بين تلك الجوانب بعضها البعض ، للوصول للحل الأنسب للمشكلة.

§ استخدام التفكير الانعكاسي الذي يبدأ بالحل وينتهي بالمعطيات ، للتأكد من صحة حل المشكلة ، الذي تم تحقيقه.

§ تعميم النتائج التي تم الوصول إليها 0

ومن ضمن دور معلمة العلوم تنمية عمليات التفكير الناقد لدى الطالبات والتي تعتبر المكون الأول للتفكير لأنها تتضمن ما يحتاج المفكر فعله لكي تستطيع إنجاز مهمة معينة ، ومهارات التفكير تتمثل في قدرة المتعلمة على شرح وتعليم وفهم وممارسة العمليات العقلية المطلوبة منها بسرعة ودقة وإتقان حيث تتضمن العمليات العقلية التي تتم بها عملية التفكير ما يلي [ المقارنة – التصنيف – التجريد – التنظيم – التركيب – التحليل – التفسير – الاستدلال – التعليم ] . وقد لا تتطلب عملية التفكير استخدام هذه العمليات مجتمعة 0

إن عملية التفكير هي عملية عقلية توظف فيها الطالبة خبراتها السابقة وتجاربها وقدراتها الذهنية لاستقصاء ما يقابلها من مواقف ومشكلات بغرض الوصول إلى حل تلك المشكلات ومعرفة نتائج أو قرارات المشكلة . وتتطور العملية بناء على ما تتعلمه الطالبة من تعليم أو تدريب.

وذكر أن ابن القيم ( رحمه الله ) وضع نموذجاً متدرجاً لعمليات التفكير بادئاً من البسيط إلى الأعقد، وهو التذكر فالتفكير فالنظر فالتأمل فالاختبار فالتدبر فالاستبصار
 
عودة
أعلى