كيف يتكلم الكون؟ وما هي الكلمة التي يرددها دائماً
هل الكون يتكلم؟ و ما هي لغة الكون؟
الإجابة نعم ان الكون يتكلم، وانه يتحدث إلى كل إنسان بأمر من خالقه، لان الكون عبارة عن مخزن كبير جداً لكل مطالبنا، فكل ما نطلبه هو موجود، فقط ما علينا إلا ان نسأله عن الأشياء التي نريدها،
لغة الكون هو لا يتكلم إلينا بلغتنا التي نتوصل بها مع بعضنا، انما يتكلم معنا عبر منظومة الإحساس البشري، و يتعامل مع قيم الشعور التي لدينا و مخزونه في نفسنا البشرية، فإذا كان شعورنا ايجابي تجاه الأشياء، فإن الكون يلبي و ينمي لنا ذلك الشعور، ما علينا الا ان نصبر قليلاً حتى ينفذ طلبنا و نجده تجاهنا وأمام وجهنا، لانه في الطريق الينا.
لمجرد ما نطلق الفكرة في عقلنا، فإن الانسان ينادي ويطلب، ويفتش في الكون، و إذا كانت الفكرة سلبية فإن الكون لا يبالي بنوع الشعور الذي تحمله ، فهو يستجيب لما تشعر به فقط، فإذا أردت سعادة ما عليك الا ان تطلب السعادة وسوف تجدها أمامك لأنك أطلقت شعور سعيد، فالكون يتفاعل مع طلبك و يجلب لك حتى الأشخاص الذين انت تريدهم، و الاشياء التي تريدها، ما عليك الا ان تقول شكراً للخالق الذي أعطاك، عندها يحصل ان يتطور طلبك و تجلب مزيد من السعادة، اما بالنسبة لمشاعر السلبية و الحزينة و المؤلمة ، فإن الكون ايضاً يتفاعل معها ويلبي طلبك و يزيدك حزن والم لانك تنادي ما هو مؤلم فيه ، ستجد حولك من يشتكي ويبكي لانك من ناديتهم،
فإذا ناديتم في الكون فحسنوا النداء، وأطلقوا شعور ايجابي سعيد، وكونوا على ثقة بأن الذي سوف يأتيكم هو جميل، لان الخالق يلبي الطلب في كل ثانية، والكون مملؤ بكل شيء، بل ان الانسان يسهم في عملية الخلق نفسها ، ويستطيع ان يخلق ما لا يعرف ، كل الانسان يمتلك القدرة حتى على الخلق و التكوين لكن الله برحمته يتدخل و يسهم في مساعدة الانسان على ان يكون الخلق حسن،
قال تعالى( فتبارك الله أحسن الخالقين) صدق الله العظيم، كلمة احسن الخالقين تعني ان هناك من يخلق بأمر الله من الخلائق وهي تعيش بيننا، كل كلمة يطلقها الانسان هي مصحوبة بمكنون وشعور داخلي ، وكل شعور ومكنون داخلي يعتبر خلق جديد وعظيم،
كلمة نعم
هذه الكلمة البسيطة المكونه من ثلاثة احرف ، هي اكثر واعظم كلمة يرددها الكون للانسان بأمر من ربه ، فالكون يفتح لك الابواب والمخازن ليقول نعم لبيك وسعديك، ماذا تريد يا خليفة الله؟
فمن الناس من يطلب مال و منهم من يطلب بنون ومنهم من يطلب الملك ومنهم من يطلب ان يبيع سمك ومنهم من يطلب ان يشتري قميص ومنهم من يطلب و يطلب، وافضل الطلبات هي التي ترغب ان ترى الله وتتطلع الى وجه الكريم، ويتخذ كل ما يأتي اليه وسيلة تقربه الى الله،و لكن قال تعالى (لتجدن اكثر الناس للحق كارهون) اي انهم لا يؤمنون بما وهب الخالق لانه لا يتطابق مع نفسهم تطابق كلي، مع انه من طلب الطلب واستجاب الله لطلبه، فقط اذا لم يتطابق الامر مع ما تريد عليك ان تبتسم و تقدم الحمد والشكر والثناء و تستغفر لما طلبت وترده الى الله رد جميل، حتى يقبل الله رد بضاعتك التي طلبتها منه، ويبدلك خير منها، اذن كل ما يمر على الانسان من يوم خلق الله الارض و السماء هو في حالة استجابة دائمة وهو يقول نعم نعم نعم حتى لو طلبت ان تعبد شيطان سيقول لك الكون نعم ، قال تعالى( أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) صدق الله العظيم
لا تطلبوا من الخالق اشياء وعندما يلبيها لكم ترفضوها وتنكرونها وتجحدون بها، (افبنعمت الله هم يكفرون) اي هل انتم اي البشر جميعاً ترغبون ان تغطون على نعمة الله وتقولوا انكم لم تطلبوا ما سئلتموه،
قال تعالى (ان الانسان لظلوم كفار) صدق الله العظيم ، لنتأمل جميعاً في هذا الوصف ظلوم كفار اي انه كثير الكذب و النكران والجحود ن لانه ينكر كل ما يطلبه، وعندما نعطيه يجحد وينكر.
علينا ان نطلب و النفس الكريمة تطلب شيء كريم، مهم كبر حجمه فلن يكبر على الخالق شيء، و لا يعز عليه طلب ، و لا يعجزه سؤال، سنجد ان طلباتنا كلها محدوده وصغيرة لاننا بخلاء ، و صغار في النفوس، نطلب وكأننا نتعمل مع الخالق على انه مدير لهيئة استشارة انسانية في مكان ما من الارض، عندما تكون طلباتنا صغيرة، فإننا نظن ان حجم الخالق صغير، عليكم ان تستشعروا ان الكون و مافيه هو اصغر منكم كبشر، واطلبوا من هذا المخزن الكبير، ما هو عادل ورحيمومنصف و يساعد على السلام ونشر المحبة، ستجدون ان طلباتكم كبيرة واذا ما صغرتموها، فلانكم لا تريدون ان تلهيكم عن ربكم الكريم.
كلمات غير موجود وليس لها اثر في الكون هي كلمات وهمية، سيطرت على فكر الانسان، لانه ابتدعها و هو ظالم و جاهل، ما هي تلك الكلمات ؟
تلك الكلمات تتمثل في كلمة ( لا) و اشتقت منها ( غير ممكن – غير جائز – مستحيل – صعب – هزيمة )
هذه الكلمات الوهمي* التي لم ترد في القاموس الالهي، و لن ينزل بها من سلطان، لان الله قال (واذا سئلك عبادي عني ، فإني قريب اجيب دعوة الداعي، اذا دعان، فاليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) صدق الله العظيم
وفي كل لحظة وثانية نحن ندعوا الخالق ، وهو يستجيب لدعائنا حتى ان البعض يطلب منه ان تنتصر نفسه عليه، ويكون مشرك بالله، فيقول الله بعد ان ترك له فرصه تلو الاخرى لك ما تؤمر اعبد ما شئت من دوني وسوف ترى اي منقلب تنقلب بعد، سنرى ان بعض الناس لا يرضى بما قسم الخالق له، و الخالق يقول لكم شئت نكرتني و قد وهبت لك افضل مما طلبت وانا رحيم بك ، لك ماشئت وسوف نرى طلبك لنفسك، اذن يتضح لنا ان الخالق دائما يقول نعم وهو رحيم نعم وهو كريم نعم وهو لطيف وخبير، نعم و هو عزيز حكيم
قالت تعالى ( كلاً نمد هؤلاء و هؤلاء ، وما كان عطاء ربك محظورا) صدق الله العظيم اي ان الله الخالق يلبي طلبات كل من يسئله حتى لو كان مشرك به، فمزال يمن عليه بالسمع و البصر والرزق و الزوج و المال و البنون ...الخ
هنا الخالق يقول نعم دائماً وابداً وهو لطيف خبير بعباده
اني لاستغرب لمن يرى الجمال بعينه ويقول لا ، لمن يرى الزهور والورود ويقول لا لمن يرى الجنة تعرض عليه ليل نهار ويقول لا
ربي انك فاطر السماوات و الارض انت ولي في الدنيا و الاخره، اسئلك ان تعفوا عني وتغفرلي وترحمني انك انت السميع البصير.
