رفقا بفصل حياتنا

املي بالله

نائبة المدير العام
نحن نعيش هذه الحياة مرة واحدة لا غير،
فلا توجد كرة أخرى نستطيع

فيها تحسين التجربة الحياتية الأولى.
إلا أن حياتنا لا يوجد فيها غير فصل واحد
روتيني ممل يختال هنا وهناك،
وهو (الجفاف العاطفي)، على عكس
فصول السنة المتنوعة!
كم جميلة هي السنة بتنوع فصولها،
وكم هي جميلة ميزة المناخ المتوسطي
التي حفظناها عن ظهر قلب منذ أيام المدرسة،
«حار جاف صيفاً، ممطر معتدل شتاءً»،
هو حقاً متوسطٌ؛
ولكن كم حزينة هي المقارنة
عندما نرى أن مجتمعنا
ما هو إلا مناخ متوسطي مقلوب،
فيه الكلام المعسول والكلمة الطيبة بين الآباء والأبناء..الأخوة..الأصدقاء
في كفة الجفاف،
بينما تزخر كفة الشتم واللعن بالأمطار،
فيما يؤدي بنهاية الأمر لتشكيل
مناخ متصحر العواطف.
واقع مأساوي عندما تقول لك
إحداهن إنها كانت تقف أمام المرآة مراراً
تتدرب على قول كلمة «أحبك»
لأبويها،
ولكن محاولاتها مكتوب لها الفشل
في كل مواجهة فعلية أمامهما!
أليس من الغريب أن نجد الكلام البذيء
أمر مقبول وخفيف على اللسان،
في حين إن الكلمات الحلوة يستهجن بها!!
ولا تكاد ألسنتنا تستسيغها؛
فهي أثقل من الحديد؛ بل وكأنها «عيب»
ولا تكون مصرحة إلا لأشباه قيس وليلى!.
بعض النبات عندما لا يجد ماء يسقيه
فإنه يلجأ إلى مد جذوره بعيداً
في حركة انحرافية بحثاً عن مصادر مياه أخرى
دون اكتراثه بدرجة ملوحتها!
وإن لم يجد فإنه يذبل حتى الموت.
«فرفقاً بفصل حياتنا»؛
فبعض الأمطار من أفواه سمائكم
لن تضركم ولن تؤذينا طبعاً!
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
 
رفقا بفصل حياتنا
 
عودة
أعلى