الأدوار الأساسية للمعلم داخل الصف الدراسي

املي بالله

نائبة المدير العام
الأدوار الأساسية للمعلم داخل الصف الدراسي :

كان لتطور الفكر التربوي إنعكاساته على كافة الممارسات التربوية داخل المدرسة . فلم يعد المعلم ناقلاً للمعرفة إلى عقول التلاميذ فقط ، بل امتد هذا الدور واتسع ، وتختلف هذه الأدوار الجديدة للمعلم باختلاف نظرته ومفهومه لعملية التعليم والتعلم .

واختلاف التنظيمات المدرسية والمناهج المطبقة فيها وطريقة تنفيذها ودور المدرسة والمجتمع.. ...

ولكن هناك أدواراً أساسية ينبغي على المعلم القيام بها .وتأتي في مقدمة هذه الأدوار ما يلي

(1) إحداث التفاعل اللفظي :

يعتبر أسلوب التفاعل الفظي تطبيقا عمليا لمفهوم التغذية الراجعة . وهو يستهدف التقدير الكمي والكيفي لأبعاد سلوك المعلم والمتعلم الوثيق الصلة بالمناخ الاجتماعي والانفعالي للمواقف التعليمية باعتبار أن هذا المناخ يؤثر سلباً أو إيجابا في المردود التعليمي من حيث اتجاهات المعلم نحو تلاميذه ، و اتجاهات التلاميذ نحو معلمهم

بيد أنه في أغلب الأحيان يعتمد نمط التفاعل السائد في داخل الصف الدراسي على القدر الذي يسمح به المعلم من الحرية والانطلاق في التفكير والتعبير عن النفس لتلاميذه ذلك أن هناك نوع من المعلمين لا يسمح بالمناقشة أو الأسئلة توفيراً للوقت أو خوفاً من حدوث إضطرابات في النظام الصفي والذي يترتب عليه نقد من الجانب الإداري بالمدرسة .

وبذلك يصبح التلاميذ في موقف تفرض فيه السلبية عليهم ،ويكون المتحدث معظم الوقت هو المعلم . رغم أن الدراسات والبحوث التربوية أكدت على أن التفاعل الموجه يؤدي إلى جودة نوعية التعليم والتعلم . بينما يؤدي تسلط المعلم إلى عكس ذلك . هذا إلى جانب أن التلاميذ يفقدون فرصاً عديدة يمكن أن تؤدى إلى تعديل مفاهيمهم واتجاهاتهم ومهاراتهم العقلية والاجتماعية وزيادة ثقتهم في أنفسهم وتعاونهم مع الآخرين وتحملهم المسؤولية والجدية والاحترام .

ويتوقف قدرة التفاعل اللفظي على أنواع الكلام الشائع الاستخدام داخل الصف .

فقد يكثر المعلم من الكلام وتوجيه التعليمات والأوامر والانتقادات لتلاميذه .وقد يهتم

بتقبل مشاعرهم وتشجيعهم ويمكن أن يظهر ذلك في صورة عبارات مثل : لا تقلقوا من الامتحان 00000 أو يمدحهم فيقول : أنت تلميذ مؤدب أو أحسنت يا جاسم وهكذا 00000 حتى يتم التفاعل بين التلاميذ ومعلمهم وكذلك بين التلاميذ وبعضهم البعض وهنا يكون الموقف التعليمي اكثر فائدة ويؤدي إلى جانب أن التلاميذ غالباً ما يشعرون بميل للمشاركة فيما يجري من مناقشات .

(2) طـرح الأســــــئلة :

يتطلب من المعلم أثناء إدارة للموقف التعليمي أن يستخدم الأسئلة المتنوعة حيث تتوقف نوعية الأسئلة التي يطرحها المعلم على تلاميذه لها علاقة وثيقة بنوع التفكير الذي يسود بينهم .

تحديد وصياغة أسئلة مثيرة ومناسبة يمكن الإجابة عليها . وأن يتجنب طرح أسئلة ومن هنا فإنه يجب على المعلم أن يملك الكفاية على التي تبدأ بماذا وأين ومتى . والأسئلة التي تحتاج إلى كلمة واحدة في الإجابة عليها .لأنها أسئلة تحد من حرية التلاميذ في التعبير عن آرائهم ، وأن تكون الأسئلة متنوعة وغيرها مباشرة وتتطلب الإجابة عليها نوعاً من التفكير حتى يبدأ التلميذ في التفكير واستثمار كافة طاقاته ومهاراته المعرفية لكي يصل إلى إجابات صحيحة وهذا النوع من الأسئلة يزيد من المعرفة لدى التلميذ وينمي لديه القدرة على التفكير ويكسبه بعض مهارات التعليم الذاتي ويتيح له فرصة التعبير عن رأيه وهذا هو التعليم المرغوب فيه .

ومن هنا فإن المعلم في حاجة إلى التمكن من مهارة توجيه الأسئلة وهذا يقتضي معرفة متعمقة بالأنواع المختلفة للأسئلة وما يقيسه كل منها بالمهارات المعرفية لدى التلميذ

وهناك مجموعة من الخصائص للسؤال الجيد منها :ـ

ـ أن يتناسب مع الهدف الذي يستخدم من أجله

ـ أن تكون لغة السؤال واضحة ، مختصرة ،محددة ،وأن يقال بلغة سليمة .

ـ أن يناسب السؤال قدرة التلاميذ وخبرتهم ويتركز حول فكرة واحدة .

أما وظائف الأســئلة فمنها:ـ
ـ تحضير التلاميذ واستثارة اهتمامهم عند بداية الدرس وخلاله.

ـ توجه الممارسة أو التدريب نحو الأهداف المرغوب تحقيقها .

ـ تشخيص صعوبات التعلم .

ـ تحديد اختبار المعلم لطرق التدريس المناسبة

ـ استثارة التفكير وتوجهه الوجهة الصحيحة .

ـ توضح مدى فاعلية التدريس

(3) قـــدوة التــلاميذ :ـ

في ظل التربية التقليدية كانت الوظيفة الأساسية للمدرسة هي نقل التراث الثقافي إلى عقول التلاميذ،مع إكسابهم القيم والعادات التي يرضاها المجتمع .وأصبح المعلم هو المسؤول عن هذه المهمة من أجل تحقيق أهداف المجتمع وتطلعاته .

ولذلك فهو مطالب بأن يكن قدوة ونموذجاً لتلاميذه يحتذون به في اتجاهاتهم وسلوكياتهم ومن هنا فإن رسالة المعلم لا تقف عند حد العلم وتعليمه ، وإنما هي تتعداها إلى غيرهما، كالقدوة وأن ظروف الحضارة الحديثة صارت تفرض على المدارس سواء رغبت في ذلك أو لم ترغب أن تضيف إلى المعلم أعباء جديدة كانت تقوم بها من قبل الأسرة والمجتمع .

ومن ثم صارت مسؤولية المعلم الاجتماعية ، أعظم من مسؤولية أي إنسان آخر لأن عمل المعلم إنما هو عمل روحي وإبداع القوى الروحية أعظم أثراً في تقدم الحضارة من إبداع القوى المادية .

وقد جعل الإسلام القدوة الدائمة لجميع المربين شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة متجددة على الأجيال متجددة في واقع الناس .

إن دور المعلم كقدوة في تصرفاته ( الفكرية والخلقية والاجتماعية ) هو جزء من التعليم لا يمكن لأي معلم أن يتجاهله أو يتهرب منه فكون المعلم قدوة حالة تنبثق من صميم طبيعة مهنة التعليم .

ولذلك فإن المعلم عندما يقبل على القيام بهذا الدور ويعرف كيف يؤديه بمهارة وتواضع فحينئذ يزداد المعلم قيمة . ويصبح كصاحب مهنة لأن كل مهنة لها متطلبات خاصة وإذا رفض الإنسان قبولها فإنه بذلك يتنكر لمهنته .

(4) توجيه ســلوك التلامـيذ في ضـوء توقعاتـه:ـ

يختلف التلاميذ في الصف الدراسي في صفات كثيرة قد تكون فسيولوجية كالمظاهر الجسمية والعضوية كما قد تكون نفسية مثل الميول والاتجاهات والسرعة في الفهم والإدراك وقوة الملاحظة وإدراك التفاصيل والقدرة على التذكر ودرجة الانفعال كما قد تكون هذه الصفات مرتبطة بشخصية الفرد مثل ميله إلى الانطواء أو الانبساط أو العزلة أو التبعية إلى غير ذلك من سمات الشخصية .

وقد أثبتت الدراسات في هذا المجال أنه لا يوجد فرد يتميز في كل شئ ولكن لكل فرد أسلوبه الخاص والمتميز في السلوك وأسلوب التفاعل مع الغير وبالنسبة للتعلم في المدرسة نجد اختلافاً في قدراته على الاشتراك في الأنشطة والمواقف التعليمية ومدى استفادته منها

ومن هنا لم يعد دور المعلم يقتصر على إعداد الدروس وشرحها أمام التلاميذ لتحقيق أهداف معينة صلحت هذه الأهداف أم لا ونجح في تحقيقها أم فشل . ومن ثم يبدأ تخطيطه وتنظيمه للخبرات على هذا الأساس ،وأن يكون قادراً على تشخيص المشكلات والمصاعب التي يقابلها التلميذ في أثناء تقدمه في عملية التعلم وكيفية التخطيط لتوفير العلاج المطلوب لهذه المشكلات أولاً بأول .

(5) توجيــــــه التعــــلم:ـ

يقوم بعض المعلمين بعملية التوجيه والضبط للمواقف التعليمية ،بمعنى أن ما يخططه المعلم من الخبرات المربية يكون مسؤولاً عن تنفيذه وفي مرحلة التنفيذ يمارس عمله بصورة تساعد على توجيه التعلم في اتجاه الأهداف المحددة سلفاً لكل خبرة من الخبرات المقصودة ، ويصبح عمل المعلم في هذا الصدد هو توفير المواقف التعليمية التي يتمكن المتعلم خلاها من تحقيق النجاح وتجنب الفشل .

وقد أشارت الدراسات أن التوجيه الذي يقوم به المعلم داخل الصف الدراسي ليس كافياً لتحقيق التعلم الفعال ، لأنه يجنب المتعلم الوقوع في الخطأ الذي يعد من الأمور الأساسية في تحقيق تعلم فعال ، لأن المتعلم عندما يقع في الخطأ سيتعلم أسباب الخطأ ويتجنب هذه الأسباب في مواقف تعليمية تاليه وهنا يصبح دور المعلم أساسياً في اختيار المشكلات وفي أسلوب عرضها وتحليلها وتهيئة المتعلم لمواجهتها وأن يعتبر المعلم نفسه شريكاً في المواقف التعليمية جنباً إلى جنب مع تلاميذه ويرتبط بهذا الأمر مسألة الواجبات المنزلية لها أهميتها في نمو التلميذ وتقدمه وتعويده الاعتماد على النفس في تعليم نفسه .

(6) تحقيق الصحـــة النفســية للمتعــلم:ـ

تتطلب المجتمعات الحديثة من المدرسة الاهتمام بالنمو المتزن لشخصية التلاميذ فقد أصبح من أهم أغراض البرنامج التعليمي في المدرسة الحديثة نمو الشخصية السوية الصحيحة والمعلم مسؤول عن تحقيق ذلك الغرض الهام عن طريق تنظيم المواقف المختلفة التي يشترك

فيها التلميذ بحيث يتوافر فيها الفرص الكثيرة للنجاح وأن تخلو من الضغوط الخارجية ، وهذا يتطلب عناية المعلم ذاته بصحته النفسية عن طريق تنظيم حياته وأن توفر له المدرسة أسباب الهدوء والراحة وأن يتحقق له الأمن الوظيفي .

(7 ) تقديم وتفسـير المعــرفة للمتعـــلم :ـ

وهو الدور التقليدي للمعلم ويتطلب قيام المعلم بهذا الدور أن يتوفر لديه معرفة جيدة واسعة المدى بالمادة التي يقوم بتدريسها وأن يكون مصدراً ثرياً بالمعرفة وسلطة علمية متجددة وهذا يتطلب توافر القدرة على النمو والتجديد ويساعد ذلك المعلم على اكتساب ثقة تلاميذه واحترامهم له وبالتالي التأثير عليهم والمعلم الكفء هو القادر على النزول إلى أعلى وهي عملية تتطلب كفاية علمية ومهنية لدي المعلم .

والمعلم كناقل للمعرفة ، يجب علية أن يكون ملماً إلماماً كافياً بتخصصه وأن يزيد معرفته في ميدان اختصاصه ، وأن يعرف طلابه قدر استطاعته وكيف يتفاعلون ويستوعبون الموضوع

الذي يتعلمونه .ومن الأهمية بمكان أن يحظى المعلم بثقة طلابه فإذا كان سجله في ميادين العلم والأبحاث والخبرة والدراسة صورة يثقون بها . فإنهم يقبلون بما يقوله فإنجازاته قد تعمل بطريقتين فإما أن تلهم طلابه أو تعقهم . وإذا كانت الثغرة بينه وبين طلابه واسطة فإنه لن يستطيع أن يحظى بثقة طلابه وتقديرهم إياه لكي يكون فعالاً معهم . وعليه في هذه الحالة أن يسد تلك الثغرة وإلا فإنه لا يستطيع الاستمرار في مهنته …

بيد أن تأثير المعلم في طلابه قد يتعرض للخطر عندما يكون هناك تباين في الصورة التي رسمها الطلاب في أذهانهم لما يجب أن يكون عليه المعلم من علم ومعرفة في ميدان تخصصه وما يقوم به في الصف الدراسي .

(8) حفظ النظــام في الصــف الدراســـي:ـ

لا يتعارض مفهوم النظام والانضباط الصفي مع مفهوم الإدارة الديمقراطية لغرفة الصف بل العكس من ذلك فإن هذا المفهوم يعزز الديمقراطية ويبعد شبح التسلط فلإدارة من أجل النظام والنظام من أجل التعلم الهادف ذي المعنى ويشكلون روح الديمقراطية التعليمية والتعليمية للصف أما التسلط والعقاب للسيطرة على النظام في صف يعاني من الفوضى ، وهكذا يكون الوقت مهدراً والجهد المبذول ضائعاً والفائدة محدودة .

(9) اســـتخدام التقنيات التربوية :ـ

بعد استخدام الفيديو الأفلام والتسجيلات الصوتية والصور والمجسمات والأجهزة في عمليات التعليم والتعلم من العوامل التي تساعد على إشراك جميع الحواس في تحقيق التعلم الفعال حيث أن الاستخدام الوظيفي للوسائل السمعية والبصرية على اختلاف أنواعها زاد قنوات التعلم ولم تعد مقصورة على قناة الإلقاء والمحاضرة والإنصات بل تعدتها لتشمل توظيف العين واليد واللسان والأذن بشكل متكامل ، وهذا الاستعمال للوسائط (السمعية ـ البصرية ) يؤدي دوراً أساسيا في تحقيق النظام والانضباط الصفي بمعناه الإيجابي ويجعل وقت الصف وقتاً حافلاً بالنشاطات التربوية والتفاعل البناء بين المتعلم وعناصر التعلم ولقد أثبتت الأبحاث والنظريات أن التعلم الناتج عن تشارك جميع الحواس يكون أكثر معنى من التعلم الناتج عن حاسة واحدة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى