كلمة الختام .. الورقة العذراء.

عازفة الأمل

مشرفة, صفحة بيضا
السلام عليكم


هذا حوار بين ريشة و صفحة بيضاء (وطبعا لا داعي لان اخبركم انه حوار خيالي)


كلمة الختام .. الورقة العذراء.


-اليوم اشعر بالملل, هل تريدين ان تأنسيني لفترة اليوم يا صديقتي؟ انت جميلة , وبيضاء جدا ايتها الورقة العذراء.

-نعم انا عذراء, واخاف منذ الازل ان يأتي شخص لعوب متلك يحاول ان يجعل حياتي سوداء, لذا لا تقترب مني بهذه الجرأة, لانني اعرف جيد كيف اتفادى خطك لاحافظ على عفتي.

-لا تكوني قاسية, انا لست اي شخص, فأنا انيق ومحترم, ارسم خطوطي بشكل رشيق وسلسل, انا لست قلم حبر جاف وضيع ومبتذل, انا فنان, من جنباتي يتدفق حبر صيني فاخر, اخط بموهبة, انا ريشة اتت من طير يحمل دماء ملكية, املك العديد من الاسرار , التي اود ان اهمس بها على سطحك الحريري, الكثير من الاشياء لاقصها عليك.....

-توقف عن كلامك المعسول, لن تخدعني بسهولة, جمالي يكمن في نقائي, انا فخورة ببياضي لكي اضحي به من اجل كلمات حتى وان كانت منتقاة

-من دون شك, لكن هنا جمالك صامت , في حين انه يمكنني ان اجعله يتكلم, فنص جميل خير من صفحة بيضاء

-ربما, لكن لدي ميزة ان الطفل الصغير الغير متعلم يمكنه ان يعجب بي, وجمالي يرضي جميع الاذواق, للمتعلم والغير متعلم , للصغير مثل العجوز, للعالم مثل الجاهل

-فعلا, لكن الطفل يكبر ويتعلم القراءة ويتحول الى عالم, والجاهل ايضا يمكنه التعلم

-و ما الذي ستحكيه كلماتك لأولائك الذين ستحرمهم متعة تأملي؟

-سيقص عليهم جمالا اخر, جمال فني

-لا تلح انا عذراء, وسأبقى كذلك, لا خط , لا حرف, لا فاصلة, لا نقطة ستدنس وجهي الطاهر,لذا اذهب الى حال سبيلك دون ان يلمسني اصبعك المدنس

-اذا مررت من جانبك دون ان اخط تلك الكلمات القابعة في داخلي, فستبقى في طي النسيان, فالكتابة تبقى للابد حتى عندما تهرب الكلمات, دعيني فقط المسك بكلمة, وستجعلينني اسعد ريشة

-انت مراوغ اعترف, لكن لن انخدع, لن تستطيع لمسي بجملك المعسولة, لن اقع في فخ كلماتك الغادرة, ولا كلمة ستأتي لترتمي بين ثناياي

-لكنني متأكد ان كلمة واحدة ستفتح لي باب قلبك الابيض....

-انت تضيع وقتك, ايتها الريشة التافهة المتعالية, فأنا محصنة ضد كل كلمات الاغراء التي يمكنك تخيلها, اعرف كل تلك الكلمات الخطيرة التي لا يجب الاستماع اليها , مثل الكلمات الرقيقة, الكلمات البراقة, كلمات الختام, كلها كلمات جوفاء يراد بها اغواء الصفحات البيضاء امثالي

-انا اصر ايتها الصفحة البيضاء الفخورة ببيضاها, ستفتحين اسوار قلبك لي بفضل كلمة ستجعل كل دفاعاتك تنهار, ستسحرك تلك الكلمة, وسترين, من هذا الاتحاد ستنشأ قصة بسيطة وجميلة: قصتنا

-حقا؟ تبدو لي واثقا من نفسك, هل يعقل انك ريش طاوس لتكون بهذا الغرور والاعتزاز بالنفس؟ ما هي تلك الكلمة التي ستقلب كياني؟

-هذه الكلمة, الوحيدة بذكرها تجعلك ترضخين لتوسلاتي, استمعي اليها جيدا لانها الكلمة الرئيسية.
 
الوسوم
الختام العذراء الورقة كلمة
عودة
أعلى