مهارات وأساليب الاتصال الإنساني في العملية الإرشادية

مهارات وأساليب الاتصال الإنساني في العملية الإرشادية


- حتى يكون المرشد فعالا في عمله يجب استخدام مهارات الاتصال المختلفة التي تشمل سماع الرسائل الشفهية ذات المحتوى (المعرفي والانفعالي)
- وفهم الرسائل الشفهية ذات المحتوى (الانفعالي والسلوكي)،
- وكذلك الاستجابة لفظيا وليس شفهيا لكلا النوعين من الرسائل.
- ولضمان أن مهارات الاتصال أصبحت جزءا لا يتجزأ من تقنيات وأساليب المساعدة يجب ممارستها بشكل دائم متكرر.
الاتصال الإنساني
هو عملية تفاعل بين المرشد والمسترشد أثناء العملية الإرشادية، وتتضمن إرسال المعنى واستلامه ومراجعته، وذلك من خلال تبادل المعلومات والأفكار والعواطف، وتتم من خلال نوعين من التواصل هما: التواصل اللفظي وغير اللفظي.
أنماط الاتصال الإنساني
1- الرسائل اللفظية
الرسائل التي تحتوي على الحقائق الفعلية بشكل لفظي (منطوق)، وتحتوي الرسائل اللفظية على محتوى لفظي سلوكي، ومحتوى لفظي معرفي.
2- الرسائل غير اللفظية
وهي المحتوى السلوكي الذي يصل إلى المرشد من خلال الحركات الجسدية المختلفة والإيماءات ولغة العيون التي تصدر من المسترشد كرسالة غير لفظية.



سماع الرسائل اللفظية
- بقدر ما هنالك من صعوبة في فهم بعض الرسائل الشفهية أحيانا على الرغم مما تبدو عليه من وضوح، الا أنه من الأكثر صعوبة فهم المعاني الكامنة وراء بعض الرسائل الشفهية، وخصوصا محتواها الانفعالي.
- أحد أسباب هذه المشكلة هي أننا نميل إلى الاستجابة إلى المحتويات المعرفية بشكل أكثر من المحتويات الانفعالية
- تحتوي الرسائل اللفظية شكلين من المحتويات:
1- رسائل ذات محتوى لفظي معرفي: وهي التي تتضمن الحقائق الفعلية والكلمات المتضمنة في الرسائل اللفظية.
2- رسائل ذات محتوى لفظي انفعالي: وهي السلوكيات اللفظية التي تعبر عن المشاعر والتوجهات والإحاسيس.
- هناك فرق بين عمليتي السماع والإصغاء, فالسماع هو عملية الإحساس بالموجات الصوتية عن طريق الأذن، أما عملية الإصغاء فهي تتجاوز مرحلة السماع الى مرحلة ترجمة الموجات المتلقاة الى كلمات ذات معاني ودلائل محددة .
- عملية الإصغاء هي وعي وفهم للمعاني التي تتضمنها الرسالة التي تصل إلينا من المرسل.
- يجب على المصغي مقاومة المؤثرات التي من شأنها تشتيت الذهن والتفكير في مواضيع لا تمت لموضوع الحديث بصلة.
- تدوين الملاحظات أثناء عملية الإنصات حينما يكون الموضوع متشعب في التفاصيل يساعد المرشد في التركيز أكثر.
- على المرشد أن يكون متعاطفاً ومصغياً، ويتحلى بالانتباه والتركيز والتواصل الحسّي، وعدم مقاطعة المسترشد أثناء حديثه.
- إظهار الاهتمام والاحترام للمسترشد خلال الإصغاء له, وعدم مقاطعته بالحديث أو الانشغال بشيء آخر ثانوي.
- التفاعل مع المسترشد أثناء عملية الإصغاء من خلال تعبيرات الوجه والإيماءات وبعض الإجابات المختصرة مثل (نعم, صحيح, طبعاً).
- خلال عملية الإصغاء يجب أن لا يتردد المرشد في سؤال المسترشد حول النقاط غير الواضحة وألا يتبني حكما استناداً على ما يعتقده.
- بعض الرسائل اللفظية تكون بسيطة مما يجعل فهمها وإدراكها سهلاً.
- يواجه المرشد صعوبة في إدراك وفهم بعض الرسائل اللفظية بشكل واضح تماماً، لأنها تحتوي أحيانا على مغزى يختفي خلف الكلمات البسيطة
- حينما يفشل المرشد خلال الإصغاء في إدراك وفهم المغزى خلف الكلمات اللفظية، فإن ردّة الفعل من المسترشد ستكون غير مناسبة.
- تعتمد استجابة المرشد للرسالة التي يقولها المسترشد على إصغاء المرشد وفهم ما يقوله المسترشد.
- يكون لإصغاء المرشد وفهمه لرسالة المسترشد تأثير مباشر فيما سوف يقوله المسترشد بالمستقبل.
- إذا كان المرشد مصغياً فقط للرسائل المعرفية السطحية، فإنه لن يدرك شعور المسترشد.
- الرسائل اللفظية المؤثرة هي التي تتضمن المشاعر والعواطف التي يمكن التعبير عنها بشكل مباشر أو غير مباشر.
- الرسائل اللفظية المؤثرة (الانفعالية) هي أكثر صعوبة في فهمها من الرسائل المعرفية
- تتأثر عملية الإصغاء بمكونات الرسالة المستمع إليها من حيث الألفاظ والصياغات والتراكيب اللغوية ونبرة الصوت وحدته ومدى التركيز في الحوار حول موضوع محدد.
- يعتبر الإصغاء من الركائز الأساسية لعملية الاتصال الإنساني.
- تعتبر المشاعر الإنسانية من أهم الرسائل اللفظية المؤثرة و هناك أربع أشكال للمشاعر:
1- الغضب 2- الحزن 3- الخوف 4- الفرح
- أحياناً يكون الشعور الصادر من المسترشد غطاءاً لنوع آخر من الشعور, كأن يكون الحزن غطاءاً للغضب، والعكس صحيح. أو يكون الغضب غطاءاً للخوف.
ملاحظة وفهم الرسائل غير اللفظية
 لا يقتصر نقل الأفكار والمعاني في العملية الإرشادية على استخدام الكلمات المقروءة أو المنطوقة، بل هناك وسائل أخرى يتم من خلالها الاتصال، وتكاد تكون أكثر من تلك التي نتبادلها من خلال الاتصال اللفظي.
 يعتقد بعض العلماء أن أكثر من ثلثي أي اتصال يتم إيصالها على المستوى غير اللفظي، وفي الحقيقة فإننا دائما ما ننقل رسائل غير لفظية وتكون في الغالب من خلال المشاعر والأحاسيس والعواطف، بينما يكون الاتصال اللفظي في الغالب للتعبير عن الأفكار وتبادل المعارف.
- ويعرف الاتصال غير اللفظي بأنه: كل وقائع الاتصال الإنساني التي تتجاوز الكلمات المنطوقة أو المكتوبة.
- أو أنه اللغة الصامتة التي تستخدم الإشارات والإيماءات الصادرة عن جسم الإنسان في المواقف المختلفة كناقل للمعنى.
- وتعتبر القدرة على تمييز السلوكيات غير اللفظية الصادرة عن المسترشدين ومعانيها الممكنة من المهارات الأساسية اللازمة للمرشد في عمله، فكلما كان المرشد لديه قدرة على الاتصال غير اللفظي كلما أدرك المسترشدين خبرة وجاذبية المرشد، لذلك يجب على المرشد أن يطور إدراكه للتأكيدات غير اللفظية ومعانيها المختلفة، ويهتم بنماذج الإيماءات وتعابير الوجهة، والعلاقات المكانية، والمظهر الشخصي، والخصائص الثقافية للمسترشد.
- التعرف على الجوانب غير اللفظية لدى المسترشد واكتشافها تعتبر من الأمور الهامة في عملية الإرشاد لسببين هما:
1- أن السلوكيات غير اللفظية الصادرة عن المسترشدين تعتبر أدلة على انفعالاتهم .
2- أن هذه السلوكيات غير اللفظية تعتبر جانبا من تعبير المسترشدين عن أنفسهم .
- كما أن المسترشدين يكونون واعين بما يقولونه لفظا أكثر ما يكونون بالنسبة للتصرفات غير المنطوقة.
- ويرى كثير من الباحثين أن السلوكيات أو التعبيرات غير اللفظية من جانب المسترشد تعتبر كاشفة للكثير من الجوانب التي ينطق بها، وأن التعبيرات غير اللفظية تصدر بصورة تلقائية دون انتقاء أو ترتيب أو تمحيص.
- هناك علاقة متبادلة بين السلوك اللفظي وغير اللفظي، وتاليا بعض الأساليب التي تساند فيها التصرفات غير اللفظية تلك الرسائل اللفظية:
1- التكرار: مثلا تكون الرسالة اللفظية (اتفضل اجلس في المقعد)، بينما تشير إليه إلى المقعد (هذه الإشارة تعتبر تكرارا غير لفظي لما سبق قوله)
2- التعارض: فإذا قلت أني أقدرك وخرجت بصورة فظة وغاضبة، فإن الدلائل تشير إلى انه في حالة استقبال رسالتين متعارضتين إحداهما لفظية والأخرى غير لفظية، فإننا نميل إلى تصديق الرسالة غير اللفظية.
3- الإحلال: في كثير من الأحيان تستخدم الرسالة غير اللفظية مكان الرسالة اللفظية، فحين تسأل شخص ما كيف حالك؟ فإنك قد تتلقى منه ابتسامة، وهذه الابتسامة تحل محل الجواب اللفظي: أنا بخير
4- التكملة: يمكن أن تقوم الرسالة غير اللفظية بدور التتمة لرسالة لفظية عن طريق تعديلها أو تقويتها، على سبيل المثال إذا كان شخص ما يتحدث عن الإحساس بعدم الارتياح وكانت كلماته متسارعة ومشوبة بالأخطاء في النطق، فإن هذه الرسائل غير اللفظية تضيف إلى التعبير اللفظي على عدم الارتياح
5- النبرة: إن الرسائل غير اللفظية يمكن أن تؤكد الرسائل اللفظية، وهي غالبا ما تزيد من تأثيرها، على سبيل المثال إذا كنت تنقل انشغالك أو اهتمامك عن طريق الكلمات، فإن رسالتك يمكن أن تكون أقوى عن طريق تلميحات غير لفظية، مثل تقطيب الحاجبين أو العبوس أو الدموع.
6- التنظيم: يساعد الاتصال غير اللفظي على تنظيم انسياب المحادثة، فمعظمنا يلاحظ انه عندما يومئ برأسه لشخص بعد أن يتحدث، فانه يكمل ويستمر في حديثه، ولكن إذا أشاح بوجوهه بعيدا او غير وضع الجلسة فان الشخص سوف يتوقف عن الحديث ولو مؤقتا.
كيف يعمل المرشد مع التعبيرات غير اللفظية للمسترشد:
- تأكد من التطابق بين السلوك اللفظي والسلوك غير اللفظي للمسترشد
- لاحظ أو أستجب للفروق أو الرسائل اللفظية وغير اللفظية المختلطة
- أستجب أو لاحظ السلوكيات غير اللفظية عندما يكون المسترشد صامتا أو لا يتكلم.
- ركز على السلوكيات غير اللفظية كهدف لتغيير محتوى المقابلة.
- لاحظ التغييرات في السلوك غير اللفظي للمسترشد والذي حدث في المقابلة أو عبر سلسلة من الجلسات.
- يجب أن يدرك المرشد بأنه ربما يختلف فهم الرسائل غير اللفظية الصادرة عن المسترشد باختلاف الثقافة أو الاختلاف في المواقف.
الاستجابات اللفظية وغير اللفظية
- الاستجابة هي كل نشاط يثيره منبه، وهي التغذية الراجعة, وهي ردة الفعل التي يقوم بها المرشد أو المسترشد أثناء العملية الإرشادية بعد سماع أو ادراك الرسالة اللفظية أو غير اللفظية.
- تتضمن الاستجابة: الأفكار اللفظية والمشاعر الظاهرة, وتعتبر استجابة المسترشد وسيلة فهم يعتمد عليها المرشد في المساعدة لحل المشكلات.
- تعتبر الاستجابات غير اللفظية ذات تأثير كبير في تعزيز العلاقة الارشادية بين المرشد والمسترشد.
- تتضمن الإستجابات غير اللفظية الإيماءات والابتسامة واللمس والإشارات وحركات اليدين والتواصل بالعينين بطريقة جيدة ومنطقية وحركات الوجه ونبرة الصوت.
- يعتبر التواصل بالعينين لمدة تتراوح من ( 3 – 5 دقائق ) استجابة غير لفظية جيدة وذات تعبير شعوري مميز من قِبل المرشد.
حينما يستجيب المرشد بشكل لفظي يجب عليه أن:
- يتواصل مع المسترشد من خلال فهمه، والإنصات له، وإحترام وجهة نظره.
- يظهر الاهتمام بالمسترشد بلا تحيّز ويتقبّل أفكاره.
- الاهتمام بالإدراك الذاتي للمسترشد واكتشاف الذات.
يوجد عشرة استجابات لفظية رئيسية هي :
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الوسوم
الإرشادية الإنساني الاتصال العملية في مهارات وأساليب
عودة
أعلى