معايير جودة ادارة الصف

املي بالله

نائبة المدير العام
معايير جودة إدارة الصف



تحدث علماء التربية المسلمون، عن مقومات أساسية تشكل عناصر جودة في إدارة الموقف التعليمي وتساعد على تحقيق الأهداف المنشودة على أتم وجه، ويمكن إجمالها في الآتي :

1- توافر الهدوء وقت الدرس،
وعلى المعلم أن يجتهد في تجنيب مجلسه العلمي، الأصوات العالية أو الصياح وما شابه ذلك.
وما من شك في أن المعلم والتلاميذ في حاجة إلى مناخ تعليمي يتسم بالهدوء حتى يسهل عملية التفاعل المثمر بينهما من ناحية وبين التلاميذ أنفسهم من ناحية أخرى، وهذا التفاعل يكون نتاجه التعلم الجيد، وقد حث (السمعاني) المعلم على عدم بدء درسه في جو من الفوضى، وعليه أن ينتظر حتى يكون الطلبة مهيئين للتعلم، وطالب المستملي بإستنصات الجالسين.

2- اليقظة التامة للمتعلم وتركيز الانتباه والفكر، ولذلك أثر إيجابي عليه، إذ يقوده الإتقان والعناية بكل ما يتعلم كما يربي فكره على الوضوح واستبعاد اللبس والغموض.
ومن واجب المعلم التأكد أثناء درسه من تمام متابعة تلاميذه لما يقول ويمكن التحقق من ذلك بعد الفراغ من شرح فكرة أو عرض عنصر من عناصر درسه من خلال طرح أسئلة متعلقة بما قام بشرحه.

3- توافر المناخ النفسي والاجتماعي المحفز على التعليم :
- أثبتت نتائج دراسات عديدة أن هناك علاقة قوية بين نوع المناخ السائد أثناء التدريس وكم العمل الذي ينجزه التلاميذ ونوع حصيلة التعلم ، فالجو الذي يشيع فيه الشعور بالدفء والصداقة فالعلاقات، يساعد على تحقيق الكثير من الأهداف، التي يسعى المعلم إلى بلوغها إضافة إلى أنه يزيد من مستوى دافعية التلاميذ للتعلم ومبادرتهم إلى المشاركة الإيجابية فيكل ما تحتويه الخبرات التعليمية من أنشطة.
- فالعلاقة الحسنة بين المعلم وطلبته، من المكونات الرئيسة في أي نظام للإدارة الصفية، وتنعكس هذه العلاقة على سلوك الطلبة من خلال تأثيرها الإيجابي على اتجاهاتهم نحو المعلم والمدرسة بشكل عام، كما أنها تزيد من احتمالات تعاونهم مع المعلم واتباعهم للتعليمات المدرسية.-
وقد اعتبر (الماوردي، 1973 : 107) أن "أول عوامل التشويق أن تكون بين العالم والمتعلم صلات حسنة" كما أكد (ابن جماعة ، ب.ت : 116) على ضرورة ترغيب الطلبة في التحصيل والتهوين عليهم.
- وحث (الماوردي ، 1973 : 93) المعلمين على "ألا يمنعوا طالباً ولا ينفروا راغباً ولا ييّئسوا متعلماً لما في ذلك من قطع الرغبة فيهم"، فالمعلم ينبغي أن يكون رفيقاً بتلاميذه، يسلك سلوك هدي الأنبياء وطريقتهم في التبليغ ، حيث الصبر والاحتمال ومقابلة إساءة الناس إليهم بالإحسان والرفق بهم واستجلابهم إلى الله بأحسن الطرق (ابن القيم ، ب.ت ، ج1 : 66) .
وينسجم هذا مع منهج الرسول عليه الصلاة والسلام في تعليم أصحابه رضوان الله عليهم، ومن الأمثلة على ذلك ما رواه الإمام مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي " قال : بينما أنا أصلي مع رسول الله عليه الصلاة والسلام إذ عطس رجل من القوم فقلت : يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت : ما شأنكم تنظرون إليّ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمْتونني لكنّي سكت، فلما صلى الرسول صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه فو الله ما ضربني ولا شتمني قال : إن هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وتلاوة القرآن "

4- ممارسة المعلم الاتصال اللفظي وغير اللفظي على أفضل وجه :
تعد اللغة أكثر أدوات الاتصال استخداماً ًخلال الأنشطة التعليمية، كما أن المعلم مصدر الاستثارة الأساسي لدافعية التعلم لدى التلاميذ، من خلال تعبيره اللفظي وغير اللفظي وعادة ما يكون تعلم الطلبة القيام بالأشياء في حالة استخدام المعلم لغة إيجابية أسهل، كما أن الرسائل اللفظية غير المشجعة، تستجر مقاومة الطلبة وتمردهم وتؤثر سلباً على دافعية التعلم، وأولى العلماء المسلمون اهتماماً كبيراً بلغة المعلم وخطابه الموجه لطلبته، وقد حددوا له مواصفات لجودة الخطاب واللغة التي يستخدمها مع طلابه والتي يمكن تلخيصها فيما يلي :-
استخدام الكلام اللطيف مع المتعلم وينسجم ذلك مع التوجيه القرآني "قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى" (البقرة ، آية : 363)، وجاء في الحديث الشريف "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، وأوصى (الآجري، 1984: 77) المعلم باستخدام حسن الحديث وطيب الكلام وعدم الخوض في فضول الكلام الزائد عن الضرورة .
وحث (العاملي، 1983 : 178) المعلم على أن يبدأ الدرس بأعذب ما يمكن من الألفاظ .

وما من شك في أن الكلمات اللطيفة، تشجع الطالب وتقوي روحه المعنوية وتترك في نفسه أحسن الأثر مما يجعله يحب مدرسيه ويتفتح ذهنه للدرس (البقعاوي، 2000 : 281).

- تأنّي المعلم في إلقائه وعدم التعجل ، ليتمكن الطالب من متابعته وإعمال فكره ويصف (ابن جماعة ، 1933 : 123 ، 124) ذلك بقوله : "لا يسرد الكلام سرداً بل يرتله ويرتبه ويتمهل فيه".

- الاعتدال في الصوت على قدر الحاجة، فلا يخفض المعلم صوته خفضاً لا يحصل معه تمام الفائدة أو يجهد الآذان في سماعه ولا يرفع صوته إلى درجة التشويش على الطلبة وتصديع رؤوسهم.
- عدم إطالة الكلام خشية السآمة والملل وفتور الطلبة .

- توجيه المعلم كلامه إلى الطلاب جميعاً فلا يخصص بحديثه بعضاً دون بعض ولا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض ويكون نظره إليهم جميعاً عند الشرح.

- تنويع المعلم في الكلام بما يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ وعبر عن هذا قول (العاملي ، 1983 : 166 ، 167) "ولا يعطيه ما لا يحتمله ذهنه ولا يبسط الكلام بسطاً لا يضبطه حفظه ولا يقصر به عما يحتمله بلا مشقة ويخاطب كل واحد منهم على قدر درجته وبحسب فهمه".

- احترام المتعلمين وتوقيرهم من خلال مناداتهم بأحب الأسماء إليهم، فإن ذلك أشرح لصدورهم وأبسط لسؤالهم وأجلب لمحبتهم.

- عدم احتكار المعلم للكلام أثناء الدرس وإعطاء فرصة للطلبة لكي يتحدثوا ويعبروا عما يجول في خاطرهم وفي ذلك تأكيد على فعالية المتعلم وإيجابيته فهو ليس مجرد متلقي، والاتصال اللفظي لا ينبغي أن يسير في اتجاه واحد من المعلم إلى المتعلم وعبر عن هذا قول (ابن جماعة، 1933 : 139) " إذا فرغ المعلم من مسألة أو فصل سكت قليلاً حتى يتكلم من في نفسه فإذا لم يسكت هذه السكتة فآتت الفائدة " .

- تدعيم المعلم كلامه، باستخدام اللغة الصامتة غير اللفظية، كأن يلتفت بوجهه إلى الطلبة جميعاً و"يخص من يكلمه أو يسأله بمزيد من الالتفات والإقبال عليه" لأبد من المعلم بأن يجلس في موضع يبرز وجهه فيه لجميع الحاضرين ويلتفت إليهم التفاتاً خاصاً بحسب الحاجة للخطاب ، ويفرق النظر عليهم.


5- مراعاة المعلم للدقة في إجابة الأسئلة الموجهة إليه فلا يعيبه أن يقول قولاً ثم يرجع عنه إلى غيره إن بدا له وجه الصواب، ولا ينبغي له أن يجيب عما لا يعرفه ولا حرج له في ذلك فإذا سئل عما لا يعلم فليقل : لا أعلمه أو لا أدري وهذا بحد ذاته من علامات العلم .

6- إدارة وقت الحصة بكفاءة، فلا ينبغي للمعلم "أن يطيل الدرس تطويلاً يمل ولا يقصّره تقصيراً يخل ويراعي في ذلك مصلحة الحاضرين في الفائدة حالة التطويل وحذر (العاملي، 1983 : 178) المعلم من إطالة مدة الدرس ، لكونه يمنع الطلبة من فهمه، فالمقصود إفادتهم وضبطتهم فإذا صاروا إلى خلاف هذا ، فات المقصود
 
الوسوم
.
عودة
أعلى